إخواني الكرام
هذه بعض الحقائق عن التوراة التي يتدين بها اليهود والنصارى البروتستانت (التوراة عندهم تسمى العهد القديم)، وهو المذهب الغالب في الولايات المتحدة الأمريكية، ومن اتباعه بوش الإبن والذي يعتبر من الفئة المتدينة، وكان قبل توليه الرئاسة يحضر دراسات أسبوعية مكثفة لدراسة الإنجيل (العهد القديم والجديد).
الديانة الصهيونية المحرفة للديانة اليهودية، التي حاكها الحاخامات اليهود في بابل لتكون ستاراً لمشاريعهم السياسية وقد سبقنا القرآن الكريم في تأكيد ذلك بقوله تعالى :
"الذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله " .
"من الذين هادوا يحرفون الكلام عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا ".
هذا التحريف الذي يؤكده كل ذي فطنة عند قراءته الدقيقة لأسفار العهد القديم في تباين تفاصيلها .
ففي الإصحاح الحادي والثلاثين من سفر " التثنية " ما نصّه : ( فعندما كمل موسى كتابه كلمات هذه التوراة في كتاب إلى تمامها أمر موسى اللاويين حاملي تابوت عهد الرب قائلاً خذوا كتاب التوراة هذا وضعوه بجانب تابوت عهد الرب إلهكم ليكون هناك شاهداً عليكم لأني أنا عارف تمردكم ورقابكم الصلبة ) .
فهل التوراة من كتابة نبي الله موسى ( ع ) !؟؟
وفي الإصحاح الخامس عشر من تاريخ الأيام الثاني : ( مضى لإسرائيل أيام كثيرة بلا الإله الحق ولا كاهن معلم وبلا شريعة _ أي توراة _ ) . مما يعني ضياع التوراة بعد تخريب البابليين لبيت المقدس .
وفي الإصحاح الثامن من سفر " نحميا " : ( لما رجعت بنو إسرائيل من سبي بابل اجتمعوا وقالوا لعزرا الكاتب أن يأتي بسفر شريعة موسى التي أمر الرب بها إسرائيل فأتى عزرا الكاتب بالشريعة أمام الجماعة ) .
ولنعد إلى الأسفار ذاتها لنؤكد ذاك التحريف وإليك ما يقوله سفر " ارميا " في الإصحاح 23 :
( إذ قد حرفتم كلام الإله الحي رب الجنود إلهنا ) .
هذا غيض من فيض من التباين الشاسع بين النصوص المحرفة التي كتبت لتكون بخدمة الأهداف السياسية العنصريّة ، إلا أن لها على ما أعتقد بعض الدلالة على تأكيد ما ألحق بها من التحريف .
أمّا الأنبياء فهم كبش الفداء في التوراة ولم ينجُ واحد منهم من التهم :
" فنوح يسكر حتى يفقد وعيه،
ولوط يسكر فيضاجع بناته ،
ويهوذا يزني بامرأة ابنه ،
وداوود يشتهي زوجة الضابط ( أوريا ) فيزني بها ويرسل زوجها للقتل ليتخلص منه
أمّا سليمان فيختم حياته المجيدة بعبادة الأصنام " .
حتى موسى قد خان ربّه ولم يقدّسه ولهذا يحرمه الرب من دخول االأرض الموعودة ويموت في سيناء مع أخيه هارون ويقول الرب لهما في التوراة :
( لأنكما خنتماني ولم تقدساني لن تدخلا الأرض التي تفيض لبناً وعسلاً ويدخلها عبدي يشوع بن نون ) .
وفي الإصحاح الرابع والثلاثين من سفر التثنية وبعد ذكر صعود موسى على جبل بنو قال له الرب :
( هذه هي الأرض التي أقسمت لإبراهيم واسحق ويعقوب قائلاً لنسلك اعطيها قد أريتك إياها بعينك ولكنك إلى هناك لا تعبر .. فمات هناك موسى عند الرب في أرض موآب ) .
أمّا كيف يسوّغون اختيارهم الإلهي فهم يدعون أنهم من ذرية سام وان نبي الله نوح (ع) دعا على أبناء ولده حام ( أي الفلسطينيين والمصريين ) وذلك في قصة مخزية حاشى أن تكون حقيقية عن نبي من أنبياء الله .. دعى عليهم أن يكونوا عبيداً لابنه الآخر سام وذلك في الإصحاح التاسع من سفر التكوين ولنقرأ النص :
( وابتدا نوح يكون فلاحاً وغرس كرماً وشرب من الخمر فسكر وتعرّى داخل خبائه فأبصر حام أبو كنعان عورة أبيه واخبر أخويه ، فأخذ سام ويافت الرداء ووضعاه على أكتافهما ومشيا إلى الوراء وسترا عورة أبيهما ووجهاهما إلى الوراء فلم يبصرا عورة أبيهما ، فلما استيقظ نوح من خمره علم ما فعل به ابنه الصغير فقال ملعون كنعان عبد العبيد يكون لاخوته وقال مبارك الرب إله سام وليكن كنعان عبداً لهم .. ليفتح الله ليافت فيسكن في مساكن سام وليكن كنعان عبداً لهم ).
ومن هنا تبدأ عملية تحريف وتجبير النصوص الدينية لتكون في خدمة الأغراض السياسية ،
ولنبدأ بالإصحاح السابع عشر من سفر التكوين :
( يقول الرب لأبرام أقيم عهدي بيني وبينك لأكون إلهاً ملكاً أبدياً ) . وفي الإصحاح الخامس عشر أيضاً :
(لنسلك أعطي هذه الأرض من نهر مصر إلى النهر الكبير نهر الفرات ) .
وحسب التوراة أيضاً أن نبي الله إبراهيم قد أطلق على حفيده يعقوب اسم إسرائيل وذلك بالقول :
(سأدعيك منذ الآن بإسرائيل لأنه سيتبعك شعب كثيرون )
مع العلم أن كلمة أسرى بالعبرية تعني الشعب وكلمة إيل تعني الرب ، ومن هنا استنبطوا كلمة شعب الرب المختار .
ويذكرون أن يعقوب قد نام بين بئر السبع وحرّان في أرض فلسطين فرأى الله فقال له وذلك في الإصحاح الثامن والعشرين من سفر التكوين :
(أنا الرب إله إبراهيم أبيك وإله اسحق : الأرض التي أنت مضطجع عليها أعطيها لك ولنسلك ) .
(ويكون نسلك كتراب الأرض وتمتد غرباً وشرقاً وجنوباً ويتبارك فيك وبنسلك جميع قبائل الأرض ).
ثم تتوالى الوعود والعهود ( كل مكان تدوسه بطون أقدامكم يكون لكم من البرية ولبنان إلى نهر الفرات إلى البحر الغربي تكون تخومكم .. وقد اختارك الرب لتكون شعباً خاصاً فوق جميع الشعوب الذين على وجه الأرض ) .
أأمّا لتجميع يهود العالم في فلسطين ، فهناك توراتية خاصة وذلك كما في الإصحاح الحادي عشر من سفر " أشعيا " :
(ويكون في ذلك اليوم أن يجمع الرب جميع المشتتين والمنفيين من أبناء إسرائيل ويهوذا من أربعة أطراف الأرض لينقض الجميع على أكتاف الفلسطينيين غرباً وينهبون بني المشرق معاً) .
ولتبرير بناء المستوطنات أيضاً هناك أمر إلهي خاص ففي النسخة العبرية من سفر "التثنية" ما نصه:
(فإذا عبرتم الأردن فانصبوا الحجارة التي أنا أوصيكم في جبل عيبال وشيّدوها بالجص تشييدا).
وفي كل سفر من التوراة نلحظ مباركة الرب لإسرائيل ورفعة شعبها فوق كل خلقه ، ولنقرأ الإصحاح التاسع والأربعين في شفر " أشعيا " :
(هكذا قال السيد الرب ها أنا ذا أرفع إلى الأمم يدي وإلى الشعوب أقيم رايتي فيأتون بأولادك في الأحضان وبناتك على الأكتاف يحملن ويكون الملوك حاض************ وسيداتهم مرضعيك .. بالوجوه إلى الأرض يسجدون لك ويلحسون غبار رجليك فتعلمين أني أنا الرب الذي لا يخيب من انتظره)
اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد
يعز فيه أهل طاعتك
ويذل فيه أهل معصيتك