العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-05-17, 04:34 AM   رقم المشاركة : 1
امـ حمد
عضو ذهبي







امـ حمد غير متصل

امـ حمد is on a distinguished road


كيف تطيل عمرك

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف تطيل عمرك
فإن معتقد اهل السنة والجماعة ان المرء بإمكانه ان يطيلَ عمره فيكون عمره خمسين مثلا فيفعل افعالاً معينة، فيُقدِّر الله تعالى له عمراً بعد ذلك أطول يصل إلى الستين أكثر او اقل،
والله تبارك وتعالى،أثبت زيادة الأعمار ونُقصها،فقال(وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلاَّ فِي كِتَابٍ )
وأخبر سبحانه وتعالى،أنه يمحو ما يشاء ويُثبت ما يشاء،فقال ( يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ )
والزيادة والنقص في العمر إنما تكون بما في أيدي الملائكة من الصحف،أي،الذي كتبه الملك،حينما كتب عمر ابن آدم ورزقه، وعمله وشقي أو سعيد،كما في حديث ابن مسعود،في الصحيحين،
أما ما قُدِّر في اللوح المحفوظ فهو لا يُغيّر ولا يُبدّل ولا يُمحى منه شيء،
ففي عِلم الله أن فلاناً من الناس يَصِل رحمه،ويكون عمره المتغير،مثلاً،ستين سنة،فإذا وصل رحمه بلّغه الله السبعين،
والنفس بطبعها،تريد البقاء وطول الأمد وقد جاء في الحديث الصحيح الثابت،أن النبي صلى الله عليه وسلم،قال(وما ترددت في شي أنا فاعله كترددي في قبض نفس المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته) فبين النبي صلى الله عليه وسلم،أن المؤمن يكره الموت فرغبة البقاء في الحياة الدنيا ليست منقصة ولكنها جبلة جعلها الله في الآدميين جميعاً،والمرء إذا طال عمره وكثر عمله فإنها علامةٌ على خيريةٍ للمرء،

ثبت في السنن بإسناد صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال( خيركم من طال عمره وحسن عمله)
وأول هذه الأسباب التي تُطيل في العمر،
تقوى الله تعالى،فالمرء إذا اتقى الله وجعل أمر الله أمام ناظريه، فما يعمل عملاً إلا وهو مراقب له جل وعلا خائفاً من عذابه راجياً ثوابه،فذاك الذي يمد الله في عمره،
وقد صح في السنن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال(من أراد أن يطال له في عمره،وينسأ له في أثره ويزاد له في رزقه،فليتق الله وليبر والديه)
ومن الأسباب لطول العمر،بر الوالدين،صح عن النبي،عليه الصلاة والسلام،حديث ثوبان أن النبي عليه الصلاة والسلام،قال (لا يزيد في العمر إلا بر الوالدين )
ومعنى الحديث،التأكيد على أن بر الوالدين أعظم سبب لطول العمر،
وقد ثبت من حديث أنس،رضي الله عنه،أن النبي صلى الله عليه وسلم،قال( من أحب أن يمُد الله له في عمره ويزيد في رزقه فليبر والديه وليصل رحمه)
إن المرءَ إذا بر والديه وأمضى وقته في الإحسان إليهم وخدمتهم وطاعتهم،فان الله يخلف عليه وقته أضعافاً مضاعفة،
إن من الناس من يستغل دقائق معدودة يجالس فيها والديه إما أن يمرضهم أو يقوم بحاجتهم،
وما علم ذلك المرء أن كل دقيقة يجلسها المرء مع والديه براً بهما وإحساناً إليهما وتمريضاً لهما،فإن الله عز وجل،يبدلها علي المرء أضعافاً مضاعفة،
ومما يطيل الله به العمر صلة الرحم،فيصل المرء رحمه ويحسن إليهم،وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم( من أراد أن يُنسأَ في أثره ويطال الله في عمره فليتق الله وليبر والديه وليصل رحمه )
وما جاء عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال،من ضمن لي واحدة ضمنت له أربعاً،
من وصل رحمه،طال عمره، وأحبه أهله، ووسع عليه في رزقه، ودخل جنة ربه)
فبين أن في صلة الرحم أربع جزاءات من الله تعالى يثاب عليها المرء،
ما هي الرحم التي يجب صلتها والإحسان إليها،ويأثم المرء على قطيعتها،
أن صلة الرحم إنما يجب على المرء أن يصل أباه وأجداده وأمَّه وجداته وأبناءه وأحفاده وأعمامه وعماته وأخواله وخالاته،وأبناء أخيه وأبناء أخته وبنات أخته،
ومن الأسباب لطول العمر،حسن الخلق،وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم،قوله(حسن الخلق يعمر الديار ويزيد في الأعمار) فإذاً حسُن خلق المرء،يعد علامةً على طول عمره،
ومن الأسباب لطول العمر،حسن الجوار،وقد صح في الحديث قوله عليه الصلاة والسلام( صلة الرحم وحسن الجوار وحسن الخلق يزيدان في الأعمار)
ومن أسباب طول العمر،طلب العلم،فطلب العلم وخصوصاً طلب علم الحديث فان هذا يمد في عمره،والسبب ان العلم في هذا الدين ينقله الأصاغر عن الأكابر،
والنبي عليه الصلاة والسلام،يقول(نضر الله امرأً سمع مقالتي فاداها كما سمعها فرب مبلغ أوعى من سامع)ولذلك يقول محمد بن عبد الله الأودي،سمعت شيوخنا يقولون،دليل طول عمر الرجل اشتغاله بأحاديث النبي،
ولذلك نجد كثيراً من علماء الحديث،قد جاوزت أعمارهم عشرات السنين،طوال من العمر،
لأن الله تعالى،يحفظ الصدور التي حوت العلم،
وقد جاء عن عكرمة رضي الله عنه،إن الله عز وجل،قد تأذن أن لا يخرف عقل امرئ حوى القرآن في قلبه،
فمن حوى القران في قلبه حفظاً وفهماً واستنباطًا وعملاً،فان الله يحفظه من الخرف ويمد في عمره لينقل هذا العلم لمن بعده،
ومن الأسباب التي جاء الأثر أنها تكون سبباً لطول العمر،اختيار البلدان التي لا وباء وتكون صحيحة في هوائها،
وقد روى الإمام مالك عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه،انه قال (لبيتٌ في رُكبة أحبُّ إلي من عشرة أبياتٍ في الشام)
قال الإمام مالك،يريد عمرُ،رضي الله عنه،ما يكون من طول الأعمار والبقاء لأن ركبة اصحَّ هواءَ من الشام،
وركبةُ،هي قرية في شرقي الطائف،وهي قرية نائية، وقد روى أحد المشايخ انه زار هذه القرية فذهب إلى أحد مساجدها فوجده مملوءاً بكبار السن، فلما سألهم عن أعمارهم فكان أغلبهم قد تجاوز الثمانين والتسعين من عمره ، فلعل هذا مصداق ما قاله عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن هذه القرية،
ومن الأسباب التي تطيل العمر،الصدقة،وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم،في الحديث الحسن،قال (الصدقة تقي مصارع السوء)فالصدقة المندوبة دون الواجبة التي لا منة للمرء فيها وهي الزكاة،أنها تمد في العمر وتنسأ فيه وتزيده،
ومن الأسباب التي تطيل في العمر،أنْ يعنى المرءُ بتوقير ذي الشيبة واحترامه،فإن في توقير الشيبة سبب في مد العمر،

