العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الــــحــــــــــــوار مع الاثني عشرية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-05-12, 12:13 AM   رقم المشاركة : 1
جاسمكو
عضو ماسي






جاسمكو غير متصل

جاسمكو is on a distinguished road


الإمام الصادق في خضم التيارات السياسية والفقهية

م/5
الفصل الخامس
الإمام الصادق في خضم التيارات السياسية والفقهية

توفي الإمام محمد الباقر سنة 114 هـ في المدينة المنورة وورثه ابنه الإمام جعفر الصادق، وقد استحق لقب "الإمام" لعلمه وفضله وتقواه.[1] وكان من أشد الناس التزاما بالقرآن والسنة، وما فتيء يوصي شيعته بالالتزام بهما: " لا تقبلوا علينا حديثا إلا ما وافق القرآن والسنة، أو تجدون معه شاهدا من أحاديثنا المتقدمة...فاتقوا الله ولا تقبلوا علينا ما خالف قول ربنا تعالى وسنه نبينا محمد (ص) فإنا إذا حدثنا قلنا: قال الله (عزَّ وجل) وقال رسول الله (ص)".[2] "فوالله ما نحن إلا عبيد الذي خلقنا واصطفانا، ما نقدر على ضر ولا نفع، وإن رحمنا فبرحمته، وإن عذبنا فبذنوبنا، والله مالنا على الله من حجة ولا معنا من الله براءة، وإنا لميتون ومقبورون ومنشورون ومبعوثون وموقوفون ومسؤولون ".[3]
وان كل ما كان يشكل ميزة خاصة للإمام الصادق عن غيره من الزعماء هو العلم المستند إلى مجموعة من الكتب الموروثة عن آبائه وأجداده.[4]
وقد اعتمد على ذلك في إثبات إمامته أمام منافسيه من بني عمه الحسنيين، وتحدث عن الميزة التي تؤهله للإمامة فقال :" أما والله عندنا ما لا نحتاج إلى الناس وان الناس ليحتاجون إلينا. ان عندنا الصحيفة : سبعون ذراعا بخط علي وإملاء رسول الله .. فيها من كل حلال وحرام". وشرح "العلم" الذي كان لديه فقال :" انه وراثة من رسول الله ومن علي بن أبي طالب . علم يستغني عن الناس ولا يستغني الناس عنه". [5] وكان يخاطب الشيعة قائلاً:" ولو أنكم إذا سألوكم (بنو الحسن) وأجبتموهم واحتجوكم بالأمر كان أحب إلي أن تقولوا لهم: إنا لسنا كما يبلغكم. ولكنا قوم نطلب هذا العلم عند من هو أهله ومن صاحبه .. وهذا الجفر عند من هو؟ ومن هو صاحبه؟. فان يكن عندكم فإنا نبايعكم وإن يكن عند غيركم فإنا نطلبه حتى نعلم". [6] ونفى الصادق وجود (الجفر) لدى بني الحسن، وقال :"**** إن في الجفر الذي يذكرونه لما يسوؤهم لأنهم لا يقولون الحق ... والحق فيه، فليخرجوا قضايا علي وفرائضه إن كانوا صادقين. وسلوهم عن الخالات والعمات. وليخرجوا مصحف فاطمة فإن فيه وصية فاطمة. ومعه سلاح رسول الله. إن الله عز وجل يقول: فأتوا بكتاب من قبل هذا أو أثارة من علم إن كنتم صادقين".[7]

وعندما تحدى عبدُالله بن الحسن الصادقَ، واتهمه بأنه "رجل صحفي" (أي يأخذ من الصحف الإسرائيلية السابقة)، وقال:" ليس لنا في هذا الأمر ما ليس لغيرنا"! أجابه أبو عبد الله قائلا:"إي والله صحف إبراهيم وموسى وعيسى ورثتها عن آبائي".[8] وقال:" أما تعجبون من عبد الله يزعم أن أباه عليا لم يكن إماما، ويقول: إنه ليس لنا علم، وليس فينا إمام، صدق ما هو بإمام ولا كان أبوه إماما. وصدق والله ما عنده علم".[9]
وحسبما يقول هشام بن سالم وحفص بن البختري، أنهما سئلا الصادق: بأي شئ يعرف الإمام؟ قال:" بالوصية الظاهرة وبالفضل، إن الإمام لا يستطيع أحد أن يطعن عليه في فم ولا بطن ولا فرج، فيقال: كذاب ويأكل أموال الناس، وما أشبه هذا".[10]
ومما يؤكد قيام إمامة الصادق على محور العلم، رواية محمد بن مسلم الذي يقول إنه سأل أبا عبد الله عمن يكون بعده؟ فقال:" إن عليا عليه السلام كان عالما والعلم يتوارث، فلا يهلك عالم إلا بقي من بعده من يعلم مثل علمه أو ما شاء الله، قلت: أَ فَيَسع الناس إذا مات العالم ألا يعرفوا الذي بعده؟ فقال: أما أهل هذه البلدة - يعني المدينة - فلا وأما غيرها من البلدان فبقدر مسيرهم، إن الله يقول:"وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون". قال: قلت: أ رأيت من مات في ذلك؟ فقال: هو بمنزلة من خرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله، قال: قلت: فإذا قدموا بأي شئ يعرفون صاحبهم؟ قال: يعطى السكينة والوقار والهيبة".[11]

ولا توجد أدلة قاطعة على تبني الإمام الصادق لنظرية "الإمامة الإلهية". كما لم توجد أدلة قاطعة على تبني والده لها من قبل. ولو كان الباقر يتبناها حقاً ، لكان - على الأقل – قد نقلها إلى ابنه جعفر الصادق بصورة رسمية واضحة لا لبس فيها ولا غموض، على العكس مما حصل فعلا حيث اكتفى بالوصية اليه بتغسيله وتكفينه والصلاة عليه ودفنه وتسوية قبره.[12] وهي وصية لا تتضمن أي معنى سياسي أو ديني فضلا عن "الإمامة الإلهية".[13] ولذلك ترك الإمام الصادق الساحة السياسية لزعماء آخرين من البيت العلوي والهاشمي، فتقدم عمه الإمام زيد بن علي ليفجر سنة 122 ثورة في الكوفة ضد الخليفة الأموي هشام بن الحكم، ثم يتبعها ابنه يحيى بثورة أخرى في خراسان سنة 125 وفجر عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر الطيار ثورة في أصفهان وبلاد فارس سنة 129، وفجر العباسيون ثورة في خراسان أدت الى اسقاط النظام الأموي واستيلائهم على السلطة سنة 132. وفي تلك الأثناء نهض محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن، المعروف بـ "النفس الزكية" لإسقاط النظام الأموي، بعد مقتل الخليفة الأموي الوليد بن يزيد سنة 126، وبايعه الهاشميون وغيرهم من المعارضين للأمويين والمعتزلة والزيدية. وعندما عرض عمرو بن عبيد زعيم المعتزلة عليه مبايعة ابن عمه النفس الزكية، لم يقل الصادق: "إني إمام مفترض الطاعة من الله". وإنما أشار إلى أعلميته، واحتج بقول رسول الله (ص): " من ضرب الناس بسيفه ودعاهم إلى نفسه وفي المسلمين من هو أعلم منه فهو ضال متكلف".[14]
ورغم أن الإمام الصادق كان زاهدا في طلب الدنيا، إلا أن الإمامية دخلوا على الخط وادعوا أنه الإمام المفترض الطاعة من الله.[15] وصوروا الإمام منافسا لعمه زيد بن علي، وبني عمه الحسنيين على الزعامة. فقد روى الكليني في "الكافي" روايات عديدة عن الصادق أنه اتخذ موقفا مضادا لعمه زيد، وقال:" لا تعود الإمامة في أخوين بعد الحسن والحسين أبدا، إنما جرت من علي بن الحسين كما قال الله تبارك وتعالى: " وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله" فلا تكون بعد علي بن الحسين إلا في الأعقاب وأعقاب الأعقاب". و" أبى الله أن يجعلها لأخوين بعد الحسن والحسين". و" لا تجتمع الإمامة في أخوين بعد الحسن والحسين، إنما هي في الأعقاب وأعقاب الأعقاب".[16]
وروى "الإمامية" عن الإمام الصادق مثلما رووا عن أبيه الباقر استخدامه لموضوع:"سلاح رسول الله (ص)" كدليل على الإمامة، وأنه قال:"مثل السلاح فينا كمثل التابوت في بني إسرائيل. كانت بنو إسرائيل في أي بيت وجد التابوت على أبوابهم أوتوا النبوة. ومن صار إليه السلاح منا أوتي الإمامة. ولقد لبس أبي درع رسول الله فخطت عليه الأرض خطيطا. ولبستها أنا وكانت. وقائمنا من إذا لبسها ملأها إن شاء الله".[17]

كما زعم الإمامية أن محمد بن عبد الله بن الحسن قام بالرد على الصادق بادعاء امتلاكه لسلاح رسول الله، أيضا، وهو ما دفع الصادق إلى تكذيبه قائلا:" والله لقد كذب فوالله ما عنده وما رآه بواحدة من عينيه قط. ولا رآه عند أبيه. إلا أن يكون رآه عند علي بن الحسين". و"إن بني الحسن ليعرفون هذا كما يعرفون الليل أنه ليل والنهار أنه نهار ..ولكنهم يحملهم الحسد وطلب الدنيا على الجحود والإنكار. ولو طلبوا الحق بالحق لكان خيرا لهم". و"قد كان لرسول الله سيفان وفي أحدهما علامة في ميمنته فليخبروا بعلامتهما وأسمائهما إن كانوا صادقين". [18]
ومع أن الإمامية ادعوا أن الصادق اعتمد على موضوع "السلاح" في الاستدلال على إمامته، إلا أنهم قالوا إن "السلاح" لم يكن ظاهرا، أي انه كان سريا وغامضا، وقالوا إن أحد أصحاب الإمام الصادق (عبد الأعلى) سأله عن علامة الإمامة، فأجابه قائلا: "يُعرف صاحب هذا الأمر بثلاث خصال لا تكون في غيره: هو أولى الناس بالذين قبله وهو وصيه، وعنده سلاح رسول الله (ص)". فقال عبد الأعلى: إن ذلك مستور مخافة السلطان؟ قال: لا يكون في ستر إلا وله حجة ظاهرة.[19]

الصادق و"الإمامة الإلهية"

وقال "الإمامية": إن الإمامة أمر الهي، وإن تعيين الإمام الجديد يتم بتدخل من الله تعالى، وروى عمرو بن الأشعث: انه سمع الإمام الصادق يقول****: "لعلكم ترون أن هذا الأمر إلى رجل منا يضعه حيث يشاء لا والله انه لعهد من رسول الله مسمى رجل فرجل حتى ينتهي الأمر إلى صاحبه". وأنه قال:" ما مات عالم حتى يُعلمه الله عز وجل إلى من يوصي".[20] وقال:" لا يموت الرجل منا حتى يعرف وليه". [21] أو "لا يموت الإمام حتى يعلم من يكون من بعده فيوصي إليه".[22]

ولم يكتفِ "الإمامية" أو الغلاة منهم بذلك فنسبوا الى الإمام الصادق كثيرا من مقولاتهم الباطلة التي كانوا ينسبونها إلى أبيه من قبل، مثل علم الأئمة بالغيب وأنهم حجة من الله، وأنهم مفوضون في التشريع، أو مفوضون في إدارة الكون، وأنهم محدَّثون تتنزل عليهم الملائكة.

هل كان الصادق "حجة من الله"؟

فبالرغم من تأكيد الإمام الصادق على ختم النبوة وانقطاع الوحي، إلا أن بعض الغلاة من "الإمامية" كانوا يصرون على ضرورة وجود رابط مستمر بين الله تعالى وخلقه في الأرض، بعد النبي محمد (ص) ليرفع الاختلافات بين المسلمين، ويكون "حجة" عليهم، وقيِّما على القرآن ومفسراً له. هو "الإمام الناطق" في مقابل "القرآن الصامت". [23]

وقد قام هؤلاء الغلاة الذين عرفوا بـ: "الرافضة" و"الإمامية" فيما بعد، بالتركيز على دور الإمام "الحجة" كمحور رئيسي في الدين والحياة، ورووا أحاديث كثيرة عن أئمة أهل البيت في هذا المضمون، واتخذوا من تلك الأحاديث دليلا على المطلوب. وفي هذا المجال ينقل الكليني في "الكافي" باب (أن الحجة لا تقوم لله على خلقه إلا بإمام) مجموعة روايات عن الإمام الصادق، تقول:"إن الحجة لا تقوم لله على خلقه إلا بإمام حتى يُعرف".[24] (وفي بعض الروايات: حيٍّ يُعرف) وإن "الحجة قبل الخلق ومع الخلق وبعد الخلق".[25] و"إن الأرض لا تخلو إلا وفيها إمام، كيما إن زاد المؤمنون شيئا ردهم، وإن نقصوا شيئا أتمه لهم". و"ما زالت الأرض إلا ولله فيها الحجة، يعرف الحلال والحرام ويدعو الناس إلى سبيل الله". و"إن الله لم يدع الأرض بغير عالم ولو كان ذلك لم يعرف الحق من الباطل". و"إن الله أجلُّ وأعظم من أن يترك الأرض بغير إمام عادل".[26] وأن أمير المؤمنين عليه السلام قال:"اللهم إنك لا تخلي أرضك من حجة لك على خلقك".[27]

وينقل الكليني عن أبي حمزة قال: قلت لأبي عبدالله : أتبقى الأرض بغير إمام؟ قال: لو بقيت الأرض بغير إمام لساخت.[28]

كما توحي بعض الروايات بأهمية وجود "الحجة" في الأرض بحيث " لو لم يبق في الأرض إلا اثنان لكان أحدهما الحجة".[29] أو " لو كان الناس رجلين لكان أحدهما الإمام. وإن آخر مَن يموت الإمام، لئلا يحتج أحد على الله عز وجل أنه تركه بغير حجة لله عليه".[30]

وينقل "الإمامية" عن أبي عبدالله أنه قال:" أبى الله أن يجري الأشياء إلا بأسباب، فجعل لكل شئ سببا وجعل لكل سبب شرحا وجعل لكل شرح علما، وجعل لكل علم بابا ناطقا، عرفه من عرفه، وجهله من جهله، ذاك رسول الله (ص) ونحن".[31] وأنه خاطب شيعته قائلا:"إنكم لا تكونون صالحين حتى تعرفوا، ولا تعرفوا حتى تصدقوا، ولا تصدقوا حتى تسلموا ...إنه من أتى البيوت من أبوابها اهتدى، ومن أخذ في غيرها سلك طريق الردى... التمسوا البيوت التي أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه، فانه أخبركم أنهم رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار... اتبعوا رسول الله وأهل بيته وأقروا بما نزل من عند الله واتبعوا آثار الهدى، فانهم علامات الإمامة والتقى...".[32]

و كما نقل "الإمامية" عن أبي جعفر أنه قال: إن "رسول الله (ص) المنذر، وعلي الهادي، أما والله ما ذهبت منا وما زالت فينا إلى الساعة".[33] أو"لكل زمان منا هادٍ يهديهم إلى ما جاء به نبي الله (ص)، ثم الهداة من بعده علي ثم الأوصياء واحد بعد واحد".[34] نقلوا أيضا عن أبي عبد الله الصادق أنه شرح قوله تعالى:"إنما أنت منذر ولكل قوم هاد" بتقسيمه الى نصفين، وتوجيه النصف الأول: "إنما أنت منذر" للرسول، واستنتاج فكرة عامة من النصف الثاني:"ولكل قوم هاد" بتكرر الهداة لكل قوم عبر التاريخ. ثم قال بأن الأئمة هم الهداة في كل زمان، أو:"كل إمام هاد للقرن الذي هو فيهم". [35] وأنه قال: "لو كانت إذا نزلت آية على رجل ثم مات ذلك الرجل، ماتت الآية، مات الكتاب؛ ولكنه حي يجري فيمن بقي كما جرى فيمن مضى".[36]

واستفاد "الإمامية" من ذلك ضرورة وجود "الحجة" المرتبط بالسماء، في كل زمان. ولم يختلفوا عمن ادعى النبوة للأئمة إلا بأنهم لم ينسبوا الوحي أو نزول الملائكة على الأئمة – ما عدا بعض المتطرفين من الإمامية الذين قالوا بذلك أيضا - ولكن المحصلة كانت واحدة هو ارتباط "الأئمة" نوعاً ما بالله تعالى.[37]

وأصبح "الأئمة" في نظر الإمامية: يحتلون موقعا لصيقا بالنبوة، وصاروا "مصدراً من مصادر التشريع" و"خزانة علم الله".[38] كما تقول رواية عن أبي عبد الله يصف فيها "الأئمة" بأنهم" أمناء الله على ما أهبط من علم أو عذر أو نذر، والحجة البالغة على من في الأرض، يجري لآخرهم من الله مثل الذي جرى لأولهم، ولا يصل أحد إلى ذلك إلا بعون الله".[39]

وفي رواية أخرى عن جعفر بن محمد عن أبيه، عن أمير المؤمنين أنه قال:"إنا - أهل البيت - شجرة النبوة، وموضع الرسالة، ومختلف الملائكة، وبيت الرحمة، ومعدن العلم".[40] وعنه أيضا أنه قال:"نحن شجرة النبوة، وبيت الرحمة، ومفاتيح الحكمة، ومعدن العلم، وموضع الرسالة، ومختلف الملائكة، وموضع سر الله، ونحن وديعة الله في عباده، ونحن حرم الله الأكبر، ونحن ذمة الله، ونحن عهد الله، فمن وفي بعهدنا فقد وفى بعهد الله، ومن خفرها فقد خفر ذمة الله وعهده".[41]

وعندما بات "الأئمة": "خزنة علم الله" أصبحوا :" الأبواب التي أمر الله أن يؤتى منها"، كما في رواية عن أبي عبدالله أنه قال:"الأوصياء هم أبواب الله عز وجل التي يؤتى منها ولولاهم ما عرف الله عز وجل وبهم احتج الله تبارك وتعالى على خلقه".[42] وفي رواية أخرى:"كان أمير المؤمنين (ع) باب الله الذي لا يؤتى إلا منه، وسبيله الذي من سلك بغيره هلك، وكذلك يجري لأئمة الهدى واحدا بعد واحد، جعلهم الله أركان الأرض أن تميد بأهلها وحجته البالغة على من فوق الأرض ومن تحت الثرى".[43]

وهكذا أصبح "الأئمة": "العلامات" التي يهتدي بها الناس، كما في رواية عن أبي عبدالله في تفسير قوله تعالى: "وعلامات و بالنجم هم يهتدون" قال:"النجم رسول الله (ص) والعلامات هم الأئمة (ع)".[44]

وأصبحوا "الآيات" التي ذكرها الله عز وجل في كتابه، كما في رواية عن أبي عبد الله في تفسير قول الله تبارك وتعالى:"وما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون" قال:"الآيات هم الأئمة، والنذر هم الأنبياء عليهم السلام".[45] أو كما في تفسير قوله تعالى:"كذبوا بآياتنا كلها" قال:"يعني الأوصياء كلهم".[46]

وأصبحوا: "المتوسمين" الذي قال الله عنهم:"إن في ذلك لآيات للمتوسمين، وإنها لبسبيل مقيم" . ففي رواية عن أبي عبد الله قال:" نحن المتوسمون والسبيل فينا مقيم".[47] "لا يخرج منا أبدا".[48]

ورغم تناقض مقولة "الحجة" مع خاتمية النبي محمد (ص) إلا أن الغلاة مرروها بنسبتها إلى الإمام الصادق، والأئمة الآخرين، وحاشا لهم أن يتفوهوا بذلك، ولا سيما أن جميع الروايات السابقة المنسوبة إليهم تعتمد على مجرد الادعاء والتأويل التعسفي للقرآن، ولا تأتي بأي دليل.

هل كان الصادق يدعي علم الغيب؟

وفي ظل افتقاد "الإمامية" للأدلة الشرعية الكافية على كون جعفر الصادق، أو غيره من الأئمة: هو "الحجة" المعين من قبل الله تعالى؛ لجأ "الإمامية" الى ادعاء علم "الإمام" بالغيب وقدرته على الإتيان بالمعاجز، وادعى هشام بن الحكم أنه أجرى مناظرة حول الإمامة مع رجل شامي في حضرة الامام الصادق على حرف جبل في طرف الحرم ، وأن الرجل الشامي سأله عن الحجة بعد القرآن والسنة، فقال له: هذا الجالس ، يعني أبا عبدالله، الذي تشد اليه الرحال ، ويخبرنا بأخبار السماء وراثة عن أب عن جد. فقال الشامي: وكيف لي بعلم ذلك ؟.. قال هشام : سله عما بدا لك ، فقال له أبو عبدالله: أنا أكفيك المسألة يا شامي : أخبرك عن مسيرك وعن سفرك .. خرجتَ يوم كذا ..وكان طريقك كذا .. ومررتَ على كذا.. ومرَّ بك كذا .. فأقبل الشامي كلما وصف له شيئا من أمره يقول صدقت والله. [49]

كما زعم "أبو جعفر الأحول" أن الإمام زيد بن علي أقسم له بأن صاحبه (أي الإمام الصادق) قد حدثه في المدينة بأنه سوف يقتل ويصلب بالكناسة. [50]

وقال عمار الساباطي: سألت أبا عبدالله: عن الإمام، يعلم الغيب؟ فقال:" لا، ولكن إذا أراد أن يعلم الشيء أعلمه الله ذلك".[51] و"إن الإمام إذا شاء أن يعلم علم".[52] وعن سيف التمار قال كنا مع أبي عبد الله، جماعة من الشيعة في الحِجر فقال: علينا عين؟ فالتفتنا يمنة ويسرة فلم نرَ أحدا فقلنا: ليس علينا عين، فقال:" ورب الكعبة ورب البنية - ثلاث مرات - لو كنت بين موسى والخضر لأخبرتهما أني أعلم منهما ولأنبأتهما بما ليس في أيديهما، لأن موسى والخضر عليهما السلام أعطيا علم ما كان ولم يعطيا علم ما يكون وما هو كائن حتى تقوم الساعة، وقد ورثناه من رسول الله (ص) وراثة".[53]

ورووا عن أبي عبد الله أنه قال:" إن عندنا علم ما كان وعلم ما هو كائن إلى أن تقوم الساعة...وما يحدث بالليل والنهار، الأمر من بعد الأمر، والشيء بعد الشيء، إلى يوم القيامة".[54] وفي رواية أخرى:"إني لأعلم ما في السماوات وما في الأرض، وأعلم ما في الجنة وأعلم ما في النار، وأعلم ما كان وما يكون" قال الراوي: ثم مكث هنيئة فرأى أن ذلك كبر على من سمعه منه فقال:" علمت ذلك من كتاب الله عز وجل، إن الله عز وجل يقول:فيه تبيان كل شئ".[55]

وقال محمد بن مروان أن أبا عبد الله قال:"إن الإمام ليسمع في بطن أمه ...فإذا صار الأمر إليه جعل الله له عمودا من نور، يبصر به ما يعمل أهل كل بلدة". [56] أو "إذا قام بهذا الأمر رفع الله له في كل بلدة منارا ينظر به إلى أعمال العباد". [57]

ويبدو التلازم بين دعوى "الإمامة الإلهية" ودعوى علم الغيب واضحا في الروايات التالية ، التي يرويها الكليني عن أبي عبد الله أنه قال: "أي إمام لا يعلم ما يصيبه وإلى ما يصير، فليس ذلك بحجة لله على خلقه".[58] وإن "الله أكرم وأرحم وأرأف بعباده من أن يفرض طاعة عبد على العباد ثم يحجب عنه خبر السماء صباحا ومساء".[59] وأنه قال:"عجبت من قوم يتولونا ويجعلونا أئمة ويصفون أن طاعتنا مفترضة عليهم كطاعة رسول الله (ص) ثم يكسرون حجتهم ويخصمون أنفسهم بضعف قلوبهم، فينقصونا حقنا ويعيبون ذلك على من أعطاه الله برهان حق معرفتنا والتسليم لأمرنا، أترون أن الله تبارك وتعالى افترض طاعة أوليائه على عباده، ثم يخفي عنهم أخبار السماوات والأرض ويقطع عنهم مواد العلم فيما يرد عليهم مما فيه قوام دينهم؟!".[60]


هل كان الصادق "محدَّثاً" ؟

وكما ابتلي الإمام محمد الباقر بالغلاة الذين نسبوا إليه القول بنزول الملائكة وتحدثهم معه، ابتلي ابنه الإمام الصادق بذلك أيضا، حيث نقل الغلاة عنه أنه قال:" مبلغ علمنا على ثلاثة وجوه: ماض وغابر وحادث فأما الماضي فمفسر، وأما الغابر فمزبور وأما الحادث فقذف في القلوب، ونقر في الأسماع، وهو أفضل علمنا ولا نبي بعد نبينا".[61] وأنه أجاب الحارث بن المغيرة، عندما سأله قائلا: أخبرني عن علم عالمكم؟ فقال:" وراثة من رسول الله (ص) ومن علي ، قال الحارث: إنا نتحدث أنه يقذف في قلوبكم وينكت في آذانكم؟ قال: أو ذاك".[62]

وزعم أبو حمزة أنه سأل الصادق: عن العلم، أهو علم يتعلمه العالم من أفواه الرجال أم في الكتاب عندكم تقرءونه، فتعلمون منه؟ فقال:" الأمر أعظم من ذلك وأوجب، أما سمعت قول الله عز وجل: "وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان" ... قد كان في حال لا يدري ما الكتاب ولا الإيمان حتى بعث الله تعالى الروح التي ذكر في الكتاب، فلما أوحاها إليه علم بها العلم والفهم، وهي الروح التي يعطيها الله تعالى من شاء، فإذا أعطاها عبدا علمه الفهم".[63]

وروى سماعة عن أبي عبدالله أنه قال:" إن لله تبارك وتعالى علمين: علما أظهر عليه ملائكته وأنبياء‌ه ورسله، فما أظهر عليه ملائكته ورسله وأنبياءه فقد علمناه، وعلما استأثر به فإذا بدا لله في شئ منه أعلمنا ذلك وعرض على الأئمة الذين كانوا من قبلنا". [64] وروى أبو بصير أيضا عنه أنه قال:"إن لله عز وجل علمين: علما عنده لم يطلع عليه أحدا من خلقه، وعلما نبذه إلى ملائكته ورسله، فما نبذه إلى ملائكته ورسله فقد انتهى إلينا".[65]

وزعم أبو بصير أن الصادق أكد له مرافقة الروح للأئمة، وهو " خلقٌ من خلق الله عز وجل أعظم من جبرئيل وميكائيل، كان مع رسول الله (ص) يخبره ويسدده وهو مع الأئمة من بعده".[66] ونقل رواة آخرون عن الصادق أنه قال: "منذ أنزل الله عز وجل ذلك الروح على محمد (ص) ما صعد إلى السماء، وإنه لفينا".[67] وقال في تفسير قوله تعالى: "يسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي " إنه:" خلق أعظم من جبرئيل وميكائيل، لم يكن مع أحد ممن مضى، غير محمد (ص) وهو مع الأئمة يسددهم، وليس كل ما طلب وجد".[68]

وافترى بعض الغلاة على الإمام الصادق فنسبوا إليه القول بتحريف القرآن من أجل إثبات دعوى تحدث الملائكة معه، وأنه قرأ الآية التالية هكذا: " وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي (ولا محدَّث)".[69] وعَرَّف "المحدَّث" بأنه الذي "يسمع الصوت ولا يرى الشخص. ويعطى السكينة والوقار حتى يعلم أنه كلام ملك".[70]

ونقل الغلاة عن الصادق دعوى تنزل الأمر على ولي الأمر بعد رسول الله، وإصراره على هذه الدعوى إلى درجة انتقاد المخالفين لها الذين يقولون:"مضت ليلة القدر مع رسول الله (ص)". واعتبار ذلك:" فتنة أصابتهم خاصة، وبها ارتدوا على أعقابهم، لأنه إن قالوا: لم تذهب، فلابد أن يكون لله عز وجل فيها أمر، وإذا أقروا بالأمر لم يكن له من صاحب بد".[71] وأنه استدل بنزول الملائكة في ليلة القدر على وجود صاحب لها على مدى الزمان، وعدم اختصاصها برسول الله.[72]

وروى الكليني من أحاديث الغلاة عن الصادق أنه قال:"إن الملائكة تصافح الأئمة على فرشهم، وأنهم ألطف بصبياننا منا بهم".[73] وأنه ضرب بيده إلى مساور في البيت وقال: "مساور طالما اتكت عليها الملائكة وربما التقطنا من زغبها". [74]

وروى بعض الغلاة تفاصيل عن دعواهم تحدث الملائكة مع الأئمة، وحاولوا أن يجيبوا على تساؤلات بعض الشيعة الرافضين لها واحتمالهم كون ما يدعي (المحدَّث) سماعه؛ أنه من وحي الشيطان. وكيف يعرف بأنه ملك؟ فرووا عن أبي عبد الله أنه قال: "يعطى السكينة والوقار حتى يعلم أنه كلام ملك".[75]

كما أجابوا عن تساؤلات أخرى بتفوق علم الأئمة على علم النبي، إن صحت دعوى "التحدث" وحاولوا أن يحلوا ذلك الإشكال بالقول:" ليس يخرج شئ من عند الله عز وجل حتى يبدأ برسول الله (ص) ثم بأمير المؤمنين (ع) ثم بواحد بعد واحد، لكيلا يكون آخرنا أعلم من أولنا".[76]

وادعى أبو يحيى الصنعاني: أن الإمام الصادق حدثه عن صعود أرواح "الأوصياء" إلى السماء لطلب المزيد من العلم، فقال:" يا أبا يحيى إن لنا في ليالي الجمعة لشأنا من الشأن، فقال: جعلت فداك وما ذاك الشأن قال:"يؤذن لأرواح الأنبياء الموتى (ع) وأرواح الأوصياء الموتى وروح الوصي الذي بين ظهرا************م، يعرج بها إلى السماء حتى توافي عرش ربها، فتطوف به أسبوعا وتصلي عند كل قائمة من قوائم العرش ركعتين، ثم ترد إلى الأبدان التي كانت فيها فتصبح الأنبياء والأوصياء قد ملئوا سرورا ويصبح الوصي الذي بين ظهرا************م وقد زيد في علمه مثل جم الغفير".[77] وفي رواية أخرى:"إذا كان ليلة الجمعة وافى رسول الله (ص) العرش ووافى الأئمة (ع) معه ووافينا معهم، فلا ترد أرواحنا إلى أبداننا إلا بعلم مستفاد، ولولا ذلك لأنفدنا".[78]

وبالرغم من أن هذه المقولة تكاد تشابه دعوى النبوة، إلا أن هؤلاء الغلاة حاولوا التخفيف من وقعها، فنقلوا عن الإمام الصادق أنه قال :"الأئمة بمنزلة رسول الله (ص) إلا أنهم ليسوا بأنبياء ولا يحل لهم من النساء ما يحل للنبي (ص) فأما ما خلا ذلك فهم فيه بمنزلة رسول الله (ص)".[79] أو "إنما الوقوف علينا في الحلال، فأما النبوة فلا".[80]

وقد رد الإمام الصادق على هؤلاء الغلاة بالقول:"إن الله عز ذكره ختم بنبيكم النبيين فلا نبي بعده أبدا، وختم بكتابكم الكتب فلا كتاب بعده أبدا، وأنزل فيه تبيان كل شئ وخلقكم وخلق السماوات والأرض ونبأ ما قبلكم وفصل ما بينكم وخبر ما بعدكم وأمر الجنة والنار وما أنتم صائرون إليه".[81]

هل كان الصادق "مفوضاً في التشريع"؟
وكما كانت دعوى "الحجة" درجة مخففة عن دعوى "النبوة" للأئمة، فقد ابتلي الإمام الصادق بنوع مخفف من الغلاة، الذين اخترعوا قولا مشابها لدعوى "التفويض" في الخلق والحياة والموت والرزق والحساب يوم القيامة، فقالوا بـ: "تفويض الله للأئمة في الفتوى". وزعموا أن الدين أو الحكم الشرعي هو ما يقوله الأئمة، وليس ما روي عن النبي الأكرم أو جاء في القرآن الكريم فقط. وهو ما أتاح لهم نقل ما يشاءون من الفتاوى عن الأئمة، ونسف الدين الإسلامي والتلاعب بتأويل القرآن الكريم.

وقد أسسوا فكرة تفويض الدين للائمة، اعتمادا على تأويل آية:"وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا". واستخراج معنى التفويض منها للنبي الأكرم، ثم قياس الأئمة على النبي، والقول بأن الله تعالى فوض الأئمةَ أمرَ الدين، ونسبوا للإمام الصادق أنه قال:"فما فوض الله إلى رسوله (ص) فقد فوضه إلينا".[82] وقال:" لا والله ما فوض الله إلى أحد من خلقه إلا إلى رسول الله (ص) وإلى الأئمة، قال عز وجل: إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أريك الله. وهي جارية في الأوصياء عليهم السلام".[83] وأنه خاطب الشيعة قائلا:"إن نبي الله فوض إلى علي وائتمنه، فسلمتم وجحد الناس فوالله لنحبكم أن تقولوا إذا قلنا وأن تصمتوا إذا صمتنا ونحن فيما بينكم وبين الله عز وجل، ما جعل الله لأحد خيراً في خلاف أمرنا".[84]

وروى هؤلاء الغلاة "المفوضة في التشريع" عن الصادق أنه كان يفتي الناس أحيانا حسب انتماءاتهم، وربما غيَّر فتاواه في مجلس واحد عدة مرات، وأنه كان يقول:" إن الإمام إذا أبصر إلى الرجل عرفه وعرف لونه وإن سمع كلامه من خلف حائط عرفه وعرف ما هو، إن الله يقول: "ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين" وهم العلماء، فليس يسمع شيئا من الأمر ينطق به إلا عرفه، ناجٍ أو هالك، فلذلك يجيبهم بالذي يجيبهم".[85] وأنه قال: "أنتم أفقه الناس إذا عرفتم معاني كلامنا ، إن الكلمة لتنصرف على وجوه ، فلو شاء إنسان لصرف كلامه كيف شاء ، ولا يكذب".[86]

وقال أحد الغلاة "الخطابية" (موسى بن أشيم) : كنت عند أبي عبد الله فسأله رجل عن آية من كتاب الله (عز وجل) فأخبره بها ثم دخل عليه داخل فسأله عن تلك الآية فأخبره بخلاف ما أخبر به الأول، فدخلني من ذلك ما شاء الله حتى كأن قلبي يشرح بالسكاكين، فقلت في نفسي: تركت أبا قتادة بالشام لا يخطئ في الواو وشبهه وجئت إلى هذا يخطئ هذا الخطاء كله، فبينا أنا كذلك إذ دخل عليه آخر فسأله عن تلك الآية فأخبره بخلاف ما أخبرني وأخبر صاحبي، فسكنت نفسي، فعلمت أن ذلك منه تقية، قال: ثم التفت إلي فقال لي:" يا ابن أشيم إن الله (عز وجل) فوض إلى سليمان بن داود فقال: "هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب ".[87] وفوض إلى نبيه، (ص) فقال: "ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ".[88] فما فوض إلى رسول الله (ص) فقد فوضه إلينا".[89] وقال عبد الأعلى مولى آل سام أن الإمام الصادق حدثه ذات يوم ثم غير كلامه في مجلسه.[90]

وقد فتحت هذه الدعوى (التفويض في التشريع) الباب واسعا أمام ورود فتاوى وأحاديث متناقضة أو غامضة عن الأئمة أو قابلة للتأويل والتفسير، وحدوث الاختلاف في صفوف الشيعة، حتى نقل عن الأئمة قولهم: "إن في أخبارنا محكما كمحكم القرآن ، ومتشابها كمتشابه القرآن، فردوا متشابهها إلى محكمها، ولا تتبعوا متشابهها دون محكمها، فتضلوا".[91] ونقل عن الأئمة أيضا إجازة العمل بكل الأحاديث المختلفة أحيانا. كما يقول الحسن بن الجهم: قلت للرضا : تجيئنا الأحاديث عنكم مختلفة، فقال: ما جاءك عنا فقس على كتاب الله عزّ وجلّ وأحاديثنا ، فان كان يشبههما فهو منا ، وإن لم يكن يشبههما فليس منا ، قلت : يجيئنا الرجلان ـ وكلاهما ثقة ـ بحديثين مختلفين ، ولا نعلم أيهما الحق، قال :"فإذا لم تعلم فموسع عليك بأيهما أخذت". [92] وكتب عبد الله بن محمد إلى أبي الحسن (الكاظم) : اختلف أصحابنا في رواياتهم عن أبي عبدالله في ركعتي الفجر في السفر ، فروى بعضهم: صلها في المحمل ، وروى بعضهم : لا تصلِّها إلا على الأرض، فوقَّع :" موسع عليك بأية عملت".[93]


هل كان حديث "الأئمة" صعبا؟
وبما أن مقولات الغلاة ونظرياتهم وأفكارهم المنحرفة التي ينسبونها للأئمة، كانت تصطدم بمباديء الدين الاسلامي وصريح القرآن والعقل، بحيث كانت تثير اشمئزاز الشيعة وتدفعهم لرفضها بشدة .[94] وتكفير من يدين بها.[95] فقد كان الغلاة يحاولون تمريرها بالاعتراف بأنها صعبة ولكن على الشيعة قبولها والتسليم بها، والادعاء على لسان الأئمة بأن "حديث آل محمد صعب مستصعب لا يؤمن به إلا ملك مقرب أو نبي مرسل أو عبد امتحن الله قلبه للإيمان".
وكما نقل الغلاة عن الإمام الباقر قوله:" والله إن أحب أصحابي إلي أورعهم وأفقههم وأكتمهم لحديثنا وإن أسوأهم عندي حالا وأمقتهم للذي إذا سمع الحديث ينسب إلينا ويروى عنا فلم يقبله اشمأز منه وجحده وكفر من دان به وهو لا يدري لعل الحديث من عندنا خرج وإلينا اسند، فيكون بذلك خارجا عن ولايتنا".[96] نقلوا أيضا عن الإمام الصادق حديثا مشابها يقول فيه:"إن علم العلماء صعب مستصعب، لا يحتمله إلا نبي مرسل أو ملك مقرب أو عبد مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان". أو " حديثنا لا يحتمله ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان". [97] وزعموا أنه قال: " والله لو علم أبو ذر ما في قلب سلمان لقتله ولقد آخى رسول الله (ص) بينهما، فما ظنكم بسائر الخلق، وإنما صار سلمان من العلماء لأنه امرؤ منا أهل البيت". [98] وأنه أرجع القبول والرفض لأحاديثهم إلى عالم الذر (الخيالي السابق على عالم الدنيا) فقال :"إن الله أخذ من شيعتنا الميثاق كما أخذ على بني آدم " ألست بربكم " فمن وفى لنا وفى الله له بالجنة ومن أبغضنا ولم يؤد إلينا حقنا ففي النار خالدا مخلدا". [99]

وادعى الغلاة بأن الصادق أرجع أيضا الرفض أو القبول لأحاديثه إلى طينة الإنسان، فقال لأبي بصير :" يا أبا محمد إن عندنا والله سراً من سرِّ الله، وعلماً من علم الله، والله ما يحتمله ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان. والله ما كلف الله ذلك أحداً غيرنا ولا استعبد بذلك أحداً غيرنا. وإن عندنا سراً من سرِّ الله وعلما من علم الله، أمرنا الله بتبليغه، فبلغنا عن الله عز وجل ما أمرنا بتبليغه، فلم نجد له موضعا ولا أهلا ولا حمالة يحتملونه حتى خلق الله لذلك أقواماً خلقوا من طينةٍ خُلق منها محمد وآله وذريته عليهم السلام، ومن نور خلق الله منه محمداً وذريته وصنعهم بفضل صنع رحمته التي صنع منها محمدا وذريته، فبلغنا عن الله ما أمرنا بتبليغه، فقبلوه و احتملوا ذلك، فبلغهم ذلك عنا فقبلوه واحتملوه، وبلغهم ذكرنا فمالت قلوبهم إلى معرفتنا وحديثنا، فلولا أنهم خلقوا من هذا لما كانوا كذلك، لا والله ما احتملوه. ثم قال: إن الله خلق أقواما لجهنم والنار، فأمرنا أن نبلغهم كما بلغناهم واشمأزوا من ذلك ونفرت قلوبهم وردوه علينا ولم يحتملوه وكذبوا به وقالوا ساحر كذاب، فطبع الله على قلوبهم وأنساهم ذلك، ثم أطلق الله لسانهم ببعض الحق، فهم ينطقون به وقلوبهم منكرة، ليكون ذلك دفعا عن أوليائه وأهل طاعته ولولا ذلك ما عبد الله في أرضه، فأمرنا بالكف عنهم والستر والكتمان فاكتموا عمن أمر الله بالكف عنه واستروا عمن أمر الله بالستر والكتمان عنه. قال: ثم رفع يده وبكى وقال: اللهم إن هؤلاء لشرذمة قليلون فاجعل محيانا محياهم ومماتنا مماتهم ولا تسلط عليهم عدوا لك فتفجعنا بهم، فانك إن أفجعتنا بهم لم تعبد أبدا في أرضك وصلى الله على محمد وآله وسلم تسليما".[100]

وتراجع الغلاة عن مواقفهم قليلا، فاعترفوا بعدم استعداد عامة الشيعة للإيمان بمقولاتهم الصعبة، أو احتمالها، فادعوا بأن الشيعة ليسوا كلهم أهلا لها ولا موضعا للإيمان بها، ما عدا بعض الأقوام الذين "خلقوا من طينة خلق منها محمد وآله وذريته عليهم السلام ومن نور خلق الله منه محمدا وذريته" فقبلوه . وحاول الغلاة إغراء بعض الشيعة للتسليم بكل ما يقولون حتى يحوزوا على فضل المشاركة في الخلق من طينة آل محمد ، كما تقول هذه الفقرة من الحديث:" فلولا أنهم خلقوا من هذا لما كانوا كذلك، لا والله ما احتملوه". كما حاولوا تهديد الرافضين والمعارضين وإرهابهم بالقول على لسان الأئمة:" إن الله خلق أقواما لجهنم والنار، فأمرنا أن نبلغهم كما بلغناهم واشمأزوا من ذلك ونفرت قلوبهم وردوه علينا ولم يحتملوه وكذبوا به وقالوا ساحر كذاب، فطبع الله على قلوبهم وأنساهم ذلك".[101]

وزعم الغلاة أن الإمام الصادق أوصاهم قائلا:"من سرَّه أن يستكمل الإيمان كله فليقل: القول مني في جميع الأشياء قول آل محمد، فيما أسروا وما أعلنوا وفيما بلغني عنهم وفيما لم يبلغني".[102] وقال أبو بصير قال أبو عبد الله:" قول الله عز وجل: " الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه" : هم المسلِّمون لآل محمد، الذين إذا سمعوا الحديث لم يزيدوا فيه ولم ينقصوا منه جاءوا به كما سمعوه".[103]

وادعى سفيان بن السيط (السمط) أنه اشتكى لأبي عبد الله فقال: إن الرجل ليأتينا من قبلك فيخبرنا عنك بالعظيم من الأمر فيضيق بذلك صدورنا حتى نكذبه، فقال أبو عبد الله: أليس عني يحدثكم؟ قال: بلى، قال: فيقول لليل أنه نهار وللنهار أنه ليل؟ قال: لا ، فقال:" رده الينا فانك إن كذبت فإذاً تكذبنا". [104]

هل الولاء لأهل البيت ركن من أركان الإسلام؟
ولم ينفك الغلاة يدورون حول الإمام جعفر الصادق ويرتفعون درجة في الغلو أو ينزلون درجة، إنما كانوا يدورون في نظرياتهم حول "الإمام الإلهي" المعين من قبل الله، أو المالك لعلم النبوة، الشبيه بالنبي، العالم بالغيب، المحدَّث من قبل الملائكة، أو محل تجسد الإله، الحالّ فيه الإله. وكلها نظريات متقاربة ومتداخلة. وقد حارب الإمام الصادق كثيرا من تلك النظريات ولا سيما المتطرفة منها التي تنسب إليه النبوة أو الألوهية أو علم الغيب. وكفَّر الشيعةُ الإماميةُ عبر التاريخ من يقول بذلك، ولكنهم قبلوا الدرجة الدنيا وهي نظرية "الإمامة الإلهية". وصدقوا الأحاديث المنسوبة للإمام الصادق الواردة حولها. وبالرغم من شكنا بصحة تلك الأحاديث واستبعادنا صدورها عن الإمام الصادق، وسوف نناقش ذلك فيما بعد، إلا أننا نود الإشارة هنا إلى ارتباط نظرية "الإمام الإلهي الحجة المعين من قبل السماء" بموقف الولاء السياسي الديني له، واعتباره ركنا عظيما من أركان الدين، ورفعه إلى درجة التوحيد والنبوة. إذ لم يعد "الإمام" رئيسا منتخبا من المسلمين لإدارة شؤونهم وتطبيق الشريعة الإسلامية، فقط، وإنما أصبح جزءا من المنظومة العقدية الدينية وامتدادا لخط النبوة والأنبياء.

وسواء كانت نظرية "الإمامة الإلهية" من صنع الإمامين الباقر والصادق، أم من صنع الغلاة المتشيعين لهما في حياتهما، فإننا نعثر في التراث الشيعي على روايات كثيرة تعظم منزلة الإمامة والولاء للأئمة اعتمادا على تأويل آيات كثيرة من القرآن الكريم، بالولاية للأئمة (الحسينيين). والتأكيد على موضوع الوصية في ذرية النبي محمد (ص) استمرارا لوصايا الأنبياء السابقين في ذرياتهم، بدءا من النبي موسى (ع) الذي أوصى إلى يوشع ابن نون (ع)، وانتهاء بالوصية إلى العترة وأهل البيت، كما ورد في حديث "الثقلين".[105]

وقد روى الإمامية عن الصادق أن جبرئيل (ع) نزل على النبي (ص) فقال:" يا محمد إنك قد قضيت نبوتك واستكملت أيامك، فاجعل الاسم الأكبر، وميراث العلم وأثار علم النبوة عند علي (ع) فإني لم أترك الأرض إلا ولي فيها علَم تعرف به طاعتي، وتعرف به ولايتي، ويكون حجة لمن يولد بين قبض النبي إلى خروج النبي الآخر" قال: فأوصى إليه بالاسم الأكبر وميراث العلم وآثار علم النبوة، وأوصى إليه بألف كلمة وألف باب، يفتح كل كلمة وكل باب ألف كلمة وألف باب.[106] كما رووا عنه أيضا أحاديث في فضل أهل البيت والعترة والقربى.[107]
وقالوا بأن الإمام الصادق فسر قول الله عز وجل:" إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا" بالولاية، فقال:"إنما يعني أولى بكم، أي أحق بكم وبأموركم وأنفسكم وأموالكم، الله ورسوله والذين آمنوا يعني عليا وأولاده الأئمة عليهم السلام إلى يوم القيامة". [108]
وزعموا أن الصادق فسر قول الله عز وجل:" اتقوا الله وكونوا مع الصادقين" بأنه يعني "الأئمة" وقال: "إيانا عنى".[109] كما فسر الأمانة الواردة في قوله تعالى: "إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال " بالولاية وقال: هي ولاية أمير المؤمنين .[110]

وتداول الإمامية وصية لأبي عبد الله قالوا إنه أوصى شيعته بها، قائلا:" صبِّروا النفس على البلاء في الدنيا ... ومن سرَّه أن يعلم أن الله يحبه فليعمل بطاعة الله وليتبعنا، ألم يسمع قول الله عز وجل لنبيه (ص): "إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم"؟ والله لا يطيع اللهَ عبدٌ أبداً إلا أدخل الله عليه في طاعته اتباعنا، ولا والله لا يتبعنا عبدٌ أبداً إلا أحبه الله، ولا والله لا يدع أحد اتباعنا أبدا إلا أبغضنا، ولا والله لا يبغضنا أحد أبدا إلا عصى الله، ومن مات عاصيا لله أخزاه الله وأكبه على وجهه في النار".[111]

وروى الكليني أحاديث عن الصادق يربط فيها بين التوحيد والنبوة والإمامة.[112] ويشبه بين طاعة الله وطاعة الأئمة، وبين معصية إبليس لله ومعصية الناس للإمام، ويقول:" إن الله افترض على أمة محمد (ص) خمس فرائض: الصلاة والزكاة والصيام الحج وولايتنا، فرخص لهم في أشياء من الفرائض الأربعة ولم يرخص لأحد من المسلمين في ترك ولايتنا لا والله ما فيها رخصة".[113] ويعتبر تولي غير "الأئمة" نوعا من الإلحاد في الدين.[114] ويقرأ قوله تعالى: " سأل سائل بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع " مع إضافة كلمة (بولاية علي) ثم يقول: هكذا والله نزل بها جبرئيل (ع) على محمد (ص).[115] ويستنبط موضوع الولاية من آيات عديدة أخرى.[116]

وبعد أن يرفع الإمام الصادق - كما يقول الإمامية - قضية الإمامة إلى مستوى الواجب الديني؛ يقوم بتحويلها من قضية سياسية إلى قضية دينية عابرة للزمن.[117] ويقول: إن "ولايتنا ولاية الله التي لم يبعث نبيا قط إلا بها".[118] و" ما من نبي جاء قط إلا بمعرفة حقنا وتفضيلنا على من سوانا". [119] ويذهب إلى أن تسمية بعض الأنبياء بأولي العزم إنما بسبب إقرارهم بولاية أهل البيت.[120] ويتحدث عن أخذ الله ميثاق الملائكة بولاية علي وأهل بيته.[121]


هل كان الصادق يمارس التقية؟

وقد غطى"الإمامية" نظريتهم التي نسبوها الى الإمام الصادق بغلاف "التقية" حيث نقلوا عنه أنه أوصى الشيعة بممارسة "التقية" ودعاهم لكتمان عقائدهم، وزعموا أنه اعتبر "التقية" ركنا من أركان الدين. وأنه قال:" التقية من ديني ودين آبائي ولا إيمان لمن لا تقية له". [122] أو "اتقوا الله وصونوا دينكم بالورع وقووه بالتقية". [123] أو" اتقوا على دينكم فاحجبوه بالتقية، فإنه لا إيمان لمن لا تقية له". [124] وأنه قال لأبي عمر الأعجمي: "يا أبا عمر إن تسعة أعشار الدين في التقية ولا دين لمن لا تقية له". [125] وقال:" إنما جعلت التقية ليحقن بها الدم".[126] وأنه وضع يده على شفتيه وقال لأحد أصحابه: "يا سالم احفظ لسانك تسلم ولا تحمل الناس على رقابنا". [127]

وادعى "الإمامية" أن الصادق حذر الشيعة من نشر أحاديثه قائلا:" من أذاع علينا حديثنا فهو بمنزلة من جحدنا حقنا". و" المذيع حديثنا كالجاحد له". [128] و"من أذاع علينا حديثنا سلبه الله الإيمان".[129] و" من أذاع علينا شيئا من أمرنا فهو كمن قتلنا عمدا ولم يقتلنا خطاء".[130] وإن " مذيع السر شاك ، وقائله عند غير أهله كافر". [131] و"المذيع لما أراد الله ستره مارق من الدين". [132]
وزعموا أن الإمام الصادق كان لديه أسرار وأنه كان يطالب الشيعة بعدم إفشاء أسراره، ويقول:" لا تذكروا سرنا بخلاف علانيتنا ولا علانيتنا بخلاف سرنا، حسبكم أن تقولوا ما نقول وتصمتوا عما نصمت ".[133] ولذلك كتب إلى أصحابه محذراً :" لا يحل لكم أن تظهروهم على أصول دين الله فإنهم إن سمعوا منكم فيه شيئا عادوكم عليه ورفعوه عليكم وجهدوا على هلاككم واستقبلوكم بما تكرهون ولم يكن لكم النصفة منهم في دول الفجار".[134]

وقالوا بأن الصادق انتقد بمرارة بعض الشيعة الذين لا يلتزمون بالتقية ويعلنون عن أفكارهم في المساجد، فقال :" حلقٌ في المسجد يشهرونا ويشهرون أنفسهم! أولئك ليسوا منا ولا نحن منهم، أنطلقُ فأواري وأسترُ فيهتكون ستري هتك الله ستورهم، يقولون: إمام، أما والله ما أنا بإمام إلا لمن أطاعني فأما من عصاني فلست له بإمام، لم يتعلقون باسمي؟!، ألا يكفّون اسمي من أفواههم فوالله لا يجمعني الله وإياهم في دار".[135]
ورووا بأن الصادق أمر الشيعة بعدم التحدث أمام الناس بما ينكرون فقال:" إنه ليس من احتمال أمرنا التصديق له والقبول فقط، من احتمال أمرنا ستره وصيانته من غير أهله … رحم الله عبدا اجترَّ مودة الناس إلى نفسه، حدثوهم بما يعرفون واستروا عنهم ما ينكرون، والله ما الناصب لنا حربا بأشد علينا مؤونة من الناطق علينا بما نكره، فإذا عرفتم من عبد إذاعة فامشوا إليه وردوه عنها، فإن قبل منكم وإلا فتحملوا عليه بمن يثقل عليه ويسمع منه، فان الرجل منكم يطلب الحاجة فيلطف فيها حتى تقضى له، فالطفوا في حاجتي كما تلطفون في حوائجكم فإن هو قبل منكم وإلا فادفنوا كلامه تحت أقدامكم ولا تقولوا: إنه يقول ويقول، فإن ذلك يحمل علي وعليكم". [136]
وزعموا بأن الصادق كتب رسالة إلى أصحابه وأمرهم فيها: " بمجاملة أهل الباطل، ومخالطتهم ومنازعتهم بالتقية التي أمركم الله أن تأخذوا بها فيما بينكم وبينهم".[137]


التقية في الجرح والتعديل

وإمعانا في التآمر على الإمام الصادق، قام الغلاة بالالتفاف على تبرؤ الإمام منهم ولعنه إياهم وتحذير أصحابه منهم، بالادعاء أن الإمام يمارس التقية في اللعن، والطلب من أصحابه عدم إحراجه أمام الناس وسؤاله عن بعض الأشخاص، واضطراره إلى أن يلعن بعض أصحابه "الصالحين" تقية، وأنه قال: " اتقوا الله أيتها العصابة وإن استطعتم أن لا يكون منكم محرج الإمام.. فإن محرج الإمام هو الذي يسعى بأهل الصلاح من أتباع الإمام، المسلِّمين لفضله، الصابرين على أداء حقه، العارفين لحرمته، واعلموا أنه من نزل بذلك المنزل عند الإمام فهو محرج الإمام، فإذا فعل ذلك عند الإمام أحرج الإمام إلى أن يلعن أهل الصلاح من أتباعه، المسلِّمين لفضله، الصابرين على أداء حقه العارفين بحرمته، فإذا لعنهم لإحراج أعداء الله صارت لعنته رحمة من الله عليهم وصارت اللعنة من الله ومن الملائكة ورسله على أولئك".[138]
وقد أورد الكشي في ترجمة زرارة بن أعين، أن الإمام الصادق قال لابنه عبد الله: " اقرأ مني على والدك السلام وقل له: إني أنا أعيبك دفاعا مني عنك، فإن الناس والعدو يسارعون إلى كل من قربناه وحمدنا مكانه لإدخال الأذى في من نحبه ونقربه، ويرمونه لمحبتنا له وقربه ودنوه منا، ويرون إدخال الأذى عليه وقتله ويحمدون كل من عبناه نحن، فإنما أعيبك لأنك رجل اشتهرت بنا وبميلك إلينا، وأنت في ذلك مذموم عند الناس غير محمود الأثر بمودتك لنا ولميلك إلينا. فأحببت أن أعيبك ليحمدوا أمرك في الدين بعيبك ونقصك، ويكون بذلك منا دفع شرهم عنك، يقول الله عز وجل: (أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا)".[139]
وقد مر بنا قيام أبي الخطاب بالالتفاف على لعن الإمام له، وبراءته منه، بتأويل كلامه، حيث قال: إن الإمام يريد رجلا آخر في البصرة يسمى قتادة البصري ويكنى بأبي الخطاب، ولما أكد الإمام أنه يعنيه شخصيا قال أبو الخطاب : إن أبا عبدالله يريد بلعنه إيانا في الظاهر أضدادنا في الباطن، وتأول قول الله تعالى:"واما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت ان أعيبها وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا".[140]


التقية في الفتيا
وامتدت "التقية" لتشوه الفقه الجعفري ، بما ادعته من تعمد الأئمة في التناقض في الفتيا عمدا بهدف "التقية". حيث ذكر الكليني في "الكافي" عدة روايات عن أبي عبد الله الصادق، يتعمد فيها الإفتاء المتعدد والمتغير في واقعة واحدة، وأنه قال لأحد أصحابه ( أبي عمرو الكناني):" يا أبا عمرو أ رأيتك لو حدثتك بحديث أو أفتيتك بفتيا ثم جئتني بعد ذلك فسألتني عنه فأخبرتك بخلاف ما كنت أخبرتك، أو أفتيتك بخلاف ذلك، بأيهما كنت تأخذ؟ قال: بأحدثهما و أدع الآخر، فقال: قد أصبت يا أبا عمر، وأبى الله إلا أن يعبد سراً ، أما والله لئن فعلتم ذلك إنه لخير لي ولكم، و أبى الله عز وجل لنا ولكم في دينه إلا التقية". [141] وأنه قال لشخص آخر:" أ رأيتك لو حدثتك بحديث العام ، ثم جئتني من قابل فحدثتك بخلافه ، بأيهما كنت تأخذ ؟ قال : كنت آخذ بالأخير ، فقال له : رحمك الله".[142] وقال لنصر الخثعمي:" من عرف أنّا لا نقول إلا حقّاً ، فليكتفِ بما يعلم منا ، فان سمع منا خلاف ما يعلم ، فليعلم أن ذلك دفاع منا عنه".[143] وقال لأبي جعفر الأحول:" لا يسع الناس حتى يسألوا ، ويتفقهوا ، ويعرفوا إمامهم ، ويسعهم أن يأخذوا بما يقول وإن كان تقية".[144]
ويزعم الإمامية أنه دخل على الصادق رجل فسأله عن آية من كتاب الله (عز وجل) فأخبره بها، ثم دخل عليه داخل فسأله عن تلك الآية فأخبره بخلاف ما أخبر به الأول، ثم دخل عليه آخر فسأله عن تلك الآية فأخبره بخلاف ما أخبر الأول والثاني.[145]
ويدعي الإمامية أن منهج الإمام الصادق كان يقوم على الإفتاء بما يخالف علماء المسلمين من بقية المذاهب، ولكنه كان يفتي أحيانا حسب ما يوافقهم تقية، وكان ينصح شيعته سراً بمخالفة تلك الفتاوى، ويروون عن عمر بن حنظلة، أنه سأل الصادق "عن رجلين من أصحابنا ، بينهما منازعة في دين أو ميراث ، فتحاكما ـ إلى أن قال : ـ فان كان كل واحد اختار رجلا من أصحابنا ، فرضيا أن يكونا الناظرين في حقهما ، واختلف فيهما حكما ، وكلاهما اختلفا في حديثكم؟ فقال (الصادق): الحكم ما حكم به أعدلهما ، وأفقههما، وأصدقهما في الحديث ، وأورعهما ، ولا يلتفت إلى ما يحكم به الآخر ، قال : فقلت : فانهما عدلان مرضيان عند أصحابنا ، لا يفضل واحد منهما على صاحبه ، قال : فقال : ينظر إلى ما كان من روايتهما عنا في ذلك الذي حكما به ، المجمع عليه عند أصحابك ، فيؤخذ به من حكمنا ويترك الشاذ الذي ليس بمشهور عند أصحابك فان المجمع عليه لا ريب فيه ـ إلى أن قال : ـ فان كان الخبران عنكم مشهورين ، قد رواهما الثقاة عنكم ؟ قال : ينظر ، فما وافق حكمه حكم الكتاب والسنة وخالف العامة فيؤخذ به ، ويترك ما خالف حكمه حكم الكتاب والسنة ووافق العامة ، قلت : جعلت فداك، إن رأيت إن كان الفقيهان عرفا حكمه من الكتاب والسنة ، ووجدنا أحد الخبرين موافقا للعامة ، والآخر مخالفا لهم، بأي الخبرين يؤخذ ؟ فقال : ما خالف العامة ففيه الرشاد ، فقلت : جعلت فداك، فإن وافقهما الخبران جميعا ؟ قال : ينظر إلى ما هم إليه أميل حكامهم وقضاتهم ، فيترك ويؤخذ بالآخر ، قلت : فإن وافق حكامهم الخبرين جميعا ؟ قال : إذا كان ذلك فارجئه حتى تلقى إمامك ، فإن الوقوف عند الشبهات خير من الاقتحام في الهلكات".[146]
وكحل لهذه المعضلة يروون أن الصادق قال لزرارة: " ما سمعته مني يشبه قول الناس: فيه التقية، وما سمعت مني لا يشبه قول الناس فلا تقية فيه".[147]





[1] - كما وصفه أخلص أصحابه عبد الله بن أبي يعفور بأنه كان عالما فاضلا براً تقياً . رجال الكشى : 160 32 .
[2] - الخوئي، معجم رجال الحديث، رقم 12587 - المغيرة بن سعيد
[3] - رجال الكشى : 70 و 71
[4] - مصحف فاطمة ليس قرآنا وإنما هو كتاب حديث خاص بها وفيه وصاياها، كما يتضح من بعض الروايات.
[5] - الصفار، بصائر الدرجات، ص 142

[6] - الصفار، بصائر الدرجات، ص 158

[7] - الكليني، الكافي، ج1 ، ص 241

[8] - الكليني، الكافي، كتاب الروضة، ح رقم 553
[9] - الصفار، بصائر الدرجات: الجزء 3، باب 14 في الأئمة أنهم أعطوا الجفر والجامعة ومصحف فاطمة ، ح رقم (15)

[10] - الكليني، الكافي، كتاب الحجة، باب الأمور التي توجب حجة الإمام، ح رقم 3
[11] - الكليني، الكافي، كتاب الحجة، باب ما يجب على الناس عند مضي الإمام، ح رقم 3 ومن الجدير بالذكر ان نظرية "الاثني عشرية" لم تكن مخترعة ولا معروفة في زمان الصادق، ولم يكن أحد سمع قط بأسماء الأئمة الاثني عشر الذين نظم الشيعة قائمتهم في القرن الرابع الهجري.
[12] - كما يقول الإمام الصادق:" إن أبي استودعني ما هناك، فلما حضرته الوفاة قال: ادع لي شهودا فدعوت أربعة من قريش، فيهم نافع مولى عبد الله بن عمر، قال: اكتب هذا ما أوصى به يعقوب بنيه " يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون" و أوصى محمد بن علي إلى ابنه جعفر بن محمد وأمره أن يكفنه في برده الذي كان يصلي فيه الجمع وأن يعممه بعمامته وأن يربع قبره ويرفعه أربع أصابع، ثم يخلي عنه، فقال: اطووه، ثم قال للشهود: انصرفوا رحمكم الله، فقلت بعد ما انصرفوا: ما كان في هذا يا أبت أن تشهد عليه؟ فقال: إني كرهت أن تُغلب وأن يقال: إنه لم يوص، فأردت أن تكون لك حجة". الكليني، الكافي، كتاب الحجة، باب ما يجب على الناس عند مضي الإمام، ح رقم 2
[13] - روى الإمامية إشارات عامة من الباقر حول الصادق، فقال أبو الصباح الكناني: نطر أبو جعفر إلى أبي عبد الله يمشي فقال: ترى هذا؟ هذا من الذين قال الله عز وجل:" ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين". وما نقله سدير الصيرفي من أن أبا جعفر قال له: "إن من سعادة الرجل أن يكون له الولد، يعرف فيه شبه خلقه وخلقه وشمائله، وإني لأعرف من ابني هذا شبه خلقي وخلقي وشمائلي". وأنه قال عنه:"هذا خير البرية أو أخير". وأنه سئل عن القائم، فضرب بيده على أبي عبد الله، فقال: هذا والله قائم آل محمد (ص). ولما حضرت الباقر الوفاة قال:" يا جعفر أوصيك بأصحابي خيرا".
الكليني، الكافي، كتاب الحجة، باب الإشارة والنص على جعفر الصادق، ح رقم 1و 2 و 3 و4 و5 و6 و 7
[14] - دخل عمرو بن عبيد زعيم المعتزلة، مع مجموعة منهم على الصادق، ودعوه للانخراط في حركتهم ومبايعة ابن عمه محمد بن عبد الله، وقالوا له: "قد قتل أهل الشام خليفتهم وضرب الله عز وجل بعضهم ببعض، وشتت الله أمرهم، فنظرنا فوجدنا رجلا له دين وعقل ومروة وموضع ومعدن للخلافة وهو محمد بن عبد الله بن الحسن فأردنا أن نجتمع عليه فنبايعه ثم نظهر معه فمن كان بايعنا فهو منا وكنا منه، ومن اعتزلنا كففنا عنه ومن نصب لنا جاهدناه ونصبنا له على بغيه ورده إلى الحق وأهله، وقد أحببنا أن نعرض ذلك عليك فتدخل معنا فانه لا غنى بنا عن مثلك لموضعك وكثرة شيعتك". فقال الصادق لعمرو بن عبيد:" اتق الله، وأنتم أيها الرهط فاتقوا الله، فإن أبي حدثني وكان خير أهل الأرض وأعلمهم بكتاب الله عز وجل وسنة نبيه (ص): أن رسول الله (ص) قال:" من ضرب الناس بسيفه ودعاهم إلى نفسه وفي المسلمين من هو أعلم منه فهو ضال متكلف". الكليني، الكافي، ح رقم 8247 – 1
[15] - الكشي في ترجمة زيد، وترجمة أبي جعفر الأحول محمد بن علي بن النعمان، و ترجمة أبو خالد القماط
[16] - الكليني، الكافي، كتاب الحجة، باب ثبات الإمامة في الأعقاب، ح رقم 1 و3 و 4
[17] - الكليني، الكافي، كتاب الحجة، باب ما عند الأئمة من سلاح رسول الله ومتاعه، ح رقم 1

[18] - الكليني، الكافي، كتاب الحجة، باب ما عند الأئمة من سلاح رسول الله ومتاعه، ح رقم 1
الخوئي، معجم الرجال، رقم 6805 عن الصفار، بصائر الدرجات: الجزء 4، الباب 4، في أن ما عند الأئمة (عليهم السلام)، من سلاح رسول الله صلى الله عليه وآيات الأنبياء، ص 174.
[19] - الكليني، الكافي، كتاب الحجة، باب ما يجب على الناس عند مضي الإمام، ح رقم 2
[20] - الكليني، الكافي، كتاب الحجة، باب أن الإمام يعرف الإمام الذي يكون بعده. ح رقم 7 والصفار، بصائر الدرجات، ج 10 باب 2
[21] - الصفار، بصائر الدرجات، ج 10 باب 3
[22] - الكليني، الكافي، كتاب الحجة، باب أن الإمام يعرف الإمام الذي يكون بعده. ح رقم 5 و 6 وقال إسماعيل بن عمار انه سأل أبا الحسن الأول الكاظم عن الإمامة:**** هل هي فرض من الله على الإمام أن يوصي ويعهد قبل ان يخرج من الدنيا؟ فقال**** نعم ، فقال**** فريضة من الله؟.. قال**** نعم. وقال يحيى بن مالك**** انه سأل علي بن موسى الرضا عن قول الله عز وجل: "ان الله يأمركم ان تؤدوا الأمانات إلى أهلها"؟ فقال:**** الإمام يؤدي إلى الإمام. ثم قال****: يا يحيى، انه والله ليس منه، إنما هو أمر من الله . وتقول بعض الروايات أن الإمام الجديد نفسه لم يكن يعرف أنه سيصبح "إماما" إلا في وقت متأخر، كما في هذه الرواية المنسوبة للصادق أنه سئل : متى يعرف الإمام أنه إمام؟ فقال: " في آخر دقيقة من حياة الأول". - الكليني، الكافي، كتاب الحجة، باب وقت ما يعلم الإمام جميع علم الإمام الذي كان قبله، ح رقم 3 والصفار، بصائر الدرجات، ج 10 باب 3

[23] - يقول العاملي جامع (الوافي) : قد وردت أحاديث متواترة تزيد على مائتين وعشرين حديثا ... دالة على عدم جواز ورود استنباط الأحكام النظرية من ظواهر القرآن إلا بعد معرفة تفسيره من كلام الأئمة ( عليهم السلام ) والتفحص عن أحوالها، والقطع بأنها محكمة أو متشابهة، ناسخة أو منسوخة عامة أو خاصة ، إلى غير ذلك، أو ورود ما يوافقها من أحاديثهم الثابتة، وانه يجب العمل بالكتاب والسنة، وقد تقدم ذلك في حديث عبيدة السلماني ، لكن إذا كان ظاهر آية لا يوافقها حديث، ولا يعلم أنها ناسخة أو منسوخة ، محكمة أو متشابهة، لم يجز الجزم بظاهرها، ولا جزم بمخالفتها ، بغير نص بل يجب الاحتياط لما يأتي ان شاء الله تعالى ، ولا يخفى ندور الفرض لكثرة النصوص في آيات الأحكام ، والاستدلال بها منهم (عليهم السلام ) ، وورد ما يوافقها أو يخصصها . الوافي، ح رقم [ 33151 ] عن الكافي 8 : 117 | 92
[24] - الكليني، الكافي، كتاب الحجة، باب أن الحجة لا تقوم لله على خلقه إلا بالإمام، ح رقم 1 و2 و3

[25] - الكليني، الكافي، كتاب الحجة، باب أن الحجة لا تقوم لله على خلقه إلا بالإمام، ح رقم 4

[26] - الكليني، الكافي، كتاب الحجة، باب أن الأرض لا تخلو من حجة، ح رقم2 و3 و5و 6

[27] - المصدر، ح رقم 7

[28] - المصدر، ح رقم 10 وهناك أحاديث أخرى عن محمد بن الفضيل، عن أبي الحسن الرضا قال: قلت له: أتبقى الأرض بغير إمام؟ قال: لا، قلت: فإنا نروي عن أبي عبدالله أنها لا تبقى بغير إمام إلا أن يسخط الله تعالى على أهل الأرض أو على العباد، فقال: لا، لا تبقى.. إذاً لساخت. وعن أبي جعفر أنه قال:"لو أن الإمام رفع من الأرض ساعة لماجت بأهلها، كما يموج البحر بأهله". الكليني، الكافي، كتاب الحجة، باب أن الأرض لا تخلو من حجة، ح رقم 11 و 12 و 13

[29] - الكليني، الكافي، كتاب الحجة، باب أنه لو لم يبق في الأرض إلا رجلان لكان أحدهما الحجة، ح رقم 1 و2
[30] - الكليني، الكافي، كتاب الحجة، باب أنه لو لم يبق في الأرض إلا رجلان لكان أحدهما الحجة، ح رقم 3 و4 و5
[31] - الكليني، الكافي، كتاب الحجة، باب معرفة الإمام والرد إليه، ح رقم 7
[32] - الكليني، الكافي، كتاب الحجة، باب معرفة الإمام والرد إليه، ح رقم 6
[33] - الكليني، الكافي، كتاب الحجة، باب أن الأئمة هم الهداة، ح رقم 4
[34] - الكليني، الكافي، كتاب الحجة، باب أن الأئمة هم الهداة، ح رقم 2
[35] - الكليني، الكافي، كتاب الحجة، باب أن الأئمة هم الهداة، ح رقم 1

[36] - الكليني، الكافي، كتاب الحجة، باب أن الأئمة هم الهداة، ح رقم 3
[37] - استغرب الإمام زيد بن علي من فكرة "الحجة" عندما سمع بها لأول مرة من المتكلم "أبي جعفر الأحول" المعروف بشيطان الطاق، الذي رفض الاستجابة لطلبه بالانضمام إلى حركته الثورية في الكوفة، وقال له: إن كان أباك أو أخاك، خرجت معه. ولما استفسر زيد منه عن السبب قال له الأحول: إنما هي نفس واحدة فان كان لله في الأرض حجة فالمتخلف عنك ناجٍ والخارج معك هالك وإن لا تكن لله حجة في الأرض فالمتخلف عنك والخارج معك سواء. فتساءل زيد: لماذا لم يخبره أبوه الإمام علي بن الحسين بذلك، قائلا: يا أبا جعفر كنت أجلس مع أبي على الخوان فيلقمني البضعة السمينة ويبرد لي اللقمة الحارة حتى تبرد، شفقة علي، ولم يشفق علي من حر النار، إذا أخبرك بالدين ولم يخبرني به؟ قال له الأحول: جعلت فداك بسبب شفقته عليك من حر النار لم يخبرك، خاف عليك: أن لا تقبله فتدخل النار، وأخبرني أنا، فإن قبلت نجوت، وإن لم أقبل لم يبال أن أدخل النار.
الكليني، الكافي، كتاب الحجة، باب الاضطرار إلى الحجة، ح رقم 5
[38] - كما عن عبد الرحمن بن كثير قال: سمعت أبا عبد الله يقول:" نحن ولاة أمر الله، وخزنة علم الله وعيبة وحي الله". وعن عبدالله بن أبي يعفور قال: قال أبوعبدالله:"إن الله واحد متوحد بالوحدانية، متفرد بأمره، فخلق خلقا فقدرهم لذلك الأمر، فنحن هم يا ابن أبي يعفور، فنحن حجج الله في عباده، وخزانه على علمه، والقائمون بذلك" وقال:"إن الله عز وجل خلقنا ... وجعلنا خزانه في سمائه وأرضه... وبعبادتنا عبد الله عز وجل، ولولانا ما عبد الله". الكليني، الكافي، كتاب الحجة، باب أن الأئمة ولاة أمر الله وخزنة علمه، ح رقم1 و 5 و 6

[39] - الكليني، الكافي، كتاب الحجة، باب أن الأئمة هم أركان الأرض، ح رقم 3
[40] - الكليني، الكافي، كتاب الحجة، باب أن الأئمة معدن العلم وشجرة النبوة ومختلف الملائكة، ح رقم 1 و2
[41] - الكليني، الكافي، كتاب الحجة، باب أن الأئمة معدن العلم وشجرة النبوة ومختلف الملائكة، ح رقم 3
[42] - الكليني، الكافي، كتاب الحجة، باب أن الأئمة خلفاء الله في أرضه 2

[43] - الكليني، الكافي، كتاب الحجة، باب أن الأئمة هم أركان الأرض، ح رقم 1 ولذلك كان يقول :"المتعقب عليه في شئ من أحكامه كالمتعقب على الله وعلى رسوله والراد عليه في صغيرة أو كبيرة على حد الشرك بالله".

[44] - وما عن الرضا أنه قال:" نحن العلامات والنجم رسول الله صلى الله عليه وآله. الكليني، الكافي، كتاب الحجة، باب أن الأئمة هم العلامات التي ذكرها الله في كتابه، ح رقم 1و2 و3
[45] - الكليني، الكافي، كتاب الحجة، باب أن الآيات التي ذكرها الله في كتابه هم الأئمة، ح رقم 1
[46] - الكليني، الكافي، كتاب الحجة، باب أن الآيات التي ذكرها الله في كتابه هم الأئمة، ح رقم 2 وهناك رواية عن أبي جعفر عليه يفسر فيها " عن النبأ العظيم" بأنه أمير المؤمنين ، وينقل عنه أن كان يقول:" ما لله عز وجل آية هي أكبر مني ولا لله من نب أعظم مني". الكليني، الكافي، كتاب الحجة، باب أن الآيات التي ذكرها الله في كتابه هم الأئمة، ح رقم 3
[47] - الكليني، الكافي، كتاب الحجة، باب أن المتوسمين الذين ذكرهم الله في كتابه هم الأئمة، ح رقم1و2 و 3 و 4 و 5
[48] - الكليني، الكافي، كتاب الحجة، باب أن المتوسمين الذين ذكرهم الله في كتابه هم الأئمة، ح رقم4
[49] - الكليني، الكافي، كتاب الحجة، باب الاضطرار إلى الحجة، ح رقم 4 والمفيد، الإرشاد، ص 278 – 289 وقال الشيخ المفيد في****كتاب "الثقلان" بعد بحث موضوع اشتراط العصمة في الامام:" اذا ثبتت هذه الاصول وجب ابانة الامام من رعيته بالنص عليه والعلم المعجز الخارق للعادات ، اذ لا طريق الى المعرفة بما تجتمع له هذه الصفات الا بنص الصادق عن الله تعالى أو المعجز". وقال السيد المرتضى في "الشافي" بعد بحث موضوع العصمة:"**** اذا ثبت ذلك وجبت ابانته بالنص او بالمعجز". وقال الشيخ الطوسي في "تلخيص الشافي":"**** ايجاب النص على الإمام أو ما يقوم مقامه من المعجز الدال على امامته ... ولا بد مع صحة هذه الجملة من وجوب النص على الامام بعينه او اظهار المعجز القائم مقامه عليه". وقال العلامة الحلي في "****نهج الحق****":" ان طريق تعيين الامام أمران : النص من الله تعالى أو نبيه او امام ثبتت امامته بالنص ، او ظهور المعجزات على يده".
[50] - الكليني، الكافي، كتاب الحجة، باب الاضطرار إلى الحجة، ح رقم 5
[51] - الكليني، الكافي، كتاب الحجة، باب نادر فيه ذكر الغيب، ح رقم 2 و 3 و 4
[52] - الكليني، الكافي، كتاب الحجة، باب أن الأئمة إذا شاءوا أن يعلموا علموا، ح رقم 1
[53] - الكليني، الكافي، كتاب الحجة، باب أن الأئمة يعلمون علم ما كان وما يكون، ح رقم 1
[54] - الكليني، الكافي، كتاب الحجة، باب فيه ذكر الصحيفة والجفر والجامعة، ح رقم 1
[55] - الكليني، الكافي، كتاب الحجة، باب أن الأئمة يعلمون علم ما كان وما يكون، ح رقم 2
[56] - الكليني، الكافي، كتاب الحجة، باب مواليد الأئمة، ح رقم 4
[57] - الكليني، الكافي، كتاب الحجة، باب مواليد الأئمة، ح رقم 3
[58] - الكليني، الكافي، كتاب الحجة، باب أن الأئمة يعلمون متى يموتون، ح رقم 1
[59] - الكليني، الكافي، كتاب الحجة، باب أن الأئمة يعلمون علم ما كان وما يكون، ح رقم 3
[60] - الكليني، الكافي، كتاب الحجة، باب أن الأئمة يعلمون علم ما كان وما يكون، ح رقم 4
[61] - الكليني، الكافي، كتاب الحجة، باب جهات علوم الأئمة، ح رقم 1
[62] - الكليني، الكافي، كتاب الحجة، باب جهات علوم الأئمة، ح رقم 2
[63] - الكليني، الكافي، كتاب الحجة، باب الروح التي يسدد الله بها الأئمة، ح رقم 5
[64] - الكليني، الكافي، كتاب الحجة، باب أن الأئمة يعلمون جميع العلوم التي خرجت إلى الملائكة والأنبياء، ح رقم 1
[65] - الكليني، الكافي، كتاب الحجة، باب أن الأئمة يعلمون جميع العلوم التي خرجت إلى الملائكة والأنبياء، ح رقم 2
[66] - الكليني، الكافي، كتاب الحجة، باب الروح التي يسدد الله بها الأئمة، ح رقم 1 و 2 و 3
[67] - الكليني، الكافي، كتاب الحجة، باب الروح التي يسدد الله بها الأئمة، ح رقم 2
[68] - الكليني، الكافي، كتاب الحجة، باب الروح التي يسدد الله بها الأئمة، ح رقم 4
[69] - الكليني، الكافي، كتاب الحجة، باب في أن الأئمة محدثون مفهمون، ح رقم 2
[70] - الكليني، الكافي، كتاب الحجة، باب في أن الأئمة محدثون مفهمون، ح رقم 4
[71] - الكليني، الكافي، كتاب الحجة، باب في شأن إنا أنزلناه ، ح رقم 4
[72] - الكليني، الكافي، كتاب الحجة، باب في شأن إنا أنزلناه ، ح رقم 4
[73] - الكليني، الكافي، كتاب الحجة، باب أن الأئمة تدخل الملائكة بيوتهم..ح رقم 1
[74] - الكليني، الكافي، كتاب الحجة، باب أن الأئمة تدخل الملائكة بيوتهم..ح رقم 2

[75] - الكليني، الكافي، كتاب الحجة، باب في أن الأئمة محدثون مفهمون، ح رقم 4 ولكن هذا الجواب لم يحسم الإشكال، وقد كان الناس يستشكلون حتى على الأنبياء في دعواهم النبوة فكانوا يحتجون عليهم بالمعاجز، في حين لم يكن يقدم الأئمة أية معاجز تثبت صحة دعواهم في نزول الملائكة أو نبوتهم.

[76] - الكليني، الكافي، كتاب الحجة، باب في أن الأئمة يزدادون في ليلة الجمعة، ح رقم 4
[77] - الكليني، الكافي، كتاب الحجة، باب في أن الأئمة يزدادون في ليلة الجمعة، ح رقم 1
[78] - الكليني، الكافي، كتاب الحجة، باب في أن الأئمة يزدادون في ليلة الجمعة، ح رقم 2 و باب لولا أن الأئمة يزدادون لنفد ما عندهم، ح رقم 1 و 2
[79] - الكليني، الكافي، كتاب الحجة، باب في أن الأئمة بمن يشبهون ممن مضى وكراهة القول فيهم بالنبوة، ح رقم 7
[80] - الكليني، الكافي، كتاب الحجة، باب في أن الأئمة بمن يشبهون ممن مضى وكراهة القول فيهم بالنبوة، ح رقم 2
[81] - الكليني، الكافي، كتاب الحجة، باب في أن الأئمة بمن يشبهون ممن مضى وكراهة القول فيهم بالنبوة، ح رقم 3
[82] - الكليني، الكافي، كتاب الحجة، باب التفويض إلى رسول الله والأئمة أمر الدين، ح رقم 9
[83] - الكليني، الكافي، كتاب الحجة، باب التفويض إلى رسول الله والأئمة أمر الدين، ح رقم 8
[84] - الكليني، الكافي، كتاب الحجة، باب التفويض إلى رسول الله والأئمة أمر الدين، ح رقم 1
[85] -الكليني، الكافي، كتاب الحجة، باب في معرفتهم أولياءهم والتفويض إليهم، ح رقم 3

[86] - الوافي، [ 33360 ] عن معاني الأخبار : 1 | 1
[87] - الآية "هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب " 39 سورة ص، لا تدل على تفويض الله لسليمان أمر الدين، وإنما هي تتحدث عن عطاء الله الملك له، كما ذكر المفسرون. وكما يقول السيد محمد حسين الطباطبائي في الميزان، في تفسير هذه الآية: «هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب» أي هذا الذي ذكر من الملك عطاؤنا لك بغير حساب و الظاهر أن المراد بكونه بغير حساب أنه لا ينفد بالعطاء و المن و لذا قيل: «فامنن أو أمسك» أي أنهما يستويان في عدم التأثير فيه.وقيل: المراد بغير حساب أنك لا تحاسب عليه يوم القيامة، و قيل: المراد أن إعطاءه تفضل لا مجازاة و قيل غير ذلك.

[88] - إن آية "ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا" (7 الحشر) لا تدل على تفويض الله أمر الدين للنبي لكي يفتي به بما يشاء، فقد كان النبي تابعا لأمر ربه مسلِّما له ومبلغا عنه، وإنما هي جاءت في سياق توزيع الغنائم وتعليم المسلمين الالتزام بتعليمات الرسول في مسألة العطاء "ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب".

[89] - الكليني، الكافي، كتاب الحجة، باب التفويض إلى رسول الله والأئمة أمر الدين، ح رقم 2

[90] - الكليني، الكافي، كتاب الإيمان والكفر، باب الكذب، ح رقم 20
[91] - الوافي، [ 33355 ] عن عيون أخبار الرضا 1 : 290 | 39.
[92] - الوافي، [ 33373 ] 40
[93] - الوافي، [ 33377 ] 44
[94] - الكليني، الكافي، كتاب الحجة، باب فيما جاء أن حديثهم صعب مستصعب، ح رقم 1 و 2 و3 و 4
[95] - الكليني، الكافي، كتاب الإيمان والكفر، باب الكتمان، ح رقم 7 والصفار، بصائر الدرجات، ج 10 باب 22 ح رقم 1
[96] - الكليني، الكافي، كتاب الإيمان والكفر، باب الكتمان، ح رقم 7
[97] - وربما كان ذلك تحريفا أو تصحيفا للحديث، ولكنه أثار علامة استفهام كبرى عند الشيعة في الأجيال اللاحقة، فكتب أحدهم إلى الإمام علي الهادي يستفسر منه عن معنى الحديث، فجاء الجواب:" إنما معنى قول الصادق ( أي: لا يحتمله ملك ولا نبي ولا مؤمن): أن الملك لا يحتمله حتى يخرجه إلى ملك غيره، والنبي لا يحتمله حتى يخرجه إلى نبي غيره، والمؤمن لا يحتمله حتى يخرجه إلى مؤمن غيره فهذا معنى قول جدي عليه السلام". الكليني، الكافي، كتاب الحجة، باب فيما جاء أن حديثهم صعب مستصعب، ح رقم 2 و 4
[98] - الكليني، الكافي، كتاب الحجة، باب فيما جاء أن حديثهم صعب مستصعب، ح رقم 2
[99] - الكليني، الكافي، كتاب الحجة، باب فيما جاء أن حديثهم صعب مستصعب، ح رقم 3
[100] - الكليني، الكافي، كتاب الحجة، باب فيما جاء أن حديثهم صعب مستصعب، ح رقم 5
[101] - هذا إذا صحت الأحاديث عن الصادق، ولا يبدو أنها صحيحة.
[102] - الكليني، الكافي، كتاب الحجة، باب التسليم وفضل المسلمين، ح رقم 6

[103] - الكليني، الكافي، كتاب الحجة، باب التسليم وفضل المسلمين، ح رقم 9

[104] - الصفار، بصائر الدرجات، ج 10 باب 22 ح رقم 3
[105] - الذي يروى عن الصادق عن رسول الله بهذه الصورة :" إني تارك فيكم أمرين إن أخذتم بهما لن تضلوا: كتاب الله عز وجل وأهل بيتي عترتي، أيها الناس اسمعوا وقد بلغت، إنكم ستردون علي الحوض فأسألكم عما فعلتم في الثقلين والثقلان: كتاب الله جل ذكره وأهل بيتي، فلا تسبقوهم فتهلكوا، ولا تعلموهم فانهم أعلم منكم".
[106] - الكليني، الكافي، كتاب الحجة، باب الإشارة والنص على أمير المؤمنين، ح رقم 3
[107] - وأنه قرأ قوله تعالى بهذه الصورة:" وإذا المودة سئلت بأي ذنب قتلت" وفسره بقوله : أسألكم عن المودة التي أنزلت عليكم فضلها، مودة القربى بأي ذنب قتلتموهم.
[108] - الكليني، الكافي، كتاب الحجة، باب ما نص الله ورسوله على الأئمة واحدا بعد واحد، ح رقم 3
[109] - الكليني، الكافي، كتاب الحجة، باب ما فرض الله ورسوله من الكون مع الأئمة، ح رقم 1 و كتاب الروضة، ح رقم349
[110] - الكافي، كتاب الحجة، باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية، ح رقم 2
[111] - الكليني، الكافي، كتاب الروضة، رسالة الإمام الصادق، حديث رقم1
[112] - الكليني، الكافي، كتاب الحجة، باب نادر في حالات الغيبة، ح رقم 5
[113] - الكليني، الكافي، كتاب الروضة، ح رقم 399 وفسر أبو عبد الله الطاعة الواردة في قوله تعالى "ومن يطع الله والرسول..." بالطاعة في الولاية، وقال إن هذه الآية نزلت هكذا :" ومن يطع الله ورسوله (في ولاية علي وولاية الأئمة من بعده) فقد فاز فوزا عظيما". الكافي، كتاب الحجة، باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية، ح رقم 8
[114] - الكليني، الكافي، كتاب الروضة، ح رقم 533 و كتاب الحجة، باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية، ح رقم 3
[115] - الكافي، كتاب الحجة، باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية، ح رقم 47
[116] - الكافي، كتاب الحجة، باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية، ح رقم 90 و ح رقم 92
[117] - الكليني، الكافي، كتاب الحجة، باب أنه من ادعى الإمامة وليس لها بأهل، ح رقم 7
[118] - الكافي، كتاب الحجة، باب فيه نتف وجوامع من الرواية في الولاية، ح رقم 3

[119] - الكافي، كتاب الحجة، باب فيه نتف وجوامع من الرواية في الولاية، ح رقم 4 و 6
[120] - وقرأ هذه الآية هكذا:" ولقد عهدنا إلى آدم من قبل كلمات في محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والأئمة عليهم السلام من ذريتهم، فنسي" ثم قال: هكذا والله نزلت على محمد (ص). الكافي، كتاب الحجة، باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية، ح رقم 22 و 23
[121] - الكليني، الكافي، ح رقم 5712 – 1 النوادر
[122] - الكليني، الكافي، كتاب الإيمان والكفر، باب التقية، ح رقم 12
[123] - الكليني، الكافي، ح رقم 8529 - 3
[124] - الكليني، الكافي، كتاب الإيمان والكفر، باب التقية، ح رقم 5
[125] - الكليني، الكافي، كتاب الإيمان والكفر، باب التقية، ح رقم 2
[126] - الكليني، الكافي، كتاب الإيمان والكفر، باب التقية، ح رقم 16
[127] - الكليني، الكافي، كتاب الإيمان والكفر، باب الصمت وحفظ اللسان، ح رقم 3
[128] - الكليني، الكافي، كتاب الإيمان والكفر، باب الإذاعة، ح رقم 2
[129] - الكليني، الكافي، كتاب الإيمان والكفر، باب الإذاعة، ح رقم 3
[130] - الكليني، الكافي، كتاب الإيمان والكفر، باب الإذاعة، ح رقم 9 و 4
[131] - الكليني، الكافي، كتاب الإيمان والكفر، باب الإذاعة، ح رقم 10
[132] - الكليني، الكافي، كتاب الإيمان والكفر، باب الإذاعة، ح رقم 11
[133] - الكليني، الكافي، كتاب الروضة، ح رقم 51
[134] - الكليني، الكافي، كتاب الروضة، رسالة الإمام الصادق، حديث رقم 1
[135] - الكليني، الكافي، كتاب الروضة، ح رقم 562
[136] - الكليني، الكافي، كتاب الإيمان والكفر، باب الكتمان، ح رقم 5

[137] - الكليني، الكافي، كتاب الروضة، رسالة الإمام الصادق، حديث رقم 1
[138] - الكليني، الكافي، كتاب الروضة، رسالة الإمام الصادق، حديث رقم 1
[139] - الكشي، ترجمة زرارة بن أعين.
[140] - الأشعري القمي، سعد بن عبد الله، المقالات والفرق، ص 55
[141] - الكليني، الكافي، كتاب الإيمان والكفر، باب التقية، ح رقم 7
[142] - الوافي، [ 33340 ] عن الكافي 1 : 53 | 8 وهذا يشابه ما روي عن أبي جعفر الباقر أنه قال لأبي عبيدة: يا زياد ! ما تقول لو أفتينا رجلا ممن يتولانا بشيء من التقية ؟ فقال له : أنت أعلم ، جعلت فداك ، قال : إن أخذ به فهو خير له وأعظم أجرا. وفي رواية أخرى : إن أخذ به أجر ، وإن تركه ـ والله ـ أثِم . الوافي، [ 33335 ] عن الكافي 1 : 52 | 4. وقد مرت معنا في الفصل السابق (عن الإمام الباقر) قصة انشقاق عمر بن رباح عن الباقر وتراجعه عن القول بإمامته، بسبب تناقض فتاوى الباقر بين عام وآخر دون مبرر أو داع للتقية.
[143] - الوافي، [ 33336 ] الكافي 1 : 53 | 6
[144] - الوافي، [ 33346 ] عن الكافي 1 : 31 | 4
[145] - الكليني، الكافي، كتاب الحجة، باب التفويض إلى رسول الله والأئمة أمر الدين، ح رقم 2
[146] - الوافي، [ 33334 ] 1 عن الكافي، ج1 حديث 54/10
[147] - الوافي، [ 33379 ] 46

http://www.alkatib.co.uk/5.htm







التوقيع :
دعاء : اللهم أحسن خاتمتي
وأصرف عني ميتة السوء
ولا تقبض روحي إلا وأنت راض عنها .
#

#
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله :
العِلمُ قَالَ اللهُ قَالَ رَسولُهُ *قَالَ الصَّحَابَةُ هُم أولُو العِرفَانِ* مَا العِلمُ نَصبكَ لِلخِلاَفِ سَفَاهَةً * بينَ الرَّسُولِ وَبَينَ رَأي فُلاَنِ

جامع ملفات ملف الردود على الشبهات

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=83964
من مواضيعي في المنتدى
»» افتراضي ملف بعض اقوال العلماء عن الادلة العقلية البراهين اليقينية و النقلية
»» كمال الحيدري يعترف بوجود كتاب فضل الخطاب  
»» ملف الدفاع عن محمد بن عبدالوهاب / الحركة الوهابية
»» ملف الدفاع عن السنة و الرد على منكر السنة ( القرآنيين) ‏
»» التخريب الشيعي في البحرين ثورة طائفية
 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:38 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "