الأمام ركن الدين شاه ، الجيل السابع والعشرون :
الخلاف رقم 1:
كان الإمام ركن الدين هو آخر إمام إسماعيلي في ألموت. فقد دمر جنود هولاكو خان المغول كل منزل وبناء في ألموت ، وقهروا ودكوا قلاع الاسماعيلية في ألموت وما حولها. وقتلوا كل إسماعيلي تقريباً وأنهوا الإمبراطورية الاسماعيلية في عام 1258م ، وقد كتب أبو علي :
" وفي النهاية بالخيانة والحيلة هزم المغول الاسماعيليين ودمروا كل ما قدروا عليه ... فقد قتل ثلاثون ألفاً من الاسماعيلية في يوم واحد خلال هذه الحرب في ألموت. وقد ضحى ثمانون ألف إسماعيلي بأنفسهم دفاعاً عن معتقدهم وعن إمامهم في معارك ألموت "
[ صفحة 77 ]
وذكر النور المبين بأن الرضّع في المهد قتلوا وهم نائمون. وفي كلمات برنارد لويس ، وهو مؤرخ معروف لتلك الحقبة ، كتب عطا مالك جوفياني [ 1226 - 83 ] :
" إنه [ أي ركن الدين ] وأتباعه حوصروا ووضع فيهم السيف حتى لم يبقى له أثر هو ومن معه ، وأصبح هو وأسرته حكاية تروى على شفاه الناس في العالم "
[ الحشاشون صفحة 95 ]
وسجل مؤرخي تلك الفترة روايات مماثلة ، منهم رشيد الدين فضل الله [ 1247 - 1318 ] وأبو القاسم الكاشاني ، وهو معاصر لرشيد.
وتدعي المصادر الاسماعيلية بأن هذه المعركة كانت نهاية سيطرة الاسماعيلية في ألموت ، ولكن ما سجله جوفياني لا يمكن الوثوق به.
إذ نجا عدد ضئيل من الاسماعيلية من هذه المذبحة ومنهم ابن الإمام ركن الدين الذي أبعده أبوه إلى خارج ألموت قبل الهجوم. وواصل ها الابن استمرارية الإمامة. إذ ذكرت بعض المصادر الاسماعيلية استمرار الإمامة في ثلاثة أجيال من سلالة ركن الدين في العراق. وتذكر بعض المصادر الأخرى أنهم استقروا في إيران.
وفي حين أن المصادر الغير إسماعيلية تقول بأنه لا يوجد شيء مدون يثبت ويؤكد بأن الإمامة نجت من المذبحة.
نجد أن كتب التاريخ الاسماعيلية تخلو من أي معلومات حيوية وأساسية عن الأجيال الثمانية عشر بعد ركن الدين. حتى آخر كتاب عن تاريخ أئمة الاسماعيلية باللغة الجوجراتية والتي طبعته رابطة الاسماعيلية في باكستان في عام 1980م لا يوجد فيه أي تسجيل أو ذكر لتاريخ مولد أئمتهم من الإمام الثامن والعشرون ( 28 ) حتى الإمام السادس وأربعون [ الأغاخان الأول ].
وتدعي المصادر الاسماعيلية بأن الفترة منذ سقوط ألموت حتى الأغاخان الأول هو دور الستر. فالأئمة كانوا يعيشون في الخفاء ، ولهذا لا يعرف عنهم إلا القليل.
وأما المصادر الغير إسماعيلية فقد أصيبت بالدهشة حين وجدت أنه تم تعيين العشرات من الدعاة والمرشدين ( Pirs وتعني مرشد عند الشيعة العجم والصوفية ) من قِـبَل الأئمة في دور الستر كما سجلتها المصادر الاسماعيلية.
ونشاط هؤلاء المعينين المزعومين وسفرهم من الهند ليدفعوا الزكاة للأئمة موثقة ومسجلة. وهذه الزيارات المنتظمة والمزعومة لمئات الاسماعيليين من الهند ليؤدوا الولاء لآبائهم الروحيين [ الأئمة ] ذكرها أبو علي وغيره من مؤرخي الاسماعيلية.
فلماذا لم يسجل أي من هؤلاء الدعاة والمرشدين والزوار أي ملاحظة عن تاريخ مولد أي من عشرات المواليد لزوجات أئمتهم لأكثر من خمسة قرون ؟
ومقابل هذا نجد أن تاريخ تولي الإمامة مسجل في كل مصادر الاسماعيلية لكل إمام من الأئمة.
وقد تفاجأ إسماعيلية سوريا حين علموا بأن سليل أئمتهم في ألموت قد استقر في الهند. وقد أتى وفد من إسماعيلية سوريا ليروا أغاخان الهند. وأعطى الأغاخان لإسماعيلية سوريا دعاء جوجراتي [ صلاة الاسماعيلية ] والذي يحتوي على نسب أئمة الاسماعيلية من حضرة علي إلى الأغاخان.
وواجه إسماعيلية سوريا العرب صعوبة في نطق النص الجوجراتي ، ولكنهم استمروا بالصلاة باللغة الجوجراتية لأن ذلك كان فرماناً من إمامهم. وأخيراً طلبوا نصاً باللغة العربية للدعاء [ الصلاة ] ، وفي نهاية إمامة الأغاخان الثالث أعطى الدعاء باللغة العربية لجميع الاسماعيلية.
( ملحوظة من البرقعي : فقط للتذكير ، في صلاة الاسماعيلية لابد لهم من تلاوة أسماء الأئمة من علي بن أبي طالب إلى كريم أغاخان الذي قال جده بأن العرب حمير )
الخلاف رقم 2: مناقضة المصادر الاسماعيلية لبعضها البعض.
لقد كتب أبو علي في الصفحة رقم 77:
لقد قتله [ أي ركن الدين ] المغول في التاسع والعشرين من شوال عام 654 هـ [ 19 نوفمبر 1256م ].
وفي الصفحة 140 ، كتبت رابطة الاسماعيلية في الباكستان بأن ركن الدين تزوج بامرأة تاتارية [ مغولية ] وذهب بعدها إلى كاراكورام ، عاصمة الإمبراطورية المغولية، في أول ربيع الأول عام 655 هـ [ 9 مارس 1257م ] ، ليقابل الإمبراطور ماناكاو خان [ ورفض الإمبراطور مقابلة الإمام فعاد خائباً في مسعاه ].
ولاحظوا : مات في شهر نوفمبر ، وذهب بعد ذلك بأربعة أشهر إلى كاراكاروم .
( وهنا اسمحوا للبرقعي ليضيف ملاحظة مع ملاحظة أكبر بهائي : الإمام الذي يتحكم بالكون عاد بخفي الإمبراطور ماناكو )
وهنا ننتهي من حكاية الإمام حسنين وتهافت كذب مؤرخي الاسماعيلية ودجلهم ..!!
وبإذن الله تعالى سنرى فيما بعد نكتة أخرى يقال لها الإمام شمس الدين محمد ..!!