وقد جاء في صحيح الترمذي،أن النبي صلى الله عليه وسلم،قال(ما وقّر شابٌ شيخاً إلا قيض الله له في سنه من يوقره)
وفي هذا دليل،على أن من وقر ذوي الشيبة في أول أمره فان الله سيمد في عمره حتى يكون مثلهم لأن النبي،صلى الله عليه وسلم، قال(إلا قيض الله له في سنه)أي،سيكون كبيراً في سنه فيقيَّض له من يوقره في عمره،
قال بعض أهل العلم،وان أعظم من يوقرُ من ذوي الشيبة،الأولاد، وأهل العلم،فمن وقر والديه وعُني باحترامهما وبرهما والإحسان إليهما وتوقير شيبتهما،فإن هذا يكون سبباً في مد عمره وكذلك بالنسبة لأهل العلم،
ومن الأسباب التي تطيل العمر،الدعاء،فإن المرء إذا دعا الله،عز وجل،فإن الله تعالى،يجيب دعاءه،ولذلك يقول النبي فيما صح عنه(ولا يرد القدر إلا الدعاء)
والمراد بالقدر،أي القدر المكتوب في لوح السماء الدنيا الذي يمحو الله فيه ما يشاء ويثبت،
فإن المرء إذا دعا الله عز وجل،بالشفاء من المرض والمد في العمر،فان الله يجيب هذا الدعاء،
وقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم،لأنس بن مالك،بأن يطيل الله في عمره،
فقال،عليه الصلاة والسلام(اللهم أكثر ماله وولده وأطل عمره واغفر ذنبه،
قال انس رضي الله عنه،فدعا لي النبي عليه الصلاة والسلام،  بثلاث دعوات،
رأيت اثنتين منهما، يعني،طول العمر ،وكثرة المال والولد،قال، حتى انه ليُثمرُ لي النخلُ مرتين في السنة،واني عددت من ولدي، أي،من ولده وولد ولده،نحوا من مئة،وأما عمره فقد كان من آخر الصحابة وفاةً،
والأقرب في ذلك دليلاً،فعل النبي،أنه يشرع الدعاء ولكن الأفضل أن يُقيَّد بالطاعة فيقال،أطال الله عمرك على الطاعة أو على البر ونحو ذلك،
قد جاء في بعض الكتب بإسناد صحيح،أن الأصمعي رحمه الله رأى رجلاً في البادية،قال،فسألته كم عمرك،فقال،عمري مئة وعشرون سنة،فقال الأصمعي،ما سبب طول عمرك،قال(تركت الغل أي،الحسد فبقيت)
إن المرء إذا كان سليم القلب لإخوانه فان هذا سبب تقوى الله وتوفيقه،
والبعد عن معاصيه،
ولعل مما يثاب عليه في الدنيا أن يمد الله في عمره،
اللهم امدد لنا فى أعمارنا ومتعنا بالصحة والعافيه،واجعلهما فى سبيلك،ورضاك والدعوة اليك وكل من اتبع هداك،
لنزداد في طاعتك،ووسع علينا في رزقنا،واغفر لنا ذنوبنا،
اللهم آميــن.






 
قديم 08-05-17, 02:10 AM   رقم المشاركة : 2
محمد السباعى
عضو ماسي






محمد السباعى غير متصل

محمد السباعى is on a distinguished road


جزاك الله خيرا







 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:44 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "