تــــفــــريـــــغ الــــنـــــص :
يقول علامة الشيعة الامام حسن الصدر :
2386 ـ المولى محمد طاهر بن الحسين
نزيل قم، لأنه أعطي فيها إمام الجمعة و رتبة شيخ الإسلام، فاستوطنها إلى أن مات فيها سنة 1098 (ثمان و تسعين بعد الألف) ، فعرف بالقمّي، و إلاّ فأصله من بلدة شيراز، و منشأه في النجف الأشرف. ذكره في الأصل.
كان في عصر الشاه السلطان سليمان الصفوي، و من أجلاّء علماء ذلك العصر، و المعروفين بطول الباع، و كثرة الاطلاع، غير أنه أخباري صلب، من شيعة صاحب الفوائد المدنيّة، لا يملك لسانه عن التعريض بالمجتهدين، و شدّة اللهجة على الأصوليّين. و كان إذا اعتقد شيئا بالغ فيه، بل ربّما كفّر من لم يقل به، مع أنه من فروع الدين النظريّة، كصلاة الجمعة في زمن الغيبة، فإنه لمّا اعتقد وجوبها العيني كفّر من جوّز تركها في زمن الغيبة، كما أنه كفّر من قال بالمكاشفات العرفانيّة لشدّة نكيره على الصوفيّة، و حتّى رمى جماعة من علماء الدين و أركان المذهب بالتصوّف المكفّر على أبلغ وجه، و أشنع بيان، لا تأخذه في ذلك لومة لائم، بل كفّر من شكّ في كفرهم.
و كذلك رأيته يكفّر الحكماء و الفلاسفة حتّى المتألّهين الإسلاميّين المتأخّرين منهم، و يرميهم بكلّ عظيمة حتّى المشاركين له في الأخبارية، لا يرقب فيهم إلاّ و لا ذمّة، يمرّ على وجهه في العبائر، و يكفر بكل ما يوهم خلاف عقيدته في الأصول أو الفروع مطلقا، لكن كلّ ذلك منه عن شدّة تصلّبه في الدين، لا عن غرض دنيوي، بل يراه من أعظم الجهاد في الدين.
المصدر :
تكملة امل الامل ج5 ص436 و 437