( بحث روائي )
في الدر المنثور ، أخرج عبد بن حميد عن زيد بن أسلم قال : سحر النبي صلىاللهعليهوآله رجل من اليهود فاشتكى ـ فأتاه جبريل فنزل عليه بالمعوذتين وقال : إن رجلا من اليهود سحرك والسحر في بئر فلان ـ فأرسل عليا فجاء به فأمره أن يحل العقد ويقرأ آية ـ فجعل يقرأ ويحل حتى قام النبي صلىاللهعليهوآله كأنما نشط من عقال.
أقول : وعن كتاب طب الأئمة ، بإسناده إلى محمد بن سنان عن المفضل عن الصادق عليهالسلام : مثله وفي هذا المعنى روايات كثيرة من طرق أهل السنة باختلاف يسيرة ، وفي غير واحد منها أنه أرسل مع علي عليهالسلام زبيرا وعمارا وفيه روايات أخرى أيضا من طرق أئمة أهل البيت عليهالسلام.
وما استشكل به بعضهم في مضمون الروايات أن النبي صلىاللهعليهوآله كان مصونا من تأثير السحر كيف؟ وقد قال الله تعالى : « وَقالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلاً مَسْحُوراً انْظُرْ
كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثالَ فَضَلُّوا فَلا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلاً » الفرقان : ٩.
يدفعه أن مرادهم بالمسحور والمجنون بفساد العقل بالسحر وأما تأثره عن السحر بمرض يصيبه في بدنه ونحوه فلا دليل على مصونيته منه.
وفي المجمع ، وروي : أن النبي صلىاللهعليهوآله كان كثيرا ما ـ يعوذ الحسن والحسين عليهالسلام بهاتين السورتين.
وفيه ، عن عقبة بن عامر قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : أنزلت علي آيات لم ينزل مثلهن المعوذتان ، أورده في الصحيح.
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نويسنده : الطباطبائي جلد : 20 صفحه : 393-394