بسم الله الرحمن الرحيم
طلبا ً لوجه الله الكريم و إظهار الحق بالتي هي أحسن, فإنني أقوم بإعداد رسالة علمية عقلية بسيطة قد تحمل عوان (ميزان البرهان) حول وضع روايات شيعية في أحداث معينة و ما يقابلها من روايات سنية صحيحة على (ميزان البرهان) و الإستقراء و التحليل المنطقي من ناحية مطابقة المتن للقرآن الكريم و عدم معارضته.
فإنني أدعو أخواني اهل السنة و الجماعة لقراءة هذه الرسالة الأولى حول موضوع رؤية الفريقين لموضوع (الصراط) يوم القيامة بشكل مختصر و إفادتي حولها. و أدعو الأخوة الشيعة الأفاضل إلى قراءتها بتمعن و استحضار نية طلب الحق أكثر من مرة, لعل الله يجمعنا على الحق إنه جواد كريم
الصراط بين الفريقين
يروي الشيعة في كتبهم عددا ً من الروايات لتفسير (الصراط) و لعل أشهر رواية لديهم هي التالية:
وروى الصدوق بإسناده عن سعد بن طريف عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عليه وآله: يا علي اذا كان يوم القيامة اقعد أنا وأنت وجبرائيل على الصراط ، فلم يجز أحد ألاّ من كان معه كتاب فيه براءة بولايتك).
(منازل الآخرة و المطالب الفاخرة للشيخ عباس القمي ص 236)
بينما يثبت عند أهل السنة و الجماعة هذه الرواية الشهيرة
روى البخاري ومسلم في صحيحيهما حديث أبي هريرة رضيالله عنه الطويل في وصف يوم القيامة وفيه قال النبي صلى الله عليه وسلم: ويضرب الصراط بين ظهراني جهنم فأكون أنا وأمتي أول من يجيزها، ولا يتكلم يومئذ إلا الرسل،ودعوى الرسل يومئذ: اللهم سلم سلم.. الحديث.
قال الحافظ في الفتح: قال النووي: المعنى أكون أنا وأمتي أول من يمضي على الصراط ويقطعه. اهـ.
والله أعلم.
__________________________________________________ ___________
ميزان البرهان:
من المعلوم أن أهوال و أحداث يوم القيامة -نسأل الله أن يسلمنا منها إلى جنة الخلد- مختصة في كل ما خلق الله من إنسٍ و جنٍ و ملائكة و غيرهم.
فعندما تريد ان تستقرئ رواية الأخوة الشيعة الإمامية حول الصراط تراها غير عادلة مع أتباع الحق من الشرائع التي سبقت الإسلام, فعلى سبيل المثال: ما هو محل إعراب قوم نوح من ولاية علي رضي الله عنه و احد عشر من ذريته؟ ما ذنب من مات قبل الرسالة المحمدية و لم يمارس (عقيدة الإمامة) ؟
يمر على الصراط المستقيم كل الرسل و أتباعهم و ليس من العدل أن لا يجاز حواريي المسيح بن مريم عليه السلام لأنه ليس معهم كتاب فيه براءة بولاية علي رضي الله عنه. فلاحظوا جملة ( فلم يجز أحد ) و هي عامة و شاملة, و لاتحتمل التأويل, و الخلل في المتن يسقط الرواية و كلمة واحدة كانت كفيلة في أن ترتقي بالمتن قليلا ً و هي بإضافة جملة (من أمتي) بعد (فلم يجز أحد)
أما إن قيل ( سوف يعطى كل انسي ٍ وجنيٍ من أهل الجنة كتابه مختوما ً ببراءة ولاية علي رضي الله عنه) و هو لا يعرف معنى الولاية و لم يمارس ( الإعتقاد بها ) يوما ً ما في حياته فيه نوع من الإجحاف بشرائع الله المقدسة و التقليل من شأنها و سبحان الله عما يصفون. فالله قادر على أن يشرع لأمة من الأمم شريعة ً تقودهم إلى الجنة إن هم اتبعوها بإحسان و ماتوا عليها بدون أن يحتاج إلى (إثبات ولاية علي). و هنا نتساءل, هل وجد التوحيد و الإيمان بالله و خلقت الجنة و النار من أجل ولاية علي؟ أم خلق علي و البشر جميعا ً من أجل توحيد الله و الإيمان به لدخول الجنة أو الكفر و دخول النار؟
أما عندما تتوجه صوب روايتي البخاري و مسلم حول الصراط -المذكورة أعلاه- فإنها شاملة كشمولية الحدث. و لم تطالب أتباع شريعة ٍ سماوية ٍ سابقة ٍ قبل الإسلام بإتباع إحدى مسلمات شريعة الإسلام الذي بعث لأجله محمد صلى الله عليه و آله و سلم. فالمتن وافٍ و كافٍ و مختصر, و لا غرابة في أن يكون كذلك و هو الصحيح عن المعصوم في ما ينقل عن ربه, محمد صلوات ربي و سلامه عليه.
أخي الشيعي , أعد النظر و القراءة لأكثر من مرة, مستحضرا ً نية الهداية و إتباع الحق, و اطرح تساؤلاتك على علمائك الكرام حول ما تقرأه, فإن هم أجابوك على أسئلتك و أقنعوا و بينوا و وضحوا الصحيح, فنعم العلماء هم. و إن هم حذروك من مغبة هذه التساؤلات و أرهبوك من المساس بقدسية مرجعك و التشكيك في ولاية علي رضي الله عنه المزعومة و تهربوا من إجابتك بشكل صريح و واضح. فأعد النظر و لا تكن ممن قال تعالى على لسانهم ( إنا أطعنا سادتنا و كبرائنا فأضلونا السبيلا )
انتهى.
المصدر: عبد حرك عقله..