السلام عليكم
من اقوال العلماء
الأقوال في نفي الجهة والمكان عن الله تعالى من مصادر وأقوال علماء أهل التسنن :-
1- محمد بن إدريس الشافعي قال : ( إنه تعالى كان ولا مكان فخلق المكان وهو على صفته الأزلية كما
كان قبل خلقه المكان ، لا يجوز عليه التغيير في ذاته ولا التبديل في صفاته ) (1)
2- الإمام جعفر الصادق ، قال القشيري في رسالته المعروفة بالرسالة القشيرية عن الإمام الصادق أنه قال : ( من زعم أن الله في شيء أو من شيء أو على شيء فقد أشرك ، إذ لو كان على شيء لكان محمولاً ، ولو كان في شيء لكان محصوراً ، ولو كان من شيء لكان محدثاً ) (2)
3- إبراهيم بن السّري الزّجاج اللغوي قال : ( العلي : هو فعيل في معنى فاعل ، فالله تعالى عالٍ على خلقه وهو عليٌّ عليهم بقدرته ، ولا يجب أن يذهب بالعلو ارتفاع مكان إذ قد بيّنا أن ذلك لا يجوز في صفاته تقدست ، ولا يجوز أن يكون على أن يتصور بذهن تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً ) (3) .
وقال أيضا : ( والله تعالى عالٍ على كل شيء ، وليس المراد بالعلو ارتفاع المحل لأن الله تعالى يجلّ عن المحل والمكان ، وإنما العلو علو الشأن وارتفاع السلطان ) (4) .
4- أبو الحسن الأشعري قال : ( كان الله ولا مكان فخلق العرش والكرسي ولم يحتج إلى مكان وهو بعد خلق المكان كما كان قبل خلقه ) (5) .
وقال أيضاً : ( فأما الحركة والسكون والكلام فيهما فأصلهما موجود في القرآن وهما يدلان على التوحيد وكذلك الاجتماع والافتراق ، قال الله تعالى مخبراً عن خليله إبراهيم صلوات الله عليه وسلامه ( فلما أفل قال لا أحب الآفلين ) في قصة أفول الكوكب والشمس والقمر وتحريكهما من مكان إلى مكان ما دلّ على أن ربّه عزّ وجل لا يجوز عليه شيء من ذلك وأن من جاز عليه الأفول والانتقال من مكان إلى مكان فليس بإله ) (6) .
5- القاضي أبو بكر محمد الباقلاني المالكي قال : ( ولا نقول إن العرش له – الله – قرار ولا مكان لأن الله تعالى كان ولا مكان فلما خلق المكان لم يتغيّر عما كان ) (7) .
وقال أيضاً : ( ويجب أن يعلم أن كل ما يدل على الحدوث أو على سمة النقص فالرب تعالى يتقدس عنه فمن ذلك أنه تعالى متقدس عن الاختصاص بالجهات والاتصاف بصفات المحدثات وكذلك لا يوصف بالتحول والانتقال ولا القيام ولا القعود لقوله تعالى : ( ليس كمثله شيء ) وقوله : ( ولم يكن له كفواً أحد ) ولأن هذه الصفات تدل على الحدوث ، والله تعالى يتقدس عن ذلك ) (8) .
6- أبو بكر محمد بن الحسن المعروف بابن فورك قال : ( لا يجوز على الله تعالى الحلول في الأماكن لاستحالة كونه محدوداً ومتناهياً وذلك لاستحالة كونه محدثاً ) (9) .
وقال أيضاً : ( واعلم أنا إذا قلنا أن الله عز وجل فوق ما خلق لم يرجع إلى فوقية المكان والارتفاع على الأمكنة بالمسافة والإشراف عليها بالمماسة لشيء منها ) (10) .
7- الأديب النحوي أبو علي المرزوي قال : ( والله تعالى لا تحويه الأماكن ولا تحيط به الأقطار والجوانب ) (11) .
8- أبو منصور عبد القاهر بن طاهر الاسفراييني قال : ( وأجمعوا على أنه – الله – لا يحويه مكان ولا يجري عليه زمان ) (12) .
9- ابن حزم الأندلسي قال : ( وأنه تعالى لا في مكان ولا في زمان بل هو تعالى خالق الأزمنة والأمكنة ، قال تعالى : ( وخلق كل شيء فقدره تقديرا ) وقال تعالى : ( خلق السماوات والأرض وما بينهما ) والزمان والمكان هما مخلوقان قد كان الله تعالى دونهما ، والمكان إنما هو للأجسام ) (13) .
10 – أبو الوفاء علي بن عقيل البغدادي الحنبلي قال : ( تعالى الله أن يكون له صفة تشغل الأمنكة ، هذا عين التجسيم ، وليس الحق بذي أجزاء وأبعاض يعالج بها ) (14) .
11- القاضي أبو الوليد محمد بن أحمد قاضي الجماعة بقرطبة ( ابن رشد ) قال : ( ليس – الله – في مكان ، فقد كان قبل أن يخلق المكان ) ذكر قوله هذا ابن الحاج المالكي في كتابه المدخل (15) .
وقال أيضاً : ( وإضافته – أي العرش – إلى الله تعالى إنما هو بمعنى التشريف له كما يقال : بيت الله وحرمه لا أنه محل له وموضع استقراره ) (16) .
12- القرطبي المفسر محمد بن أحمد المالكي قال : ( " العلي " يراد به علو القدرة والمنزلة لا علو المكان لأن الله منزّه عن التحيّز ) (17) .
وقال أيضاً : ( ومعنى فوق عباده ، فوقية الإستعلاء بالقهر والغلبة عليهم أي هم تحت تسخيره لا فوقية مكان ) (18) .
وقال أيضاً : ( والقاعدة تنزيهه سبحانه وتعالى عن الحركة والانتقال وشغل الأمكنة ) (19) .
13- ابن الأثير المبارك بن محمد قال : ( المراد بقرب العبد من الله تعالى القرب بالذّكر والعمل الصالح لا قرب الذات والمكان لأن ذلك من صفات الأجسام ، والله يتعالى عن ذلك ويتقدس ) (20)
14- سلطان العلماء الشيخ عبد العزيز بن عبد السلام الأشعري قال : ( ليس – الله – بجسم مصوّر ولا جوهر محدود مقدّر ولا يشبهه شيئاً ولا يشبهه شيء ولا تحيط به الجهات ، ولا تكتنفه الأرضون ولا السماوات ، كان قبل أن كوّن المكان ودبّر الزمان وهو الآن على ما عليه كان ) (21) .
يتبع >>> يتبع >>> يتبع >>>
______________________________
(1) اتحاف السادة المتقين 2/24 .
(2) الرسالة القشيرية ص 6 .
(3) تفسير أسماء الله الحسنى ص 48 .
(4) المصدر السابق ص 60 .
(5) تبيين كذب المفتري ص 150 .
(6) انظر رسالته استحسان الخوض في علم الكلام ص 40 .
(7) الانصاف فيما يجب اعتقاده ولا يجوز الجهل به ص 65 .
(8) المصدر السابق ص 64 .
(9) مشكل الحديث ص 57 .
(10) المصدر السابق ص 64 .
(11) الأزمنة والأمكنة 1/92 .
(12) الفرق بين الفرق ص 333 .
(13) انظر كتابه علم الكلام : مسألة نفي المكان عن الله تعالى ص 65 .
(14) الباز الأشهب ، الحديث الحادي عشر ص 86 .
(15) المدخل 2/149 .
(16) المصدر السابق نفس الجلد والصفحة .
(17) الجامع لأحكام القرآن 3/278 .
(18) المصدر السابق 6/399 .
(19) المصدر السابق 6/ 390 .
(20) النهاية في غريب الحديث ( مادة ق ر ب ، ) 4/32 .
(21) طبقات الشافعية الكبرى : ترجمة عبد العزيز بن عبد السلام 8/219 .