العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديات العلمية > منتدى القرآن الكريم وعلومه وتفاسيره

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-10-11, 11:56 AM   رقم المشاركة : 281
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


البرهان 260



من سورة الفرقان



{ وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ

فَيَقُولُ أَأَنْتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ *

قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَّخِذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ

وَلَكِنْ مَتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ

وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا *

فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ بِمَا تَقُولُونَ

فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفًا وَلَا نَصْرًا

وَمَنْ يَظْلِمْ مِنْكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا }
{ 17 – 19 }



يخبر تعالى عن حالة المشركين وشركائهم يوم القيامة وتبريهم منهم،

وبطلان سعيهم

فقال: { وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ } أي: المكذبين المشركين

{ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَقُولُ }

الله مخاطبا للمعبودين على وجه التقريع لمن عبدهم:

{ أَأَنْتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ }

هل أمرتموهم بعبادتكم وزينتم لهم ذلك

أم ذلك من تلقاء أنفسهم ؟


{ قَالُوا سُبْحَانَكَ }

نزهوا الله عن شرك المشركين به وبرؤوا أنفسهم من ذلك،

{ مَا كَانَ يَنْبَغِي لَنَا }

أي: لا يليق بنا ولا يحسن منا أن نتخذ من دونك من أولياء

نتولاهم ونعبدهم وندعوهم،

فإذا كنا محتاجين ومفتقرين إلى عبادتك متبرئين من عبادة غيرك،

فكيف نأمر أحدا بعبادتنا؟

هذا لا يكون

أو، سبحانك عن { أَنْ نَتَّخِذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ }


وهذا كقول المسيح عيسى بن مريم عليه السلام:

{ وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ

اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ

قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ

إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ

إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ

مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ } الآية.


وقال تعالى:

{ وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ

قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ

بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ }


{ وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً

وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ }



فلما نزهوا أنفسهم أن يدعوا لعبادة غير الله أو يكونوا أضلوهم

ذكروا السبب الموجب لإضلال المشركين

فقالوا:

{ وَلَكِنْ مَتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ } في لذات الدنيا وشهواتها ومطالبها النفسية،

{ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ }

اشتغالا في لذات الدنيا وإكبابا على شهواتها،

فحافظوا على دنياهم وضيعوا دينهم

{ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا }

أي: بائرين لا خير فيهم ولا يصلحون لصالح

لا يصلحون إلا للهلاك والبوار،

فذكروا المانع من اتباعهم الهدى وهو التمتع في الدنيا الذي صرفهم عن الهدى،

وعدم المقتضي للهدى وهو أنهم لا خير فيهم،

فإذا عدم المقتضي ووجد المانع فلا تشاء من شر وهلاك، إلا وجدته فيهم،


فلما تبرؤوا منهم قال الله توبيخا وتقريعا للعابدين

{ فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ بِمَا تَقُولُونَ }

إنهم أمروكم بعبادتهم ورضوا فعلكم، وأنهم شفعاء لكم عند ربكم،

كذبوكم في ذلك الزعم وصاروا من أكبر أعدائكم فحق عليكم العذاب،


{ فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفًا }

للعذاب عنكم بفعلكم أو بفداء أو غير ذلك،

{ وَلَا نَصْرًا } لعجزكم وعدم ناصركم.

هذا حكم الضالين المقلدين الجاهلين كما رأيت

أسوأ حكم، وأشر مصير.

وأما المعاند منهم الذي عرف الحق وصدف عنه فقال في حقه:

{ وَمَنْ يَظْلِمْ مِنْكُمْ } بترك الحق ظلما وعنادا

{ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا } لا يقادر قدره ولا يبلغ أمره.








من مواضيعي في المنتدى
»» تفسير آية الكرسي / للشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى
»» علاقة عليّ بن أبي طالب بعمر بن الخطاب رضي الله عنهما
»» وإذا أتتك مذمتي من المهري
»» انفجار زاهدان والمأزق الأمني الإيراني
»» الحوثي والصحابة رضوان الله عليهم والشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله
 
قديم 21-10-11, 07:26 AM   رقم المشاركة : 282
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


البرهان 261



من سورة الفرقان


{ وَإِذَا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا

أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا *

إِنْ كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آلِهَتِنَا لَوْلَا أَنْ صَبَرْنَا عَلَيْهَا

وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلًا *

أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ

أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا *

أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ

إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا }
{ 41 - 44 }


أي: وإذا رآك يا محمد هؤلاء المكذبون لك المعاندون لآيات [الله]

المستكبرون في الأرض استهزءوا بك واحتقروك

وقالوا -على وجه الاحتقار والاستصغار-

{ أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا }

أي: غير مناسب ولا لائق أن يبعث الله هذا الرجل،

وهذا من شدة ظلمهم وعنادهم وقلبهم الحقائق

فإن كلامهم هذا يفهم أن الرسول -حاشاه- في غاية الخسة والحقارة

وأنه لو كانت الرسالة لغيره لكان أنسب.



{ وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ }


فهذا الكلام لا يصدر إلا من أجهل الناس وأضلهم،

أو من أعظمهم عنادا وهو متجاهل،

قصده ترويج ما معه من الباطل بالقدح بالحق وبمن جاء به،


وإلا فمن تدبر أحوال محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم

وجده رجل العالم وهمامهم ومقدمهم

في العقل والعلم واللب والرزانة،

ومكارم الأخلاق ومحاسن الشيم

والعفة والشجاعة والكرم وكل خلق فاضل،

وأن المحتقر له والشانئ له

قد جمع من السفه والجهل والضلال والتناقض

والظلم والعدوان ما لا يجمعه غيره،

وحسبه جهلا وضلالا أن يقدح بهذا الرسول العظيم والهمام الكريم.




والقصد من قدحهم فيه واستهزائهم به

تصلبهم على باطلهم وغرورا لضعفاء العقول


ولهذا قالوا: { إِنْ كَادَ } هذا الرجل

{ لَيُضِلُّنَا عَنْ آلِهَتِنَا } بأن يجعل الآلهة إلها واحدا

{ لَوْلَا أَنْ صَبَرْنَا عَلَيْهَا } لأضلنا

زعموا -قبحهم الله- أن الضلال هو التوحيد

وأن الهدى ما هم عليه من الشرك فلهذا تواصوا بالصبر عليه.

{ وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ }



وهنا قالوا: { لَوْلَا أَنْ صَبَرْنَا عَلَيْهَا }

والصبر يحمد في المواضع كلها،

إلا في هذا الموضع فإنه صبر على أسباب الغضب

وعلى الاستكثار من حطب جهنم.


وأما المؤمنون فهم كما قال الله عنهم:

{ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ }


ولما كان هذا حكما منهم بأنهم المهتدون والرسول ضال

وقد تقرر أنهم لا حيلة فيهم توعدهم بالعذاب

وأخبر أنهم في ذلك الوقت { حِينَ يَرَوْنَ الْعَذَابَ }

يعلمون علما حقيقيا { مَنْ } هو { أَضَلُّ سَبِيلًا }


{ وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ

يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا } الآيات.




وهل فوق ضلال من جعل إلهه معبوده [هواه]

فما هويه فعله

فلهذا قال:

{ أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ }

ألا تعجب من حاله وتنظر ما هو فيه من الضلال؟

وهو يحكم لنفسه بالمنازل الرفيعة؟



{ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا }

أي: لست عليه بمسيطر مسلط بل إنما أنت منذر،

وقد قمت بوظيفتك وحسابه على الله.



ثم سجل تعالى على ضلالهم البليغ

بأن سلبهم العقول والأسماع

وشبههم في ضلالهم بالأنعام السائمة

التي لا تسمع إلا دعاء ونداء،

صم بكم عمي فهم لا يعقلون

بل هم أضل من الأنعام

لأن الأنعام يهديها راعيها فتهتدي

وتعرف طريق هلاكها فتجتنبه

وهي أيضا أسلم عاقبة من هؤلاء،

فتبين بهذا أن الرامي للرسول بالضلال أحق بهذا الوصف

وأن كل حيوان بهيم فهو أهدى منه.








من مواضيعي في المنتدى
»» الشبهات النقلية لمخالفي أهل السنة والجماعة في مسألتي الإمامة والصحابة / رسالة دكتوراه
»» بروتوكولات حكماء وحدة الصف
»» الآيات ومقاومتهم في بيت الاحتلال الغربي ؟
»» غلاء المهور آفة العصر
»» اسألوا الصوفية / الشيخ صفوت الشوادفي
 
قديم 22-10-11, 10:44 PM   رقم المشاركة : 283
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


البرهان 262


من سورة الفرقان



{ وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُهُمْ وَلَا يَضُرُّهُمْ

وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيرًا }
{ 55 }



أي: يعبدون أصناما وأمواتا لا تضر ولا تنفع

ويجعلونها أندادا لمالك النفع والضرر والعطاء والمنع

مع أن الواجب عليهم أن يكونوا

مقتدين بإرشادات ربهم

ذابين عن دينه،

ولكنهم عكسوا القضية.


{ وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيرًا }

فالباطل الذي هو الأوثان والأنداد أعداء لله،

فالكافر عاونها وظاهرها على ربها

وصار عدوا لربه مبارزا له في العداوة والحرب،


هذا وهو الذي خلقه ورزقه

وأنعم عليه بالنعم الظاهرة والباطنة،

وليس يخرج عن ملكه وسلطانه وقبضته

والله لم يقطع عنه إحسانه وبره

وهو -بجهله- مستمر على هذه المعاداة والمبارزة.







من مواضيعي في المنتدى
»» تسونامي الإدمان يضرب إيران ؟
»» { كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا }
»» بيان علماء الأمة في مظاهرة اليهود على المسلمين في غزة
»» أعلن رفضهن للجنس والعري والبذائة
»» متى يشرق نورك أيها المنتظر للشيخ الفاضل عثمان الخميس
 
قديم 25-10-11, 08:22 PM   رقم المشاركة : 284
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


البرهان 263


من سورة الفرقان


{ وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ

وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا *

الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ

ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ

الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا *

وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ

قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا }

{ 58 - 60 }



{ وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ } الذي له الحياة الكاملة المطلقة

{ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ }

أي: اعبده وتوكل عليه في الأمور المتعلقة بك والمتعلقة بالخلق.

{ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا }

يعلمها ويجازي عليها.

فأنت ليس عليك من هداهم شيء

وليس عليك حفظ أعمالهم، وإنما ذلك كله بيد الله


{ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ

ثُمَّ اسْتَوَى } بعد ذلك

{ عَلَى الْعَرْشِ }

الذي هو سقف المخلوقات وأعلاها وأوسعها وأجملها

{ الرَّحْمَنِ } استوى على عرشه الذي وسع السماوات والأرض

باسمه الرحمن الذي وسعت رحمته كل شيء

فاستوى على أوسع المخلوقات، بأوسع الصفات.

فأثبت بهذه الآية خلقه للمخلوقات

واطلاعه على ظاهرهم وباطنهم

وعلوه فوق العرش ومباينته إياهم.


{ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا }

يعني بذلك نفسه الكريمة

فهو الذي يعلم أوصافه وعظمته وجلاله،

وقد أخبركم بذلك وأبان لكم من عظمته

ما تستعدون به من معرفته

فعرفه العارفون وخضعوا لجلاله،

واستكبر عن عبادته الكافرون واستنكفوا عن ذلك


ولهذا قال: { وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ }

أي: وحده الذي أنعم عليكم بسائر النعم ودفع عنكم جميع النقم.

{ قَالُوا } جحدا وكفرا { وَمَا الرَّحْمَنُ }

بزعمهم الفاسد أنهم لا يعرفون الرحمن،

وجعلوا من جملة قوادحهم في الرسول أن قالوا:

ينهانا عن اتخاذ آلهة مع الله وهو يدعو معه إلها آخر يقول:

" يا رحمن " ونحو ذلك



كما قال تعالى:

{ قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ

أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى }

فأسماؤه تعالى كثيرة لكثرة أوصافه وتعدد كماله،

فكل واحد منها دل على صفة كمال.


{ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا } أي: لمجرد أمرك إيانا.

وهذا مبني منهم على التكذيب بالرسول واستكبارهم عن طاعته،

{ وَزَادَهُمْ } دعوتهم إلى السجود للرحمن

{ نُفُورًا } هربا من الحق إلى الباطل وزيادة كفر وشقاء.







من مواضيعي في المنتدى
»» جبهة معارضة جديدة يقودها كروبي وموسوي وخاتمي وتهديد أنصار نجاد بجلد مرجع بارز
»» العبث الإيراني الطائفي في فلسطين المحتلة
»» العمائم الحمر تحكم لبنان والعراق
»» الجيش اليمني يكبد الحوثيين خسائر فادحة ويجبرهم على الفرار من بعض المواقع
»» هل يستطيع الرافضة إثبات إيمان وعدالة علي رضي الله عنه؟؟؟
 
قديم 29-10-11, 09:49 PM   رقم المشاركة : 285
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


البرهان 264


من سورة الفرقان





{ تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا

وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا *

وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً

لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا }

{ 61 - 62 }



كرر تعالى في هذه السورة الكريمة قوله: { تَبَارَكَ } ثلاث مرات

لأن معناها كما تقدم أنها تدل على عظمة الباري وكثرة أوصافه،

وكثرة خيراته وإحسانه.

وهذه السورة فيها من الاستدلال على عظمته وسعة سلطانه

ونفوذ مشيئته وعموم علمه وقدرته

وإحاطة ملكه في الأحكام الأمرية والأحكام الجزائية وكمال حكمته.

وفيها ما يدل على سعة رحمته وواسع جوده

وكثرة خيراته الدينية والدنيوية

ما هو مقتض لتكرار هذا الوصف الحسن


فقال: { تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا }

وهي النجوم عمومها أو منازل الشمس والقمر

التي تنزل منزلة منزلة

وهي بمنزلة البروج والقلاع للمدن في حفظها،

كذلك النجوم بمنزلة البروج المجعولة للحراسة

فإنها رجوم للشياطين.


{ وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا } فيه النور والحرارة وهو الشمس.

{ وَقَمَرًا مُنِيرًا } فيه النور لا الحرارة

وهذا من أدلة عظمته، وكثرة إحسانه،

فإن ما فيها من الخلق الباهر والتدبير المنتظم والجمال العظيم

دال على عظمة خالقها في أوصافه كلها،

وما فيها من المصالح للخلق والمنافع دليل على كثرة خيراته.


{ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً }

أي: يذهب أحدهما فيخلفه الآخر،

هكذا أبدا لا يجتمعان ولا يرتفعان،


{ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا }

أي: لمن أراد أن يتذكر بهما ويعتبر ويستدل بهما

على كثير من المطالب الإلهية ويشكر الله على ذلك،

ولمن أراد أن يذكر الله ويشكره وله ورد من الليل أو النهار،

فمن فاته ورده من أحدهما أدركه في الآخر،


وأيضا فإن القلوب تتقلب وتنتقل في ساعات الليل والنهار

فيحدث لها النشاط والكسل والذكر

والغفلة والقبض والبسط والإقبال والإعراض،

فجعل الله الليل والنهار يتوالى على العباد ويتكرران

ليحدث لهم الذكر والنشاط والشكر لله في وقت آخر،


ولأن أوراد العبادات تتكرر بتكرر الليل والنهار،

[ فكلما ] تكررت الأوقات أحدث للعبد همة غير همته

التي كسلت في الوقت المتقدم

فزاد في تذكرها وشكرها،

فوظائف الطاعات بمنزلة سقي الإيمان الذي يمده

فلولا ذلك لذوى غرس الإيمان ويبس.

فلله أتم حمد وأكمله على ذلك.







من مواضيعي في المنتدى
»» فِرق الموت وأوسمة الشرف تترا علينا
»» حوار هادئ بين السنة والشيعة / عبد الله الجنيد
»» بين بابا الفاتيكان.. ومرشد الثورة في إيران
»» الشيخ الكلباني : هذه صفات الشيعة الذين كفرتهم
»» ميمونة بنت الشيخ الوهيبي يفاجئها الموت قبل أن تختم كتابة وصيتها
 
قديم 12-02-12, 01:26 AM   رقم المشاركة : 286
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


البرهان 265


من سورة الشعراء



{ فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (38)

وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَلْ أَنْتُمْ مُجْتَمِعُونَ (39)

لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِنْ كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ (40)

فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالُوا لِفِرْعَوْنَ

أَئِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ (41)

قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذًا لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (42)

قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ (43)

فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ

وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ (44)



فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ (45)

فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ (46)

قَالُوا آَمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (47)

رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ (48)


قَالَ آَمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آَذَنَ لَكُمْ

إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ

لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ (49)



قَالُوا لَا ضَيْرَ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ (50)

إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا

أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ (51) }


{ 38- 51}




" فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ "(38)

" وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَلْ أَنْتُمْ مُجْتَمِعُونَ "(39)


فَجُمع السحرة , وحُدِّد لهم وقت معلوم ,

هو وقت الضحى من يوم الزينة الذي يتفرغون فيه من أشغالهم ,

ويجتمعون ويتزيَّنون؛ وذلك للاجتماع بموسى.

وحُثَّ الناس على الاجتماع; أملًا في أن تكون الغلبة للسحرة.


" لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِنْ كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ "(40)

إننا نطمع أن تكون الغلبة للسحرة , فنثبت على ديننا.


" فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالُوا لِفِرْعَوْنَ أَئِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ "(41)


فلما جاء السحرة فرعون قالوا له:

أإن لنا لأجرًا مِن مال أو جاه , إنْ كنا نحن الغالبين لموسى؟


" قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذًا لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ "(42)


قال فرعون: نعم لكم عندي ما طلبتم مِن أجر ,

وإنكم حينئذ لمن المقربين لديَّ.




" قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ "(43)


قال موسى للسحرة مريدًا إبطال سحرهم

وإظهار أن ما جاء به ليس سحرًا:

ألقوا ما تريدون إلقاءه من السحر.


" فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ "(44)

فألقَوا حبالهم وعصيَّهم, وخُيِّل للناس أنها حيَّات تسعى,

وأقسموا بعزة فرعون قائلين: إننا لنحن الغالبون.



" فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ "(45)


فألقى موسى عصاه, فإذا هي حية عظيمة,

تبتلع ما صدر منهم من إفك وتزوير.



" فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ "(46)




فلما شاهدوا ذلك ,

وعلموا أنه ليس من تمويه السحرة,

آمنوا بالله وسجدوا له ,

وقالوا: آمنَّا برب العالمين رب موسى وهارون.




" قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ

فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ

لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ "(49)


قال فرعون للسحرة مستنكرًا:

آمنتم لموسى بغير إذن مني ,

وقال موهمًا أنَّ فِعْل موسى سحر:

إنه لكبيركم الذي علَّمكم السحر ,

فلسوف تعلمون ما ينزل بكم من عقاب:

لأقطعنَّ أيديكم وأرجلكم من خلاف:

بقطع اليد اليمنى والرجل اليسرى أو عكس ذلك ,

ولأصلبنَّكم أجمعين.



" قَالُوا لَا ضَيْرَ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ "(50)

" إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا

أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ "(51)



قال السحرة لفرعون:

لا ضرر علينا فيما يلحقنا من عقاب الدنيا,

إنا راجعون إلى ربنا فيعطينا النعيم المقيم.

إنا نرجو أن يغفر لنا ربنا خطايانا من الشرك وغيره;

لكوننا أول المؤمنين في قومك.









من مواضيعي في المنتدى
»» هل يستطيع الرافضة إثبات إيمان وعدالة علي رضي الله عنه؟؟؟
»» فتوى في زيارة القبور والاستنجاد بالمقبور / لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
»» فضائح الصوفية / للشيخ عبد الرحمن عبد الخالق
»» ما أروع السجود لله تعالى
»» صور إسلامية نافعة
 
قديم 30-05-12, 08:00 PM   رقم المشاركة : 287
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


البرهان 266


من سورة الشعراء


{ فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ *

قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ *

فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ

فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ *

وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآَخَرِينَ *

وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ *

ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآَخَرِينَ *

إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ *

وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ }


[ 61 - 68 ]




" فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ "(61)


فلما رأى كل واحد من الفريقين الآخر قال أصحاب موسى:

إنَّ جَمْعَ فرعون مُدْرِكنا ومهلكنا.


" قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ "(62)

قال موسى لهم: كلَّا ليس الأمر كما ذكرتم فلن تُدْرَكوا;

إن معي ربي بالنصر ,

سيهديني لما فيه نجاتي ونجاتكم.


" فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ

فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ "(63)

فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر ,

فضرب , فانفلق البحر إلى اثني عشر طريقًا بعدد قبائل بني إسرائيل ,

فكانت كل قطعة انفصلت من البحر كالجبل العظيم.


" وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ "(64)
" وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ "(65)
" ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ "(66)


وقرَّبْنا هناك فرعون وقومه حتى دخلوا البحر,

وأنجينا موسى ومَن معه أجمعين.

فاستمر البحر على انفلاقه حتى عبروا إلى البر ,

ثم أغرقنا فرعون ومن معه بإطباق البحر عليهم

بعد أن دخلوا فيه متبعين موسى وقومه.


" إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ "(67)


إن في ذلك الذي حدث لَعبرة عجيبة دالة على قدرة الله ,

وما صار أكثر أتباع فرعون مؤمنين مع هذه العلامة الباهرة.


" وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ "(68)

بعزته أهلك الكافرين المكذبين ,

وبرحمته نجَّى موسى ومَن معه أجمعين.








من مواضيعي في المنتدى
»» التصوف الخليجي ... الخصائص والسمات وخريطة الانتشار
»» فضيحة الشيخ طنطاوي
»» حقائق عن السيستاني / مطوية
»» قناة المستقلة
»» أسطورة كسر الضلع
 
قديم 30-05-12, 08:01 PM   رقم المشاركة : 288
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


البرهان 267



من سورة الشعراء



{ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ *

إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ *

قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ *

قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ *

أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ *

قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آَبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ *

قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ *

أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ *

فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ *

الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ *

وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ *

وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ *

وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ *

وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ *

رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ *

وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآَخِرِينَ *

وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ *

وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ *

وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ * يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ *

إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ }



[ 69 - 89 ]




" وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ "(69)

" إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ "(70)


واقصص على الكافرين - أيها الرسول - خبر إبراهيم حين قال لأبيه وقومه:

أي شيء تعبدونه؟


" قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ "(71)

قالوا: نعبد أصنامًا , فنَعْكُف على عبادتها.

" قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ "(72)

" أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ "(73)


قال إبراهيم منبهًا على فساد مذهبهم:

هل يسمعون دعاءكم إذ تدعونهم,

أو يقدِّمون لكم نفعًا إذا عبدتموهم ,

أو يصيبونكم بضر إذا تركتم عبادتهم؟


" قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ "(74)


قالوا: لا يكون منهم شيء من ذلك ,

ولكننا وجدنا آباءنا يعبدونهم,

فقلَّدناهم فيما كانوا يفعلون.


" قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ "(75)
" أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ "(76)
" فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ "(77)

" الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ "(78)
" وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ "(79)
" وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ "(80)
" وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ "(81)
" وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ "(82)




قال إبراهيم:

أفأبصرتم بتدبر ما كنتم تعبدون من الأصنام

التي لا تسمع ولا تنفع ولا تضر ,

أنتم وآباؤكم الأقدمون من قبلكم؟

فإن ما تعبدونهم من دون الله أعداء لي ,

لكن رب العالمين ومالك أمرهم هو وحده الذي أعبده.

هو الذي خلقني في أحسن صورة

فهو يرشدني إلى مصالح الدنيا والآخرة

وهو الذي ينعم عليَّ بالطعام والشراب ,

وإذا أصابني مرض فهو الذي يَشْفيني ويعافيني منه ,

وهو الذي يميتني في الدينا بقبض روحي,

ثم يحييني يوم القيامة,

لا يقدر على ذلك أحد سواه,

والذي أطمع أن يتجاوز عن ذنبي يوم الجزاء.


" رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ "(83)


قال إبراهيم داعيًا ربه:

ربِّ امنحني العلم والفهم , وألحقني بالصالحين , واجمع بيني وبينهم في الجنة.


" وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ "(84)

واجعل لي ثناء حسنًا وذكرًا جميلًا في الذين يأتون بعدي إلى يوم القيامة.


" وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ "(85)

واجعلني من عبادك الذين تورثهم نعيم الجنة.


" وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ "(86)

واصفح لأبي عن شركه بك , ولا تعاقبه عليه,

إنه كان ممن ضل عن سبيل الهدى فكفر بك.

وهذا قبل أن يتبين لإبراهيم أن أباه عدو لله,

فلما تبيَّن له أنه عدو لله تبرأ منه.


" وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ "(87)
" يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ "(88)
" إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ "(89)



ولا تُلْحق بي الذل ,

يوم يخرج الناس من القبور للحساب والجزاء ,

يوم لا ينفع المال والبنون أحدًا من العباد ,

إلا مَن أتى الله بقلب سليم من الكفر والنفاق والرذيلة.









من مواضيعي في المنتدى
»» صرخة من القطيف انهيار وانتحار / صادق السيهاتي
»» قصيدة / أمّن يجيبُ المضطّر !!
»» رحم الله أبا حفص عمر / قصيدة رائعة
»» هل في كتب الصوفية بالسعودية سحر وشعوذة ؟..( وثائق وصور)
»» هل يجوز للموحدة أن تقبل منتسباً للطريقة التيجانية زوجاً لها ؟
 
 

الكلمات الدلالية (Tags)
تفسير, توحيد, شرك, عقيدة, قرآن

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:37 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "