العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-11-14, 10:05 PM   رقم المشاركة : 1
سيوف العـز
مشرف سابق







سيوف العـز غير متصل

سيوف العـز is on a distinguished road


قراءة في كتاب الإسلام بين الشرق والغرب لـ عزت بيقوفتش

لقد جاء كتاب الإسلام بين الشرق والغرب لمؤلفه الرئيس البوسني (علي عزت بيجوفيتش) ليناقش أبرز الأفكار العالمية في تاريخ البشرية المعاصرة، وللإجابة على كثير من الأسئلة التي تهم الجيل الجديد، والهدف من الكتاب هو إنارة الطريق للبشرية التي تتجه إلى مُرَكَّب جديد وموقف وسطي جديد في عصر المعضلات الكبرى والخيارات، وقد أصبحت الأيديولوجيات المتضاربة بأشكالها المتطرفة لا يمكن فرضها على الجنس البشري، ومن هنا فإن الإسلام هو مستقبل الإنسان، لأنه يدعو إلى خلق إنسان متسق مع روحه وبدنه، وكما كان الإسلام في الماضي الوسيط الذي عبرت من خلاله الحضارات القديمة إلى الغرب فإن عليه اليوم مرة أخري أن يتحمل دوره كأمة وسط في عالم منقسم، وذلك هو معنى الطريق الثالث - طريق الإسلام - الذي يحتل موقعًا وسطًا بين الشرق والغرب.

وعن طبيعة هذا الكتاب يقول مؤلفه في مقدمته أن هذا الكتاب ليس في اللاهوت ولا مؤلفه من رجال اللاهـوت إنه على الأرجح محاولة لترجمة الإسلام إلى اللغة التي يتحدث بها الجيل الجديد ويفهمها؛ إنه كتاب يتناول عقائد الإسلام ومؤسساته وتعاليمه بقصد اكتشاف موقع الإسلام في إطار الفكـر العــالمي...

ومن خلال الكتاب، ناقش (بيجوفيتش) عددا من الأفكار العالمية التي تهم البشرية من خلال دراسة متعمقة وموسوعية موجزة. فكتاب الإسلام بين الشرق والغرب هو في حقيقته كما قال البعض موسوعة علمية أو عدة كتب كبيرة في مجلد صغير... ونظرا لكثرة الموضوعات التي ناقشها المؤلف فسوف نقتصر على إلقاء الضوء على بعض القضايا العلمية التي تتعلق بقضية أصل الإنسان بين المادية والإسلام وقضية التفسير العلمي لآيات القرآن الكريم ويشتمل الكتاب على قسمين رئيسين: القسم الأول: يحمل عنوان المقدمات ويتناول نظرات حول الدين بصفة عامة من خلال مناقشة موقف كل من الدين والإلحاد من قضية أصل الإنسان والقضايا الأخرى المتعلقة بها, ومنها: الخلق والتطور، الثقافة والحضارة، ظاهرة الفن، الأخلاق، الثقافة والتاريخ، والدراما والطوبيا.

الإسلام ليس مجرد دين:

أما القسم الثاني من الكتاب، فإنه مخصص للإسلام، فالإسلام كما يقول المؤلف ليس مجرد دين أو طريقة حياة فقط، وإنما هو بصفة أساسية مبدأ تنظيم الكون، فكما أن الإنسان هو وحدة الروح والجسد، فالإسلام وحدة بين الدين والنظام الاجتماعي، وكما أن الجسم في الصلاة يمكن أن يخضع لحركة الروح، فإن النظام الاجتماعي يمكن أن يخدم بدوره المثل العليا والأخلاق هذه الوحدة الغريبة عن المسيحية وعن المذهب المادي معا، ميزة في الإسلام، بل هي من أخص خصائص الإسلام.

أصل الإنسان بين المادية والإسلام:

يبدأ الرئيس (علي عزت بيجوفيتش) في الفصل الأول من كتابه مناقشة قضية أصل الإنسان ؟ وماهية الحياة ؟ وهي القضية التي تعد حجر الزاوية لكل أفكار العالم، فأية مناقشة تدور حول كيف ينبغي أن يحيا الإنسان ؟ تأخذنا إلى الوراء إلى حيث مسألة أصل الإنسان، وفي ذلك تتناقض الإجابات التي يقدمها كل من الدين والعلم، كما هو الشأن في كثير من القضاي.

يقول الماديون: إن الإنسان هو الحيوان الكامل (L’ Homme Machine) وأن الفرق بين الإنسان والحيوان إنما هو فرق في الدرجة وليس في النوع، فليس هناك جوهر إنساني متميز، بينما يقول (دارون): الإنسان مجرد حيوان نشأ عبر عملية تطور طويلة، ويقول (جوليان هكسلي) إن الإنسان مجرد حيوان متفرد..

إن علم الحفريات وعلم هيئة الإنسان وعلم النفس، كلها علوم تصف من الإنسان فقط الجانب الآلي الذي لا معنى له. الإنسان مثله كمثل اللوحة الفنية والمسجد والقصيدة، أكثر من مجرد كمية ونوعية المادة التي تكونه، الإنسان أكثر من جميع ما تقوله عنه العلوم الحديثة.

ويمضي الرئيس (علي عزت بيجوفيتش) إلى محاورة مع علماء البيولوجيا يستنطقهم في مقولة كيف تطور الإنسان ؟ ولماذا توقف عن التطور بعد أن أصبح إنسانا بزعمهم؟

ماهية الحياة:

ويكشف علي عزت بيجوفيتش كيف أن العلماء على جهل بحقيقة ماهية الحياة وبدخائل النفس البشرية إلى حد لا يمكن معه أبدًا الجزم بشئ على أية درجة من المصداقية... في سـنة 1950م، وضـع (أندريه جورج) (Andre Geoges ) سؤالا واحدًا لعلماء البيولوجيا والأطباء وعلماء الطبيعة هو: ما هي الحياة ؟ وكانت جميع الإجابات التي تلقاها حذرة وغير محددة. ولنأخذ في ما يلي إجابة كل من (بيير لايان) و( جان روستاند) كنموذجين: (يظل السر كاملا، فنقص معلوماتنا تجعل كل تفسير للحياة أقل وضوحا من معرفتنا الغريزية بها )... ( حتى الآن لا نعرف على وجه التحديد ماهية الحياة نحن لا نستطيع حتى الآن أن نقدم تعريفا كاملاً دقيقا لظاهرة الحياة.

ويصل (علي عزت) إلى حقيقة مهمة وهي أن آفة من تعرضوا لهذا السؤال هي الوقوف بعيدا عن نقطة الوسط. فمما لا مراء فيه أن في الإنسان جانبًا حيوانيا في احتياجاته المادية وفي رغائبه الجسدية، ولكنه من الخطأ تمامًا اعتبار الجزء كلاً، فالإنسان أكثر من الجانب الجسدي، ثم إن دعاة التصوف يزعمون أن الإنسان على حد المقولات الكنسية ما هو إلا ضمير معنوي روحي، وهذا أيضا يصدق بشكل جزئي ولكن الذي يصدق بشكل كلي هو أن الإنسان توليفة من هذه وتلك..

ويؤكد (بيجوفيتش) أن الإنسان ليس مفصلا على طراز (داروين) ولا الكون مفصلا على طراز (نيوتن)، و يقول: الإسلام هو الاسم الذي يطلق على الوحدة بين الروح والمادة، وهو الصيغة الأسمى للإنسان نفسه. الإنسان في منظور الإسلام مخلوق كرمه الله، إنه الإنسان المكون من جسد وروح والمسيطر بمنهج إلهي على الطبيعة التي سخرها الله له، وهو في كل هذا يسجد لله وحده، فهو سيد في علاقته مع الله، ولا تقتصر الرؤية الإسلامية الوسطية في فكر (بيجوفيتش) على ما ذكر من قبل ولكنه يرى أن هناك منظومة فكرية تحرك القدرات العقلية للإنسان إلى ما هو أبعد من العلاقات الطبيعية البسيطة المنظورة لبحث ما وراء الطبيعية والغرض ليس فك هذه الرموز وإنما اكتساب التواضع والوعي بالجهل بمعنى أن تحول الجهل الذي لا ندركه. إلى الذي ندركه.

وسطية الإسلام:

كما يؤكد (علي عزت بيجوفيتش) على أن وسطية الإسلام يمكن إدراكها من خلال حقيقة أن الإسلام كان دائما موضع الهجوم من الجانبين المتعارضين الدين والعلم، ومصطلح دين يشير به المؤلف إلى معنى محدد وهو المعنى الذي تنسبه أوربا إلى الدين وتفهمه على أنه تجربة فردية خاصة لا تذهب أبعد من العلاقة الشخصية بالله، والدين بهذا المفهوم الأوربي اتهم الإسلام بأنه أكثر لصوقا بالطبيعة والواقع مما يجب، وأنه متكيف مع الحياة الدنيا، واتهم الإسلام من جانب العلم المادي أنه ينطوي على عناصر دينية وغيبية ويفند المؤلف هذا الهجوم بقوله في الحقيقة يوجد إسلام واحد فحسب، ولكن شأنه كشأن الإنسان له روح وجسم، فجوانبه المتعارضة تتوقف على اختلاف وجهات النظر نحو الإسلام، فالماديون لا يرون في الإسلام إلا أنه دين وغيب أي اتجاه يميني بينما يراه المسيحيون فقط كحركة اجتماعية سياسية، أي اتجاه يساري.

الإسلام وإقامة التوازن في حياة البشر:

ويوضح الرئيس (علي عزت بيجوفيتش) رحمه الله حقيقة مهمة من حقائق الإسلام بقوله من أجل مستقبل الإنسان ونشاطه العلمي، يعني الإسلام بالدعوة إلى خلق إنسان متسق مع روحه وبدنه، ومجتمع تحافظ قوانينه ومؤسساته الاجتماعية والاقتصادية على هذا الاتساق ولا تنتهكه، إن الإسلام هو البحث الدائم عبر التاريخ عن حالة التوازن الجواني والبراني أو الداخلي والخارجي هذا هو الإسلام اليوم، وهو واجبه التاريخي المقدر له في المستقبل، إن الإسلام لم يكن مجرد أمة إنما هو على الأرجح دعوة إلى أمة تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر أي تؤدي رسالة أخلاقية.







التوقيع :
أتعجب من جيل أصبح يكتب الحمدلله هكذا >>>> el7md lelah !!

ينزل الله القرآن بلغتهم و يدعونه >>>> yarb
للجهلاء : الذين يظنون أنه >>>> ثقافة
تأملوا هذه الآية في سورة يوسف يقول الله تعالى :
♥♥" إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ "
ツツ
من مواضيعي في المنتدى
»» دعوة أقسم النبي أن من قالها فرج الله همه
»» إيران.. بدلا من الصفقة صفعة!
»» موقف معبر لمحجبة فرنسية في سوبرماركت في فرنسا / صور ومقاطع
»» الرد على سخرية بشار بمن قدمو المبادرات ـــ الشيخ عدنان العرعور الخميس..
»» بين مقتدى ونصر الله شرق أوسط على كف عفريت
 
قديم 26-11-14, 10:10 PM   رقم المشاركة : 2
سيوف العـز
مشرف سابق







سيوف العـز غير متصل

سيوف العـز is on a distinguished road


الإسلام جوهر الحياة:

وفي القسم الثاني من الكتاب يتناول معجزة الإسلام كوحدة ثنائية القطب، ويتناول جوانب من إعجاز كتاب الإسلام في صيغته المكتوبة، وهو القرآن الكريم، ويصف القرآن بأنه حياة ويوضح ذلك قائلا: إن التعليق الوحيد الأصيل عن القرآن هو القول بأنه حياة وكما نعلم كانت هذه الحياة في نموذجها المتفرد هي حياة النبي محمد صلي الله عليه وسلم، إن الإسلام في صيغته المكتوبة أعني القرآن قد يبدو بغير نظام في ظاهره، ولكنه في حياة محمد صلي الله عليه وسلم قد برهن على أنه وحدة طبيعية من الحب والقوة، المتسامي والواقعي، الروحي والبشري، هذا المركب المتفجر حيوية من الدين والسياسية يبث قوة هائلة في حياة الشعوب التي احتضنت الإسلام، في لحظة واحدة يتطابق الإسلام مع جوهر الحياة.

القرآن والحقائق العلمية:

وحول موقف القرآن من العلم يقول (علي عزت): لا يحتوي القرآن على حقائق علمية جاهزة، ولكنه يتضمن موقفا علميا جوهريا... اهتماما بالعالم الخارجي، وهو أمر غير مألوف في الأديان، يشير القرآن إلى حقائق كثيرة في الطبيعة، ويدعو الإنسان للاستجابة إليها، فالأمر بالعلم ( بالقراءة ) لا يبدو هنا متعارضا مع فكرة الألوهية، بل إنه قد بدأ باسم الله ( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبّكَ الّذِي خَلَقَ


) [سورة العلق] آية 1 الإنسان، بمقتضي هذا الأمر لا يلاحظ ويبحث ويفهم ( طبيعة خلقت نفسها ) ولكن الكون الذي أبدعه الله. وليست الملاحظة بلا هدف أو لا مبالية أو خالية من الشوق، وإنما هي مزيج من العلم وحب الاستطلاع والإعجاب الديني. وكثير من أوصاف الطبيعة في القرآن على درجة عالية من الشاعرية ويستشهد الرئيس (علي عزت) بالعديد من الآيات القرآنية التي تحتوي على ( موقف علمي جوهري ) كما عبر هو ومنها الآيات التالية: ( إِنّ فِي خَلْقِ السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللّيْلِ وَالنّهَارِ وَالْفُلْكِ الّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النّاسَ وَمَآ أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السّمَآءِ مِن مّآءٍ فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثّ فِيهَا مِن كُلّ دَآبّةٍ وَتَصْرِيفِ الرّيَاحِ وَالسّحَابِ الْمُسَخّرِ بَيْنَ السّمَآءِ وَالأرْضِ لاَيَاتٍ لّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ

) [البقرة 164] ( إِنّ اللّهَ فَالِقُ الْحَبّ وَالنّوَىَ يُخْرِجُ الْحَيّ مِنَ الْمَيّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيّتِ مِنَ الْحَيّ ذَلِكُمُ اللّهُ فَأَنّىَ تُؤْفَكُونَ. فَالِقُ الإِصْبَاحِ وَجَعَلَ الْلّيْلَ سَكَناً وَالشّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَاناً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ. وَهُوَ الّذِي جَعَلَ لَكُمُ النّجُومَ لِتَهْتَدُواْ بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصّلْنَا الاَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ، وَهُوَ الّذِيَ أَنشَأَكُم مّن نّفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصّلْنَا الاَيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ، وَهُوَ الّذِيَ أَنزَلَ مِنَ السّمَآءِ مَآءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِراً نّخْرِجُ مِنْهُ حَبّاً مّتَرَاكِباً وَمِنَ النّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنّاتٍ مّنْ أَعْنَابٍ وَالزّيْتُونَ وَالرّمّانَ مُشْتَبِهاً وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انْظُرُوَاْ إِلِىَ ثَمَرِهِ إِذَآ أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنّ فِي ذَلِكُمْ لاَيَاتٍ لّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ

) [الأنعام 95-99 ] ( وَسَخّرَ لَكُمُ اللّيْلَ وَالْنّهَارَ وَالشّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالْنّجُومُ مُسَخّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنّ فِي ذَلِكَ لاَيَاتٍ لّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ. وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الأرْضِ مُخْتَلِفاً أَلْوَانُهُ إِنّ فِي ذَلِكَ لاَيَةً لّقَوْمٍ يَذّكّرُونَ. وَهُوَ الّذِي سَخّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُواْ مِنْهُ لَحْماً طَرِيّاً وَتَسْتَخْرِجُواْ مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ وَلَعَلّكُمْ تَشْكُرُونَ

) [سورة النحل 12-14 ] ( أَفَلاَ يَنظُرُونَ إِلَى الإِبْلِ كَيْفَ خُلِقَتْ. وَإِلَى السّمَآءِ كَيْفَ رُفِعَتْ. وَإِلَىَ الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ. وَإِلَى الأرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ

) [الغاشية 17-20 ].
يقول (علي عزت) معلقا على تلك الآيات: في هذه الآيات التي اتجهت بكليتها إلى الطبيعة نجد فيها تقبلا كاملا للعالم ولا أثر فيها لأي نوع من الصراع مع الطبيعة، فالإسلام يبرز ما في المادة من جمال ونبل كما هو الحال بالنسبة للجسم في موقف الصلاة، والممتلكات في الزكاة، إن العالم المادي ليس مملكة للشيطان، وليس الجسم مستودعًا للخطيئة، حتى عالم الآخرة، وهو غاية آمال الإنسان وأعظمها، صوره القرآن مغموسا بألوان هذا العالم، ويرى المسيحيون في هذا حسية تتنافى مع عقيدتهم ولكن الإسلام لا يرى العالم المادي مستغربا في إطاره الروحي ويضيف الرئيس (علي عزت) إن آيات القرآن توقظ الفضول الفكري وتعطي قوة دافعة للعقل المكتشف. قال الله تعالى: (
وَفِي الأرْضِ قِطَعٌ مّتَجَاوِرَاتٌ وَجَنّاتٌ مّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَىَ بِمَآءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضّلُ بَعْضَهَا عَلَىَ بَعْضٍ فِي الاُكُلِ

) [الرعد 4 ] هذه الآية الكريمة تستفز الفكر، فهي تطرح مشكلة تكمن في أعماق علوم الكيمياء والنتيجة أن المسلمين هم الذين وضعوا النهاية للجدل الذي دار حول قضايا جوهرية استحوذت على المسيحية عندما اتجهوا إلى الكيمياء، وكان هذا تحولا من الفلسفة الصوفية إلى العلم العقلاني. وفي جميع الآيات التي سبق اقتباسها من القرآن عنصر مشترك وهو الدعوة إلى الملاحظة، وهي فاعلية بواسطتها بدأت قدرة الإنسان على العالم والطبيعة.

أسباب القوة الغربية مستمدة من تراث المسلمين:

ولقد أثبت البحث في أساس القوة الغربية، أن هذه القوة لا تكمن في أسلحتها واقتصادها، فهذا هو المظهر الخارجي للأشياء فقط، وإنما يكمن في الملاحظة والمنهج التجريبي، في التفكير الذي ورثته الحضارة الغربية عن( بيكون) الذي استمد هو بدوره المنهج التجريبي من المسلمين.

تأثير القرآن في تطور العلوم:

ويرى (علي عزت بيجوفيتش) أن المواقف العلمية الجوهرية التي تضمنتها آيات القرآن قد أثرت في تقدم العلوم لدى المسلمين في عصور ازدهار الحضارة الإسلامية ويعبر عن هذا قائلا: هذا الاهتمام الفذ بعلم الفلك وبالعلوم الطبيعية خلال القرون الأولى للإسلام؛ كان نتيجة مباشرة لتأثير القرآن. لقد تحول الدين نحو الطبيعة فبدأت مرحلة عظيمة في تطور العلوم، وكان هذا من أعظم الإنجازات التي تحققت في التاريخ ويضرب مثالا على ذلك فيقول: لقد كان هذا أكثر وضوحا، فيما يتعلق بتطوير علم الفلك، حيث نجد في كتاب (جنسر) تاريخ العلوم الطبيعية حقائق تؤكد فاعلية العالم الإسلامي وإنجازاته في مجال هذا العلم..


ويقول (بيجوفيتش) موضحا: وجد المسلمون في وادي الفرات علم التنجيم مزدهرا وقد جمع معرفة هامة عن الظواهر الفلكية عبر ثلاثة آلاف سنة، ولكن لأن الاعتقاد بارتباط مصير الإنسان بالنجوم – وهو ميدان اهتمام علم التنجيم – كان غريبا عن الإسلام، فإن التوحيد الإسلامي والعقلانية الإسلامية استطاعت أن تحول علم التنجيم إلى علم فلك، وقد أنشئت لهذا الغرض مدرسة بغداد لعلوم الفلك وسميت باسم مرصدها الشهير، ويتحدث (سيديلوت) (sedillet) عن ذلك فيقول: كان من أخص خصائص مدرسة بغداد لعلم الفلك منذ نشأتها روحها العلمية بأن تنتقل من المعلوم إلى المجهول عن طريق الملاحظة.






التوقيع :
أتعجب من جيل أصبح يكتب الحمدلله هكذا >>>> el7md lelah !!

ينزل الله القرآن بلغتهم و يدعونه >>>> yarb
للجهلاء : الذين يظنون أنه >>>> ثقافة
تأملوا هذه الآية في سورة يوسف يقول الله تعالى :
♥♥" إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ "
ツツ
من مواضيعي في المنتدى
»» هل عزل ربيع العرب إيران؟
»» واشنطن تتهم إيران وحزب الله بدعم الحوثيين في اليمن
»» دعوة لعصيان مدني بعد تظاهرات المزة وسط دمشق المنددة بالنظام أمس
»» هل تريدون أن ( تسخسخوا ) من الضحك على الشيعه ؟؟؟ ,,,
»» خطيب جمعة طهران يدعو الشيعة إلى "الجهاد" دفاعًا عن الأسد
 
قديم 26-11-14, 10:14 PM   رقم المشاركة : 3
سيوف العـز
مشرف سابق







سيوف العـز غير متصل

سيوف العـز is on a distinguished road


يقول الدكتور عبدالوهاب المسيري

عن تحوله من المادية الماركسية الى الاسلام

لو كنت قرات هذا الكتاب في مقتبل حياتي
الفكرية لوفر علي وقتنا كبيرا، لأنه قدم رؤية
انسانية اسلامية للكون
رائعة وعظيمة .........






التوقيع :
أتعجب من جيل أصبح يكتب الحمدلله هكذا >>>> el7md lelah !!

ينزل الله القرآن بلغتهم و يدعونه >>>> yarb
للجهلاء : الذين يظنون أنه >>>> ثقافة
تأملوا هذه الآية في سورة يوسف يقول الله تعالى :
♥♥" إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ "
ツツ
من مواضيعي في المنتدى
»» تحريف القران عند الشيعه الرافضه بأصوات المعممين
»» بروفيسور كندي ينطق الشهادتين بجدة: الإسلام مشوه في الغرب
»» بالفيديو.. حاخام يهودي يحذر من يوم "الزحف العربي"
»» "علي اللامي" .. جزار أهل السنة في العراق
»» أحرار سورية يباركون للعلماء (الذين ساندوا الأسد) بتخليد أسمائهم مع ابن العلقمي
 
قديم 26-11-14, 11:35 PM   رقم المشاركة : 4
محمد السباعى
عضو ماسي






محمد السباعى غير متصل

محمد السباعى is on a distinguished road


رحم الله الرئيس البوسنى رحمة واسعة وجزاك خيرا







 
قديم 27-11-14, 07:16 AM   رقم المشاركة : 5
سيوف العـز
مشرف سابق







سيوف العـز غير متصل

سيوف العـز is on a distinguished road


اللهم امين بارك الله فيك اخوي محمد السباعي
الإسلام دين الوسطية تزخر به اسطر ذلك الكتاب. بين العلم والدين والتطرف والتحرر والإفراط والتفريط والواقعية والمثالية والمادية والروحانية والثقافة والحضارة وبين الشرق والغرب يتجول معنا الفيلسوف الرئيس (علي عزت بيجوفيتش) رحمه الله رحمة واسعة بين صفحات كتابه الرائع. حقا هو من أروع ما قرأت حتى الآن على الإطلاق ولا أستطيع أن أعبر عن تأثير قراءة ذلك الكتاب الاني اقول أنه رجل مسلم كتب عن علم ومعرفة ..........







التوقيع :
أتعجب من جيل أصبح يكتب الحمدلله هكذا >>>> el7md lelah !!

ينزل الله القرآن بلغتهم و يدعونه >>>> yarb
للجهلاء : الذين يظنون أنه >>>> ثقافة
تأملوا هذه الآية في سورة يوسف يقول الله تعالى :
♥♥" إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ "
ツツ
من مواضيعي في المنتدى
»» منظمة مراسلون بلا حدود تطالب بفتح ملف حقوق الإنسان في إيران
»» رشق مسلمين بالبيض أثناء صلاة عيد الأضحى باليونان
»» الأردن يوجه إنذاراً نهائياً للسفير السوري بالطرد
»» السبب في إسلام كثير من الأمريكيين...كنيسة أمريكية تحرق المصحف الشريف
»» إســتراااتيجية الـبركـاااان ...!!! ..
 
قديم 27-11-14, 06:33 PM   رقم المشاركة : 6
بعيد المسافات
عضو ماسي






بعيد المسافات غير متصل

بعيد المسافات is on a distinguished road


الله ييزاك خير مشرفنه لفت انتباهي قوله

لم يغن الشعب للذكاء وإنما غنى للشجاعة لأنها الأكثر ندرةلا كراهية لدي وإنما لدي مرارة الطريقة الوحيدة للانتصار على الظلم هي التسامح، أليست كل عدالة ظلما جديدا
السجن يقدم معرفة يمكن أن يقال عنها أنها مؤلمة للغاية
يعاني الإنسان في السجن من نقص في المكان وفائض في الزمان
لاتقتل البعوضوإنما جفف المستنقعات






التوقيع :
بسم الله توكلت على الله
الواحد الاحد الفرد الصمد ..

http://www.youtube.com/watch?v=HodzzrTyoAY
من مواضيعي في المنتدى
»» تشكيل إقليم "الشرق" باليمن "الاتحادية"
»» حرب الدولة السعودية على المخدرات
»» مريكي عرف الله وحده فأنظر استجابة القدر و أغرب قصة
»» "بليز كلمني عربي".. هاشتاج النشطاء في يوم "اللغة العربية"
»» نواب كويتيون يطالبون بضم إيران لمجلس التعاون بدلا من مصر
 
قديم 29-11-14, 08:20 PM   رقم المشاركة : 7
سيوف العـز
مشرف سابق







سيوف العـز غير متصل

سيوف العـز is on a distinguished road


حياك الله وبياك اخي بعيد المسافات يعتبر كتابه قيم يصنف من الكتب الفكريه ربما يكون من الكتب كاملة الدسم يتحدث المؤلف على عزت بيجوفيتش رحمه الله تعالى وهو الرئيس والمناضل البوسني الغني عن التعريف عن قضايا فكرية عميقه في الدين الاسلامي والاختلافات في الرؤيه على امتداد العالم الاسلامي الى العالم الغربي شخصيا لم استطع اكماله بنفس درجة التركيز لكنه يستحق العوده لقراءته ..........






التوقيع :
أتعجب من جيل أصبح يكتب الحمدلله هكذا >>>> el7md lelah !!

ينزل الله القرآن بلغتهم و يدعونه >>>> yarb
للجهلاء : الذين يظنون أنه >>>> ثقافة
تأملوا هذه الآية في سورة يوسف يقول الله تعالى :
♥♥" إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ "
ツツ
من مواضيعي في المنتدى
»» صاروخ رافضي جديد هيا إلى مدينة قم الايرانية ؟!!!
»» حكومة الكويت تجتمع بعد استقالة وزراء
»» أدركوا طلاب الحوزة يا شيعة فقد أسلموا (فيديو) ..
»» شاهدوا أبناء ناحية (تل عبطة) وهم يخوضون في مياه الفيضان للوصول الى ساحة
»» صمود الثورة العراقية .. ضرورة وجودية لتلافي الماسأة السورية
 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:00 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "