السلام عليكم
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الزميل عبد الملك الشافعي :
............................ فلا أخفيكم بأن دخول الزميل " قبس 1425 " في الموضوع أضحكني ، لأنه صار بمثابة فريق الطوارئ ....... فإن كنت باحثاً عن الحق فعليك بالجواب المباشر بأحد الخيارين التاليين :
الأول: .....إن الله تعالى أراد من عباده الإخلاص فقط في الإيمان به والتصديق برسله
الثاني :...... إن الله تعالى أراد من عباده الإخلاص في جميع الطاعات التي أمرهم بها سبحانه .... ، وما عدا التزامك الصريح بأحد الخيارين فهو في نظري لعب ومشاغبة وتشتيت للموضوع .
الجواب :
.......... أولاً : أنا ملاحظ أن الزميل جاي يركز على الأمور الشخصية ، يعني فلان فيه النقص الفلاني و فلان يخطئ و هكذا .
أيها الزميل لو أننا فعلنا فعلكم و تتبعنا أخطاءكم ، فإننا لن نخلص ، لأن النواقص موجودة في كلا الطرفين السنة و الشيعة ، فلا يوجد معصوم إلا من عصمه الله أو ورد علىيه نص .
على كل حال .
............... إن موضوعك الرئيسي هو بخصوص إنكارك إلى لطف الله في بعض الأمور ، مثل موقع الكعبة و خلق آدم و قد إستدليت على ذلك بخطبة الإمام علي عليه السلام المسماة بالقاصعة .
و نحن قد أجبناك بأن هذه الخطبة لو أن الشيعة قد فهموا منها ما فهمته أنت ، و هو أن الله تعالى لم يكن لطيفا بعباده في بعض الأمور ، لو أنهم فهموا ذلك من الخطبة لضربوا بها عرض الجدار ، لأنها سوف تخالف القرآن و بالتالي لا يمكن أن تكون إلى الإمام علي عليه السلام الذي هو القرآن الناطق فكيف يخالف القرآن .
فهل أن القرآن يقيد لطف الله في بعض الأمور أم أنه يطلقه ! .
قال تعالى { اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ } و قال تعالى { إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاء }
ملاحظة :
........... الزميل يعتقد أن مدار اللطف الإلهي هو اللذة أو النعومة أو الراحة ، بينما القرآن يقول غير ذلك .
قال تعالى { كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ } .
فهل أن اللطف هنا في القعود و الراحة ، أم في الشدة المتمثلة في زج النفس بين السيوف و الرماح حيث أن الخير موجود مع هذه الشدة أي أن اللطف في الشدة هنا !
و كذلك جعل الكعبة في مكان و عر و خلق آدم من طين كلها ألطاف إلهية ، لأن الخير في جعلهم بهذه الكيفية .
فالخير يدور مدار اللطف ، فأينما وجد اللطف وجد الخير ، فقد يكون اللطف في الشدة كما هو الحال في القتال الذي هو كره للعباد .
أما بخصوص السؤال الأخير الذي تريد أن تغير الموضوع به فنحن قد أجبناه بآية قرآنية واضحة و هي قول الله تعالى { وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ } أي أن الإخلاص يكون لله تعالى في كل ما يتعلق بالدين كما في قوله تعالى { مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ } .