بسم الله الرحمن الرحيم
السؤال :
أنا أعتقد أن من أحدث شيئًا من الأذكار غير ما شرعه رسول الله صلى الله عليه وسلـم
وصح عنه، أنه قد أساء وأخطأ ، إذ لو ارتضى أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلـم نبيـه
وإمامه ودليله لاكتفى بما صح عنه من الأذكار فعدوله إلى رأيه واختراعه جهل ، وتزيـيـن من
الشيطـان وخلاف للسنة إذ الرســول صــلى الله عليه وسلـم لم يترك خيرًا ، إلا دلـنـا عليـه
وشرعه لنا ، ولـم يدخر الله عنه خيرًا ؛ بدليـل إعطائه خيـر الدنيــا والآخـرة ؛ إذ هو أكرم
الخلق على الله فـهــل الأمر كـــذلك أم لا ؟
الجواب :
الحمد لله لا ريب أن الأذكار والدعوات من أفضل العبادات ، والعبادات مبنـاها على
التوقيف والاتـباع لا على الهوى والابتـداع ، فالأدعية والأذكار النبوية هي أفضل ما يتحراه
المتحري مـن الذكر والدعاء ، وسالكهـا على سبيـل أمان وسلامة . والفوائد والنتائج التي
تحصـل لا يعبرعنه لسان ولا يحيط به إنسان وما سواها من الأذكار قـد يكون محرمًا ، وقـد
يكـون مكروهًا ، وقــد يكون فيه شـرك مــــما لا يهتـدي إليـــه أكـثر الناس ، وهـي جملـة
يطـول تفصيلها وليـس لأحــد أن يسن للـناس نوعـا من الأذكار والأدعــية غيـر المســنون
ويجـعـلها عبـادة راتبة يواظب الناس عـليــها كــما يواظبـــون على الصلوات الخمـس ، بل
هـذا ابتـداع دين لم يأذن الله بــه ، بخلاف ما يدعو به المرء أحيـانًا من غيـر أن يجعله للناس
سنة،فهذا إذا لم يعلم أنه يتضمن معنى محـــرمًا ، لم يجز الجزم بتحريمه لكن قـد يكــون
فيه ذلك والإنسان لا يشعر به . وهـذا كـما أن الإنسان عند الضرورة يــدعـو بأدعية تفـتح
عليه ذلك الوقت ، فهذا وأمثاله قريب وأما اتخاذ وِرْد غير شرعي ، واستنان ذكر غير شرعي
فهذا مما ينهى عـنه ومع هـذا ففي الأدعية الشرعية والأذكار الشرعية غــايـة المطالب
الصحيحة ، ونهاية المقاصد العليـة ولا يعدل عنها إلى غيرها من الأذكار المحدثة المبتدعة
إلا جاهل أو مفرط أو متعد . اهـ .
من كتاب مجمـوع الفـتاوى لشيـخ الإسلام ابن تيمية .
.