العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-08-15, 02:29 AM   رقم المشاركة : 1
امـ حمد
عضو ذهبي







امـ حمد غير متصل

امـ حمد is on a distinguished road


لا تخالط الناس بما يريدون وإنما خالطهم بما يريده الله

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فإن الذي ينعزل عن الناس لا يستفيد
فلا تخالط الناس وتعاملهم بما يريدون،وإنما خالطهم وعاملهم بما يريده الله منك،وأمرك به،ويريده رسوله،صلى اللَه عليه وسلم،
وأمرك به، فإذا خالطتهم عرفت الشرّ وعرفت الخير، فتبتعد عن الشّرِ بجميع أنواعه وأصنافهِ، وتأتي الخيّر بجميعِ أنواعه وأصنافه،
جاء عن عيسى بن مريم،عليه الصلاة والسلام، يُروى إليه،أنهُ قيل له،من أدّبك،قال،لم يُؤدبني أحد، لكني رأيت جهل الجاهِل فرأيتُ الجهل شين،فاجتنبته،
فإذا خالطت الناس رأيت سفه السفيه، رأيت جهل الجاهل،وظُلم الظالم، وسمعت كلام الناس فيهم،أخذت نفسك بالبعد عنه،
وأيضاً سمعت كلام الناس في ثنائهم على الصالح وسمعت كلامهم في الإشادةِ به وذكره، والدُعاء له، وإعلاء شأنه ومنزلته، سعيت لأن تكون مثل هذا، فتأخذ نفسك بذلك،
يقول ربنا،جل وعلا﴿وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ﴾هذه النَّفس التي تلوم صاحبها على التقصير إِن حصل،وعلى التفريط إن وقع،وعلى الذَّنب والهفوة والعصيان إذا حدثت، هذه النَّفس فيها خير، ولابُدّ لنا أن نتعاهد هذه النفس ونربيها على مكارم الأخلاق، وصالح الأعمال،ومحاسن الطباع، وأشرف الشيم وأنبلها،وأن نبتعد بها عن سفساف الأمور وما يفسدها،
فقد ذكرَ بعضُ أهل العلِم طرائق تزكى بها النفس،وتستصلح،
وأول طريقٍ هو،مجالسة أهل الخير والعلم والصلاح والدين،فإن مجالسة هؤلاء الصالحين ولا سيَّما علماء الشريعة العاملين المتَّبعين المتمسِّكين بما جاء به سيد الخلق أجمعين،صلوات اللَّهِ وَسلامه عليه،أهل الحديث والسُنّة والأثر، أهل العبادة والزهد والورع،أهل الفقه والبصيرة في الدين، أهل الصلاح؛ الجلوس بين أيدي هؤلاء العلماء الفضلاء العباد الصلحاء والزهاد النبلاء يبصر العبد بعيوب نفسه،لأنه إن قصر نصحوه، وإن تجاوز هذبوه،وإذا أخطأَ أدبوه،فيستفيد منهم ومن مصاحبتهم،فصحبة أشياخ الصلاح خير للعبد في دينهِ ودنياه، فلا تهملوا مجالسة العلماء والعباد الصلحاء وأهل الورعِ والزهد،لا تهملوا مجالستهم،
قال،جل وعلا﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾التوبة،
أمّا الأمر الثّاني،الذي يُعْرَفُ به عيوب النَّفس فَيُسْعى إلى صلاحِها فهو،الماس الصاحب الصادق الناصح غير المداهن،الذي إذا طلبته النصيحة نصح،
ولهذا يقول النبي،صلى اللّه عليه وسلم(المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل)فإذا خاللت أهلَ الخير وصاحبتهم وصافيتهم نالكَ الخير،
فمُصاحبة أهل الخير،الصادقين الناصحين تبصر الإنسان بعيوب نفسه،إذا رأى عليك شيئاً ابتدأك إذا لم تسأله،أما إن سألته أخلص لك النصيحة، ولا يداهنك ويُجاملك في هذا، واحذروا مصاحبة المداهن،الذي لا يريك إلا الثناء،لا يسمعك إلا الثناء ولا يريك إلا أنك أصلح الناس،هذا لا تستفيد من صحبته،
ومما يذكر عن داوود الطائي،العابد الزاهِد العالم الورع، لما َتركَ بعض أصحابهِ وانعزل عنهم قالوا له،لم تركت مُخالطتهم، قال،ما أصنع بمصاحبة من يداهنني ولا يخبرني بعيوبي،فالذي لا يخبرك بعيوبك إن رآها عليك ولا ينصح لك إن سألته،هذا لا خير فيه،
لا يعترف أحد بأن له عيوب،وما أكثر عيوبنا،ورحم الله من أهدى إلينا عيوبنا،فهذا هو الناصح وهو المُحِب وهو المُشفق، وكثيٌر من الناس اليوم لا يرون هذا فيه،والذي يدلك ويبصرك بعيب نفسك هو المحب لك وهو الناصح لك وهو الصادق معك في أُخوته،أما المُداهِن فاحذره ولا تقترب منه،
والأمرُ الثالث،الذي يعرف به عيوب النفس سماعَ الناس،وما يقولونه فيك أو في غيرك،فما ذكروه فيك من سيّئ الأخلاق،فيجب عليك أن تأخذ نفسك بالبُعدِ عنه، ولو كانوا خصوماً،وما ذكروه في غيرك من سيئ الأخلاق،وخبيثِ الطباعِ،والأعمال فيجب عليك أن تأخذ نفسك بالبعد عنه،وما ذكروه في غيرك أو فيك من الخير فيجبُ عليك أن تستزيد منه وأن تثبت عليه، سواءً كان القائل لهذا صديق أو عدو، والعدّو الغالب في هذا الجانب يفيدك،وكم استفاد العاقلُ من عدوٍ مشاحن،مالم يَستَفدهُ من صديقٍ مُداهن،
فالذي يريد أن ينتقد يقع على المساوي،والعاقل هو الذي ينتفع من إنتقاد الناقد ولو كان حاسداً فيصلح نفسه،ولا يضره حسد الحاسِد،
إلا أنه محسن إليك من حيث لا يشعر، فتستفيد من كلام صاحب الشحناء والعداوة والبغضاء،ربما تستفيدُ ما لم تستفده من صديقٍ مداهن،
إن الأمة أحوج ما تكون إلي نموذج الفرد الصالح المصلح،الذي يتحرك بصلاحه وعلمه,وفقهه,وأخلاقه,وسلوكه بين الناس ،يعيش في قلب الواقع بحلوة ومره،يذكر الغافل،ينصح المقصر،ينبه العاصي،يحي السنة ويميت البدعة،
يرد الناس إلى الله،يأمر بالمعروف،وينهى عن المنكر،
يرد الظالم عن ظلمه،يرد الناس الي منهج الله,والى كتاب الله، يحبب عباد الله إلى الله,والا فما فائدة صلاح الصالحين,وعلم العالمين, وتقوى المتقين دون أن يكون لها اثر ومردود،
وسائل الهدف منها خلق إنسان صالح في المجتمع،هذا الإنسان الصالح إذا ما تحقق في المجتمع ووجد,فيجب أن يكون لها دور في العمل وفي الإصلاح،و في تقليل هوامش الفساد في المجتمع،دور في جعل الإنسان يعيش على هذه الأرض بالطريقة التي يحبها الله ورسوله،وليس مطلوبا منه أن ينعزل عن الناس ومشاكلهم وهمومهم،
أما أن يصلي المصلون ولا يكون لصلاتهم مردود في ارض الواقع ,أو يصوم الصائمون ولا يكون لصيامهم اثر يعود بالنفع على من هم حولهم،فهذا هو الخلل,أن يتواجد في المجتمع عدد من الصالحين ولا يكون لهم لا مردود ملموس,ولا تأثير ايجابي على المجتمع الذي يعيشون فيه،









 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:24 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "