بسم الله الرحمن الرحيم
غرائب وعجائب بلادنا بلاد السعودية
ذكرت شبكة ( جي أم أيه نيوز) الفليببينية إن السعودية ترغب بشكل عاجل في توظيف ٥٠٠ طبيب و٨٠٠ ممرض من الجنسية الفيلبينية.
ورواتب الأطباء لا يقل عن ٢٨ ألف ريال والتمريض ٣٠٤٩ ريال شهرياً.
الغريب إن العاطلين في ازدياد، وبلادنا فيها أكثر من ٨ ملايين عامل من جنسيات مختلفة يعملون في جميع المهن، ونطالب بالمزيد من العمالة. نحن نريد منهم أن يقدمون لبلادنا الكثير من الخدمات، ونتجاهل جرائمهم واستنزاف ثرواتنا ونتجاهل كذلك خطر العاطلين عن العمل.
ومن الغريب أنهم يأتون بالأطباء وغيرهم ليتعلمون فينا حتى الجراحة وكأننا فئران تجارب، فليتهم يأتون لنا بخبراء ليعلموننا لا ليتعلمون فينا، فمن يجربون علينا يذهبون عنا ليرسلون لنا أبنائهم ليتعلمون في أبنائنا من جديد وهكذا جيلاً بعد جيل.
ومن الغرائب إن معالي وزير الصحة يصدر تعميماً يقول فيه ممنوع دخول النساء على الأطباء إلا بمحرم، وتجد في المستشفيات ممنوع دخول الرجال طوراي نساء، وعندما يدخلن النساء يكون العجب حيث الأطباء من الرجال ويكشفون على النساء وليس معهن محرم.
ولا ننسى أننا احترنا في وضع المرأة وعملها لأسباب سياسية ودينية واجتماعية وواقع المجتمع المعاصر، فهل نجد حلولاً منصفة تتفق مع الدين والمنطق وواقع المجتمع من قبل العلماء والمنصفين؟
ومن الغريب أن وزارة الصحة تلزم جميع الفنيين بالحصول على بطاقات من الهيئة السعودية للتخصصات الطبية، ولا يمكن الحصول على البطاقة إلا بالحصول على دورات، الغريب والعجيب في الأمر إن الدورات ليس مهماً إن تكون في مجال تخصصك وليس مهماً حضور الدورة، إنما المهم دفع رسوم الدورة لتحصل على الشهادة لتقديمها للهيئة، إذا ليس من باب تطوير الخدمات الصحية إنما من باب جمع المال من الأطباء والفنيين (سعوديين وغير سعوديين).
ومن غراب وعجائب بلادنا كذلك قلة الأراضي السكنية وارتفاع أسعارها رغم اتّساع مساحة بلادنا بالنسبةً لعدد سكانها.
ومن غرائب بلادنا إن بعض الأراضي لها أكثر من صك شرعي ولا يوجد رسم للأراضي ومعرفة أصحابها.
والغريب كذلك إن المخططات الغير نظامية تُهدّم من قبل البلدية وتكون المفاجئة تغيير اسم المالك وتخطيطها من جديد وبيعها بمبالغ باهظة على المواطنين.
ومن الغريب أن بعض المعاملات تبقى بالسنوات في الدوائر الحكومية دون نتيجة والمحاكم الشرعية بنفس النظام حيث يحكمون بعد عدة سنوات بعدم قبول الدعوة، كما حصل معي شخصياً في ديوان المظالم.
ومن عجائب مملكتنا الحبيبة أنها تصرف على الطلاب المبتعثين للدراسة خارج البلاد الكثير من المال والجهد، ولكن لا يوجد لكثيراً منهم وظائف شاغرة، والمتميزون منهم سيعملون في إعمال ممكن أن يقوم بها خريجون جامعاتنا، حيث لا يوجد لدينا اهتمام بالبحث العلمي والتصنيع، إذا ما فائدة الإبتعاث أذا لم يكن له مخرجات ومعطيات إيجابية.
ومن الغرائب والعجائب أنهم يمنعون زراعة الدخان وتصنيعه لأنه حرام، ويستوردونه ويوفرونه للجميع، ويتجاهلوا استنزاف ثرواتنا بإستيرادة.
ومن الغرائب إن تبرعات بلادنا غطت أنحاء العالم وما زالت بلادنا تعاني من الفقر والنقص في كثير من الخدمات ألعامه في كل مناطقها، ونحاول جاهدين أن نظهر للعالم عكس واقعنا، ولا اعلم ما هي المكاسب التي سنحققها بهذه الطريقة.
ومن العجب العجاب إننا جميعاً نرى الخطأ ولكن دون إصلاح، والمواطنين محرمٌ عليهم أن يطالبون بحقوقهم علناً بحجة انه حرام نقد المسئولين علانية حتى لا نثير فتنة نائمة كما يقولون، وليتنا نتفق ونقول إن كلمة الحق تبني ولا تهدم، وما يهدم البلاد إلا التضليل والتدليس والتعتيم الإعلامي وسرقة المال العم والمخدرات والتفجير.
ليت عندنا مراكز بحث متخصصة ومستقلة يدرسون المواضيع من كل جوانبها ويقدمون حلولاً متكاملة, وليت عندنا جهات مستقلة تتابع تطبيق الأنظمة ومنظمات تطالب بحقوق المواطنين، ووسائل إعلام مستقلة لتوصيل متطلبات الشعب بكل شفافية إلي أعلا سلطات الدولة.
ويا مكثر غرائب وعجائب بلادنا بلاد السعودية، سواءً على الصعيد الشعبٍ أو الحكومة فعد وأغلط وستعرف ولا تكابر فمثلاً:
المرأة يطلقها زوجها بسبب راتبها وهي لا تعلم، حيث أن الزوج يتزوج الموظفة من أجل راتبها ولكن يكابر ولا يتكلم في ذلك، وتكون الصدمة قوية حينما يعلم أن أهلها حمّلوها الديون من قبل أن تتزوج بهي، وتبدأ المشاكل في مواضيعٍ بعيدة كل البعد عن الراتب، وتجد أهلها يدافعون عنها ليزيدون الطين بله وذلك من اجل أن تعود إلى بيت أهلها ليستفيدون من باقي فتات راتبها وهي لا تعلم.
ومن غرائب بلادنا أننا نأكل ما نجد دون التفكير في مصادر غذائنا، فقد القي القبض مؤخراً على باكستانيين بمدينة الطائف ومعهم ٤٠ قرداً كانوا يزودون بلحمها مطاعم البخارية ( ألمنتو والغميش والفرموزة ) وما خفي كان أعظم, وأتوقع أنني أكلت نصف قرد في عشر سنوات، والله المستعان.
ومن غرائب بلادنا إن أسهم الشركات خسرت في البنوك بينما الشركات تحقق أربحاً غير مسبوقة في أنتاجها.
ومن غرائب مجتمعنا السعودي أن المواطن يقول إن النميمة والحسد والتبذير وقطيعة الرحم والبعد عن الدين سبباً في تفرق المجتمع وقلة البركة وقلة الأمطار وزيادة الأسعار وغيرها من المشاكل الاجتماعية، والغريب إن المتحدث فيه صفهٍ واحدة على الأقل من هذه الصفات التي يتحدث عنها ولا يحاول إصلاح نفسه ولا إصلاح أسرته، ويريد إصلاح المجتمع بالأقوال لا بالأفعال.
ومن غرائب المجتمع السعودي كذلك أنه يقول ادفعُ من جيبي المال الكثير وأزوج أبنتي أو أختي على رجلاٍ يقدرها ويحترمها، وإذا تقدم من يخطب ابنته أو أخته قال بنتي مثل بنات الناس لا تنّقص من قيمتها، وهذا القول يلزم العريس بدفع أكثر من مئة وعشرون ألف ريال حتى يساير المجتمع ويتم الزواج، إذا ماذا دفعت من جيبك من أجل أن تستر عارك؟
وفي الختام أقول: حينما يصبح الإنسان فريسة لشهواته يسهل على أعدائه اصطياده.
فلا تجعلونا فريسة سهله للأعداء، ولا ننسى النعم التي نعيش فيها من أمنٍ وأيمان فلابد أن نحافظ عليها رغم كل العجائب والغرائب التي نعيش فيها، داعياً الله أن ينفع بما كتبت انه على ذلك قدير.
بقلم أحد عوام أهل السنة: محسن عطية الله الذبياني
مؤلف كتاب بعنوان: "شذرات من تاريخ ذبيان الغطفانية في الجاهلية والإسلام 470ص" ــ كذلك مطوية بعنوان: سلبيات تكاليف الزواج ـ ومقال: هل الشيعة على حق ورسالة صادقة لكل طوائف الأمة, وغيرها.والكتاب والمطوية والمقالات على موقع أضواء من المجتمع http://www.athwa.com/inf/
للتواصل عبر البريد الإلكتروني [email protected] ) أو العنوان التالي: المملكة العربية السعودية الطائف الرمز البريدي 21944 ص . ب 9057
سائلاً الله العلي القدير أن يجزي من يقوم بنشر هذه الرسالة خير الجزاء وأن ينفع بها بلادنا أنه على ذلك قدير.