الجربا مستعد للقاء ممثلي الأسد دون شروط مسبقة في جنيف2
طالب أحمد الجربا في لقاء خاص مع صحيفة النيويورك تايمز الأميركية بضمانات تفرض إطاراً زمنياً محدداً للمفاوضات مع النظام.
وأكد أنه إذا “ما أردنا إحراز التقدم نؤمن بأن فرض جدول زمني دقيق أمر ضروري لأن الأسد اعتاد التلاعب بالعملية التفاوضية وإضاعة الوقت.”
وزار الجربا مع وفد من أعضاء الائتلاف الوطني الولايات المتحدة الأميركية الأسبوع الماضي لحضور جلسة مغلقة مع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والتقى يوم الخميس الفائت وزير الخارجية الأميركي، جون كيري في نيويورك.
وكشف الجربا خلال لقائه كيري أنه لا يستطيع اقتراح جدول زمني محدد قبل أن تصبح المحادثات في المدى المنظور، ولكن الدكتور برهان غليون الذي شارك في الاجتماع، قال بأن “المعارضة السورية تؤمن أن مؤتمر جنيف من شأنه إنجاز شيء ما في الأشهر الستة الأولى.”
وحول تصريحات الجربا قال كبار المسؤولين الأميركيين ممن حضروا الاجتماع بأن اللقاء خلص إلى اتفاق مع السيد كيري مفاده أن مهمة مؤتمر جنيف الرئيسية هي الخروج بحل سياسي وبأقصى سرعة ممكنة ولكن “لم يتم وضع إطار زمني محدد.”
وبعد أن تجاوز عداد الموت في سوريا حاجز المئة ألف قتيل، يرى كيري أن دفع الأطراف السورية المتنازعة لحضور مؤتمر جنيف برعاية دولية هو الخيار الأفضل لمواجهة عقبات هائلة، أهمها إصرار الروس على حضور المسؤولين الإيرانيين.
ويرى الكثير من الخبراء أن المحادثات عقيمة وإن حدثت الآن أو في أي وقت مضى، فمن غير المرجح أن تحرز تقدماً، سيما أن الأسد تنهمر عليه الأسلحة من روسيا وإيران، ويعتقد أن له الغلبة في القتال، لذا لا مصلحة له في التفاوض على أي سلطة مهما كانت ثمارها.
في هذا الوقت، لا يزال النقاش جارياً بين المسؤولين الاميركيين حول أهمية حضور المعارضة لمؤتمر جنيف الذي من شأنه الحفاظ على الدعم الغربي، كما أنهم يأملون أن لقاء جنيف سيضع في نهاية المطاف إطاراً لحكومة انتقالية تدير سوريا في مرحلة ما بعد الأسد، وإن كان ذلك سيستغرق شهوراً وربما سنوات.
ورأت الصحيفة أن جلوس أعضاء الائتلاف مع ممثلي نظام الأسد هو قضية بالغة الحساسية للائتلاف، الذي يعي تماماً أن تعاونه على الصعيد السياسي يدعم نداءاته بالحصول على الدعم العسكري من الغرب، في نفس الوقت تسعى المعارضة السورية لبناء مصداقية لها داخل سوريا.
تلك المهمة، تقلق مسؤولي المعارضة، وسوف تكون أكثر صعوبة إذا ما سقطت مدينة حمص بيد قوات الأسد أو إذا استمر الجيش النظامي بقصف الثوار بالمدفعية، والغارات الجوية والصواريخ أثناء إجراء المحادثات.
وقال غليون، الرئيس الأسبق للمجلس الوطني المعارض، “إننا سوف تفقد مصداقيتنا إذا كان النظام يسعى لتوريطنا في محادثات ليس لها مضمون، قد تستغرق 3 أو 4 سنوات.”
ووصف الجربا الوضع في حمص بأنه “صعب للغاية”، ولكن “ليس مستحيلا.” في إشارة لإمكانية نجاح الثوار في قلب المعادلة في حال وصول الدعم العسكري.
واستعرضت “النيويورك تايمز” السيرة الذاتية لأحمد الجربا،44 سنة، بوصفه أحد شيوخ قبيلة شمر، ذائعة الصيت والتي لها فروع في المملكة العربية السعودية والعراق، وتحدثت عن عمله كمحام متدرب ومن ثم تفرغه للأعمال الحرة في مجال المقاولات والعقارات والمصالح التجارية الأخرى في الخليج العربي.
وذكرت بأنه سجن مرتين من قبل النظام الأسدي.
وأكد الجربا بأن لديه علاقات متميزة وقوية مع الأسر الحاكمة في منطقة الخليج العربي وفقاُ للصحيفة، التي تحدثت عن تسلمه رئاسة الائتلاف بدعم من المملكة العربية السعودية التي تعد من الداعمين الرئيسيين للمقاومة السورية، والتي تم تتنافس على النفوذ مع قطر.
وخلال مناقسة خطط الجربا حول إدارة المناطق المحررة، اعترف رئيس الائتلاف الوطني بأن المحاكم الشرعية قد أنشئت من قبل الثوار الإسلاميين لكنه قال إنه يهدف لإنشاء محاكم مدنية تحل محلها.
وطالب الجربا النظام السوري باتخاذ “خطوات إيجابية”، كالإفراج عن الأسرى، بحيث يمكن للائتلاف القول للشعب السوري إن محادثات مع النظام جديرة بالاهتمام لاسيما أن الجربا قال إنه لا توجد شروط مسبقة لحضور محادثات جنيف.
ومن ضمن هذه الخطوات الإيجابية قال غليون للسيد كيري، وضع حد للقصف المدفعي والغارات الجوية وإطلاق الصواريخ من قبل القوات النظامية.
ما قاله غليون دفع وزير الخارجية الاميركي للسؤال: ماذا ستفعل المقاومة بالمقابل
وهو سؤال مهم، سيما أن الإئتلاف المعارض لا يسيطر على جميع الجماعات المتمردة، وخاصة الفصائل المتطرفة كجبهة النصرة.
قال الدكتور غليون ساخرا إن المعارضة لن تتخلى عن استخدام الأسلحة الكيميائية، التي بشهادة المسؤولين الأميركيين لا تمتلكها ولا يمكنها الوصول إليها.
ونقل الجربا عن كيري قوله إن المعارضة السورية وبقبولها حضور محادثات جنيف فإنها ستضع الأسد في موقف دفاعي سياسياً، لكن رئيس الائتلاف السوري عبّر عن ثقة قليلة بأن محادثات جنيف ستحرز تقدماً مفاجئاً.
وختم الجربا القول، “أعتقد بأن مؤتمر جنيف قد يحدث ولكن هل سينتج حلاً سياسياً هذا هو السؤال؟ لست متفائلاً بشكل كبير فأنا أعرف كيف يفكر هذا النظام.”