العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-05-15, 04:57 PM   رقم المشاركة : 1
امـ حمد
عضو ذهبي







امـ حمد غير متصل

امـ حمد is on a distinguished road


ما يكشف حقيقة الأخلاق

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما يكشف حقيقة الأخلاق
أن الإنسان،تجده يتحلى بأخلاق المجتمع في ظاهره،ويحاول أن يغطي بعض الأخلاق السيئة والصفات السلبية أمام الناس،
فإذا اختلى بنفسه تعامل على صفاته الحقيقية، وأخلاقه التي جُبل عليها،
ومن هذه الحقيقة النفسية والاجتماعية لا يمكن الحكم على الشخص، وأخلاقه، وآدابه، وصفاته، حكماً حقيقياً،من خلال تعاملاته الظاهرية، وتصرفاته المعلنة أمام المجتمع في المسجد،أو الاجتماعات العابرة،
لأنها في الغالب من الصفات التي يتكلفها الشخص، ويتظاهر بها أمام الناس،
ولهذا فإن الحكم على حقيقة أخلاق الشخص،رجلاً كان أو امرأة،إنما يكون بالمخالطة الطويلة،والعشرة الحقيقية التي تنزع الأقنعة المصطنعة،لتتكشف الحقائق،
وهذا أمر قد نبه عليه الخليفة الراشد عمر بن الخطاب ،رضي الله عنه،فعندما شهد رجل عند عمر،قال له، لست أعرفك،ولا يضرك ألا أعرفك، فأت بمن يعرفك، فقال رجل من القوم،أنا أعرفه،
فقال عمر،بأي شيء تعرفه،
قال،بالعدالة والفضل،
قال،فهو جارك الأدنى الذي تعرف ليله ونهاره،ومدخله ومخرجه،قال،لا،
قال،فهل عاملته بالدينار والدرهم اللذين يستدل بهما على الورع،قال،لا،
قال،فرفيقك في السفر الذي يستدل به على مكارم الأخلاق،قال،لا،
قال،لست تعرفه،
ثم قال للرجل،ائت بمن يعرفك،
من أهم الأمور التي تكشف عن حقائق الناس وأخلاقهم الحقيقة،
المصاهرة والزواج،فبعد الزواج تظهر حقائق الزوج للزوجة، وحقائق الزوجة للزوج، وحقائق الأصهار،سواء من طرف الزوج أو من طرف الزوجة، بما لا يدع مجالاً لأي تزويق،أو تجميل،
لكن في بعض الأحيان تكون الحقائق صادمة ومروعة، بعد أن وقعت الفأس في الرأس، فيظهر الزوج الشاب الذي كان حملاً وديعاً، ومتحلياً بمكارم الأخلاق من الكرم والأدب، وحسن الخلق، يظهر على حقيقته، فإذا به ذئب غدار، قليل الأدب، وعديم التربية، لا يرحم صغيراً، ولا يوقر كبيراً،
وكذلك الشأن في الزوجة الشابة،
ولهذا يجب عدم الحكم إلا بعد التحقق التام، والمعاشرة والمخالطة،
أما بغير ذلك فكثيراً ما تكون الأحكام خاطئة، وتؤدي إلى نتائج وخيمة،
نحن كبشر، يجب علينا مخالطة الجميع،الطيب والخبيث،إذا كنت دائماً تصادق الطيبين فقط، فإنك لن تعرف أبدا، كيف تحمي نفسك فجأة من الناس الذين يكنون الخبث لك وللغير،صادقهم حتى تعرف نفسيتهم،ولا تتبع خطوات الشيطان،
ينبغي للعبد أن يأخذ من المخالطة بمقدار الحاجة،ويجعل الناس فيها أربعة أقسام،
ألقسم الأول،من مخالطته كالغذاء لا يستغنى عنه في اليوم والليلة ، فإذا أخذ حاجته منه تركه،ثم إذا احتاج إليه خالطه هكذا على الدوام ،
القسم الثاني،من مخالطته كالدواء ، يحتاج إليه عند المرض،فما دمت صحيحاً فلا حاجة لك في مخالطته،
وهم من مخالطته كالداء على اختلاف مراتبه وأنواعه وقوته وضعفه،والمرض المزمن،وهو من لا تربح منه لا في دين ولا دنيا ،فهذا إذا تمكنت منك مخالطته واتصلت،فهي مرض الموت المخوف،
القسم الثالث،ومنهم من مخاطته الثقيل البغيض،الذي لا يحسن أن يتكلم فيفيدك،ولا يحسن أن ينصت فيستفيد منك،ولا يعرف نفسه فيضعها في منزلتها،بل إن تكلم فكلامه كالعصى تنزل على قلوب السامعين،مع إعجابه بكلامه وفرحه به،فهو يحدث من فيه كلما تحدث،ويظن أنه مسك يطيب به المجلس،
القسم الرابع،من مخالطته الهلك كله بمنزلة أكل السم،وإلا فأحسن الله فيه العزاء،وما أكثر هذا الضرب في الناس لا كثرهم الله،وهم أهل البدع والضلالة،الصادون عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم،الداعون إلى خلافها،الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجاً،فيجعلون البدعة سنة،والسنة بدعة،والمعرف منكراً، والمنكر معروفاً،
فالحزم كل الحزم،التماس مرضات الله تعالى ورسوله بإغضابهم، ولا تبالي بذمهم ولا بغضهم،فإنه عين كمالك،
الأداب الأخلاقية،زينة الإنسان وحليته الجميلة ، وبقدر ما يتحلى بها الإنسان يضفي على نفسه جمالاً وبهاءً،وقيمة إنسانية،فسلوك الإنسان موافق لما هو مستقر في نفسه من معان وصفات ،
يقول الامام الغزالي،فإن كل صفة تظهر في القلب يظهر أثرها على الجوارح لا تتحرك إلا على وفقها لا محالة،وأن الحياة الأخلاقية هي الحياة الخيره البعيدة عن الشرور بجميع أنواعها وصورها،فإذا انتشرت الأخلاق انتشر الخير والأمن والأمان،
فتنتشر الثقة المتبادلة والألفة والمحبة بين الناس،
أما الانسان الشرير المعتدى على أموال الناس وانفسهم، لايمكن أن يكون محبوباً بين الناس ، فلا يثقون به ، ولا يتعاملون معه،
ولهذا كان النهج السديد في اصلاح الناس وتقويم سلوكهم وتيسير سبل الحياة الطيبة لهم أن يبدأ المصلحون باصلاح النفوس وتزكيتها وغرس معاني الأخلاق الجيدة فيها ولهذا اكد الإسلام على صلاح النفوس وبيّن أن تغير أحوال الناس من سعادة وشقاء ، ويسر وعسر،ورخاء وضيق ، وطمأنينة وقلق ، وعز وذل كل ذلك ونحوه تبع لتغير ما بأنفسهم من معان وصفات،والخلق،أنه لصورة الإنسان الباطنة ،وهي نفسه ، وأوصافها ومعانيها المختصة بها بمنزلة الخَلق لصورته الظاهرة وأوصافها ومعانيها.






 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:33 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "