العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-02-05, 06:24 AM   رقم المشاركة : 1
123
عضو مميز جداً





123 غير متصل

123 is on a distinguished road


لماذا اللغة العربية أجمل اللغات ؟

السلام عليكم

تبوأت اللغة العربية مقعداً سامياً بين لغات العالم ، وذلك لما لها من خصائص ومميزات جمالية تفوقت بها على أقرانها من سائر اللغات ، وسأتناول جانباً بسيطاً لإيضاح تلك المواصفات والمقاييس الجمالية ، ثم أترك المجال للقارئ الواعي كي يحكم على اللغة العربية هل تربعت على عرش مملكة الجمال بحق أم بزور وبهتان ؟!

 ففي ( التثنية ) هي ليست كاللغات التي تهمل حالة التثنية لتنتقل من المفرد إلى الجمع ، وهي ثانياً لا تحتاج للدلالة على هذه الحالة إلى أكثر من إضافة حرفين إلى المفرد ليصبح مثنى ( الباب – البابان- البابين ) على حين أنه لا بد في الفرنسية والإنجليزية من ذكر العدد مع ذكر الكلمة وذكر علامة الجمع بعد الكلمة ، فنقول في الفرنسية : ( Les deux portes ) ، ونقول في الإنجليزية ( the tow doors ) .

 وفي ( إضافة الضمائر ) نكتفي في العربية بإضافة الضمير إلى الكلمة وكأنه جزء منها ، فنقول : ( كتابه ) و ( منزلهم ) ، على حين تقول في الفرنسية مثلاً : ( son livre) و ( leur maison ) .

 أما في ( إضافة الشيء إلى غيره ) فيكفي في العربية أن نضيف حركة إعرابية ، أي صوتاً بسيطاً إلى آخر المضاف إليه ، فنقول : ( كتاب التلميذِ ) و ( مدرسةُ التلاميذِ ) ، على حين تستعمل في الفرنسية أدوات خاصة لذلك ، فنقول : ( le livre de leleve) و ( des eleves lecole) .

 وفي ( الإسناد ) يكفي في العربية أن تذكر المسند والمسند إليه ، وتترك لعلاقة الإسناد العقلية والمنطقية أن تصل بينهما بلا رابطة ملفوظة أو مكتوبة ، فتقول مثلاً : ( أنا سعيدٌ ) ، على حين أن ذلك لا يتحقق في اللغة الفرنسية واللغة الإنجليزية ، ولا بد لك فيهما مما يساعد على الربط ، فتقول : ( je sui heureux ) و ( I am happy ) ، وتستعمل هاتان اللغتان لذلك طائفة من الأفعال المساعدة مثل (etre و avoir ) في الفرنسية ، و( to have و to be ) في الإنجليزية .

 ومن حيث ( الفعلُ ) فإنه يمتاز في العربية باستتار الفاعل فيه حينا ، وكونه جزءاً منه حيناً آخر ، تقول : ( أكتب ، و تكتب ) مقدراً الفاعل المستتر ، وتقول : ( كتبت ، وكتبا ، وكتبوا ) فتصل الفاعل بالفعل وكأنه حرف من حروفه ، فلا نحتاج إلى البدء به منفصلاً مقدما على الفعل كما هو الأمر في الفرنسية : (nous ... tu و il و je ) ، وفي الإنجليزية ( I وَ you وَ they) .

 وكذلك عند ( البناء للمجهول ) يكفي في العربية أن تغير حركة بعض حروفه ، فتقول : ( كُتِبَ ، قُرِئَ ) على حين تقول في الفرنسية مثلاً : ( a ete ecrit) ، وفي الإنجليزية ( it was read) .

 وتختصرالعربية بعض الأفعال فإذا هي حروف ، كقولك في أمر المخاطب المذكر : ( فِ ) من وَفَى يَفِي ، و( قِ ) من وَقَى يَقِي ، و( عِ ) من وَعَى يَعِي ، و( شِ ) من وَشَى يَشِي ، و( إِ ) من وَأَى يَئِِي – من الوعد - ، و ( لِ ) من وَلِيَ يَلِي ، و( دِ ) من وَدَى يَدِي – من الدية - ، و ( رَ ) من رَأَى يَرَى ، و( نِ ) من وَنَى يَنِي – من الوَنى وهو الفتور - ، وغيرها .
وكل حرف من هذه الحروف هو في الحقيقة جملةٌ تامة ، مكونةٌ من ففعل وفاعل مستتر وجوباً ، فهل رأيت في غير العربية إيجازا يجعل من الحرف جملة ؟!

 وفي العربية ألفاظ يصعب التعبير عن معانيها في لغة أخرى بمثل عددها من الألفاظ كـ( أسماء الأفعال ) و( كاف التشبيه ) و ( حرف الاستقبال ) ، وإليك مثلا من ذلك في العربية والإنجليزية .

الكلمة في العربية الكلمة في الإنجليزية
هيهات It is too far
شتان There is a great difference
هو قوي كالأسد He is as strong as a lion
سأذهب I shall go
سيذهب He will go


 وانظر إلى بعض أساليب اللغة الإنجليزية في النفي ، كم يكلفنا إدخال الفعل بعد الضمير ، ثم إدخال أداة النفي بين الفعل المساعد والفعل المنفي ، فنحن نقول مثلا ( I did not meet him ) على حين نعبر عن كل هذا في العربية بقولنا : ( لم أقابله ) ، وتقول : ( I will never meet him ) في مقابل : ( لن أقابله ) .

وبعد كل ذلك ألا تستحق لغتنا الحبيبة أن تتربع على عرش ملكة جمال لغات العالم كلها ؟!

منقول







 
قديم 01-02-05, 06:26 AM   رقم المشاركة : 2
123
عضو مميز جداً





123 غير متصل

123 is on a distinguished road


سؤال
ذكر أحدهم أنه أحصى المفردات الموجودة في معجم لسان العرب فلم تتجاوز 84ألف كلمة تقريباً مقارنة باللغة الإنجليزية التي تتجاوز مفرداتها 490ألف كلمة و 300ألف مصطلح


للرد على على هذا السؤال


أولا: تقاس سعة وغزارة اللغة العربية بعدد المواد وليس بعدد الكلمات أو المفردات..
فالمادة على سبيل المثال (ع ل م): حيث يتفرع منها عِلءم "بتسكين اللام" وعَلِمَ "بفتح العين وكسر اللام" وعلّم "بتشديد اللام" واستعلام ومعلم ومتعلم ومتعالم وتعليم وإعلام ومعلومات وعلامة "بفتح اللام" وعلامة "بتشديد اللام" ومعالم وعلوم وعالَم "بفتح اللام" وعالِم "بكسر اللام" وعَلَم "بفتح اللام" أي الراية ومعلوم...
ثانياً: لقد ذكر بعض علماء اللغة العربية أنها تتألف من ما يقارب 400ألف مادة (وليس كلمة) المستعمل منها عشرة آلاف والباقي مهجور، واللفظ المهمل أو المهجور لا يعني -بالضرورة- أنه غير مفهوم.
يقول الخليل بن أحمد الفراهيدي (المتوفى عام 175ه) في كتابه معجم العين: إن عدد أبنية كلام العرب المستعمل والمهمل يبلغ اثني عشر ألف ألف وثلاثمائة وخمسة آلاف وأربعمائة واثنتي عشرة كلمة أي 12مليوناً و 305آلاف و 412كلمة.
وفي كتاب الفصحى لغة القرآن بقلم أنور الجندي أورد ما قاله الحسن الزبيدي: إن عدد الألفاظ العربية 6ملايين و 699ألفاً و 400لفظ ( 6699400لفظ)، أي سبعة ملايين كلمة تقريباً.
أما ما تحتويه أشهر معاجم اللغة العربية من مواد لغوية فهي كما يلي:
أ- حوى معجم تاج اللغة وصحاح العربية للجوهري (ت 393ه) أربعين ألف مادة.
ب- حوى معجم لسان العرب لابن منظور (ت 711ه) ما يربو على ثمانين ألف مادة.. (وأكرر "مادة" وليس كلمة ولا مفردة).
ج- حوى معجم القاموس المحيط للفيروز آبادي (ت 817ه) ما يربو على ستين ألف مادة.
د- كما حوى معجم تاج العروس من جواهر القاموس للزبيدي (ت 1205ه) مائة وعشرين ألف مادة.. وهو أضخم معجم عربي.
ثالثاً: إن مقياس أفضلية أي لغة بشرية على أخرى هي دقة البيان ووجازة اللفظ لإيصال المعنى المراد.. ولا مثل الشجاعة في الحكيم.. فاذا تميزت اللغة بالكثرة والدقة فقد بلغت الكمال وهذا ما ينطبق على العربية.. أما انتشار لغة قوم بين الأمم فانه يعود الى جهود أبنائها وحرصهم على نشر ثقافتهم واعتزازهم بلغتهم وهذا -مع الأسف- ما لا ينطبق علينا.. إن العيب يكمن في العرب وليس في العربية..
رابعاً: في اللغة العربية ألفاظ مولّدة واشتقاقية واصطلاحية وكلمات ذات استخدام مطلق ومقيد.. إن المصطلحات المجازة قديماً وحديثاً غزيرة جداً مثل جاعل ومرجوح وفي عصرنا مثل العوالمية أو العولمة.. إضافة الى أن مجمع اللغة العربية يجيز بين الحين والآخر كلمات ومصطلحات واشتقاقات كثيرة تستجد في حياتنا اليومية وجميع تلك الألفاظ ذات أصل عربي سوى النزر اليسير الذي لا حكم له.. أما المصطلحات الإنجليزية فإن أغلبها مشتق من ألفاظ إغريقية أو لاتينية وبعضها اختصار لجُمل بأخذ الحرف الأول من كل كلمة.
خامساً: العربية الفصحى هي اللغة الوحيدة المنطوقة والمفهومة منذ أكثر من ستة عشر قرن..اً وها نحن نقرأ المعلقات ونستمتع بجزالة لفظها وغزارة معانيها لأن القرآن الكريم حفظ اللغة العربية وحفظته بعد حفظ الله سبحانه تعالى ولا يوجد في العربية ما يسمى باللغة الكلاسيكية.. أما لغة شكسبير في القرن السابع عشر الميلادي (أي منذ أربعة قرون فقط) فإنها لا تُفهم إلا من قبل الفئة المتخصصة في الأدب الإنجليزي.
سادساً: إن فضل العربية وجمالها وقوتها وتميزها على جميع اللغات البشرية -دون استثناء- أعظم من أن نحيط به في هذه السطور.. ويكفي لغة العرب شرفاً أن الله أنزل بها كتابه الكريم وجعل من أبنائها سيد ولد آدم محمد صلى الله عليه وسلم..
وفي الختام: لله در حافظ إبراهيم القائل -بلسان لغتنا-:
رجعت لنفسي فاتهمت حصاتي
وناديت قومي فاحتسبت حياتي
رموني بعقم في الشباب وليتني
عقمت فلم أجزع لقول عداتي
وسعت كتاب الله لفظاً وغاية
وما ضقت عن آي به وعظات
فكيف أضيق اليوم عن وصف آلة
وتنسيق أسماء لمخترعات
أنا البحر في أحشائه الدر كامن
فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي
أرى كل يوم في الجرائد مزلقاً
من القبر يدنيني بغير أناةِ
وأسمع للكُتاب في مصر ضجة
فأعلم أن الصاخبين نعاتي
أيهجرني قومي عفا الله عنهمو
الى لغة لم تتصل برواةِ
سرت لوثة الإفرنج فيها كما سرى
لعاب الأفاعي في مسيل فرات
فجاءت كثوب ضم سبعين رقعة
مشكلة الألوان مختلفات
الى معشر الكُتّاب والجمع حافل
بسطت رجائي بعد بسط شكاتي
فإما حياة تبعث الميت في البلى
وتنبت في تلك الرموس رفاتي
وإما ممات لا قيامة بعده
ممات لعمري لم يقس بممات
مع التحية.. ودمتم بخير ،،،ف



منقول







 
قديم 01-02-05, 07:04 AM   رقم المشاركة : 3
123
عضو مميز جداً





123 غير متصل

123 is on a distinguished road


نقل للحوار الذي دار حول الموضوع

بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكاتب.. الأخوة القراء..
ما أورده كتاب جينيس أن الإنجليزية أكثر اللغات غنى بالمفردات؛ غير صحيح.. والصواب أن أكثر لغة غنية بالمفردات وكذلك بدقة المعاني هي لغة الفصاحة والبيان اللغة العربية التي تضم سبعة ملايين كلمة تقريباً.. بينما تحتوي الإنجليزية على 498 ألف كلمة فقط، والعربية هي اللغة الوحيدة المحكية في زمننا منذ أكثر من ألف وستمائة عام.. وها نحن نقرأ المعلقات ونستمتع بجزالة لفظها وغزارة معانيها.. فالقرآن الكريم حفظ اللغة العربية وحفظته بعد حفظ الله سبحانه..
ورغم وجود كلمات عربية كثيرة تُعد من الحواشي وغرائب اللغة إلا أن ندرة استخدامها وعدم فهم معانيها دليل على ضعفنا وضحالة ثقافتنا اللغوية.. والعيب ليس في اللغة ولكنه في أبنائها.. كتاب الله بين أيدينا لماذا لا نفهم آيات نتلوها صباح مساء (ومن شر غاسق إذا وقب) (الوسواس الخنّاس) (إن الإنسان لربه لكنود).. وغيرها كثير ولكن ما ذكرته -من قصار السور- على سبيل المثال.
إن أول خمسمائة كلمة شائعة في أي (مجتمع) توضح عقيدة وثقافة المجتمع لأنها تمس كيانه وحياته اليومية.. وأود الإشارة الى وجود فرق بين شيوع المفردات في لغة المجتمع بصفة خاصة وشيوعها في لغة الأُمة بصفة عامة.
وعلى نفس السياق، في داخل أي لغة يوجد حرف يتكرر أكثر من غيره.. ففي العربية الأَلِف، وتنفرد العربية بين اللغات بوجود حرف الضاد، كما تتميز الحروف العربية باستخدام جميع المخارج الحلقية.. لذا تجد من السهولة على العربي النطق بحروف جميع اللغات حتى وإن لم تكن تلك الحروف موجودة بالعربية.
مع التحية والتقدير،،،
خالد بن راشد الحجي
===
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكاتب.. الأخوة القراء..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
تقاس سعة اللغة العربية بعدد المواد وليس بعدد الكلمات..
فالمادة مثل قولك زوج: حيث يتفرع منها زواج / زوج / زوجة / زوجي (عكس فردي)... إلخ
أما ما يقابل هذه الكلمات في الإنجليزية فهي مختلفة تماماً عن الفعل الأصلي وهي Marriage / Husband / Wife .
وكذلك مادة كتب: ومنها كتب / كتاب / كاتب / مكتبة / مكتب ...
ويقابلها بالإنجليزية: Write / Book / Writer / Library / Office .
ويشير الخليل بن احمد الفراهيدي (توفي عام 175هـ) في كتابه معجم العين إلى أن عدد أبنية كلام العرب المستعمل والمهمل يبلغ اثنا عشر ألف ألف وثلاثمائة وخمسة آلاف وأربعمائة واثنا عشر كلمة أي 12 مليون و305 آلاف و412 كلمة (12305412 كلمة).
ويقول الحسن الزبيدي: إن عدد الألفاظ العربية 6 ملايين و 699 ألف و 400 لفظ (6699400 لفظ) لا يستعمل منها –حسب قوله- إلا 5620 لفظاً والباقي مهمل.
وقد ذكر بعض علماء اللغة العربية أنها تتألف من 400 ألف مادة (وليس كلمة) المستعمل منها عشرة آلاف والباقي مهجور، واللفظ المهمل أو المهجور لا يعني أنه غير مفهوم.
لقد حوى معجم تاج اللغة وصحاح العربية للجوهري (ت 393هـ) أربعون ألف مادة.
وفي معجم لسان العرب لابن منظور (ت 711هـ) ثمانون ألف مادة.
وحوى معجم القاموس المحيط للفيروزآبادي (ت 817هـ) ما يربو على ستون ألف مادة.
كما حوى معجم تاج العروس من جواهر القاموس للمرتضى الزبيدي (ت 1205هـ) مائة وعشرون ألف مادة وهو أضخم معجم عربي.
إن العبرة في أفضلية أي لغة بشرية على أخرى هي دقة البيان ووجازة اللفظ للوصول الى المعنى المراد.
وكل شجاعة في المرء تغني ولا مثل الشجاعة في الحكيم.. فاذا تميزت اللغة بالكثرة والدقة فقد بلغت الكمال..
ومن دقة العربية انها جعلت للماء 170 اسما و70 اسما للمطر.. و 500 اسم للأسد أشهرها الأسد والليث.. ومنها أسامة وضرغام وهصور وحمزة والعثمثم أي كريه المنظر والعرندس أي الضخم وقسورة أي المنقض على الفريسة.. وفي سورة المدثر (كأنهم حمر مستنفرة فرت من قسورة) وكذلك السبر وغضنفر وهزبر...
وللسحاب أسماء عديدة.. (أول ما ينشأ السحاب فهو النشء، فاذا انسحب في الهواء فهو السحاب فاذا تغيرت له السماء فهو الغمام، فاذا كان غيم ينشأ في عرض السماء لا تبصره ولكن تسمع رعده من بعد فهو العقر، فاذا اظلّ فهو العارض، فاذا كان ذا رعد وبرق فهو القرّاض..) وإذا كان مليء بالماء فهو المُزن وإذا كان أبيض صافياً فهو الرباب...
وفي جمال الوجه صباحة وجمال البشرة وضاءة وجمال العينين حلاوة وجمال الفم ملاحة وجمال اللسان ظرف وجمال القد رشاقة وجمال الشمائل لباقة.. وللعينين دعجاء ونجلاء وحوراء أي شديدة سواد الأسود منها وشديدة بياض الأبيض..
ودرجات الحب: الهوى، والكَلْف، والعشق، واللوعة، والشغف، والجوى والتيم، والتبل، والتدلية، والهيوم..
وهناك واحد وعشرون اسماً لأوقات اليوم والليلة منها: سحر وفجر وصبح وصباح وإشراق وضحى وظهيرة وظهر وعصر وأصيل ومغرب وعشاء وعشية وعتمة..
وفي التميّز بين الألوان المتقاربة.. الصُّهبة: حُمرة تضرب إلى البياض، الكُهبة: صُفرة تضرب إلى حُمرة، القُهبة: سواد يضرب إلى خُضرة، الدُّكنة: بين الحمرة والسواد، الكُمدة: لون يبقى اثره ويزول صفاؤه، الشُربة: بياض مُشرب بحُمرة، الشُهبة: بياض مشرب بأدنى سواد، العُفرة: بياض تعلوه حُمرة، الصُّحرة: غُبرة فيها حُمرة، الدُّبسة: بين السواد والحُمرة، القُمرة: بين البياض والغُبرة، الطُّلسة: بين السواد والغُبرة.
وفي الفروق اللغوية، هناك فرق بين الجلوس للمستلقي والقعود للقائم.. وكذلك الهم من المستقبل والغم من الماضي، والكوب فارغ والكأس معبأ.. واقرأ قوله تعالى: (وأكواب موضوعة) وقوله سبحانه (كأساً كان مزاجها زنجبيلاً)..
إن فضل العربية وجمالها وتميزها على جميع اللغات البشرية أعظم من أن نحيط به في هذا المقال.. ويكفي لغة العرب شرفاً أن الله أنزل بها كتابه الكريم..
للاستزادة في هذا الموضوع يمكنكم الرجوع الى كتب كثيرة جداً منها:
المعاجم المذكورة في المقال.
فقه اللغة لأبي منصور الثعالبي.
كتاب الفصحى لغة القرآن بقلم أنور الجندي.
ودمتم بخير وعافية ،،،
خالد بن راشـد الحجي



منــــــــــــــــــقول







 
قديم 01-02-05, 07:05 AM   رقم المشاركة : 4
123
عضو مميز جداً





123 غير متصل

123 is on a distinguished road


===
بسم الله الرحمن الرحيم

الأخوة القراء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لمن أراد الحصول على نسخة –مجانية- من (قاموس أكثر 500 كلمة) متداولة في اللغة الإنجليزية، بامكانه الرجوع الى موقع:
www.anglik.net بشبكة الإنترنت.
وسيجد فيه
The 500 Most Commonly Used Words in English
Based on the combined results of British English, American English and Australian English surveys of contemporary sources in English: newspapers, magazines, books, TV, radio and real life conversations - the language as it is written and spoken today.
الكلمات الأكثر شيوعاً في اللغة الإنجليزية بالولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وأستراليا.. وهذه الكلمات عادة ما تستخدم في الصحف والمجلات والكتب والإذاعة والتلفاز بالإضافة الى الحياة اليومية.. هذه الألفاظ الدارجة قراءة وكتابة ونطقاً في عصرنا الحاضر..
والكلمات كما يلي:
رقم الكلمة
1 the
2 of
3 to
4 and
5 a
6 in
7 is
8 it
9 you
10 that
11 he
12 was
13 for
14 on
15 are
16 with
17 as
18 I
19 his
20 they
21 be
22 at
23 one
24 have
25 this
26 from
27 or
28 had
29 by
30 hot
31 but
32 some
33 what
34 there
35 we
36 can
37 out
38 other
39 were
40 all
41 your
42 when
43 up
44 use
45 word
46 how
47 said
48 an
49 each
50 she
51 which
52 do
53 their
54 time
55 if
56 will
57 way
58 about
59 many
60 then
61 them
62 would
63 write
64 like
65 so
66 these
67 her
68 long
69 make
70 thing
71 see
72 him
73 two
74 has
75 look
76 more
77 day
78 could
79 go
80 come
81 did
82 my
83 sound
84 no
85 most
86 number
87 who
88 over
89 know
90 water
91 than
92 call
93 first
94 people
95 may
96 down
97 side
98 been
99 now
100 find
101 any
102 new
103 work
104 part
105 take
106 get
107 place
108 made
109 live
110 where
111 after
112 back
113 little
114 only
115 round
116 man
117 year
118 came
119 show
120 every
121 good
122 me
123 give
124 our
125 under
126 name
127 very
128 through
129 just
130 form
131 much
132 great
133 think
134 say
135 help
136 low
137 line
138 before
139 turn
140 cause
141 same
142 mean
143 differ
144 move
145 right
146 boy
147 old
148 too
149 does
150 tell
151 sentence
152 set
153 three
154 want
155 air
156 well
157 also
158 play
159 small
160 end
161 put
162 home
163 read
164 hand
165 port
166 large
167 spell
168 add
169 even
170 land
171 here
172 must
173 big
174 high
175 such
176 follow
177 act
178 why
179 ask
180 men
181 change
182 went
183 light
184 kind
185 off
186 need
187 house
188 picture
189 try
190 us
191 again
192 animal
193 point
194 mother
195 world
196 near
197 build
198 self
199 earth
200 father
201 head
202 stand
203 own
204 page
205 should
206 country
207 found
208 answer
209 school
210 grow
211 study
212 still
213 learn
214 plant
215 cover
216 food
217 sun
218 four
219 thought
220 let
221 keep
222 eye
223 never
224 last
225 door
226 between
227 city
228 tree
229 cross
230 since
231 hard
232 start
233 might
234 story
235 saw
236 far
237 sea
238 draw
239 left
240 late
241 run
242 don\'t
243 while
244 press
245 close
246 night
247 real
248 life
249 few
250 stop
251 open
252 seem
253 together
254 next
255 white
256 children
257 begin
258 got
259 walk
260 example
261 ease
262 paper
263 often
264 always
265 music
266 those
267 both
268 mark
269 book
270 letter
271 until
272 mile
273 river
274 car
275 feet
276 care
277 second
278 group
279 carry
280 took
281 rain
282 eat
283 room
284 friend
285 began
286 idea
287 fish
288 mountain
289 north
290 once
291 base
292 hear
293 horse
294 cut
295 sure
296 watch
297 color
298 face
299 wood
300 main
301 enough
302 plain
303 girl
304 usual
305 young
306 ready
307 above
308 ever
309 red
310 list
311 though
312 feel
313 talk
314 bird
315 soon
316 body
317 dog
318 family
319 direct
320 pose
321 leave
322 song
323 measure
324 state
325 product
326 black
327 short
328 numeral
329 class
330 wind
331 question
332 happen
333 complete
334 ship
335 area
336 half
337 rock
338 order
339 fire
340 south
341 problem
342 piece
343 told
344 knew
345 pass
346 farm
347 top
348 whole
349 king
350 size
351 heard
352 best
353 hour
354 better
355 true .
356 during
357 hundred
358 am
359 remember
360 step
361 early
362 hold
363 west
364 ground
365 interest
366 reach
367 fast
368 five
369 sing
370 listen
371 six
372 table
373 travel
374 less
375 morning
376 ten
377 simple
378 several
379 vowel
380 toward
381 war
382 lay
383 against
384 pattern
385 slow
386 center
387 love
388 person
389 money
390 serve
391 appear
392 road
393 map
394 science
395 rule
396 govern
397 pull
398 cold
399 notice
400 voice
401 fall
402 power
403 town
404 fine
405 certain
406 fly
407 unit
408 lead
409 cry
410 dark
411 machine
412 note
413 wait
414 plan
415 figure
416 star
417 box
418 noun
419 field
420 rest
421 correct
422 able
423 pound
424 done
425 beauty
426 drive
427 stood
428 contain
429 front
430 teach
431 week
432 final
433 gave
434 green
435 oh
436 quick
437 develop
438 sleep
439 warm
440 free
441 minute
442 strong
443 special
444 mind
445 behind
446 clear
447 tail
448 produce
449 fact
450 street
451 inch
452 lot
453 nothing
454 course
455 stay
456 wheel
457 full
458 force
459 blue
460 object
461 decide
462 surface
463 deep
464 moon
465 island
466 foot
467 yet
468 busy
469 test
470 record
471 boat
472 common
473 gold
474 possible
475 plane
476 age
477 dry
478 wonder
479 laugh
480 thousand
481 ago
482 ran
483 check
484 game
485 shape
486 yes
487 hot
488 miss
489 brought
490 heat
491 snow
492 bed
493 bring
494 sit
495 perhaps
496 fill
497 east
498 weight
499 language
500 among

مع التحية ،،،
خالد الحجي
[email protected]





منــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــقول







 
قديم 01-02-05, 12:27 PM   رقم المشاركة : 5
درع السنة
عضو ذهبي






درع السنة غير متصل

درع السنة is on a distinguished road


جزاك الله خير

أحب أن أضيف شيئاً على رصيد اللغة العربية .
1- كانت لغة آدم عليه السلام العربية .
2- لغة خاتم الكتب العربية وكذلك هي لغة أهل الجنة .
3-أقدم مخطوطة في التاريخ عمرها عشرة آلاف عام هي بالعربية وقد وجدت في صحراء سيناء ، وهذا يفند خرافة أن اول من كتب هم الصينييون قبل أربعة آلاف عام .
4-كانت لغة العلم لأكثر من سبعة قرون وبها نقل العلم للغرب رواد العلم في العصر الحديث .
أيها القاريء راجع كتاب شمس الإسلام تسطع على الغرب للكاتبه الألمانية ( نسيت إسمها )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
يا زميل 123
هل لديك معلومات عن فن الحداء ؟
من هو الصحابي الجليل الذي كان يحدو في الركب أثناء الزحف المظفر بإتجاه خيبر ؟ وقد قال عنه عليه الصلاة والسلام رحم الله هذا الصوت ، فإستشهد رضي الله عنه .
أرجوا الإفاده إن أمكن .







التوقيع :
أمـا تـرى الأُسـد تُـخـشــى وهــي صـامتـةًُُ..
والكـلب يخشــى لعـمــري وهـو نبـاحُ...
من مواضيعي في المنتدى
»» الرجاء الدخول للأهمية القصوى
»» البقرات الثلاث
»» عاجل للتصويت
»» حوار ودي مع أي شيعي معدي
»» محاضرة الرافضة واكذوبة محبة النبي عليه الصلاة والسلام
 
قديم 08-02-05, 02:42 PM   رقم المشاركة : 6
بايعقوب
عضو ذهبي






بايعقوب غير متصل

بايعقوب is on a distinguished road


موضوع جميل
جزاك الله خير
------------







التوقيع :
ماحيلتي فيمن يرى أن القبيح هو الحسن
من مواضيعي في المنتدى
»» أمريكا والانهيار الحضاري حقيقة أم وهم
»» هل تعلم ؟
»» إن مفكرة الإسلام لها حقٌ علينا فلنزورها مرة في اليوم أو نجعلها الصفحة الرئيسة
»» أية الله العظمى في الصمت أدام الله صمته
»» تنبية / صلح الحسن كان لله وليس خوفاً من شيعتة
 
قديم 08-03-05, 04:27 PM   رقم المشاركة : 7
123
عضو مميز جداً





123 غير متصل

123 is on a distinguished road


شكرا على المرور وجزى الله المسلمين كل خير







 
قديم 19-08-05, 10:53 AM   رقم المشاركة : 8
123
عضو مميز جداً





123 غير متصل

123 is on a distinguished road


عمدة طوكيو يصف الفرنسية بـ «الفاشلة دولياً»

عمدة طوكيو يصف الفرنسية بـ «الفاشلة دولياً»



وصف شينتارو إيشاهارا عمدة مدينة طوكيو،اللغة الفرنسية بأنها «لغة فاشلة دولياً».

وكان عمدة العاصمة اليابانية قد عاب على لغة موليير فشلها في التحول إلى لغة عالمية بسبب عجزها عن إيجاد مفردات خاصة للدلالة على جميع الأعداد، مستشهداً في هذا الصدد بلجوء الفرنسيين إلى استعمال عبارة «ستين وعشرة» كناية عن «سبعين» و «أربع عشرينات» كناية عن «ثمانين» وحتى أربع عشرينات وعشرة للإشارة إلى العدد «تسعين» وهكذا!!
».يُذكر أن بعض البلدان الفرانكوفونية، كبلجيكا وسويسرا وكندا.
اعتمدت مفردات أخرى للدلالة على الأعداد التي جاءت موضع انتقاد المسؤول الياباني، مثل «سيبتانت» (سبعين) و«أوكتانت» (ثمانين) و«نونانت» (تسعين).

======
The Governor of Tokyo is being sued by a group of language teachers for ruining their livelihoods after he suggested that French was a failed international language. Twenty one teachers and researchers are demanding 500,000 yen (£2,550) each in compensation for lost income.

They are unhappy about comments made by Governor Shintaro Ishihara during a speech at the opening of a university last autumn. “It is no surprise that French has failed as an international language because it is a language that cannot count numbers,” he is reported to have said.

He was referring to the language’s complicated counting system. Eighty translates as “four 20s”, 70 is “60-10” and 97 is “four 20s-ten-seven”.

Private school teacher Brendan Marcus is one of the plaintiffs.

“For someone of his public stance, it’s quite unacceptable,” he told the Reuters news agency. “When you know how many French scientists and mathematicians throughout history have made important contributions, his remarks are not appropriate.”

Other commentators have pointed out that Japanese numbering is not beyond criticism. One million, for instance, translates as “100 10,000s”.

print







 
قديم 19-08-05, 12:31 PM   رقم المشاركة : 9
123
عضو مميز جداً





123 غير متصل

123 is on a distinguished road


لغتنا الجميلة في زمن العولمة
الدكتور/ نحاج قدور

لاشك أن اللغة العربية لعبت دوراً أساسياً في الحفاظ على كيان الأمة العربية، وفي ربط الشعوب الناطقة بها، وقد استمرت اللغة العربية ذات طابع لغوي معين خلال تاريخها، وقد اعترف بعض الغربيين – المنصفين – بقيمة اللغة العربية وجمال جرسها وجزالتها، وفي هذا الإطار قال المفكر (ارنست هو كينج):"أما اللغة العربية فهي من أجمل اللغات وأكثرها دلالة، وقد كانت مع اللاتينية في العصور الوسطى إحدى اللغتين الدوليتين في حقول العلم والسياسة والاقتصاد، إنها لغة حافظت على نقاوتها ".(1)

وإذا كانت اللغة العربية قد لعبت دوراً هاماً في رفع كيان الأمة العربية وامتداد حضارتها فإنها أيضاً لعبت دوراً أساسياً في حياة الأمم الأوروبية أيضاً، هذه الأمم التي توحدت بعد تجزئة وصراع ... وهذا دليل واضح على أن اللغة تعتبر مقوماً أساسياً للتكوين القومي، والدليل على ذلك قيام الوحدة الألمانية على أساس شعور المتحدثين باللغة الألمانية ـ رغم انقسام ألمانيا إلى عدة ولايات. وكذلك تمت الوحدة الإيطالية على هذا النحو.

فاللغة القومية كما يعتبرها الفيلسوف ( هردر) في مؤلفة:"فلسفة أخرى في تاريخ البشرية". إنها بمثابة الوعاء الذي تتشكل فيه وتنقل بواسطة أفكار الشعب.(2)

وقد حاول بعض مفكري الغرب التقليل من أهمية اللغة العربية كظاهرة ثقافية واجتماعية بزعم أنه لا توجد لغة عربية تخاطبية بين البشر، إنما توجد لغة عربية مقصورة على الكتابة، ومن ثم تصبح لغة ميته في نظرهم كاللغة اللاتينية، وأن اللغة المنتشرة في أرجاء الوطن العربي هي اللهجات المحلية، كاللهجة المصرية واللهجة اللبنانية واللهجة الشامية.(3) وإن كان هذا الرأي فيه بعض الصحة لسيطرة اللهجات المحلية على اللغة العربية، إلا أن هذا لايعني الثقليل من أهمية اللغة العربية ولا يقدح في وجودها واستمرارها، فاللغة العربية هي وعاء ثقافي حضاري وتوحيدي ينبغي على أبناء هذه الأمة المحافظة عليه، والعمل على استمرار فعاليته لصالح بقاء الأمة العربية وازدهارها.

ولمعالجة هذا الموضوع يجدر بنا طرح التساؤلات التالية :ـ


ـ ما هو السر في بقاء واستمرارية اللغة العربية؟

ـ ما هي آراء ووجهات نظر المهتمين باللغة العربية من أبناء جلدتها ومن مفكري الغرب؟

وإذا كان لأي لغة دور وجدت لآدائي، فما هو دور اللغة العربية في الحضارة الإنسانية، أو بعبارة أخرى، ماذا قدمت اللغة العربية للإنسانية، وما هي خصائصها؟

وأخيرا: ما هي أهمية اللغة العربية بالنسبة للهوية الثقافية للأمة العربية ؟ ولماذا تحاك ضدها لامؤامرات للنيل منها وإقصائها ؟

والإجابة عن التساؤلات المطروحة سوف نضمنها محاور المباحث التالية:ـ


المبحث الأول : اللغة العربية من وجهت نظر مفكريها.

يجدر بنا ضمن هذا المبحث أن نقدم آراء المهتمين باللغة العربية، والذين جاهدين على إبراز فصاحتها وبلاغتها من أبناء جلدتها، وفيما يلي بعض هذه الآراء:ـ

يرى عبد الرحمن الكيالي في بحثه :" عوامل تطور اللغة العربية وانتشارها " أنها "تمتاز عن سائر اللغات السامية وعن سائر لغات البشر بوفرة كلماتها، حتى قال السيوطي في "المزهر" إن المستعمل والمهجور منها يبلغ ( 78031312).

ويقول الزبيدي في مؤلفة "تاج العروس": إن الصحيح يبلغ (6620000) كلمة والمعتل يبلغ (6000) كلمة...كما أنها تمتاز بتنوع أساليبها وعذوبة منطقتها، ووضوح مخارجها ووجود الاشتقاق في كلماتها، إلى جانب أنها تجمع مفردات في مختلف أنواع الكلمة : اسمها، وفعلها، وحرفها، ومن المترادفات في الأسماء، والأفعال، والصفات ما لم يجمع مثله في لغة أخرى، مثال ذلك أن للأسد خمس مائة اسم وللعسل أكثر من ثمانين اسمهاً. ويروى "الفيروزبادي" صاحب القاموس أن للسيف في العربية ألف اسم على الأقل، وأن من المطر والريح والظلام والناقة والحجر والماء والبئر أسماء كثيرة تبلغ عشرين في بعضها إلى ثلاثمائة في بعضها الآخر".(4)

ويرى عبد الرحيم السائح أحد أساتدة الأزهر أن "اللغة العربية أعرق اللغات العالمية منبتاً، وأعزها نفراً: سايرها التاريخ وهي مهذبة، ناجحة مليئة بالقوة والحيوية، وبفضل القرآن صارت أبعد اللغات مدى، وأبلغها عبارة، وأغزرها مادة، وأدقها تصويراً لما يقع تحت الحس، وتعبيراً عما يجول في النفس، تتسع لتحيط بأبعاد انطلاقات الفكر، وتصعد حتى تصل أرقى اختلاجات النفس، واسعة سعة الجو، عميقة عمق البحر، وليس هناك فكرة من الأفكار، ولامعنى من المعاني، ولا عاطفة من العواطف، ولانظرية من النظريات عجزت اللغة العربية عن تصويرها تصويراً صادقاً، بارز القسمات حتى المقاطع".

ويضيف قائلاً:"أن اللغة العربية استطاعت في رحاب عالمية الإسلام أن تتسع لتحبط بأبعد انطلاقات الفكر، وقد زادتها مرونتها وقدرتها على التفوق تبلوراً، وتفاعلا، ونماء، وأعطتها طاقة خلاقة وحياة مدهشة".(5)

ويرى أحمد الخطيب:" أن اللغة العربية تتميز بمرونة فائقة، تيسر صياغة الألفاظ الدقيقة التعبير، والواضحة الدلالة، بحيث أن وزن اللفظة كثيراً ما يحدد مدلولها. إن كان إسم آلة، أو إسم مكان، أو زمان، أو اسم هيئة، أو اسم فاعل، أو اسم مفعول، أو اسم تفضيل، أو صفة مشبهه، أو مصدراً، أو صيغة مبالغة أوتصغيراً، إلى غير ذلك مما ليس له نظير في اللغات الأخرى".

ويرى الياس قنصل "أن اللغة العربية تختلف عن غيرها من اللغات بأن "الحياة" التي فيها حياة خلاقة، مبدعة ذات عبقرية خاصة، وفي الوقت الذي نجد فيه اللغات أدوات للتعبير، متى بلغته فقد بلغت غايتها، وانتهت مهمتها، نجد أن اللغة العربية لا تكتفي بهذه الغاية، القصوى بل هي تريد أن يكون التعبير جميلاً، وتريد أن يمتد هدفها إلى أكثر من ذلك، فيتحول( إلى فكرة مستمرة الجمال والذوق، فكرة تندفع بصورة تلقائية وتتولد من نفسها كالطاقة الذرية سواء بسواء ).

ويلاحظ شكري فيصل أن" العالم بأسره شهد على ما تتميز به العربية من الحيوية، والغنى، والمرونة، والقدرة على تقبل الجديد وتوليد اللفظ، ماتتصف به من قدرة على الوفاء بسائر الأغراض. فقد اعترفت منظمة الأمم المتحدة والمنظمة العالمية للتربية والعلوم والثقافة، والمنظمات والوكالات الدولية الأخرى بأن اللغة العربية لغة حية، واعتمدتها لغة رسمية إلى جانب اللغات الأخرى: الانجليزية والفرنسية والإسبانية والروسية والصينية ".

وحول نفس المعنى يقول رشاد دارغوت : " ماحفظ اللغة العربية وصانها من الانقراض سوى الحيوية التي امتازت بها، وهي التي حببتها إلى شتى الشعوب والأمم المستعربة، فاستبدلتها بلغتها الأصلية، وذلك بالإضافة إلى أنها لغة القرآن، وليس أدل على تلك الحيوية المرنة من تقبلها الاشتقاق على أوسع نطاق أن ترضخ له اللغات... وإني لأعتقد أن الوسائل التي وضعتها الطبيعة تحت تصرف الناطقين بها جديرة بأن توسع اللغة، وتغنيها، وترقيها وترفعها إلى مستوى عال سام".

ويلاحظ محمود الجليلي، عضو المجمع العلمي العراقي:"إن اتساع اللغة العربية يجعلها قابلة للتطور لتستوعب النمو السريع في مختلف العلوم والفنون، وقد سبق لها أن استوعبت العلوم والفلسفة قبل مئات السنين، وهي الآن ماضية في نفس السبيل".

تلك كانت وجهات نظر بعض اللغويين والمفكرين العرب كلها تشيد بعبقرية اللغة العربية، وتشهد على صلاحيتها لتدريس جميع العلوم والفنون والتقنيات، وسائر المعارف والمفاهيم البشرية.

ولعل من المفيد أن نقدم آراء بعض المفكرين واللغويين الغربيين، الذين لاينتمون إلى العروبة بأي صلة. وتوضيح مدى إعجابهم بها وبقدراتها الخلاقة.

المبحث الثاني: اللغة العربية من وجهة نظر مفكري الغرب.

كان لزاماً علينا أن نقدم وجهة نظر بعض المفكرين الغربيين. رغم أن بعضهم قد جاهر بكراهته للعرب والمسلمين، وفيما يلي بعض هذه الآراء:-

يحكي لنا الفيلسوف والمؤرخ الفرنسي "جوستاف لوبون" أن:" اللغة العربية أصبحت اللغة العالمية في جميع الأقطار التي دخلها العرب، حيث خلفت تماماً اللهجات التي كانت مستعملة في تلك البلاد كالسريانية، واليونانية، والقبطية، والبربرية.."(6)

ويقول"جورج ريفوار أن اللغة العربية قد خضعت لمقتضيات الإصلاح، ولهذا فقد انتشرت في مجموع أنحاء آسيا، واستأصلت نهائياً اللهجات القديمة، وذلك عندما انكب العرب على دراسة الآداب الأجنبية بحماس فاق الحماس الذي أظهرته أوروبا في عهد الانبعاث، وقد تم ذلك في عهد الخلفاء العباسيين حيث عربت أهم المصنفات اليونانية في عهدهم.

وقد قضت العربية حتى على اللاتينية، لاسيما في شبه الجزيرة الإبيرية (اسبانيا)، فقد ندد الكاتب المسيحي "الفارو" بجهل مواطنيه فقال:" إن المسيحيين يتلذذون بقراءة القصائد وروائع الخيال العربية، ويدرسون مصنفات علماء الكلام المسلمين، لابقصد تفنيدها، بل من أجل التمرن على الأسلوب الصحيح الأنيق في العربية، وجميع الفتيان المسيحيين المبرزين لايعرفون سوى اللغة العربية، والأدب العربي، فهم يقرؤون الكتب العربية ويدرسونها بكامل الحرارة، ويتهافتون على اقتناء المكتبات الضخمة، مهما كلفهم ذلك من ثمن، ويعلنون على الملأ حيثما وجدوا: أن الأدب العربي شيء بديع... ما أعظم الألم! لقد نسي المسيحيون حتى لغتهم الدينية، ولاتكاد تجد واحداً بين الألف يحسن تحرير رسالة باللاتينية إلى صديق له، أما باللغة العربية فإنك تجد أفواجاً من الناس يحذقون التعبير بهذه اللغة بكامل الأناقة، بل إنهم يقرضون من الشعر – بالعربية – ما يفوق من الوجهة الفنية أشعار العرب أنفسهم"(8).

وحول نفس المعنى، يؤكد المؤرخ "دوزي" أن أهل الذوق من الاسبان بهرتهم نصاعة الأدب العربي واحتقروا البلاغة اللاتينية، وصاروا يكتبون بلغة العرب الفاتحين، فاللغة العربية ظلت أداة الثقافة والفكر في اسبانيا إلى عام 1570، ففي ناحية "بلنسية" استعملت بعض القرى اللغة العربية لغة لها إلى أوائل القرن التاسع عشر، وقد جمع أحد أساتذة كلية مدريد (1151) عقداً في موضوع البيوع محرراً بالعربية.."(9).

ويصف "فيكتور بيرار" اللغة العربية، في القرن الرابع الهجري بأنها أغنى، وأبسط، وأقوى، وأرق، وأكثر اللهجات الإنسانية مرونة وروعة، فهي كنز يزخر بالمفاتن، ويفيض بسحر الخيال، وعجيب المجاز، ورائع التصوير.

هذه آراء بعض المفكرين الغربيين، الذين شهدوا بعبقرية اللغة العربية وقدرتها على استيعاب جميع العلوم، والتعبير بلغة سليمة ودقيقة عن كل المفاهيم والمصطلحات في مختلف المعارف والعلوم الإنسانية، وهذا ما جلها تقوم بدور فعال في ازدهار الحضارة الإنسانية.

المبحث الثالث: دور اللغة العربية في الحضارة الإنسانية.

لتوضيح دور وأهمية اللغة العربية في الحضارة المعاصرة نقدم بعض وجهات نظر العلماء الغربيين، الذين لايمتون إلى العروبة ولا إلى الإسلام بأي صلة، بل منهم من جاهر بعداوته للعرب وللمسلمين، وخلدها في بعض ما ألف من كتب ومصنفات، مثل "ارنست رينان" وغيره.

وفي هذا الإطار يقول "جورج ريفوار":إن نفوذ العربية أصبح بعيد المدى، حتى أن جانباً من أوروبا الجنوبية أيقن بأن العربية هي الأداة الوحيدة لنقل العلوم والآداب. وأن رجال الكنيسة اضطروا إلى ترجمة مجموعاتهم الدينية إلى العربية لتسهيل قراءتها في الكنائس الاسبانية(10).

أما في فرنسا فقد أكد "جوستاف لوبون" أن للعربية آثاراً مهمة في فرنسا نفسها. ولاحظ المؤرخ "سديو" أن لهجات منطقة "أفيرني وليموزان" زاخرة بالألفاظ العربية، وأن الاعلام تتسم في كل مكان بالطابع العربي.

ويقول الباحث "فنتجيو": قد صارت العربية لغة دولية للتجارة والعلوم، واعترف "كارادفو" مؤلف "مفكروا الإسلام" وهو مسيحي متحمس، بأن الإسلام علم المسيحية منهاجاً في التفكير الفلسفي، هو ثمرة عبقرية أبنائه الطبيعية، وأن مفكري الإسلام نظموا لغة الفلسفة الكلامية التي استعملتها المسيحية، فاستطاعت بذلك استكمال عقيدتها جوهراً وتعبيراً.
ويتعجب "ارنست رينان" من أمر اللغة العربية، قائلا:" من أغرب المدهشات أن تنبت تلك اللغة القوية، وتبلغ درجة الكمال وسط الصحاري عند أمة من الرحل، تلك اللغة التي فاقت أخواتها بكثرة مفرداتها، ودقة معانيها، وحسن نظام مبانيها، ولم تعرف لها في كل أطوار حياتها طفولة ولا شيخوخة. ونكاد لا نعلم من شأنها إلا فتوحاتها، وانتصاراتها التي لاتبارى، ولانعرف شبيهاً لهذه اللغة التي ظهرت للباحثين كاملة من غير تدرج، وبقيت حافظة لكيانها من كل شائبة، وهذه ظاهرة عجيبة لاسيما إذا اعتبرنا مدى مساهمة الفلسفة الإسلامية في تكوين علم الكلام، خلال القرون الوسطى، والدور الذي قام به كل من ابن سينا وابن رشد، وما كان لهما من تأثير على أشهر مفكري المسيحية"(11).

ويعترف العالم الألماني "رانكي" بالدور الذي تقوم به اللغة العربية في الثقافة الإنسانية قائلا:" إن الفلسفة الإنسانية تعتمد على لغتين، هما: العربية واللاتينية. وبينما اشتقت اللغات الغربية من اللاتينية، فقد نشرت اللغة العربية في الشرق روحاً فنية، ولا يمكن فهم المصنفات الأدبية، الفارسية والتركية، بدون العودة إلى الكلمات العربية، وخاصة أن وحي القرآن الكريم الذي لايجارى، يعد – بلا مراء – أساس العقيدة الإنسانية، والثقافة البشرية"(12).

وعبر الأستاذ "ماسنيون" عن نفس الفكرة قائلا:" إن المنهاج العلمي قد انطلق، أول ما انطلق باللغة العربية، ومن خلال العربية في الحضارة الأوروبية.. إن العربية استطاعت بقيمتها الجدلية، والنفسية، والصوفية، أن تضفي طابع القوة على التفكير الغربي، إن اللغة العربية أداة خالصة لنقل بدائع الفكر في الميدان الدولي، وإن استمرار حياة اللغة العربية دولياً لهو العنصر الجوهري للسلام بين الأمم في المستقبل".(13)

وأخيراً كتب "جول فيرن" قصة خيالية تتناول سياحاً يخترقون طبقات الكرة الأرضية حتى وصلوا وسطها، ولما أرادوا العودة إلى الأرض، قرروا أن يتركوا هناك أثراً يخلد رحلتهم، فنقشوا على صخرة، كتابة باللغة العربية. ولما سئل "جون فيرن" عن وجه اختيار اللغة العربية قال:" إنها لغة المستقبل".

هذه بعض شهادات رجالات ومفكري الغرب، قد أشادوا بأهمية اللغة العربية ودورها في تحقيق السلام بين الأمم باعتبارها لغة المستقبل.

وعلينا الآن أن نتأكد من صحة هذه النتائج، ونتعرف بقدر الإمكان على خصائص اللغة العربية وقدرتها على الاضطلاع بمهمة استيعاب مختلف المعارف البشرية.

المبحث الرابع: خصائص اللغة العربية.

تتميز اللغة العربية بعدة مميزات وخصائص، نوجز بعضاً منها على النحو التالي:-

1- التوالد: يرى أحد اللغويين أن عبقرية اللغة العربية متأتية من توالدها.

فكل كلمة فيها تلد بطوناً، والمولودة بدورها تلد بطوناً أخرى، فحياتها منبثقة من داخلها، وهذا التوالد يجري بحسب قوانين، وصيغ، وأوزان، وقوالب، هي غاية في السهولة والعذوبة.

2- القوة والسعة: كتب ابن الأنباري تحت باب "اللغة العربية أفضل اللغات وأوضحها" : (أين لسائر اللغات من السعة ماللغة العربية؟، ويستطرد فيضرب لنا مثلاً بقوله، وقد نقل الانجيل عن السريانية إلى الحبشية، والرومانية، وترجمت التوراة، والزبور، وسائر كتب الله عزوجل إلى اللغة العربية، أما القرآن فلا يمكن ترجمته للغات الأخرى، لأن ما فيه من استعارة، وتمثيل، وقلب، وتقديم وتأخير، لاتتسع له طبيعة اللغات الأخرى).

3- التنسيق الدقيق: يرى أحد المهتمين باللغة أن لغتنا العربية جميلة وعجيبة، قائلا:" لامبالغة في القول إن اللغة العربية هي لغة الأعاجيب في وضعها المحكم وتنسيقها الدقيق، فمن استطاع أن يستجلي غوامضها، ويستقرئ دقائقها،ويلم بما هنالك من حكمة وفلسفة وبيان للدقائق وأسبابها المنطبقة على العقل والمنطق استيقن أن العربية قد وضعت بإلهام من المبدع الحكيم جلت قدرته، فالمحدث عنها كالمحدث عن السماء وكواكبها وبروحها ونظامها الفلكي، يذكر الأقل ويند عنه الأكثر، أو كالمحدث عن البحر الجياش الدائم الجزر والمد، يقول شيئاً وتفوته أشياء"(14).

4- القدم والتجدد: يرى أحد المستشرقين، يدعى "ماجليوت" إن اللغة العربية لاتزال حية حياة حقيقية، وإنها إحدى ثلاث لغات استولت على سكان المعمورة استيلاء لم يحصل عليه غيرها (الإنجليزية والإسبانية)، وهي تخالف أختيها بأن زمان حدوثهما معروف، ولا يزيد سنهما على قرون معدودة، أما اللغة العربية فابتداؤها أقدم من كل تاريخ.

أما المستشرق "وليام رولد" فيؤكد على أن اللغة العربية لم تتقهقر قط فيما مضى أمام لغة من اللغات التي احتكت بها، وذلك لأن لها ليناً ومرونة يمكناها من التكيف وفقاً لمقتضيات العصر.

ولعل ما جعل "جون فيرن" يعتبر اللغة العربية لغة المستقبل.

5- الاشتقاق: وفي هذا يقول أحد شيوخ الأزهر: إن ما يجعل اللغة العربية أكثر مرونة في الواقع من غيرها من اللغات الحية المعروفة، أنها أكثر قبولاً للاشتقاق.

والاشتقاق باب واسع تستطيع اللغة العربية أن تؤدي معاني الحضارة الحديثة على اختلافها. والاشتقاق في العربية يقوم بدور لايستهان به في تنويع المعنى الأصلي وتلوينه، إذ يكسبه خواص مختلفة بين طبع وتطبع ومبالغة، وتعدية، ومطاوعة، ومشاركة، ومبادلة، مما لايتيسر التعبير عنه في اللغات الآرية إلا بألفاظ خاصة، ذات معان مستقلة. ولانزاع في أن منهج اللغة العربية الفريد في الاشتقاق، قد زودها بذخيرة من المعاني لايسهل اداؤها في اللغات الأخرى.

وقد لاحظ السيوطي هذه الزيادة في المعنى المشترك حين عرف الاشتقاق بأنه: أخذ صيغة من أخرى مع اتفاقهما معنى ومادة وهيئة وتركيباً ليدل بالثانية على معنى الأصل لزيادة مفيدة، لأجلها اختلفا هيئة وحروفاً.

وجلي أن هذه الطريقة في توليد الألفاظ بعضها من بعض، تجعل من اللغة العربية جسماً حياً تتوالد أجزاؤه ويتصل بعضها ببعض بأواصر قوية واضحة، وتغني عن عدد ضخم من المفردات المفككة المنعزلة التي كان لابد منها لو عدم الاشتقاق. وإن هذا الارتباط بين ألفاظ العربية الذي يقوم على ثبات عناصر مادية ظاهرة، وهي الحروف والأصوات الثلاثة، وثبات قدر من المعنى سواء كان مادياً ظاهراً، أو مختفياً مستتراً، خصيصة عظيمة لهذه اللغة تشعر متعلمها بما بين ألفاظها من صلات حية تسمح لنا بالقول بأن ارتباطها حيوي، وأن طريقتها حيوية توليدية وليست آلية جامدة"(15).

وفي هذا الإطار يقول العلامة ساطع الحصري، بعدما ذكر "النحت" و"التعريب" و"الاشتقاق": "لاريب في أن الاشتقاق هو أهم الوسائل الثلاث، لأنه الأفعولة الأصلية التي كونت اللغة العربية، فستبقى هذه الأفعولة بطبيعة الحال أهم الأفاعيل التي ستعمل على توسيعها. زد على ذلك أن عملية الاشتقاق تشمل الوسيلتين الأخريين، إذ إنها تتناول نتاج التعريب والنحت أيضاً، وتولد كلمات جديدة حتى من الكلمات المعربة والمنحوتة"(16).
وقد أثبت الاشتقاق جدواه علميا في مجال المصطلحات العلمية، مثال ذلك، فقد اشتق من كلمة "باستور" وهو اسم لعالم فرنسي شهير – فعل "بستر" بجميع تصاريفه وأجناسه من ماض وحاضر ومستقبل، وذكر وأنثى، ومفرد وجمع لكل من الجنسين، ثم اشتقت منه اسم المرة، فقيل" بسترة" للدلالة على أن الفعل وقع مرة واحدة، فإن وقع مرتين، قيل "بسترتان" أو "بسترتين" حسب موقع الكلمة من الإعراب ، وقيل في وقوع الفعل مرات عديدة "بسترات". هذا وقد ساعدتنا قواعد الاشتقاق في أن نشتق كلمة تدلنا على تسمية من فعل "البسترة" فقلنا :"مبستر" و"بستار" للتدليل على اسم المحترف، ولانجد مثل هذا في اللغة الفرنسية التي ينتسب إليها العالم "باستور"، فلو رجعنا على سبيل المثال إلى معجم "لاروس" لانجد اسماً لمن قام بعملية معينة من "البسترة" ولا اسماً لتعيين المحترف لها، ونجد فقط ثلاث كلمات هي:"بستري" و"بسترة" وفعل "بستر".(17)

والجدير بالذكر أن قاعدة الاشتقاق وفرت للباحثين واللغويين قاعدة لصياغة اسم الآلة على وزن "مفعلة" في الفعل الثلاثي، وعلى وزن "مفعللة" في الفعل الرباعي، فيقال للآلة "مبسترة".

وهذا يدلنا على أن اللغة العربية بإمكانها إيجاد اسماً للآلة مهما كان نوعها قبل أن توجد، وهذا يدحض خصوم العربية واتهامها بأنها قاصرة عن التعبير عن أسماء الآلات المستحدثة، وعن كل ما يستجد من اكتشافات علمية واختراعات وهذا ما لا يتوفر لأي لغة أخرى غير العربية. أضف إلى ذلك أنه لايمكننا أن نعالج بوضوح موضوع تعريب المصطلحات العلمية دون الإلمام بالقياس.

6- القياس: وهو عبارة عن القواعد التي تشكل بها ألفاظ اللغة العربية نطقاً وكتابة، وهذه القواعد التي يسميها علماء اللغة "الأوزان" وما سمي القياس قياساً إلا لأنه يقيس الكلمات على هذه الأوزان، فلا تخرج كلمة عربية أصلية عن وزن معلوم بها.

وكما هو معلوم فإن الوزن يعتبر الأداة الوحيدة في اللغة العربية التي يمكن عن طريقها اشتقاق ألفاظ جديدة، وبالتالي إيجاد مقابلات عربية للمصطلحات العلمية والتقنية.

7- الوزن: وجمعها أوزان: وهي عبارة عن قوالب تصاغ فيها وعلى هيئتها وقياسها المادة اللغوية، وهذه القوالب هي نفسها مصنوعة من ثلاثة حروف (ف.ع.ل) يضاف إليها في بعض الأوزان حرف من حروف العلة الثلاث(أ.و.ي) وفي بعضها الآخر حروف صحيحة مثل (س.ت.ن). في مثل : "استشاروا" و" يستشيرون" والأوزان عبارة عن "تفاعيل" من أمثال: فَعَلَ وفَعَل، وفِعْل وفاعل ومفعول إلخ... ويقدر علماء اللغة أن في اللغة العربية مايزيد على ألف من هذه التفاعيل أو الأوزان(18).

وهكذا يتضح أن القياس على أوزان الألفاظ يعد من لوازم فقه اللغة، فلا يستقيم التعبير باللغة العربية إلا بحسن استعماله، فالوزن والنحت لازمان لإنجاح عملية التعريب، والنحت هو فرع من الإشتقاق عند بعض اللغويين وهو ضرب من ضروبه عند آخرين.

8- النحت: جاء في معجم الوسيط أن :"نحت الكلمة أخذها وتركيبها من كلمتين أو كلمات، يقال "بسمل" بمعنى: باسم الله الرحمن الرحيم، و"حوقل" بمعنى: لاحول ولا قوة إلا بالله"، وقد أصدر مجمع اللغة العربية بالقاهرة قراراً بجواز النحت؛ هذا نصه:"يجوز النحت عندما تدعو إليه الضرورة العلمية". ورأت اللجنة المقررة: القول بجواز النحت في العلوم والفنون للحاجة الملحة إلى التعبير عن معانيها بألفاظ عربية موجزة"(19).

وعلى العموم فإن النحت يعتبر شكلا من أشكال الإيجاز، مثل الإعراب، وهما خاصيتان من خصائص اللغة العربية ينبغي الاستفادة منهما في مجال تعريب المصطلحات العلمية.

9- الإيجاز والدقة: اشتهر العرب بالاقتصاد في كلامهم، فكانوا يعبرون بالحرف الواحد عن الكلمة إن افاد معناها، وبالكلمة الواحدة عن الجملة، وبالجملة الواحدة عن عدة جمل، فهم القائلون:"خير الكلام ماقل ودل". وكان هذا المثل شعار علمائهم وبلغائهم من خطباء وشعراء وأدباء. فجاءت لغتهم أكثر اللغات إيجازاً وأبلغها بياناً وأفصحها عن المقاصد والأفكار في دقة لانكاد نجدها في غيرها من اللغات.

ومن مظاهر حرص العرب على الإيجاز والاختصار من حروف الكلمة الواحدة، هي أن تاء التأنيث لاتستعمل في اللغة العربية إلا فيما تشترك فيه المرأة والرجل، وتحذف فيما اختصت به الأنثى، فمن ذلك كلمة "طاهر" للفتاة – من الحيض – أما إذا قصد بها طهارتها من العيوب الخلقية، يقال:" إمرأة طاهرة" لأن الرجل يشاركها فيها. ثم "حامل" مادامت تحمل في بطنها الجنين، فإذا هي حملت ولدها على ظهرها أو بين ذراعيها، حينذاك تدخل "تاء التأنيث" فيقال" حاملة ولدها على ظهرها أو بين ذراعيها" لأن الرجل يشاركها هذا الحمل. قال الله تعالى في سورة المسد(وامرأته حمالة الحطب) ومثل هذا الإيجاز لايوجد إلا في اللغة العربية(20).

10- الإعراب: جاء في "المعجم الوسيط" ضمن تفسير فعل أعرب:"أعرب فلان كان فصيحاً في العربية وإن لم يكن من العرب. وأعرب الكلام بينه، أعرب لمراده: أفصح به ولم يوارب. وأعرب عن حاجته: أبان، وأعرب الاسم الاجنبي: نطق به على طريقة العرب.. وأعرب الكلام: أتى به وفق قواعد النحو، وأعربه: طبق عليه قواعد النحو".

وفسر كلمة الاعراب الذي هو مصدر فعل "أعرب" كما يلي:" فالإعراب تغيير يلحق أواخر الكلمات العربية من رفع ونصب وجر وجزم على ما هو مبين في قواعد النحو"(21).

نستنتج مما سبق أن "الإعراب" هو الكلام، وفق قواعد النحو من أجل بيان الكلام ووضوحه.

المبحث الخامس: أهمية اللغة العربية في ترسيخ الهوية الثقافية.

العلاقة وطيدة بين اللغة والثقافة والهوية، ذلك أن اللغة ليست مجرد وسيلة للتخاطب والتواصل فحسب، بل أداة لنقل الثقافة، احتضنت الفكر والإبداع والعلوم والآداب فصانتها من حملات التغريب وحفظتها تراثاً حياً يتداوله أبناء الأمة، فاللغة بهذا المعنى وعاء للثقافة والتاريخ، والمشاعر والأحاسيس، وهي الأداة الاساسية في عملية التنشئة الاجتماعية التي يتم في ضوئها بناء الفرد وإعداده بما يتلاءم وتاريخه، وانتمائه، وواقعه ومستقبله. فاللغة إذاً ذات علاقة بالثقافة المرتبطة في انصهار متين بالهوية والشخصية الوطنية.

فنحن اليوم مطالبون ببعث اللغة العربية وإحيائها من خلال بعث التراث العلمي والأدبي، لنعيد إنتاج الفكر العربي بما يمكننا في الدرجة الأولى من الحفاظ على مقوماتنا الثقافية، وهذا يتم بالطرح المتجدد والتفعيل الدائم للغتنا العربية ولنظمها الثقافية في شتى نواحي الحياة، وبدون ذلك سوف يتواصل الزحف علينا.

ولأجل هذا كانت اللغة العربية، والهوية الوطنية، أهم المستهدفات الاستعمارية التي وطأت البلاد العربية، والاستعمار الفرنسي مثال بارز على ذلك، فقد سعت فرنسا عبر تاريخها الاستعماري لبلدان المغرب العربي، لاحلال ثقافتها وفرض لغتها، فقد كان مشروع الفرانكفونية يهدف إلى تنحية اللغة العربية، واستبدالها باللغة الفرنسية.

والحقيقة أن البلدان العربية تشهد اليوم أوبة صادقة إلى ثوابتها التاريخية والحضارية ممثلة في: اللغة، والدين، والتاريخ(22).

فاللغة العربية تلعب دوراً رئيسياً في ترسيخ الهوية الثقافية للأمة، وتميزها عن باقي الأمم؛ إن اللغة العربية باعتبارها لغة القرآن الكريم تمثل نموذجاً أعلى عند أبناء العربية، وهو نموذج يعايشه المسلون كل يوم، ويستحضرونه في جميع اتصالاتهم وعلاقاتهم في جميع المعاملات والمناسبات. هو ملهمهم في أمور دينهم وفي أمور دنياهم.

المبحث السادس: العولمة وخطرها على اللغة العربية.

إذا كانت العولمة كمفهوم تعني توحيد العالم اقتصادياً وسياسياً وثقافياً توحيداً قسرياً ففي الاقتصاد تعني فتح الأسواق الداخلية أمام المنتجات الأجنبية عن طريق الشركات العابرة للقوميات، وتعني العولمة الاقتصادية في هذا المجال إغراق الدول بالمديونية، وأنه بعجز الدول على الدخول في منافسة اقتصادية متكافئة، فإن ذلك يعني قبول تخلفها وتبعيتها. أما في المجال السياسي، فتعني العولمة من وجهة نظر الدول المهيمنة: أنت لست معي وسأطبق عليك قوانيني، وهذا يعطيها حق التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان، وإثارة النعرات الاقليمية تارة تحت حقوق الإنسان وتارة تحت حماية الاقليات، وأخرى بحجة محاربة الإرهاب. وثقافياً تعني العولمة التوحيد النمطي للثقافات العالمية، أي القضاء على التعددية الثقافية، وفي مقدمتها الثقافة العربية الإسلامية وضرب مقوماتها والتي من أهمها اللغة العربية والدين(23).

وإذا كان الاتجاه لمحاربة اللغة العربية قد بدأ إبان فترة الاستعمار الغربي للبلدان العربية، وكان سدنته حينذاك بعض المستشرقين. ففي عام 1880نشر "ولهلم سبيتا" كتاباً باللغة الألمانية في قواعد اللغة العربية العامية في مصر، ادعى فيه أن مصير اللغة العربية الفصحى إلى الموت كما ماتت اللاتينية، وفي أيامنا هذه نما هذا الاتجاه لمحاربة اللغة العربية، والتهوين من شأنها، وفي التشكيك بقدراتها على تلبية حاجات العصر ومستجداته، ومن أبرز العوامل غير المباشرة في تهوين اللغة العربية التدريس في الجامعات العربية باللغة الانجليزية بالذات، بحجة أن هذه اللغة هي لغة معظم الأمم التي تبدع تلك العلوم. وبالطبع هي حجة واهية بدليل أن معظم بلدان العالم تدرس العلوم بلغتها الوطنية معتمدة على متابعتها وعلى ترجمة ماتحتاجه منها إلى لغتها. ونجاح الجامعات السورية بتدريسها باللغة العربية، خير دليل على قدرة اللغة العربية على استيعاب العلوم(24).

وإذا كان أهم ما يميز زمن العولمة هو تنامي وسائل الاتصال السمعية والبصرية، والتي تلعب اللغة دوراً هاماً فيها، فإنه من المؤسف حقاً أن نلاحظ انخفاض مستوى لغة الآداء الاعلامي في بعض القنوات الفضائية العربية التي تستخدم اللغة العامية، وتعمد إلى استخدام المصطلحات الأجنبية في عدد من برامجها، وكأن هناك تنسيقاً بين المشرفين على هذه القنوات لزعزعة الهوية الشخصية للثقافة العربية ومحاربة لغتها بدلاً من تدعيمها، الأمر الذي يؤكد مسؤولية جميع المؤسسات السياسية والثقافية المخول لها اتخاذ القرارات الحاسمة تجاه دعاة التغريب ودعاة محاربة اللغة والدين.

هوامش ومراجع البحث:-

1- يوسف خليل يوسف: القومية العربية ودور التربية في تحقيقها، دار الكتاب العربي، بيروت، 1967، ص34.

2- صلاح الدين عبد الوهاب: أضواء على المجتمع العربي، المكتبة الثقافية، بيروت، 1963،ص 12.

3- نفس المرجع،ص 16-17.

4- إدريس العلمي: في اللغة العربية، دار النجاح الجديدة، الدار البيضاء ،2001،ص13.

5- نفس المرجع،ص 15.

6- جوستاف لوبون: حضارة العرب، الطبعة الفرنسية، ص473.

7- ينظر ذلك في كتابه: وجوه الإسلام.

8- إدريس العلمي، مرجع سابق، ص19-20.

9- ينظر ذلك في كتابه: تاريخ مسلمي اسبانيا، الجزء الأول ،ص 317.

10- جوستاف لوبون، مرجع سابق، ص474.

11- ينظر ذلك في كتابه: تاريخ اللغات السامية.

12- ادريس العلمي، مرجع مذكور ،ص 21.

13- جوليوساني: ترجمة سعدون السويح. لويس ماسينيون: الدارس المسيحي للإسلام. مجلة كلية الدعوة الإسلامية، العدد(4)، 1987، ص 441 – 442 .

14- ينظر ذلك في : الأمير أمني آل ناصر الدين أمير الدولتين في كتابه " دقائق العربية " .

15- عثمان أمين: " فلسفة اللغة العربية " ، مجلة الأصالة ، السنة (7) ، مايو 1978، ص 104 – 105 .

16- إبراهيم أنيس : الأصوات اللغوية، دار الطباعة الحديثة، القاهرة، 1981، ص 161. وينظر أيضاً: أبو الفتح بن جني: سر صناعة الإعراب، تحقيق محمد السقا وآخرين، مطبعة مصطفى الحلبي، القاهرة ،1954.

17- إدريس العلمي: في التعريب ، مطبعة النجاح الجديدة ، دار البيضاء، 2001، ص 29.


18- ينظر ذلك في: أبومنصور الثعالبي، فقه اللغة، ص 192 وما بعدها.

وينظر أيضاً: ابن قتيبة، أدب الكاتب، ص588 ومابعدها.

19- حسان تمام: اللغة العربية معناها ومبناها، دارالثقافة، الدارالبيضاء، (ب،ت)، ص 172 ومابعدها .

20- ينظر ذلك في: هنري فليش، العربية الفصحى، تعريب: عبدالصبور شاهين، دار المشرق، بيروت، 1983. وأيضاً: عبد العزيز بن عبدالله: المعنى والإعراب عند النحويين، منشورات دار النشر، تونس، 1982 ص 641.

21- عبدالوهاب ملا:"الإعراب ونظرية العامل والمعمول"، مجلة كلية الدعوة الإسلامية، العدد (4)، 1987، ص 277- 278.

22- أحمد التدمري:"الهوية القومية في ظل امبراطورية الكون" بحث مقدم لندوة المائدة المستديرة للأساتذة العرب داخل الوطن العربي وخارجة، طرابلس في الفترة من 28 –31/7/2003 ، ص 14- 15.

23- نجاح قدور:" أية رهانات للثقافة العربية في ظل العولمة"، مجلة المؤتمر، العدد (1)، طرابلس، 2/ 2002 ، ص 59-60 ،

24– عبدالرحمن عطية :"مخاطر الهيمنة على الهوية الثقافية وسبل مواجهتها"، بحث قدم لندوة "مستقبل المنطقة العربية والتغيرات الدولية"، طرابلس في الفترة من 28-31/7/ 2003، ص 13-14.

وينظر أيضاً: أحمد بن نعمان :" الوضع اللغوي لأمتنا بين الغزو والمقاومة أو الفناء"، مجلة كلية الدعوة الإسلامية، العدد ( 9 )، 1992، ص 465 –

وأيضاً: عيسى الناعوري: " هي زيادة تدافع على اللغة العربية "، المجلة العربية للثقافة، السنة (3)، العدد (5)، 9 / 1983 ، ص 125.


--------------------------------------------------------------------------------







 
قديم 19-08-05, 12:34 PM   رقم المشاركة : 10
123
عضو مميز جداً





123 غير متصل

123 is on a distinguished road


اللغة العربية وآراء المفكرين الغربيين

إدريس بن الحسن العلمي

... فلنستمع إذن إلى العالم والمؤرخ والفيلسوف الفرنسي "كوستاف لوبون" يحكي لنا في كتابه "حضارة العرب " ( "La Civilisation des Arabes"الطبعة الفرنسية ص 473): « إن اللغة العربية أصبحت اللغة العالمية في جميع الأقطار التي دخلها العرب حيث خلفت تماما اللهجات التي كانت مستعملة في تلك البلاد كالسريانية، واليونانية، والقبطية ، والبربرية... ووقع نفس الحادث كذلك في فارس مدة طويلة. ورغم انبعاث الفارسية بقيت العربية لغة جميع المثقفين. وقد أكد كوستاف أيضاً (ص174) بأن الفرس يدرسون اليوم ( أي أواخر القرن التاسع عشر) العلوم والدينيات والتاريخ في مصنفات عربية».

ويقول "جورج ريفوار" في كتابه "وجوه الإسلام": « عرّبت أهم المصنفات اليونانية في عهد الخلفاء العباسيين، حيث انكب العرب على دراسة الآداب الأجنبية بحماس فاق الحماس الذي أظهرته أوروبا في عهد الانبعاث. وقد خضعت اللغة العربية لمقتضيات الإصلاح الجديد، انتشرت في مجموع أنحاء آسيا، واستأصلت نهائيا اللهجات القديمة.
« وقد قضت العربية حتى على اللاتينية، لا سيما في شبه الجزيرة الإبيرية (إسبانيا والأندلس) فقد ندّد الكاتب المسيحي "الفارو" - وهو من رجال القرن التاسع الميلادي - بجهل مواطنيه اللاتينية فقال :"إن المسيحيين يتملّون بقراءة القصائد وروائع الخيال العربية، ويدرسون مصنفات علماء الكلام المسلمين، لا بقصد تفنيدها، بل من أجل التمرّن على الأسلوب الصحيح الأنيق في العربية. وجميع الفتيان المسيحيين المبرزين لا يعرفون سوى اللغة العربية، والأدب العربي، فهم يقرأون الكتب العربية ويدرسونها بكامل الحرارة، ويتهافتون على اقتناء المكتبات الضخمة، مهما كلفهم ذلك من ثمن، ويعلنون على الملأ حيثما وجدوا : أن الأدب العربي شيء بديع... ما أعظم الألم ! لقد نسي المسيحيون حتى لغتهم الدينية، ولا تكاد تجد واحداً بين الألف يحسن تحرير رسالة باللاتينية إلى صديقٍ له، أما باللغة العربية فإنك تجد أفواجاً من الناس يحذقون التعبير بهذه اللغة بكامل الأناقة، بل إنهم يقرضون من الشعر (بالعربية) ما يفوق من الوجهة الفنية أشعار العرب أنفسهم".

« وقد أكّد المؤرخ "دوزي" في كتابه "تاريخ مسلمي إسبانيا" (ج 1 ص317)، أن أهل الذوق من الإسبان بهرتهم نصاعة الأدب العربي واحتقروا البلاغة اللاتينية، وصاروا يكتبون بلغة العرب الفاتحين».

وقد نقل "دوزي" عن صاحب كتاب "ألوس موزار ايبس دوطوليدة" (عرب طليطلة) أن العربية ظلت أداة الثقافة والفكر في إسبانيا إلى عام 1570. ففي ناحية بلنسية استعملت بعض القرى اللغة العربية لغة لها إلى أوائل القرن التاسع عشر. وقد جمع أحد أساتذة كلية مدريد 1151 عقداً في موضوع البيوع محرراً بالعربية، كنموذج للعقود التي كان الإسبان يستعملونها في الأندلس. « ولم يفت المؤرخ "فيادرو" الذي كتب منذ نحو القرن "تاريخ العرب في إسبانيا"، أن ينوّه بثراء اللغة العربية الخارق، وشاعرية العرب الفياضة، حتى أن معظم سكان شلب - وهي اليوم جنة البرتغال - كانوا شعراء في نظر القزويني، بل يؤكد "دوزي" أنهم كلهم كانوا شعراء.

« ويصف "فيكتور بيرار" اللغة العربية، في القرن الرابع الهجري، "بأنها أغنى، وأبسط، وأقوى، وأرق، وأمتن وأكثر اللهجات الإنسانية مرونة وروعة. فهي كنز يزخر بالمفاتن، ويفيض بسحر الخيال، وعجيب المجاز، رقيق الحاشية مهذب الجوانب، رائع التصوير. وأعجب ما في الأمر أن البدو كانوا هم سدنة هذه الذخائر، وجهابذة النثرالعربي جبلة وطبعا. ومنهم استمد كل الشعراء ثراءهم اللغوي وعبقريتهم في القريض".
« ويقول (جورج ريفوار) : إن نفوذ العربية أصبح بعيد المدى، حتى أن جانباً من أوربا الجنوبية أيقن بأن العربية هي الأداة الوحيدة لنقل العلوم والآداب. وأن رجال الكنيسة اضطروا إلى ترجمة مجموعاتهم الدينية إلى العربية لتسهل قراءتها في الكنائس الإسبانية وأن "جان سيفل" وجد نفسه مضطراً إلى أن يحرر بالعربية معارض الكتب المقدسة ليفهمها الناس.

أما في فرنسا فقد أكد "كوستاف لوبون" في كتابه (حضارة العرب ص 174) أن للعربية آثاراً مهمة في فرنسا نفسها. ولاحظ المؤرخ "سديو" عن حق أن لهجة ناحيتي "أوفيرني" "وليموزان" زاخرة بالألفاظ العربية، وأن الأعلام تتسم في كل مكان بالطابع العربي.

«ويقول الأستاذ "فنتجيو": قد صارت العربية لغة دولية للتجارة والعلوم »، واعترف "البارون كارادوفو" مؤلف "مفكرو الإسلام" وهو مسيحي متحمس، بأن الإسلام علم المسيحية منهاجاً في التفكير الفلسفي، هو ثمرة عبقرية أبنائه الطبيعية، وأن مفكري الإسلام نظموا لغة الفلسفة الكلامية التي استعملتها المسيحية، فاستطاعت بذلك استكمال عقيدتها جوهراً وتعبيراً.

«ويتعجب "ارنست رينان" من أمر اللغة العربية فيقول في كتابه (تاريخ اللغات السامية): "من أغرب المدهشات أن تنبت تلك اللغة القوية، وتبلغ درجة الكمال، وسط الصحاري، عند أمة من الرحّل، تلك اللغة التي فاقت أخواتها بكثرة مفرداتها، ودقة معانيها، وحسن نظام مبانيها. ولم يعرف لها في كل أطوار حياتها طفولة ولا شيخوخة. ولا نكاد نعلم من شأنها إلا فتوحاتها، وانتصاراتها التي لا تُبارى، ولا نعرف شبيهاً لهذه اللغة التي ظهرت للباحثين كاملة من غير تدرّج، وبقيت حافظة لكيانها من كل شائبة وهذه ظاهرة عجيبة، لاسيما إذا اعتبرنا مدى مساهمة الفلسفة الإسلامية في تكوين علم الكلام، خلال القرون الوسطى، والدور الذي قام به في ذلك كل من ابن سينا وابن رشد، وما كان لهما من تأثير على أشهر "مفكري المسيحية".

ويقول (بلاشير) "اللغوي المعجمي "اللغة العربية خلاقة وبناءة".
وقال (إغتاطيوس كراتشوفسكي): "أول ما نلحظه، من أول نظرة نلقيها على هذه اللغة - أي العربية - الغنى العظيم في الكلمات، والإتقان في الشكل، والليونة، والتركيب".

ويقول بروكلمان : "معجم العربية اللغوي لا يجاريه معجم في ثرائه" .
ويعترف الفيلسوف الألماني (رانكه) بـ "أن الثقافة الإنسانية، تعتمد على لغتين كلاسيكيتين، هما: العربية واللاتينية. وبينما اشتقت اللغات الغربية من اللاتينية، فقد نفثت اللغة العربية في الشرق روحاً فنية، ولا يمكن فهم المصنفات الأدبية، الفارسية والتركية، بدون العودة إلى الكلمات العربية، وخاصة أن وحي القرآن الكريم الذي لا يجارى، يعد - بلا مراء - أساس العقيدة الإنسانية، والثقافة البشرية".

ويلاحظ (ادوراد فارديك) : « اللغة العربية من أكثر لغات الأرض امتيازاً - وهذا الامتياز من وجهين : الأول من حيث ثروة معجمها، والثاني من حيث استيعاب آدابها».

ويؤكد (لوي ماسينيون) : « في حين أن اللغة السريانية نقلت أجروميتها عن اللغة اليونانية نقلاً، استطاعت لغة الضاد أن تشيد بناءً فخماً من الإعراب يضع أمام الأبصار مشهداً فلسفياً ذا أصالة وابتكار... وقد بلغت من حيث دقّة التعبير عن علاقات الإعراب والنحو ذروة التطور في اللغات السامية، ومعجم العربية اللغوي لا يجاريه معجم في ثرائه».

ويشهد (سينجلر) : "أن اللغة العربية قامت بدور أساسي كوسيلة لنشر المعارف، وآلة للتفكير في خلال المرحلة التاريخية التي بدأت حين احتكر العرب - على حساب الرومان واليونان - طريق الهند".

ويعترف (فريتاغ) : «أن اللغة العربية ليست أغنى لغات العالم فحسب بل إن الذين نبغوا في التأليف بها لا يكاد يأتي عليهم العدّ».

ويغار (ريتشارد كريتفيل) على اللغة العربية قائلاً :"إنه لا يعقل أن تحل اللغة الفرنسية، أو الانجليزية محل اللغة العربية. وإن شعباً له آداب غنية، منوعة، كالآداب العربية، ولغة مرنة، ذات مادة لا تكاد تفنى، لا يخون ماضيه، ولا ينبذ إرثاً ورثه، بعد قرون طويلة عن آبائه وأجداده".

ويلاحظ (ماجليوت): "إن اللغة العربية لا تزال حية حياة حقيقية، وإنها إحدى ثلاث لغات استولت على سكان المعمور استيلاءً لم يحصل عليه غيرها (الانجليزية والاسبانية) وهي تخالف أختيها بأن زمان حدوثهما معروف ولا يزيد سنهما على قرون معدودة، أما اللغة العربية فابتداؤها أقدم من كل تاريخ".
ويلاحظ الأستاذ (كيفورمينجيان) من موسكو هو الآخر : "أن اللغة العربية صالحة للتدريس الجامعي ولكن بطء التعريب عرقله".

ويقول (وليم رولد) : "إن اللغة العربية لم تتقهقر قط فيما مضى أمام لغة من اللغات التي احتكّت بها. وذلك أن لها ليناً ومرونة يمكنانها من التكيف وفقاً لمقتضيات العصر".
ويهيب (فولفونسن) في كتابه "تاريخ اللغات السامية" بالمشارقة : "المتكلمين بلغة الضاد، إلى درس فقه اللغات السامية، للاقتناع بعظمة أجدادهم، وبالدور الذي قاموا به في حضارة العالم القديم . ثم أكّد أن المستشرقين الذين نددوا بالعروبة، وبالإشعاع العربي، لم يهدفوا إلا لغايات دينية، واستعمارية".

وعبر الأستاذ (ماسنيون) عن نفس الفكرة قائلاً: "إن المنهاج العلمي قد انطلق، أول ما انطلق، باللغة العربية، ومن خلال العربية في الحضارة الأوربية... إن العربية استطاعت بقيمتها الجدلية، والنفسية، والصوفية، أن تضفي سربال الفتوة على التفكير الغربي. ثم يواصل ماسينيون وصفه الرائع قائلاً : "إن اللغة العربية أداة خالصة لنقل بدائع الفكر في الميدان الدولي، وإن استمرار حياة اللغة العربية دولياً لهو العنصر الجوهري للسلام بين الأمم في المستقبل".

وأخيراً كتب (جول فيرن) قصة خيالية، بناها على سياح يخترقون طبقات الكرة الأرضية "Le voyage au centre de la terre" حتى يصلوا أو يدنوا من وسطها. ولما أرادوا العودة إلى ظاهر الأرض، بدا لهم أن يتركوا هناك أثراً يدلّ على مبلغ رحلتهم، فنقشوا على الصخرة، كتابة باللغة العربية. ولما سئل (جول فيرن) عن وجه اختيار اللغة العربية قال: "إنها لغة المستقبل".

هذه بعض شهادات رجالات الغرب، من مفكرين، ولغويين، وعلماء أفذاذ، نجد فيها من الإطراء للغة الضاد، والإطناب في الإشادة بعبقريتها، وخصائصها، وكمالها، ما لا نجده في أقوال أبنائها. فليس في هؤلاء - مثلاً - من تجرأ، كما تجرأ (جول فيرن)، على القول بأن اللغة العربية لغة المستقبل، معنى هذا أنها ستحل محل الانجليزية في عالميتها، بل ليس فيهم من قال حتى ما قاله (ماسينيون) من « أن استمرار حياة اللغة العربية - دوليا - لهو العنصر الجوهري للسلام بين الأمم».

الآن وقد اطلعنا على نتائج الفحص الذي أجراه على اللغة العربية أخصائيون عرب، وأعاجم، بقي علينا أن نتأكد من صحة هذه النتائج بأنفسنا فنقوم، نحن كذلك، بفحص مباشر، فنكشف عن شيء من بنية اللغة العربية، ونستجلي بعض بواطنها، ودواخلها، ونعاين بأنفسنا تراكيب عناصرها، ونتعرف بقدر الإمكان على خصائصها وقدرتها على الاضطلاع بمهمة استيعاب وتبليغ جميع المعارف البشرية...

* * * *

المصدر/ مجلة اللسان العربي

تحيّاتي إلى كل عقل نيّر

كرم







 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:44 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "