العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-05-15, 04:27 AM   رقم المشاركة : 1
امـ حمد
عضو ذهبي







امـ حمد غير متصل

امـ حمد is on a distinguished road


كثيراً من الناس يصعب على نفسه أن يقول أخطأت

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كثيراً من الناس يصعب على نفسه أن يقول أخطأت
أن تُقرَّ على نفسك بالخطأ، فتقول بتواضع حقيقي،أخطأت، فهذا لون من ألوان الشجاعة يفقده كثير من الناس،
أن الإنسان يضْعُفُ ويجهَل ويُخْطِئ ويَنسى،القرآن الكريم يقول عن الإنسان(وخُلِق الإنسان ضعيفاً)النساء،
لذلك يعجِز عن إنجاز كثير من الأمور،فإذا يسَّره الله للنجاح في ميدان، فقد لا يُيسّره في كل ميدان،
وفي الحديث الشريف(اعملوا فكل ميسر لما خُلق له)رواه البخاري ومسلم،
وفي حديث الاستخارة يُعلّمنا النبي(أن يُخاطب العبدُ ربَّه(فإنّك تعلم ولا أعلم، وتقدِرُ ولا أقدر،وأنت علام الغيوب) رواه أحمد،والبخاري،
وإذا كان الله تعالى قد عصم رسُله عن الوقوع في المعاصي ليكونوا أسوة لمن وراءهم، فإنه سبحانه لم يجعل هذه العصمة لغير الرسل، فضلاً عن أن يعصم أحداً عن النسيان والجهل والضعف،
عن محمد بن سيرين قال،لم يكن أحدٌ، بعد النبي صلى الله عليه وسلم،أهيب لما لا يعلم، من عمر، وإن أبا بكر نزلت به قضية فلم يجد في كتاب الله منها أصلاً، ولا في السنّة أثراً، فاجتهد رأيه ثم قال،هذا رأيي، فإن يكن صواباً فمن الله، وإن يكن خطأ فمني، وأستغفر الله،
وذكر الشعبي عن علي،أنه خرج عليهم وهو يقول،ما أبردها على الكبد،فقيل له،وما ذلك،قال،أن تقول للشيء لا تعلمه،لا أعلم،
وجاء رجل إلى القاسم بن محمد التابعي،أحد فقهاء المدينة السبعة، فسأله عن شيء فقال القاسم،لا أحسنه،فجعل الرجل يقول،إني رفعت إليك لا أعرف غيرك،فقال القاسم،لا تنظر إلى طول لحيتي وكثرة الناس حولي،والله لا أحسنه،
ودخل رجل على الإمام مالك بن أنس فقال له،يا أبا عبد الله جئتُكَ من مسيرة ستة أشهر، حمَّلني أهل بلدي مسألة أسألُك عنها،فقال، سل،فسأله الرجل عن المسألة فقال مالك،لا أُحسنها،فبُهت الرجل فقال،أي شيء أقول لأهل بلدي إذا رجعت إليهم،قال،تقول لهم،قال مالك،لا أُحسن،
وذكر ابن وهب،سمعت مالكاً يقول،ينبغي للعالم أن يألَفَ فيما أَشكلَ عليه قول،لا أدري، فإنه عسى أن يهيَّأ له خير،وقال ابن وهب، وكنت أسمعه كثيراً ما يقول،لا أدري،
فهلا عوّد أحدنا نفسه أن يقول،أخطأت،ولا أدري، وأستغفر الله،
فإنَّ كثيراً من الناس يصعب على نفسه أن يقول (أخطأتُ) فيثقل لسانه إذا جاء ينطق بها، وكأنه يرى في نفسه العصمة،
بل قد نجد كثيراً من الناس من يصعب عليه أن يقول له أحد كلمة (أخطأتَ) أو (أخطأ) شيخك أو أستاذك أو إمامك،
هل يعقل أنَّ شخصاً ما،يتكلم ويقرر ويكتب ويصنِّف منذ عشرين أو ثلاثين أو أربعين سنة ما أخطأ في حياته قط،حتماً لا يُعقل هذا، ولو كان ثمَّ أحد لا يخطئ في كلامه لكان كلامه وكلام الوحي سواء ،يقول جل وعلا في حق نبيه صلى الله عليه وسلم﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى،إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾النجم،
والمفهوم من هذه الآية،أنّ كل كلامٍ غير الوحي يعتريه النقص والتناقض والباطل،
ألسنا بشراً من بني آدم،إذن ما الذي يخرجنا من عموم،عن أنس بن مالك،عن النبي صلى الله عليه وسلم،قال(كل ابن آدم خطاء)رواه أحمد،ةالترمذي،وصححه الألباني،
ألسنا من عباد الله،فما الذي أخرجنا من عموم قول الله تعالى،في الحديث القدسي(يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار)رواه مسلم،
لو كنا لا نخطئ إذن لماذا شُرِّعَ لنا أن نقول في دعائنا،عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن الرسول صلى الله عليه وسلم،قال(ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا)رواه مسلم،
لو كنا لا نخطئ لما قال الله تعالى ﴿وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ﴾الأحزاب،
ليس عيباً أن تخطئ لكن العيب أن تكابر وتصر على خطئك وتبرر جميع أقوالك وأفعالك كما هو حال كثير من الناس،وأن من لا يقرُّ بأخطائه إذا نُبِّه عليها فإنه يحرم نفسه من نصيحة الناصحين، فكلما لاحظوا عليه خطأ سيعرضون عنه لأنه لا يقر بخطئه ولو كان خطأه واضحاً كالشمس،
إن من كمال الدين ورجاحة العقل أن تتجنب الكبر والإعجاب وتتواضع للحق وتقبل النصيحة ولله دره من قال( رحم الله امرءاً أهدى إليَّ عيوبي )
اليوم قلما من نجد من الإخوان من يكون مخلصاً في نصحه، صريحاً بعيداً عن المداهنة، متجنباً للحسد والانتقام للنفس والانتصار للرأي، يخبر بالعيب لا يزيد ولا ينقص،أو يقلب الحسنات سيئات أو يخفيها، فعزَّ الناصح والمنصوح،


فما بالك لو نبهك أخوك على فساد في عقيدتك أو ضلال في منهجك أو انحراف في سلوكك وخلقك تغضب ولا تقبل نصيحته ،أليس هذا الناصح أولى بالشكر والدعاء،لماذا نواجه من يبين لنا عيوبنا بالسب والتشهير والوعيد،لأننا لم نعتد على كلمة(أخطأتُ)
لقد علمنا نبينا صلى الله عليه وسلم،أن نقول في صلاتنا(وأبوءُ لَكَ بذنبي فاغفِر لي،فإنَّهُ لا يغفرُ الذُّنوبَ إلَّا أنت)رواه البخاري،


ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين ،
اللهم آميـن.






 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:18 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "