العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الــــحــــــــــــوار مع الاثني عشرية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-07-10, 08:25 PM   رقم المشاركة : 1
بالتي هي أحسن
عضو نشيط






بالتي هي أحسن غير متصل

بالتي هي أحسن is on a distinguished road


Unhappy هؤلاء هم أئمّة الشّيعة

هؤلاء هم أئمّة الشّيعة
************************************************** ***************
موضوع متمّم لموضوعين هما على التّوالي:
هذا هو مذهب أهل البيت:
http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=103389
براءة أهل البيت من الشّيعة والتشيّع:
http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?p=942501#post942501

************************************************** **************
1. الإمام الأوّل: عبد الله بن سبأ.
2. الإمام الثّاني: المختار بن أبي عبيد.
3. الإمام الثّالث: أبان بن أبي عياش.
4. الإمام الرّابع: المغيرة بن سعيد.
5. الإمام الخامس: هشام بن الحكم.
6. الإمام السّادس: شيطان الطّاق.
7. الإمام السّابع: زرارة بن أعين.
8. الإمام الثّامن: جابر بن يزيد الجعفي.
9. الإمام التّاسع: عثمان بن سعيد العمريّ.
10. الإمام العاشر: محمّد بن عثمان بن سعيد.
11. الإمام الحادي عشر: الحسين بن روح.
12. الإمام الثّاني عشر: علي بن محمّد السمريّ.

************************************************** **********
توطئة:
الصّراع بين الحقّ والباطل قديم قدم هذه الحياة، والتّآمر على هذا الدّين وأهله بدأ منذ بعثة نبيّ الهدى (صلى الله عليه وآله وسلّم)، ولعلّ أكبر مؤامرة استهدفت هذا الدّين هي تلك المؤامرة التي حيكت باسم الإسلام، وتحت ستار التشيّع لأفضل وأطهر أهل بيت في تاريخ البشرية؛ أهل بيت نبيّ الهدى محمّد (صلى الله عليه وآله وسلّم).

يقول الإمام ابن حزم – عليه رحمة الله - في كتابه (الأحكام: 03/21): "فإنّ هذه الملّة الزّهراء الحنيفية السّمحة كيدت من وجوه جمّة، وبُغيت لها الغوائل من طرق شتى، ونبت لها الحبائل من سبل خفية، وسُعِيَ عليها بالحيل الغامضة، وأشدّ هذه الوجوه: سعي من تزيّى بزيّهم وتسمّى باسمهم ودسّ لهم سمّ الأساود في الشّهد والماء البارد، فلطّف لهم مخالفة الكتاب والسنّة، فبلغ ما أراد ممّن شاء الله تعالى خذلانه، وبه تعالى نستعيذ من البلاء، ونسأله العصمة بمنّه لا إله إلا هو".

مؤامرة تواطأ فيها اليهود والنّصارى والمجوس لضرب الإسلام من الدّاخل... مؤامرة توارثها الحاقدون والحانقون وأهل المكر جيلا بعد جيل، وإن اختلفت الأسماء والأدوار من جيل لآخر فإنّ الهدف بقي واحدا: إسقاط حجية القرآن والسنّة، وتحريف الإسلام وإلحاقه بالديانات الوثنية... مؤامرة استهدفت نقلَة الكتاب والسنّة أصحاب نبيّ الهدى (صلى الله عليه وآله وسلّم) بالطّعن، لإسقاط ما نقلوه، واستهدفت أهل بيت المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلّم) بالغلوّ في ذواتهم ورفعهم فوق مصافّ الأنبياء والمرسلين، بل ووصفهم بصفات ليست إلا لله جلّ وعلا. وهم الذين كانوا يبرؤون إلى الله ويعلنون براءتهم من عقائد الغلوّ، ومن عقائد اللّعن والطّعن، وفي الموضوعين الموجودين على هذا الرّابط نتف من أقوالهم:


الغلاة في كلّ أمّة هم شرارها؛ يصغّرون عظمة الخالق، ويعظّمون المخلوق. ومتى ما أصغى النّاس إلى أقوالهم وآرائهم كانت الفتنة التي حذّر منها الأنبياء جميعا أممهم، وحذّر منها الأئمّة الأعلام:
في (أمالي) الطّوسيّ عن فضيل بن يسار، قال: قال الصادق (عليه السلام): " احذروا على شبابكم الغلاة لا يفسدونهم، فإنّ الغلاة شرّ خلق الله، يصغّرون عظمة الله، ويدّعون الرّبوبية لعباد الله، والله إنّ الغلاة شرّ من اليهود والنّصارى والمجوس والذين أشركوا ". ثم قال (عليه السّلام): " إلينا يرجع الغالي فلا نقبله،وبنا يلحق المقصّر فنقبله ". فقيل له: كيف ذلك، يا ابن رسول الله؟ قال: " لأنّ الغالي قد اعتاد ترك الصّلاة والزّكاة والصّيام والحجّ، فلا يقدر على ترك عادته، وعلى الرّجوع إلى طاعة الله (عزّ وجلّ) أبدا، وإنّ المقصّر إذا عرف عمِل وأطاع". (الأمالي: ص650).

هذه النّصيحة وأمثالها، أعرض الشّيعة الإمامية عنها وخاصّة المتأخّرون منهم، فصاروا يدافعون عن كثير من الغلاة بل وجعلوهم من أجلّة رواتهم:
يقول المامقاني (ت 1351هـ) في (تنقيح المقال: 3/230) ضمن ترجمه "المعلَّى بن خُنَيْس": " إنّ ما يُعدّ اليوم من ضروريات المذهب في أوصاف الأئمَّة عليهم السّلام كان القول به معدوداً في العهد السّابق من الغُلوِّ والارتفاع، ويُطعن بالقول به أوثق الرجال ويُرمون بالغلوّ ".

بل وحتى مشاهير الغلاة الذين تبرّأ الشّيعة منهم كابن سبأ والمغيرة بن سعيد، فإنّ براءتهم منهم كانت من أسمائهم ولم تكن من كلّ العقائد التي روّجوا لها.

وفيما يأتي أبرز 12 رجلا من رؤوس المكر الذين أسّسوا للمؤامرة الباطنية؛ اثنان منهم أظهر الشّيعة البراءة من أسمائهم، والعشرة الباقون كانوا ولا زالوا من أعمدة المذهب، على الرّغم من براءة أئمّة أهل البيت منهم.
***
الإمام الأوّل: عبد الله بن سبأ

· روى الرّجاليّ الشّيعيّ المشهور أبو عمر الكشيّ في كتابه (الرجال) والمعروف بـ (رجال الكشي) عن ابن أبي نجران عن عبد الله، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): " إنّا أهل بيت صديقون لا نخلو من كذّاب يكذب علينا ويسقط صدقنا بكذبه علينا عند الناس، كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أصدق الناس لهجة وأصدق البرية كلها، وكان مسيلمة يكذب عليه، وكان أمير المؤمنين (عليه السلام) أصدق من برأ الله بعد رسول الله، وكان الذي يكذب عليه ويعمل في تكذيب صدقه ويفتري على الله الكذب عبد الله بن سبأ. ذكر بعض أهل العلم أنّ عبد الله بن سبأ كان يهوديا فأسلم ووالى عليا (عليه السلام) وكان يقول وهو على يهوديته في يوشع بن نون وصي موسى بالغلو، فقال في إسلامه بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في علي (عليه السلام) مثل ذلك، وكان أول من شهر بالقول بفرض إمامة علي وأظهر البراءة من أعدائه وكاشف مخالفيه وأكفرهم، فمن هاهنا قال من خالف الشيعة أصل التشيع والرفض مأخوذ من اليهودية ". (رجال الكشّي: ص108. رواية رقم 174).
· وقال النوبختي في كتابه (فرق الشيعة): في معرض حديثه عن عبد الله بن سبأ: "وحكى جماعة من أهل العلم من أصحاب علي (عليه السّلام) أنّ عبد الله بن سبأ كان يهوديا، فأسلم ووالى عليا (عليه السّلام)، وكان يقول وهو على يهوديته في يوشع بن نون بعد موسى (عليه السّلام) بمثل ذلك. وهو أوّل من شهد القول بفرض إمامة عليّ عليه السّلام، وأظهر البراءة من أعدائه وكاشف مخالفيه، فمن هنا قال من خالف الشّيعة: إنّ أصل الرّفض مأخوذ من اليهودية". (فرق الشيعة: ص22).
· وقال النّوبختي أيضا: "وكان أظهر الطّعن على أبي بكر وعمر وعثمان والصّحابة، وتبرّأ منهم، وقال إنّ عليا (عليه السّلام) أمره بذلك، فأخذه علي فسأله عن قوله هذا فأقرّ به، فأمر بقتله، فصاح النّاس إليه: يا أمير المؤمنين أتقتل رجلا يدعو إلى حبّكم أهل البيت، وإلى ولايتك والبراءة من أعدائك ؟ فسيّره إلى المدائن". (فرق الشيعة: ص22).

هكذا إذن... عبد الله بن سبأ وبشهادة كتب الشّيعة هو أوّل من شهر القول بفرض إمامة عليّ بن أبي طالب (رضي الله عنه) وأظهر البراءة والطّعن في أصحاب نبيّ الهدى (صلى الله عليه وآله وسلّم)، وكيف لا يفعل ذلك وهو الذي انتدبه اليهود ليفعل بالإسلام ما فعله جدّهم شاؤل (بولص) بالنّصرانيّة.

كان عبد الله بن سبأ من يهود اليمن، ويهود اليمن طائفة من يهود الحبشة في الأصل، ويهود الحبشة كانوا متأثرين إلى حد كبير بالنصرانية، فأراد ابن سبأ أن يفعل بالإسلام ما فعله اليهودي بولص بدين النصارى، حينما ادّعى لهم أنّ الله -جلّ وعلا عمّا يقوله الظالمون- قد حلّ في المسيح عليه السلام، وتدرّج بهم إلى الغلوّ فيه حتى جعلوه إلها مع الله سبحانه وتعالى عمّا يشركون.
وهكذا فعل عبد الله بن سبأ الذي تدرّج في دعواه حتى وصل إلى تأليه عليّ بن أبي طالب (رضي الله عنه).

· بدأ هذا الرّجل نشاطه في أواخر خلافة عثمان بن عفّان (رضي الله عنه)، حينما تظاهر باعتناق الإسلام، وكانت مؤامرته تقتضي في بدايتها إثارة النّاس على خليفة المسلمين، فأخذ يسعى في الكذب على عثمان بن عفان (رضي الله عنه) متستّرا بستار الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حتى اجتمع حوله الحاقدون على الإسلام وأصحاب الأغراض وبعض الجهلة والرعاع من النّاس، فثار بهم على عثمان بن عفان (رضي الله عنه) فقتلوه شهيدا مظلوما.

· رأى عبد الله بن سبأ أنّه لا بدّ له من ستار يتستّر به هو وأتباعه على جريمتهم النكراء في حقّ خليفة من خلفاء المسلمين، كما رأى أنّه لا بدّ لدعوته هذه أن تتوسّع لتشمل كلّ ناقم حاقد على الإسلام من اليهود والفرس والصابئة، ومن أصحاب الأغراض من النّاس، ولأنّه كان يهوديا يقول على يهوديته أنّ "يوشع بن نون" هو وصي موسى عليهما السّلام، ويعلم بالضرورة من دين اليهود أنّ المُلك ينحصر في آل داوود، ولأنّه كان يعلم أنّ الملك عند أكثر طوائف الفرس ينحصر في عائلة واحدة لا يخرج منها، فالزعامة الدينية في بلاد فارس قبل الفتح الإسلامي كانت تتمثل في قبيلة من القبائل، وقد كانت السيطرة الدينية قديما لقبيلة (ميديا)، ثمّ لقبيلة (المغان)، ورجال القبيلة الدينية عند الفرس هم في اعتقادهم ظل الله في الأرض، وقد خُلقوا لخدمة الآلهة، والحاكم يجب أن يكون من هذه القبيلة، وتتجسد فيه الذّات الإلهية، وتتولى هذه العائلة شرف سدانة بيت النار.
كما علم عبد الله بن سبأ أنّ من المسلمين من كان يفضّل عليا على عثمان رضي الله عنهما، ويرى أحقيته بالخلافة بعد عمر بن الخطاب (رضي الله عنه)، وإن كان هؤلاء قلة قليلة مقارنة بمن يرون أفضلية عثمان على علي، وكانوا يترضّون على الإثنين، ولم يكونوا يشكّون أبدا في كون أبي بكر وعمر رضي الله عنهما أفضل الصحابة بعد النبيّ (صلى الله عليه وآله).
علم عبد الله بن سبأ هذا فما كان منه إلاّ أن أضاف إلى دعوته ما يمكن أن يستميل الفرس ولا يستثير المسلمين، فكانت فكرة الدعوة لأهل البيت، التي بدأها بدعوى النصّ والوصية لعليّ (رضي الله عنه)، ثمّ ادّعى أنّ الصّحابة خالفوا النصّ وتآمروا على الوصيّ، ثمّ أظهر البراءة منهم، وادّعى أنّ عليا (رضي الله عنه) هو الذي أمره بذلك.
***
الإمام الثّاني: المختار بن أبي عبيد

المختار بن أبي عبيد (ت 67هـ) الذي اشتهر بالزّندقة والكذب هو أحد الثّقات عند الشّيعة، لا لشيء إلا لأنّه تستّر بطلب دم الحسين (رضي الله عنه) ليصل إلى مآربه.
في كتاب (فرق الشّيعة) للنّوبختي أنّ كيسان صاحب شرطة المختار بن أبي عبيد كان يقول بإمامة محمّد بن الحنفية، ويدّعي أنّ المختار وصيّ محمّد بن الحنفية وعامله، وكان يكفّر أصحاب النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلّم)، ويزعم أنّ جبريل (عليه السّلام) يأتي المختار بالوحي من عند الله (جلّ وعلا) فيخبره بذلك ولا يراه.
في (لسان الميزان) لابن حجر: "المختار بن أبي عبيد الثقفي الكذاب: لا ينبغي أن يروى عنه شيئاً لأنه ضال مضل كان زعم أن جبرائيل عليه السلام ينزل عليه وهو شر من الحجاج أو مثله انتهى".
وفي (تهذيب الكمال) "عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين: أن علي بن الحسين قام على باب الكعبة يلعن المختار بن أبي عبيد، فقال له رجل: يا أبا الحسين لم تسبه وإنما ذبح فيكم؟ قال: إنه كان كذابا يكذب على الله وعلى رسوله".

وقد شهدت كتب الشّيعة نفسها أنّ أئمّة أهل البيت تبرّؤوا من المختار بعدما ادّعى النبوّة:
في (رجال الكشّي) عن حبيب الخثعمي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان المختار يكذب على علي بن الحسين (عليهما السلام). (رجال الكشّي: ص125، رواية 198).
وفي (رجال الكشّي) عن يونس بن يعقوب، عن أبي جعفر (عليه السّلام) قال: كتب المختار بن أبي عبيد إلى علي بن الحسين (عليهما السلام) وبعث إليه بهدايا من العراق، فلمّا وقفوا على باب علي بن الحسين دخل الآذِن يستأذن لهم، فخرج إليهم رسوله فقال: أميطوا عن بابي فإنّي لا أقبل هدايا الكذابين ولا أقرأ كتبهم، فمحوا العنوان وكتبوا المهدي محمّد بن علي، فقال أبو جعفر: والله لقد كتب إليه بكتاب ما أعطاه فيه شيئا إنّما كتب إليه يا ابن خير من طشى ومشى، فقال أبو بصير: فقلت لأبي جعفر (عليه السّلام) أمّا المشي فأنا أعرفه فأي شي‏ء الطّشي؟ فقال أبو جعفر (عليه السلام): الحياة. (رجال الكشّي: 126-127، رواية 200).
وفي (رجال الكشيّ) عن عمر بن علي أن المختار أرسل إلى علي بن الحسين (عليه السّلام) بعشرين ألف دينار، فقبلها وبنى بها دار عقيل بن أبي طالب ودارهم التي هدمت، قال: ثم إنّه بعث إليه بأربعين ألف دينار بعد ما أظهر الكلام الذي أظهره، فردّها ولم يقبلها. (رجال الكشيّ: ص128، رواية 204).

قال الكشيّ: والمختار هو الذي دعا الناس إلى محمد بن علي بن أبي طالب ابن الحنفية، وسموا الكيسانية وهم المختارية وكان لقبه كيسان، ولقب بكيسان لصاحب شرطه المكنى أبا عمرة وكان اسمه كيسان، وقيل إنه سمي كيسان بكيسان مولى علي بن أبي طالب (عليه السلام) وهو الذي حمله على الطلب بدم الحسين (عليه السلام) ودله على قتلته، وكان صاحب سرّه والغالب على أمره، وكان لا يبلغه عن رجل من أعداء الحسين (عليه السلام) أنه في دار أو في موضع إلا قصده فهدم الدار بأسرها وقتل كلّ من فيها من ذي روح، وكلّ دار بالكوفة خراب فهي ممّا هدمها، وأهل الكوفة يضربون بها المثل، فإذا افتقر إنسان قالوا دخل أبو عمرة بيته، حتى قال فيه الشاعر:

إبليس بما فيه خير من أبي عمرة * يغويك و يطغيك ولا يطغيك كسره. (رجال الكشي: ص128).

فكيف يكون رجل هذه حاله ثقة مواليا لأهل البيت، وهم الذين أظهروا البراءة منه ومن دعاواه؟.
***

الإمام الثّالث: أبان بن أبي عياش

أبان بن أبي عياش (ت 138هـ) هو أحد الكذّابين الذين أصّلوا للديانة الباطنيّة بصفة عامّة، وللمذهب الشّيعيّ الإثني عشريّ بصفة خاصّة، وينسب إليه كثير من المحقّقين وضع أوّل كتاب سبئيّ هو كتاب (سليم بن قيس الهلالي).
وسليم بن قيس الهلالي هذا نكرة لا يعرف، لا أثر لذكره في كتب التّراجم والتواريخ عند أهل السنّة؛ فلا ذكر له في تاريخ الطبري وتاريخ ابن الأثير وشذرات الذهب لابن العماد، ولا في البداية والنهاية لابن كثير، ولا في طبقات ابن سعد، ولا في مجموعة من كتب الرجال مثل: لسان الميزان، أو التاريخ الكبير والصغير للبخاري، أو تهذيب الكمال للمزي، باستثناء ما نقله الزّركلي في (الأعلام) نقلا عن مصادر الشّيعة... كلّ هذه الجهالة مع أنّه مؤلف أول كتاب في الإسلام كما يزعم الشّيعة، ولاحقه الحجّاج لقتله، فهرب إلى بلاد فارس وأوى إلى بيت أبان بن أبي عياش...
ولعلّ في هذا دليلا على أنّه شخصية خيالية، ادّعى أبان بن أبي عياش أنّه من أصحاب أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (رضي الله عنه) لينسب إليه عن طريقه تلك العقائد السّبئيّة التي حواها كتابه.
هذا وقد شهد بعض رجاليي الشّيعة أنّ سليمَ بن قيس هذا لا يعرف ولا ذكر في خبر، وأنّ الكتاب المنسوب إليه موضوع:
يقول ابن المطهّر الحلي: "وقال ابن الغضائري: سليم بن قيس الهلالي العامري، روى عن أبي عبد الله والحسن والحسين وعلي بن الحسين عليهم السلام، وينسب إليه هذا الكتاب المشهور، وكان أصحابنا يقولون إنّ سليما لا يُعرف ولا ذُكر في خبر، وقد وجدتُ ذكره في مواضع من غير جهة كتابه ولا رواية أبان بن أبي عياش. وقد ذكر له ابن عقدة في رجال أمير المؤمنين عليه السلام أحاديث عنه، والكتاب (كتاب سليم بن قيس) موضوع لا مرية فيه، وعلى ذلك علامات تدل على ما ذكرنا". (رجال الحلي: ص83).

فأبان بن أبي عياش في الحقيقة هو الذي وضع كتاب سليم بن قيس الهلاليّ الذي أسّس للغلوّ في أئمّة أهل البيت، والطّعن في صحابة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلّم)؛ حيث ادعى أنّه روى هذا الكتاب عن تابعيّ يدعى سليم بن قيس من أصحاب علي بن أبي طالب (رضي الله عنه)، وهذا ليس غريبا على رجل اشتهر بالكذب:
قال الإمام أحمد عن أبان بن أبي عياش هذا: متروك الحديث ترك الناس حديثه منذ دهر، وقال: لا يكتب حديثه كان منكر الحديث، وقال ابن معين: ليس حديثه بشيء، وقال ابن المديني: كان ضعيفاً، وقال شعبة: ابن أبي عياش كان يكذب في الحديث. (تهذيب التهذيب: 1/97-101، الضعفاء للعقيلي: 1/38-41، الجرح والتعديل لابن أبي حاتم: 2/295-296).
وقد أقرّ بعض رجاليي الشّيعة بهذه الحقيقة:
قال ابن المطهّر الحليّ: " أبان بن أبي عياش: بالعين غير المعجمة والشين المعجمة، واسم أبي عياش فيروز بالفاء المفتوحة والياء المنقطة تحتها نقطتين الساكنة وبعدها راء وبعد الواو زاي: تابعي ضعيف جدا، روى عن أنس بن مالك وروى عن علي بن الحسين عليهما السلام، لا يلتفت إليه، وينسب أصحابنا وضع كتاب سليم بن قيس إليه. هكذا قاله ابن الغضائري. وقال السيد علي بن أحمد العقيقي في كتاب الرجال: أبان بن أبي عياش كان سبب تعريفه هذا الأمر سليم بن قيس حيث طلبه الحجاج ليقتله حيث هو من أصحاب علي عليه السلام فهرب إلى ناحية من أرض فارس ولجأ إلى أبان بن أبي عياش. فلما حضرته الوفاة قال لابن أبي عياش إن لك حقا وقد حضرني الموت، يا ابن أخي إنه كان من الأمر بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كيت وكيت وأعطاه كتابا، فلم يرو عن سليم بن قيس أحد من الناس سوى أبان. وذكر أبان في حديثه قال: كان شيخا متعبدا له نور ويعلوه. والأقوى عندي التوقف فيما يرويه لشهادة ابن الغضائري عليه بالضعف. وكذا قال شيخنا الطوسي (رهـ) في كتاب الرجال قال إنه ضعيف". (رجال الحلي: ص206).

فهو إذا فصل من فصول المؤامرة السّبئيّة، صيغت باسم سليم بن قيس في كتاب سبئيّ يحمل أخطر آراء السبئية في تأليه عليّ ووصفه بأوصاف لا يوصف بها إلا ربّ العالمين؛ فقد جاء مثلا في بعض رواياته عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس الهلالي قال: سمعت أبا ذر جندب بن جنادة الغفاري، قال:رأيت السيد محمدا (صلى الله عليه وآله) وقد قال لأمير المؤمنين (عليه السّلام) ذات ليلة: إذا كان غدا اقصد إلى جبال البقيع وقف على نشز من الأرض، فإذا بزغت الشمس فسلّم عليها، فإنّ الله تعالى قد أمرها أن تجيبك بما فيك.فلمّا كان من الغد خرج أمير المؤمنين (عليه السّلام) ومعه أبو بكر وعمر وجماعة من المهاجرين والأنصار، حتى وافى البقيع ووقف على نشز من الأرض. فلمّا أطلعت الشمس قرنيها قال (عليه السّلام): "السّلام عليك يا خلق الله الجديد المطيع له". فسمعوا دويا من السّماء وجواب قائل يقول: " وعليك السّلام يا أول، يا آخر، يا ظاهر، يا باطن، يا من هو بكل شئ عليم".
فلمّا سمع أبو بكر وعمر والمهاجرون والأنصار كلام الشّمس صعقوا. ثمّ أفاقوا بعد ساعات وقد انصرف أمير المؤمنين (عليه السّلام) عن المكان فوافوا رسول الله (صلى الله عليه وآله) مع الجماعة وقالوا: أنت تقول إنّ عليا بشر مثلنا وقد خاطبته الشّمس بما خاطب به الباري نفسه؟. فقال النبي (صلى الله عليه وآله): وما سمعتموه منها؟ فقالوا: سمعناها تقول: "السّلام عليك يا أوّل" قال: صدقت، هو أول من آمن بي. فقالوا: سمعناها تقول: (يا آخر). قال: صدقت، هو آخر النّاس عهدا بي، يغسّلني ويكفّنني ويدخلني قبري. فقالوا: سمعناها تقول: (يا ظاهر). قال: صدقت، ظهر علمي كلّه له.
قالوا: سمعناها تقول: (يا باطن). قال: صدقت، بطن سرّي كلّه. قالوا: سمعناها تقول: (يا من هو بكل شيء عليم). قال: صدقت، هو العالم بالحلال والحرام والفرائض والسنن وما شاكل ذلك. فقاموا كلهم وقالوا: (لقد أوقعنا محمّد في طخياء). وخرجوا من باب المسجد. (كتاب سليم بن قيس: ص454. المستدرك من أحاديث سليم).

وهذه الأوصاف هي آثار السبئية التي ألّهت علياً، ولم يستح أساطين الإمامية من تسطيرها في كتبهم، مع محاولات بائسة لتأويلها وإيجاد مخارج لها.

هذا الكتاب السّبئيّ حوى أيضا روايات كثيرة تطعن في خيرة أصحاب النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلّم)، منها على سبيل المثال هذه الرّواية التي رواها أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس والتي تطعن في خيار أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) وتنسب إليهم الردّة والعياذ بالله:
نسب أبان بن أبي عياش إلى أمير المؤمنين عليّ (رضي الله عنه) أنّه قال:
وقد أخبرني رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن الشّهادة من ورائي، وأنّ لحيتي ستخضب من دم رأسي، بل قاتلي أشقى الأوّلين والآخرين، رجل أحيمر يعدل عاقر النّاقة ويعدل قابيل قاتل أخيه هابيل وفرعون الفراعنة والذي حاجّ إبراهيم في ربّه، ورجلين من بني إسرائيل بدّلا كتابهم وغيرا سنّتهم،ورجلين من أمتي؛ إن عليهما خطايا أمّة محمّد، إنّ كلّ دم سفك إلى يوم القيامة ومال يؤكل حراما وفرج يغشى حراما وحكم يجار فيه عليهما، من غير أن ينقص من إثم من عمل به شيء.
قال عمار: يا أمير المؤمنين، سمّهما لنا فنلعنهما. قال: يا عمار، ألست تتولى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وتبرأ من عدوّه؟ قال: بلى. قال: وتتولاّني وتبرأ من عدوي؟ قال: بلى. قال: حسبك يا عمّار، قد برئت منهما ولعنتهما وإن لم تعرفهما بأسمائهما.
قال: يا أمير المؤمنين لو سمّيتهما لأصحابك فبرءوا منهما كان أمثل من ترك ذلك.
قال: رحم الله سلمان وأبا ذر والمقداد، ما كان أعرفهم بهما وأشدّ براءتهم منهما ولعنتهم لهما!!!.
قال: يا أمير المؤمنين جعلت فداك، فسمّهما فإنّا نشهد أن نتولّى من تولّيت ونتبرأ ممّن تبرّأت منه. قال: يا عمار، إذًا يقتل أصحابي وتتفرّق عنّي جماعتي وأهل عسكري وكثير ممّن ترى حولي!. يا عمار، من تولّى موسى وهارون وبرئ من عدوّهما فقد برئ من العجل والسّامري، ومن تولّى العجل والسامريّ وبرئ من عدوّهما فقد برئ من موسى وهارون من حيث لا يعلم. يا عمار، ومن تولى رسول الله وأهل بيته وتولاني وتبرّأ من عدوّي فقد برئ منهما، ومن برئ من عدوّهما فقد برئ من رسول الله (صلى الله عليه وآله) من حيث لا يعلم.
قال محمد بن أبي بكر: يا أمير المؤمنين، لا تسمّهما فقد عرفتهما، ونشهد الله أنّا نتولاك ونبرأ من عدوّك كلّهم، قريبهم وبعيدهم وأوّلهم وآخرهم وحيّهم وميّتهم وشاهدهم وغائبهم.
فقال أمير المؤمنين عليه السّلام: يرحمك الله يا محمد، إنّ لكل قوم نجيبا وشاهدا عليهم وشافعا لأماثلهم، وأفضل النجباء النجيب من أهل السّوء وإنك يا محمّد لنجيب أهل بيتك.
أما إني سأخبرك: دعاني رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعنده سلمان وأبو ذر والمقداد، ثمّ أرسل النبي (صلى الله عليه وآله)عائشة إلى أبيها وحفصة إلى أبيها، وأمر ابنته فأرسلت إلى زوجها عثمان، فدخلوا.
فحمد الله وأثنى عليه وقال: يا أبا بكر، يا عمر، يا عثمان، إنّي رأيت الليلة اثني عشر رجلا على منبري يردّون أمّتي عن الصّراط القهقرى. فاتقوا الله وسلّموا الأمر لعلي بعدي ولا تنازعوه في الخلافة، ولا تظلموه ولا تظاهروا عليه أحدا. قالوا: يا نبي الله، نعوذ بالله من ذلك، أماتنا الله قبل ذلك!!.
قال (صلى الله عليه وآله): فإنّي أشهدكم جميعا ومن في البيت من رجل وامرأة أنّ علي بن أبي طالب خليفتي في أمّتي، وإنّه أولى بالمؤمنين من أنفسهم. فإذا مضى فابني هذا - ووضع يده على رأس الحسن عليه السّلام - فإذا مضى فابني هذا - ووضع يده على رأس الحسين عليه السلام - ثمّ تسعة من ولد الحسين عليه السّلام واحد بعد واحد. وهم الذين عنى الله بقوله: { أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرّسُولَ وأُولي الأمْرِ مِنْكُمْ }.
فقام أبو بكر وعمر وعثمان، وبقيت أنا وأصحابي أبو ذرّ وسلمان والمقداد، وبقيت فاطمة والحسن والحسين، وقمن نساءه وبناته غير فاطمة، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): رأيت هؤلاء الثلاثة وتسعة من بني أمية وفلان من التسعة من آل أبي سفيان وسبعة من ولد الحكم بن أبي العاص بن أمية يردّون أمتي على أدبارها القهقرى.
قال ذلك علي عليه السّلام وبيت زياد ملآن من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآلهثمّ أقبل عليهم فقال: اكتموا ما سمعتم إلا من مسترشد. يا زياد، اتق الله في شيعتي بعدي، فلما خرج من عند زياد أقبل علينا فقال: إنّ معاوية سيدّعيه، ويقتل شيعتي، لعنه الله.(سليم بن قيس: ص440-443).

كلّ هذه الآثار واللّمسات السّبئيّة التي تضمّنها هذا الكتاب لم تثن علماء الشّيعة عن توثيقه، واعتباره أصلا من أصول آل محمّد (صلى الله عليه وآله وسلّم) وسرا من أسرارهم، على الرّغم من أنّه يحمل برهان وضعه سندا ومتنا؛ فهو من روايات أبان بن أبي عياش، وهو متروك أو ضعيف عند أهل السنّة، وضعيف في كتب الرجال عند الشيعة أيضاً، وسليم الذي نسب إليه الكتاب مجهول، والكتاب مضطربة طرقه، ولكنهم يقولون: "ما يتراءى من الاضطراب في الطريق غير قادح وهو واقع في أكثر طرق كتب أصحابنا" (روضات الجنات: 4/68).
ومع كلّ هذا فقد اعتمد النقل عنه أصحاب الكتب الأربعة المعتمدة عند الشّيعة وآخرون من شيوخهم:
فهذا الكليني مثلا اعتمد عليه وأخرج له في عدة أبواب، ومثله ابن بابويه القمي الملقب بالصدوق في من لا يحضره الفقيه، ومثله الاحتجاج للطبرسي، والاختصاص للمفيد، وتفسير فرات وغيرها.
وحتى بعض علماء الشّيعة الذين شكّكوا في أمر الكتاب، إنّما فعلوا ذلك لأنّهم وجدوا فيه ما يقوّض أساس التشيع الاثني عشري نفسه، ذلك أنه جعل الأئمة ثلاثة عشر إماما:
في (رجال ابن داود): "سليم بن قيس الهلالي: ى، ن، سين، ين (جخ) ينسب إليه الكتاب المشهور، وهو موضوع بدليل أنه قال: إنّ محمد بن أبي بكر وعظ أباه عند موته. وقال فيه: إن الأئمة ثلاثة عشر مع زيد. وأسانيده مختلفة (غض): لم يرو عنه إلا أبان بن أبي عياش، وفي الكتاب مناكير مشتهرة، وما أظنّه إلا موضوعا". (رجال ابن داود: ص249).
وفي رجال الحليّ في معرض نقله لكلام ابن الغضائريّ في الكتاب:
" والكتاب موضوع لا مرية فيه، وعلى ذلك علامات تدل على ما ذكرنا؛ منها ما ذكر أنّ محمد بن أبي بكر وعظ أباه عند الموت، ومنها أن الأئمة ثلاثة عشر! وغير ذلك، وأسانيد هذا الكتاب تختلف تارة برواية عمر بن أذينة عن إبراهيم بن عمر الصنعاني عن أبان بن أبي عياش عن سليم، وتارة يروي عن عمر عن أبان بلا واسطة. والوجه عندي: الحكم بتعديل المشار اليه، والتوقف في الفاسد من كتابة " (خلاصة الأقوال للحليّ: ص83).

فما كان من جنود الخفاء أمام هذا الوضع المحرج حيث عزّ عليهم أن يسقط كتاب كهذا، ما كان منهم إلا أن أقدموا على تعديل الكتاب ليتلاءم والعقائد الشّيعيّة، وقد أشار الخوانساري إلى التغير في الكتاب فقال: "إنّ ما وصل إلينا من نسخ الكتاب هو أن عبد الله بن عمر وعظ أباه عند الموت" (روضات الجنات: 4/69)، وقال الحرّ العاملي: " والذي وصل إلينا من نسخه ليس فيه شيء فاسد، ولا شيء مما استدل به على الوضع، ولعلّ الموضوع الفاسد غيره، ولذلك لم يشتهر، ولم يصل إلينا" (وسائل الشيعة: 20/210).

وكتاب "سليم بن قيس" ليس أوّل كتاب شيعيّ يتعرّض للتّعديل والتّبديل، فهذه سنّة ماضية في كثير من مصادر وكتب الشّيعة، ولا شكّ أنّ الرّوايات التي حواها الكتاب فيما يتعلّق بالأئمّة وعددهم وأسمائهم، قد وضعت - شأنها شأن الرّوايات التي حوتها المصادر الأخرى - في زمن متأخّر، بعد وفاة الحسن العسكريّ من غير أن يترك ولدا.

المهمّ أنّ هذا الكتاب أصبح عمدة عند متأخّري الشيعة كما قرره المجلسي في البحار (بحار الأنوار: 1/32)، والحر العاملي في الوسائل (وسائل الشيعة: 20/210) وغيرهما.
يقول المدعو (عبد الحسين شرف الدين الموسوي) صاحب أكذوبة (المراجعات) يثني ثناءً عطرا على هذا المجهول فيقول في كتابه الأكذوبة الذي سمّاه (المراجعات: مراجعة110) في معرض حديثه عن أعلام الشيعة في القرون الأولى: "ومنهم سليم بن قيس الهلالي صاحب عليّ عليه السلام، روى عنه وعن سلمان الفارسي، له كتاب في الإمامة ذكره الإمام محمد بن إبراهيم النعماني في الغيبة، فقال: وليس بين جميع الشيعة ممن حمل العلم أو رواه عن الأئمة خلاف في أنّ كتاب سليم بن قيس الهلالي أصل من كتب الأصول التي رواها أهل العلم وحملة حديث أهل البيت وأقدمها، وهو من الأصول التي ترجع الشيعة إليها وتعول عليها. اهـ.".

ويقول محمّد باقر الأنصاري الزّنجانيّ في مقدّمته للكتاب: " يتميز كتاب سليم بأنه عرض على ستة من الأئمة المعصومين عليهم السلام فأقروه ووثقوا صاحبه!. فقد عرض سليم كتابه على أمير المؤمنين والإمام الحسن والإمام الحسين والإمام زين العابدين عليهم السلام. كما عرضه أبان بن أبي عياش على الإمام زين العابدين والإمام الباقر عليهما السلام. ثم عرضه حماد بن عيسى - الناقل الرابع للكتاب - على الإمام الصادق عليه السلام أيضا". (مقدّمة الكتاب).
***
الإمام الرّابع: المغيرة بن سعيد

المغيرة بن سعيد أحد أشهر الكذّابين والوضّاعين في التّاريخ الإسلاميّ (ت 119هـ). والشّيعة وإن كانوا يتبرّؤون منه إلا أنّ لمساته في الغلوّ لم تخل منها كتبهم، وقد كان يضع الرّوايات ويدسّها في كتب الشّيعة.
في (رجال الكشّي) عن هشام بن الحكم أنّه سمع أبا عبد الله (عليه السّلام) يقول: " كان المغيرة بن سعيد يتعمّد الكذب على أبي، ويأخذ كتب أصحابه، وكان أصحابه المستترون بأصحاب أبي يأخذون الكتب من أصحاب أبي فيدفعونها إلى المغيرة، فكان يدسّ فيها الكفر والزّندقة ويسندها إلى أبي، ثمّ يدفعها إلى أصحابه فيأمرهم أن يثبتوها في الشّيعة، فكلّ ما كان في كتب أصحاب أبي من الغلوّ فذاك ما دسّه المغيرة بن سعيد في كتبهم ". (رجال الكشّي: ص224. رواية رقم 402).

في (رجال الكشّي) عن يونس بن عبد الرحمن، أنّ بعض أصحابنا سأله وأنا حاضر، فقال له: يا أبا محمّد ما أشدّك في الحديث وأكثر إنكارك لما يرويه أصحابنا! فما الذي يحملك على ردّ الأحاديث؟. فقال: حدثني هشام بن الحكم: أنه سمع أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: " لا تقبلوا علينا حديثا إلا ما وافق القرآن والسنة أو تجدون معه شاهدا من أحاديثنا المتقدمة، فإنّ المغيرة بن سعيد لعنه الله دسّ في كتب أصحاب أبي أحاديث لم يحدّث بها أبي، فاتقوا الله ولا تقبلوا علينا ما خالف قول ربنا تعالى وسنّة نبيّنا (صلى الله عليه وآله) فإنّا إذا حدّثنا قلنا قال الله عزّ وجلّ وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ".
قال يونس: وافيت العراق فوجدت بها قطعة من أصحاب أبي جعفر (عليه السلام) ووجدت أصحاب أبي عبد الله (عليه السلام) متوافرين فسمعت منهم وأخذت كتبهم، فعرضتها من بعد على أبي الحسن الرضا (عليه السّلام) فأنكر منها أحاديث كثيرة أن يكون من أحاديث أبي عبد الله (عليه السّلام) وقال لي: إنّ أبا الخطاب كذب على أبي عبد الله (عليه السلام)، لعن الله أبا الخطاب وكذلك أصحاب أبي الخطاب يدسّون هذه الأحاديث إلى يومنا هذا في كتب أصحاب أبي عبد الله (عليه السّلام)، فلا تقبلوا علينا خلاف القرآن، فإنا إن تحدثنا حدثنا بموافقة القرآن وموافقة السنّة إنا عن الله وعن رسوله نحدّث، ولا نقول قال فلان وفلان فيتناقض كلامنا، إنّ كلام آخرنا مثل كلام أولنا وكلام أولنا مصادق لكلام آخرنا، فإذا أتاكم من يحدّثكم بخلاف ذلك فردّوه عليه وقولوا أنت أعلم وما جئت به، فإنّ مع كلّ قول منّا حقيقة وعليه نورا، فما لا حقيقة معه ولا نور عليه فذلك من قول الشيطان". (رجال الكشّي: ص224. رواية رقم 401).


وفي (رجال الكشّي) عن عبد الرحمن بن كثير، قال: قال أبو عبد الله (عليه السّلام) يوما لأصحابه: "لعن الله المغيرة بن سعيد ولعن يهودية كان يختلف إليها يتعلم منه السّحر والشّعبذة والمخاريق، إنّ المغيرة كذب على أبي (عليه السّلام) فسلبه الله الإيمان، وإنّ قوما كذبوا عليّ، ما لهم أذاقهم الله حرّ الحديد فو الله ما نحن إلا عبيد الذي خلقنا واصطفانا، ما نقدر على ضرّ ولا نفع، إن رحمنا فبرحمته وإن عذّبنا فبذنوبنا، والله ما لنا على الله من حجّة ولا معنا من الله براءة وإنا لميّتون ومقبورون ومنشرون ومبعوثون وموقوفون ومسئولون، ويلهم ما لهم لعنهم الله، فلقد آذوا الله وآذوا رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) في قبره وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمّد بن علي (صلوات الله عليهم)، وها أنا ذا بين أظهركم لحم رسول الله وجلد رسول الله أبيت على فراشي خائفا وجلا مرعوبا، يأمنون وأفزع وينامون على فرشهم وأنا خائف ساهر وجل أتقلقل بين الجبال والبراري، أبرأ إلى الله ممّا قال فيّ الأجدع البراد عبد بني أسد أبو الخطاب لعنه الله، والله لو ابتلوا بنا وأمرناهم بذلك لكان الواجب ألا يقبلوه، فكيف وهم يروني خائفا وجلا أستعدي الله عليهم وأتبرأ إلى الله منهم، أشهدكم أني امرؤ ولدني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وما معي براءة من الله، إن أطعته رحمني وإن عصيته عذبني عذابا شديدا أو أشدّ عذابه". (رجال الكشّي: ص225-226. رواية 403).
وفي (رجال الكشّي) عن حبيب الخثعمي، عن أبي عبد الله (عليه السّلام) قال: " كان للحسن (عليه السّلام) كذّاب يكذب عليه ولم يسمه، وكان للحسين (عليه السّلام) كذّاب يكذب عليه ولم يسمّه، وكان المختار يكذب على عليّ بن الحسين (عليه السّلام)، وكان المغيرة بن سعيد يكذب على أبي". (رجال الكشّي: ص226. رواية 404).


وفي (رجال الكشّي) عن زرارة، قال: قال يعني أبا عبد الله (عليه السّلام): " إنّ أهل الكوفة قد نزل فيهم كذّاب، أمّا المغيرة فإنّه يكذب على أبي يعني أبا جعفر (عليه السّلام)، قال حدّثه أنّ نساء آل محمّد إذا حضن قضين الصّلاة، وكذب والله، عليه لعنة الله، ما كان من ذلك شي‏ء ولا حدّثه، وأمّا أبو الخطاب فكذب عليّ، وقال إني أمرته أن لا يصلي هو وأصحابه المغرب حتى يروا كوكب كذا يقال له القنداني، والله إنّ ذلك لكوكب ما أعرفه". (رجال الكشّي: ص228، رواية رقم 407).
***
الإمام الخامس: هشام بن الحكم

هشام بن الحكم (ت:179هـ): من أجِلّة رواة الشّيعة على الإطلاق، بل يعدّ أحد مؤسسي نظرية الإمامة وواضعي أسسها، وله كتاب أسماه "الإمامة":
قال الحرّ العاملي في (وسائل الشّيعة): "هشام بن الحكم: أبو محمّد مولى كندة، روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن عليهما السلام، وكان ثقة في الروايات، حسن التحقيق بهذا الأمر، ورويت له مدائح جليلة عن الصادق والكاظم عليهما السلام، وكان ممّن فتق الكلام في الإمامة، وهذّب المذهب بالنظر، وكان حاذقا بصناعة الكلام، حاضر الجواب؛ قاله العلامة والشيخ، إلا «التوثيق». وروى الكشي له مدحا كثيرا، وذما يسيرا، لعلّ الوجه فيه ما مر في: «زرارة». وقال الشيخ: له (أصل)". (وسائل الشّيعة: 30/505).
وقال المدعو عبد الحسين شرف الدين الموسوي في كتابه (المراجعات: مراجعة110) في معرض حديثه عن هشام بن الحكم هذا: "وكان هشام من أعلم أهل القرن الثاني في علم الكلام والحكمة الإلهية وسائر العلوم العقلية والنّقلية، مبرزا في الفقه والحديث مقدّما في التّفسير، وسائر العلوم والفنون، وهو ممّن فتق الكلام في الإمامة، وهذّب المذهب بالنظر، يروي عن الصّادق والكاظم، وله عندهم جاه لا يحيط به الوصف، وقد فاز منهم بثناء يسمو به في الملأ الأعلى قدره".

وإضافة إلى كونه ممّن فتق الكلام في الإمامة، فإنّ هشامَ بنَ الحكم هذا كان أوّل من وضع أسس مبدأ العصمة المكذوب على الأئمّة:
في (بحار الأنوار) أنّ أحد أصحاب هشام بن الحكم ويدعى ابن أبي عمير قال: "ما سمعت ولا استفدت من هشام بن الحكم في طول صحبتي إياه شيئًا أحسن من هذا الكلام في عصمة الإمام، فإنّي سألته يوما عن الإمام أهو معصوم؟ قال: نعم، قلت له: فما صفة العصمة فيه؟ وبأي شئ تعرف؟ قال: إنّ جميع الذّنوب لها أربعة أوجه لا خامس لها: الحرص والحسد والغضب والشهوة، فهذه منتفية عنه: لا يجوز أن يكون حريصا على هذه الدنيا وهى تحت خاتمه، لأنّه خازن المسلمين فعلى ماذا يحرص؟ ولا يجوز أن يكون حسودا لأنّ الإنسان إنما يحسد من هو فوقه وليس فوقه أحد، فكيف يحسد من هو دونه. ولا يجوز أن يغضب لشيء من أمور الدنيا إلا أن يكون غضبه لله عزّ وجلّ، فإنّ الله قد فرض عليه إقامة الحدود وأن لا تأخذه في الله لومة لائم ولا رأفة في دينه حتى يقيم حدود الله عزّ وجلّ. ولا يجوز أن يتّبع الشّهوات ويؤثر الدنيا على الآخرة، لأنّ الله عزّ وجلّ حبّب إليه الآخرة كما حبّب إلينا الدّنيا، فهو ينظر إلى الآخرة، كما ننظر إلى الدّنيا، فهل رأيت أحدا ترك وجها حسنا لوجه قبيح؟ وطعاما طيبا لطعام مرّ؟ وثوبا لينا لثوب خشن؟ ونعمة دائمة باقية لدنيا زائلة فانية؟. (بحار الأنوار: 25/192-193).

لكن ما حقيقة هشام بن الحكم هذا الذي فتق الكلام في الإمامة، ووضع أسس العصمة:
كتب الشّيعة نفسها تروي عن أئمّة أهل البيت طعنهم في هشام هذا، وشهادتهم بأنّه كان غلاما لرجل زنديق هو (أبو شاكر الدّيصاني):
- في كتاب (رجال الكشّي) عن الرّضا (عليه السّلام) قال: ذكر الرضا (عليه السّلام) العباسي، فقال هو من غلمان أبي الحارث يعني يونس بن عبد الرحمن، وأبو الحارث من غلمان هشام وهشام من غلمان أبي شاكر، وأبو شاكر زنديق". (رجال الكشّي: ص278. رواية 497).
- وفي (رجال الكشيّ) أيضا عن أبي علي بن راشد عن أبي جعفر الثاني (عليه السّلام) قال: قلت جعلت فداك قد اختلف أصحابنا فأصلّي خلف أصحاب هشام بن الحكم؟ قال: يأبى عليك عليّ بن حديد. قلت: فآخذ بقوله، قال: نعم. فلقيت علي بن حديد فقلت له: نصلي خلف أصحاب هشام بن الحكم؟ قال: لا. (رجال الكشي: ص279. رواية 499).
- وفي (رجال الكشّي) أيضا عن عبد الرحمن بن الحجاج قال: قال أبو الحسن (عليه السّلام): إيت هشام بن الحكم فقل له: يقول لك أبو الحسن: أ يسرّك أن تشرك في دم امرئ مسلم؟، فإذا قال لا، فقل له ما بالك شركت في دمي". (رجال الكشي: ص279. رواية 498).
- وعن أبي الحسن الرضا (عليه السّلام) قال: أ ما كان لكم في أبي الحسن (عليه السّلام) عظة. ما ترى حال هشام بن الحكم فهو الذي صنع بأبي الحسن ما صنع وقال لهم وأخبرهم، أ ترى الله يغفر له ما ركب منا ". (رجال الكشي: ص278. رواية 496).

ثمّ تأمّل أخي العقائد التي كان يتبنّاها هشام بن الحكم هذا الذي وضعت روايات كاذبة على ألسنة أعلام أهل البيت في مدحه للتّغطية على المؤامرة التي كان يحيك خيوطها:
- في (الكافي) عن محمد بن حكيم قال: وصفت لأبي إبراهيم (عليه السّلام) قول هشام بن سالم الجواليقي وحكيت له قول هشام بن الحكم إنّه جسم، فقال: " إنّ الله تعالى لا يشبهه شيء، أيّ فحشٍ أو خنا أعظم من قول من يصف خالق الأشياء بجسم أو صورة أو بخلقة أو بتحديد وأعضاء، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ". (الكافي: 01/105. باب النّهي عن الجسم والصّورة. رواية رقم 04).
- وفي (الكافي) أيضا عن محمد بن الفرج الرخجي قال: كتبت إلى أبي الحسن (عليه السّلام) أسأله عمّا قال هشام بن الحكم في الجسم وهشام بن سالم في الصورة، فكتب: "دع عنك حيرة الحيران واستعذ بالله من الشّيطان، ليس القول ما قال الهشامان". (الكافي: 01/105. باب النّهي عن الجسم والصّورة. رواية رقم 05).
- وفي (الكافي) أيضا عن محمد بن حكيم قال: وصفت لأبي الحسن (عليه السّلام) قول هشام الجواليقي وما يقول في الشابّ الموفّق، ووصفت له قول هشام بن الحكم فقال: " إنّ الله لا يشبهه شيء ". (الكافي: 01/106. باب النّهي عن الجسم والصّورة. رواية رقم 08).

هذه هي العقائد التي كان يروّج لها هشام بن الحكم الذي كان معروفاً بصحبة أبي شاكر الدّيصاني الذي تنسب إليه طائفة الديصانية الملحدة... هشام بن الحكم الذي كان معروفا بأقواله المنحرفة، فطلبه المهديّ العبّاسيّ لقتله حين كان يتتبّع الزّنادقة، فما كان من هشام إلا أن ادّعى التشيّع لبني هاشم، ثمّ لزم الصّمت فترة من الزّمن، فلم يصلبه المهديّ العبّاسيّ مع أبي شاكر. وقد روت كتب الشّيعة نفسها أنّه اضطرّ للصّمت وقال: " فكففت عن الكلام حتى مات المهدي " (رجال الكشي: ص266).

فهل يصحّ أن يعدّ رجل كهذا ضمن الرواة الموثوقين عن أئمّة أهل البيت، ويعدّ من مؤصّلي مبدأ الإمامة ؟..

يقول المدعو عبد الحسين شرف الدين الموسوي في كتابه (المراجعات: مراجعة110) في معرض حديثه عن هشام بن الحكم: " فكان من أعلام المختصين بأئمتهم، لم يعثر أحد من سلفنا على شيء مما نسبه الخصم إليه، كما أنا لم نجد أثراً لشيء مما نسبوه إلى كل من زرارة بن أعين، ومحمد بن مسلم، ومؤمن الطاق، وأمثالهم، مع أنا قد استفرغنا الوسع والطاقة في البحث عن ذلك، وما هو إلا البغي والعدوان، والإفك والبهتان « ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون » ".
***
الإمام السّادس: شيطان الطّاق

هو أبو جعفر محمّد بن علي بن النّعمان المعروف بـ"شيطان الطاق"، والذي يلقبه الشّيعة بمؤمن الطّاق (ت:160هـ)، وقد ذكرت بعض كتب التّاريخ أنّ هشام بن الحكم هو من سمّاه "مؤمن الطّاق" حينما بلغه أنّ النّاس قد سمّوه شيطان الطّاق، ممّا يدلّ على أنّهما كانا شريكين في حبك خيوط مؤامرة الإمامة؛ وهذا الرّجل بالذات – شيطان الطّاق - هو الذي بدأ يشيع القول بأنّ الإمامة محصورة بأناس مخصوصين من آل البيت، وقد كان الإمام زيد بن عليّ - وهو من أبناء علي بن الحسين (عليه رحمة الله)- ينكر قول شيطان الطّاق كما تروي كتب الشّيعة نفسها:
ففي (رجال الكشي) عن إسماعيل بن عبد الخالق، قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السّلام) ليلا فدخل عليه الأحول فدخل به من التذلل والاستكانة أمر عظيم، فقال له أبو عبد الله (عليه السّلام): ما لك؟ وجعل يكلّمه حتى سكن، ثم قال له: بما تخاصم الناس؟ قال فأخبره بما يخاصم الناس، ولم أحفظ منه ذلك فقال أبو عبد الله (عليه السّلام): خاصمهم بكذا وكذا. وذكر أنّ مؤمن الطاق قيل له: ما الذي جرى بينك وبين زيد بن علي في محضر أبي عبد الله قال: قال زيد بن علي يا محمّد بن علي بلغني أنّك تزعم أنّ في آل محمد إماما مفترض الطاعة؟ قال: قلت نعم وكان أبوك علي بن الحسين أحدهم، فقال: وكيف وقد كان يؤتى بلقمة وهي حارة فيبردها بيده ثم يلقمنيها، أ فترى أنه كان يشفق عليّ من حرّ اللقمة ولا يشفق عليّ من حر النار؟ قال: قلت له كره أن يخبرك فتكفر فلا يكون له فيك الشفاعة لا والله فيك المشيئة، فقال أبو عبد الله (عليه السّلام) أخذته من بين يديه ومن خلفه فما تركت له مخرجا. (رجال الكشي: ص 186. رواية 328).
كما أنّ كتب الشّيعة تشهد أنّ هذا الرّجل – شيطان الطّاق- كان يفتري على أئمّة أهل البيت، ويصرّ على افتراءاته حمية للمؤامرة التي يروّج لها:
يروي (الكشيّ) عن فضيل بن عثمان، قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السّلام) في جماعة من أصحابنا، فلمّا أجلسني قال: ما فعل صاحب الطاق؟ قلت: صالح، قال: أما إنه بلغني أنّه جدل وأنّه يتكلّم في تيم قذر، قلت: أجل هو جدل، قال: أما إنه لو شاء ظريف من مخاصميه أن يخصمه فعل، قلت: كيف ذاك؟ فقال: يقول أخبرني عن كلامك هذا من كلام إمامك؟ فإن قال نعم، كذب علينا، وإن قال لا، قال له: كيف تتكلم بكلام لم يتكلم به إمامك؟، ثم قال: إنهم يتكلمون بكلام إن أنا أقررت به ورضيت به أقمت على الضّلالة، وإن برئت منهم شقّ عليّ، نحن قليل وعدونا كثير. قلت: جعلت فداك، فأبلغه عنك ذلك. قال: أما إنهم قد دخلوا في أمر ما يمنعهم عن الرجوع عنه إلا الحمية. قال: فأبلغت أبا جعفر الأحول ذاك، فقال: صدق بأبي وأمي، ما يمنعني من الرجوع عنه إلا الحمية. (رجال الكشّي: ص190-191. رواية 333).

كما أنّ كتب الشّيعة أيضا تشهد أنّ شيطان الطّاق كان ينتحل العقائد الفاسدة:
ففي (الكافي) عن إبراهيم بن محمّد الخزاز ومحمّد بن الحسين قالا: دخلنا على أبي الحسن الرّضا (عليه السّلام) فحكينا له أن محمّدا (صلى الله عليه وآله) رأى ربّه في صورة الشّاب الموفّق في سنّ أبناء ثلاثين سنة، وقلنا: إنّ هشام بن سالم وصاحب الطّاق والميثمي يقولون: إنّه أجوف إلى السرّة والبقية صمد؟ فخرّ ساجدا لله ثم قال: سبحانك ما عرفوك ولا وحّدوك فمن أجل ذلك وصفوك، سبحانك لو عرفوك لوصفوك بما وصفت به نفسك، سبحانك كيف طاوعتهم أنفسهم أن يشبّهوك بغيرك، اللهمّ لا أصفك إلا بما وصفت به نفسك ولا أشبّهك بخلقك، أنت أهل لكل خير، فلا تجعلني من القوم الظالمين، ثم التفت إلينا فقال: ما توهّمتم من شيء فتوهموا الله غيره، ثمّ قال: نحن آل محمد النّمط الأوسط الذي لا يدركنا الغالي ولا يسبقنا التالي، يا محمّد إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) حين نظر إلى عظمة ربّه كان في هيئة الشابّ الموفّقوسنّ أبناء ثلاثين سنة، يا محمد عظم ربي عزّ وجلّ أن يكون في صفة المخلوقين، قال قلت: جعلت فداك من كانت رجلاه في خضرة؟ قال: ذاك محمّد كان إذا نظر إلى ربه بقلبه جعله في نور مثل نور الحجب حتى يستبين له ما في الحجب، إنّ نور الله منه أخضر ومنه أحمر ومنه أبيض ومنه غير ذلك، يا محمّد ما شهد له الكتاب والسنّة فنحن القائلون به ".(الكافي: 01/100. باب النّهي عن الصّفة بغير ما وصف به نفسه تعالى. رواية رقم: 03).

وعلى الرّغم من كلّ ما سبق نجد علماء الشّيعة عدّوا شيطان الطّاق من أجلّة رواتهم:
يقول المدعو عبد الحسين شرف الدين الموسوي في كتابه (المراجعات: مراجعة110) في معرض حديثه عن هشام بن الحكم: "فكان من أعلام المختصين بأئمتهم، لم يعثر أحد من سلفنا على شيء ممّا نسبه الخصم إليه، كما أنا لم نجد أثراً لشيء مما نسبوه إلى كل من زرارة بن أعين، ومحمد بن مسلم، ومؤمن الطاق، وأمثالهم، مع أنا قد استفرغنا الوسع والطاقة في البحث عن ذلك، وما هو إلا البغي والعدوان، والإفك والبهتان {ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون}".
***
يتبع بحول الله.






 
قديم 13-07-10, 08:55 PM   رقم المشاركة : 2
بالتي هي أحسن
عضو نشيط






بالتي هي أحسن غير متصل

بالتي هي أحسن is on a distinguished road


الإمام السّابع: زرارة بن أعين

زرارة بن أعين (ت 150هـ) هو أحد رواة الشّيعة الموثوقين، اتّفق علماء الشّيعة على وثاقته وجلالته.
لكن ماذا يقول أئمّة أهل البيت عن هذا الرّجل؟:
- يروي (الكشي) عن علي بن الحكم، عن بعض رجاله، عن أبي عبد الله جعفر الصّادق (عليه السلام) قال: دخلت عليه فقال: متى عهدك بزرارة ؟ قال، قلت: ما رأيته منذ أيام، قال لا تُبالِ، وإن مرض فلا تعده وإن مات فلا تشهد جنازته، قال، قلت: زرارة ؟! متعجبا مما قال، قال: "نعم زرارة، زرارة شرّ من اليهود والنّصارى ومن قال إن مع الله ثالث ثلاثة". (رجال الكشي: ص160. رواية رقم 267).
- ويروي (الكشي) أيضا عن عمران الزعفراني، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول لأبي بصير: "يا أبا بصير - وكنى اثني عشر رجلا- ما أحدث أحد في الإسلام ما أحدث زرارة من البدع، عليه لعنة الله"، هذا قول أبي عبد الله. (رجال الكشي ص149. رواية رقم 241).
- في (رجال الكشي): حدثني أبوجعفر مُحَمّد بن قولويه، قال: حدثني مُحَمّد بن أبي القاسم أبوعبدالله، المعروف بماجيلويه، عن زياد بن أبي الحلال، قال: قلت لأبي عبدالله عليه السلام: إنّ زرارة روى عنك في الاستطاعة شيئا فقبلنا منه وصدقناه وقد أحببت أن أعرضه عليك، فقال: هاته، فقلت:ُ يزعم أنه سألك عن قول الله عزوجل: ﴿وللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِليْهِ سَبِيلا﴾ (آل عمران: 97). فقلتَ: من ملك زادا وراحلة، فقال لك: كلّ من ملك زادا وراحلة فهو مستطيع للحج وإن لم يحج؟ فقلتَ: نعم؟. فقال: ليس هكذا سألني ولا هكذا قلت، كذب علي والله، كذب علي والله، لعن الله زرارة، لعن الله زرارة، لعن الله زرارة، إنّما قال لي: من كان له زاد وراحلة فهو مستطيع للحج ؟ قلت: قد وجب عليه، قال: فمستطيع هو ؟ فقلت: لا حتى يؤذن له، قلت : فأخبر زرارة بذلك ؟ قال: نعم، قال زياد: فقدمت الكوفة فلقيت زرارة، فأخبرته بما قال أبوعبدالله وسكتّ عن لعنه. قال: أما إنه قد أعطاني الاستطاعة من حيث لايعلم، وصاحبكم (أي أبو عبدالله) هذا ليس له بصر بكلام الرجال. (رجال الكشي: ص147. رواية 234).
ورجال سند هذه الرّواية كلّهم ثقات عند الشيعة.

زرارة الذي كان يتظاهر بالصّلاح ليدسّ الكذب على أعلام أهل البيت:
روى الكشي بسنده عن عمار الساباطي قال: نزلت منزلا في طريقي مكة ليلة فإذا أنا برجل قائم يصلي صلاة ما رأيت أحدا صلى مثلها و دعا بدعاء ما رأيت أحدا دعا بمثله، فلما أصبحت نظرت إليه فلم أعرفه فبينا أنا عند أبي عبد الله (عليه السلام) جالسا إذ دخل الرجل فلما نظر أبو عبد الله (عليه السلام) إلى الرجل، قال ما أقبح بالرجل أن يأتمنه رجل من إخوانه على حرمة من حرمته فيخونه فيها قال فولى الرجل، فقال لي أبو عبد الله (عليه السلام) يا عمار أ تعرف هذا الرجل قلت لا والله إلا أني نزلت ذات ليلة في بعض المنازل فرأيته يصلي صلاة ما رأيت أحدا صلى مثلها و دعا بدعاء ما رأيت أحدا دعا بمثله، فقال لي هذا زرارة بن أعين، هذا من الذين وصفهم الله عز و جل في كتابه فقال: {وَقَدِمْنا إِلى ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً}". (رجال الكشي: ص151. رواية 245).

بل إنّ زرارة هذا كان حاقدا على الإمام جعفر يروي عنه روايات تسيء إليه، ففي رجال الكشّي عن ابن مسكان، قال: سمعت زرارة يقول: رحم الله أبا جعفر، وأما جعفر فإنّ في قلبي عليه لفتة، فقلت له: وما حمل زرارة على هذا؟، قال: حمله على هذا لأنّ أبا عبد الله (عليه السلام) أخرج مخازيه. (رجال الكشّي: ص144-145. رواية رقم 228).

وانظر إلى سوء أدبه مع الإمام جعفر:
روى الكليني عن زرارة قال: سألت أبا جعفر (عليه السّلام) عن الجدّ فقال: ما أجد أحدا قال فيه إلا برأيه إلا أمير المؤمنين (عليه السّلام). قلت: أصلحك الله فما قال فيه أمير المؤمنين (عليه السّلام)؟ قال: إذا كان غدا فالقني حتى أقرئكه في كتاب، قلت: أصلحك الله حدّثني فإنّ حديثك أحبّ إليّ من أن تقرئنيه في كتاب، فقال لي الثانية: اسمع ما أقول لك إذا كان غدا فألقني حتى أقرئكه في كتاب فأتيته من الغد بعد الظهر وكانت ساعتي التي كنت أخلو به فيها بين الظهر والعصر وكنت أكره أن أسأله إلا خاليا خشية أن يفتيني من أجل من يحضره بالتقية، فلمّا دخلت عليه أقبل على ابنه جعفر (عليه السّلام) فقال له: أقرئ زرارة صحيفة الفرائض، ثم قام لينام فبقيت أنا وجعفر (عليه السّلام) في البيت فقام فأخرج إليّ صحيفة مثل فخذ البعير فقال: لست اقرئكها حتى تجعل لي عليك الله أن لا تحدّث بما تقرأ فيها أحدا أبدا حتى آذن لك، ولم يقل: حتى يأذن لك أبي، فقلت: أصلحك الله ولمَ تضيّق عليّ ولم يأمرك أبوك بذلك؟ فقال لي: ما أنت بناظر فيها إلا على ما قلت لك، فقلت: فذاك لك، وكنت رجلا عالما بالفرائض والوصايا، بصيرا بها، حاسبا لها، ألبث الزمان أطلب شيئا يلقي علي من الفرائض والوصايا لا أعلمه فلا أقدر عليه، فلمّا ألقى إليّ طرف الصّحيفة إذا كتاب غليظ يعرف أنه من كتب الأوّلين، فنظرت فيها فإذا فيها خلاف ما بأيدي الناس من الصّلة والأمر بالمعروف الذي ليس فيه اختلاف، وإذا عامّته كذلك، فقرأته حتى أتيت على آخره بخبث نفس وقلة تحفّظ وسقام رأي وقلت: وأنا أقرؤه باطل، حتى أتيت على آخره، ثمّ أدرجتها ودفعتها إليه، فلمّا أصبحت لقيت أبا جعفر (عليه السّلام) فقال لي: أقرأت صحيفة الفرائض؟ فقلت: نعم، فقال: كيف رأيت ما قرأت؟ قال: قلت: باطل ليس بشيء، هو خلاف ما الناس عليه. قال: فإنّ الذي رأيت والله يا زرارة هو الحقّ، الذي رأيت إملاء رسول الله (صلى الله عليه وآله) وخط علي (عليه السّلام) بيده، فأتاني الشّيطان فوسوس في صدري فقال: وما يدريه أنّه إملاء رسول الله (صلى الله عليه وآله) وخطّ علي (عليه السّلام) بيده، فقال لي قبل أن أنطق: يا زرارة لا تشكنّ، ودّ الشيطان والله أنّك شككت، وكيف لا أدري أنّه إملاء رسول الله (صلى الله عليه وآله) وخط علي (عليه السّلام) بيده، وقد حدثني أبي عن جدّي أن أمير المؤمنين (عليه السّلام) حدثه ذلك، قال: قلت: لا، كيف جعلني الله فداك، وندمت على ما فاتني من الكتاب ولو كنت قرأته وأنا أعرفه لرجوت أن لا يفوتني منه حرف. (الكافي: 07/94. باب ميراث الولد مع الأبوين. رواية رقم 03).

روى الكشيّ بسنده عن عيسى بن أبي منصور وأبي أسامة الشحام ويعقوب الأحمر، قالوا: كنا جلوسا عند أبي عبد الله (عليه السلام) فدخل عليه زرارة فقال: إنّ الحكم بن عتيبة حدث عن أبيك أنه قال: صلّ المغرب دون المزدلفة، فقال له أبو عبد الله (عليه السلام): أنا تأملته، ما قال أبي هذا قط، كذب الحكم على أبي، قال: فخرج زرارة و هو يقول: ما أرى الحكم كذب على أبيه. (رجال الكشي: ص158. رواية 262).
وروى الكشي عن زرارة، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن التشهد؟ فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أنّ محمدا عبده ورسوله، قلت: التحيات الصلوات. قال: التحيات والصلوات، فلما خرجت قلت: إن لقيته لأسألنه غدا، فسألته من الغد عن التشهد فقال كمثل ذلك، قلت: التحيات والصلوات. قال: التحيات والصلوات، قلت: ألقاه بعد يوم، لأسألنه غدا، فسألته عن التشهد فقال كمثله، قلت: التحيات والصلوات، قال: التحيات والصلوات، فلما خرجت ضرطت في لحيته وقلت لا يفلح أبدا. (رجال الكشي: ص159. رواية 265).

ويكذب على الإمام جعفر أنّه أمره بالكبائر:
روى الكشي عن محمد بن أبي عمير، قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فقال كيف تركت زرارة؟ قال: تركته لا يصلي العصر حتى تغيب الشمس، قال: فأنت رسولي إليه، فقل له فليصل في مواقيت أصحابه فإني قد حرقت، قال فأبلغته ذلك فقال: أنا والله أعلم أنك لم تكذب عليه، ولكني أمرني بشي‏ء فأكره أن أدعه. (رجال الكشي: ص143. رواية 224).
وفي (لسان الميزان) لابن حجر: " عن ابن السماك قال: حججت فلقيني زرارة بن أعين بالقادسية فقال: إنّ لي إليك حاجة، وعظّمها، فقلت: ما هي؟ فقال: إذا لقيت جعفر بن محمد فأقرئه مني السلام، وسله أن يخبرني أنا من أهل النار أم من أهل الجنة؟ فأنكرت عليه، فقال لي: إنه يعلم ذلك، ولم يزل بي حتى أجبته، فلما لقيت جعفر بن محمد أخبرته بالذي كان منه فقال: هو من أهل النار، فوقع في نفسي مما قال جعفر فقلت: ومن أين علمت ذلك؟ فقال: من ادعى علي علم هذا فهو من أهل النار، فلما رجعت لقيني زرارة فأخبرته بأنه قال لي إنه من أهل النار، فقال: كال لك من جراب النورة، فقلت: وما جراب النورة؟ قال: عمل معك بالتقية.
قلت (ابن حجر): زرارة قلّما روى، لم يذكر ابن أبي حاتم في ترجمته سوى أن قال: روى عن أبي جعفر يعنى الباقر، وقال سفيان الثوري: ما رأى أبا جعفر، وقال العقيلي: قال ابن المديني: سمعت سفيان يعني ابن عيينة يقول: وقيل له روى زرارة بن أعين عن أبي جعفر كتاباً، قال: ما هو؟ ما رأى أبا جعفر ولكنه كان يتتبع حديثه". (لسان الميزان: 01/401).

ولكن كيف كان موقف علماء الشّيعة من هذا الذمّ الواضح ؟:
- قال ابن المطهّر: "زرارة بن أعين بن سنسن: بضم السين المهملة وإسكان النون وبعدها سين مهملة وبعدها نون: الشيباني شيخ أصحابنا في زمانه ومتقدمهم، وكان فقيها قارئا متكلما شاعرا أديبا قد اجتمعت فيه خصال الفضل والدين، ثقة صادق فيما يرويه، وقد ذكر الكشي أحاديث تدل على عدالته وعارضت تلك الأحاديث أخبار أخر تدل على القدح فيه قد ذكرناها في كتابنا الكبير، وذكرنا وجه الخلاص عنها، والرجل عندي مقبول الرواية مات رحمه الله سنة خمسين و مائة". (رجال الحلي: ص76).
- قال الحر العاملي في هذا الذمّ الشديد الوارد في حقّ زرارة: "وروى (أي: الكشيّ) أحاديث في ذمه، ينبغي حملها على التقية، بل يتعين، وكذا ما ورد في حق أمثاله من أجلاء الإمامية، بعد تحقق المدح من الأئمة عليهم السلام".. ثمّ ذكر أثرا مختلقا عن الإمام جعفر الصّادق مفاده أنّه يذمّ زرارة تقية. (وسائل الشيعة: 30/373).
- أمّا عبد الحسين شرف الدين الموسوي فقد جعله من أعلام الهدى ومصابيح الدجى؛ فقال في معرض حديثه عن أصحاب الإمام الباقر: " وهناك أبطال لم يدركوا الإمام زين العابدين، وإنما فازوا بخدمة الباقرين الصادقين؛ فمنهم أبو القاسم بريد بن معاوية العجلي وأبو بصير ليث بن مراد البختري المرادي، وأبو الحسن زرارة بن أعين، وأبو جعفر محمد بن مسلم بن رباح الكوفي الطائفي الثقفي، وجماعة من أعلام الهدى ومصابيح الدجى، لا يسع المقام استقصاءهم " (المراجعات: مراجعة110).

الله المستعان... الإمام الصادق يلعن زرارة ويتهمه بالكذب ويخرج مخازيه، وعلماء الشّيعة يجعلونه من أعلام الهدى ومصابيح الدّجى !!!.

وربّما تعظم الغرابة إذا علمنا أنّ زرارة بن أعين هذا من أكثر رواة الشّيعة رواية عن الأئمّة:
يقول أبو القاسم الخوئي في (معجم رجال الحديث):
"وقع بعنوان زرارة في إسناد كثير من الروايات تبلغ ألفين وأربع مئة وتسعين موردا (2490)؛ فقد روي عن أبي جعفر عليه السلام روايات عنه تبلغ ألفا ومئتين وستة وثلاثين موردا، وروى عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام ورواياته عنهما بهذا العنوان تبلغ اثنين وثمانين موردا، وروى عن أبي عبد الله عليه السلام ورواياته عنه بهذا العنوان -وقد يعبر عنه بالصادق عليه السلام- تبلغ أربعمائة وتسعة وأربعين موردا، وروى عن أحدهما عليهما السلام، ورواياته عنهما بهذا العنوان تبلغ مائة وستة وخمسين موردا". (معجم رجال الحديث: 7/249).
***
الإمام الثّامن: جابر الجعفي

هو جابر بن يزيد بن الحارث الجعفي الكوفي، توفّي سنة (127ه‍ـ)، يعدّ من أوثق رواة الشّيعة.
لكن ما مرتبة هذا الرّجل عند علماء الجرح والتّعديل؟
قال ابن حبان: كان سبئياً من أصحاب عبد الله بن سبأ، كان يقول: إن علياً يرجع إلى الدنيا، وروى العقيلي بسنده عن زائدة أنه قال: جابر الجعفي رافضي يشتم أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلّم)، وقال النسائي وغيره: متروك. وقال يحيى: لا يكتب حديثه ولا كرامة، قال ابن حجر: ضعيف رافضي. (انظر: ميزان الاعتدال: 1/379-380، تقريب التهذيب 1/123، الضعفاء للعقيلي: 1/191-196).

جابر الجعفيّ هذا هو الذي ينسب إليه بعض المؤرّخين أوّل تفسير شيعيّ باطنيّ يؤوّل آيات القرآن تأويلات باطنية لا يقرّها السّياق ولا اللّسان العربيّ، وكان يدّعي أنّ للقرآن ظهرا وبطنا، ويروي كذبا وزورا يقول: سألت الإمام الباقر عن شيء من تفسير القرآن فأجابني، ثم سألت ثانية فأجابني بجواب آخر، فقلت: جعلت فداك كنت أجبت في هذه المسألة بجواب غير هذا قبل اليوم؟ فقال لي: يا جابر: إن للقرآن بطناً، وللبطن بطناً وظهراً، وللظهر ظهراً، يا جابر، وليس شيء أبعد من عقول الرجال من تفسير القرآن، إن الآية لتكون أولها في شيء وآخرها في شيء وهو كلام متصل يتصرف على وجوه". (تفسير العياشي: 1/11، بحار الأنوار: 92/95، وسائل الشيعة: 18/142).

وكان تفسيره الباطنيّ موضع تداول سريّ، وقد وضع شركاؤه في المؤامرة روايات عن الأئمّة تحثّ على تداوله سرا، فيروي المفضل بن عمر الجعفي، يقول: "سألت أبا عبد الله - عليه السّلام - عن تفسير جابر؟ فقال: لا تحدّث به السّفلة فيذيعوه" (رجال الكشي: ص192).

ولعلّ معظم تأويلات الشّيعة لكثير من آيات القرآن التي يحملون فيها بعض الآيات على الأئمّة والإمامة، وبعضها الآخر وبخاصّة المتعلّقة منها بالشّرك على أصحاب النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلّم)، هذه التأويلات مأخوذة عن هذا الجعفيّ الكذّاب. ويكفي الرّجوع إلى تفسير العياشي أو القمّي أو الصّافي للفيض الكاشاني للوقوف على كمّ هائل من الرّوايات التي تنحى هذا المنحى.

جابر الجعفي الذي حفلت كتب الشّيعة برواياته واحتفت بها، وجعلته من المكثرين عن الأئمّة:
في (رجال الكشّي) أنّ جابرَ الجعفي قال: "حدثني أبو جعفر (عليه السلام) بسبعين ألف حديث لم أحدث بها أحدا قط، ولا أحدث بها أحدا أبدا، قال جابر: فقلت لأبي جعفر (عليه السلام): جُعلت فداك، إنّك قد حملتني وقرا عظيما بما حدثتني به من سرّكم الذي لا أحدث به أحدا، فربّما جاش في صدري حتى يأخذني منه شبه الجنون. قال: يا جابر، فإذا كان ذلك فاخرج إلى الجبّان فاحفر حفيرة ودَلّ رأسك فيها ثم قل: حدّثني محمد بن علي بكذا وكذا. (الكشي: ص194. رقم 343).
وفي (لسان الميزان) لابن حجر أنّ جابرا هذا قال: "عندي سبعون ألف حديث عن أبى جعفر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كلها" (لسان الميزان: 01/380).
وقد أقرّ له شيوخ الشّيعة بهذا: يقول الحرّ العاملي في (وسائل الشّيعة: 30/329): "وروي أنه روى سبعين ألف حديث عن الباقر عليه السلام، وروى مائة وأربعين ألف حديث، والظاهر أنه ما روى أحد -بطريق المشافهة- عن الأئمة عليهم السلام أكثر مما روى جابر، فيكون عظيم المنزلة عندهم، لقولهم عليهم السلام:« اعرفوا منازل الرجال منا ، على قدر رواياتهم عنا »".

لكن ما قول أعلام أهل البيت في هذا ؟:
يروي (الكشي) عن زرارة، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن أحاديث جابر فقال: "ما رأيته عند أبي قط إلا مرة واحدة وما دخل علي قط". (رجال الكشي: ص191. رواية رقم 335).
ولم يجد شيخهم الخوئي مخرجا من هذه الرواية التي تكذب جابراً إلا أن يفزع الى التقية فيقول بأنه "لابد من حمله على نحو من التورية". (معجم رجال الخوئي: 05/25).
وقال (هاشم معروف) في ترجمة عمر بن شمر بن يزيد الجعفي: "ضعّفه المؤلفون في الرجال ونسبوا إليه أنه دسّ الأحاديث في كتب جابر الجعفي" (دراسات في الحديث: ص195).

فهذا الرّجل كان من أكذب خلق الله، بل قد شهد علماء الجرح والتّعديل أنّه كان ممّن ينتحل العقائد السّبئية:
قال عنه ابن حبان: "كان سبئياً من أصحاب عبد الله بن سبأ. كان يقول: إن علياً يرجع إلى الدنيا" (لسان الميزان لابن حجر: 01/380). وقال الإمام أبو حنيفة رحمه الله: "ما رأيت أحدا أكذب من جابر الجعفي". (الضّعفاء الكبير للعقيلي: 01/165).
***
الإمام التّاسع: عثمان بن سعيد العمريّ

إذا كان عبد الله بن سبأ هو الذي وضع عقيدة النص على علي (رضي الله عنه) بالإمامة – كما تذكره كتب الفرق عند الشيعة وغيرها – فإنّ هناك ابن سبأ آخر هو الذي وضع البديل لفكرة الإمامة بعد انتهائها بموت الحسن العسكري من غير أن يترك ولدا، هذا الرجل يدعى "عثمان بن سعيد العمري"، وقد قام بدوره في منتهى السريّة حيث وكما تذكر كتب الشيعة نفسها " يتاجر في السّمن تغطية على الأمر"، وكان يتلقّى الأموال التي تؤخذ من الأتباع باسم الزكاة والخمس وحق أهل البيت فيضعها "في جراب السمن وزقاقة ويحمله إلى أبي محمّد عليه السّلام تقية وخوفًا" (الغيبة للطوسي: ص214-215).
وقد زعم بعد وفاة الحسن العسكري أنّ له ولدًا قد اختفى وعمره أربع سنوات (الغيبة للطوسي: ص258)، وزعم أنه لا يلتقي به أحد سواه، فهو السفير بينه وبين الشيعة يستلم أموالهم ويتلقى أسئلتهم ومشكلاتهم ليوصلها إلى الإمام الغائب.
كلّ هذا ليستأثر بأموال السذّج باسم حقّ الإمام، مع أنّ الإمام الرّضا – عليه رحمة الله – كان قد نفى من قبلُ أمثال هذه المزاعم حينما قيل له: قوم قد وقفوا على أبيك يزعمون أنّه لم يمت، فقال: " كذبوا وهم كفّار بما أنزل الله عز وجلّ على محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم)، ولو كان الله يمدّ في أجل أحد من بني آدم لحاجة الخلق إليه لمدّ الله في أجل رسول الله (صلى الله عليه وآله) ". (رجال الكشي: ص458).

هذا وقد ادّعى مثل دعوى عثمان بن سعيد – النيابة على الإمام - آخرون غيره ليستولوا بدورهم على أموال الشيعة، كلّ يزعم أنّه نائب الإمام الغائب (ويسمى الباب أو الواسطة بين الناس وبين الغائب في السّرداب)، وكان النزاع بينهم على أشدّه، وكلّ واحد منهم يُخرج توقيعًا يزعم أنّه صدر عن الغائب المنتظر يتضمن لعن الآخر وتكذيبه، وقد جاء على ذكر أسمائهم شيخ الشيعة الطوسي في مبحث بعنوان: "ذكر المذمومين الذين ادعوا البابية لعنهم الله" (الغيبة: ص244).

ولعثمان بن سعيد – كما تنقل كتب الشيعة – وكلاء في معظم الديار الإسلامية يدْعون لإمامة هذا المعدوم والقول ببابية (أي وساطة) عثمان بن سعيد. وقد جاء على ذكر هؤلاء الوكلاء ابن بابويه القمي الملقب بالصدوق، وهو أجمع نص لأسمائهم، كما يذكر محمد باقر الصدر. (تاريخ الغيبة الصغرى: ص60).
وهناك وكلاء آخرون غير مرضيين من عثمان بن سعيد ومن يشايعه، وقد ذكر منهم الطوسي سبعة في مبحث بعنوان "ذكر المذمومين من وكلاء الأئمة" (الغيبة للطوسي: ص213-214).
والفرق عندهم بين الباب والوكيل: أن الباب يلتقي بالإمام الغائب، والوكيل يلتقي بالباب ولا يرى الإمام، ويكون الواسطة بين الشيعة والباب (تاريخ الغيبة الصغرى: ص609).
***
الإمام العاشر: محمّد بن عثمان بن سعيد

لمّا حضرت الوفاة عثمانَ بن سعيد (الباب الأول المعتمد عند الشيعة الإثني عشرية)، عيّن مِن بعده ابنه "محمّد بن عثمان بن سعيد"، ولكنْ خالفه في ذلك طائفة منهم فلم ترتض وساطة ابنه، ونشأ نزاع بينهم ولعن بعضهم بعضًا.
فهذا أحد المخالفين ويدعى (أحمد بن هلال الكرخي) لما قيل له: "ألا تقبل أمر أبي جعفر محمد بن عثمان وترجع إليه، وقد نص عليه الإمام المفترض الطاعة [يعنون إمامهم المنتظر، لأنهم يعتبرون قول الباب الأول هو قول الإمام، لأنه بابه وسفيره الوحيد، فاعتبروا تعيين عثمان بن سعيد لابنه نصًا مقدسًا من الإمام يلعن مخالفه] ؟ فقال لهم: لم أسمعه ينص عليه بالوكالة، ولست أنكر أباه – يعني عثمان بن سعيد – فأما أن أقطع أن أبا جعفر وكيل صاحب الزمان فلا أجسر عليه. فقالوا: قد سمعه غيرك، فقال: أنتم وما سمعتم.. فلعنوه وتبرؤوا منه" (الغيبة للطوسي: ص245).

وتكشف بعض أوراقهم سبب هذا التنازع بينهم، فيذكر الطوسي مثلاً عن رجل يدعى "محمد بن علي بن بلال" بأنه رفض بابية محمد بن عثمان العمري، وأنه جرى بينه وبين العمري قصة معروفة – كما يقول – حيث تمسك الأول "بالأموال التي كانت عنده للإمام، وامتنع من تسليمها وادعى أنه الوكيل حتى تبرأت منه الجماعة ولعنوه". (الغيبة للطوسي: ص245). فهذا الرجل شارك عثمان بن سعيد في الوكالة، فلما توفي استأثر بالمال.

فهو إذًا تزاحم وتكالب على البابية والوكالة من أجل جمع الأموال.. وإلا لو كان هناك إمام غائب، يسيّر أمر شيعته عن طريق الأبواب لما صارت الأموال إلى هذا الرجل المحتال، ولما كان محل ثقة الإمام صاحب الزمان، لأنّ الإمام عندهم يعلم ما كان وما يكون.. فلماذا لم يصدر أمره من البداية في التحذير من التعامل معه حتى لا يأخذ أموال الناس؟! لكن الحقيقة أنه لا إمام غائب؛ بل عصابات تأكل أموال الناس بالباطل باسم التشيع والتدين، وأن نزاعها كان لأجل ذلك.

ثم توفي محمد بن عثمان بن سعيد سنة 304هـ بعد أن تولى البابية نحوًا من خمسين سنة كما يذكر الطوسي في كتابه (الغيبة: ص223)، كان الناس خلالها يحملون إليه أموالهم، ويُخرج إليهم التوقيعات بالمهمات في أمر الدين والدنيا وفيما يسألونه من المسائل بالأجوبة العجيبة.
***
الإمام الحادي عشر: الحسين بن روح

بعد وفاة محمّد بن عثمان تولى بعده رجل يُدعى أبا القاسم الحسين بن روح، وقد كان كما تذكر رواياتهم يقوم بمهمة البابية في آخر حياة محمد بن عثمان؛ حيث كان يُحيل إليه استلام الأموال التي يأتي بها الأشياع، ولذلك قال رجل يدعى "محمد بن علي الأسود": كنت أحمل الأموال التي تحصل في باب الوقف إلى أبي جعفر محمد بن عثمان العمري فيقبضها مني فحملت إليه شيئًا من الأموال في آخر أيامه قبل موته بسنتين أو ثلاث سنين، فأمر بتسليمه إلى أبي القاسم الروحي فكنت أطالبه بالقبوض (أي وصول الإستلام)، فشكا ذلك إلى أبي جعفر (محمد بن عثمان) فأمرني ألا أطالبه بالقبوض، وقال: كل ما وصل إلى أبي القاسم فقد وصل إليّ، فكنت أحمل بعد ذلك الأموال إليه ولا أطالبه بالقبوض. (الغيبة للطوسي: ص225-226).
ولما تردد أحدهم في تسليم أمواله إلى أبي القاسم الحسين بن روح غضب منه الباب محمد بن عثمان وقال له: لِمَ لم تمتثل ما قلته لك؟. ولكن الرجل حاول أن يلاطفه ويهدئ من غضبه خشية أن يُخرج له توقيعًا بلعنه والبراءة منه كعادة الأبواب فيمن يرفض دفع الأموال إليهم، فقال له متلطفًا: "لم أجسر على ما رسمته لي". إلا أن الباب أجابه وهو غاضب وقال له: "قم كما أقول لك". يقول الرجل: "فلم يكن عندي غير المبادرة، فصرت إلى أبي القاسم بن روح وهو في دار ضيقة فعرّفته ما جرى فسُرّ به وشكر الله عز وجل، ودفعت إليه الدنانير، وما زلت أحمد إليه ما يحصل في يدي بعد ذلك من الدنانير". (الغيبة للطوسي: ص224).
فأنت تلاحظ ما تحيط به الرموز الشيعية نفسها من صفة القداسة، وما تضفي به على قولها من العصمة ووجوب الطاعة المطلقة، وإلا فاللعن والطرد من رحمة الله.
كما تلاحظ بأن لغة المال هي السائدة في التوقيعات المنسوبة للمنتظر وعلى ألسنة الأبواب والوكلاء.

كان اختيار أبي القاسم الحسين بن روح لأنه أحفظ لسرّ المكان الذي يقيم فيه الغائب، حيث إنّ اختيار الباب يتمّ من قبل الدوائر الشيعية حسب مواصفات خاصة لعلّ من أبرزها حفظ السر، وعدم الظهور والشهرة، يدلّ على ذلك ما جاء في كتاب (الغيبة) للطوسي "أنّ سهلاً النوبختي سئل فقيل له: كيف صار هذا الأمر إلى الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح دونك؟ فقال: هم أعلم وما اختاروه، ولكن أنا رجل ألقى الخصوم وأناظرهم، ولو علمت بمكانه [أي مكان المهدي الغائب لأنه لا يعلم بمكانه سوى الباب] كما علم أبو القاسم وضغطتني الحجة على مكانه لعلي كنت أدل على مكانه، وأبو القاسم لو كان الحجة [يعني المنتظر الغائب] تحت ذيله وقُرّض بالمقاريض ما كشف الذيل عنه" (الغيبة: ص240).

ورغم ذلك فقد أثار تعيين أبي القاسم بن روح نزاعًا كبيرًا بين الخلايا السرية، فانفصل عدد من رؤسائهم وادعوا البابية لأنفسهم.. وكثر التلاعن بينهم.
وقد اضطر بعضهم لأن يكشف حقيقة دعوى البابية تلك بسبب أنه لم ينجح في اقتناص مجموعة أكبر من الأتباع، ومن هؤلاء محمد بن علي الشلمغاني المقتول سنة 323هـ، وهو ممن ادعى النيابة عن الإمام الغائب، ونافس أبا القاسم الحسين بن روح عليها، وفضح أمرهم فقال: "ما دخلنا مع أبي القاسم الحسين بن روح إلا ونحن نعلم فيما دخلنا فيه، لقد كنا نتهارش على هذا الأمر كما تتهارش الكلاب على الجيف" (الغيبة للطوسي: ص241).
يعقب على هذا العلامة الإيراني أحمد الكسروي (الذي ترك التشيّع) فيقول: "لقد صدق فيما قال، فإن التخاصم لم يكن إلا لأجل الأموال، كان الرجل يجمع المال ويطمع فيه فيدعي البابية لكي لا يسلمه إلى آخر" (التشيع والشيعة: ص33).

وهكذا كانت الإمامة من أساسها مؤامرة للاستحواذ على أموال السذّج باسم الإمام:
يروي الشّيعة في كتبهم مثلا أنّ وكلاء الإمام أبي الحسن الرّضا – عليه رحمة الله – لمّا مات، جحدوا موته ليستأثروا بالأموال التي كانوا يجمعونها باسمه؛ فعن يونس بن عبد الرّحمن قال: مات أبو الحسن (عليه السّلام) وليس من قوامه أحد إلا وعنده المال الكثير، وكان ذلك سبب وقفهم وجحودهم موته، وكان عند علي بن أبي حمزة ثلاثون ألف دينار. (رجال الكشي: ص405).

***
الإمام الثّاني عشر: علي بن محمّد السمريّ

لمّا توفي الحسين بن روح سنة 326هـ انتقلت البابية بوصية منه إلى رجل رابع يدعى: أبا الحسن علي بن محمد السمري (الغيبة للطوسي: ص244)، وتواصلت مؤامرة السّلب والنّهب، حتى رأت الخلايا السّبئية أنّ الشّيعة بدأوا يتململون من طول غيبة الإمام الغائب، فأوعزت إلى السمريّ أن يعلن انتهاء فترة الغيبة الصّغرى، وانتهاء الصّلة بالإمام وانقطاع فترة النيابة، فأخرج السمريّ لهم توقيعا بذلك، وانتهت فترة الغيبة الصّغرى، وبدأت الغيبة الكبرى التي لا تزال مستمرّة إلى اليوم.
نسأل الله جلّ وعلا أن يعجّل فرج عقول الشّيعة من هذه الغيبة التي جعلتهم يصدّقون أمثال هذه الأساطير، ويقعون ضحايا لمؤامرة دبّرت لهدم الإسلام ولابتزاز أموالهم باسم حقّ أهل البيت.






 
قديم 24-07-10, 12:18 PM   رقم المشاركة : 3
بالتي هي أحسن
عضو نشيط






بالتي هي أحسن غير متصل

بالتي هي أحسن is on a distinguished road


يرفع...

أرجو من إخواني التنبّه إلى أهمية هذا الموضوع...






 
قديم 25-07-10, 12:55 AM   رقم المشاركة : 4
المهندس احمد السامرائي
عضو ماسي







المهندس احمد السامرائي غير متصل

المهندس احمد السامرائي is on a distinguished road


موضوع جيد بارك الله فيكم







التوقيع :
يا الله عليك بالفرس الصفوين فانهم قتلوا اهلي في العراق
ربي لاتدع على الارض منهم ديارا
من مواضيعي في المنتدى
»» المتعة وجذورها التاريخية لدى لفرس
»» الغيبة والبهتان في الاسلام
»» لماذا لم يبنى مزار على قبر سيدنا علي
»» متى بدأ التقليد لدى الشيعة
»» من لها يا اهل السنة فالشيعة الفئة الناجية
 
قديم 25-07-10, 01:44 AM   رقم المشاركة : 5
هيثم محمد شاكر
عضو






هيثم محمد شاكر غير متصل

هيثم محمد شاكر is on a distinguished road


بسم الله الرحمن الرحيم
أخي (بالتي هي أحسن ) بارك الله في عمرك وعملك وأستخدمك في طاعته وختم لك بالخاتمة الحسنة . آمين
إختيارك لأسم الموضوع أكثر من موفق , ومضمون الموضوع واضح ومنظم . جزاك الله خير.....







التوقيع :
ما بالنا أنشغلنا بما أراد الله بنا عن ما أراد الله منا
من مواضيعي في المنتدى
 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:08 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "