Madrid, 12 Mayo 2012
انطلقت احتجاجات في عدة مدن أوروبية اليوم للتعبير عن رفض سياسات التقشف التي تطبقها الحكومات من أجل التغلب على أزمة الحالية التي تعتصر الاقتصاد الأوروبي.
وخرج عشرات الآلاف في ميدان بويرتا ديل سول بلازا بمدريد في الذكرى الأولى لانطلاق حركة ضد الإجراءات الحكومية.
ويعتزم المتظاهرون البقاء في الميدان لمدة ثلاثة أيام، لكن السلطات حذرت المحتجين من أنها لن تسمح لهم بالمبيت، وأنها تعتزم نشر ألفيْ شرطي لحفظ النظام.
وفي برشلونة، تظاهر أيضا ما لا يقل عن 20 ألفا بينما اجتاحت مظاهرات مدناً إسبانية عدة أخرى.
وبدأت الاحتجاجات بإسبانيا في 15 مايو/أيار من العام الماضي على أيدي مجموعة تطلق على نفسها "الحركة الغاضبة". ولقيت الحركة أصداء في عدة دول أوروبية أخرى.
وتواجه إسبانيا وضعا اقتصاديا خانقا يثير مخاوف من أنها قد تلحق بركب إيرلندا والبرتغال واليونان في طلب أموال إنقاذ.
ويصل معدل البطالة في إسبانيا إلى أكثر من 24%، ويبلغ المعدل بين الشباب الذين تقل أعمارهم عن 25 سنة أكثر من 50%.
وطبقت حكومة ماريانو راخوي إجراءات تقشف شديدة لخفض الدين الحكومي، لكن الكثيرين يعتبرونها السبب وراء الأزمات المالية التي تعاني منها العائلات الإسبانية حاليا.
ويقول محللون إن من غير المتوقع أن تثني الاحتجاجات حكومة راخوي عن سياستها التقشفية.
وعمت الاحتجاجات أيضا عدة مدن أوروبية أخرى. وفي بريطانيا سار عدة مئات في مظاهرة سلمية في حي المال بلندن، وتوقفوا للاحتجاج أمام مؤسسات مالية مثل ميرل لينش الأميركية وبنك سانتاندر الإسباني.
كذلك نـُظمت مظاهرات في بروكسل ولشبونة، وسار محتجون في العاصمة المجرية بودابست. وأطلق حزب جوبيك اليميني المتطرف والمعارض لسياسات منطقة اليورو حملة ضد سياسات التقشف التي تطبقها الحكومة المجرية التي يقول إنها فرضت من قبل الاتحاد الأوروبي والمؤسسات الدائنة الدولية.
ألمانيا ترفض المساس بمعاهدة الضبط المالي
رفض وزير المالية الألماني فولفغانغ شويبله إجراء أي تعديل أو شطب لأي من بنود المعاهدة المالية الأوروبية لضبط الموازنة، التي أقرتها دول الاتحاد الأوروبي في مارس/آذار الماضي باستثناء بريطانيا والتشيك، موضحا أنه لم تجر العادة على مراجعة المعاهدات بعد أي انتخابات.
خبر سابق
روستوفسكي: استمرار أزمة الديون الأوروبية ستكون له آثار كارثية (الأوروبية)
حذر وزير المالية البولندي ياتسيك روستوفسكي الذي تتولى بلاده حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، من أن أوروبا كلها "في خطر" جراء أزمة الديون السيادية في منطقة اليورو.
واعتبر في كلمة أمام جلسة موسعة للبرلمان الأوروبي في ستراسبورغ بفرنسا أن الاتحاد الاوروبي المكون من 27 دولة عرضة للخطر، لافتا إلى أن تصدع منطقة اليورو المكونة من 17 دولة وانهيارها سيؤدي إلى شل الاتحاد وانهياره.
بل ذهب الوزير البولندي إلى أبعد من ذلك بالقول إن القارة يمكن أن تعود إلى التحارب فيما بينها إذا سقطت المنظومة الأوروبية.
وحذر روستوفسكي من وطأة الأزمة الحالية على الاقتصاد الفعلي، وقال "إذا استمرت الأزمة الحالية بهذا الشكل الذي لا يمكن التكهن بمآلاته، فسوف تكون لها تبعات كبرى".
وأضاف إذا استمرت الأزمة عاما أو عامين، فيرجح حدوث نسب بطالة قد تزيد بأكثر من الضعفين في بعض الدول بما في ذلك الدول الأكثر ثراء.
كما وجّه رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروسو التحذير نفسه قائلا أمام البرلمان "إننا نواجه أخطر تحد عرفه هذا الجيل، إنه نضال من أجل مستقبل أوروبا السياسي والاندماج الأوروبي بحد ذاته".
وحث دول مجموعة اليورو على المضي قدما في تنفيذ خطة إنقاذ اليونان الثانية والتي تبلغ قيمتها 160 مليار يورو (217 مليار دولار) والتي اعتمدت في يوليو/تموز الماضي.
وطالب باروسو اليونان بالقيام بمزيد من الإجراءات التقشفية والإصلاحات الاقتصادية التي تضمن تقليص عجز الميزانية وتهدئ من تردي الوضع المالي.
فيديو يتداوله الاسبان بكثره هذه الايام