مخاطرالمشروع الصفوي الإيراني وأساليب المجابهة

[منذر الفتاح]

الأربعاء، 5 فبراير، 2014

مخاطرالمشروع الصفوي الإيراني وأساليب المجابهة

بسم الله الرحمن الرحيم




مركز الثورة العربية للأستشارات العسكرية



مخاطرالمشروع الصفوي الإيراني وأساليب المجابهة

المشروع الصفوي في جوهره يعتمد على تسخير الدين والمذهب وشعارات المقاومة والممانعة لتحقيق أجندات وأهداف سياسية توسعية للنظام تقع في صدارتها الهيمنة على دول المنطقة وظهور نظام ولاية الفقيه الايراني بالقوة الوحيدة القادرة على الدفاع عن مصالح الدول الكبرى في المنطقة وينبغي عليها التفاهم معه حول قضاياها الأساسية.
يعد الأحتلال الأمريكي لأفغانستان والعراق فرصة ثمينة لأنطلاق وتحرر المشروع الصفوي من عقاله والتغلغل في مفاصل بلدان المنطقة سياسيا وامنياً واقتصادياً واجتماعياً وديموغرافياً وثقافياً وعسكرياً بأستراتيجية وأهداف تتوخى:
اولا- السيطرة على الدول العربية أبتداء من العراق والشام ولبنان مرورا باليمن ومصر والسودان وشمال أفريقيا عبر نشرالمذهب وتحت غطاء الدين وشعارالمقاومة.
ثانيا- بث الفرقة والفتنة والخلافات بين أبناء المجتمعات العربية والاسلامية والدفع بإتجاه أضعافها وتفتيتها.
ثالثا- الترويج بأن نظام ايران هو القوة الاقليمية الكبرى القادر على التحكم بقضايا المنطقة الرئيسية(شرطي المنطقة) كالقضية الفلسطينية والملفات العراقية والسورية واللبنانية واليمنية. وعلى الدول الكبرى التنسيق معه بخصوص تلك الملفات والتفاهم حول مصير دول المنطقة.
ركائز المشروع الصفوي
يقوم هذا المشروع التوسعي على الركائز الأتية:
اولا- التواطؤ والتأمر مع القوى الغربية لاحتلال دول المنطقة كالذي حدث في افغانستان والعراق.
ثانيا- اللعب بالورقة المذهبية لزرع الفتنة واشعال الحرب الطائفية والتطهير العرقي والطائفي كالذي يحدث في العراق وسوريا ولبنان والبحرين واليمن.
ثالثا- تصفية القيادات والكفاءات الوطنية السياسية والعسكرية والأمنية والعلمية وخلق الفراغ لصالح اتباعهم وتحركاتهم.
رابعا- الإجتياح الديموغرافي الشيعي الصفوي كما يحصل في سوريا ولبنان والعراق واليمن ومحاولاتهم لخرق الساحة الأردنية والمصرية والسودانية.
خامسا- أفتعال المواقف والازمات الكاذبة مع الكيان الصهيوني لخداع الشعوب العربية وبالتالي اللعب بالورقة الصفوية.

مسارات التحرك الصفوي
يتحرك المشروع الايراني وفق المسارات الأتية:
اولا- سياسيا باستغلال لعبة المقاومة والممانعة ورفع الشعارات الزائفة ضد اسرائيل للعبور الى ضمير الامة.
ثانيا- استخدام اسلوب التقية بمخاطبة كل جماعة وحزب بما يؤمنون والتلاعب بمشاعر الشعوب بينما هو يعمل وفق أجندته السياسية في الخفاء.
ثالثا- مذهبياً والمتاجرة بالولاء ومحبة أهل البيت وفضلهم والمبالغة في مزاعم المظلومية.
أدوات المشروع
سخر نظام ولاية الفقية الوسائل الأتية لصالح مشروعه التوسعي:
- المبشرون الشيعة المتخصصون في الاقطار العربية والاسلامية.
- الزوار والحجاج الايرانيين .
- الأحزاب والجماعات الطائفية التي تمول من النظام.
- المال العراقي والايراني ورؤوس اموال شيعية من دول الخليج العربي لدعم المشروعات والجماعات الموالية.
- أجهزة الاعلام وبالذات القنوات الفضائية التي تروج للنظام وتفتري على الخصوم.
- المهرجانات والاحتفالات
- بناء الحوزات والحسينيات والمدارس والمراكز الدنيية
- البعثات الدراسية الدينية في قم وطهران
- طبع وتوزيع الكتب والكراسات والمنشورات في البلاد العربية والأسلامية
- دعم صعود المتعاونين والمتعاطفين مع المشروع لأستلام وظائف حكومية عليا ومن ثم اختراق المؤوسسات التعليمية والتربوية والاقتصادية والاعلامية والأمنية.
- شراء ولاء بعض النافذين في المجتمعات لاسيما شيوخ العشائر والوجهاء ورجال الاعلام والسياسية.
- التحالف مع بعض الحكومات والجماعات والأحزاب العربية.
- الاستفادة من دعم وشهادات حسن السلوك التي يتقدم بها الزعماء والمسؤولين العرب والمسلمين الجاهلين بحقيقة التحركات الايرانية ودوافعها.
- أعداد المسلسلات التلفزيونية الدرامية لتشويه صورة الدولة الاسلامية الأولى والطعن بالتاريخ الاسلامي والترويج لمعتقداتهم.

أثار تمدد المشروع الصفوي

حقق المشروع الصفوي بعض المكاسب في العقد الاخير وحصل على مناطق نفوذ مهمة في العراق وسوريا ولبنان واليمن، و من وجهة نظرنا بدأ تأثيره ببعض الانحسار بسبب انكشاف حقيقة أبعاده وأهدافه الذي باتت أثاره الخطيرة على دول ومجتمعات الأمة وبسبب ممارسات أدوات المشروع في سوريا ولبنان والعراق وأفغانستان واليمن ومن أثار التمدد الصفوي هي:
* تعزيز دور الاقليات الشيعية الموالية لها في العالمين العربي والاسلامي
* غرس أقليات شيعية في دول لم تتواجد فيها مثل مصر وسوريا والمغرب ودول جنوب شرق اسيا
* بناء مشاهد وحسينيات ومزارات في مواطن ليس فيها شيعة وربطها بأل البيت كما يجري في سوريا.
* مايجري في العراق من تطهير وتهجير طائفي وماينفذه حزب الله في سوريا ولبنان.
* ظهور الخطاب الإيراني الأعلامي التبشيري بشكل سافر.
* تشويه عقيدة الاسلام وزرع الفتنة في بنية المجتمعات العربية والاسلامية


التوصيات
أن المشروع الصفوي يعد أخطر المشاريع التي تستهدف وحدة الأمة وشعوبها ويهدد تماسك وتلاحم مجتمعاتها ، وتتمثل خطورة هذا المشروع أنه سري ويعتمد التقية في تحركاته وتوغله في المجتمعات وأنه متعدد الوسائل والادوات ويسخر المذهب والدين والتلاعب بالعواطف لأغراض سياسية . لمواجهة هذا الاخطبوط نوصي بالأتي:
اولا- وضع استراتيجية موحدة لدول المنطقة لمواجهة المشروع الصفوي وفي مختلف الجوانب السياسية والشعبية والأمنية والأقتصادية والإعلامية.
ثانيا- فضح المخططات الصفوية وبيان مخاطرها على مستقبل الأمة وشعوبها .وينبغي أن تسخر لهذه المهمة الوسائل الاعلامية والثقافية والتربوية والتوعية الدينية والفعاليات الشعبية.
ثالثا- قيام المرجعيات الأسلامية بالتصدي لمحاولات نشر التشيع لصالح المشروع الصفوي .
رابعا- وضع الخطط لدمج الاقليات في المجتمعات ومنع التبشير الايراني بالتحرك عليهم تحت غطاء المذهب.
خامسا- عدم منح أية تسهيلات للمشروع الصفوي بأقامة مراكز ومدارس في ظاهرها ديني وفي الخفاء تعمل كأحد وسائل وادوات المشروع السياسية.
سادسا- الوقوف بحزم والتصدي الفعال وتسخير الموارد في ساحات التحرك الصفوي في سوريا ولبنان والعراق واليمن لتحجيم نشاط وقوة هذا المشروع.


الخاتمة
أن الخطر الصفوي يمس الحياة السياسية الاجتماعية والدينية في البلدان العربية والاسلامية ويهدد سيادتها واستقلالها وتلاحم شعوبها، ويستغل ولاء الاقليات الشيعية لصالح سياسات النظام الايراني وأهدافه التوسعية على حساب الممنطقة وعليه ينبغي مواجهة هذا المشروع وفق استراتيجية موحدة تتولى متابعتها من قبل جهة مركزية فاعلة.
5 شباط 2014

[ابو ايات منهاج السنة]

بــارك الله فيـك