العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-07-15, 05:12 AM   رقم المشاركة : 1
امـ حمد
عضو ذهبي







امـ حمد غير متصل

امـ حمد is on a distinguished road


الشرك الأصغر

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالى(وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ)البينة،
والشرك ينقص ثواب العمل وقد يحبطه إذا زاد وغلب،أي فسر الشرك الأصغر بالرياء وحذر منه،ختام الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم،وكان أشد ما يخشاه على أمته(إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر،قالوا،يا رسول الله،وما الشرك الأصغر،قال،الرياء)يقول الله عز وجل لهم يوم القيامة إِذا جزِي الناس بأعمالهم،اذهبوا إِلى الذين كنتم تراءون في الدنيا فانظروا هل تجِدون عندهم جزاء،رواه الإمام أحمد،والطبراني،وقال الألباني صحيح،
وبذلك فسر قول الله عز وجل(فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً )الكهف
إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً له،فعن أبي هريرة، رضي الله عنه،قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيما يرويه عن ربه عزوجل(أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك فيه غيري تركته وشركه)رواه مسلم،
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم من المسيح عندي قال،قلنا بلى،قال،الشرك الخفي،أن يقوم الرجل يصلي لمقام الرجل) رواه أحمد،
وله عن شداد بن أوس رضي الله عنه قال،إن أخوف ما أخاف عليكم أيها الناس لما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول(من الشهوة الخفية والشرك هي شهوات الدنيا من نسائها وشهواتها، فقال شداد،لو رأيتم رجلاً يصلي لرجل أو يصوم لرجل أو يتصدق،أترون أنه قد أشرك،قالوا،نعم والله،إن من صلى لرجل أو صام أو تصدق له لقد أشرك،فقال شداد،فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم،يقول(من صلى يرائي فقد أشرك ،ومن صام يرائي فقد أشرك،ومن تصدق يرائي فقد أشرك)
قال عوف بن مالك عند ذلك،أفلا يعمد الله إلى ما ابتغي به وجهه من ذلك العمل كله فيقبل ما خلص منه ويدع ما أشرك به،
وللبزار عن أنس رضي الله عنه قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم،تعرض أعمال بني آدم بين يدي الله عز وجل يوم القيامة في صحف مختمة،فيقول الله،ألقوا هذا واقبلوا هذا،فتقول الملائكة،يا رب،والله ما رأينا منه إلا خيراً،فيقول،
إن عمله كان لغير وجهي،ولا أقبل اليوم من العمل إلا ما أريد به وجهي،
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(من أحسن الصلاة حيث يراه الناس وأساءها حيث يخلو فتلك استهانة استهان بها ربه عز وجل)رواه مسلم،والترمذي،والنسائي،
وأما الشرك الأصغر فهو،كل ما كان ذريعة إلى الأكبر ووسيلة للوقوع فيه،ونهى عنه الشرع وسماه شركاً،ومنه الحلف بغير الله،وقد ثبت عن النبي،صلى الله عليه وسلم،أنه قال(من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك)أخرجه الترمذي و الحاكم بإسناد صحيح،عن ابن عمر،رضي الله عنه،
وهذا دليل على أن الحالف بغير الله مشرك الشرك الأصغر،وقد يكون الحلف بغير الله شركاً أكبر يحبط الأعمال، ولا يغفره الله، عز وجل،فهذا قد ساوى الخالق بالمخلوق فهو يعظمه كما يعظم ربه فهذا قد وقع في المصيبة العظمى والشرك الأكبر،وقد ارتد بهذا عن دينه،حتى يتوب إلى ربه،عز وجل،
وإن أصر على تعظيم المخلوق المحلوف به كتعظيمه لربه،عز وجل،حتى مات فهو في النار خالداً مخلداً فيها أبداً، وقد أحبط الله عمله، فلم يقبل منه صلاة ولا صياماً ولا حجاً،قال الله سبحانه وتعالى(وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الخَاسِرِينَ)الزمر،
وإذا قام بقلب الحالف بغير الله أن هذا المخلوق المحلوف به يجوز أن يعبد مع الله أو ساوى به الله في المحبة أو نحو ذلك من المقاصد والنيات الكفرية فهو بهذا يكون أيضاً مشركاً شركاً أكبر،
أن الرياء محبط للأعمال، وسبب لمقت الله، ولعنته، وطرده، وأنه من كبائر المهلكات، ومن الشرك الأصغر الذي لا يُغفر لصاحبه إذا مات عليه، بل يعذب بقدره، قال تعالى﴿ إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا ﴾النساء،
فجدير بالمسلم أن يشمر عن ساعد الجد، وأن يجاهد نفسه بإزالته، وإخلاص العمل لله في أقواله، وأفعاله،وإرادته، وأموره كلها،قال تعالى﴿قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِين،لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِين ﴾الأنعام،
الله حده أعلم بالنيات،وأعلم بالأعمال الخالصة المقصودة لوجهه الكريم وحده لا شريك له،تجري في الخفاء الشديد من عباده المتقين لا يعلمها إلا هو، لأنها له عز وجل وحده،(الرياء)الذي ما تخيلنا أبداً قدرته الرهيبة على إفساد العبادات، ومهارته في تلويث نية الطاعة لله بالمباهاة،
اللهم طهر أعمالنا من الرياء وقلوبنا من النفاق وألسنتنا من الكذب وأعيننا من الخيانة يا رب العالمين.







 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:44 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "