يبعث الله تبارك وتعالى على رأس كل مائة عام من يجدد لهذه الأمة أمر دينها، وكان من آخرها -كما نعلم جميعاً- تلك الدعوة العظيمة التي دعا إليها الإمام المجدد العلامة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله فجاء ليعيد لهذه العقيدة نقاوتها، وليعيد إلى هذه الجزيرة قيادتها، فحول التاريخ مرةً أخرى، فبعد أن كانت معاقل الإسلام، وحواضره، وعواصمه، هي: بغداد ، أو دمشق ، أو قرطبة ، أو القيروان ، عاد التاريخ مرةً أخرى إلى هذه الجزيرة الخيرة، عاد عبر التجديد الذي جعله الله تبارك وتعالى ميزة لهذا الدين فلا ينضب أبداً -بإذن الله تبارك وتعالى- لتنطلق من جديد بنفس النقاء، والصفاء، والوضوح، والاتباع، فالحمد لله على ذلك، وهذا من فضله، ومنِّه، وجوده، وتوفيقه.
الـمـصـدر : من محاضرة تجديد معالم التوحيد
ونحمد الله أن تاريخنا دائماً مرتبط بالدعوة، فإن افتتاح الدعوة في العصر الحديث يبدأ بدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ويبدأ تاريخنا الحقيقي في حياتنا كلها دائماً بالدين والدعوة وبتاريخ الإنسانية وبآدم عليه السلام، وهو نبي من عند الله، وكان على التوحيد هو وأبناؤه عشرة قرون, ثم الأب الثاني نوح وهو أول الرسل, ثم محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الذي يبتدأ تاريخ هذه الأمة به.
الـمـصـدر من محاضرة: نقاط حول الصحوة
ستظل طائفة على الحق؛ لكن الجاهلية تأتي على طوائف، وعلى مناطق، وعلى أمم، كما كان عندنا في جزيرة العرب ، كانت جزيرة العرب قبل دعوة محمد بن عبد الوهاب -رحمة الله عليه- في ظلام؛ بل إنها رجعت إلى الجاهلية الأولى، حتى بعث الله عز وجل الرجل الذي يجدد هذا الدين -ولله الحمد والفضل والمنة- فيمكن أن تعود الجاهلية في أي مكان، ولكن سرعان ما ترتفع الجاهلية عن هذا المكان أو عن هؤلاء القوم بالعلم؛ لأنه الذي ينور الله تبارك وتعالى به القلوب يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ [المجادلة:11].
الـمـصـدر من محاضرة: أهمية طلب العلم (رحلة التوحيد)
ولقد غشيت القلوب غشاوات، وللتأريخ فترات وجولات، فقد مرت فترة أو مرحلة كان الناس فيها في الجهالة، ثم أيقظ الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى هذه الأمة بدعوة الإمام الشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب
الـمـصـدر من محاضرة: مفهوم الدعوة (رحلة التوحيد)
ثم جاءت عصور وقرون من الانحراف أيضاً، وكانت نجد -وسط جزيرة العرب - أشد بقاع العالم الإسلامي ظلاماً وجهلاً وجاهليةً وظلماً وفحشاء وفجوراً، فجاءت الدعوة من جديد وأغاثها الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بالدعوة من جديد، فجاءت دعوة الإمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله تعالى- وإذا بهذه الدعوة تنطلق وتنتشر وتظهر في الأرض بإذن الله تعالى، ويظهر لها قوة عظيمة، وفروع في غرب إفريقيا ، وجنوب شرق آسيا وتركستان ، وبلاد الترك ، ومصر والسودان , واليمن ، وفي بلاد المغرب ، وفي كل مكان، الكل يدعو إلى دعوة التوحيد، إلى دعوة أن لا إله إلا الله، والبراءة من الشرك، وإذا بأولئك يصبحون قادة، وإذا بتلك البلاد تصبح خير بلاد الدنيا، تمسكاً وهدىً وتقوى، ولله الحمد والفضل والمنة.
الـمـصـدر من محاضرة: مفهوم الدعوة (رحلة التوحيد)