بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وأفضل الصلاة والسلام على محمد وعلى آل محمد الطيبين الطاهرين عجل فرجهم ياكريم واجعلهم شفعاءنا يوم الدين واهد بهم التائهين
\===
-قوله تعالى :
{ إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيراً }
-
ليذهب: اللام كما هو معلوم للتعليل وفي الآية تعليل إرادة الله تعالى تطهير أهل البيت وذلك لاختياره واصطفائه لهم من بين خلقه حتى يتمكن العباد من معرفة الحق واتباعه بعد موت ورحيل رسوله صلى الله عليه وآله وسلم عن الحياة الدنيا
عنكم: لحرف الجر (عن) معان أشهرها وأرجحها عند أهل اللغة والبيان البعد والمجاوزة، وبذلك يكون المراد بقوله تعالى( يذهب عنكم الرجس) يبعد الرجس عنكم ليتجاوزكم إلى غيركم، ولا يقترب منكم أبدًا ,وأن الله سبحانه تستمر إرادته أن يخصكم بموهبة العصمة بإذهاب الاعتقاد الباطل و أثر العمل السيىء عنكم أهل البيت و إيراد ما يزيل أثر ذلك عليكم و هي العصمة.
قول الله تبارك و تعالى :-
{ إذ يغشيكم النعاس أمنة منه وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبت به الأقدام }
أن النصر و الإمداد بالبشرى و اطمئنان القلوب كان في وقت يأخذكم النعاس للأمن الذي أفاضه الله على قلوبكم فنمتم و لو كنتم خائفين مرتاعين لم يأخذكم نعاس و لا نوم، و ينزل عليكم المطر ليطهركم به و يذهب عنكم وسوسة الشيطان و ليربط على قلوبكم و يشد عليها - و هو كناية عن التشجيع - و ليثبت بالمطر أقدامكم في الحرب بتلبد الرمل أو بثبات القلوب.
و الآية تؤيد ما ورد أن المسلمين سبقهم المشركون إلى الماء فنزلوا على كثيب رمل، و أصبحوا محدثين و مجنبين، و أصابهم الضمأ، و وسوس إليهم الشيطان فقال: إن عدوكم قد سبقكم إلى الماء، و أنتم تصلون مع الجنابة و الحدث و تسوخ أقدامكم في الرمل فأمطر عليهم الله حتى اغتسلوا به من الجنابة، و تطهروا به من الحدث، و تلبدت به أرضهم، و أوحلت أرض عدوهم.
عفوا :في الآية الأولى الله هوالذي طهر تطهيرا وأذهب الرجس يعني عصمتهم
وفي الآية الثانية الماء الذي طهر بعد أن انزله الله عليهم
والماء يطهر الجنابة وكذلك وضوءا تلقائيا
وصل اللهم على محمد وعلى آل محمد كأفضل ما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد