[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
كثير ما يتشدق الأشاعرة بمقولة أنهم أغلبية وكأنهم نسوا أو تناسوا أن أغلبية المسلمين عوام " على الفطرة"
لا يعرفون مصطلاحتهم بأن الله لاداخل ولاخارج العالم وغيرها من هذه الأمور.
فإنكار العلو مناف للفطرة البشرية التي تجعل الناس يتوجهون بالدعاء إليه . قال ابن قتيبه رحمه الله تعالى " ولو أن هؤلاء رجعوا الى فطرتهم وما ركبت عليه خلقتهم من معرفة الخالق سبحانه لعلموا أن الله تعالى هو العلي وهو الأعلى وهو بالكان الرفيع وأن الأيدي ترتفع بالدعاء إليه " تأويل مختلف الحديث ص183
قال ابن عبد البر تعليقاً على حديث الجارية " ولم يزل المسلمون في كل زمن ومكان اذا همهم أمر وكربهم غم يرفعون وجوههم وأيديهم الى السماء رغبة الى الله عز وجل " التمهيد 81\22 و7\134
وهذه الحقيقة مربكة لنفاة علوالله . فقد قعد الجويني في مجلس وعظه يورد الأدلة على نفي علو الله , فقال له أبو جعفر الهمداني " أخبرنا يا أستاذ عن الضرورة التي نجدها : ما قال أحد يا الله إلا وجد في قلبه ضرورة تطلب العلو , ولا يلتفت يمنة ولا يسرة فكيف ندفع هذه الضرورة ؟ فصرخ الجويني { حيرني الهمداني}
سير أعلام النبلاء 475 \18
ولهذا تصدر عن منكري العلو عبارات تتضمن إثبات علو الله , فقد قال أحد الأشاعرة الرفاعيين " كان عز الدين الصياد مكث طيلة حياته لم يرفع طرفه الى السماء حياءً من الله تعالى " خزانة الامداد في سيرة بني صياد 24و 36 وهو أشعري وأحد كبار الرفاعيين وأنظر كتاب " حالة أهل الحقيقة مع الله " لشيخ أحمد الرفاعي 135-136 وكتاب " روضة الناظرين " للوتري 90 وقال مثل ذلك الهيتمي في تطهير الجنان عن التفوه بثلب معاوية بن أبي سفيان ص2
تُرى هل كان استحياؤه من البركات المخزونة في السماء بزعمهم أم كان من الملائكة الساكنين فيها ؟ أم كان حياؤه من الله الذي في السماء ؟
وقال السبكي " آخر كلمة تكلم بها أبو محمد المزني أن قبض لحيته ورفع يده إلى السماء " طبقات السبكي 19-3 محققة
وقال الغزالي حاكياً عن ابتهالات الأولياء " فإذا اجتمعت هممهم وتجردت للضراعة ةالابتهال قلوبهم وارتفعت الى الله سبحانه أيديهم وامتدت اليه أعناقهم وشخصت نحو السماء ".
وقد تنبه الزبيدي الى أن في ذلك اثباتاً لعلو الله فعلق قائلا " الذي هو قبلة الدعاء " اتحاف السادة المتقين 4\453
ولما أحس التفتازي بانعدام الأدلة الشرعية على نفي العلو وانما العكس قال:
" فإن قيل : اذا كان الدين الحق نفي الحيز والجهة مما تقصر عنه عقول العامة حتى تكاد تجزم بنفي ماليس في جهة
{ يعني نفي علو الله على عرشه وفوقيته } فما بال الكتب السماوية والأحداث النبوية مشعرة في مواضع لا تحصى بثبوت ذلك من غير أن يقع في موضع واحد تصريح بنفي ذلك ؟
أجاب التفتفازي بأنه " لما كان التنزيه عن الجهة مما تقتصر عنه عقول العامة حتى تكاد تجزم بنفي ماليس بجهو : كان الأنسب في خطاباتهم والأقرب الى اصطلاحهم والأليق بدعوتهم الى الحق ما يكون ظاهراً في التشبيه وكون الصانع في أشرف الجهات مع تنبيه دقيق على التنزيه المطلق عما هو من سمة الحدوث" شرح المقاصد .
وكانه يخبرنا أن الشريعة تخدع العوام [/align]