وأختم مسألة سليم بن قيس بـ قول المازندراني فقد قال في شرحه على أصول الكافي:
(عن أبان بن أبي عياش) بالشين المعجمة، قال ابن الغضائري: هو ضعيف. وقال السيد علي بن أحمد: إنه كان فاسد المذهب ثم رجع، وكان سبب تعريفه هذا الأمر سليم بن قيس.
(عن سليم بن قيس) الهلالي، سليم بضم السين، مجهول الحال. [28]
يُعلق أبو حسن الشعراني فيقول:
وأقول: كل ما رأيناه منقولا عن سليم فهو من هذا الكتاب المعروف، وقد طبع أخيرا، وفيه امور فاسدة جدا كما ذكروا، فلا عبرة بما يروى عنه إلا أن يؤيد بقرينة عقلية أو نقلية، وقد ذكر ابن الغضائري أنه وجد ذكر سليم في مواضع من غير جهة كتابه ورواية أبان بن أبي عياش عنه، ونقل عنه ابن عقدة أحاديث في رجال أمير المؤمنين (عليه السلام)، ولكنا ما رأينا في كتبنا التي بأيدينا حديثا عنه وحينئذ فينحصر الأمر في الكلام على الكتاب الموجود، وهو ضعيف جدا، فكأنه نظير كتاب الحسنية وكتاب عبد المحمود النصراني الذي أسلم وتحير في المذاهب حتى هداه الله للتشيع موضوع لغرض صحيح، وإن لم يكن له واقع وحقيقة. (ش) [29]
***
ثــــــانياً:
قالَ مركز الأبحاث العقائدية: "2- جاء في إقبال الأعمال: 625 ، والبحار: 97 / 200 ، نص الزيارة التي يقول فيها : (الممنوعة إرثها، المكسورة ضلعها ، المظلوم بعلها ، والمقتول ولدها )."
الـــــرد على الــــــــــــرواية الثانية:
نص الزيارة التي ذُكرت في "إقبال الأعمال" يقول إبن طاووس:
فلنذكر زيارة لها، ذكرها محمد بن علي الطرازي يؤمي الزائر بها الى شرف محلها .. تقول: السلام عليك يا بنت رسول الله .. وصل على البتول الطاهرة، الصديقة المعصومة، التقية النقية، الرضية [ المرضية ]، الزكية الرشيدة، المظلومة المقهورة، المغصوبة حقها، الممنوعة ارثها، المكسور ضلعها، المظلوم بعلها، المقتول ولدها، فاطمة بنت رسول الله، وبضعة لحمه وصميم قلبه (1)، وفلذة كبده، والنخبة منك له ..إلخ. [30]
أ- أقول: إن الزيارة لا تصح، فهي عن طريق المحترم "محمد بن علي الطرازي" وهو مجهول، يقول الجواهري: "١١٣٩٢ - ١١٣٨٧ - ١١٤١٤ - محمد بن علي الطرازي: أكثر الرواية عنه ابن طاووس في كتابه الاقبال - مجهول -." [31]
يقول العلامة الشاهرودي: ١٤٠١٣ - محمد بن علي الطرازي:لم يذكروه. روى عنه السيد في الإقبال مترحما عليه أحاديث دعاء رجب وأعمال البيض منه وغيرهما. وروى عنه ص ٢٠٠ و ٤٧٢ و ٤٧٤ و ٤٧٥ ٦٧٥ وغيرها كثير. ويأتي مع اسم جده محمد. [32]
ب- أما قول الأبحاث العقائدية أنها في البحار، فأقول: أن المجلسي نقلها عن إقبال الأعمال لإبن طاووس، فقال: "ثم قال السيد: ومن تعظيم هذا اليوم زيارة سيدتنا عليها السلام (2) فيه، ثم قال: زيارة مولاتنا فاطمة صلوات الله عليها تقول: السلام عليك يا بنت رسول الله، السلام عليك يا بنت نبي الله ..إلخ" [33]
وجاء في الهامش: "الاقبال ص99" .
أقول: تقدم الكلام عن رواية الأقبال.
ثـــــــالثاً:
قال مركز الأبحاث العقائدية: "3- جاء في الامالي للصدوق : 100 ، وإرشاد القلوب للديلمي: 2 / 295 ، والبحار : 28 / 37 ، و43 / 172 ، والعوالم : 11 / 391 ، عن ابن عباس ، قال : إنّ رسول الله كان جالسا إذ أقبل الحسن عليه السلام… إلى أن قال : (وأما ابنتي فاطمة …. وإنّي لما رأيتها ذكرت ما يصنع بها بعدي ، كأنّي بها وقد دخل الذل بيتها ، وانتهكت حرمتها ، وغصب حقّها ، ومنعت إرثها ، وكسر جنبها ، وأسقطت جنينها الخ..))."
أقول: يتعمد مركز الأبحاث أن يبتر الأسانيد، كي لا يُكشف، فالرواية لا تصح السند [ما تحته خط لا يُحتج به]: "حدثنا علي بن أحمد بن موسى الدقاق (رحمه الله)، قال: حدثنا محمد ابن أبي عبد الله الكوفي، قال: حدثنا موسى بن عمران النخعي، عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عنسعيد بن جبير، عن ابن عباس"
أقول: في السند طوام؟:1- علي بن أحمد بن موسى الدقاق، مجهول يقول الجواهري: ٧٩١٥ - ٧٩١٣ - ٧٩٢٧ - علي بن أحمد الدقاق: الرازي هو علي بن أحمد بن محمد بن عمران " المجهول المتقدم ٧٩٠٣ ". [34]
يقول الخوئي في كتابه الصلاة: "علي بن احمد الدقاق وهو شيخ الصدوق ولم يوثق، ومع هؤلاء المجاهيل والضعفاء كيف يمكن ان يكون السند معتبرا" [35].
2- موسى بن عمران النخعي مجهول، يقول المامقاني: "موسى بن عمران النخعي: قد روى الصدوق في باب الرهن من الفقيه عن محمد بن أبي عبدالله الكوفي، عنه، عن عمه الحسين بن يزيد، وتكرر في أسانيد كتاب العلل، وفي بعضها بعنوان موسى بن عمران بن يزيد النخعي النوفلي، وحاله مجهول." [36]
3- فيها الواقفية، يسمونهم الإمامية بـ "الكلاب الممطورة" الحسن بن علي بن أبي حمزة، قال ابن الغضائري: " مولى الأنصار، أبو محمد، واقف ابن واقف، ضعيف في نفسه، وأبوه أوثق منه، وقال علي بن الحسن بن فضال: إني لأستحيي من الله أن أروي عن الحسن بن علي، وحديث الرضا عليه السلام، فيه مشهور ".
قال الكشي: " الحسن بن علي بن أبي حمزة البطائني: " محمد بن مسعود قال: سألت علي بن الحسن بن فضال، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة البطائني: فقالكذاب ملعون، رويت عنه أحاديث كثيرة، وكتبت عنه تفسير القرآن كله من أوله إلى آخره، إلا أني لا أستحل أن أروي عنه حديثا واحدا. وحكى لي أبو الحسن، حمدويه بن نصير عن بعض أشياخه أنه قال: الحسن بن علي بن أبي حمزة، رجل سوء ".
قال الكشي كذلك: "محمد بن عبد الله بن مهران غال، والحسن بن علي بن أبي حمزة كذاب"
4- المحترم الحسن بن علي بن أبي حمزة الكذاب الملعون يرويها عن أبيه وهو واقف من الكلاب ممطور، المحترم علي بن أبي حمزة داخلٌ لـ النار بشهادة الإمام، نقل في رجال الكشي:
***
تفريغ النص:
محمد بن الحسين قال حدثني أبو علي الفارسي عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمن قال: دخلت على الرضا (ع) فقال لي: مات علي بن أبي حمزة، قلت: نعم، قال: قد دخل النار، قال: ففزعت من ذلك، قال: أما أنه سأل عن الإمام بعد موسى أبي، فقال: أني لا أعرف أمامًا بعده، فقيل لأبنه فضرب في قبره ضربة أشتعل قبره نارا. [37]
أقول: الرواية التي بعدها تبيِّن حاله بشكل أسوء، محمد بن معسود، قال حدثني علي بن الحسين قال علي بن أبي حمزة كذاب متهم، قال روى أصحابنا عن الرضا (ع) قال بعد موته: أقعد علي بن أبي حمزة في قبره فسئل عن الأئمة فأخبر بأسمائهم حتى إنتهى إلى فسئل فوقف فضرب على رأسه ضربة أمتلاء قبره نارا. [38]
أقول: مع حاله هذا، لكنهم وثقوه [39].
وهذا المحترم الكذاب ينقلها عن سعيد بن جبير، وهنالك إنقطاع بين علي بن أبي حمزة وبين سعيد بن جبير.
5- إبن عباس -رضى الله عنه- حِبرُ الأمة، إبن عم النبي -صلى الله عليه وسلم- مرتد ومنحرف عِندَ الشيعة الإمامية ،يقول المجلسي السبأي: و يحتمل أن يكون كناية عن ابن عباس فإنه قد انحرف عن أمير المؤمنين عليه السلام و ذهب بأموال البصرة إلى الحجاز، و وقع بينه عليه السلام و بينه مكاتبات تدل على شقاوته و ارتداده كما ذكرته في الكتاب الكبير [40].
أقول: رواية متهالكة، مجهول ينقلها عن مجهول، ينقلها عن كذاب فاسد المعتقد، ينقلها عن كذاب ملعون داخل للنار، ينقلها عن شخص لم يُدركه، يرويها إبن عباس -رضى الله عنه- حبر الأمة، الذي يرونه الإمامية مرتد، ثم يقولون أن الرواية صحيحة!!.
فأقول: هذه أسانيد كسر الضلع التي هي أصل من أصول عقيدة الشيعة، فهل يوجد عاقل يُصدق كسر الضلع!.
أما الإرشاد، البحار، العوالم، فقد نقلوها عن الصدوق، وقد بيِّنا -بفضل الله- أن الرواية لا تصح.
سؤال: في نفس الرواية يقول: "فتكون أول من يلحقني من أهل بيتي"
أقول: الرواية ساقطة، ولكن هنالك إمامية مُعاندين، سؤال: كيف تكون أول أهل بيته لحوقًا به -صلوات ربي وسلامه عليه- ومحسن يُقتل قبلها ؟
رابـــــعًا:
قال مركز الأبحاث العقائدية: "4- جاء في كتاب سليم بن قيس ، بتحقيق محمد باقر الانصاري : 2 / 588: ( فألجأها قنفذ لعنه الله الى عضادة باب بيتها ودفعها ، فكسر ضلعها من جنبها ، فألقت جنينا من بطنها ، فلم تزل صاحبة فراش حتّى ماتت صلى الله عليها من ذلك شهيدة)."
أقول: تقدم الكلام في كتاب سُليم بن قي، راجع الرد على الرواية الأولى.
تنويه: حاول مركز الأبحاث العقائدية أن يُزور فيذكر رواية الإحتجاج المنقولة من سليم بن قيس، ثم يذكر رواية سليم بن قيس، وكلاهما رواية واحدة، كي يُقال إن عدد الروايات كثير.
خـــــامسًا:
قال مركز الأبحاث العقائدية: "5- وقال السيد الحميري رحمه الله : ضربـت واهتضمت من حقـّها ***** وأذيقـت بعـده طعـم السـلع قـطــع اللـه يـدي ضــاربــها ***** ويــد الراضــي بذاك المتـبـع السلع : الشق والجرح . وشعر السيد الحميري يدل على شيوع هذا الأمر في عهد الإمام الصادق (عليه السلام) ، وذيوعه ، حتّى لتذكره الشعراء ، وتندد به ، وتزري به على من فعله"
أقول: 1- إن الحميري لم يدرك الحادثة، فقد وِلد في سنة 105 توفي سنة 178، فهو لم يدرك الحادثة.
2- الذي نقل الشعر هو الكذاب الأشر علي بن يونس [41]، والذي وِلد سنة 804 فلا أعلم كيف عَرِفَ بـ شِعر المحترم الحميري ولم يدركه.
أي من كُل النواحي إستشهادهم ساقط، ولا أعلم أي أصل هذا يُأخذ من الأشعار، ومِنَ الكذابين!.
قال مركز الأبحاث: "إنّه لا يمكن بملاحظة كل ما ذكرناه تكذيب هذا الأمر ما دام أنّ القرائن متوفرة على أنّهم قد هاجموها ، وضربوها ، واسقطوا جنينها ، وصرّحت النصوص بموتها شهيدة أيضا ، الأمر الذي يجعل من كسر الضلع أمرا معقولا ومقبولا في نفسه ، فكيف إذا جاءت روايته في كتب الشيعة والسنّة ، بل وأشار اليه الشعراء أيضا ، ولاسيّما المتقدمون منهم"
أقول: كُل مَا ذكرتموه كَذبٌ محض، فقد دلستم، محاولة لـ خِداع عوام الشيعة -هداهم الله- فها هي رواياتكم متهالكة، فكذاب ينقلها عن ملعون، وملعون ينقلها عن زنديق، وهكذا دواليك.
أما قولكم "روايات من كتب الشيعة والسنة"
فأقول: أ عجزتم مِن أن تثبتوا دينكم من كتبكم فأصبحتم تأخذونه من أهل السنة -رفع الله قدرهم- ؟
وسوف أورد ردًا لـ مرجع شيعي ينفي وجود أي رواية صحيحة في كسر الضلع، وروايات أهل السنة ذُكرت لـ تكذيب هذه الخرافة.
وأما الشعراء فقد قال الله عز وجل: "وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لا يَفْعَلُونَ"
فشعراء الإمامية وعلمائهم ظلمة كفرة فجرة، كذابون أفاكون مجرمون.
قال مركز الأبحاث العقائدية: "ثمّ لا يخفى عليكم أننّا لا نحتاج في إثبات هذه القضايا الى صحة السند ، بل يكفي الوثوق بصدورها، وعدم وجود داع الى الكذب كاف لصحة الأخذ بالرواية"
أقول: أعلن مركز الأبحاث إفلاسه، فلا يوجد رواية واحدة تثبت هذه الخُرافة، وحين تبيِّن إفلاسهم، أصبحوا يتبرأون من الأسانيد، فكيف بأصل من أصول معتقد لا يوجد أمام من أئمة الشيعة قال به ؟
ومن هنا أكرر تحدي الأستاذ الفاضل سعد بن راشد الشنفا -حفظهُ الله- وأقول: إن الأستاذ الحوزوي -طيب الله أنفاسه الزكية- يتحدى جميع الإمامية مِن {علماء، مفكرين، مراجع، باحثين، شيوخ، معممين ..إلخ} بأن يأتوا برواية واحدة تُثبت هذه الخُرافة، خُرافة كسر الضلع، كما أود أن أذكر أن علي -رضى الله عنه- زوج إبنتهُ لعمر -رضى الله عنه- وبروايات صحيحة، فقد جاء في الكافي بسند يوثقه المجلسي ما نصه:
***
تفريغ النص:
- حميد بن زياد، عن ابن سماعة، عن محمد بن زياد، عن عبد الله بن سنان، ومعاوية ابن عمار، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن المرأة المتوفى عنها زوجهاأتعتد في بيتها أو حيث شاءت؟ قال: بل حيث شاءت، إن عليا عليه السلام لما توفي عمر أتى أم كلثوم فانطلق بها إلى بيته [42].
والرواية التي بعدها كذلك
٢ - محمد بن يحيى، وغيره، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن هشام بن سالم، عن سليمان بن خالد قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن امرأة توفى زوجها أين تعتد، في بيت زوجها تعتد أو حيث شاءت؟ قال: بلى حيث شاءت، ثم قال: إن عليا عليه السلام لما مات عمر أتى أم كلثومفأخذ بيدها فانطلق بها إلى بيته [43].
وقد قال علماء الشيعة بأن زواج عمر من أم كلثوم -رضى الله عنهما- أمرٌ مسلم بهِ فيقول العلامة الطهراني ما نصه: إنّ زواج عمر بن الخطّاب بأُمّ كلثوم بنت الصدِّيقة الكبري سلامالله علیها من الحوادث التأريخيّة المسلَّم بها. [44]
أقول: كيف يُعقل أن شخص كسر الضلع، وأحرق البيت، وفعل كل هذه المصائب ثُم يأتي علي -رضى الله عنه- ويزوجه إبنته!!
كما أن كثير من علماء الشيعة أنكروا خرافة كسر الضلع، كـ فضل الله، وكذلك المرجع الشيعي حسين المؤيد -هداه الله-، فحين جاء أحد الشيعة بـ روايات باطلة عن كسر الضلع، رد وقال:
[45]
***
كما أن علماء الشيعة ومنهم الخوئي يقولون أن عمر -رضى الله عنه- لم يكن ناصبي، فهم لا يرون صحة كسر الضلع، فكيف يحرق البيت، ويكسر الضلع وليس بـ ناصبي!؟
نصيحة لـكل شيء:
أنصح بمشاهدة حلقة الأستاذ سعد بن راشد الشنفا على قناة وِصال
شكر خاص لكل المشايخ الكرام الذين نقلت عنهم، أو سمعت منهم.
وَفِيْ الخِتَامْ ..
لا يَفُوتُنَا أَن نُثبِتَ مَن يَذُبُّ وَيُدَافِعُ عَن صَحَابَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَليهِ وَسَلَّمَ، وَنَخُصُّ مِنهُم أُمَّهَاتُ المُؤمِنِينَ فَسَيَذُبُّ اللهُ عَنهُ وَعَن عِرضِهِ، وَيَحفَظَهُ لَهُ بِإِذنِ اللهِ؛ لِدِفَاعِهِ هَذَا.
فَكَمَا هُوَ مَعرُوفٌ شَرعًا؛ الجَزَاءُ مِن جِنسِ العَمَلِ..
هـــــــــديـة لــكــل مُـــــوحِـــــــــــد: