السلام عليكم
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الزميل فتى الشرقيه :
............................... إذا أنت متفق معي على وجود .... أئمة خير ,,,, وأئمة ضلال لوجود نص لا يحدد أسمائهم
فنحن ألآن نسأل عن الأئمة الإثناعشر ونخص الآن وفق قولك إمامكم الثاني عشر الحجه كما تسمونه
أثبت لنا خير واحد من إمامكم المهدي أفاد به المسلمين من ألف ومائتين سنه ,,,
الجواب :
.......... لا ليس أنا من يتفق معك ، بل أنت من يتفق معي على أن القرآن قد ذكر الأئمة ، و ليس كما تدعون أنه لا يوجد ذكر للأئمة في القرآن .
و أما بخصوص ذكر القرآن إلى فئتين من الأئمة ، فإنه تعالى قد بين الغاية من وجود كل فئة .
فقال تعالى عن أئمة الهدى { } .
و قال تعالى عن أئمة الضلال { وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ } .
و أما لماذا جعل الله تعالى أئمة يهدون بأمره تعالى ، و جعل أيضاً أئمة يدعون إلى النار ؟
الجواب :
.......... إن الله تعالى لا يمكن أن يترك عباده من دون هادي يهديهم إليه قال تعالى { إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى } .
و في المقابل لا يتركهم من دون أن يختبرهم قال تعالى { أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ } .
فجعل تعالى أئمة للهدى ، وجعل تعالى أئمة للضلال .
ملاحظة مهمة :
................. إن الله تعالى جعل أئمة للهدى و جعل أئمة للضلال ولكن هناك جعل تشريعي و هناك جعل تكويني .
1 – الجعل التشريعي هو الذي يكون بأمر الله تعالى مثل جعل الأنبياء ، يعني يكون عن طريق التنصيب قال تعالى { قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَآئِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ } أي نصبني .
و قال تعالى { وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ }
و قال تعالى { وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ }.
2 – الجعل التكويني و هذا لا يكون عن طريق التنصيب و إنما يكون عن طريق الإعداد أو توفير القوة و الظروف .
قال تعالى { وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُواْ بِهَا } و قال تعالى { وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ }
و قال تعالى { وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ } .
النتيجة :
......... أن أئمة الهدى قد جعلهم الله تعالى بتنصيب منه تعالى و بأمر منه تعالى .
و أما أئمة الكفر مثل إبليس و بقية أئمة الكفر فإن الله تعالى قد جعلهم دعاة إلى النار و ذلك عن طريق توفير القوة و الاستطاعة ، فلو لم يوفر لهم الله تعالى القوة و المقدرة لما استطاعوا أن يدعوا الناس إلى النار قال تعالى { فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا } أي أقدرناه على السمع و البصر .
و الله تعالى لم يأمرهم بإضلال الناس و إنما هم أنفسهم قد اختاروا طريق الغواية .
::::::: أما بخصوص قول الزميل فتى الشرقيه : - أثبت لنا خير واحد من إمامكم المهدي أفاد به المسلمين من ألف ومائتين سنه ,,,
الجواب :
........... إن الخيرات التي تأتي عن طريق الإمام كثيرة جداً ، و لكنك أنت تنكر هذه الخيرات لأنك لا تعلم لماذا جعل الله الأئمة ، و قد تنكر الخيرات التي تأتي عن طريق الملائكة و تقول ما فائدة مخلوقات لا نراهم و لا ترى عملهم .
فإذا كان الله تعالى قد جعل الملائكة يدبرون أمور الخلق حيث يقول تعالى { فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا } .
فإنه تعالى قد جعل الأئمة إلى هداية الخلق حيث يقول تعالى { وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ }.
فالإمام هو الذي تتنزل عليه الملائكة في كل ليلة قدر بكل الأمور الخاصة بتدبير الخلق حيث يقول تعالى { تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ } .