تخبط العقول: مرجعهم جعفر السبحاني يتهم علياً بمخالفة النبي (ص) في ترتيبه لآيات المصحف
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد ، فلا تزال صفة التخبط والتناقض ملازمة لعلماء الإمامية في جُلّ المواضع التي يحاولون بها دفع الإشكالات والاعتراضات عن مذهبهم ، والشواهد على ذلك كثيرة أودعت معظمها في كتابي المرتقب ( مصارع عقول الشيعة الإمامية ) ...
وفي هذا الموضوع سيكون شاهدنا هو مرجعهم الكبير جعفر السبحاني ، الذي نطق بعدة حقائق متفرقة في كتبه ومؤلفاته ، تؤدي باجتماعها إلى اتهام علي رضي الله عنه بالمخالفة للنبي صلى الله عليه وسلم في ترتيبه للآيات في مصحفه الذي جمعه ، وإليكم بيان تلك الحقائق والنتيجة المترتبة عليها:
الحقيقة الأولى: إن الذي رتَّب الآيات ضمن سورها في مصحف المسلمين الموجود بين أيدينا اليوم هو نبينا صلى الله عليه وسلم
فيقول مرجعهم جعفر السبحاني في كتابه ( موسوعة طبقة الفقهاء / المقدمة ) ( 1 / 53 ) :[ وهذا يثبت أنّ ترتيب السور كان باجتهاد الصحابة والجامعين ، بخلاف وضع الآيات وترتيبها ، فإنّه كان بإشارة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ].
الحقيقة الثانية: إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقدم المنسوخ على الناسخ في ترتيبه للآيات في مصحفنا الموجود بين أيدينا
فممن صرح بذلك من علمائهم:
1- يقول علامتهم محمد جواد البلاغي في تفسيره ( آلاء الرحمن في تفسير القرآن ) ( 1 / 18 ) :[ نعم لم يترتب على ترتيب نزوله ولم يقدم منسوخه على ناسخه ].
2- يعترف بهذه الحقيقة علامتهم محمد باقر المجلسي في كتابه ( بحار الأنوار ) ( 89 / 67 ) ، فيقول:[ فعلمنا أن هذا التأليف على خلاف ما أنزل الله جل وعز وإنما كان يجب أن يكون المتقدم في القراءة أولا الآية المنسوخة التي ذكر فيها أن العدة متاعا إلى الحول غير إخراج ، ثم يقرأ بعد هذه الآية الناسخة التي ذكر فيها أنه قد جعل العدة أربعة أشهر وعشرا فقدموا في التأليف الناسخ على المنسوخ ].
الحقيقة الثالثة: إن علياً رضي الله عنه قدم المنسوخ على الناسخ في مصحفه الذي جمعه
فيقول علامتهم ومحققهم جعفر السبحاني في كتابه ( عقائدنا الفلسفية والقرآنية ) ( ص 120-121 ) :[ أما أنه يُقال أن علياً عليه السلام جمع القرآن بعد ارتحال النبي r فهذا يعني أنه كتب القرآن طبقاً لشأن النزول وقدم المنسوخ على الناسخ وهذا ما يقرره المجلسي في ( بحار الأنوار ) ، وصاحب كتاب ( تاريخ القرآن ) ] .
وهو عين ما قاله شيخهم الأعظم المفيد في كتابه ( المسائل السروية ) ( ص 79 ):[ وقد جمع أمير المؤمنين عليه السلام القرآن المنزل من أوله إلى آخره ، وألفه بحسب ما وجب من تأليفه ، فقدم المكي على المدني ، والمنسوخ على الناسخ ، ووضع كل شئ منه في محله ].
والخلاصة التي نخرج بها من الحقائق الثلاثة هي:
1- إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقدم المنسوخ على الناسخ حينما رتَّب آيات القرآن الذي بين أيدينا.
2- إن علياً رضي الله عنه خالف النبي صلى الله عليه وسلم في ترتيبه للآيات حيث قدم المنسوخ على الناسخ.
وعليه أتوجه للسبحاني بهذا السؤال:
لماذا لم يلتزم علي - رضي الله عنه - بالترتيب النبوي للآيات ، وخالفه بتقديمه للمنسوخ على الناسخ ؟!!!