وتحت العنوان التالي يقول أكبر بهائي:
تعيين فريــد :
نشر الداعي أبو علي أ. عزيز تاريخ مختصر للاسماعيلية وهو مقرر دراسي مهم في المدارس الثانوية تم اعتماده رسمياً من قبل الهيئة العليا لمكتب الأغاخان للدراسات الدينية ونشر التعاليم الاسماعيلية، أي هيئة الدراسات العليا الاسماعيلية للطريقة الاسماعيلية ، الرابطة الاسماعيلية سابقاً.
هل عيـّن الله علياً ؟
في الصفحة رقم 107 من الكتاب المذكور الداعي أبو علي يعلم وينشر ما يلي: " الإمام هو السلطة العليا والمعيـّن مباشرة من الله "
والسؤال هو : هل عيـّن الله أن شخص لتكون له السلطة العليا ؟
وإذا كان الأمر كذلك ، كيف وأين ؟؟
الجواب نجده في كتاب أبو علي الآخر " الطريقة الاسماعيلية " ، فتحت عنوان التبليغ بالإمامة يكتب المؤلف في الصفحة رقم 120 ما يلي:
في يوم الأحد الثامن عشر من ذو الحجة [ الخامس عشر من مارس 632 م ] ألقى الرسول المقدس خطبة طويلة ، أخبرهم [ الناس الذين أدوا مناسك الحج ] في آخرها بأن حجته هذه ربما تكون الأخيرة له ، وأعلن قائلاً : إني تارك فيكم بعدي شيئين مهمين : كتاب الله وأهل بيتي [ ذريتهم ] ، ولن يفترق أحدهما من الآخر ، وإذا تبعتموهما فلن تضلوا أبداً.
وبعد ذلك نادى علياً إلى جواره وقدمه للناس قائلاً : من يعتبرونني مولاهم فعلي أيضاً مولاهم .
ورغم أن التقديم هذا كان تقديماً لعلي كمولى إلا أن الاسماعيلية يقولون بأنه لم يكن مقدمة بسيطة بل إعلان مهم من الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) لإمامة علي.
فإذا قبلنا بأن المولى يعني هو الإمام فهنا نقطتان لابد من أخذهما في الاعتبار :
أ - إذا أخذنا تعبير كلمة " بلاغ " كما يدّعي - الاسماعيلية - لابد أن نعترف بأن الرسول هو أصلاً مولى وأنه قبل ذلك إمام. وأنه حين بلّغ بأن علياً مولى أي أنه هو إمام أيضاً. ومن هنا الرسول محمد ( صلى الله عليه وسلم ) يكون هو الإمام الأول وعلي هو الإمام الثاني.
وأنهما إمامين في نفس الوقت.
وإذا قيل بأن علياً إمام والرسول ليس بأمام فهذا قول غير صحيح.
ب- وإذا كان إدعاء المؤلف بأن ما حدث من رفض السواد الأعظم للمسلمين حقيقي وقد وقع بعد الحج الأكبر فهذا يعني بأن البلاغ أو التعيين بالإمامة هو من رسول الله وليس من الله مباشرة.
ولكي يُسوغ إدعاءه أضاف المؤلف- أي أبو علي - في نهاية الفقرة ما يلي : وأخيراً أخبر الرسول الحشود : لقد بلغتكم الأمر الذي أمرني الله أن أبلغكم به.
وهذا يدفع أحدنا للتساؤل:
إذا كان التقديم أو البلاغ والذي تم قبل عودة الحجيج كان أمراً أو رسالة من الله ، يكون نص هذا الأمر وحياً من الله . ومنقبة كونه وحياً لابد أن يكون الأمر جزء من كتاب الوحي أي القرآن.
فكيف يكون هذا البلاغ والأمر غير موجوداً في القرآن ، بينما كل الرسائل والأوامر كبيرة كانت أو صغيرة موجودة فيه.
وكما ظهر في الأبواب السابقة لقد أصبح تحريف وتشويه رسالة القرآن ممارسة عادية . وقد تكرر مرات كثيرة ولم يفنده أحد لأن أغلبية الاسماعيلية في الماضي لم يكلفوا أنفسهم عناء قراءة القرآن.
بينما في وقتنا الحاضر الكثير من الاسماعيلية بدأوا بقراءته ، وخصوصاً بعد معرفة التحريف الذي ينشر بينهم ويلقى على أسماعهم.
وإليكم بمثال آخر على تشويه الحقائق والذي ينشر من قِـبَل من اؤتمن على نشر تعاليم الاسماعيلية بأمانة وإخلاص، الإسلام والكتاب الإسلامي المقدس للجماعة:
تحت عنوان : التبليغ بالإمامة
كتب المؤلف في الصفحة 120 من كتاب الطريقة الاسماعيلية : كان الرسول المقدس عائداً من آخر حجة له ومعه أكثر من 120.000 حاج ، وعند وصوله لموقع يعرف بغدير خم تلقى الوحي التالي : { يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين } المائدة : 67
وإذا قرأنا الآية المقتبسة السابقة من سورة المائدة كما في ترجمة بكثال أو ترجمة يوسف علي ، وقرأنا الآيتين اللتين قبلها والآية التي بعدها لعرفنا بأن الآية أوحيت للرسول ( صلى الله عليه وسلم ) في سياق رسالة لتصل لأهل الكتاب أي اليهود والنصارى.
( إضافة من البرقعي : هذه هي الآيات أخوتي في الله : { ولو أن أهل الكتاب آمنوا واتقوا لكفّـرنا عنهم سيئاتهم ولأدخلناهم جنات النعيم * ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم منهم أمة مقتصدة وكثير منهم ساء ما يعملون * يا أيها الرسول بلّغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلّغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين * قل يا أهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليكم من ربكم وليزيدن كثيراً منهم ما أنزل إليك من ربك طغياناً وكفراً فلا تأس على القوم الكافرين } 65 - 68
ونكمل مع الكاتب حيث يقول :
حتى أن الكلام الموجه في الآية الأخيرة تبدأ بـ { قل يا أهل الكتاب }
فالحقيقة التي لا جدال فيها أن اليهود والنصارى لم يكونوا مع الرسول محمد ( صلى الله عليه وسلم ) وهو عائد من حجته الأخيرة ، وهذا تأكيد بأن هذا الوحي لم يكن في غدير خم ، ولم يوحى للإبلاغ بالإمامة ولا لتقديم السلطة المطلقة.
وهنا يأتي سؤال مهم وهو : ما هي الرواية التاريخية لما حدث في غدير خم ؟
الموسوعة الإسلام الحديثة الجزء الثاني تعطينا تفصيل وتفسير لما حدث ، فالمؤلف والجامع للموسوعة L. Veccia Vaglieri لا مصلحة شخصية له في الموضوع.
لقد كتب : عند هذه النقطة ، أبدى ابن كثير مرة أخرى تميزه كمؤرخ ، فهو ربط ما حدث في غدير خم بما حصل في البعثة لليمن والتي كان أميرها علي في شهر 10 / 631 - 632 ، والذي عاد إلى مكة في الوقت الملائم ليقابل الرسول في حجة الوداع. فقد كان علياً ( رضي الله عنه ) صارماً وشديداً في توزيع الغنائم ، وأثار تصرفه هذا ومعارضة له ، وأطلق الشك قي صحة حكمه ، وعيب عليه تصرفه ونعت بالبخل والجشع وسوء استخدام السلطة ، لهذا كان من المحتمل جداً أن محمداً ( صلى الله عليه وسلم ) ولكي يضع نهاية لك هذه الاتهامات ، أراد أن يظهر احترامه وحبه لعلي.
ولابد أن ابن كثير وصل لنفس التحليل حيث لم ينس أن يضيف بأن كلمات النبي ( صلى الله عليه وسلم ) وضعت نهاية لكل الإشاعات والأقوال ضد علي ( رضي الله عنه ).
وبناء على قول ابن كثير حديث محمد ( صلى الله عليه وسلم ) ذكر من قبل النسائي في سننه ، وفي كتاب خصائص علي لابن ماجه ، وأبي داود والترمذي ، ولابن هشام تحت عنوان تصرفات علي في بعثته لليمن ، وابن الأثير .
( وهذه مصادر أخرى لم أستطع ترجمتها Wakidi-Wellhausen, 418; Turabi, i, 1752 f.; Caetani, Annali, 10 A.H., s17 17 (p. 322
فبعد قراءة هذه المصادر التاريخية بخصوص مسألة غدير خم وأن الرواية لها ما يؤكدها من أقوال لمؤلفين وتاريخيين يمكن للمرء أن يكون فكرة جوهرية وبدون تحيز.
وبأية حال ربما يحب بعض القراء رغم كل الأسئلة التي لا إجابة لها ونقص في الأدلة بأن علياً تم تعيينه بأمر من الله كسلطة عليا في غدير خم. لأن زيفهم وغرورهم يمنعانهم من الإيمان بغير هذا.
لقد قيل : " الباطل يموت بقسوة " ، " وفي بعض المرات الدعاوى المستعصية تعمر أكثر من الإنسان " ، لهذا أوجه لهؤلاء المؤمنون المعتـَّدون بأنفسهم سؤال أخير:
كيف ومن أين عرفتم بأن علياً ( رضي الله عنه ) أعطي النفوذ والتفوق المميزين والتفويض لإعطاء " السلطة المطلقة " لأي واحد من ذريته ؟
فابن الملك يمكن أن يكون الملك التالي، فهل يمكن لابن رئيس الوزراء أن يرث رئاسة الوزارة فقط لفضيلة كونه سليل ذكر ؟
وهل يمكن لسلطة مؤتمنة أن تورث لجيل بعد جيل كثروة شخصية ؟
إذا كنتم لا تعرفون كيفية نقل المسئوليات والسلطة فماذا ستفعلون ؟
يقول الله ( عز وجل ) - : { ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولاً } الإسراء : 36
وبأية حال إذا اختاروا إتباع باطلهم وغرورهم وظنهم بعد أن عرفوا أن أدلتهم واحتجاجاتهم التي يدعونها غير سارة لهم ، فأذكرهم بأن غرورهم الشخصي سيقودهم إلى نهاية غير سارة أيضاً .
يقول الله ( عز وجل ) - : { قل كفى بالله بيني وبينكم شهيداً يعلم ما في السموات والأرض والذين آمنوا بالباطل وكفروا بالله أولئك هم الخاسرون } العنكبوت : 52
.
أحب أن أقول للأخوة القراء بأن رواية ما حدث في غدير خم ترجمته كما كتبه المؤلف ولم أنقل ما حدث من كتب أهل السنة ..!!
انتهى هذا الباب ، والباب الذي بعده سيكون بعنوان : أساطير فريدة ..!!
فللموضوع بقيا وليس بقية ..!!