العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الــــحــــــــــــوار مع الاثني عشرية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 31-08-11, 09:41 AM   رقم المشاركة : 1
محب آل البيت الاشراف
عضو ذهبي






محب آل البيت الاشراف غير متصل

محب آل البيت الاشراف is on a distinguished road


اتمنى رد هذه الشبهة

السلام عليكم اخواني من اهل السنة والجماعة ولدي شبهة قد تكون مرت عليكم في هذا المنتدى ولكن لا مشكلة فأنا لاول مرة تمر علي مثل هذه الشبهة مع الاسف فأنا قد سمعت كمال الحيدري في حلقة القسم الثالث من محورية القرآن في المعرفة الدينية يذكرها في المصدر التالي

ج 9 / صفحة رقم 212 وهذا هو النص الذي ذكره هذا الكذاب الاشر كمال الحيدري

(أنه لما اشتد القتال يوم صفين قال عمر بن العاص قال عمر بن العاص لمعاوية بن أبي سفيان هل لك في أمر أعرضه عليكم لا يزيدنا إلا اجتماعاً ولا يزيدهم إلا فرقة)

فانا عندي سؤالين يا يا اخواني اهل السنة والجماعة

السؤال الأول : هل صح وثبت هذا القول عن عمرو بن العاص رضي الله عنه أم انه لم يصح؟

السؤال الثاني : ما المقصود بجملة لا يزيدنا الا اجتماعا ولا يزيدهم الا فرقة اذا صحت طبعا وهل في هذه الجملة طعنا بعلي رضي الله واصحابه ام لا

وشكرا






 
قديم 31-08-11, 09:53 AM   رقم المشاركة : 2
تقي الدين السني
عَامَلَهُ الْلَّهُ بِلُطْفِه








تقي الدين السني غير متصل

تقي الدين السني is on a distinguished road


http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=104547







التوقيع :
قال الإمام الشافعي -رحمه الله-:
«لوددت أن الناس تعلموا هذا العلم ولا يُنسبُ إلىَّ شيءٌ منه أبدا فأوجرُ عليه ولا يحمدوني!» تهذيب الأسماء واللغات(1/53)
من مواضيعي في المنتدى
»» تناقضات علامتهم [ النجاشي ] في الأحكام والرجال
»» سؤال للمقداد سهل جدا
»» تحدي سني : هل يمتلك الرافضة القدرة على نقض عدالة الصحابه من القران الكريم
»» من أثبت إمامة أبي حنيفة في الفقه ( ومراهقي الرافضة ) ... !!
»» يا رافضة ما هي أركان الإيمان
 
قديم 31-08-11, 10:37 AM   رقم المشاركة : 3
محب آل البيت الاشراف
عضو ذهبي






محب آل البيت الاشراف غير متصل

محب آل البيت الاشراف is on a distinguished road


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تقي الدين السني مشاهدة المشاركة
   http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=104547


اخي المبارك تقي الدين السني لم ارى أية رد على هذا الحديث هل من الممكن أن توضح لي ما الذي كنت تقصده وشكرا






 
قديم 31-08-11, 11:50 AM   رقم المشاركة : 4
أبو سناء
عضو ماسي






أبو سناء غير متصل

أبو سناء is on a distinguished road


هؤلاء القوم أساؤا الظن بالله تعالى فكيف لايسيؤن الظن بصحابة رسول الله شيء طبيعي عندهم والدليل على سوء ظنهم قل لشيعي لو تكرمت إقرأ الفاتحة فإذا قرأها قل له لماذا كذبت على نفسك وكذذبت الله سيقول لك لم أكذب على نفسي ولم أكذب الله فقل له تعهدت لربك وقلت إياك نعبد وإياك نستعين فلم تفي بقولك بل دعوت أي عبدت كما بين ربنا أن الدعاءعبادة(أتدعون بعلا وتذرون أحسن الخالقين)فدعوت الأئمة سيقولون نحن نطيع السيد فقل له تطيع السيد وتعصي رب السيد.وتقول إباك نستعين وتستعين بالأئمة الذين لايملكون لأنفسهم موتا ولا حباة ولا نشورا .ومايشعرون أيان يبعثون .أماتستحون من ربكم .وأماالخلاف فلا يعرفون من القرءان ادلة الطائفتين شيئا.فالحيدري أحد فراعنة شياطين العصربزخرف القول غرورا إن لم يتب قبل الموت.فلا يتحفنا بأدلة ليناظر من طلب منه الربط التلفزيوني ليتكلم وهو في سرداب مكتبه ويجلس بجانبه شياطين المغممين يساعدوه ويكفي يرد عليه حبيبنا الشيخ خالد الوصابي أوالشيخ عبدالرحمن دمشقية على الهواء مباشرة.






التوقيع :
{ تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ (6)
وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (7) يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (8)}

من مواضيعي في المنتدى
»» يحزنني صيام الشيعة ؟
»» بين السائل والمجيب
»» الزميل / الأمبريال تفضل هنا بناء على طلبك ..
»» الشيعة وأمثالهم كفروا بأيات ربهم فضل سعيهم
»» الولاية بين الحق والباطل
 
قديم 31-08-11, 11:57 AM   رقم المشاركة : 5
محب آل البيت الاشراف
عضو ذهبي






محب آل البيت الاشراف غير متصل

محب آل البيت الاشراف is on a distinguished road


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو سناء مشاهدة المشاركة
  
هؤلاء القوم أساؤا الظن بالله تعالى فكيف لايسيؤن الظن بصحابة رسول الله شيء طبيعي عندهم والدليل على سوء ظنهم قل لشيعي لو تكرمت إقرأ الفاتحة فإذا قرأها قل له لماذا كذبت على نفسك وكذذبت الله سيقول لك لم أكذب على نفسي ولم أكذب الله فقل له تعهدت لربك وقلت إياك نعبد وإياك نستعين فلم تفي بقولك بل دعوت أي عبدت كما بين ربنا أن الدعاءعبادة(أتدعون بعلا وتذرون أحسن الخالقين)فدعوت الأئمة سيقولون نحن نطيع السيد فقل له تطيع السيد وتعصي رب السيد.وتقول إباك نستعين وتستعين بالأئمة الذين لايملكون لأنفسهم موتا ولا حباة ولا نشورا .ومايشعرون أيان يبعثون .أماتستحون من ربكم .وأماالخلاف فلا يعرفون من القرءان ادلة الطائفتين شيئا.فالحيدري أحد فراعنة شياطين العصربزخرف القول غرورا إن لم يتب قبل الموت.فلا يتحفنا بأدلة ليناظر من طلب منه الربط التلفزيوني ليتكلم وهو في سرداب مكتبه ويجلس بجانبه شياطين المغممين يساعدوه ويكفي يرد عليه حبيبنا الشيخ خالد الوصابي أوالشيخ عبدالرحمن دمشقية على الهواء مباشرة.


والله يخوي المبارك انا اعلم علم اليقين ان هذا المدعي كمال الحيدري كذاب اشر ولكن ما ردك انت على الشبهة المطروحة وبالنسبة لكمال البيطري فنحن لا نتشرف ابدا بتوبة امثاله بل نسأل الله ان يميته على الكفر والشرك كما أمات قبله امامه الخميني مفخذ الرضيعة ومستبيح الفروج بأسم الخمس والمتعة






 
قديم 31-08-11, 12:19 PM   رقم المشاركة : 6
متبع لا مبتدع
عضو ماسي






متبع لا مبتدع غير متصل

متبع لا مبتدع is on a distinguished road


مقاس الخط:
قصة الخوارج
الإمام عبد اللطيف بن عبد الرحمن آل الشيخ
قال العلامة الشيخ: سليمان بن سحمان، رحمه الله تعالى في الدرر السنية:
ورد علينا منك رسالة، تطلب فيها أن نكتب لك قصة الخوارج مستوفاة، من حين خروجهم على علي رضي الله عنه، إلى آخر ما كان من أمرهم؛ فقد ذكر ذلك شيخنا، الشيخ: عبد اللطيف، في رده على داود بن جرجيس، وهذا نص ما ذكر، وبه الكفاية:
قال رحمه الله: إنه لما اشتد القتال يوم صفين، قال عمرو بن العاص لمعاوية بن أبي سفيان، هل لك في أمر أعرضه عليك، لا يزيدنا إلا اجتماعا ولا يزيدهم إلا فرقة؟ قال نعم؛ قال: نرفع المصاحف، ثم نقول لما فيها: "هذا حكم بيننا وبينكم" فإن أبى بعضهم أن يقبلها، رأيت فيهم من يقول: ينبغي لنا أن نقبلها، فتكون فرقة فيهم، فإن قبلوا، رفعنا القتال عنا إلى أجل.
فرفعوا المصاحف بالرماح، وقالوا: هذا كتاب الله بيننا وبينكم؛ من لثغور الشام بعد أهله؟ من لثغور العراق بعد أهله؟ فلما رآها الناس، قالوا: نجيب إلى كتاب الله.
فقال لهم علي: عباد الله، امضوا على حقكم وصدقكم، فإنهم ليسوا بأصحاب دين، ولا قرآن، أنا أعلم بهم منكم، والله ما رفعوها إلا خديعة، ووهنا ومكيدة؛ قالوا: لا يسعنا أن ندعى إلى كتاب الله فنأبى أن نقبله؛ وقال لهم علي: إنما أقاتلهم ليدينوا بحكم الكتاب ،فإنهم قد عصوا الله ونسوا عهده.
قال له مسعر بن فدكي التميمي، وزيد بن حصين الطائي، في عصابة من القراء: يا علي، أجب إلى كتاب الله إذا دعيت إليه، وإلا دفعناك برمتك إلى القوم، أو نفعل بك كما فعلنا بابن عفان ؛ فلم يزالوا به حتى نهى الناس عن القتال.
ووقع السباب بينهم وبين الأشتر وغيره، ممن يرى عدم التحكيم، فقال الناس: قد قبلنا أن نجعل القرآن بيننا وبينهم حكما.
فجاء الأشعث بن قيس إلى علي، فقال: إن الناس قد رضوا بما دعوهم إليه من حكم القرآن، إن شئت أتيت معاوية، قال علي: ائته.
فأتاه فقال: لأي شيء رفعوا المصاحف؟ قال: لنرجع نحن وأنتم إلى ما أمر الله به في كتابه؛ تبعثون رجلا ترضون به، ونبعث رجلا نرضى به، فنأخذ عليهما أن يعملا بما في كتاب الله، لا يعدوانه، فعاد إلى علي فأخبره، قال الناس: قد رضينا.
قال أهل الشام: رضينا عمرو بن العاص، وقال الأشعث، وأولئك القوم الذين صاروا خوارج: رضينا بأبي موسى الأشعري، فراودهم على غيره، وأراد ابن عباس، قالوا: والله لا نبالي، أنت كنت حكمها، أم ابن عباس، ولا نرضى إلا رجلا منك، ومن معاوية سواء؛ وأبوا غير أبي موسى، فوافقهم علي كرها، وكتب كتاب التحكيم.
فلما قرئ على الناس، سمعه عروة بن أمية أخو أبي بلال، قال: تحكمون في أمر الله الرجال، لا حكم إلا لله، وشد بسيفه فضرب دابة من قرأ الكتاب، وكان ذلك أول ما ظهر الحرورية "الخوارج" وفشت العداوة بينهم وبين عسكر علي وقطعوا الطريق في إيابهم، بالتشاتم والتضارب بالسياط، تقول الخوارج: يا أعداء الله داهنتم في دين الله؛ ويقول الآخرون: فارقتم إمامنا، ومزقتم جماعتنا، ولم يزالوا كذلك حتى قدموا العراق، فقال بعض الناس من المتخلفين: ما صنع علي شيئا، ثم انصرف بغير شيء؛ فسمعها علي، فقال: وجوه قوم ما رأوا الشام، ثم أنشد شعرا:
أخوك الذي إن أجرضتك ملمة من الدهر لم يبرح ببابك واجما وليس أخوك بالذي إن تشعبت عليك الأمور ظل يلحاك لائما
فلما دخل الكوفة، ذهبت الخوارج إلى حروراء، فنزل بها اثنا عشر ألفا على ما ذكره ابن جرير، ونادى مناديهم: إن أمير القتال شبث بن ربعي التميمي، وأمير الصلاة عبد الله بن الكواء، والأمر شورى بعد الفتح، والبيعة لله عز وجل والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
فلما سمع علي ذلك وأصحابه، قامت إليه الشيعة، فقالوا له: في أعناقنا بيعة ثانية، نحن أولياء من واليت، وأعداء من عاديت؛ قالت لهم الخوارج: استبقتم أنتم وأهل الشام إلى الكفر، كفرسي رهان ـ أهل الشام بايعوا معاوية على ما أحب وأنتم بايعتم عليا على أنكم أولياء من والى وأعداء من عادى ـ يريدون: أن البيعة لا تكون إلا على كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، لأن الطاعة له تعالى.
وقال لهم زياد بن النضر: والله ما بسط علي يده فبايعناه قط، إلا على كتاب الله وسنة نبيه، ولكنكم لما خالفتموه جاءت شيعته، فقالوا: نحن أولياء من واليت، وأعداء من عاديت، ونحن كذلك، وهو على الحق والهدى، ومن خالفه ضال مضل.
وبعث علي رضي الله عنه: عبد الله بن عباس إلى الخوارج، فخرج إليهم فأقبلوا يكلمونه، فقال: نقمتم من الحكمين، وقد قال الله عز وجل: (فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا)(سورة النساء الآية 35 ) الآية فكيف بأمة محمد صلى الله عليه وسلم؟! قالوا له: ما جعل الله حكمه إلى الناس، وأمرهم بالنظر فيه، فهو إليهم، وما حكم فأمضى فليس للعباد أن ينظروا فيه، في الزنا مائة جلدة، وفي السرقة قطع، فليس للعباد أن ينظروا في هذا.
قال ابن عباس: فإن الله تعالى يقول: سورة المائدة الآية 95 يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ قالوا: تجعل الحكم في الصيد، والحرث، وبين المرأة وزوجها، كالحكم في دماء المسلمين؟ وقالوا له: أعدل عندك عمرو بن العاص، وهو بالأمس يقاتلنا؟ فإن كان عدلا فلسنا بعدول، وقد حكمتم في أمر الله الرجال؛ قد أمضى الله حكمه في معاوية وأصحابه، أن يقتلوا أو يرجعوا، وقد كتبتم بينكم وبينهم كتابا، وجعلتم بينكم وبينهم الموادعة، وقد قطع الله الموادعة بين المسلمين وأهل الحرب، منذ نزلت براءة، إلا من أقر بالجزية.
فجاء علي وابن عباس يخاصمهم، فقال: إني نهيتك عن كلامهم حتى آتيك، ثم تكلم رضي الله عنه، فقال: اللهم هذا مقام من يفلج فيه، كان أولى بالفلج يوم القيامة؛ وقال لهم: من زعيمكم؟ قالوا: ابن الكواء، فقال: فما أخرجكم علينا؟ قالوا: حكومتكم يوم صفين؛ قال: أنشدكم الله أتعلمون أنهم حين رفعوا المصاحف، وملتم بجنبهم، قلت لكم إني أعلم بالقوم منكم، إنهم ليسوا بأصحاب دين؟ وذكرهم مقالته. ثم قال: وقد اشترطت على الحكمين: أن يحييا ما أحيا القرآن، ويميتا ما أمات القرآن، فإن حكما بحكم القرآن فليس لنا أن نخالفه، وإن أبيا فنحن من حكمهما برآء، قالوا: فخبرنا، أتراه عدلا تحكيم الرجال في الدماء؟ قال: إنا لسنا حكمنا الرجال، إنما حكمنا القرآن، إنما هو خط مسطور بين دفتين، وإنما يتكلم به الرجال.
قالوا: فخبرنا عن الأجل، لم جعلته بينكم؟ قال: ليعلم الجاهل، ويثبت العالم، ولعل الله يصلح في هذه الهدنة، هذه الأمة، فادخلوا مصركم رحمكم الله، فدخلوا من عند آخرهم.
فلما جاء الأجل، وأراد علي أن يبعث أبا موسى للحكومة، أتاه رجلان من الخوارج، زرعة بن البرج الطائي، وحرقوص بن زهير السعدي، فقالا له: لا حكم إلا لله؛ فقال علي: لا حكم إلا لله؛ وقالا تب من خطيئتك، وارجع عن قضيتك، واخرج بنا إلى عدونا نقاتلهم، حتى نلقى الله ربنا، فقال علي: قد أردتكم على ذلك فعصيتموني: قد كتبنا بيننا وبين القوم كتابا، وشرطنا شروطا، وأعطينا عهودا، وقد قال تعالى وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ)( سورة النحل الآية 91) .
فقال حرقوص: ذلك ذنب ينبغي أن تتوب منه؛ قال علي: ما هو ذنب، ولكنه عجز من الرأي، وقد نهيتكم عنه؛ قال زرعة: يا علي لئن حكمت الرجال، لأقاتلنك أطلب وجه الله؛ فقال له علي: بؤسا لك ما أشقاك، كأني بك قتيلا تسفي عليك الرياح؛ قال: وددت لو كان ذلك؛ وخرجا من عنده، يقولان: لا حكم إلا لله.
وخطب علي ذات يوم، فقالوها في جوانب المسجد، فقال علي: الله أكبر، كلمة حق أريد بها باطل؛ فوثب يزيد بن عاصم المحاربي، فقال: الحمد لله غير مودع ربنا، ولا مستغنى عنه ، اللهم إنا نعوذ بك من إعطاء الدنية في ديننا، فإن إعطاء الدنية في الدين ادهان في أمر الله، وذل راجع بأهله إلى سخط الله؛ يا علي: أبالقتل تخوفنا؟ أما والله إني لأرجو أن نضربكم بها عما قليل غير مصفحات، ثم لتعلم أينا أولى بها صليا.
وخطب علي يوما آخر، فقال رجال في المسجد: لا حكم إلا لله، يريدون بهذا إنكار المنكر على زعمهم؛ فقال علي: الله أكبر، كلمة حق أريد بها باطل، أما إن لكم علينا ثلاثا ما صحبتمونا، لا نمنعكم مساجد الله أن تذكروا فيها اسمه، ولا نمنعكم الفيء ما دامت أيديكم مع أيدينا، ولا نقاتلكم حتى تبدؤونا، وإنا ننتظر فيكم أمر الله؛ ثم عاد إلى مكانه من الخطبة.
ثم إن الخوارج لقي بعضهم بعضا، واجتمعوا في منزل عبد الله بن وهب الراسبي، فخطبهم وزهدهم في الدنيا، وأمرهم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ ثم قال: اخرجوا بنا من هذه القرية الظالم أهلها، إلى بعض كهوف الجبال، أو إلى بعض هذه المدائن، منكرين لهذه البدع المضلة.
فقال حرقوص بن زهير: إن المتاع في هذه الدنيا قليل، وإن الفراق لها وشيك، فلا تدعونكم بزينتها وبهجتها إلى المقام بها، ولا تكفنكم عن طلب الحق وإنكار الظلم، فإن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون، فقال حمزة بن سنان الأسدي، يا قوم: إن الرأي ما رأيتم، فولوا أمركم رجلا منكم، فإنه لا بد لكم من عماد وسناد، وراية تحفون بها وترجعون إليها.
فعرضوا ولايتهم على زيد بن حصين الطائي، وعرضوها على حرقوص بن زهير، فأبياها، وعلى حمزة بن سنان وشريح بن أوفى العبسي، فأبيا، ثم عرضوها على عبد الله بن وهب، فقال: هاتوها أما والله لا آخذها رغبة في الدنيا، ولا أدعها فرارا من الموت، فبايعوه لعشر خلون من شوال، وكان يقال له ذو الثفنات، فاجتمعوا في منزل شريح بن أوفى العبسي، فقال ابن وهب: اشخصوا بنا إلى بلدة نجتمع فيها، وننفذ حكم الله، فإنكم أهل الحق.
قال شريح: نخرج إلى المدائن فننزلها، ونأخذ بأبوابها، ونخرج منها سكانها، ونبعث إلى إخواننا من أهل البصرة، فيقدمون علينا، فقال زيد بن حصين: إنكم إن خرجتم مجتمعين تبعوكم، ولكن اخرجوا وحدانا ومستخفين، فأما المدائن فإن بها من يمنعكم، ولا تسيروا حتى تنزلوا بجسر النهروان، وتكلموا إخوانكم من أهل البصرة، قالوا: هذا الرأي؛ فكتب عبد الله بن وهب، إلى من بالبصرة، ليعلمهم ما اجتمعوا عليه، ويحثهم على اللحاق بهم، فأجابوه. فلما خرجوا صار شريح بن أوفى العبسي يتلو قوله: سورة القصص الآية 21 فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ إلى قوله: سورة القصص الآية 22 سَوَاءَ السَّبِيلِ وخرج معهم طرفة بن عدي فاتبعه أبوه فلم يقدر عليه وأرسل عدي إلى عامل علي على المدائن يحذره، فحذر وضبط الأبواب، واستخلف عليها المختار بن أبي عبيد، وخرج بالخيل في طلبهم، فأخبر ابن وهب، فسار على بغداد، ولحقه ابن مسعود أمير المدائن بالكرخ، في خمسمائة فارس، فانصرف إليه ابن وهب الخارجي في ثلاثين فارسا، فاقتتلوا ساعة، وامتنع القوم منهم، فلما جن الليل على ابن وهب، عبر دجلة، وصار إلى النهروان، ووصل إلى أصحابه، وتفلت رجال من أهل الكوفة، يريدون الخوارج، فردهم أهلوهم.
ولما خرجت الخوارج من الكوفة، عاد أصحاب علي وشيعته إليه، فقالوا نحن أولياء من واليت، وأعداء من عاديت، فشرط لهم سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء ربيعة بن شداد الخثعمي، فقال: أبايع على سنة أبي بكر وعمر، قال علي: ويلك؛ لو أن أبا بكر وعمر، عملا بغير كتاب الله وسنة رسوله، لم يكونا على شيء من الحق، فبايعه ونظر إليه علي، فقال: أما والله لكأني بك وقد نفرت مع هذه الخوارج فقتلت، وكأني بك وقد وطأتك الخيل بحوافرها؛ فكان ذلك، وقتل يوم النهروان مع الخوارج. وأما خوارج البصرة، فإنهم اجتمعوا في خمسمائة رجل، جعلوا عليهم مسعر بن فدكى التميمي، وعلم بهم ابن عباس، فأتبعهم بالأسود الدؤلي، ولحقهم بالجسر الأكبر، فتوافوا حتى حجز دونهم، وأدلج مسعر بأصحابه، وسار حتى لحق بابن وهب.
فلما انقضى أمر التحكيم ـ وخدع عمرو بن العاص أبا موسى الأشعري، وصرح عمرو بولاية معاوية، بعد أن عزل أبو موسى عليا، خدعه عمرو بذلك، فهرب أبو موسى إلى مكة ـ قام علي في الكوفة فخطبهم، وقال في خطبته: الحمد لله وإن أتى الدهر بالخطب الفادح، والحدثان الجليل؛ وأشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله. أما بعد: فإن المعصية تورث الحسرة، وتعقب الندم، وقد كنت أمرتكم في هذين الرجلين ـ يعني أبا موسى، وعمرو بن العاص ـ وفي هذه الحكومة أمري، ونحلتكم رأيي، ولو كان لقصير رأيي، ولكن أبيتم إلا ما أردتم، فكنت أنا وأنتم كما قال أخو هوازن:
أمرتهمو أمري بمنعرج اللوى لم يستبينوا الرشد إلا ضحى الغد
ألا إن هذين الرجلين، اللذين أخرجتموهما حكمين، قد نبذا حكم القرآن وراء ظهورهما، وأحييا ما أمات القرآن، فاتبع كل واحد منهما هواه بغير هدى من الله، فحكما بغير حجة بينة، ولا سنة قاضية، واختلفا في حكمهما، وكلاهما لم يرشد، فبرئ الله منهما ورسوله، وصالح المؤمنين، فاستعدوا وتأهبوا للمسير إلى الشام.
وكتب إلى الخوارج، من عبد الله : علي أمير المؤمنين، إلى زيد بن حصين، وعبد الله بن وهب، ومن معهما من الناس. أما بعد: فإن هذين الرجلين، اللذين ارتضيتما حكمين، قد خالفا كتاب الله، واتبعا أهواءهما بغير هدى من الله، فلم يعملا بالسنة، ولم ينفذا للقرآن حكما، فبرئ الله منهما ورسوله، والمؤمنون، فإذا بلغكم كتابي هذا، فأقبلوا إلينا، فإنا سائرون إلى عدونا وعدوكم، ونحن على الأمر الأول الذي كنا عليه.
فكتبوا إليه، أما بعد: فإنك لم تغضب لربك، وإنما غضبت لنفسك، فإن شهدت على نفسك بالكفر، واستقبلت التوبة، نظرنا فيما بيننا وبينك، وإلا فقد نابذناك على سواء ( إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ)(سورة الأنفال الآية 58) فلما قرأ كتابهم أيس منهم، ورأى أن يدعهم، ويمضي بالناس إلى قتال أهل الشام، فقام في الكوفة فندبهم إلى الخروج معه، وخرج معه أربعون ألف مقاتل، وسبعة عشر من الأبناء، وثمانية آلاف من الموالي والعبيد، وأما أهل البصرة، فتثاقلوا، ولم يخرج إلا ثلاثة آلاف.
وبلغ عليا: أن الناس يرون قتال الخوارج أهم وأولى، قال لهم علي: دعوا هؤلاء، وسيروا إلى قوم يقاتلونكم، كيما يكونون جبارين ملوكا، ويتخذوا عباد الله خولا؛ فناداه الناس: أن سر بنا يا أمير المؤمنين حيث أحببت.
ثم إن الخوارج استقر أمرهم، وبدءوا بسفك الدماء، وأخذوا الأموال، وقتلوا عبد الله بن خباب صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجدوه سائرا بامرأته على حمار، فانتهروه، وأفزعوه، ثم قالوا له: ما أنت؟ فأخبرهم، قالوا: حدثنا عن أبيك الخباب، حديثا سمعه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، تنفعنا به؟
فقال: حدثني أبي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ستكون فتنة يموت فيها قلب الرجل كما يموت فيها بدنه، يمسي مؤمنا ويصبح كافرا، ويصبح كافرا ويمسي مؤمنا قالوا: لهذا سألناك، فما تقول في أبي بكر وعمر؟ فأثنى عليهما خيرا، فقالوا: ما تقول في عثمان في أول خلافته، وفي آخرها؟ قال: إنه كان محقا في أولها، وآخرها.
قالوا: فما تقول في علي قبل التحكيم، وبعده؟ قال: أقول إنه أعلم بالله منكم، وأشد توقيا على دينه، وأنفذ بصيرة، فقالوا: إنك تتبع الهوى، وتوالي الرجال على أسمائها، لا على أفعالها، والله لنقتلنك قتلة ما قتلناها أحدا، فأخذوه فكتفوه، ثم أقبلوا به وبامرأته وهي حبلى، فنزلوا تحت نخل مثمر، فسقط منه رطبة، فأخذها أحدهم فلاكها في فيه، فقال له آخر: أخذتها بغير حلها وبغير ثمن، فألقاها؛ ثم مر بهم خنزير فضربه أحدهم بسيفه، فقالوا: هذا فساد في الأرض، فلقي صاحب الخنزير ـ وهو من أهل الذمة ـ فأرضاه.
فلما رأى ذلك ابن الخباب، قال: لئن كنتم صادقين فيما أرى، فما علي بأس، ما أحدثت في الإسلام حدثا، ولقد أمنتموني؛ فأضجعوه وذبحوه، وأقبلوا إلى امرأته، فقالت: أنا امرأة، ألا تتقون الله، فبقروا بطنها؛ وقتلوا أم سنان الصيداوية، وثلاثا من النساء، فلما بلغ ذلك عليا، بعث الحارث بن مرة العبدي يأتيه بالخبر، فلما دنا منهم قتلوه. فألح الناس على علي في قتالهم، وقالوا نخشى أن يخلفونا في عيالنا وأموالنا، فسر بنا إليهم، وكلمه الأشعث بمثل ذلك، واجتمع الرأي على حربهم، وسار علي يريد قتالهم، فلقيه منجم في مسيرة، فأشار عليه أن يسير في وقت مخصوص، وقال إن سرت في غيره، لقيت أنت وأصحابك ضررا شديدا؛ فخالفه علي في الوقت الذي نهاه عنه.
فلما وصل إليهم، قالوا: ادفعوا إلينا قتلة إخواننا نقتلهم، ونترككم، فلعل الله أن يقبل بقلوبكم، ويردكم إلى خير ما أنتم عليه؛ فقالوا: كلنا قتلهم، وكلنا مستحل لدمائهم ودمائكم.
وخرج إليهم قيس بن سعد بن عبادة، فقال: عباد الله، أخرجوا إلينا طلبتنا منكم، وادخلوا في هذا الأمر الذي خرجتم منه، وعودوا بنا إلى قتال عدونا، فإنكم ركبتم عظيما من الأمر، تشهدون علينا بالشرك، وتسفكون دماء المسلمين.
فقال له عبد الله بن شجرة السلمي: إن الحق قد أضاء لنا، فلسنا متابعيكم، أو تأتونا بمثل عمر؟ فقال: ما نعلمه غير صاحبنا، فهل تعلمونه فيكم؟ قالوا: لا، قال: نشدتكم الله في أنفسكم أن تهلكوها، فإني لا أرى الفتنة إلا وقد غلبت عليكم. وخطبهم: أبو أيوب الأنصاري، فقال: عباد الله، إنا وإياكم على الحال الأولى التي كنا عليها، ليست بيننا وبينكم فرقة، فعلام تقاتلوننا عليه؟ فقالوا: إن تابعناكم اليوم حكمتم الرجال غدا؛ فقال: فإني أنشدكم الله، أن تعجلوا فتنة العام، مخافة ما يأتي في القابل.
وأتاهم علي رضي الله عنه، فقال: أيتها العصابة، التي أخرجها عداوة المراء واللجاجة، وصدها عن الحق الهوى، وطمح بها النزق، وأصبحت في الخطب العظيم، إنني نذير لكم: أن تصبحوا تلعنكم الأمة غدا صرعى، بأثناء هذا النهر، وبأهضاب هذا الغائط، بغير بينة من ربكم، ولا برهان.
ألم تعلموا أني نهيتكم عن الحكومة، ونبأتكم أنها مكيدة، وأن القوم ليسوا بأصحاب دين ولا قرآن، فعصيتموني، فلما فعلتم أخذت على الحكمين، واستوثقت أن يحييا ما أحيا القرآن، ويميتا ما أمات القرآن، فاختلفا، وخالفا حكم الكتاب، فنبذنا أمرهما، فنحن على الأمر الأول، فمن أين أتيتم؟
قالوا: إنا حكمنا فلما حكمنا أثمنا، وكنا بذلك كافرين، وقد تبنا، فإن تبت فنحن معك ومنك، فإن أبيت فإنا منابذوك على سواء.
قال علي: أصابكم حاصب، ولا بقي منكم دابر؛ بعد إيماني برسول الله صلى الله عليه وسلم، وهجرتي معه، وجهادي في سبيل الله، أشهد على نفسي بالكفر؟ لقد ضللت إذا وما أنا من المهتدين.
وقيل: كان من كلامه ـ يا هؤلاء، إن أنفسكم قد سولت لكم فراقي بهذه الحكومة، التي أنتم ابتدأتموها وسألتموها، وأنا لها كاره، وأنبأتكم أن القوم إنما طلبوها مكيدة، ووهنا، فأبيتم علي إباء المخالفين، وعندتم علي عنود النكداء العاصين، حتى صرفت رأيي إلى رأيكم، رأي معاشر، والله أخفاء الهام، سفهاء الأحلام، فما آتى لا أبا لكم هجرا؟!. والله ما حلت عن أموركم، ولا أخفيت شيئا من هذا الأمر عنكم، ولا أوطأتكم عشوى، ولا أدنيت لكم ضرا، وإن كان أمرنا لأمر المسلمين ظاهرا فأجمع رأي ملئكم: أن اختاروا رجلين، فأخذنا عليهما أن يحكما بالحق، ولا يعدوانه، فتركا الحق وهما يبصرانه، وكان الجور هواهما، والتقية دينهما، حتى خالفا سبيل الحق، واتيا بما لا يعرف.
فبينوا لنا بم تستحلون قتالنا؟ والخروج عن جماعتنا، وتصفون سيوفكم على عواتقكم، ثم تستعرضون الناس تضربون رقابهم؟ إن هذا هو الخسران المبين؛ والله لئن قتلتم على هذا دجاجة، لعظم عند الله قتلها، فكيف بالنفس التي قتلها عند الله حرام؟! فتنادوا: أن لا تخاطبوهم ولا تكلموهم، وتهيئوا للقاء الله الرواح، الرواح، إلى الجنة، فرجع علي عنهم.
ثم إنهم قصدوا جسر النهر، فظن الناس أنهم عبروه، فقال علي: لم يعبروه، وإن مصارعهم لدون النهر، والله لا يقتلون منكم عشرة، ولا يسلم منهم عشرة، فتعبأ الفريقان للقتال، فناداهم أبو أيوب فقال: من جاء هذه الراية فهو آمن، ومن انصرف إلى الكوفة أو إلى المدائن، وخرج من هذه الجماعة، فهو آمن، فانصرف فروة بن نوفل الأشجعي، في خمسمائة فارس، وخرجت طائفة أخرى متفرقين.
فبقي مع عبد الله بن وهب ألف وثمان مائة، فزحفوا إلى علي، وبدؤوه بالقتال، وتنادوا: الرواح الرواح إلى الجنة، فاستقبلت الرماة من جيش علي، بالنبل والرماح والسيوف، ثم عطفت عليهم الخيل، من الميمنة والميسرة، وعليها أبو أيوب الأنصاري، وعلى الرجالة أبو قتادة الأنصاري، فلما عطفت عليهم الخيل والرجال، وتداعى عليهم الناس، ما لبثوا أن أناموهم فماتوا في ساعة واحدة، فكأنما قيل لهم موتوا فماتوا.
وقتل ابن وهب، وحرقوص، وسائر سراتهم، وفتش علي في القتلى والتمس المخدج، الذي وصفه النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الخوارج، فوجده في حفرة على شاطئ النهر، فنظر إلى عضده، فإذا لحم مجتمع كثدي المرأة، وحلمته عليها شعرات سود، فإذا مدت امتدت حتى تحاذي يده الطولى، فلما رآها، قال: الله أكبر، والله ما كَذَبت، ولا كُذِبت، والله لولا أن تنكلوا عن العمل، لأخبرتكم بما قضى الله على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم، لمن قاتلهم متبصرا في قتالهم، عارفا للحق الذي نحن عليه.
وقال حين مر بهم صرعى: بؤسا لكم، لقد ضركم من غركم، قالوا: يا أمير المؤمنين، من غرهم؟ قال: الشيطان، ونفس أمارة بالسوء، غرتهم بالأماني، وزينت لهم المعاصي، ونبأتهم أنهم ظاهرون.
هذا ملخص أمرهم، وقد عرفت شبهتهم، التي جزموا لأجلها بكفر علي، وشيعته، ومعاوية وأصحابه، وبقي معتقدهم في أناس متفرقين، بعد هذه الوقعة، وصار غلاتهم يكفرون بالذنوب، ثم اجتمعت لهم شوكة ودولة، فقاتلهم المهلب بن أبي صفرة، وقاتلهم الحجاج بن يوسف، وقاتلهم قبله ابن الزبير زمن أخيه عبد الله، وشاع عنهم التكفير بالذنوب، يعني ما دون الشرك، انتهى ما ذكره شيخنا.
فتأمل رحمك الله: ما في هذه القصة من الأمور، التي خاطبوا بها أمير المؤمنين، علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وما أجابهم به، فمن نصح نفسه وأراد نجاتها، فليتأمل ما في كلامهم من إرادة الخير، وطلبه والعمل به، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأنهم ما فعلوا ذلك إلا ابتغاء رضوان الله.
ولكن: لما كان هذا منهم غلوا في الدين، ومجاوزة للحد الذي أمروا به، حتى كفروا معاوية رضي الله عنه، ومن معه من الصحابة، والتابعين، وكفروا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ومن معه من أفاضل الصحابة والتابعين، لما وافقهم في تحكيم الحكمين.
ثم زعموا: أن تحكيم الرجال في دين الله كفر يخرج من الملة، وأنهم قد أثموا بذلك وكفروا، فتابوا من هذا الأمر، وقالوا لعلي إن تبت فنحن معك ومنك، وإن أبيت، فإنا منابذوك على سواء.
فإذا تبين لك: أن ما فعلوه إنما هو إحسان ظن بقرائهم، الذين غلوا في الدين، وتجاوزوا الحد في الأوامر والنواهي، وأساءوا الظن بعلماء الصحابة، الذين هم أبر هذه الأمة قلوبا، وأعمقها علما، وأقلها تكلفا، قوم اختارهم الله لصحبة نبيه، ولإظهار دينه.
فلما لم يعرفوا لهم فضلهم، ولم يهتدوا بهديهم، ضلوا عن الصراط المستقيم، الذي كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وزعموا أنهم داهنوا في الدين، والذي حملهم على ذلك أخذهم بظواهر النصوص في الوعيد، ولم يهتدوا لمعانيها وما دلت عليه، فوضعوها في غير مواضعها، وسلكوا طريقة التشديد، والتعسير والضيق، وتركوا ما وسع الله لهم من التيسير الذي أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: إنما بعثتم ميسرين، ولم تبعثوا معسرين .
ولهذا كان أمير المؤمنين: علي رضي الله عنه، يسير فيهم بهذه الطريقة، ويناصحهم لله وفي الله، ويتلطف لهم في القول، لعل الله أن يقبل بقلوبهم، وأن يرجعوا إلى ما كانوا عليه أولا؛ ويراجعهم المرة بعد المرة، كما قاله في خطبته إياهم لما خطبهم، فقالوا: لا حكم إلا لله، يريدون بهذا إنكار المنكر، على زعمهم.
فقال علي: الله أكبر،كلمة حق أريد بها باطل، أما إن لكم علينا ثلاثا، ما صحبتمونا: لا نمنعكم مساجد الله أن يذكر فيها اسمه، ولا نمنعكم الفيء ما دامت أيديكم مع أيدينا، ولا نقاتلكم حتى تبدؤونا، وإنا ننتظر فيكم أمر الله.
ولما قيل له: يا أمير المؤمنين، أكفار هم؟ قال: من الكفر فروا.
فقالوا: أفمنافقون هم؟ قال: إن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلا، وهؤلاء يذكرون الله كثيرا.
قالوا: فما هم؟ قال: إخواننا بغوا علينا.
فهذه سيرته رضي الله عنه، مع هؤلاء المبتدعة الضلال، مع قوله لأصحابه: والله لولا أن تنكلوا عن العمل، لأخبرتكم بما قضى الله على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم لمن قاتلهم متبصرا في قتالهم، عارفا للحق الذي نحن عليه، ومع علمه بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، ثم لا يرجعون إليه حتى يرجع السهم إلى فوقه ومع قوله صلى الله عليه وسلم فيهم: أينما لقيتموهم فاقتلوهم، لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد مع كونهم من أكثر الناس عبادة وتهليلا، حتى إن الصحابة يحقرون أنفسهم عندهم، وهم إنما تعلموا العلم من الصحابة.
فعلى من نصح نفسه، وأراد نجاتها:أن يعرف طريقة هؤلاء القوم، وأن يجتنبها، ولا يغتر بكثرة صلاتهم، وصيامهم وقراءتهم، وزهدهم في الدنيا، وأن يعرف سيرة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وما كانوا عليه من الهدى ودين الحق، الذي فضلوا به على من بعدهم، وعدم تكلفهم في الأقوال والأفعال، لعله أن يسلم من ورطات هؤلاء الضلال، والله يقول الحق وهو يهدي السبيل، وصلى الله على محمد.
المرجع: الدرر السنية 9\212ـ232



رابط الموضوع : http://www.assakina.com/book/6018.html#ixzz1WdiZiJ5C






 
قديم 31-08-11, 04:43 PM   رقم المشاركة : 7
هاشم المرقال
موقوف






هاشم المرقال غير متصل

هاشم المرقال is on a distinguished road


اقتباس:
فانا عندي سؤالين يا يا اخواني اهل السنة والجماعة




لن يجيبوك...............!






 
قديم 31-08-11, 05:12 PM   رقم المشاركة : 8
هشام السني
عضو ماسي






هشام السني غير متصل

هشام السني is on a distinguished road


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هاشم المرقال مشاهدة المشاركة
  

لن يجيبوك...............!

اسكت وخليك في حالك
هل أنت أعلم أهل الأرض حتى تقول هذا الكلام ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟






 
قديم 31-08-11, 05:29 PM   رقم المشاركة : 9
متبع لا مبتدع
عضو ماسي






متبع لا مبتدع غير متصل

متبع لا مبتدع is on a distinguished road


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هاشم المرقال مشاهدة المشاركة
  

لن يجيبوك...............!

السلام عليكم ورحمة الله

وكل عام وانتم بخير يا اخ هاشم

اتمني لك التوفبق والرشاد

اخوك محمد






 
قديم 31-08-11, 06:08 PM   رقم المشاركة : 10
رهين الفكر
عضو ماسي






رهين الفكر غير متصل

رهين الفكر is on a distinguished road


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محب آل البيت الاشراف مشاهدة المشاركة
  
السلام عليكم اخواني من اهل السنة والجماعة ولدي شبهة قد تكون مرت عليكم في هذا المنتدى ولكن لا مشكلة فأنا لاول مرة تمر علي مثل هذه الشبهة مع الاسف فأنا قد سمعت كمال الحيدري في حلقة القسم الثالث من محورية القرآن في المعرفة الدينية يذكرها في المصدر التالي




ج 9 / صفحة رقم 212 وهذا هو النص الذي ذكره هذا الكذاب الاشر كمال الحيدري

(أنه لما اشتد القتال يوم صفين قال عمر بن العاص قال عمر بن العاص لمعاوية بن أبي سفيان هل لك في أمر أعرضه عليكم لا يزيدنا إلا اجتماعاً ولا يزيدهم إلا فرقة)

فانا عندي سؤالين يا يا اخواني اهل السنة والجماعة


السؤال الأول : هل صح وثبت هذا القول عن عمرو بن العاص رضي الله عنه أم انه لم يصح؟

السؤال الثاني : ما المقصود بجملة لا يزيدنا الا اجتماعا ولا يزيدهم الا فرقة اذا صحت طبعا وهل في هذه الجملة طعنا بعلي رضي الله واصحابه ام لا

وشكرا

اخي الكريم

بداية لا بد من مقدمات لازمة وهي :
اقتباس:
عندنا المصادر هي اربع ،،، القرآن ،، السنة ،، كتب التفاسير ،، كتب التأريخ

فأما القرآن فحق كله ،، واما السنة فيجب التحقق من صحّة الحديث

واما بالنسبة للتفاسير وكتب التأريخ فإن كثيرا مما فيها يحتاج إلى تحقيق وإثبات صحته

ولذلك وخاصة في الفتنة التي حصل بين علي بن ابي طالب ومعاوية بن ابي سفيان فقد كثرت في ذلك الاقاويل وكان الناس في رواية اخبارها قسمين

قسم يخاف الله ويتقيه ،،، وهذا لا يتكلم الا بما يصله من علم ثابت ولذلك ترى ان ما قاله امثال هؤلاء قليل جدا لانه ليس كل شيء يقولونه

وقسم صاحب هوى وضلال ،،، وهؤلاء الذين لا يتورّعون عن نقل اي شيء او تحريف اي شيء او حتى إختراع اي شيء

وهذا القسم الثاني لا يأبه من صحة النقل او يتثبت فيه او يخافه الله في ما ينقل او إضفاء توضيح يوافق اهواءهم ومأربهم

فعلى هذا يجب التأكد من مصدر النقل بالرجوع إلى مصدره وهل المصدر مطعون فيه ام لا وهل الخبر موثق ام لا

وظهر لي ما ذكرته انه كتاب منهاج التأسيس والتقديس في كشف شبهات داود بن جرجيس ومؤلفه عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ

ولا استطيع الخوض في هذا الامر وإثبات الصحة من عدمها ،، وكان مقصد عمرو بن العاص هو رفع المصاحف والدعوة إلى التحاكم إلى القرآن






التوقيع :
الاثني عشرية يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض

فهم ،،، يؤمنون بقوله تعالى (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) مع تحريفهاعن معناها
ولكنهم يكفرون بقوله تعالى (لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا)

وهم ،،، يؤمنون بقوله تعالى (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) مع صرفها إلى من لم تنزل فيهم
ولكنهم يكفرون بقوله تعالى (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ)



اقتباس:
ان خط الدفاع الاول ضد استهداف الصحابة يبدأ عند معاوية رضي الله عنه ذلك الرجل العظيم
فأعداء دين الله يبدأون به ولكنهم لن ينتهوا عنده



من مواضيعي في المنتدى
»» كل عام وانتم بخير وعيدكم مبارك
»» ثبت عن رسول الله انه كان سيكتب كتابا يوصي فيه بالامر لابوبكر
»» وسقط الاثني عشرية وليس امامهم الا امرين اخفّهما اشد مرارة من العلقم
»» هذا هو القلم
»» هههههه اسمع لشيعي يقول عن عمر بن الخطاب ان هناك عمر حقيقي وعمر وهمي
 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:40 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "