العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-05-15, 05:05 PM   رقم المشاركة : 1
امـ حمد
عضو ذهبي







امـ حمد غير متصل

امـ حمد is on a distinguished road


من أراد السعادة الأبدية فليلزم عتبة العبودية

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من أراد السعادة الأبدية فليلزم عتبة العبودية
إن مفهوم العبودية هو نفسه مفهوم العبادة، الذي قال الله تبارك وتعالى فيه(وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)
فالغاية من وجود الثقلين هو عبادة الله،وقد شرَّف الله تبارك وتعالى أحب خلقه إليه وأعظمهم عنده، وهو رسولنا محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،في أعلى درجات التكريم بأن قال(سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى) الإسراء،
قال (بِعَبْدِهِ ) في لحظة التكريم التي لم يبلغها أحد، إذ لم يبلغ أحد من البشر من التكريم إلى أن يرفعه الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى إليه، كما رُفع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،ليلة الإسراء، ومع ذلك يقول الله تبارك وتعالى(سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ)الإسراء،
فهذه غاية الأوصاف،التي يحرص كثيرٌ من الناس فأعظم لقب، وأشرف وصف اختاره الله عز وجل،للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو أنه عبد،ونقول في الشهادة،أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله،
أعظم مقام هي العبودية، فكلما تحققت فيك العبودية لله،عز وجل أكثر، كلَّما كنت أعظم درجة،فالرجل الذي يغفل عن نفسه،ويشتغل عنها بجمع الدرهم والدينار، أو بالمنصب، أو بالوظيفة، أو بأي شيء من الدنيا، فهذا عبد للدرهم والدينار، وصدق رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،فهو عبدٌ للدرهم والدينار، وعبدٌ للمنصب، وقد يكون عبداً للزوجة، وقد يكون عبداً لأي عبودية أخرى،ولذلك قال في آخر الحديث(إن أُعطيَ رضي، وإن لم يعطَ سخط)كما قال تعالى(أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ )فهذا إنسان اتخذ إلهه هواه فهو عبدٌ لهواه، فعبودية الدرهم والدينار أن يبيع الإنسان دينه، وصلواته، وأن يضيع ما بينه وبين الله عز وجل، وأن يُضَّيعَ من يعول من أجل أن يجمع الدرهم والدينار،
هذه هي العبودية التي جعلها الله في القلوب، وهذه هي التي يجب أن تنصرف إلى ما أمر وأراد، فتحب ما أحب الله، وتوالي من والى الله، وتعادي من عادى الله،
كان الصحابة رضي الله عنهم،يقول(إني لأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي)فعندما ينام يحتسب هذه النومه،
لأنه يستعين بها على الطاعة، وهي القيام لصلاة الفجر، فالحياة كلها عبادة، والعمر كله عبادة، قال تعالى(قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)الأنعام،فالحياة كلها عبادة لله عز وجل،
وأن يفرغ قلبه من عبادة غير الله ويملؤه بعبادة الله وحده ، فإذا حقق ذلك قرب من الله وغمره سبحانه بالرحمة والسعادة،
وكان شيخ الإسلام ابن تيمية رضي الله عنه يقول(من أراد السعادة الأبدية فليلزم عتبة العبودية)
وقال بعض العارفين(لا بد للسالك من تكميل عبودية الله عز وجل في الظاهر والباطن ، فتكون حركات نفسه وجسمه كلها في محبوبات الله وكمال عبودية العبد،موافقته لربه في محبته ما أحبه ،
وموافقته في كراهة ما كرهه ، وبذل الجهد في تركه،وهذا إنما يكون للنفس المطمئنة لا للأمارة ولا للوامة،ويكون ذلك قائماً بأحكام العبودية الخاصة التي تقتضيها كل صفة بخصوصها ،
فمن فتح الله عليه بصيرة قلبه وإيمانه،فقد أوتي خيرا كثيراً
فالسير إلى الله،صاحبه قد سيقت له السعادة،قال الله تعالى(وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ)
وقال أهل النار(وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ،حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ)
واليقين هنا،الموت بإجماع أهل التفسير،
فلا ينفك العبد من العبودية ما دام في دار التكليف
،بل عليه في البرزخ عبودية أخرى لما يسأله الملكان،من كان يعبد،وما يقول في رسول الله صلى الله عليه وسلم،ويلتمسان منه الجواب،
وعليه عبودية أخرى يوم القيامة،يوم يدعو الله الخلق كلهم إلى السجود فيسجد المؤمنون ويبقى الكفار،
ويبين ابن القيم قيمة ( العبودية الخالصة لله )فيقول،جميع الرسل إنما دعوا إلى(إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)فإنهم كلهم دعوا إلى توحيد الله وإخلاص عبادته،
فقال نوح لقومه(لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ )
وجعل النبي صلى الله عليه وسلم،إحسان العبودية أعلى مراتب الدين،وهو الإحسان،
فقال في حديث جبريل،وقد سأله عن الإحسان(أن تعبد الله كأنك تراه،فإن لم تكن تراه فإنه يراك)
قال ابن القيم العبودية نوعان،عبودية عامة،وعبودية خاصة،
فالعبودية العامة، عبودية أهل السماوات والأرض كلهم لله ،
والعبودية الخاصة،عبودية الطاعة والمحبة واتباع الأوامر،قال تعالى(يَا عِبَادِي لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلاَ أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ)
فالخلق كلهم عبيد ربوبيته،وأهل طاعته وولايته هم عبيد إلهيته،
وأما مراتب العبودية فمرتبتان،
مرتبه لأصحاب اليمين،فأداء الواجبات،وترك المحرمات
وأما مرتبة المقربين،فالقيام بالواجبات،وترك المحرمات والمكروهات،متورعين عما يخافون ضرره،
مأجملها من بيوت أسست على تقوى من الله ورضوان،
(قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ،وَأُمِرْتُ لأنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ،قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ،قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَّهُ دِينِي)الزمر،
فلا أروع من إنسان عرف حقيقة نفسه ، فوطنها على،أن تبقى على أعتاب العبودية لربه سبحانه ،راكعة ساجدة منيبة مخبتة لله رب العالمين،لا تلتفت إلى غيره ، ولا تريد سواه،
إن ثوب العبودية هو الثوب الذي يتلألأ
به صاحبه للملائكة في السماء،فيا لها من منزلة ويا له من مقام،
ألا ترى كيف أن الله سبحانه ذكر حبيبه محمداً صلى الله عليه وسلم ،بصفة العبودية،فقال سبحانه وتعالى( الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب )
إن عبودية الإنسان لإنسان هي عين المهانة والهوان والذل والاحتقار ،
ولكن عبودية المخلوق لخالقه هي الشرف كله ، وهي العز بعينه،
فأنت حين تتحقق بالتحلي بالعبودية لله كما يحب،فإنما تستجلب خيرات السماء وبركاتها إليك،
فإذا كنت كذلك فأبشر،فإن رحمات الله وبركاته منك قريب،بل هي والله أقرب إليك من حبل الوريد،
ولا شك أنك ستعيش في دنياك كريما عزيزاً ، وستموت يوم تموت وأنت في قمة السعادة القلبية،
كفانا فخراً وشرفاً وعزاً،أن نكون عبيداً لله سبحانه وتعالى،
نسأل الله سبحانه بجميع أسمائه الحسنى أن يحققنا بالتحلي بثوب العبودية له على الوجه الذي يحب ويرضى،إنه أكرم الأكرمين،
اللهم آمين،






 
قديم 10-05-15, 11:47 PM   رقم المشاركة : 2
حـوريه البدر
مشرف سابق







حـوريه البدر غير متصل

حـوريه البدر is on a distinguished road


بارك الله فيك .. ام حمد ونفع بك







التوقيع :
اللهـــم أعــــز الإسلام والمسلميـــن
وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ
وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ
من مواضيعي في المنتدى
»» دُعـــاء مؤثـــر من حاج سوري مقهور في يوم عرفـــه...
»» باحثة أمريكية تُنصف الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله
»» شيخــــنا الطريفــــي يتعـرض لوعكـة صحـية ...
»» "الفوزان": الأناشيد الإسلامية بدعة وفتنة ولا أصل لها
»» داوود الشريان يتجاهل الفساد الإعلامي ...!!
 
قديم 11-05-15, 01:59 AM   رقم المشاركة : 3
امـ حمد
عضو ذهبي







امـ حمد غير متصل

امـ حمد is on a distinguished road


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حـوريه البدر مشاهدة المشاركة
   بارك الله فيك .. ام حمد ونفع بك

تسلمين اختي الغاليه
وبارك الله في حسناتج يالغلا






 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:04 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "