العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديات العلمية > منتدى عقيدة أهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-05-14, 07:00 PM   رقم المشاركة : 11
أبو فراس السليماني
عضو ماسي








أبو فراس السليماني غير متصل

أبو فراس السليماني is on a distinguished road


بارك الله فيكم أخانا الكريم سيوف العز

وأحسن الله إليكم
وجزاكم خير الجزاء






من مواضيعي في المنتدى
»» قصيدة الإمام الشوكاني في ذم الصوفية
»» { قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَّخِذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْ
»» سأل سائل: كيف صورة التوكل وتوضيحه ؟
»» ما هو ابن عربي ؟! / للشيخ لطف الله خوجه
»» مهدي إيران المنتظر وتدمير الكيان الصهيوني
 
قديم 17-05-14, 07:01 PM   رقم المشاركة : 12
أبو فراس السليماني
عضو ماسي








أبو فراس السليماني غير متصل

أبو فراس السليماني is on a distinguished road


Lightbulb بيان معنى توحيد الربوبية وإقرار المشركين به

فهذا التوحيدُ لم يذهب إلى نقيضه
طائفة معروفة من بني آدم؛


بل القلوب مفطورة على الإقرار به؛
أعظم من كونها مفطورة
على الإقرار بغيره من الموجودات؛


كما قالت الرسل فيما حكى الله عنهم‏:‏

{‏ قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ
فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ‏ }

‏[‏إبراهيم/10‏]‏‏.‏


وأشهر من عرف تجاهله
وتظاهره بإنكار الرب فرعون،
وقد كان مستيقنًا به في الباطن


كما قال له موسى‏:

‏ ‏{‏ قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنزَلَ هَـؤُلاءِ
إِلاَّ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ بَصَآئِرَ ‏}

‏[‏الإسراء/102‏]‏‏.‏


وقال عنه وعن قومه‏:‏

{‏ وَجَحَدُوا بِهَا
وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ
ظُلْمًا وَعُلُوًّا‏ }

‏[‏النمل/14‏]‏‏.‏


وكذلك من يُنكرُ الربَّ اليومَ من الشيوعيين؛
إنما ينكرونه في الظاهر مكابرة؛
وإلا فهم في الباطن
لابد أن يعترفوا أنه ما من موجود إلا وله موجد،
وما من مخلوق إلا وله خالق
وما من أثر إلا وله مؤثر،


قال تعالى‏:

‏ ‏{‏ أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ
أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ *
أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ
بَل لا يُوقِنُونَ‏ }

‏[‏الطور/35-36‏]‏‏.‏


تأمل العالم كله، علويه وسفليه،
بجميع أجزائه؛
تجده شاهدًا بإثبات صانعه وفاطره ومليكه‏.
‏ فإنكار صانعه وجحده في العقول والفطر؛
بمنزلة إنكار العلم وجحده،
لا فرق بينهما

‏[‏لأن العلم الصحيح يثبت وجود الخالق‏]‏،


وما تتبجح به الشيوعية اليوم
من إنكار وجود الرب؛
إنما هو من باب المكابرة،
ومصادرة نتائج العقول والأفكار الصحيحة،

ومن كان بهذه المثابة،
فقد ألغى عقله ودعا الناس للسخرية منه‏.‏


قال الشاعر‏:‏

فَيا عَجَباً كَيفَ يُعصى الإِلَهُ **
أَم كَيفَ يَجحَدُهُ الجاحِدُ

وَفي كُلِّ شَيءٍ لَهُ آيَةٌ **
تَدُلُّ عَلى أَنَّهُ واحِدُ






من مواضيعي في المنتدى
»» بيان حال ابن عطاء الله السكندري وكتابه الحكَم الإلهية
»» جهود شيخ الإسلام ابن تيمية في توضيح توحيد العبادة
»» اللهم لك الحمد أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن
»» من موحِّد إلى ملحد / د . عائض القرني
»» فضائل وثمرات الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
 
قديم 17-05-14, 07:42 PM   رقم المشاركة : 13
أبو فراس السليماني
عضو ماسي








أبو فراس السليماني غير متصل

أبو فراس السليماني is on a distinguished road


Exclamation مفهومُ كلمةِ الربِّ في القرآن والسُّنَّة وتصوُّرات الأمم الضّالَّة

الفصل الثاني‏:‏

مفهومُ كلمةِ الربِّ في القرآن والسُّنَّة
وتصوُّرات الأمم الضّالَّة

1 ـ مفهوم كلمة الرّبِّ في الكتاب والسنة

الرّبُّ في الأصل‏:‏ مصدرُ ربَّ يَرُبُّ،
بمعنى‏:‏ نشَّأ الشيءَ من حال إلى حال
إلى حال التمام،


يُقالُ‏:‏ ربَّه وربَّاه وربَّبَهُ،
فلفظ ‏(‏رب‏)‏ مصدر مستعار للفاعل،

ولا يُقالُ‏:‏ ‏(‏الرَّبُّ‏)‏ بالإطلاق؛
إلا لله تعالى المتكفل بما يصلح الموجودات،


نحو قوله‏:‏
‏{ ‏رَبِّ الْعَالَمِينَ‏ }‏ ‏

[‏الفاتحة/2‏]‏،


{ ‏رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الأَوَّلِينَ ‏}

‏[‏الشعراء/26‏]‏‏.‏

ولا يقال لغيره إلا مضافًا محدودًا،
كما يقال‏:‏ رب الدار؛
وربُّ الفرس‏.‏ يعني صاحبُها،

ومنه قولُه تعالى حكاية عن يوسف عله السلام‏:‏

{‏ اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ
فَأَنسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ‏ }

‏[‏يوسف/42‏]‏
على قول في تفسير الآية‏.‏


وقوله تعالى‏:‏
{ ‏قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ‏ }

‏[‏يوسف/50‏]‏‏.‏

وقوله تعالى‏:‏
{ ‏أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا‏ }

‏[‏يوسف/41‏]‏‏.‏

وقال صلى الله عليه وسلم في ضالة الإبل‏:
‏ ‏( ‏حتى يجدها ربها‏ )‏

‏[‏من حديث متفق عليه‏]‏‏.‏


فتبين بهذا‏:‏

أن الرب يطلق على الله معرفًا ومضافًا،
فيقال‏:‏ الرب، أو رب العالمين،
أو رب الناس،

ولا تُطلق كلمة الرّبِّ على غير الله إلا مضافة،
مثل‏:‏
رب الدار، ورب المنزل، ورب الإبل‏.‏


ومعنى ‏(‏ رب العالمين ‏)‏
أي‏:
‏ خالقهم ومالكهم،
ومصلحهم ومربيهم بنعمه،
وبإرسال رسله، وإنزال كتبه،
ومجازيهم على أعمالهم‏.‏


قال العلامة ابن القيم رحمه الله‏:‏

‏(‏ فإنَّ الربوبية تقتضي أمر العباد ونهيهم،
وجزاء مُحسنهم بإحسانه،
ومُسيئهم بإساءته‏ )‏ .‏

هذه حقيقة الربوبية‏.‏







من مواضيعي في المنتدى
»» من فظائع الصوفية .. وأقوال علماء الإسلام فيهم
»» عقيدة أهل السنة والجماعة
»» النصيحة الودية لقارئ صحيفة الصلاة الإسماعيلية
»» قصيدة النصيحة في بيان توحيد العبادة والرد على الصوفية
»» العار عنوانه ويكليكس
 
قديم 17-05-14, 08:07 PM   رقم المشاركة : 14
أبو فراس السليماني
عضو ماسي








أبو فراس السليماني غير متصل

أبو فراس السليماني is on a distinguished road


Exclamation مفهوم كلمة الرب في تصورات الأمم الضالة

2 ـ مفهوم كلمة الرب في تصورات الأمم الضالة

خلق الله الخلق مفطورين على التوحيد،
ومعرفة الرب الخالق سبحانه،

كما قال الله تعالى‏:‏
{ ‏فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا
فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا
لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ‏}

‏[‏الروم/30‏]‏‏.‏

وقال تعالى‏:‏
{ ‏وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ
مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ
وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ
أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ
قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا‏ }

‏[‏الأعراف/172‏]‏‏.‏


فالإقرارُ بربوبية الله
والتوجه إليه أمر فطري،
والشرك حادث طارئ،


وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏
‏(‏ كلُّ مولود يُولد على الفطرة،
فأبواه يُهوِّدانه أو يُنصِّرانه أو يُمجِّسانه ‏)‏

‏[‏رواه الشيخان‏]‏،


فلو خُلِّيَ العبد وفطرته
لاتجه إلى التوحيد
وقَبِل دعوة الرسل؛
الذي جاءت به الرسل،
ونزلت به الكتب،
ودلّت عليه الآيات الكونية،


ولكن التربية المنحرفة والبيئة الملحدة
هما اللتان تغيران اتجاه المولود،
ومن ثَمَّ يقلد الأولاد آباءهم
في الضلالة والانحراف‏.‏


يقولُ الله تعالى في الحديث القدسي‏:‏
‏(‏ خلقت عبادي حنفاء،
فاجتالتهم الشياطين‏ )‏

‏[‏رواه أحمد ومسلم‏]‏


أي‏:‏ صَرَفَتْهُم إلى عبادة الأصنام،
واتخاذها أربابًا من دون الله؛
فوقعوا في الضلال والضياع،
والتفرق والاختلاف؛
كل يتخذ له ربًّا يعبده غير رب الآخر؛


لأنهم لما تركوا الرب الحق،
ابتُلُوا باتخاذ الأرباب الباطلة،

كما قال تعالى‏:‏

{‏ فَذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ
فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ ‏}

‏[‏يونس/32‏]‏


والضلال ليس له حدّ ونهاية،
وهو لازم لكل من أعرضَ عن ربه الحق،


قال الله تعالى‏:‏

{‏ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ

أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ *

مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاءً
سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَآؤُكُم
مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ ‏}

‏[‏يوسف/39، 40‏]‏‏.‏







من مواضيعي في المنتدى
»» { فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صراطًا سَوِيًّا }
»» ابن عربي ضالٌّ كما يؤكد أكابر أئمة الإسلام
»» فهم الصوفية واستشراف أثرها في السياسة الأمريكية
»» عقيدة أهل السنة والجماعة
»» حـمايةُ النبي صلى الله عليه وسلم جَنَابَ التوحيد وتجفيف منابِع الشرك
 
قديم 17-05-14, 08:29 PM   رقم المشاركة : 15
أبو فراس السليماني
عضو ماسي








أبو فراس السليماني غير متصل

أبو فراس السليماني is on a distinguished road


Exclamation مفهوم كلمة الرب في تصورات الأمم الضالة

والشّركُ في الربوبية
باعتبار إثبات خالقين متماثلين
في الصفات والأفعال ممتنع،

وإنما ذهب بعض المشركين
إلى أن معبوداتهم تملك بعض التصرفات في الكون،
وقد تلاعب بهم الشيطان
في عبادة هذه المعبودات،
فتلاعَبَ بكل قوم على قدر عقولهم،


فطائفة دعاهم إلى عبادتها من جهة تعظيم الموتى؛
الذين صوروا تلك الأصنام على صورهم،
كقوم نوح،

وطائفةٌ اتخذت الأصنام على صورة الكواكب؛
التي زعموا أنها تؤثر على العالم،
فجعلوا لها بيوتًا وسدنة‏.‏

واختلفوا في عبادتهم لهذه الكواكب‏:‏
فمنهم من عبد الشمس،
ومنهم من عبد القمر،

ومنهم من يعبدُ غيرهما من الكواكب الأخرى؛
حتى بنوا لها هياكل،
لكل كوكب منها هيكل يخصه،

ومنهم من يعبدُ النار،
وهم المجوس،

ومنهم من يعبد البقر،
كما في الهند،

ومنهم من يعبد الملائكة،
ومنهم من يعبد الأشجار والأحجار،

ومنهم من يعبدُ القبور والأضرحة،

وكل هذا
بسبب أن هؤلاء تصوروا في هذه الأشياء
شيئًا من خصائص الربوبية‏.‏


فمنهم من يزعم أن هذه الأصنام تمثل أشياء غائبة،

قال ابن القيم‏:‏

‏( ‏وضع الصنم
إنما كان في الأصل على شكل معبود غائب،
فجعلوا الصنم على شكله وهيأته وصورته؛
ليكون نائبًا منابه،
وقائمًا مقامه‏.
وإلا فمن المعلوم
أن عاقلًا لا ينحت خشبة أو حجرًا بيده،
ثم يعتقد أنه إلهه ومعبوده‏.‏‏.‏‏.‏‏)‏
انتهى ‏.‏


كما أن عُبَّاد القبورِ قديمًا وحديثًا،
يزعمون أن هؤلاء الأموات يشفعون لهم،
ويتوسطون لهم عند الله في قضاء حوائجهم

ويقولون‏:‏
{ ‏مَا نَعْبُدُهُمْ
إِلا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى ‏}

‏[‏يونس/18‏]‏،


{ ‏وَيَعْبُدُونَ
مِن دُونِ اللَّهِ
مَا لاَ يَضُرُّهُمْ
وَلاَ يَنفَعُهُمْ

وَيَقُولُونَ
هَـؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّهِ ‏}

‏[‏يونس/18‏]‏‏.‏


كما أن بعض مشركي العرب والنصارى
تصوروا في معبوداتهم أنها ولد الله،

فمشركو العرب عبدوا الملائكة على أنها بنات الله،
والنصارى عبدوا المسيح - عليه السلام -
على أنه ابن الله‏.‏







من مواضيعي في المنتدى
»» وجوب شكر الله تعالى - فضيلة الشيخ أ. د. صالح بن عبد العزيز سِندي
»» ماذا يريد الشيعة من العالم الإسلامي ؟
»» حكم وفوائد وأمثال وشوارد
»» شهر فضائح الرافضة
»» وَدَعُـوني أَجُرُّ ذَيلَ فــخَـارٍ *** عِندَما تُـخْـجِـلُ الجـبـانَ العُـيُـوبُ
 
قديم 17-05-14, 08:48 PM   رقم المشاركة : 16
أبو فراس السليماني
عضو ماسي








أبو فراس السليماني غير متصل

أبو فراس السليماني is on a distinguished road


Exclamation الرد على هذه التصورات الباطلة

3 ـ الرد على هذه التصورات الباطلة


قد رد الله على هذه التصورات الباطلة جميعًا بما يأتي‏:‏


أ ـ ردّ على عبدة الأصنام بقوله‏:‏

{ ‏أَفَرَأيْتُمُ الَّلاَتَ وَالعُزَّى *
وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى‏ }

‏ ‏[‏يونس/18‏]‏‏.‏

ومعنى الآية كما قال القرطبي‏:‏

أفرأيتم هذه الآلهة‏!‏
أنفعت أو ضرت؛
حتى تكون شركاء لله تعالى‏؟

وهل دفعت عن نفسها
حينما حطمها رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأصحابه رضي الله عنهم وهدموها‏.‏

وقال تعالى‏:‏ ‏

{ ‏وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ *
إِذْ قَالَ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ *

قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ *
قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ *
أَوْ يَنفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ *

قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا
كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ ‏}

‏[‏الشعراء/69-74‏]‏‏.‏


فقد وافقوا على أنَّ هذه الأصنامَ
لا تسمعُ الدعاءَ ولا تنفعُ ولا تضر،
وإنَّما عبدوها تقليدًا لآبائهم،
والتقليد حجة باطلة‏.‏


ب ـ ورد على من عبد الكواكب والشمس والقمر

بقوله‏:‏
{‏ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ‏ }

‏ ‏[‏الأعراف/54‏]‏،

وبقوله‏:‏
{‏ وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ
لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ
وَلا لِلْقَمَرِ

وَاسْجُدُوا لِلَّهِ
الَّذِي خَلَقَهُنَّ
إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ‏}

‏[‏فصلت/37‏]‏‏.‏


جـ ـ ورد على من عبد الملائكة والمسيح
- عليهم السلام -
على أنهم ولد الله -

بقوله تعالى‏:‏
{‏ مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ ‏}

‏[‏المؤمنون/91‏]‏،

وبقوله‏:‏
{ ‏أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ
وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ ‏}

‏[‏الأنعام/101‏]‏،


وبقوله‏:‏
{ ‏لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ *
وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ ‏}

‏[‏الإخلاص/3، 4‏]‏‏.‏







من مواضيعي في المنتدى
»» أسئلة متنوعة عن الأولياء والقبور / أجاب عليها الشيخان ابن باز وابن عثيمين رحمهما الله
»» مقالات شرك العبادة - فضيلة الشيخ لطف الله خوجه
»» التكفير عند بعض علماء الأشاعرة / للشيخ سلطان العميري
»» النصيحة الودية لقارئ صحيفة الصلاة الإسماعيلية
»» قصيدة النصيحة في بيان توحيد العبادة والرد على الصوفية
 
قديم 17-05-14, 10:33 PM   رقم المشاركة : 17
أبو فراس السليماني
عضو ماسي








أبو فراس السليماني غير متصل

أبو فراس السليماني is on a distinguished road


Thumbs up الكونُ وفطرتُهُ في الخُضُوعِ والطَّاعةِ لله

الفصل الثالث‏:‏

الكونُ وفطرتُهُ في الخُضُوعِ والطَّاعةِ لله


إنَّ جميع الكون بسمائه وأرضه وأفلاكه وكواكبه،
ودوابه وشجره ومدره وبره وبحره،
وملائكته وجنه وإنسه؛
كله خاضع لله،
مطيع لأمره الكوني،

قال تعالى‏:‏
{‏ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ
طَوْعًا وَكَرْهًا‏ }

‏[‏آل عمران‏:‏83‏]‏،

وقال تعالى‏:‏
{‏ بَل لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ
كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ ‏}

‏[‏البقرة/116‏]‏،

{‏ وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ
وَمَا فِي الأَرْضِ مِن دَآبَّةٍ
وَالْمَلآئِكَةُ وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ ‏}

‏[‏النحل/49‏]‏،

{ ‏أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ
يَسْجُدُ لَهُ
مَن فِي السَّمَاوَاتِ
وَمَن فِي الأَرْضِ
وَالشَّمْسُ
وَالْقَمَرُ
وَالنُّجُومُ
وَالْجِبَالُ
وَالشَّجَرُ
وَالدَّوَابُّ
وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ‏ }


‏ ‏[‏الحج/18‏]‏، ‏

{ ‏وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ
طَوْعًا وَكَرْهًا
وَظِلالُهُم بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ‏ }

‏[‏الرعد‏:‏15‏]‏‏.‏


فكُلُّ هذه الكائنات والعوالم؛
مُنقادة لله خاضعة لسلطانه؛
تجري وفق إرادته وطوع أمره،
لا يستعصي عليه منها شيء؛
تقوم بوظائفها،
وتؤدي نتائجها بنظام دقيق،
وتنزه خالقها عن النقص والعجز والعيب،


قال تعالى‏:‏
{‏ تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ
وَمَن فِيهِنَّ

وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ
وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ‏ }

‏[‏الإسراء/44‏]‏‏.‏


فهذه المخلوقات صامتها وناطقها،
وحيها وميتها،
كلها مُطيعةٌ لله مُنقادة لأمره الكوني،
وكُلُّها تنزه الله عن النقائص والعيوب
بلسان الحال، ولسان المقال‏.‏


فكلما تدبّر العاقل هذه المخلوقات؛
علم أنها خُلقت بالحق وللحق،
وأنها مسخرات ليس لها تدبير
ولا استعصاء عن أمر مدبرها؛
فالجميع مُقِرُّون بالخالق بفطرتهم‏.‏








من مواضيعي في المنتدى
»» الحب الحقيقي للحسن بن علي رضي الله عنهما ؟
»» ما الحكم لو صادف العيد يوم الجمعة ؟
»» التعريف الميسَّر بالطُرُق الصوفية
»» نقولٌ من كلام ابن عربي تبين عقيدته
»» تنزيه الدين وحملته ورجاله مما افتراه القصيمي في أغلاله
 
قديم 17-05-14, 10:38 PM   رقم المشاركة : 18
أبو فراس السليماني
عضو ماسي








أبو فراس السليماني غير متصل

أبو فراس السليماني is on a distinguished road


Thumbs up الكونُ وفطرتُهُ في الخُضُوعِ والطَّاعةِ لله

قال شيخ الإسلام ابن تيمية
- رحمه الله -‏:

‏ ‏(‏وهم خاضعون مُستسلمون،
قانتون مضطرون،
من وجوه‏:‏

منها‏:‏ علمهم بحاجتهم وضرورتهم إليه‏.‏

ومنها‏:‏ خضوعُهُم واستسلامهم
لما يجري عليهم من أقداره ومشيئته‏.‏

ومنها‏:‏ دعاؤهم إياهُ عندَ الاضطرار‏.‏

والمؤمن يخضع لأمر ربه طوعًا؛
وكذلك لما يقدره عليه من المصائب،
فإنه يفعلُ عندها ما أُمر به من الصبر وغيره طوعًا؛

فهو مسلم لله طوعًا،
خاضع له طوعًا ‏.‏

والكافرُ يخضع لأمر ربه الكوني،

وسجود الكائنات المقصود به الخضوعُ،
وسجود كل شيء بحَسَبِه،
سُجودٌ يناسبه
ويتضمَّنُ الخضوع للرب،

وتسبيح كل شيء بحسبه
حقيقةً لا مجازًا‏ )‏‏.‏







من مواضيعي في المنتدى
»» ما هي الأنانية ؟
»» الاحتفاء الشيعي بضريح أبو لؤلؤة المجوسي
»» النعامة الصوفية
»» كشف شبهات الصوفية الرد على الشبهات تفصيلا / للشيخ شحاتة صقر
»» قصيدة الإمام الشوكاني في ذم الصوفية
 
قديم 17-05-14, 10:48 PM   رقم المشاركة : 19
أبو فراس السليماني
عضو ماسي








أبو فراس السليماني غير متصل

أبو فراس السليماني is on a distinguished road


Lightbulb الكونُ وفطرتُهُ في الخُضُوعِ والطَّاعةِ لله

وقال شيخُ الإسلام ابن تيمية
- رحمه الله -

على قوله تعالى‏:‏
{ ‏أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ
وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ
طَوْعًا وَكَرْهًا
وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ‏ }

‏[‏آل عمران/83‏]‏‏.‏

قال‏:‏
‏(‏فذكر سبحانه إسلام الكائنات طوعًا وكرهًا؛
لأن المخلوقات جميعها
متعبدة له التعبد التام؛
سواء أقر المقر بذلك أو أنكره؛
وهم مَدينون له مُدَبَّرون؛

فهمُ مسلمون له طوعًا وكرهًا،
وليس لأحد من المخلوقات
خروج عمَّا شاءه وقدَّره وقضاه،
ولا حول ولا قوة إلا به،

وهو رب العالمين
ومليكُهُم،
يصرفهم كيف يشاء،

وهو خالقهم كلهم،
وبارئهم ومصورهم،


وكل ما سواه
فهو مربوب مصنوع،
مفطور فقير محتاج مُعبَّدٌ مقهور؛


وهو سبحانه
الواحد
القهار
الخالق
البارئ
المصور‏ )‏ ‏.‏







من مواضيعي في المنتدى
»» كتب عن الإباضية هداهم الله تعالى
»» تلاوة من سورة الحجرات للشيخ محمود خليل القارئ / مسجد القبلتين
»» نقولٌ من كلام ابن عربي تبين عقيدته
»» أمالي في السيرة النبوية - للعلامة حافظ الحكمي
»» مجدد ملة عمرو بن لُحي وداعية الشرك في هذا الزمان / محمد علوي مالكي
 
قديم 18-05-14, 02:04 AM   رقم المشاركة : 20
أبو فراس السليماني
عضو ماسي








أبو فراس السليماني غير متصل

أبو فراس السليماني is on a distinguished road


Lightbulb بيانِ منهج القرآن في إثبات وُجُودِ الخالقِ ووحدانيَّته

الفصل الرابع‏:‏

في بيانِ منهج القرآن
في إثبات وُجُودِ الخالقِ ووحدانيَّته


منهجُ القرآن في إثبات وجود الخالق ووحدانيته؛
هو المنهج الذي يتمشّى مع الفطر المستقيمة،
والعقول السليمة،
وذلك بإقامة البراهين الصحيحة،
التي تقتنع بها العقول،
وتسلم بها الخصوم،
ومن ذلك‏:‏

1 ـ من المعلوم بالضرورة أن الحادث لابد له من محدث

هذه قضية ضرورية معلومة بالفطرة؛
حتى للصبيان؛
فإنَّ الصَّبيَّ لو ضربَهُ ضاربٌ،
وهو غافلٌ لا يُبصره،
لقال‏:‏ من ضربني‏؟‏

فلو قيل له‏:‏ لم يضربكَ أحدٌ؛

لم يقبل عقلُهُ أن تكونَ الضَّربةُ
حدثت من غير محدث؛

فإذا قيل‏:‏ فلان ضربَكَ،
بكى حتى يُضرَبَ ضاربُهُ؛

ولهذا قال تعالى‏:‏
{ ‏أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ
أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ ‏}

‏[‏الطور/35‏]‏‏.‏

وهذا تقسيم حاصر،
ذكره الله بصيغة استفهام إنكاري؛
ليبيّن أنَّ هذه المقدمات معلومة بالضرورة،
لا يمكن جحدها،


يقول‏:‏
{ ‏أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ ‏}

أي‏:‏ من غير خالق خلقهم،
أم هم خَلَقوا أنفسهم‏؟‏

وكلا الأمرين باطلٌ؛

فتعين أن لهم خالقًا خلقهم،
وهو الله سبحانه،
ليسَ هُناك خالق غيره،


قال تعالى‏:‏ ‏
{ ‏هَذَا خَلْقُ اللَّهِ
فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ ‏}

‏[‏لقمان/11‏]‏‏.‏

{ ‏أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الأَرْضِ ‏}

‏[‏الأحقاف/4‏]‏‏.‏

{ ‏أَمْ جَعَلُواْ لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُواْ كَخَلْقِهِ
فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ
قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ
وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ‏}

‏[‏الرعد/16‏]‏،

{ ‏إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ
لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ ‏}

‏[‏الحج/73‏]‏‏.‏

{ ‏وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ
لاَ يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ ‏}

‏ ‏[‏النحل/20‏]‏‏.‏

{ ‏أَفَمَن يَخْلُقُ كَمَن لاَّ يَخْلُقُ
أَفَلا تَذَكَّرُونَ‏ }

‏[‏النحل/17‏]‏‏.‏


ومع هذا التحدي المتكرِّر
لم يدَّع أحدٌ أنه خلقَ شيئًا،
ولا مجرد دعوى
- فضلًا عن إثبات ذلك -،


فتعيَّنَ أن
الله سُبحانه
هو الخالقُ
وحدَهُ
لا شريك له‏.‏








من مواضيعي في المنتدى
»» من هو ابن عربي ؟ للشيخ محمد صالح المنجد
»» أعظم الفساد في البلاد الجهر بالإلحاد! / الشيخ عبد الرحمن البراك
»» ألفاظ صحيحة وألفاظ خاطئة
»» الأحباش : فرقة ضالة ، فاحذرها - د.عبدالله بن عبدالرحمن الشامي
»» شرح كتاب التوحيد - للشيخ أ. د. صالح بن عبدالعزيز سندي
 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:23 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "