بارك الله فيك أستاذي أبو عبد الرحمن
لاشك أن محاولة اخراج آية عن مدلولها الواضح , سيوقعهم في أقوال مضحكة , ومتخبطه , ومن خذلان الله لهم أنهم حين يحاولون اثبات احد مزاعمهم يقعون في تناقضات كثيره .
منها اجابة آيتهم العظمى جعفر السبحاني في كتابه (كتاب أهل البيت - ص51)
ولكن يبقى هنا سوَال آخر، وهو أنّه إذا كانت الآية ، آية مستقلة فلماذا جاءت في المصحف جزءاً من آية أُخرى، ولم تكتب بصورة آية تامّة في جنب الآيات الأخرى ؟
الجواب: التاريخ يطلعنا بصفحات طويلة على موقف قريش وغيرهم من أهل البيت (عليهم السلام) ، فإنّ مرجل الحسد ما زال يغلي والاتجاهات السلبية ضدهم كانت كالشمس في رابعة النهار، فاقتضت الحكمة الاِلهية أن تجعل الآية في ثنايا الآيات المتعلّقة بنساء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من أجل تخفيف الحساسية ضد أهل البيت ، وان كانت الحقيقة لا تخفى على من نظر إليها بعين صحيحة، وأنّ الآية تهدف إلى جماعة أُخرى غير نساء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كما بيّناه قبل قليل.
انظروا الى هذه العقيده الفاسدة , حيثوا جعلوا الله الواحد القهار (يجامل) عباده , حفاظا على بعض عباده , والله عز وجل يقول :-
" إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ وَيَأْتِ بِآَخَرِينَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى ذَلِكَ قَدِيرًا " النساء 133
" وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ مَا يَشَاءُ كَمَا أَنْشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آَخَرِينَ " الأنعام 133
فان كان الصحابة يحسدون أهل البيت ويكيدون لهم ويسرقون فضائلهم , فلماذا لم يذهبهم الله أو يعذبهم كما عذب أقوام آخرين , بدلا مجاملتهم بمدح أهل البيت على سبيل الايهام والابهام والالغاز ؟
وان كان الخوف من سرقة الآيات وتحريفها كما يقول الحيدري , فهل يظنون أن الله غير قادر على حماية كتابه وآياته الا عن طريق مجاملة الصحابه ؟
وان كان المقصود هو التغرير بالصحابة , فما ذنب بقية المسلمين , حتى يشتبه عليهم الأمر كل هذا الاشتباه , فجعلت العصمة والولاية التي يكفر منكرها في آيات على سبيل الالغاز والايهام هو تكليف مالا نستطيع !!
وكيف فهم الشيعه وفسروا آيات غررت بأقحاح العرب وفصحاءهم واشتبهت عليهم !!
===========
يقول الحيدري :
|
اقتباس: |
|
|
|
|
|
|
|
|
ولذلك قلنا ان حفظ القران ليس بطريق اعجازي بل طبيعي |
|
|
|
|
|
مفاد هذا القول أن آيات الله محفوظة بطبيعتها وليس بتنسيقها وترتيبها و (سياقها) , فهؤلاء يعينون المستشرقين على كتاب الله لزعمهم بعدم انسجام آيات الله وترتيبها وتنسيقها , والله عز وجل قد أقام حجته على الناس باعجاز هذا القرآن الذي تحدى به أقحاح العرب وفصحاءهم فعجزوا أن ياتوا بسورة من مثله .
وان لم يكن وضع الآيات في غير مكانها تحريفا للقرآن , فما هو التحريف !! واليس يقع بذلك المحذور الكبير المقتضي للتحريف , فيعذر الناس بمخالفة الكتاب بحجة عدم ترتيب اياته !!
يقول السبحاني :
|
اقتباس: |
|
|
|
|
|
|
|
|
فاقتضت الحكمة الاِلهية أن تجعل الآية في ثنايا الآيات المتعلّقة بنساء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من أجل تخفيف الحساسية ضد أهل البيت ، وان كانت الحقيقة لا تخفى على من نظر إليها بعين صحيحة، وأنّ الآية تهدف إلى جماعة أُخرى غير نساء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كما بيّناه قبل قليل. |
|
|
|
|
|
السبحاني لم يجب على الاشكال بل زاده تعقيدا , فهو اجاب بداية بأن الآية وضعت في وسط الآيات التي تخاطب الزوجات , من أجل تخفيف الحساسيه ضد أهل البيت , ثم يقول بانها لا تخفى على القارئ بانها تهدف الى جماعة أخرى , فما زال الاشكال قائما وأكثر تعقيدا , فان لم تخفى على أهل زماننا , فبالتأكيد لن تخفى على أقحاح العرب وفصحاءهم , فلماذا وضعت بوسط الآيات التي تخاطب الزوجات ان لم تخفى على كل قارئ لها !!
ويبقى السؤال الذي تخبط فيه علما الشيعة قائما
السؤال :ان كان المراد بالآية الخمسة أصحاب الكساء فلماذا اقحمت ووضعت في سورة الأحزاب وأدرجت في خطاب تسع نسوه بين فعلين مختومين بنون النسوة (قرن) و (اذكرن) وهما موجهان إلى زوجات النبي (صلى الله عليه وسلم) باتفاق !! ولماذا تبدو ((جزء)) من آية و((قرن)) ؟؟؟؟
هل المقصود هو الالغاز والابهام والايهام والتغرير بالمكلفين حتى يشتبه عليهم الأمر كل هذا الاشتباه ؟
لماذا لا توضع هذه الايه في سورة أخرى غير سورة الأحزاب
أو توضع قبل خطاب الزوجات أو بعد خطاب الزوجات !!
لماذا أدرج هذا الخطاب بين عدة خطابات حتى ذاب بينها بحيث اكتنفه خطاب الزوجات من الجهتين ان كان الشارع يريد منا ان نفهم ان الاية خاصة بالخمسة أصحاب الكساء دون غيرهم ؟؟؟
((لو عرضت الآية الكريمة على عربي بعيد عن الأجواء الحديثيه والخلافيه وطُلِب منه تبيين ما فهمه لقال بوضوح " أمر الله عز وجل نساء النبي بعدم الخضوع بالقول وأمرهن بقول المعروف وامرهن بعدم القرار في البيت ونهاهن عن التبرج ووصاهن باقامة الصلاة وايتاء الزكاء ووصاهن بطاعة الله ورسوله فبررها الله عز وجل بانه يريد ان يذهب الرجس عن اهل البيت ويطهرهم ))
سبحانك اللّهمَّ ما أبلغ كلامك، وأفصح بيانك،سبحانك ما تركت إجمالاً في كلامك، ولا إبهاماً في بيانك؛ فأوصدت باب الخلاف، وسددت باب الاعتساف .
سبحانك ان كان كتابك العزيز هو المهيمن على الكتب السماوية كما قلت: (وَ أنزَلْنا إلَيْكَ الكتابَ بالحَقِّ مُصَدِّقاً لِما بَينَ يَدَيهِ مِنَ الكِتـابِ وَمُهَيمِنــاً عَلَيهِ) (المائدة ـ 48) فهو مهيمن ـ بالقطع واليقين ـ على تأويل المأثورات التي بأيدينا بين قائل بكون الخطاب للنساء وبين قائل بخروجهن ودخول غيرهن .
سبحانك لا محيص لنا إلاّ الاَخذ بما نادى به كتابك العزيز، وقرآنك المجيد وبيّنه في سياق منسجم ملتئم لا اختلاف فيه ولا عبث .
والحمد لله رب العالمين ,,,