بسم الله الرحمن الرحيم
إن من أعظم ما شُرع في ديننا الحنيف من عبدات الصلاة ثم تليها الزكاة فصوم رمضان ثم الحج إلى بيت الله الحرام طبعا كل هذه العبادات كأركان لهذا الدين تاتي بعد الشهادتين كونهما الركن الأول و البوابة الأولى التي لابد لكل معتنق ان يعبرها للدخول في هذا الدين,
كل العبادات التي شُرعت سواء نزل خطاب الله فيها أو حث عليها نبيه عليه الصلاة و السلام شُرعت في الأرض إلا الصلاة كانت مشروعيتها في السماء في حادثة الإسراء و المعراج لعلو مقامها و عظمة شأنها بين العبادات , فأفضل موطن يكون العبد فيه أقرب من الله و هو يصلي "في السجود على وجه التحديد",لذلك جاء الخطاب في الحث بإقامتها,
قال الله تبارك و تعالى:
أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً} الإسراء78
إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي طه14
وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ.العنكبوت 45
اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ العنكبوت45
يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ لقمان17
يتضح من هنا أن الذي أُمرنا به:
هو إيقام الصلاة كونها ركن متين من أركان ديننا كما أسلفت
هو إيقام بتأدية فروضها و سننها و مستحباتها و واجباتها و شروط صحتها
كل هذا مُتوج بصفة حميدة لا بد للمصلي أن يمتثلها كونه يناجي ربه ألا و هي صفة الخشوع
قال الله تعالى:
قَدْ أَفْلَحَ ٱلْمُؤْمِنُونَ ٱلَّذِينَ هُمْ فِى صَلاَتِهِمْ خَـٰشِعُونَ وَٱلَّذِينَ هُمْ عَنِ ٱللَّغْوِ مُّعْرِضُونَ وَٱلَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَـوٰةِ فَـٰعِلُونَ وَٱلَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَـٰفِظُونَ إِلاَّ عَلَىٰ أَزْوٰجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَـٰنُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ فَمَنِ ٱبْتَغَىٰ وَرَاء ذٰلِكَ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ ٱلْعَادُونَ وَٱلَّذِينَ هُمْ لاِمَـٰنَـٰتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رٰعُونَ وَٱلَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَوٰتِهِمْ يُحَـٰفِظُونَ أُوْلَـئِكَ هُمُ ٱلْوٰرِثُونَ ٱلَّذِينَ يَرِثُونَ ٱلْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَـٰلِدُونَ المؤمنون:1-11
نعم إنها صفة الخشوع في الصلاة و كيف قدمها على أداء الزكاة المفروضة في المدح للوارثين الفردوس و ما أدراك ما الفردوس, فالخشوع هو روح الصلاة هو من ينقل المناجي ربه إلى عالم منقطع عن الدنيا و ملذتها و مشاغلها و لا يعود منه إلا بتسليم الإمام أو تسليمه إن كان فردا .
الخشوع الحقيقي يغمر القلب شوقا و مهابة و توقيرا للمناجى "الله"و كيف و هو الله سبحانه و تعالى و يقيد في النفس كبرياءها فتكون بذلك ذليللة منكسرة إلى المتكبر ليرحمها و يزكيها
وإذا خشع القلب خشع السمع والبصر، والوجه والجبين، وسائر الأعضاء والحواس,الجوارح و الحركات و الأصوات كلها فلا تسمع إلا همسا .
قال الله تعالى:
وَخَشَعَتِ ٱلاصْوَاتُ لِلرَّحْمَـٰنِ فَلاَ تَسْمَعُ إِلاَّ هَمْساً طه:108
صحيح مسلم
باب فَضْلِ الْوُضُوءِ وَالصَّلاَةِ عَقِبَهُ
565 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَحَجَّاجُ بْنُ الشَّاعِرِ، كِلاَهُمَا عَنْ أَبِي الْوَلِيدِ، قَالَ عَبْدٌ حَدَّثَنِي أَبُو الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ كُنْتُ عِنْدَ عُثْمَانَ فَدَعَا بِطَهُورٍ فَقَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ " مَا مِنِ امْرِئٍ مُسْلِمٍ تَحْضُرُهُ صَلاَةٌ مَكْتُوبَةٌ فَيُحْسِنُ وُضُوءَهَا وَخُشُوعَهَا وَرُكُوعَهَا إِلاَّ كَانَتْ كَفَّارَةً لِمَا قَبْلَهَا مِنَ الذُّنُوبِ مَا لَمْ يُؤْتِ كَبِيرَةً وَذَلِكَ الدَّهْرَ كُلَّهُ " .
و بعد هذا السرد المواضع أتساءل تمهيدا لسؤال الموضوع
هل خفي ما تقدم و ما لم نذكر على علي بن أبي طالب و هو الذي تربى في حجر البنوة و غرف من علمها لا و الله, كيف و هو الذي عايش القرأن من أول النزول إلى أخر أية
فكيف يقدم على صدقة و هو في خشوع و ركوع يعلم أنهما أولى بالتقديم ؟؟؟؟؟
سؤال:
كيف تصدق علي رضي الله عنه بخاتمه و هو راكع؟؟؟؟؟
كيف تصدق علي بخاتمه دون إفساد خشوعه و ركوعه؟؟؟؟؟