الأدلة القرآنية على أن الدعاء عبادة لربّ البريّة

[الأثري الفراتي]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد :

لقد دأب المتصوفة هداهم الله على أن يوقعوا انفسهم في نوع من أنواع الشرك، ألا وهو الشرك في الدعاء

جاهلين أو متجاهلين بأن الدعاء طاعة من أفضل الطاعات وقربة من أفضل القربات

وقد قال صلى الله عليه وسلم (( الدعاء هو العبادة )) حديث صحيح رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وغيرهم

فإليك أخي المسلم باقة من الآيات القرآنية التي تؤيد هذا المعنى


الآية الأولى :
(( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ

دَاخِرِينَ )) سورة غافر(60)

فقد قال المولى جل في علاه :

( ادعوني )

ثم قال ( إن الذين يستكبرون عن عبادتي )

فيصبح المعنى إن الذين يستكبرون عن دعائي

وهذا بين ولله الحمد


الآية الثانية :

(( وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاء رَبِّي شَقِيًّا ))

(48) سورة مريم

فقد قال ( وماتدعون )

ثم انظر ماذا قال في الآية التي تليها

(( فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا ))

أرأيت قوله ( ومايعبدون )


الآية الثالثة :

(( وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لَّا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَومِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن

دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ )) (5) سورة الأحقاف

فقد قال ( ممن يدعوا )

ثم قال :

(( وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاء وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ )) (6) سورة الأحقاف

فانظر أخي إلى قوله (وكانوا بعبادتهم )

أسأل الله لنا ولهم الهداية والرشاد

وأن يجعلنا ممن يستمع القول فيتبع أحسنه

إنه هو ولي ذلك والقادر عليه

وصلى الله وبارك على خير خلقه وعلى آله وصحبه وسلم


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

[أبو فراس السليماني]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ورحمك الله تعالى رحمة واسعة
وجزاكم خير الجزاء