قال المعطل : بسم الله نبدأ وعليه نتوكل…
كما لاحظ الجميع فإن الأخ الفاضل أحمد العنزي أتى بالعجائب العجاب في كلامه وبدا عليه التخبط في ردوده فلا أدري هل لضعف عقيدته أم لقوة اسألتي التي وجهتها له..
وبما ان الأخ احمد أبى إلا التهرب واللف والدوران وأتى بالمضحكات المبكيات في رده الأخير ، أحببت ان يكون هذا الرد هو الرد الأخير له لعلمي ويقيناً مني أنه لن يأتي بأحسن مما أتى…
نبدأ على بركة الله…
قال فيما يخص سؤالي له *ايهما أقدم الصفات أم الذات* والإلزامات التي وجهتها له بناءً على جوابه السابق… أن الصفة الذاتية ويقصد فيها الخبرية لا تنفك عن الله،
قلت… وهذا كلام عجيب حيث من يقرأ عقيدتهم في القرآن يجدهم أنهم يقرون ان القرآن صفة لله ومعلوم أن القرآن في الأرض فكيف أنفكت الصفة عن الله حسب أعتقادك ؟
ثم ضرب مثلاً لزيد وانه اسمر وقصير القامة واسود الشعر فأعترف أن هذه صفات لزيد ولكن لا يلزم منه تعدد الصفات…
قلت… وهذا كلام عجيب غريب لا ادري هل الأخ أحمد يعلم ما يقول ام ماذا؟… ومن هذا الذي يقول ان لون البشرة وقصر القامة ولون الشعر صفة واحدة؟ فقصر القامة صفة ولون البشرة صفة ولون الشعر صفة فأصبح له صفات عدة ، فالظاهر أن هذا الأخ لا يعلم انه يدين نفسه بنفسه حيث لا يعلم ويقر ويعتقد انه ربه مركب من عدة صفات وهذا الذي اراد به من المثال الذي ذكره وهذا الذي نفهمه معشر العقلاء…
فأقر الأخ احمد العنزي ولله الحمد أنه ربه مركب من عدة صفات… وهذا أمر يشكر عليه..
ثم اراد الأخ إلزامي بعقيدتي فضرب لي مثلاً في صفة ( العلم والقدرة) فقال هل اثباتك لهذه الصفات يستلزم منه التعدد؟
في الحقيقة تعجبت من سؤال هذا الرجل وسألت في نفسي هل قرأ هذا الإنسان كتاباً اباضياً في الصفات ، ولكي أحسن فيه الظن سألته هذا السؤال ، كم كتاباً اباضيا قرأت ؟ فرفض ان يجيب ولم يفصح وهذا دليل أن الأخ لم يقرأ ولا كتاب اباضي لذلك ضرب هذا المثال الخاطئ لأنه جاهل بعقيدة المذهب الإباضي..
فأنصحك اولاً يا أخي ان تقرأ عقيدة المذهب الإباضي في باب الأسماء والصفات قبل ان تحاور او تضرب لي امثلة وتحاول ان تلزمني بها وأحيلك إلى كتاب شرح غاية المراد لسماحة الشيخ بدر الدين الخليلي حفظه الله فهو أول كتاب يقتنيه ويتعلمه طالب العلم الإباضي…
ثم قال الأخ العزيز احمد العنزي في مسألة إلزامي له ان الرب مفتقر لليد والعين والساق والأصابع فقال ان هذا إلزام فاسد ولم يوضح لنا نوعية الفساد الذي فيه، غير انه ضرب مثلاً لا يوجد في المذهب الإباضي وهذا نتيجة عدم إطلاعه لكتب المذهب الإباضي كما اسلفنا… ولكي اثبت للقارئ ان من يدعون انهم سلفية يعتقدون بإفتقار الرب والعياذ بالله… نسألهم هذا السؤال…
تعتقدون ان لله عين، ما هي وظيفة العين لله؟ فيقول يرى بهما…
السؤال وهل بدون العين لا يرى؟
طبعاً لا تنتظروا جواباً منهم لأني سألت من هو أعلم من الأخ احمد فلم يجيب .. فالحاصل ان ربهم في عقيدتهم محتاج للعين لكي يرى، وبدون العين لا يرى ، فربهم محتاج والعياذ بالله…
قال الأخ احمد العنزي في إلزامي له في القاعدة *القول في الصفات كالقول في الذات* اكتفى بالدعوة العريضة أنه لم يقل احد من العلماء هذا القول…
قلت… أخي الكريم كونكم لم تفطنوا إلى هذا الأمر لا يعني انه لا يجوز إلزامكم بها…
فالقاعدة مطلقة وليست مقيدة فكونكم تقولون انكم تثبتون صفات الذات لنفي الضد فيلزمكم ايضا نفي الضد في الصفات الخبرية…
فيلزمكم نفي الضد لليد؟
ونفي الضد للعين؟
ونفي الضد للساق ؟
ونفي الضد للاصابع؟
*هذه لن تستطيع ان تخرج منها ولو صعدت إلى السماء ونزلت إلى الإرض* ..
وانا اعلم علم اليقين انك لن تستطيع ان تجيب وهذه من الورطات التي ورطكم بها علمائكم…
نأتي إلى سؤال الصاعقة والسؤال النووي الإنشطاري الذي عجز الأخ احمد العنزي ان يجيب عليه صراحةً رغم أنه يعتقده ويصوره في عقله ولكن يخشى التصريح به وهو السؤال عن معاني الصفات الخبرية كاليد والاصابع والعين والساق..
ومن المضحكات التي تقهقهت كثيراً عند قرأتي لها وهو أننا نتكلم عن صفات رب العالمين والأخ الفاضل يتكلم عن الفواكه وهي محاولة يائسة منه لتشتيت الموضوع واللف والدوران حول السؤال ، ولكن هذا لا يجدي نفعاً عندما يكون المحاور هو ابو الأيهم…
ماذا قال احمد العنزي في موضوع الفواكه لكي يهرب من معاني الصفات الخبرية لله..
قال *ان الله سبحانه أخبرنا ان في الجنة عنب ورمان وفي الدنيا عنب ورمان ولكن شتان بينهما*
سبحان الله وهل اختلف المعنى بين عنب الدنيا وعنب الآخرة
فهل فهمت انت ان العنب في الآخرة تعني شيء غير الفواكه؟
ما هذا الكلام الأعوج الأعرج…
أخي انا اسألك عن *المعنى* وليس عن الفرق بين صفة اليد لربك وصفة اليد للإنسان ..
فطالما انك أحتججت بالفواكه فأجبني… *هل الرمان في الآخرة تكون من صنف اللحوم ام الطيور* ؟
الجواب هي من صنف الفواكه ، فإذاً المعنى واحد وإن اختلف الشكل او الطعم…
وهذا هو سؤالي لك ، ما معنى اليد والاصابع والساق حسب معاني اللغة العربية كما أقر بذلك علمائك؟
ولن تجيب
نكمل… حاول الأخ احمد العنزي ان يأتي بعدة جُمل تختلف معانيها حسب السياق…
فقال "صعد الشباب إلى رأس الجبل..
وقال " سقط فلان على رأسه.
وقال " فلان رأس في قومه..
أقول… .نحن معاشر الإباضية اول من قال لكم ان الكلمة تفسر حسب السياق… فقول الله تعالى يد الله فوق ايديهم قلنا معناها قوة الله فوق قوتهم… وقلتم أنتم انها يد حقيقية فلماذا تتهرب الآن وتتكلم عن التفسير حسب السياق؟
ومع ذلك لن اطيل ولن اسرد كثيراً من الشرح ، فأنا والجميع يعلم انك في آخر المطاف تثبت يداً حقيقية لله؟
فسألتك عن معنى هذه اليد الحقيقية التي تثبتها أنت لله حسب معاني اللغة؟ *ولا حياة لمن تنادي* …
ثم قال الأخ احمد *نعم نثبت هذ الصفات على معانيها على الحقيقة بمعنى انها ليست مجاز كما يدعي المعطلة ومعناها كما يعرف الناس*
اقول… .ان هذا كلام جميل ونفيس وهذا يدل ما قلته سابقاً أنك تعتقد الجوارح لله رب العالمين وتصوره في عقلك ولكت تخاف ان تتلفظ به…
ومن فمك ادينك ، والسؤال هو *ماذا يعرف الناس اليد* ؟
الجواب .. *يعرفها الناس انه أسم للجارحة المعروفة من المنكب إلى اطراف الأصابع* …
اشكرك أخي العزيز على الجواب الغير مباشر واقدر ظرفك بعدم تصريحك بها لفظياً…
والحلو انه الأخ احمد اتى بقول ابن قتيبة فقال *اليد اللتان تعرف الناس*
واقول بناء على هذا ان اليد الحقيقية التي يعرفها الناس هي *الجارحة* ..
وأتحدى الأخ أحمد ان يأتيني بتعريف آخر لليد الحقيقية غير هذا التعريف…
فالأخ احمد يعترف ولو بطريقة غير مباشرة أنه يثبت لله الجوارح والتركيب المستلزم للإفتقار…
نكتفي عند هذا الحد ، وكما قلت سابقاً ان هذا هو آخر تعقيب لمعرفتي أن الطرف الآخر لن يجيب على الأسئلة وانما يكتفي باللف والدوران والتخبط في القول من حيث لا يدري…
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك…
* قال المثبت : فنواصل الرد على المعطل ونتذكر معًا المثل القائل :" إلا الحماقة أعيت من يداويها!! " ونرد على ما يستحق الرد !
عقّب المعطل على ما سبق بقوله :" قال فيما يخص سؤالي له *ايهما أقدم الصفات أم الذات* والإلزامات التي وجهتها له بناءً على جوابه السابق… أن الصفة الذاتية ويقصد فيها الخبرية لا تنفك عن الله، قلت… وهذا كلام عجيب حيث من يقرأ عقيدتهم في القرآن يجدهم أنهم يقرون ان القرآن صفة لله ومعلوم أن القرآن في الأرض فكيف أنفكت الصفة عن الله حسب أعتقادك ؟ " اهـ
قال المثبت : عقيدتنا أن القرآن بعض من كلام الله عز وجل , وكلام الله عز وجل صفة من صفاته , فنحن حينما نقول القرآن كلام الله غير مخلوق , بين العلماء أن المقصود بهذا صفة الكلام , والقرآن من بعض صفة الكلام , وصفاته غير مخلوقة.
ونحن نعلم أن المخلوق لو تكلم بكلام نسب هذا الكلام إليه وقيل هذا قول فلان وكلامه : فهل يفهم من هذا أن صفة الكلام انفكت عن فلان ! وصار الكلام يمشي لوحده في الطرقات!
فصفة الكلام لا تقوم إلا بالغير وليست هي قائمة بذاتها.
وأما قولنا (لا تنفك عن الله) المقصود به الصفات الذاتية الملازمة للذات مثل العلم , الكلام , السمع , البصر , الحياة ونحو هذه فكلها صفات ذاتية ملازمة للذات لا تنفك عن الله سبحانه وتعالى , فمثلما لا تنفك الحياة عن الله فكذلك لا ينفك الكلام عن الله , ومثلما لا ينفك العلم عن الله فكذلك الكلام لا ينفك عن الله.
وصفة الكلام تعتبر ذاتية باعتبار وفعلية باعتبار آخر : فذاتية أي ملازمة لله تعالى لا تنفك.
وفعلية : أي متعلقة بمشيئته متى شاء أن يتكلم تكلم.
والخلاصة : أنه مثلما لا تنفك صفة الحياة والعلم عن الله تعالى فكذلك لا ينفك عنه صفة الكلام.
وأنت إنما أوتيت من جهلك وقلة علمك.
قال المعطل :" ثم ضرب مثلاً لزيد وانه اسمر وقصير القامة واسود الشعر فأعترف أن هذه صفات لزيد ولكن لا يلزم منه تعدد الصفات… قلت… وهذا كلام عجيب غريب لا ادري هل الأخ أحمد يعلم ما يقول ام ماذا؟… ومن هذا الذي يقول ان لون البشرة وقصر القامة ولون الشعر صفة واحدة؟ فقصر القامة صفة ولون البشرة صفة ولون الشعر صفة فأصبح له صفات عدة ، فالظاهر أن هذا الأخ لا يعلم انه يدين نفسه بنفسه حيث لا يعلم ويقر ويعتقد انه ربه مركب من عدة صفات وهذا الذي اراد به من المثال الذي ذكره وهذا الذي نفهمه معشر العقلاء… فأقر الأخ احمد العنزي ولله الحمد أنه ربه مركب من عدة صفات… وهذا أمر يشكر عليه.. " اهـ
قال المثبت : حتى تعرف أخي القارئ أن هذا المعطل يرد لمجرد الرد وهو معطل لعقله ثم يدعي أنه من معشر العقلاء تأمل ما يلي :-
- يزعم أني ضربت مثلا لزيد وأنه أسمر وقصير القامة وأسود الشعر فأعترفت أن هذه صفات لزيد ولكن ((لا يلزم منه تعدد الصفات)).
ثم استنكر علي متعجبًا من هذا الذي يقول أن هذه صفات واحدة!!
ثما لمّا بين أن هذه صفة وتلك صفة وتلك صفة فهي صفات متعددة , زعم أني أدين نفسي بنفسي حيث أعتقدُ وأقر أن ربي جل وتقدس وتعالى أنه مركب من عدة صفات!.
وهذا الزعم ينقض الزعم الأول , فكلامه متناقض متضارب يدل على أن هذا الإنسان يتصف بالبلادة.
فأولًا : أنا قلت في الرد السابق – ويمكن الرجوع إليه- " فمثلًا : زيد ، أسمر البشرة قصير القامة أسود الشعر.
فزيد : ذات.
السمر والقصر وسواد الشعر : هذه صفات.
فهل إثباتك سمرة بشرة زيد وسواد شعره وقصر قامته يلزم منه تعدد (زيد!!؟) لا يقول بهذا إلا من لا عقل له.
فكذلك يقال في إثباتنا للصفات وأنها زائدة عن الصفات أنها تدل على ذات واحدة ولا يلزم منه التعدد.
وكذلك يقال : الصفة الذاتية (ملازمة) للذات لا تنفك ولم تنفك لذا *لا يوجد تعدد لشيء* يسمى تعدد القدماء (وتكثير الآلهة)! ، فقولنا الصفة زائدة عن الذات للتفريق بين الصفة وبين الذات ، فالسمع والبصر والعلم -مثلا- صفات متعددة ، للذات الإلهية وهو الله تعالى الواحد الأحد ، فهي صفات متصفة ملازمة للموصوف .
ويقال : أنت بحكم أنك إباضي تثبت مثلا صفة (العلم والقدرة) ، فهذه صفات وليست ذوات وإن قلت أنها ذوات خالفت كلام العقلاء! ، فهل إثباتك لها يستلزم منه التعدد؟!وعليه يكون هناك تعدد للألهة!!؟
بالطبع سيكون جوابك لا ، فكذلك يقال في جميع الصفات أن إثباتها لا يستلزم منه تعدد الذوات حتى تزعم أن إثبات الصفات يستلزم منه ((تكثر الآلهة))!" اهـ
فأنا قلت : " فهل إثباتك سمرة بشرة زيد وسواد شعره وقصر قامته يلزم منه تعدد (زيد!!؟) لا يقول بهذا إلا من لا عقل له." اهـ
وقلت :" فكذلك يقال في جميع الصفات أن إثباتها لا يستلزم منه تعدد الذوات حتى تزعم أن إثبات الصفات يستلزم منه ((تكثر الآلهة))!" اهـ
فبينت في كلامي أن الذات كونها تتعدد بالصفات لا يلزم منه تعدد الذوات وضربت مثالًا بزيد وصفاته المذكورة , ويبقى هو هو نفسه لم يتعدد , وبهذا تبطل شبهته الملعونة أن إثبات الصفات مع الله يلزم منه إثبات قدماء ويستلزم منه (تكثر الآلهة) كما يدعي هذا المعطل البليد.
ثانيًا : نقلب عليه ما قاله فنقول : إن كنت تزعم أن إثبات هذه الصفات يلزم منه التركيب , فشيخكم بيوض إبراهيم بن عمر يقول :" إنَّ مذهب الإبَاضِية وأمامهم جابر بن زيد أنَّ صفة الكلام ذاتية كالحياة والعلم والسمع والبصر وهي عينيَّة لا غيريَّة أي ليست صفة زائدة عن الذات فهي بذلك قديمة قدم الذات فالله تبارك وتعالى لم يزل حيًّا عليمًا قديرًا سميعًا بصيرًا متكلّمًا".
فهو يثبت أن الصفات المذكورة قديمة قدم الذات فعلى منطقك الأهوج الفاسد : يلزم منه أنكم تثبتون قدماء مع الله!
وأنكم تقولون بالتركيب لأن الكلام ليس هو الحياة والحياة ليست هي العلم والعلم ليس هو السمع والسمع ليس هو البصر , فكل هذه صفات مباينة عن غيرها , فعلى منطقك الأهوج الفاسد : يلزم منه أنكم تثبتون التركيب لله تعالى وتقدس! إلا إن قلت أن هذه الصفات ليست مباينة فالسمع هو نفسه البصر والعلم هو نفسه البصر والسمع ..إلـخ , فعليه ستخرج من زمرة البلداء إلى زمرة المجانين المرفوع عنهم القلم.
قال المعطل :" ثم قال الأخ العزيز احمد العنزي في مسألة إلزامي له ان الرب مفتقر لليد والعين والساق والأصابع فقال ان هذا إلزام فاسد ولم يوضح لنا نوعية الفساد الذي فيه، غير انه ضرب مثلاً لا يوجد في المذهب الإباضي وهذا نتيجة عدم إطلاعه لكتب المذهب الإباضي كما اسلفنا… ولكي اثبت للقارئ ان من يدعون انهم سلفية يعتقدون بإفتقار الرب والعياذ بالله… نسألهم هذا السؤال… تعتقدون ان لله عين، ما هي وظيفة العين لله؟ فيقول يرى بهما…
السؤال وهل بدون العين لا يرى؟ طبعاً لا تنتظروا جواباً منهم لأني سألت من هو أعلم من الأخ احمد فلم يجيب .. فالحاصل ان ربهم في عقيدتهم محتاج للعين لكي يرى، وبدون العين لا يرى ، فربهم محتاج والعياذ بالله… " اهـ
قال المثبت : بل بينت فساد هذا الإلزام وأجبت عنه , وأنت اكتفيت بقول أني ضربت مثلا لا يوجد في المذهب الإباضي .. إلخ كلامك , فلم تنقض هذا المثال فأعيد الجواب السابق فقد قلت :" إلزامك فاسد :
*فكلامك هذا لا يخلو إما أنك تنفي جميع الصفات ولا تثبت أي صفة من الصفات لله تعالى لأن إثبات الصفات -بناء على ظاهر كلامك- يستلزم منه افتقار الذات الإلهية !. وهذا هو عين التعطيل وهو كفر مخرج من الملة.
*وإما أنك تثبت بعض الصفات وتنفي البعض وعليه فيكون الجواب:
إن قلت (يستلزم افتقار الذات) يلزمك قول هذا في الصفات *التي تثبتها* ، فما تقوله في الصفات التي نثبتها وتنفيها نلزمك بلازمك للصفات التي تثبتها ونقول لك : القول فيها كالقول في غيرها ، فالقول في بعض الصفات كالقول في باقي الصفات.
فإن قلت إثبات صفة اليد والعين يلزم منه أن الله محتاج لليد والعين وهذا نقص في حق الله لاحتياجه ، يقال لك : اثباتك صفة العلم والقدرة -مثلا- ، نقص في حق الله لاحتياجه للعلم والقدرة !
ثم وجود الشيء لايلزم منه الافتقار وإلا لزم أن نقول كذلك : خلق الله لنا لعبادته يستلزم منه افتقاره واحتياجه لعبادتنا!
وخلق الله ملائكته كملك الموت -مثلا- احتياج وافتقار من الله لحاجته لملك الموت لقبض الأرواح!
وعلى هذا فقس ، وسيتبين لك فساد هذه الإلزامات المبنية على عقيدة اعتزالية." اهـ
فإن زعمت أن إثبات تلك الصفات يلزمه منه افتقار الله عز وجل لها , لزمك هذا في الصفات التي تثبتها وعليه نسألك ولا أظنك ستجيب: هل تثبت صفات لله تعالى ؟ إن قلت نعم إذن أنت تنسب افتقار الله تعالى لهذه الصفات التي أثبتها , وإن قلت لا تثبت شيء , فأنت معطل بالكلية ولاتثبت أي صفة من الصفات لا رحمة ولا عزة ولا قدرة .. إلخ.
أما قول المعطل :" ولكي اثبت للقارئ ان من يدعون انهم سلفية يعتقدون بإفتقار الرب والعياذ بالله… نسألهم هذا السؤال… تعتقدون ان لله عين، ما هي وظيفة العين لله؟ فيقول يرى بهما…
السؤال وهل بدون العين لا يرى.." إلـخ هذيانه.
فجوابه : نعم نعتقد أن لله سبحانه وتعالى عينين كما أثبت لنفسه وأثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم بالأحاديث الصحيحة.
أما ما هي وظيفة العين لله تعالى : فعقيدة أهل السنة والجماعة أنهم لا يخوضوا فيما يتعلق بصفات الله تعالى إلا بما ثبت في القرآن والسنة , فعليه أنت تسأل ما لا نخوض فيه.
فالمخلوق متصف بصفة العين ليرى بها ؛ لحاجته لها , والله عز وجل غني عن كل ما سواه وليس كمثله شيء لا في ذاته ولا صفاته ولا أفعاله .
فكونك تقيس الخالق بالمخلوق وتلزم الخالق بلوازم المخلوق سألتَ هذا السؤال الساقط.
ودعواك أننا نثبت صفة العين لله تعالى لحاجة الله عز وجل لها , يلزمك أن الله محتاج كذلك كونه خلق الملائكة كملائكة الموت لتقبض أرواح الخلق , ويلزمك الله عز وجل محتاج لعبادتنا كونه خلقنا لعبادته وهكذا تدخل من باب الإلحاد من أوسع أبوابه وكل هذا بسبب شؤم التعطيل.
قال المعطل :" قال الأخ احمد العنزي في إلزامي له في القاعدة *القول في الصفات كالقول في الذات* اكتفى بالدعوة العريضة أنه لم يقل احد من العلماء هذا القول…
قلت… أخي الكريم كونكم لم تفطنوا إلى هذا الأمر لا يعني انه لا يجوز إلزامكم بها
فالقاعدة مطلقة وليست مقيدة فكونكم تقولون انكم تثبتون صفات الذات لنفي الضد فيلزمكم ايضا نفي الضد في الصفات الخبرية… فيلزمكم نفي الضد لليد؟ ونفي الضد للعين؟نفي الضد للساق ؟
ونفي الضد للاصابع؟*هذه لن تستطيع ان تخرج منها ولو صعدت إلى السماء ونزلت إلى الإرض* وانا اعلم علم اليقين انك لن تستطيع ان تجيب وهذه من الورطات التي ورطكم بها علمائكم"اهـ
قال المثبت : ولا زال المعطل يصر على بلادته ويكرر ما سبق الرد عليه.
قلنا له أن القاعدة التي تستدل بها علينا وهي القول في الصفات كالقول في الذات معناها أنه كما نقول في الذات نقول في الصفات , فكما نثبت ذاتا لا تشبه الذوات فنثبت صفات لا تشبه الصفات , فيقول هذه القاعدة تقولون بها لنفي صفات الأضداد !
فالمعطل يتميز عن باقي الإباضية المحاورين بالبلادة وعدم الفهم , فهذه القاعدة في واد , وما يحاول إلزامنا به في واد آخر.
وقلنا له أن ما تسأل عنه إنما هذا في الصفات المنفية , وليس في كل صفة وضربت أمثلة كالنوم فالله نفى عنه النوم وهذا يثبت صفة ضدها وهي كمال القيومية , ونفى عن نفسه اللغوب وهذا يثبت صفة ضدها وهي كمال القوة , فهذا البليد لا يفرق بين الصفات المثبتة والصفات المنفية , وقواعد كل قسم من هذه الصفات ! وقد كنت سألته هل قرأت شيء من كتبنا في قواعد الأسماء والصفات فزعم أنه قرأ وما نرى إلا جهل مركب.
والمقصود أنه تم تكرار الرد أكثر من مرة على هذه الجزئية فلا نعيد.
قال المعطل :" نأتي إلى سؤال الصاعقة والسؤال النووي الإنشطاري الذي عجز الأخ احمد العنزي ان يجيب عليه صراحةً رغم أنه يعتقده ويصوره في عقله ولكن يخشى التصريح به وهو السؤال عن معاني الصفات الخبرية كاليد والاصابع والعين والساق.. "إلخ هذيانه.
قال المثبت : قد سبق الجواب فيما سبق والتوضيح بما فيه الكفاية وإنما أعاد التكرار بأسلوب سامج تافه.
قال المعطل :" حاول الأخ احمد العنزي ان يأتي بعدة جُمل تختلف معانيها حسب السياق…
فقال "صعد الشباب إلى رأس الجبل..
وقال " سقط فلان على رأسه.
وقال " فلان رأس في قومه..
أقول… .نحن معاشر الإباضية اول من قال لكم ان الكلمة تفسر حسب السياق… فقول الله تعالى يد الله فوق ايديهم قلنا معناها قوة الله فوق قوتهم… وقلتم أنتم انها يد حقيقية فلماذا تتهرب الآن وتتكلم عن التفسير حسب السياق؟ " اهـ
قال المثبت : وأين تهربت من إثباتها على حقيقتها وأين قلت أن هذه الآية ليست على حقيقتها , فالله فوق مخلوقاته , وعليه فيده فوق أيديهم , فالآية على ظاهرها ولا إشكال فيها.
وأما قولك أنكم أول من قال لنا !! فهذه دعوى عريضة كاذبة ولن أقول لك أثبت لأنك أجهل من أن تثبت.
قال المعطل :" ومع ذلك لن اطيل ولن اسرد كثيراً من الشرح ، فأنا والجميع يعلم انك في آخر المطاف تثبت يداً حقيقية لله؟ فسألتك عن معنى هذه اليد الحقيقية التي تثبتها أنت لله حسب معاني اللغة؟ *ولا حياة لمن تنادي* ثم قال الأخ احمد *نعم نثبت هذ الصفات على معانيها على الحقيقة بمعنى انها ليست مجاز كما يدعي المعطلة ومعناها كما يعرف الناس* أقول ان هذا كلام جميل ونفيس وهذا يدل ما قلته سابقاً أنك تعتقد الجوارح لله رب العالمين وتصوره في عقلك ولكت تخاف ان تتلفظ به ومن فمك ادينك ، والسؤال هو *ماذا يعرف الناس اليد* ؟الجواب .. *يعرفها الناس انه أسم للجارحة المعروفة من المنكب إلى اطراف الأصابع* … اشكرك أخي العزيز على الجواب الغير مباشر واقدر ظرفك بعدم تصريحك بها لفظياً…
والحلو انه الأخ احمد اتى بقول ابن قتيبة فقال *اليد اللتان تعرف الناس*
واقول بناء على هذا ان اليد الحقيقية التي يعرفها الناس هي *الجارحة* ..
وأتحدى الأخ أحمد ان يأتيني بتعريف آخر لليد الحقيقية غير هذا التعريف…
فالأخ احمد يعترف ولو بطريقة غير مباشرة أنه يثبت لله الجوارح والتركيب المستلزم للإفتقار نكتفي عند هذا الحد ، وكما قلت سابقاً ان هذا هو آخر تعقيب لمعرفتي أن الطرف الآخر لن يجيب على الأسئلة وانما يكتفي باللف والدوران والتخبط في القول من حيث لا يدري…اهـ
قال المثبت : الجواب على هذه الفقرة من هذيان المعطل وباختصار :-
أولًا : قوله "وهذا يدل على ما قلته سابقًا أنك تعتقد الجوارح لله رب العالمين.."اهـ
جوابه : ليس في كلامي السابق ما يدل على اعتقاد الجوارح لله تعالى بالمعنى الذي ترمي إليه وقد سبق في بداية النقاش أن قلت :" إذا تريد بالجوارح : الأعضاء , فلا , وإذا أردت بالجوارح أي الصفات التي نصفه بها سبحانه كما ورد في القرآن والسنة فنقول : الصفات ثابتة واصطلاحك محدث ومن قواعد السلفيين أنهم لا يعبرون عن الله بهذه الاصطلاحات.
فالخلاصة : أنا أصف الله بما ورد في القرآن والسنة أما : جوارح , وجوهر , وجهة , ومكان وحيز.. إلـخ ليست واردة في الكتاب ولا السنة فلا أنفيها ولا أثبتها." اهـ
فلن أجحد صفات ربي التي أخبرنا عنها في كتابه ونبيه صلى الله عليه وسلم في أحاديثه لتشنيع معطل ومشبه وتسميته لنا بالمشبهة والمجسمة : إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان.
فالله تعالى لا مثيل له في ذاته ولا صفاته ولا أفعاله [ليس كمثله شيء وهو السميع البصير].
وما أجمل ما قاله الإمام الدارمي رحمه الله تعالى ونقول مثله لهذا المعطل :
قال الإمام الدارمي رحمه الله تعالى :" فيقال لهذا المعارض : أما ما ادعيت أن قومًا يزعمون أن لله عينًا ، فإنا نقوله ؛ لأن الله قاله ورسوله.
*وأما جارح كجارح العين من الإنسان على التركيب* ، فهذا كذب ادعيته عمدًا ؛ لما أنك تعلم أن أحدًا لا يقوله ، غير أنك لا تألو ما شنعت ليكون أنجع لضلالتك في قلوب الجهال ، والكذب لا يصلح منه جد ولا هزل.
*فمن أي الناس سمعت أنه قال: جارح مركب؟ فأشر إليه فإن قائله كافر* ، فكم تكرر قولك : جسم مركب ، وأعضاء ، وجوارح ، وأجزاء ، كأنك تهول بهذا التشنيع علينا أن نكف عن وصف الله بما وصف نفسه في كتابه وما وصفه الرسول.
ونحن وإن لم نصف الله بجسم كأجسام المخلوقين ولا بعضو ولا بجارحة ، *لكنا نصفه بما يغيظك من هذه الصفات التي أنت ودعاتك لها منكرون* " اهـ
[نقض الدارمي ..(٢/ ٨٢٨)]
ثانيًا : وهذه أهم نقطة هنا : أن اليد على الحقيقة هي ((باعتبار ما تضاف إليه)) , فإن كان المضاف إليه من لحم ودم فهي من لحم ودم , وإن كان المضاف إليه خشب كانت اليدين من خشب , وإن كان المضاف إليه من نحاس كانت اليدين من نحاس , وإن كان المضاف إليه ليس كمثله شيء , كانت اليدين ليس كمثلها شيء , وهذا هو الذي لا يستوعبها المعطلة , فجعلوا إثبات اليدين لله يلزم منه ما يلزم المخلوق فعطلوا صفاته.
وبما أن المعطل هرب , فنختم بهذه الفائدة النفيسة.
قال الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى :" فإن قيل : لا تكون اليد حقيقة إلا جارحة وجسمًا.
قيل : فما تقولون في يدي الله تعالى ؟ فإن قالوا : نقول : بمعنى القدرة.
قيل : فالقدرة لا تكون إلا عرضًا , ولا تعقل إلا عرضًا.
فإن قالوا : إنما تكون عرضًا فينا.
قلنا : إنما تكون جارحة فينا.
وعلى ما أولتم لا تبقى خصوصية لخلق الله آدم بقدرته , فإنه خلق إبليس أيضًا وسائر الكائنات بقدرته , فجوزوا على هذا التقدير أن يقال : إن الله خلق إبليس بيديه.
وننقض عليكم ما تقدم من أن الله لم يخلق بيده إلا ثلاثة أشياء , وسائر الخلق قال له : كن فكان , فإنه لا يبقى فرق أيضًا بين تلك الأشياء وبين سائر الخلق.
ولِمَ قلتم أيضًا : إن اليد إنما تكون حقيقة هذه الجارحة , بل إنما اليد لفظ مشترك , وهي بحسب ما تضاف إليه , ومن جنس ما توصف بها , فإن كان الموصوف حيوانًا كانت جارحة , وإن كان تمثالًا من صفراء وحجة كانت صفراء وحجر , وإن كان تمثالًا عرضًا في حائط كانت عرضًا , وإن كان ليس كمثله شيء وليس بجسم كانت ليس كمثله شيء وليست بجسم.
فإذا قلت مثلًا : عندي صنم من نحاس له يدان ورجلان , هل بقي يفهم أن يديه ورجليه جوارح لحم ودم؟!
وإذا قلت : عندي نحت من خشب له رجلان هل يسبق إلى الذهن أنهما جارحتان أيضًا؟!
وإذا قلت : ما أجسر يد زيد على الكتابة! هل الظاهر من هذا الكلام أن يديه غير جارحتين ؟ أم هل إذا قلت : إن الله عز وجل ليس كمثله شيء وليس بجسم ولا عرض وخلق آدم بيده , هل يفهم ذو لب أن يديه الكريمتين جسم أو عرض أو جارحة أو شبهها شيء؟!
وكذلك إذا قلت : (قلوب العباد بين أصبعين م أصابع الله ) , و (أن الله ليس بأعور ) , أو ( حتى يضع رب العزة فيها قدمه) يعني جهنم , أو (عجب ربنا من شاب ليس له صبوة ) فكما أنه سبحانه وتعالى لا يتصور في الذهن , ولا يمثل في العقل , فكذلك يداه وسائر صفاته لا تصور في الذهن , ولا تمثل في العقل..
وإذا كان كذلك فصفة كل شيء بحسبه , فإن سبق إلى ذهننا كيفية الموصوف وتصورناه تصورنا صفاته , وإن لم يسبق إلى ذهننا ولم نتصوره , لم يسبق إلى ذهننا فننفيه ولم نتصوره , هذا لا شك فيه.
فإن قيل : قد صار العرف أن اليد هي الجارحة المعهودة.
قلنا : وكذلك قد صار العرف أن العلم والسمع والبصر أعراضٌ قائمة بأجسام , فما الفرق؟" اهـ
[إثبات اليد لله سبحانه (ص42-44)].