العودة   شبكة الدفاع عن السنة > منتدى الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم > الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-02-12, 05:26 PM   رقم المشاركة : 1
abdulsattar58
عضو







abdulsattar58 غير متصل

abdulsattar58 is on a distinguished road


{ إظلامُ المصابيحِ ليلاً إعجازٌ نبويّ يقي منْ التلوثِ الضوئيِّ }

{ إظلامُ المصابيحِ ليلاً إعجازٌ نبويّ يقي منْ التلوثِ الضوئيِّ }

الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ ، والصَّلاةُ والسَّلامُ ، على مَنْ كانَ القرآنُ خُلُقهُ ، وعلى آلهِ وصحبهِ وسلَّم.
وبعد : سوفَ نعيش منْ خلالِ ، هذا البحثِ ، مع بعضِ الحقائقِ العلميةِ ، التي وردتْ في أحاديثِ الحبيبِ الأعظمِ ، عليهِ الصَّلاة والسَّلام ، وكيفَ أثبتَ العلمُ الحديثِ ، صِدقَ هذهِ الحقائقِ يقيناً ، فتفضلوا معيَ أيَّها الأحبة ، للاطلاعِ على هذا البحثِ ، الذي هو :
فكرة و إعداد: هشام عبد الرحمن حسن عبد الرحمن

الإشراف العلمي و كتابة البحث :د. محمود عبد الله نجا (مدرس بكلية طب المنصورة ( والمشرف علي موقع آيات معجزات

غفرَ اللهُ تعالى لهُم ولوالديهِم ، وللمسلمينَ ، ولنا ولوالدينا ، ولِمَنْ قرأه أو ساهمَ في نشرهِ ، آمين.

[ ملخصُ البحثِ ]

أمرنا الحبيبُ مُحَمَّد صلَّى اللهُ عليهِ و سلَّم ، ( بإطفاءِ المصابيح بالليلِ ) ، و بعدَ سنواتٍ عديدةٍ ، منْ البحثِ العلميِّ ، حولَ تأثير الضوءِ ، على الإنسانِ و البيئةِ،قالَ العلمُ ( صدقَ رسولُ الإسلامِ ) , فإظلام المصابيحِ ، إعجازٌ نبويٌّ ، يقي الإنسانَ و بيئتهُ ، منْ [ التلوث الضوئي ] الذي ينشأُ منْ التعرضِ الزائدِ للضوءِ في الليلِ.

[ النصُ المُعجزِ ]

حذرنا الحبيبُ صلَّى اللهُ عليهِ و سلَّم ، منْ خطرِِ المصابيحِ ، إذا تركناها موقدة عندَ النومِ ، و ذلكَ في عددٍ كبيرٍ ، منْ الرِّواياتِ , منها ما ذَكرَ علَّة التحذيرِ ، و هي الخوف منْ الاحتراقِ بنارها , و منها ما جاءَ ، بدونِ ذكرٍ لعلَّةِ الأمرِ ، بإطفاءِ المصابيحِ ، لتعمَّ النصيحة و الرَّحمة النبويةِ ، كلّ المخلوقاتِ ، في كلِّ زمانٍ و مكانٍ.
أولاً: الرِّوايات التي ذكرتْ علَّة إطفاءِ المصابيحِ عندَ النومِ : ( الخوف من النار ).
الرِّوايةُ الأولى ‏:‏حديث ابْنِ عُمَرَ ، عَنِ النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، قَالَ : [ لاَ تَتْرُكُوا النَّارَ فِي بُيُوتِكُمْ حِينَ تَنَامُونَ ][ متفقٌ عليهِ ]
الرِّواية الثانية :‏
حديث أَبِي مُوسى رضيَ اللهُ تعالى عنهُ ، قَالَ : احْتَرَقَ بَيْتٌ بِالْمَدِينَةِ ، عَلَى أَهْلِهِ مِنَ اللَّيْلِ ، فَحُدِّثَ بِشَأْنِهِمُ النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، قَالَ :[ إِنَّ هذِهِ النَّارَ : إِنَّمَا هِيَ عَدُوٌّ لَكُمْ ، فَإِذَا نِمْتُمْ فَأَطْفِئُوهَا عَنْكُمْ][ متفقٌ عليهِ ].
الرواية الثالثة‏: عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضىَ اللهُ تعالى عنهما - رَفَعَهُ قَالَ : [ خَمِّرُوا الآنِيَةَ ، وَأَوْكُوا الأَسْقِيَةَ ، وَأَجِيفُوا الأَبْوَابَ ، وَاكْفِتُوا صِبْيَانَكُمْ عِنْدَ الْعِشَاءِ ، فَإِنَّ لِلْجِنِّ انْتِشَارًا وَخَطْفَةً ، وَأَطْفِئُوا الْمَصَابِيحَ عِنْدَ الرُّقَادِ ، فَإِنَّ الْفُوَيْسِقَةَ ، رُبَّمَا اجْتَرَّتِ الْفَتِيلَةَ فَأَحْرَقَتْ أَهْلَ الْبَيْتِ ][ رواه الخاريُّ ]
الرواية الرابعة: عَنْ جَابِرٍ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، أَنَّهُ قَالَ [ غَطُّوا الإِنَاءَ وَأَوْكُوا السِّقَاءَ وَأَغْلِقُوا الْبَابَ وَأَطْفِئُوا السِّرَاجَ ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لاَ يَحُلُّ سِقَاءً ، وَلاَ يَفْتَحُ بَابًا ، وَلاَ يَكْشِفُ إِنَاءً ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ أَحَدُكُمْ إِلاَّ أَنْ يَعْرُضَ عَلَى إِنَائِهِ عُودًا ، وَيَذْكُرَ اسْمَ اللَّهِ فَلْيَفْعَلْ ، فَإِنَّ الْفُوَيْسِقَةَ ، تُضْرِمُ عَلَى أَهْلِ الْبَيْتِ بَيْتَهُمْ ][ رواهُ مسلمٌ ]
ثانياً: الرِّوايات التي لمْ تذكرْ ، علَّة اطفاء المصابيحِ عندَ النوم.
الروايةُ الأولي: حدثنا همامٌ عنْ عطاءٍ عنْ جابرٍ ، قالَ : قالَ رسول الله صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، [ أطفئوا المصابيحَ بالليلِ ، إذا رقدتمْ ، وأغلقوا الأبوابَ ، وأوكوا الأسقية وخمروا الطعامَ والشرابَ - قالَ همامٌ : وأحسبهُ قالَ : ولو بعودٍ يُعرضه ][ رواه ُ البخاريُّ ]
الروايةُ الثانيةِ :عَنْ جَابِرٍ - رضىَ اللهُ عنهما - عَنِ النَّبِىِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، قَالَ [ إِذَا اسْتَجْنَحَ { اللَّيْلُ } - أَوْ كَانَ جُنْحُ اللَّيْلِ - فَكُفُّوا صِبْيَانَكُمْ ، فَإِنَّ الشَّيَاطِينَ تَنْتَشِرُ حِينَئِذٍ ، فَإِذَا ذَهَبَ سَاعَةٌ مِنَ الْعِشَاءِ ، فَحُلُّوهُمْ ، وَأَغْلِقْ بَابَكَ ، وَاذْكُرِ اسْمَ اللَّهِ ، وَأَطْفِئْ مِصْبَاحَكَ ، وَاذْكُرِ اسْمَ اللَّهِ ، وَأَوْكِ سِقَاءَكَ ، وَاذْكُرِ اسْمَ اللَّهِ ، وَخَمِّرْ إِنَاءَكَ ، وَاذْكُرِ اسْمَ اللَّهِ ، وَلَوْ تَعْرُضُ عَلَيْهِ شَيْئًا ][ رواه ُ البخاريُّ ]
الروايةُ الثالثةِ : عن جَابِرٍ بْن عَبْدِ اللَّهِ رضيَ اللهُ تعالى عنهما ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : [ إِذَا كَانَ جُنْحُ اللَّيْلِ أَوْ أَمْسَيْتُمْ ، فَكُفُّوا صِبْيَانَكُمْ ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْتَشِرُ حِينَئِذٍ ، فَإِذَا ذَهَبَ سَاعَةٌ مِنْ اللَّيْلِ ، فَخَلُّوهُمْ ، وَأَغْلِقُوا الْأَبْوَابَ ، وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ ، لَا يَفْتَحُ بَابًا مُغْلَقًا ، وَأَوْكُوا قِرَبَكُمْ ، وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ ، وَخَمِّرُوا آنِيَتَكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ ، وَلَوْ أَنْ تَعْرُضُوا عَلَيْهَا شَيْئًا ، وَأَطْفِئُوا مَصَابِيحَكُمْ ][ رواهُ مسلمٌ ]

بعض شروح الأحاديثِ : قالَ القرطبيُّ : رحمهُ اللهُ تعالى :تَضمَّنَ هذا الحديث ، أنَّ اللهَ تعالى ، أَطلعَ نبيهُ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، على ما يكون في هذهِ الأوقاتِ ، منْ المضارِ ، منْ جهةِ الشياطينِ ، والفأرِ ، والوباءِ ، وقدْ أرشدَ ، إلى ما يتقي بهِ ذلكَ ، فليبادر إلى فعلِ تلكَ الأمورِ ، ذاكراً للهِ تعالى ، مُمتثلاً أمرَ نبيهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، شاكراً لنصحهِ ، فَمَنْ فعلَ ، لمْ يُصبهُ منْ ذلكَ ضررٌ ، بحولِ اللهِ تعالى وقوتهِ .
ملاحظاتٌ مُهمَّةٌ ، حولَ الأحاديثِ ، ( خصوصاً علَّة إطفاء المصابيحِ عندَ النومِِ ):
أولاً :تكرارُ التحذيرِ النَّبويِّ ، مِنْ النارِ و المصابيحِ و السُرُجِ ، برواياتٍ مُختلفةٍ ، و في مواقفٍ مُختلفةٍ , يدلُ على ، أنَّ منْ عادةِ العربِ ، في زمنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ و سلَّمَ ، عندَ النومِ ، ترك المصابيحِ ، موقدة و خاصة ، في فترةِ الليلِ , و ذلكَ لمنافعَ عديدة ، منها :[ إذهاب وحشة الصَّحراءِ و الاحتماء منْ حيواناتِ الصَّحراءِ و للتدفئةِ ] , فبيَّنَ لهمْ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ و سلَّمَ ، أنَّ هذهِ عادة غير سليمة ، لمِا فيها منْ أضرارٍ ظاهرةٍ ، كما بينَ في بعضِ الرِّواياتِ ، التي ذكرتْ الاحتراق بالنارِ , و أرشدهم صلَّى اللهُ عليهِ و سلَّمَ ، إلى ما هو أنفع ، بإغلاقِ الأبوابِ ، لحصولِ الأمانِ , و إطفاءِ النيرانِ ، لتوقي شرها ، و في عصرنا الحديثِ ، استبدلنا مصابيح النارِ ، بالمصابيحِ الكهربائيةِ , و صرنا أحرصَ منْ العربِ ، في زمنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ و سلَّمَ ، على إنارةِ المصابيحِ ، في ظلمةِ الليلِ , بلْ انَّ هناكَ مناطقٌ بأكملها ، كبعضِ المدنِ الحديثةِ ، تُحيل الليل إلي نهارٍ ، منْ كثرةِ المصابيحِ المضاءةِ ، في ظلمةِ الليلِ , فهلْ الأمرُ النَّبويِّ : ( أَطْفِئُوا الْمَصَابِيحَ بِاللَّيْلِ إِذَا رَقَدْتُمْ) ، ينطبق على مصادرِ الضوءِ ، في زماننا أمْ لا ؟؟؟؟؟ , هذا ما سوفَ نراهُ ، في النقطةِ التاليةِ ، بإذنِ اللهِ تعالى.
ثانياً: [ شُراحُ الأحاديثِ ، قالوا : بأنَّ علَّةَ إطفاء المصابيحِ ، هي الخوف منْ ضررِ النارِ ، الذي قدْ يحدث ، بسببِ الفويسقةِ أو بغيرِ سببها , فإذا انتفتْ العلَّة ، أمكنَ ترك المصابيحِ ، موقدة في الليلِ ] ، و نلاحظُ هنا ، أنَّ شُراحَ الأحاديثِ ، لمْ ينتبهوا إلى : أنَّ النارَ و المصباحَ و السراجَ , ليستْ فقط ، مصدرٌ للحرارةِ و النارِ , و لكنها أيضاً ، [ مصدراً للضوءِ ] , وجزاهم الله تعالى خيراً ، ورحمهم برحمتهِ الواسعةِ آمين , فهذا ما توصلوا اليهِ في زمانهم ، وصدقَ اللهُ تعالى : حيثُ قالَ : { ذَلِكَ مَبْلَغُهُم مِّنَ الْعِلْمِ .... }النجم30 ، و لو كانَ الضرر الوحيد ، منْ المصابيحِ و السراجِ ، هو النار و أمكنَ الاحتراز منهُ بوسيلةٍ ما ، لبيَّنَ النَّبيّ صلَّى اللهُ عليهِ و سلَّمَ ، ذلكَ ، فكانَ صلَّى اللهُ عليهِ و سلَّمَ ، قادرٌ على ، أنْ يقولَ : [ احترزوا منْ نارِ المصابيحِ , أو ضعوها في أماكنٍ ، لا تصل إليها الفويسقة ] , و لكنْ لعلمهِ صلَّى اللهُ عليهِ و سلَّمَ ، أنَّ ضررَ المصابيحِ ، أكبرُ منْ علَّةِ النارِ , فقدْ شدَّدَ على الأمرِ ، بإطفائِها ، في الرِّواياتِ المُطلقةِ ، التي لمْ تذكرْ علَّة النارِ و التي أتتْ علي سبيلِ العمومِ) : أطفئوا المصابيح( ، و لذا فقدْ حذرهم ، منْ أمرٍ غيبيٍّ ، لا يَخْطُر لهمْ على بالٍ ، فلا بُدَّ أنَّ الرَّوايات المُطلقة ، التي لمْ تُحددْ العلَّة ، أتتْ لتبيَّنَ أنَّ هناكَ ، عِللٌ أُخرى لإطفاءِ المصابيحِ ، غير النارِ , لكي يكون أمرهُ صلَّى اللهُ عليهِ و سلَّمَ ، صالحاً لكلِّ زمانٍ و مكانٍ.
ثالثاً: مِمَّا يؤكدُ على صحةِِ ، ما ذهبتُ إليهِ ، منْ أنَّ لإطفاءِ المصابيح ، عندَ النومِ ، عللٌ أخرى ، غير النارِ ، كعلَّةِ الخوف منْ ضوئِها , قوله تعالى : { وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاساً وَالنَّوْمَ سُبَاتاً وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُوراً }الفرقان47و قوله تعالى : { قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِلَيْلٍتَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ }القصص72
رابعاً: غالبُ الرواياتِ ، ربطتْ بينَ إطفاء المصابيحِ ، و بينَ الرّقادِ : ( النوم ) , و ذلكَ لأنَّ التعرضَ المُستمر للإضاءةِ بالنهارِ و الليلِ ، قدْ تنتج عنهُ أضرارٌ صحِّيةٌ ، كما أثبتتْ الدراسات العلميةِ الحديثةِ ، كما سوف نرى في هذا البحثِ ، بإذنِ اللهِ تعالى , و للحمايةِ منْ هذهِ الأضرارِ ، ينبغي التعرض ، لفترةٍ معينةٍ ، منْ الظلامِ ، حتى و لو لمْ تكنْ هذهِ الفترة ، لغرضِ الرّقادِ : ( النوم ).
الهدف منْ البحثِ :سنركزُ في الأحاديثِ السَّابقةِ ، على نقطةٍ واحدةٍ ، ألا و هي إطفاء السُرُجِ أو المصابيحِ ، عندَ النومِ , فقدْ جاءتْ السُّنة النَّبويةِ ، المُكمِّلة للقرآنِ ، بالنَّهي الصَّريحِ ، عنْ التعرضِ ، للمصابيحِ ، عندَ النومِ ، في الليلِ : ( أَطْفِئُوا الْمَصَابِيحَ بِاللَّيْلِ إِذَا رَقَدْتُمْ( ، فهلْ أثبتَ العلمُ الحديثِ ، أنَّ التعرضَ لضوءِ المصابيحِ ، في الليلِ ، لهُ أضرارٌ ، على الإنسانِ و بيئتهِ , و ما هي هذهِ الأضرار ؟؟؟؟ ، هذا ما سوف نتناولهُ ، في هذا البحثِ بإذنِ اللهِ تعالى.

[الحقيقة العلمية ]

يعتبرُ مُصطلح : [ التلوثِ الضوئيِّ ] منْ المُصطلحاتِ الحديثةِ ، التي لمْ تكنْ في قاموسِ الإنسانيةِ , و هو أحدُ أنواعِ الملوثاتِ البيئيةِ الحديثةِ ، التي تَسَبَبَ فيها إنسان العصرِ الحديثِ , بسبِ الإسرافِ الزائدِ ، في استعمالِ الضوءِ الصناعيِّ ، داخل و خارج البيوتِ , و في تحويلِ ليلِ المدنِ ، إلى نهارٍ صناعيٍّ , مِمَّا أثرَ بالسلبِ ، على الإنسانِ و بيئتهِ ، فقدْ بدأتْ إضاءةُ الليلِ اصطناعياً ، بواسطةِ الكهرباءِ ، تُقلق طمأنينة الحياة , و تنزع لباس الليلِ ، الذي عهدتهُ الكرة الأرضيةِ ، منذُ أنْ جعلَ اللهُ تعالى : الليل سكناً و النهار نشوراَ , و تعاقب الليل و النهار , وتآلفتْ الكائنات طبيعياً ( وضمنها الإنسان ) بهذا التعاقبِ الدوريِّ ، فسكنتْ الحياة ليلاً ، وازدهرتْ بسعي أغلب الكائناتِ الحيةَِّ ، على معاشها نهاراً ، و مع اكتشافِ المصباحِ الكهربائيِّ ، بدأَ الخلل ، في ميزانِ التعاقبِ الدوريِّ لليلِ و النهارِ , و تفاقمَ هذا الخلل ، حتى وصلَ ذروتهُ ، في عصرنا الحديثِ ، بعدَ أنْ صمَّمَ الإنسانُ ، بجهلٍ شديدٍ ، على إنارةِ كافة البيوتِ و التجمعاتِ السكنيةِ ، بشكلٍ مبالغٌ فيهِ ، و بعدَ عقود منْ الاستعمالِ الغاشمِ ، للإنارةِ الصناعيةِ , ظهرَ للإنسانِ ، أنَّ الإنارةَ الكهربائية ، بالرغمِ منْ كلِّ ما لها منْ منافعِ ، إلا أنها لا تخلو منْ المساويءِ , وظهرَ مصطلح : [ التلوث الضوئي Light Pollution ] ، لوصفِ الآثارِ السلبيةِ ، المترتبةِ على أنواعِ الإنارةِ الاصطناعيةِ ، على الإنسانِ و بيئتهِ.

[ أثرُ التلوثِ الضوئيِّ على صحةِ الإنسانِ ]

بالرغمِ منْ أنَّ الأبحاثَ العلميةِ ، قدْ أثبتتْ أنَّ التعرضَ للضوءِ ، سواءٌ الطبيعيّ أو الصناعيّ ، يزيد منْ نشاطِ الإنسانِ , و هذا منْ فوائدِ الضوءِ , و لكنَّ الأبحاثَ العلميةِ الحديثةِ ، أثبتتْ أيضاً ، أنَّ زيادةَ فترة التعرضِ للضوءِ ، لها أضرارٌ على الإنسانِ , و منْ هذهِ الأضرارِ :
أولاً: زيادةُ نوبات الصداعِ ، والشعور بالإرهاقِ ، والتعرض لدرجاتٍ مُختلفةٍ ، منْ التوترِ ، وزيادة الإحساسِ بالقلقِ.
ثانياً: ارتفاعُ ضغط الدَّم : يعتقد العلماء ، أنَّ ارتفاعَ ضغط الدَّمِ ، في هذهِ الحالاتِ ، ينتج بشكلٍ غير مباشرٍ ، منْ زيادةِ مستوى التوترِ ، الذي يتعرض لهُ المُعرَّضَونَ لفرطِ الإضاءةِ ، فالمعروف : أنَّ زيادةَ مستوى التوترِ ، تؤدي إلى إفرازِ الجسمِ ، [ لهرمون الأدرينالين ] ، و المسئول عنْ وضعِ الجسمِ ، في حالةٍ منْ التأهبِ والاستعدادِ ، منْ خلالِ تغيراتٍ بيولوجيةٍ وفسيولوجيةٍ عديدةٍ ، مثل رفع ضغط الدَّم ، وزيادة ضربات القلبِ.
ثالثاً: تثبيطُ جهاز المناعةِ : وجد بعض الباحثين ( C. Haldar *, R. Ahmad 2009 ) ، أنَّ الضوءَ ، يؤثر على جهازِ المناعةِ ، منْ خلالِ تأثيرهِِ ، على العينِ ، ثُمَّ المخِ ، ثُمَّ الغدةِ الصنوبريةِ , و كذلكَ منْ خلالِ ، نفاذية الضوءِ ، لسطحِ الجلدِ ، حيثُ كلمَّا زادََ ، الطول الموجي ، زادتْ درجة النفاذيةِ ، عبر النسيجِ البصريِّ ، و النسيجِ الجلديِّ ، كما وجدوا: أنَّ الخلايا الليمفاوية ، في الدَّمِ ، تنتج [ هرمون الميلاتونين ] ، الذي يقوم بتنشيطِ المناعةِ , و أنَّ هذا الإنتاج ، يتأثر بالضوء ، حيث يثبط الضوء ، الذي ينفذ منْ الجلدِ ، و يصل للخلايا الليمفاويةِ ، التي تسير في الدَّمِ ، قرب سطح الجلدِ ، قدرة هذه الخلايا على تكوينِ و إفرازِ[ الميلاتونين ] ، مِمَّا يؤدى الى ، نقصِ المناعةِ ، بطريقةٍ غير مباشرةٍ , كما وجدوا أنَّ تعرض الجلدِ ، لفترتٍ منْ الظلامِ ، يُقوي ، منْ مناعةِ الجسمِ .
رابعاً: التأثير الضَّار للضوءِ على الجلدِ : وجد بعض الباحثين :
( Mahmud BH, et al:2008 ) ، أنَّ للطيفِ المنظورِ ، منْ الضوءِ ، تأثيرٌ ضارٌ ، على الجلدِ ، حيثُ يؤدي ، إلى احمرارِ الجلدِ ، و تبقعهِ ، و التدمير الحراري لخلايا الجلد ، و كذلكَ ، إنتاج الشوارد الحُرة ، هذا بالإضافةِ ، إلى التدميرِ غيرِ المباشرِ ، للحمضِ النوويِّ ، في خلايا الجلدِ ، الناتج عنْ الأكسجين النشط ، ليسَ هذا فحسبٌ : بل الضرر الناتج ، منْ الأشعةِ ، [ فوق البنفسجية ] على الجلدِ ، التي يتعرض الإنسان لها نهاراً في ضوءِ الشمس.
خامساً: نقص إفراز هرمون الميلاتونين (Melatonin)، يتمُ إفراز [ هرمون الميلاتونين ] بصورةٍ طبيعيةٍ ، عندَ دخولِ الليلِ ، بواسطةِ غدة صغيرة ، في الدماغِ ، تعرفُ باسمِ : [ الجسمِ الصنوبري Pineal body ] وهذهِ المادة ، تنتشر في الدَّم ، وتُعطي الإنسانَ ، الإحساس بالنعاسِ ، تفرزُ هذهِ المادة الكيميائيةِ ، بانتظامٍ ، لكنْ يُعاني منْ نقصها ، كبارُ السنِ ، فنلاحظُ : أنَّ نومهم مضطربٌ ، أكثر منْ صغارِ السِّنِ ، الذينَ تفرز عندهم هذهِ المادةِ بوفرةٍ , إنَّ إفرازَ هذهِ المادةِ ، يبدأُ مع ( بدايةِ الظلامِ ، ويكون إفرازه بسيط ويزداد مع الزمنِ ، إلى أنْ يصل الإفراز ذروته ، قبلَ موعد الصباحِ ) ، و قدْ وُجِدَ أنَّ إفرازَ هذهِ المادةِ ، يقلُّ بالتعرضِ للضوءِ ، مِمَّا يساعد على السَّهرِ ، و يعرض الجسم لعدَّةِ أمراضٍ.

[ أهميةُ هرمون الميلاتونين للجسمِ ]

كعلاجٍ لاضطراباتِ النومِ : بحثٌ لـ( Reiter RJ, Korkmaz A; 2008 ) ، و كمضاد للأكسدة ، حيثُ ثبت ، أنَّ قدرتهُ تفوقُ ، بمعدلِ خمس مراتٍ ، قدرة فيتامين سي ، وهذه درجة ، تجعل تصنيفهُ ، منْ أقوى مضادات الأكسدةِ المعروفةِ
: بحثٌ لـ ( Dominique Bonnefont-Rousselota,b, Fabrice Collin 2010) ، و أهميته للمخِ :وجدَ بعضُ الباحثينَ ( Olcese JM et al; 2009) أنَّ الميلاتونين ، يقللُ منْ حدَّةِ ، مرضِ الزهايمر و يبطئ منْ تقدمهِ , كما وجدَ البعض الآخر
( Juan C. Mayo et al;2005) ، أنهُ ضرورىٌ ، للوقايةِ ، منْ مرضِ الشللِ الرعاشِ ، و كذلكَ فى تحسينِ ، فاعلية العلاجاتِ للمرضى ، و الميلاتونين مسكنٌ للألأمِِ :وجدَ بعضُ الباحثينَ : كـ ( Mónica Ambriz-Tututi,2009) ، أنَّ الميلاتونينِ ، يعتبر مسكناً للألأمِ ، حيثُ يقلل منْ الإحساسِ بالألم ، منْ خلالِ العديدِ ، منْ آلياتِ التفاعلاتِ البيوكيميائيةِ ، مثل التنشيط الغير مباشر لمستقبلاتِ المورفين , و تقليل افراز الموادِ المسببةِ للالتهاباتِِ ، بالإضافةِ الى عملهِ ، كمضادٍ للأكسدةٍ ، لذلكَ تتضح أهميةُ النومِ ، في الظلامِ ، لمنْ يعانونَ ، منْ أمراضٍ ، ينتج عنها : اىّ نوعٍ منْ الألآمِ ، والميلاتونين يقي منْ السرطانِ ، حيثُ أظهرتْ بعضُ الدراساتِ الحديثة :
( A David E. Blask 2008 ) أنَّ العمالَ ، في الفتراتِ المسائية، و المتعرضينَ للضوءِ الصناعيِّ ، هُمْ الأكثر تعرضاً للإصابةِ بالسرطانِ ، و كذلكَ لنقصِ المناعةِ ، كما أظهرتْ الأبحاث الحديثةِ : ( Pauley SM.2004 ) أنَّ تثبيطَ الميلاتونين ، بالتعرضِ للضوءِ ، ليلاً قدْ يكون سبباً ، منْ زيادةِ معدلاتِ سرطان الثدي و القولون ، و قدْ و جدتُ العديد ، منْ الدراساتِ ، و منها ( Sánchez-Barceló EJ, et al;2003) : و
( Joo SS, Yoo YM et al; 2009) أنَّ تأثيرَ الميلاتونين ، المضاد للسرطانِ ، يأتي منْ طبيعتهِ كمضادٍ للأكسدةِ , بالاضافةِ الى ، قدرتهِ على التأثيرِ المباشرِ ، على الخلايا السرطانيةِ ، حيثُ يثبط الميلاتونين السرطان ، منْ خلالِ التداخلِ فى عددٍ منْ المساراتِ البيوكيميائيةِ , و قدْ وجدَ أنهُ في سرطانِ الثدي ، يقومُ بدورٍ مباشرٍ ، على خلايا السرطانِ ، كمضادٍ طبيعيٍّ للإستروجين , و في سرطانِ البروستاتا ، يؤدي ، إلى موتِ الخلايا السرطانيةِ ، المبرمج مبكراً .

[ أثرُ التلوثِ الضوئيِّ على البيئةِ ]

كما تأثرَ الإنسان ، بالتلوثِ الضوئيِّ ، تأثرتْ بيئته أيضاً , فهناكَ العديد منْ الآثارِ السلبيةِ ، للتلوثِ الضوئيِّ ، على البيئةِ و منها:
أولا: صعوبة رؤية نجومُ السماءِ : فالتلوث الضوئيِّ ، يقضي على إمكانِ ، رؤيتنا الواضحة للسماءِ الواسعةِ المزينةِ بالنجومِ و الكواكبِ ، و أصبحَ منْ الصعبِ ، الاهتداء بالنجومِ ، في ظُلماتِ البرِ و البحرِ , كما أصبحَ منْ الصعبِ رؤية هلال الشهورِ العربيةِ ، بالعينِ المُجردةِ ، و المراصدِ الفلكيةِ , و بسبِ الإضاءةِ الجائرةِ للمصابيحِ ، التي تحيل ظلام الليلِ إلى نهارٍ ، أُجبرَ الفلكيينَ ، إلى أخذِ مراصدهم و مغادرة المدن .
ثانياً: الكائنات الحية غير الإنسان :في بحثٍ جديٍّ أوضحتْ نتائجه ، مجلة "ناشيونال جيوجرافيك" أُلقيَ الضوء ، على ما يُعرفُ بظاهرةِ " التلوث الضوئي " وآثارها السلبية ، على كلِّ الكائناتِ , فأظهرتْ نتائجهُ ، بأنَّ المخلوقاتِ الحيةِ ، لمْ تكنْ بأحسنِِ حالاً ، منْ الإنسانِ , فقصتها السلبية ، مع التلوثِ الضوئيِّ ، لا تقل خطورة ، عمَّا يحدث للإنسانِ ، فالعديد منْ أنواعِ الأسماكِ والكائناتِ البحريةِ ، تفقد حياتها وحياة صغارها ، بسببِ التلوثِ الضوئيِّ ، سواء الموجودة بالقربِ منْ شواطئِ المُسطحاتِ المائيةِ العملاقةِ ، كالمحيطاتِ والبحارِ المفتوحةِ ، أو تلكَ الأضواء الموجودة تحتَ سطحِ الماءِ في القاعِ ، لدواعي التنقيبِِ ، عنْ ثرواتٍ طبيعيةٍ أو انتشال حُطام سفينة أو طائرة استقرتْ بسببِ الحوادثِ ، في مملكةِ الكائناتِ البحريةِ ، هناكَ أنواعٌ منْ الكائناتِ البحريةِ ، مثل : السبيط "كلماري" وثعبان البحرِ ، وأنواعٌ منْ السلاحفِ البرمائيةِ ، والحوت الأزرقِ ، جميعها – وبطريقة فطريةتأخذُ في الدورانِ بسرعةٍ عاليةٍ ، حولَ البقعِ الضوئيةِ ، في قاعِ البحارِ ، حتى يحدث لها نوعٌ ، منْ الدوارِ الحادِ ، يتسببُ فوراً في نفوقها ، الأمرُ الذي يهدد الثروة السمكيةِ والبحريةِ ، بالإضافةِ لتلوثِ قاع البحارِ ، الذي لا ينقذهُ ، إلا تجديد ذاته تلقائياً ، حسب ما هو معروف في علمِ البحارِ ، أمَّا طيورُ البطريقِ والطيور المهاجرةِ ، فلها مع الأضواءِ ، قصصٌ مأساويةٌ ، حيثُ إذا تعرضَ الصغير ، لتلوثٍ ضوئيٍّ ، فإنهُ ينفق سريعاً ، لأنهُ يحيا ، في نسبةِ ظلامٍ طبيعيةٍ ، تفرضها المناطق الثلجيةِ القطبيةِ ، التي بدأَ الإنسانُ الوصول إليها ، وتخريب قوانين الطبيعة فيها ، أما هجرة الطيورِ للتزاوجِ ، وقطع مئات الأميالِ ، منْ مكانٍ لآخر ، في العالمِ ، فتخضع لنظامِ البوصلةِ الطبيعيةِ ، التي زودها اللهُ سبحانهُ وتعالى بها ، كنوعٍ ، منْ الإعجازِ في الخلقِ ، وهذهِ البوصلة الطبيعيةِ ، التي تحدد اتجاه الطيران ، لهجرةِ هذهِ الأسراب ، منْ الطيورِ ، تفقد فاعليتها بالأضواءِ السَّاطعةِ ، عندَ معابرِ القاراتِ ، وفوق المسطحاتِ المائيةِ ، فتكون النتيجة نفوق أسراب هائلة ، منْ الطيورِ المهاجرةِ ، مِمَّا يترتب عليهِ ، انقراضُ بعضِ أنواعها ، و التلوثِ الضوئيِّ، أيضاً يُصمتُ حناجر الطيورِ المُغرّدةِ ، مثل ما يعرف بـ"الطيور السوداء" ذات الحنجرة الرائعةِ ، التي تصدر نغمات طبيعية مغردة ، وطيور "العندليب" التي لها القدرة ، على تنغيمِ الصوتِ الموسيقيِّ الطبيعيِّ ، الصاعد تلقائياً ، منْ حنجرتها الواسعة ، فهذان الطائران لا يُغردانِ ، إلاّ وسط الظلامِ ، ليكتمل الإعجاز بالصوتِ والصورةِ معاً ، فالأضواء الشرسة ، الصاخبة تخرس أصوات هذه الطيور للأبدِ ، وتنتهي حياتها بعيداً ، عن الطبيعةِ والفطرةِ ، التي خُلقتْ عليها، و أيضاً تتأثرُ ، مملكة الحشراتِِ بالتلوثِ الضوئيِّ ، لأنَّها تعيش في الظلامِ النسبيِّ ، لاصطيادِ الحشراتِ الأُخرى ، وبعضٍ منْ النباتاتِ ، التي تقتاتُ عليها ، فالضوء نذيرٌ بالخطرِ ، لكلِ ما تأكلهُ الحشرات ، بحيث تهرب فرائسها ، وبالتالي تنقرض الحشرات ، مثل أنواع منْ النملِ المُتسلقِ والفراشاتِ كبيرة الحجمِ ، أيضاً تقل نسبة تكاثرها ، الذي يتمُّ في الظلامِ الهادئ ، وكما أنَّ الأضواءَ الصاخبةِ ، تقلل منْ نسبةِ الخصوبةِ ، لدى ذكور التماسيحِ ، والخرتيت "وحيد القرن"، والبحث جارٍ حالياً ، حول مدى تأثير أضواء النيونِ الساطعةِ ، على نسبةِ التبويضِ ، لدى السيداتِ ، وعلى صحةِ وحيويةِ الحيوانات المنويةِ ، لدى الرِّجالِ ، فقدْ أثبتتْ الباحثةُ "ريتش" بأنَّ قوَّةَ الضوءِ الصناعيِّ ، تُحدثُ خمولاً ، في بعضِ الوظائفِ الحيويةِ للإنسانِ والحيوانِ معاً ، و كما تتأثر النباتات ، بفعلِ التلوثِ الضوئيِّ ، لأنَّ الأضواءَ المباشرة ، على الأرضِ ، تمتصُ الرطوبة الطبيعيةِ ، التي تحفظ للأرضِ سلامتها ، وبالتالي تقل نسبة الأراضي الصالحةِ للزِّراعةِ والزُّهورِ والاخضرارِ.

[ كيفَ تغلبَ التشريعُ البشريِّ ، على الآثارِ الضَّارةِ للضوءِ ؟؟؟ ]

بعدَ أنْ تنبهتْ البشرية ، إلى مخاطرِ التلوثِ الضوئيِّ ، بدأتْ جميعُ دول أوروبا و أمريكا و غيرها ، منْ بلدانِ العالمِ المُتحضرِ ، في سنِ القوانين و التشريعات ، التي منْ شأنِها أنْ تحمي الإنسان و بيئته ، منْ أضرارِ الإضاءةِ الليليةِ الزائدةِ , وتهدفُ هذهِ التشريعات ، إلى عدمِ التبذيرِ ، في استهلاكِ الكهرباءِ ليلاً ، والتقليلِ منْ الهالةِ الضوئيةِ المنطلقةِ منْ المدنِ ، والتي تعيق رؤية النجوم ليلاً ، و تمنع هذه التشريعات استعمال نوعٍ ، منْ مصابيحِ الإنارةِ العموميةِ ، التي تنطلق أشعتهُ إلى الأعلى , مع استعمالِ مصابيح ، فيها سقف يعكس الضوء نحو الأسفلِ ، مِمَّا يساهم في اقتصادِ الطاقةِ وتقليلِ هالة الضوءِ المنطلقةِ نحو الفضاءِ ، ويسعى القانون إلى تحديدِ نسبةِ درجةِ الإنارةِ ، التي لا يمكن تجاوزها ، و منْ الغريبِ ، أنَّ دولَ العالم الإسلاميِّ ، و حتى لحظتنا هذهِ ، ما تزال تسرف في استخدامِ الإضاءةِ ليلاً ، بالرغمْ منْ التحذيرِ النَّبويِّ الصَّريحِ : ( أطفئوا مصابيحكم إذا رقدتم بالليل ).


وجهُ الإعجازِ العلميِّ


في قولِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ و سلَّمَ


( أطفئوا مصابيحكم عندَ الرّقادِ )

قبلَ أنْ تعرفَ البشرية ، مصطلح [ التلوث الضوئيِّ ] في العصرِ الحديثِ , و قبلَ أن تبدأَ البشرية ، في سنِ القوانينِ ، التي تحمي الإنسانَ و بيئتهُ ، منْ التلوثِ الضوئيِّ , جاءَ التشريعُ الإسلاميِّ ، على لسانِ النَّبيِّ مُحَمَّدٍ صلَّى اللهُ عليهِ و سلَّمَ، الذي لا ينطقُ عنْ الهوى , ليحمي البشرية ، منْ مخاطرِ المصابيحِ الظاهرةِ ، على عهدهِ ( كالاحتراق بنارها ) و المخاطر الخفيةِ ، التي لمْ تحدثْ في عهدهِ ( كالتلوثِ الضوئيِّ ) , فقدْ سبقَ ، كلّ التشريعاتِ البشريةِ ، و وضح الحل الجذري ، لمشكلةٍ بيئيةٍ خطيرةٍ ، لم يراها على زمنهِ ، بكلماتٍ قليلةٍ ، لو أحسنَ تدبرها ، كلّ الباحثينَ ، في مشكلةِ التلوثِ الضوئيِّ , و المُشرِّعينَ للحدِ ، منْ أضرارها ، لقالوا جميعاً , صدقَ رسولُ الإسلامِ ، والرحمة المهداة إلى العالمينَ , فإظلامالمصابيح ، عندَ الرّقادِ ، إعجازٌ نبويٌّ ، يقي الإنسان و بيئته ، منْ التلوثِ الضوئيِّ ، الذي ينشأُ منْ التعرضِ الزائدِ ، للضوءِ في الليلِ.

[ الخاتمة ]

إنَّ ما أتينا بهِ هنا ، ليسَ إلا على سبيلِ المثالِ ، لا الحصرِ ، فأهمية التعرُض للظلامِ ، أثناء النوم ما هو إلا موضوعٌ ، تنبهَ لهُ العلمُ حديثاً ، و قدْ يتكشف مستقبلاً ، منْ الفوائدِ ، ما قدْ لا يُتاح حالياً ، و هذا يدفعنا ، لدعوةِ العلماء لإجراءِ الأبحاثِ ، حولَ هذا الموضوعِ ، منْ جوانبِ عدَّةٍ و أهميته على صحةِ البشرِ و بيئتهِ ، و هنا تتجلى عظمة الإسلامِ ، الذي لا يكتفي بإثباتِ الأبحاثِ العلميةِ ، الدالة على الإعجازِ ، إنما أيضاً ، في الاستفادةِ مستقبلاً ، منْ توجيهِ الأبحاثِ ، إلى طريقٍ يختصرُ كثيراً ، منْ الجهدِ و المالِ ، للوصولِ إلى نتائجٍ مفيدة لحياةِ الإنسانِ ، و سبحانَ اللهِ العلىِّ العظيمِ ، الذي أخبرَ نبيَّهُ الكريم ، هذا الأمر اللازم لوقايةِ الإنسانِ ، منْ أضرارٍ كثيرةٍ ، لمْ يكشفْ عنها العلم إلا حديثاً .


المراجع

القرآن الكريم تفسير الطبري / صحيح البخاري / صحيح مسلم / فتح الباري شرح صحيح البخاري / فتح القدير شرح الجامع الصغير للمناوي -/ موطأ مالك/ - سنن ابن ماجه / - سنن الترمذى .

المراجع الأجنبية

1- Reiter RJ, Korkmaz A: Clinical aspects of melatonin. Department of Cellular and Structural Biology, University of Texas Health Science Center, 7703 Floyd Curl Drive, San Antonio, Texas, USA.2008.
2- Dominique Bonnefont-Rousselota, Fabrice Collin: Melatonin: Action as antioxidant and potential applications in human disease and aging. a EA 3617, Département de Biologie Expérimentale, Métabolique et Clinique, Faculté des Sciences Pharmaceutiques et Biologiques,Université Paris Descartes 2010.
3- Olcese JM, Cao C, Mori T, Mamcarz MB, Maxwell A, Runfeldt MJ, Wang L, Zhang C, Lin X, Zhang G, Arendash GW: Protection against cognitive deficits and markers of neurodegeneration by long-term oral ********************istration of melatonin in a transgenic model of Alzheimer disease. Florida State University College of Medicine, Tallahassee, FL, USA. 2009.
4- Juan C. Mayo,1 Rosa M. Sainz,1 Dun-Xian Tan,2Isaac Antolín,1 Carmen Rodríguez,1 and Russel J. Reiter: Melatonin and Parkinson’s Disease. 1Departamento de Morfologيa y Biologيa Celular, School of Medicine, University of Oviedo, Oviedo, Spain; and 2Departmentof Cellular and Structural Biology, University of Texas Health Science Center at San Antonio, San Antonio, TX, USA. 2005.
5- Ambriz-Tututi M, Rocha-González HI, Cruz SL, Granados-Soto V: Melatonin: a hormone that modulates pain. Departamento de Farmacobiología, Centro de Investigación y de Estudios Avanzados, Sede Sur, México, D.F., Mexico.2009.
6- Shadab A. Rahman a, Leonid Kayumov a,b, Colin M. Shapiro: Antidepressant action of melatonin in the treatment of Delayed Sleep Phase Syndrome. Sleep Research Laboratory, University Health Network, Toronto, Ont., Canada Dept. of Psychiatry, University of Toronto, Toronto, Ont., Canada Dept. of Ophthalmology, University of Toronto, Toronto, Ont., Canada.2009.
7- David E. Blask:Melatonin, sleep disturbance and cancer risk. Laboratory of Chrono-Neuroendocrine Oncology, Department of Structural and Cellular Biology, Tulane University School of Medicine, New Orleans, LA 70112, USA.2008.
8- Pauley SM. Lighting for the human circadian clock: recent research indicates that lighting has become a public health issue: Med Hypotheses. 2004;63(4):588-96.
9- Sأ،nchez-Barcelأ³ EJ, Cos S, Fernأ،ndez R, Mediavilla MD: Melatonin and mammary cancer: a short review. Department of Physiology and Pharmacology, School of Medicine, University of Cantabria, 39011 Santander, Spain.2003.
10 - Joo SS, Yoo YM: Melatonin induces apoptotic death in LNCaP cells via p38 and JNK pathways: therapeutic implications for prostate cancer. Research Institute of Veterinary Medicine, Chungbuk National University, Chungbuk, Korea.2009.
11-C. Haldar *, R. Ahmad: Photoimmunomodulation and melatonin.
Pineal Research Lab., Department of Zoology, Banaras Hindu
University, Varanasi 221 005, India.2008.
12-Mahmoud BH, Hexsel CL, Hamzavi IH, Lim HW: Effects of visible
light on the skin. Multicultural Dermatology Center, Department of Dermatology, Henry Ford Hospital, Detroit, MI, USA.2008.
13- Andrzej Slominski,1 Tobias W. Fischer,1,2 Michal A. Zmijewski,1
Jacobo Wortsman,3 Igor Semak,4 Blazej Zbytek,1,5 Radomir M. Slominski,1 and Desmond J. Tobin: On the Role of Melatonin in Skin Physiology and Pathology. 1Department of Pathology and Laboratory Medicine, Health Science Center, University of Tennessee, Memphis, TN, 38103;2005.

مواقع من الشبكة العنكبوتية (الانترنت)
1. التلوث الضوئي علي موقع ويكيبيديا
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AA%D9%84%D9%88%D8%AB_%D8%B6%D9%88%D8%A6%D9%8A
2. الضوء الصناعي , تلوث بيئي جديد: عبد البديع حمزة زللى (أستاذ علم التلوث والتسمم البيئي بجامعة طيبة - المدينة المنورة)
http://www.iraqgreen.net/modules.php?name=News&file=print&sid=5250
3. موقع ناشيونال جيوجرافيك Light Pollution
http://ngm.nationalgeographic.com/2008/11/light-pollution/klinkenborg-text
4. Light Pollution Harms the Environment
http://www.physics.fau.edu/observatory/lightpol-environ.html
5. مصدر بعض الصور
http://www.darksky.org/mc/page.do?sitePageId=90127






 
 

الكلمات الدلالية (Tags)
التلوث الضؤي

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:41 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "