العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الــــحــــــــــــوار مع الاثني عشرية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-06-09, 05:49 PM   رقم المشاركة : 1
ديار
موقوف





ديار غير متصل

ديار is on a distinguished road


إعجاز الأعداد في السنة و الكتاب

إعجاز الأعداد في السنة والكتاب

الحمد لله حمدا كثيرا، قال عَزَّ مِن قائل : ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا، وصلى الله على محمد - عبد الله - أرسله مبشرا ونذيرا وسراجا منيرا، أما بعد :

فَلِكثرة ما يلقى في هذا المنتدى المبارك وغيره من أقوال صادّة، ومباحث جادّة إزاء الإعجاز العددي في القرآن الكريم، وتناسب الكلمات والآيات والسور عدديا ورقميا، كان لابد من وضع النقاط على الحروف، للإجابة على هذا التساؤل : هل لهذا العلم أصل في الشرع ؟ وهل له بذور عند السلف ؟

ففي تفسير القرطبي (1/92) : "روى وكيع عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود قال : من أراد أن ينجيه الله من الزبانية التسعة عشر فليقرأ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ليجعل الله تعالى له بكل حرف منها جُنة من كل واحد. فالبسملة تسعة عشر حرفا على عدد ملائكة أهل النار الذين قال الله فيهم : عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ، وهم يقولون في كل أفعالهم : "الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ" فمن هنالك هي قوتهم، وببسم الله استضلعوا. قال ابن عطية : ونظير هذا قولهم في ليلة القدر : إنها سبع وعشرين، مراعاة للفظة "هي" من كلمات سورة إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ، ونظيره أيضا قولهم في عدد الملائكة الذين ابتدروا قول القائل : ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، فإنها بضعة وثلاثون حرفا، فلذلك قال النبي الله صلى الله عليه وسلم : "لقد رأيت بضعا وثلاثين ملكا يبتدرونها أيهم يكتبها أول". قال ابن عطية : وهذا من ملح التفسير وليس من متين العلم" اهـ.
يظهر من كلام القرطبي اعتماد الأعداد كنوع من أنواع التأويل، وختم بقول ابن عطية الذي يكاد يكون قاعدة في التعامل مع هذا العلم : هذا من ملح التفسير لا من متين العلم.
ومما قاله ابن حجر في حديث رفاعة بن رافع المتقدم في كلام القرطبي : "قيل الحكمة في اختصاص العدد المذكور من الملائكة بهذا الذكر أن عدد حروفه مطابق للعدد المذكور، فإن البضع مع الثلاث إلى التسع وعدد الذكر المذكور ثلاثة وثلاثون حرفا، ويعكر على هذا الزيادة المتقدمة في رواية رفاعة بن يحيى وهي قوله : "مباركاعليه كما يحب ربنا ويرضى" بناء على أن القصة واحدة. ويمكن أن يقال : المتبادر إليه هو الثناء الزائد على المعتاد وهو من قوله : "حمدا كثيرا إلخ" دون قوله : "مباركا عليه" فإنه كما تقدم للتأكيد وعدد ذلك سبعة وثلاثون حرفا، وأما ما وقع عند مسلم من حديث أنس : "لقد رأيت اثني عشر ملكا يبتدرونها" وفي حديث أبي أيوب عند الطبراني : "ثلاثة عشر" فهو مطابق لعدد الكلمات المذكورة في سياق رفاعة بن يحيى ولعددها أيضا في سياق حديث الباب لكن على اصطلاح النحاة، والله أعلم".
فابن حجر لم ينكر هذه الموافقات العددية، بل راح يجمع الأقوال ويجعل لها إمكانية حفاظا على المعنى المستفاد.
وفي مقدمة "أصول الدين" للإمام أبي منصور عبد القاهر بن طاهر التميمي البغدادي (429هـ) : "هذا كتاب ذكرنا فيه خمسة عشر أصلا من أصول الدين وشرحنا كل أصل منها بخمس عشْرة مسألة من مسائل العدل والتوحيد والوعد والوعيد ..."

ثم يقول بعد ذكر الأصول : "وقد جاءت في الشريعة أحكام مرتبة على خمسة عشر من العدد، وأجمعت الأمة على بعضها واختلفوا في بعضها، فمنها على اختلاف سن البلوغ لأنها عند الشافعي في الذكور والإناث خمس عشرة سنة بسنيِ العرب دون سني الروم والعجم، ومنها مدة أكثر الحيض عند الشافعي وفقهاء المدينة خمسة عشر يوما بلياليها، ومنها أول الطهر الفاصل بين الحيضتين فإنه عند أكثر الأئمة خمسة عشر يوما ... فأما على أصل أبي حنيفة وأتباعه فإن كلمات الأذان عندهم خمس عشرة، ومقدار مدة الإقامة التي توجب إتمام الصلاة خمسة عشر يوما ... وأجمعوا على وجوب خمسة عشر درهما في زكاة ستمائة درهم، وخمسة عشر دينارا في زكاة ستمائة دينار، فإذا بلغت الإبل السائمة ستمائة وجب فيها خمس عشرة بنت لبون ... وإذا بلغت البقر السائمة ستمائة وجب فيها خمس عشرة مُسنّة ... فإن كانت أربعمائة وخمسين بقرة وجب فيها خمسة عشر تبيعا أو تبيعة، وأجمعوا على أن الواجب في مُنَقِّلة الرجل الحر خمس عشرة من الإبل، وفي ثلاثة من أسنان الرجل الحر خمسة عشر بعيرا، وفي ستة من أسنان المرأة خمسة عشر بعيرا، وفي ثلاثِ أصابع المرأة الحرة خمسة عشر بعيرا، ومثل هذا كثير من أحكام الشريعة، ولأجلها لم يكره تقسيم قواعد الدين على خمسة عشر أصلا وتقسيم كل أصل منها خمس عشرة مسألة ..." اهـ.
فهذا ابن طاهر البغدادي يتكلف إظهار العدد خمسة عشر في صورة مقدسة حتى يسيغ لنفسه تقسيم الدين إلى خمسة عشر أصلا، والأصل إلى خمس عشرة مسألة ؛ يستعمل العدد كوسيلة منهجية، ويبرر ذلك شرعًا.
أما في مجال الفقه فكان العدد وسيلة للحفظ والتمكن من الفروع، شأنه شأن الشعر والقواعد، كما في قسم العبادات لقوانين ابن جزي الغرناطي (1/17) : "الفصل الثاني : في فرائض الوضوء وهي ستة ... الفصل الثالث : في سننه وهي سِت ... الفصل الرابع : في فضائل الوضوء ومكروهاته، أما فضائله فست ... وأما مكروهاته فست ...".

وفي باب الاغتسال (1/21) : "الفصل الثاني : في فرائضه وهي خمسة ... الفصل الثالث : في سننه وهي خمس ... الفصل الرابع : في فضائله وهي خمس ... ومكروهاته خمس ... فروع خمسة ...".
ثم في باب المياه (1/23) : "الفصل الأول : في أقسام المياه وهي خمسة ... الفصل الثاني : في الأسئار وفيها خمس مسائل ...".
هذه إحدى طرق التعلم والتعليم التي اشتهرت عند جملة من الفقهاء، تكلفوا المشاكلات العددية - مع ما في ذلك من تعسف - لكي يمكنوا المبتدئين من الحفظ والفهم مع ما يرون في ذلك التناسب من إعجاز نبوي، فتراهم - مثلا – جمعوا للإمام ابن حنبل اثنا عشر مسألة لكُلٍّ له فيها عشرة أقوال، في نسبتها إليه الضعيف والمرسل والمعضل والمضطرب والمنقطع وكل أنواع العلل في سبيل تحصيل السبق العددي ...
وفي مواضع متفرقة من كتاب الأمنية في إدراك النية للقرافي : "ثم إن هذه الإرادة متنوعة إلى العزم والهم والنية والشهوة والقصد والاختيار والقضاء والقدر والعناية والمشيئة فهي عشرة ألفاظ ... وأما كونه عليه السلام قال الأعمال بالنيات ولم يقل الأفعال ولا الإيثار ولا الإيجاد، فإن الفرق واقع بين أثر وأوجد وخلق وفعل وعمل وصنع وبرأ ودرأ وجعل وكسب فهذه عشرة ألفاظ ... وقد يكون للحكم الواحد عدة أسباب كإيجاب الوضوء بنحو عشرة أسباب ...وها أنا أبسط من موارد النية في نظر الشرع ما يمهد لك هذا البحث في عشرة أنواع... وللرفض في النية بعد وقوعها نظائر في الأشكال من جهة رفع الشيء بعد وقوعه، أحدها (وعدّ عشرة أشكال) ... ولنقتصر على هذا القدر من التنبيه ونشرع في الجواب عن تلك العشرة مع المسائل المذكورة في المسألة فنقول ..."
ربما حمل القرافي على نفسه في "تَعشير" كتابه قوله في ثنايا بحثه : "الإنسان يثاب على نية واحدة وعلى الفعل عشرا"، والكتاب وضع أصلا للإحاطة بقوله صلى الله عليه وسلم : "إنما الأعمال بالنيات"، فكأن إعجاز العدد تسلل إلى ذاته فصبغ كتابه - على صغر جرمه - بعشاريات.

فترى أن استعمال إعجاز العدد في التفسير والفقه والعقائد وغيرها من العلوم سنة جارية عند أهل العلم شرقا وغربا، لم يُر نكيرا على أحدهم ولا أُثر، إلا من قبيل ما يأتي :
- أنه من مُلَح التفسير ونكت التأويل لا من متين العلم ؛ فلا نبنِ عليه أحكاما كونية كنهاية العالم، أو سقوط إسرائيل ... ولا يستغرق وقتنا على حساب الواجب والأوجب ؛ فالعدل قبل الإحسان، والاقتصاد قبل الترف، والحاجة قبل الكمال.
- أنه من أدلة الاستئناس وليس بدليل مستقل، مثاله ما ذكر القرطبي عن ابن عطية في بيان ليلة القدر.
- أنه وسيلة منهجية لتحصيل غايات علمية – لا خرافية – كتسهيل الحفظ وتيسير الفهم أو تبرير تقسيم الكتاب وتبويبه أو لطابع جمالي بلاغي أو غير ذلك.
- عدم الغلو والإفراط في استخدام الأعداد والأرقام وتكلف المشاكلات، كما أن الغلو مذموم مطلقا لقوله صلى الله عليه وسلم من حديث ابن عباس : "إياكم والغلو في الدين، فإنما هلك من كان قبلكم بالغلو في الدين"، قال المناوي رحمه الله : "أي التشديد فيه ومجاوزة الحد، وتتبع الغوامض، والكشف عن علل وغوامض المتعبدات".

هذا ما يسره الله عز وجل، ضربا بالمثال على ما هو معمول عند السلف ومن بعدهم ممن اقتدى، وبالله التوفيق.


منقول من منتدى اهل الحديث

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=142069






 
قديم 19-06-09, 05:52 PM   رقم المشاركة : 2
ديار
موقوف





ديار غير متصل

ديار is on a distinguished road


وبعــد :

جلي مما سبق أن استخدام إعجاز العدد دارج عند أهل العلم، من بغداد المشرق إلى أندلس المغرب إلى مصر والحجاز مع تفاوت في العصور والأزمنة ؛ مما يوحي بعدم التواطؤ والتلقي، ولو استقصينا وتتبعنا لوجدنا الكثير الكثير من مثل هذا، لكن "حسب اللبيب الإشارة" ولله الحمد والمنة.

فالإنسان ذو ميل طبيعي لكل وجه معجز وغريب، كما أن الناس ترتبط بأرقام معينة بعفوية أو عن قصد، وخير دليل على هذا العربُ أصحابُ رسول الله ؛ فلكم نجد أحاديث "ثلاثية" السؤال أو الجواب، كحديث أبي عمرو الشيباني عن عبد الله بن مسعود في الصحيحين : "‏أن رجلا سأل النبي‏ :‏ ‏أي الأعمال أفضل ؟ قال :‏ ‏الصلاة لوقتها، وبر الوالدين، ثم الجهاد في سبيل الله"، وفي لفظ شعبة عن ابن مسعود : "ثم أي، ثم أي" في الموضعين.
وفي الروايتين دلالتين على أن العرب تكتفي بالثالث من الأعداد طبعًا، وأن رسول الله يكفي السائل بثلاثة من الأجوبة فقهًا.
وفي حديث آخر عن ابن مسعود : "قال رجل : يا رسول الله أي الذنب أكبر عند الله ؟ قال :‏ ‏أن تدعو لله ندا وهو خلقك، قال: ثم أي ؟ قال : ثم أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك، قال: ثم أي ؟ قال : ثم أن تزاني بحليلة جارك ...".
وفي جامع الترمذي عن ابن هريرة : "سئل رسول الله‏ :‏ ‏أي الأعمال أفضل ؟ ‏أو أي الأعمال خير ‏؟ ‏قال :‏ ‏إيمان بالله ورسوله، قيل: ثم أي شيء ؟قال : الجهاد ‏سنام ‏العمل، قيل: ثم أي شيء يا رسول الله ؟ قال : ثم حج مبرور".
وفي المسند عن أبي ذر : "سألت رسول الله‏ ‏: ‏أي مسجد وضع في الأرض أول ؟ قال :‏ ‏المسجد الحرام،‏ ‏قلت: ثم أي؟ قال : ثم ‏المسجد الأقصى،‏ ‏قلت : كم بينهما ؟ قال : أربعون سنة، قلت: ثم أي ؟ قال : ثم حيثما أدركت الصلاة فصل فكلها مسجد".
وفي صحيح الترمذي وغيره عن أبي قتادة ‏عن النبي‏ ‏قال :‏ "‏خير الخيل‏ الأدهم ‏ ‏الأقرح‏ ‏الأرثم،‏ ‏ثم‏ ‏الأقرح‏ ‏المحجل‏ ‏طُلُق اليمين،‏ ‏فإن لميكن‏ ‏أدهم‏ ‏فكُميت‏ ‏على هذه ‏الشِّية".
وحديث أبي هريرة المتفق عليه قال : "قال رجل : يا رسول الله من أحق بحسن صحابتي؟ قال : أمك، قال : ثم من ؟ قال : أمك، قال : ثم من ؟ قال : أمك ؛ قال : ثم من ؟ قال أبوك" .
وفي المسند وغيره عن أنس أنه قال : "حبب إلي من الدنيا النساء والطيب وجعلت قرة عيني في الصلاة".
قال تعالى : أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا ؛ فلا عبث البتة في شرع الله، وكلُّ بقدر مقدور، ولكل شاردة أو واردة سبب وعلة وحكمة، عقلنا ذلك أم لا. والله أعلم.






 
قديم 19-06-09, 05:53 PM   رقم المشاركة : 3
ديار
موقوف





ديار غير متصل

ديار is on a distinguished road


لله - وحده – الحمد والمنة، وصلى الله على رسول هذه الأمة، وبعد :


اقتباس:
اقتباس:
أنه من أدلة الاستئناس وليس بدليل مستقل




وفي الحديث المشهور عن أبي هريرة عن النبي ‏أنه قال : "‏يغسل الإناءإذا ‏ولغ ‏فيه الكلب سبع مرات أولاهن أو أُخراهن بالتراب" اللفظ للترمذي.

تعلق بهذا الحديث أحكام غزيرة عزيزة، وتنازع أهل العلم في غسل الإناء ؛ أواجب هو أو مستحب ؟ كما اختلفوا في علة الغسل النجاسة أو التعبد ؟
يقول أبو الوليد ابن رشد الغرناطي الأندلسي في بداية المجتهد ونهاية المقتصد (1/29) : "فاختلف العلماء في تأويل هذه الآثار ووجه جمعها مع القياس المذكور ؛ فذهب مالك في الأمر بإراقة سؤر الكلب وغسل الإناء منه، إلى أن ذلك عبادة غير معللة، وأن الماء الذي يلغُ فيه ليس بنجس، ولم ير إراقة ما عدا الماء من الأشياء التي يلغ فيها الكلب في المشهور عنه، وذلك كما قلنا لمعارضة ذلك القياس له، ولأنه ظن أيضا أنه إن فهم منه أن الكلب نجس العين عارضه ظاهر الكتاب وهو قوله تعالى فكلوا مما أمسكن عليكم يريد أنه لو كان نجس العين لنجس الصيد بمماسته، وأيد هذا التأويل بما جاء في غسله من العدد والنجاسات ليس يشترط في غسلها العدد فقال : إن هذا الغسل إنما هو عبادة، ولم يعرج على سائر تلك الآثار لضعفها عنده"
العلماء – رحمهم الله – على تضلعهم في الفقه وخبرتهم باللغة وتصاريفها واطلاعهم على العلل والمناطات ونكت التأويل لم يجدوا غضاضة في الاستعانة بالموافقات العددية لإنهاض الحجة وتقويتها.
"قال القاضي [ابن رشد الحفيد] : وقد ذهب جدي رحمة الله عليه [ابن رشد الجد] في كتاب المقدمات إلى أن هذا الحديث معلل معقول المعنى ليس من سبب النجاسة، بل من سبب ما يتوقع أن يكون الكلب الذي ولغ في الإناء كلِبا، فيُخاف من ذلك السم. قال : ولذلك جاء هذا العدد الذي هو السبع في غسله، فإن هذا العدد قد استعمل في الشرع في مواضع كثيرة في العلاج والمداواة من الأمراض، وهذا الذي قال رحمه الله هو وجه حسن على طريقة المالكية، فإنه إذا قلنا إن ذلك الماء غير نجس، فالأولى أن يعطى علة في غسله من أن يقول إنه غير معلل ..." اهـ.
ولننظر أحاديث "السبعة" الطبية التي عناها ابن رشد رحمه الله من خلال كلام ابن حجر عن الحديث المذكور في الفتح : "... وأن الحكمة في الأمر بغسله من جهة الطب لأن الشارع اعتبر السبع في مواضع منه، كقوله : "صبوا علي من سبع قرب"، وقوله : "من تصبح بسبع تمرات عجوة" اهـ.
وفي الموطأ وغيره : "عن ‏عثمان بن أبي العاص ‏أنه أتى رسول الله‏ ، قال‏ عثمان ‏وبي وجع قد كاد يهلكني‏، ‏قال ‏ ‏فقال رسول الله ‏ :‏ امسحه بيمينك سبع مرات وقل أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد، قال : فقلت ذلك فأذهب الله ما كان بي، فلم أزل آمر بها أهلي وغيرهم".

قال في المنتقى : "وقدخص النبي هذا العدد في غير ما موضع".
هل من ناقِض أو مبرِم، مقيّم أو مقوِّم ؟






 
قديم 19-06-09, 05:56 PM   رقم المشاركة : 4
ديار
موقوف





ديار غير متصل

ديار is on a distinguished road


وبعــد :
اقتباس:
وأن الحكمة في الأمر بغسله من جهة الطب لأن الشارع اعتبر السبع في مواضع منه

قال الإمام أبو إسحاق إبراهيم الشاطبي في إفاداته :


سر جعل الكعبة

إلى جهة اليسار في الطواف




حدثنا الأستاذ أبو عبد الله البلنسي، قال حدثنا الأستاذ الخطيب أبو عبد الله محمد بن مرزوق، قال سألت أبي رحمه الله ونحننطوف بالبيت الحرام زاده الله تشريفاً فقلت له : لم كان البيت يجعل في الطواف إلى جهة اليسار، ولم يجعل إلى جهة اليمين وهو أشرف ؟ فقال لي : سرها يا بني أن القلب على جهةاليسار فجعل الشق اليسار الذي هو محل القلب إلى جهة البيت ليكون أقرب موافقة لقوله تعالى "فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم". فقلت له : إن الطبيعيين وأهل التشريح أطبقوا على أن محل القلب الحقيقي هو الوسط لا الجهة اليسرى ولا اليمنى، نعم وضع رأسه مائلاً ذات اليمين قليلاً وإبرته مائلة ذات اليسار قليلاً، ثم وقفت المسالة فأنهيتها إلى الفقيه الطبيب العارف أبي عبد الله الشقوري فقال لي : ما قلت للأستاذحق، إلا أني أقول الحكمة في ذلك وجهان.
أحدهما أن جهة اليمين أقوى من جهة اليسار، وذلك مشاهد، والطواف سير دوري، ولا شك أن أبعد الجهات إلى المركز الذي هوجهة البيت أقوى حركة من الجهة التي هي أقرب إليه فجعل الشق الأيمن الأقوى إلى الحيزالذي الحركة فيه أقوى، والشق الأيسر الأضعف إلى الحيز الذي الحركة فيه أضعف ليتعادلا.
الوجه الثاني أن جهة اليسار من القلب هي محل الروح ومنبعه، ومنه ينبعث في الشريان الأعظم المسمى بالأبهر إلى جميع الجسد، ولذلك نجد حركة النبض في الجهةاليسرى، والروح أشرف ما في الجسد فجعل ذلك الشق موالياً للبيت الشريف ليكون الإقبال على بيت الله بما هو أشرف. اهـ

وكأن المالكية قد اتخذوا من السبعة - والطواف سبعة أشواط – مفتاحا لعلوم الطب. وإن تعجب فالعجب قولهم.






 
قديم 19-06-09, 05:57 PM   رقم المشاركة : 5
ديار
موقوف





ديار غير متصل

ديار is on a distinguished road



قال ابن القيم رحمه الله رحمة واسعة في سياق كلامه عن الحديث الذي رواه أبو داود في "سننه" عن مُجاهدٍ، عن سعد، قال : "مَرضتُ مرضاً، فأتَانِي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يَعُودني، فَوَضَعَ يَدَه بين ثَديَيَّ حَتَّى وَجَدتُ بَرْدَها على فؤادي، وقال لي : إنَّكَ رجُلٌ مَفْؤُودٌ فأْتِ الحارَثَ بن كَلَدَةَ من ثَقِيفٍ، فإنَّه رجلٌ يتطبَّبُ، فلْيأْخُذْ سبعَ تَمَراتٍ من عَجْوَةِ المدينةِ، فلْيَجأْهُنَّ بِنَواهُنَّ، ثم لِيَلُدَّكَ بِهِنَّ".

قال (الطب النبوي، ص : 99-100) : وأمَّا خاصية السَّبْعِ، فإنها قد وقعت قدْراً وشرعاً، فخلق الله عَزَّ وَجَلَّ السَّمواتِ سبعاً، والأرضَينَ سبعاً، والأيام سبعاً، والإنسان كمل خلقه في سبعة أطوار، وشرع الله سبحانه لعباده الطواف سبعاً، والسعي بين الصفا والمروة سبعاً، ورمىَ الجمارِ سبعاً سبعاً، وتكبيراتِ العيدين سبعاً في الأولى ؛ وقال صلى الله عليه وسلم : "مُرُوهم بالصَّلاةِ لسَبْعٍ"، "وَإِذَا صَارَ للغُلامِ سَبْعُ سِنِينَ خُيِّرَ بين أبويه" في رواية، وفي رواية أخرى : "أبُوه أحقُّ به من أُمِّهِ"، وفي ثالثة : "أُمُّهُ أحَقُّ به"، وأمر النبيَّ صلى الله عليه وسلم في مرضه أن يُصَبَّ عليه من سبعِ قِرَبٍ، وسَخَّر الله الريحَ على قوم عادٍ سبع ليال، وَدَعَا النبيُّ صلى الله عليه وسلم أن يُعينَه اللهُ على قومه بسبعٍ كسبعِ يوسف، ومَثَّلَ اللهُ سبحانه ما يُضاعِفُ به صَدَقَةَ المتصدِّقِ بِحَبَّةٍ أنبتت سبعَ سنابل في كلِّ سُنبلة مائة حَبَّةٍ، وَالسَّنابل التي رآها صاحبُ يوسفَ سبعاً، والسنين التي زرعوها دأْباً سبعاً، وتُضاعَفُ الصدقة إلى سبعمائة ضِعف إلى أضعاف كثيرة، ويدخل الجنََّة من هذه الأُمَّة بغير حساب سبعون ألفاً.

فلا ريب أنَّ لهذا العدد خاصيَّة ليست لغيره، والسبعة جمعت معانيَ العدد كله وخواصه، فإن العددَ شَفْعٌ ووَتْرٌ ؛ والشَفْع : أول وثان ؛ والوَتْر : كذلك، فهذه أربع مراتب : شفع أول، وثان ؛ ووتر أول، وثان، ولا تجتمع هذه المراتبُ في أقلِّ مِن سبعة، وهي عدد كامل جامع لمراتب العدد الأربعة، أعني الشَفْع والوَتْر، والأوائل والثواني، ونعني بالوَتْر الأول : الثلاثة، وبالثاني الخمسة ؛ وبالشَفْع الأول : الاثنين، وبالثاني : الأربعة، وللأطباء اعتناءٌ عظيم بالسبعة، ولا سِيَّما في البحارين.

وقد قال "بقراط" : كل شيء في هذا العالَم فهو مقدَّر على سبعة أجزاء، والنجوم سبعة، والأيام سبعة، وأسنان الناس سبعة، أولها طفل إلى سبع، ثم صبي إلى أربع عشرة، ثم مُراهِقٌ، ثم شابٌ، ثم كهلٌ، ثم شيخٌ، ثم هَرِمٌ إلى منتهى العمر، والله تعالى أعلم بحكمته وشرعه، وقدره في تخصيص هذا العدد، هل هو لهذا المعنى أو لغيره ؟ ". اهـ








 
قديم 19-06-09, 05:58 PM   رقم المشاركة : 6
ديار
موقوف





ديار غير متصل

ديار is on a distinguished road


أخي الكريم أبا خالد، وفيكم بارك الله
اقتباس:

اقتباس:
فإن العددَ شَفْعٌ ووَتْرٌ ؛ والشَفْع : أول وثان ؛ والوَتْر : كذلك، فهذه أربع مراتب : شفع أول، وثان ؛ ووتر أول، وثان، ولا تجتمع هذه المراتبُ في أقلِّ مِن سبعة، وهي عدد كامل جامع لمراتب العدد الأربعة، أعني الشَفْع والوَتْر، والأوائل والثواني، ونعني بالوَتْر الأول : الثلاثة، وبالثاني الخمسة ؛ وبالشَفْع الأول : الاثنين، وبالثاني : الأربعة

قد لا تفهم هذه العبارة من كلام ابن القيم لغموضها، وهذا جلاؤها :

- كما قال : الشفع أول وثان ؛ الأول : الاثنين، والثاني : الأربعة
- والوتر أول وثان ؛ الأول : الثلاثة، والثاني : الخمسة

وهاتان واضحتان لا إشكال فيهما إلا ما يقال عن الوتر الأول وهو الثلاثة، لماذا لم يكن الواحد ؟

وجوابه : أن الوتر على مذهبٍ هو ما يوتر الشفع، وأولها الثلاثة، ومالك رحمه الله من الذين يرون الوتر الأول الواحد، والقضية خلافية أشار ابن القيم فيها للراجح عنده

إذن : السبعة أول عدد يتحقق فيه الشفعين والوترين :

- فإذا أخذنا من السبعة الوتر الأول بقى الشفع الثاني، والعكس متحقق؛
- وإذا أخذنا منها الوتر الثاني بقى الشفع الأول، والعكس متحقق؛

في حين أن الستة مثلا لو أخذت منها الوتر الثاني لم يبقى إلا الواحد وليس بشفع ولا وتر ... والله أعلم







 
قديم 19-06-09, 06:11 PM   رقم المشاركة : 7
ديار
موقوف





ديار غير متصل

ديار is on a distinguished road


توظيف الأعداد في الأغراض الشرعية تعارف عليه العلماء قديما وحديثا، فلو اطلعت على القوانين الفقهية لابن جزي الكلبي الأندلسي لوجدته يورد في عدد من مقدمات أبواب كتابه العدد وتناسبه مع الباب ويذكر جملة من المسائل الشرعية التي ذكر فيها العدد بالاستقراء، وقد يرتب عليها أحكاما شرعية، أما المشين في القضية هو الاستغراق في مباحث العدد وما يتعلق به والإفراط في ذلك، والأدهى من ذلك أن يرتب عليه أحكاما قدرية هي من مفاتيح الغيب التي لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى، أما ما يقول به الشيخ الزنداني جزاه الله خيرا فهو من باب المصادفات وإلا فليأت بمواد أخرى في القرآن الكريم وليسقط عليها نظريته فسيجدها فاشلة فشلا ذريعا، وكلنا يعرف أو سمع على الأقل تكلفه وجود مصادفة أحداث 11 سبتمبر مع آية التوبة ومناسبتهما..







 
قديم 19-06-09, 06:16 PM   رقم المشاركة : 8
ديار
موقوف





ديار غير متصل

ديار is on a distinguished road


هذا الكلام عن الإعجاز العددي رجم بالغيب

ثم هناك سؤال يحتاج لإجابة

ورد لفظ "إمام" ومشتقاته في القرآن 12 مرّة
طيب
ما علاقة هذا أصلا بأئمة الشيعة
هل لو وردت لفظة ما في القرآن 11 مرة - مثلا - تكون فضيلة لفريق الكرة المكون من 11 لاعب !!!
وهذه المرات الـ 12 بعضها في "أئمة الكفر" وبعضها "أئمة يدعون إلى النار" وبعضها في الأنبياء "إني جاعلك للناس إماما" وبعضها في الكتب المنزلة على الأنبياء " كتاب موسى إماما ورحمة" وبعضها في صحائف الحساب "يوم ندعو كل أناس بإمامهم"
فما تعلق هذا المزيج العجيب بأئمة الشيعة
يا أصحاب الإعجاز العددي
القرآن الكريم إنما أنزل لتصلح به الدنيا والآخرة
أنزل لنتدبر آياته بقلوب خاشعة وليس بالآلات الحاسبة
القرآن - والله - أكبر من عبثكم هذا
ثم لو كان هذا علما - أصلا - ولم يتكلم فيه رسول الهدى - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه الكرام وأهل القرون المفضلة ، فأبعد به من علم







 
قديم 19-06-09, 06:13 PM   رقم المشاركة : 9
ديار
موقوف





ديار غير متصل

ديار is on a distinguished road


الآيات التي فيها لفظ الإمامة ومشتقاته ليست كلها مدح

بل فيها آيتان ذكرت فيهاالإمامة بالذم

وهي قوله تعالى (( وَإِن نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ ))

وقوله تعالى (( وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ ))

فتكون الإمامة قد محدت عشراً _ بعدد العشرة المبشرين بالجنة _

وقال تعالى (( إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم في شيء ))

(( لست منهم في شيء )) اثني عشر حرفاً

فهذا دليل على براءة الرسول من الشيعة الإثني عشرية

أقول هذا كله إلزاماً







 
قديم 19-06-09, 06:18 PM   رقم المشاركة : 10
ديار
موقوف





ديار غير متصل

ديار is on a distinguished road


كتب ابوعبدالمعز

إلى الحروفيين والرقميين:ما رأيكم في هذا الإعجاز؟


Georges Perec


كاتب فرنسي متوسط....من أعضاء جماعة أوليبو التي تضم أدباء ورياضيين(علماء الرياضيات )
هذه الجماعة العابثة ترى أن تقييد الاختيار الشكلي حافز على الإبداع...وعلى هذا المبدأ ألف بيرك روايتين:
-رواية الاختفاء La Disparition سنة 1969 وحجمها 315 صفحة.
-رواية العائدات سنة 1972Les Revenentes
موضع الغرابة في المسألة أن الرواية الأولى كتبت بدون حرف E:
وهذا الحرف أكثر الحروف ترددا في اللغة الفرنسية لا تكاد تخلو منه جملة...فلكم أن تتصوروا خلو 315 صفحة منه...وقريب من ذلك أن تتصورا مثلا رواية باللغة العربية ليس فيها حرف الالف...
ومع ذلك كانت الرواية خالية من التعسف والتكلف أي طبيعية جدا بحيث أن مجموعة من القراء ومنهم ناقد محترم لم يلحظوا أن الرواية خالية من الحرف الاكثر دورانا في لغتهم.
بعد ثلاث سنوات جاءت الرواية الثانية عكسية:هنا لم يستعمل الكاتب إلا الحرف E
واختفت كل الصوائت الأخرى فلا يوجدO..A .I..U
ماذا سيقول الحروفيون والرقميون:أليس هذا من الإعجاز؟
لعل المنصف سيرى أن ما قام به الفرنسي الكافر أصعب بكثير من كتابة نص حروفه تنقسم على 7 أو8 أو 19....
فاتقوا الله في كتاب ربكم... إن كنتم تعتقدون أن الاعجاز في التناسبات العددية والشفرات الرقمية...فقد ضللتم السبيل وفتحتم بابا للشر....فإن في إمكان كل عابث أن يكتب ما يشاء منقسما وغير منقسم...ليس بهذا الهراء يثبت أن القرآن من عند الله.
فاتقوا الله ايها المسلمون.
لا نريد –يعلم الله-أن نحجر واسعا...ولكن نريد كما أمر ربنا أن نأتي البيوت من أبوابها
ويسعدنا حقا أن نجد من يكشف عن إعجاز القرآن...فهلموا:
-بيان القرآن معجز.
-تأثيره في النفوس معجز.
-تشريعه معجز.
-معناه لا يأتيها الباطل من أي جهة معجز.
-وصفه للنفوس وكشفه عن دواخلها معجز.
-سرده معجز.
-تميزه عن غيره معجز.
-يسره على اللسان والحفظ معجز.
-إخباره بالمغيبات معجز...
الجانب البياني وحده ما زال أرضا عذراء ...لم يكتب فيه إلا اليسير مع اتفاق السلف والخلف عليه...فهلموا إليه لكن مزودين بتذوق رقيق وعلم وثيق ونظر دقيق...بدل الحاسبات ومحولات الفولتاج.







 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:40 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "