تأملات في اسباب ضلال ((بعض)) الاثني عشرية ،،، الخلط بين الامور

[رهين الفكر]

هناك اسباب عديدة ادّت إلى ضلال بعض الاثني عشرية ،،، ولم اقل كلهم لان فيهم من يعلم انهم على ضلال ولكنهم يقاتلون للبقاء فيه

وإنما اقصد اؤلئك الذين هم في قرارات انفسهم يعتقدون ان دين الاثني عشرية دين حق وليس باطل ،،، هؤلاء الذي قصدتهم حين قلت "بعض" وهنا اضع تأملاتي في اسباب ضلالهم

وهناك عدة اسباب لضلالهم ورأيت ان اجعلها على حلقات لانها طويلة بعض الشيء ولكي لا انتظر حتى انتهي منها كلها

السبب الاول ،،، الخلط بين الامور (1)

فكثير منهم يخلط بين امرين دون ان يدرك ما بينهما من اختلاف ،، واحيانا يكون هذه الاختلاف ظاهر او شبه ظاهر ولكنه ولموروثات عنده فإنه عميت عليه تلك الفروقات فلا يراها ،،، وهذا مرئي بكثرة عند القوم ،،، واضرب لذلك امثلة :

طرحت الاخت زهرة السوسن موضوعا تتسائل فيه عن سبب إتخاذ الرافضة للعن ابابكر وعمر دينا يمارسونه وعرضت ان الله لم يأمرنا ان نلعن ابليس ولا فرعون ولا ابو لهب ولا اليهود ولا النصارى ،،، وتتسائل - وتساؤلها في محله - عن سبب جعل الرافضة لعن ابابكر وعمر دينا يمارسونه ويتنادون به

وهنا رد احد الاثني عشرية "منار الايمان" مستشهدا بأن عائشة لعنت عمرو بن العاص ذات يوم

ولست بصدد مناقشة صحة الرواية من عدمها وان كان من الواضح انها غير صحيحة

ولكنه فمن جهة فمن يتأمل في هذين الامرين يجد اختلافا بيّنا فيما بينهما ،،، فعائشة - إن صحت الرواية ومؤكد انها مكذوبة - إنفعلت وغضبت فلعنت ،،، وهذا يختلف عن الذي لا يدفعه إنفعال ،،، عائشة تنفعل وتسب ثم نجد ان هؤلاء القوم يقيسون عليها من شغله الشاغل السب في صباحه ومساءه في فرحه وترحه ،،، لا يقول بهذا إنسان سوي ،،،

وعائشة إن صحت الرواية فهي لعنته مرة واحدة او حتى مرتين منفعلة ولكنها لم تجعله عادة لها تمارسها كل يوم كما يفعل الرافضة دوما وتكرارا بمناسبة او بغير مناسبة

ومن جهة اخرى ،،، فعائشة غضبت لان القصة تقول انه كذب عليها ،،، بينما لم يفعل ابابكر وعمر لهؤلاء القوم شيئا فأبو بكر وعمر من الذين خلوا وبيننا وبينهما اكثر من الف واربعمئة سنة ،،،

فإن قالوا إن ابابكر سرق الخلافة من علي – وهذا زعم لا يصح - فنقول لهم ان ابليس اخرجنا واخرج ابينا من الجنة ولم نؤمر بلعنه وفرعون ذبّح بني اسرائيل ولم نُؤمر بلعنه واصحاب الاخدود قتّلوا الذين آمنوا منهم ولمن نؤمر بلعنهم ،،، وابو لهب وابو جهل لم نؤمر بلعنهم ،،، فمالكم كيف تحكمون

وهذا هو عين موضوع الاخت زهرة السوسن ،،، فهي تقول اننا لم نؤمر بلعن من فعل الافاعيل من المجرمين السابقين فعلى أي إعتبار هؤلاء القوم يلعنون ابا بكر وعمر ،،، وهما رضي الله عنهما لم يفعلا الا كل خير ولكن على قياس ما في عقول الرافضة فإنه قياسا على الاقدمين فإن الله لم يأمرنا ان نلعن ابليس او النمرود او فرعون او غيرهم

فهنا نجد ان "منار الايمان" قد إنطلق في رده بسبب خلطه بين ما يحصل منهم وما حصل من عائشة رغم ما بين الامرين من اختلاف كبير لا يصح مع القياس عليه

والامثلة على مثل هذا الخلط عند الاثني عشرية كثير جدا ويمكن للمرء ملاحظتها في المناظرات والنقاشات التي تحصل بين اهل السنة وبينهم

بل لقد وصلت بهم الامور ان يخلطوا بين متعة الحج ومتعة الزواج التي حرّمها الاسلام ،، ولا ادري اهذا خلط الذي يخلطونه اتم بقصد ام هو بدون قصد

وارجوا من إخواني ان يضعوا امثلة لما عليه القوم من خلط بين امور بينها اختلافات بيّنة