مصير السجناء ودور العلماء

[كـش مـلـك]

مصير ( الـسّـجـنـاء ) ودور ( الـعـلـمـاء ) !!
بسم الله الرحمن الرحيم

** أيها الأحبة ......... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :

** لا شك أن (وزارة الداخلية) لديها نظامها الخاص في التعامل مع السجناء بفئاتهم المختلفة وخاصة سجناء الحقوق العامة والجرائم وغيرها كما أن هناك سجناء من فئة خاصة وهم سجناء الفئة (الباغية) أو (الضالة) كما نسمع في البيانات والأخبار ، مع تحفظي على التسمية غير الدقيقة ، إذ أن هؤلاء هم من أبنائنا ووطننا وأهلنا ولكنهم سلكوا الطريق الخطأ بإجتهاد أو تضليل أو جهل أو غيره ..!!! وكثير منهم تابوا ورجعوا عن قناعاتهم السابقة وإنخرطوا مجددا معنا وبيننا ، وكثير منهم ثبت تورطهم عن غير رغبة ولا قناعة وإنما هي سلسلة من المراحل التي تبدأ بسيطة ولا تنفك تنتهي خطيرة ..!! وبعض هذه الفئة السجينة أعطيت فرصاً للخروج من السجن بشروط الإقلاع والرجوع ، ولكنهم وبإجتهاد أيضاً أو تضليل أو جهل رفضوا فبقوا في السجن .. وموضوعي هو حول هذه الفئة الخارجة أو الجاهلة أو المجتهدة والتي تمّ القبض على أكثرهم مؤخرا ، وكذلك عن فئة السجناء من بعض العلماء والمفكرين .. وأقول فيه :

** إنني أتمنى على وزارة الداخلية أن تكرّر عليهم عرض الخروج بين فترة وأخرى أو تعرضهم على القضاء ليفصل فيهم ويحكم عليهم ، فالسجن وسيلة ضغط للتوبة والإقلاع بشكل عام ، وقناعات الإنسان تتبدّل سريعاً كما تمكنت سريعاً في ظلّ مناخات وأجواء إنسانية أو فكرية متقلبة بحسب آليات ومنهج ورفقة السجن نفسه ..!!

** وكنت أتمنى أن تتخذ الوزارة مبدأ (العروض الخاصة) أسلوبا وديدناً وتكرار فرص الإفراج مع السجناء ، ولا يُعدّ ذلك منها ضعفاً ولا تنازلا ولا خضوعاً ، وإنما هو (الإصلاح) و (التربية) و (الإشفاق) وخاصة مع أبنائها التي تعلم أن أكثرهم إما جاهل أو مجتهد أومخطئ أومتورّط ، وهو أسلوب ناجع متى توفرت البيئة الشرعية والفكرية والتوعوية والنفسية الصحيحة داخل أروقة هذه السجون ، وهي أجواء صحيّة تقوم على أسس علميّة تربوية شرعية يضطلع بها صفوة من المخلصين لهذا الدّين وهذا الوطن .. نعم فنحن نأمل ونتوق إلى خروج الجميع من السجن سواءا من هذه الفئة أم من الفئات الأخرى فالسجن عذاب على الكثيرين منهم ويعزّ علينا أن نراهم في زنازينه وفيهم بقية من إصلاح وتوبة وإستعداد للعودة إلى الطريق الذي يحقق لهم الحرية والسلامة ..

** أما من كانت قناعاته راسخة ومبادئه ثابتة ويرى فيها الحق ولو على حساب سجنه وحريّته فله ذلك والله حسبه وليس علينا ولا عليه من حرج إذا بقي ، وربما السجن له أنفع وأكثر أجرا ورغبة ، والله يفصل بين الناس يوم القيامة ولكن يجب أن يُحاكم شرعا ولا يُترك هكذا دون تهمة وقضاء ومحكمة ..

** وهنا يأتي دور كبار العلماء والمشائخ وهو دور نفتقده أو هو زهيد إن وجد ولا يرتقي نحو المسئولية الحقيقية المُلقاة على عاتقهم ، بل لا يتوازى مع ميزاتهم الشخصية العلمية والمهنيّة والإجتماعية ولا يتماشى مع دورهم الحقيقي نحو دينهم ومجتمعهم ، وهي مسؤولية :

(( المناصحة والحوار والإحتكام إلى الحق )) مع هذه الفئة من السجناء من الشباب أو من غيرهم ، وخاصة أن إتهامات أكثرهؤلاء السجناء تتعلق بمسائل فكرية وعقدية ونحوهما ..!!

** فأين هو دور ومسؤولية كبار العلماء والمستشارين والأكاديميين وأهل الحلّ والعقد وغيرهم نحو هذه الفئة ونحو دينهم ووطنهم وأمانتهم ؟؟

** يجب أن (( نـعـالـج )) و(( نـُنـاصـح )) و(( نـُصـحـّح )) من أسقام وأخطاء ومفاهيم هؤلاء السجناء ، ويجب أن نسمع لهم ويجب أن نحاورهم عبر مجموعة من العلماء والخبراء والتربويّين وليس عن طريق المحققين والمخبرين ، ويجب أن يقتصر دور المحققين على مرحلة التحقيق الشامل والمتكامل والعادل فقط ، ثم بعد ذلك يبدأ دور القضاة والعلماء والخبراء والمخلصين من أجل التقويم والتبصير والإصلاح والدعوة .. هذا هو المأمول وهذا هو الجهد وعلى الله التكلان ..

** أتمنى من كلّ قلبي أن ذلك يحدث فعلا .. وأتمنى أن نسمع الأخبار عن خروج كثير من السجناء في هذا الشهر المبارك وهو شهر الرحمة والمغفرة ومن جميع الفئات وخاصة هذه الفئة وفئة الحقوق العامة أو أصحاب القضايا (التجارية) المعلقة ..!!
ــ فالسجن بناء وتقويم وإصلاح ..

** اللهم إني أسألك الأمن والآمان لبلادنا ، وأسألك أن تجمع شملنا وتوحد صفنا وتنتقم لنا يا ربّ من المنافقين والمستنفعين وأعداء دينك وعبادك الصالحين .. آمين .

ــ الثلاثاء : 5/9/1425هـ

** لكم الحب والتقدير ،،،

** أخــوكـــــــــــــــــ كـش مـلـك ــــــــــــــــــم