إسطول الحرية هل صدقت تركيا وكذبت ايران وحزب الله ؟

[ابو اسيف]

(( إسطول الحرية ..هل صدقت تركيا وكذبت ايران وحزب الله ))

اتجهت تركيا "منذ فترة تولي حزب العدالة مقاليد السلطة " الى سياسية تصفير المشاكل التركية في سياسيتها الخارجية.
وحزب العدالة الاسلامي اليوم ينجح بتحويل تركيا من مجرد تابع وذيل متذلل للغرب للانظمام الى الاتحاد الاوربي الى رأس حربة يقود الشرق الاوسط باكمله الامر الذي اغاض حزب الله وايران.
وماخلفته تداعيات اسطول الحرية و ماهو قائم الان بين تركيا وايران هو تنافس حقيقي لملأ الفراغ العربي في القضاي العربية المهمة .
لذلك بدأت ايران تشعر بخوف حقيقي من اتساع اذرع الاخطبوط التركي الممتد لمنطقة الشرق الاوسط
فبعد أكثر من أسبوع على حادثة "أسطول الحرية"، والتوتر المتزايد في العلاقات التركية الإسرائيلية، التي لاقت تأييداً كبيراً من العالم العربي والأجنبي.
فوصف بعض المراقبون الموقف التركي الذي هيم عقول وقلوب العالم، بـ"أن الأتراك سحبوا البساط من تحت إيران وحزب الله"، بعد أن كانوا يزايدون على القضية الفلسطينية بالتصريحات والتهديدات التي "لن تسمن ولن تغني من جوع !".
وما إن اُحرجت إيران من موقف الأتراك الذين بات يطلق عليهم "العثمانيون الجدد"، ظهر الممثل لطهران في البلاد العربية، حسن نصر الله، الأمين العام لما يسما "حزب الله"، والذي أعلن خلال كلمته عن تشكيل "أسطول الحرية 2" لكسر الحصار على غزة .
كما اغاض الموقف التركي من قضية غزة حزب الله مما جعل حسن نصر الله يتكلم بكلام المغتاض ويدعي إن إسرائيل تحسب له حساباً كما تحسب لتركيا الف حساب، قائلاً: (إسرائيل كما تحسب حسابًا لتركيا ولعلم أحمر فهي تحسب حسابًا لعلم أصفر)، أي علم الحزب.
ولم يكن موقف نصر الله جديدة، إذ نشرت صحيفة "السياسة" الكويتية في عددها الصادر، في الثاني من يوليو الحالي، مقال للكاتب، ناصر العتيبي، بعنوان "أين كلام حسن نصر الله من سفن الحرية ؟"، وانتقد الكاتب خطابات نصر الله وإيران، حول المقاومة والاعتداءات الصهيونية على أبناء غزة المحاصرين.
وأشار الكاتب إلى "انه قبل أيام ظهر علينا السيد حسن نصر الله بتهديداته لإسرائيل قائلاً بأنه سيدمر السفن الحربية والتجارية الإسرائيلية بصواريخه إذا وإذا... وحصل ما توقعناه عندما لم يحدث أي شيء يذكر ضد إسرائيل بعد أن لجأت قوات الكوماندوس الإسرائيلية لاقتحام أسطول الحرية التركي، وقتلت 19 من الناشطين وجرحت 36 آخرين، ومعظمهم من الجنسية التركية".
ويرى مراقبون ان تهديدات حزب الله بقدراتها الصاروخية ومقدراتها على مهاجمة السفن العسكرية والمدنية .
واختتم الكاتب الكويتي، بالقول: (إزاء هذا الوضع المزري ظهر نصر الله في جنوب لبنان ليتاجر بالقضية الفلسطينية ويحصل على الأموال النظيفة.. من كل صوب وحدب وبحجة الدفاع عن لبنان وفلسطين، لكن عندما تحصل الكارثة نجد أن حسن نصر الله ومن على شاكلته لا يدافعون عن الشعب الفلسطيني ولا يجرؤون على مواجهة العدوان الإسرائيلي، ولا يستخدمون الأسلحة والصواريخ التي يدعون أنهم يمتلكونها وأن بوسعها ضرب إسرائيل بالعمق، فهذا كلام فارغ ومتاجرة من حسن نصر الله يضف على انه من نوعية تمخض الفيل فولد فأرا).
وبعد أن سمعنا أصوات صواريخ نصر الله "الورقية" كما يصفها الكاتب الكويتي، حتى ظهرت إيران بموقف شكك به المراقبون.
إذ أعلن مدير الشؤون الدولية في جمعية الهلال الأحمر الإيراني "أن سفينتين إيرانيتين تحملان مساعدات إنسانية ستتوجهان إلى غزة ".
وذكرت إيران "أن القوة البحرية للحرس الثوري مستعدة لمرافقة قوافل الحرية إلى غزة"، إلا إن الحركة الفلسطينية لمقاومة "حركة حماس"، التي تسيطر على قطاع غزة، رفضت العرض الإيراني.
وقال علي شيرازي، ممثل الولي الفقيه بالقوة البحرية لحرس الثورة: (إن القوة البحرية للحرس الثوري وباقتدار تام لها وبكل إمكانياتها على استعداد لمرافقة أساطيل السلام والحرية التي تحمل المساعدات الإنسانية من أنحاء العالم إلى سكان غزة المظلومين العزل)، مشيراً إلى "أن الحرس الثوري رهن إشارة القائد العام للقوات المسلحة".
ولم يكن الموقف الإيراني مختلف عن حزب الله، فبينما العالم يخرج في مظاهرات تدين العدوان الإسرائيلي على أسطول الحرية التركي، منعت طهران الإيرانيين من التظاهر للتنديد بالهجوم على أسطول الحرية.
إلا إن طهران حاولت التحرك باتجاه تقديم المساعدة العسكرية المباشرة من خلال عرض توفير الحماية العسكرية لقوافل الحرية بواسطة سفن حربية تابعة للحرس الثوري لتستر على موقفها الحقيقي، بحسب المراقبون.
فيما شككت وزارة الخارجية الأميركية، الاثنين الماضي، بنوايا إيران تجاه غزة، وقالت: (أن إعلان جمعية الهلال الأحمر الإيراني عزمها على إرسال سفن مساعدات لغزة لا ينم عن نوايا حسنة من قبل طهران).
وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية، فيليب كراولي: (لا اعتقد أن نوايا إيران حيال غزة حسنة، ونحاول من جانبنا إيجاد وسيلة لزيادة المساعدة التي تصل إلى شعب غزة).
والسؤال المطروح هل ستمزق إيران وأجندتها البساط الذي سحبته تركيا من تحتها ؟، أم ستلجأ إلى طرقها التقليدي التي باتت واضحة للقاصي والداني ؟