لغة القرآن
اي فخر نالته لغة العرب ان يكون كلام الله نزل بها وتكفّل الله بحفظه
حفظ الله كتابه
وحفظ كتابه لغة العرب
اي فخر نالته
فها نحن نقرأ لإمرئ القيس والنابغة وعلقمة والشنفرى وكأن عهدهم ليس منذ قرون متطاولة
يصيبك إحساس انهم كانوا بالامس القريب بيننا
وكأني بك تنصت إلى والدك او جدّك ليقول لك انه كان يطارح شيبوب او يبارز عنترة او انه استمع إلى امرئ القيس يلقي قصيدة في ساحة حينا القديم
تسمع لمذيع في التلفاز او تقرأ قصيدة من الشعر الجاهلي فتشعر كأن قائلهما واحد او ان قائليها متعاصرين
كأن التأريخ تسمّر في مكانه مع لغة العرب او اصبح بطئ الممشى معها في حين انه كان يهرول مع باقي لغات العالم فهرمت وتغيّرت وانجبت وماتت في حين ان لغة العرب بقيت شابة فتية
بقيت شابة فتية تتحلى بجمالها ونظارتها وسحرها وعنفونها وقدّها الممشوق
لقد اختار الله خاتم رسله افضل البشر واختار لغة كتابه افضل لغة
حين كانت الهند صناعتها في الطب والحكمة وكانت الاغريق صناعتها في الفلسفة
كانت العرب صناعتهم البلاغة
كانت صناعتهم "الكلمة" فأبدعوا وقدحوا وانشأوا حتى ان شاعرهم يتسائل قائلا "هل غادر الشعراء من متردم"
وحين كانت معجزات الرسل السابقين لإثبات صدقهم فيما يحسنه اقوامهم
جاءت معجزة رسول الله صلى الله عليه وسلم في ما يحسنه العرب وفي ما ابدعوا فيه
لذلك
خضعت رقابهم لكلام الله
علموا انه ليس من كلام البشر
حتى اؤلئك الذين رفضوا الاسلام كانوا يدركون انه ليس من قول البشر فهاهو الوليد بن المغيره يقول :
والله لقد سمعت من محمد آنفاً كلاماً ما هو من كلام الأنس ولامن كلام الجن أن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق وأنه يعلو وما يعلي عليه
إنه سحر الكلمة وعبقها الآخّاذ "وإن من البيان لسحرا"
إنها إمكانات لغتنا العربية التي لولا فضلها على غيرها من اللغات ولما فيها من قوة وجمال لما اختارها الله لكتابه الكريم
(إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)
انزل الله كتابه المعجز بلغة العرب
فحق للغة العرب ان تفخر على غيرها من اللغات بكتاب الله العزيز
وحق لها ان تفخر على غيرها من اللغات ببقاءها قرون متطاولة يسعى عطاءها مستمرا متدفقا كأنه بل هو معين ماء لا ينضب
انها اجمل لغة واروع لغة واقوى لغة
ما اجملها بماضيها ومضارعها وبحالها ومحل نصبها
لغة لو عرفها قومها