العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديات العلمية > منتدى عقيدة أهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-10-09, 03:18 AM   رقم المشاركة : 31
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


[ 58 ]




س : تقدم أن صفات الله تعالى منها ذاتية وفعلية ،

فما مثال صفات الذات من الكتاب ؟





جـ : مثل قوله تعالى :


{ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ } ،


{ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ } ،


{ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ } ،


{ وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي } ،


{ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ } ،


{ إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى } ،


{ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا } ،


{ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا } ،


{ وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } ،


{ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ } ،


{ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ } ،


وغير ذلك .





[ 59 ]






س : ما مثال صفات الذات من السنة ؟




جـ : كقوله صلى الله عليه وسلم :


« حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ،



ما انتهى إليه بصره من خلقه » (1) .


وقوله صلى الله عليه وسلم :


« يمين الله ملأى لا تغيضها نفقة ،


سحاء الليل والنهار ،


أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماوات والأرض ،


فإنه لم يغض ما في يمينه ،


وعرشه على الماء ،


وبيده الأخرى الفيض أو القبض ،


يرفع ويخفض » (2) ،



وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث الدجال :


« إن الله لا يخفى عليكم إن الله ليس بأعور » (3) ،


وأشار بيده إلى عينه . الحديث ،



وفي حديث الاستخارة :


« اللهم إني أستخيرك بعلمك ، وأستقدرك بقدرتك ،


وأسألك من فضلك العظيم ، فإنك تقدر ولا أقدر ،


وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب » (4) .

الحديث ،



وقوله صلى الله عليه وسلم :


« إنكم لا تدعون أصم ولا غائبا ،


تدعون سميعا بصيرا قريبا » (5) .



وقوله صلى الله عليه وسلم :


« إذا أراد الله أن يوحي بالأمر تكلم بالوحي » (6) . الحديث ،


وفي حديث البعث :


« يقول الله تعالى : يا آدم ، فيقول : لبيك » (7) . الحديث ،



وأحاديث كلام الله لعباده في الموقف ،

وكلامه لأهل الجنة وغير ذلك ما لا يحصى .


==================
(1) رواه مسلم ( الإيمان / 293 ) .

(2) رواه البخاري ( 4684 ، 7411 ) ، ومسلم ( الزكاة / 993 ) .

(3) رواه البخاري ( 3057 ، 3337 ) ، ومسلم ( الفتن / 95 ، 100 ) .

(4) رواه البخاري ( 1162 ) ، وأبو داود ( 1538 ) ، والترمذي ( 480 ) .

(5) رواه البخاري ( 2992 ، 4205 ) ، ومسلم ( الذكر / 44 ، 45 ) .

(6) ( إسناده فيه ضعف ) ،
رواه ابن أبي عاصم في السنة ( 515 ) ، والآجري في الشريعة ( 126 ) ،
وفي سنده نعيم بن حماد ، وقد مضى القول فيه قريبا ،
وفي سند الحديث الوليد بن مسلم وهو يدلس تدليس تسوية ،
وقد عنعن الحديث عن شيخ شيخه .


(7) رواه البخاري ( 4741 ) ، ومسلم ( الإيمان / 379 ) .






 
قديم 13-10-09, 03:41 AM   رقم المشاركة : 32
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


[ 60 ]





س : ما مثال صفات الأفعال من الكتاب ؟




جـ : مثل قوله تعالى :


{ ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ } ،



وقوله :


{ هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ } . الآية ،



وقوله تعالى :


{ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ

وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ

وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ } ،




وقوله تعالى :


{ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ } ،



وقوله تعالى :


{ وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ } ،



وقوله تعالى :


{ فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا } ،



وقوله تعالى :


{ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ } ،


وغيرها من الآيات .






[ 61 ]





س : ما مثال صفات الأفعال من السنة ؟





جـ : مثل قوله صلى الله عليه وسلم :



« ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا

حين يبقى ثلث الليل الآخر » (1) . الحديث ،




وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث الشفاعة :


« فيأتيهم الله في صورته التي يعرفون فيقول :

أنا ربكم ، فيقولون : أنت ربنا » (2) . الحديث ،



ونعني بصفة الفعل هنا الإتيان لا الصورة فافهم ،



وقوله صلى الله عليه وسلم :


« إن الله يقبض يوم القيامة الأرض ،

وتكون السماوات بيمينه ، ثم يقول أنا الملك » (3) . الحديث ،




وقوله صلى الله عليه وسلم :


« لما خلق الله الخلق كتب بيده على نفسه

إن رحمتي تغلب غضبي » (4) ،



وفي حديث احتجاج آدم وموسى :


« فقال آدم : يا موسى ،

اصطفاك الله بكلامه وخط لك التوراة بيده » (5) ،



فكلامه تعالى ويده صفتا ذات ،


وتكلمه صفة ذات وفعل معا ،


وخطه التوراة صفة فعل .





وقوله صلى الله عليه وسلم :


« إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار

ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل » (6) . الحديث ،


وغيرها كثير .


==================

(1) رواه البخاري ( 1145 ، 6321 ) ، ومسلم ( مسافرين / 168 ، 169 ، 170 ) .

(2) رواه البخاري ( 6573 ، 7437 ) ، ومسلم ( الإيمان / 299 ) .

(3) رواه البخاري ( 4812 ، 6519 ، 7382 ) ، ومسلم ( صفة الجنة والنار / 23 ) .

(4) رواه البخاري ( 3194 ، 7422 ) ، ومسلم ( التوبة / 14 ، 15 ، 16 ) .

(5) رواه البخاري ( 6614 ، 3409 ، 4736 ) ، ومسلم ( القدر / 13 ) .

(6) رواه مسلم ( التوبة / 31 ) .






 
قديم 13-10-09, 04:01 AM   رقم المشاركة : 33
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


[ 62 ]






س : هل يشتق من كل صفات الأفعال أسماء


أم أسماء الله كلها توقيفية ؟







جـ : لا بل أسماء الله تعالى كلها توقيفية ،



لا يسمى إلا بما سمى به نفسه في كتابه



أو أطلقه عليه رسوله صلى الله عليه وسلم ،



وكل فعل أطلقه الله تعالى على نفسه



فهو فيما أطلق فيه مدح وكمال ،



ولكن ليس كلها وصف الله به نفسه مطلقا



ولا كلها يشتق منها أسماء ،



بل منها ما وصف به نفسه مطلقا




كقوله تعالى :



{ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ } ،




وسمى نفسه الخالق الرازق المحيي المميت المدبر،





ومنها أفعال أطلقها الله تعالى على نفسه



على سبيل الجزاء والمقابلة ،




وهي فيما سيقت له مدح وكمال




كقوله تعالى :




{ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ } ،




{ وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ } ،




{ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ } ،




ولكن لا يجوز إطلاقها على الله في غير ما سيقت فيه من الآيات ،



فلا يقال أنه تعالى يمكر ويخادع ويستهزئ ونحو ذلك ،



وكذلك لا يقال ماكر مخادع مستهزئ ،



ولا يقوله مسلم ولا عاقل ،



فإن الله عز وجل لم يصف نفسه بالمكر والكيد والخداع



إلا على وجه الجزاء لمن فعل ذلك بغير حق ،



وقد علم أن المجازاة على ذلك بالعدل حسنة من المخلوق ،



فكيف من الخلاق العليم العدل الحكيم .






من مواضيعي في المنتدى
»» قصيدة ممانع بالثرثرة لأحمد مطر‎
»» قرأت القرآن بالمسجد الحرام وغسلت الكعبة بدعوة من النبي صلى الله عليه وسلم
»» ماذا خسر شيعة العالم في البحرين / د. طه الدليمي
»» التأديب على الطريقة التركية
»» من لطائف الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى
 
قديم 13-10-09, 12:56 PM   رقم المشاركة : 34
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


[ 63 ]




س : ماذا يتضمن اسمه العلي الأعلى

وما في معناه كالظاهر والقاهر والمتعال ؟




جـ : يتضمن اسمه الأعلى الصفة المشتق منها ،


وهو ثبوت العلو له عز وجل بجميع معانيه ،


علو فوقيته تعالى على عرشه عال على جميع خلقه ،


بائن منهم ، رقيب عليهم ، يعلم ما هم عليه ،


قد أحاط بكل شيء علما ، لا تخفى عليه منهم خافية .




وعلو قهره فلا مغالب له ولا منازع ولا مضاد ولا ممانع ،


بل كل شيء خاضع لعظمته ، ذليل لعزته ،


مستكين لكبريائه ، تحت تصرفه وقهره ،


لا خروج له من قبضته .



وعلو شأنه ، فجميع صفات الكمال له ثابتة ،


وجميع النقائص عنه منتفية ، عز وجل وتبارك وتعالى ،




وجميع هذه المعاني للعلو متلازمة


لا ينفك معنى منها عن الآخر .








[ 64 ]






س : ما دليل علو الفوقية من الكتاب ؟





جـ : الأدلة الصريحة عليه لا تعد ولا تحصى ،


فمنها هذه الأسماء وما في معناها ،


ومنها قوله :


{ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى }


في سبعة مواضع من القرآن ،



ومنها قوله تعالى :


{ أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ } ،



ومنها قوله تعالى :


{ يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ } ،



ومنها قوله تعالى :


{ إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ } ،



وقوله تعالى :


{ تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ } ،



وقوله :


{ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ } ،



وقوله تعالى :


{ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ } ،


وغير ذلك كثير .






من مواضيعي في المنتدى
»» الداعية المصري الشيخ محمد حسان يصاب بأزمة قلبية مفاجئة
»» دمعة على الإسلام
»» التصوف المنشأ والمصادر / كتاب الكتروني رائع
»» المغرب يشن حملة على الكتب الشيعية
»» بيان علماء الأمة في مظاهرة اليهود على المسلمين في غزة
 
قديم 13-10-09, 01:17 PM   رقم المشاركة : 35
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


[ 65 ]






س : ما دليل ذلك من السنة ؟



جـ : أدلته من السنة كثيرة لا تحصى ،


منها قوله صلى الله عليه وسلم في حديث الأوعال :


« والعرش فوق ذلك ، والله فوق العرش ،


وهو يعلم ما أنتم عليه » (1) ،



وقوله لسعد في قصة قريظة :


« لقد حكمت فيهم بحكم الملك من فوق سبعة أرقعة » ،



وقوله صلى الله عليه وسلم للجارية :


« أين الله ؟ قالت في السماء .


قال : " اعتقها فإنها مؤمنة » (2) ،



وأحاديث معراج النبي صلى الله عليه وسلم ،



وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث تعاقب الملائكة :


« ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم وهو أعلم بهم » (3) . الحديث ،



وقوله صلى الله عليه وسلم :


« من تصدق بعدل ثمرة من كسب طيب


ولا يصعد إلى الله إلا الطيب » (4) . الحديث ،




وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث الوحي :


« إذا قضى الله الأمر في السماء


ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله


كأنه سلسلة على صفوان » (5) . الحديث ،


وغير ذلك كثير ،



وقد أقر بذلك جميع المخلوقات إلا الجهمية .


==================

(1) ( ضعيف جدا ) ، رواه ابن أبي عاصم في السنة ( 577 ) ، وأبو داود ( 2724 ) ،
والترمذي ( 3320 ) ، وابن خزيمة في التوحيد ( 68 )

من طرق عن عبد الرحمن بن عبد الله الرازي ، ثنا عمرو بن أبي قيس ، عن سماك ، عن عبد الله بن عميرة ، عن الأحنف بن قيس عن العباس مرفوعا . . ) ،

وفيه عبد الله بن عميرة ، قال الذهبي : فيه جهالة ، وقال البخاري : لا يعرف له سماع من الأحنف بن قيس .

والحديث أخرجه أبو داود أيضا وابن ماجه ( 193 ) ، والآجري في الشريعة ص ( 292 )
من طريق أخرى عن عمرو بن أبي محسن ، وعمرو هذا صدوق له أوهام وله بعض المتابعات الأخرى وهي واهية ،

ومنها ما أخرجه أحمد ( 1 / 206 ، 207 ) في سنده يحيى بن العلاء متهم بالوضع .

(2) رواه مسلم ( مساجد 33 ).

(3) رواه البخاري ( 555 ، 3223 ) ، ومسلم ( مساجد / 210 ) .

(4) رواه البخاري ( 7430 ، 1410 ) ، ومسلم ( الزكاة / 63 ) .

(5) رواه البخاري ( 4701 ، 4800 ) .






 
قديم 14-10-09, 04:32 AM   رقم المشاركة : 36
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


[ 66 ]



س : ماذا قال أئمة الدين من السلف الصالح

في مسألة الاستواء ؟




جـ : قولهم بأجمعهم رحمهم الله تعالى :


الاستواء غير مجهول ، والكيف غير معقول ،


والإيمان به واجب ، والسؤال عنه بدعة ،


ومن الله الرسالة ، وعلى الرسول البلاغ ،


وعلينا التصديق والتسليم ،


وهكذا قولهم في جميع آيات الأسماء والصفات وأحاديثها :


{ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا } ،


{ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ } .





[ 67 ]




س : ما دليل علو القهر من الكتاب ؟






جـ : أدلته كثيرة ،


منها قوله تعالى :


{ وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ } ،


وهو متضمن لعلو القهر والفوقية ،



وقوله تعالى :


{ سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ } ،


وقوله تعالى :


{ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ } ،


وقوله تعالى :


{ قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنْذِرٌ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ } ،


وقوله تعالى :


{ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا } ،



وقوله تعالى :


{ يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ


إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ


فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ } ،


وغير ذلك من الآيات .







[ 68 ]







س : ما دليل ذلك من السنة ؟





جـ : أدلته من السنة كثيرة ،



منها قوله صلى الله عليه وسلم :


« أعوذ بك من شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها » (1) ،


وقوله صلى الله عليه وسلم :


« اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك ،


ناصيتي بيدك ، ماض في حكمك ،


عدل في قضاؤك » (2) . الحديث ،




وقوله صلى الله عليه وسلم :


« إنك تقضي ولا يقضى عليك ،


إنه لا يذلّ من واليت ولا يعز من عاديت » (3) ،


وغير ذلك كثير .


==================
(1) رواه مسلم ( الذكر / 61 ، 62 ، 63 ) .

(2) رواه أحمد ( 1 / 391 ، 452 ) ، تقدم هامش 3 س 52 .


(3) ( صحيح ) ، رواه أحمد ( 1 / 199 ، 200 ) ، وأبو داود ( 1425 ، 1426 ) ، والترمذي ( 464 ) ،
وابن ماجه ( 1178 ) ، والحاكم ( 3 / 172 ) ، والنسائي ( 1746 ، 1178 ) ،

قال الإمام الترمذي : هذا حديث حسن لا نعرفه إلا من هذا الوجه . وسكت عنه الإمام أبو داود مشيرا إلى قبوله ،

وقال الشيخ شاكر رحمه الله : إسناده صحيح .
قال الشيخ الألباني : زاد النسائي في آخر القنوت ( وصلى الله على النبي الأمي ) وإسنادها ضعيف ،
وقد ضعفها الحافظ بن حجر العسقلاني والزرقاني وغيرهم ، ا هـ . ( صفة صلاة النبي 160 ) ،



وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين إلا أن محمد بن جعفر بن أبي كثير قد خالف إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة في إسناده ،
وقد صححه ابن خزيمة ( 1095 ) والألباني .






 
قديم 14-10-09, 04:45 AM   رقم المشاركة : 37
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


[ 69 ]




س : ما دليل علو الشأن

وما الذي يجب نفيه عن الله عز وجل ؟






جـ : اعلم أن علو الشأن هو ما تضمنه اسمه

القدوس السلام الكبير المتعال وما في معناها ،

واستلزمته جميع صفات كماله ونعوت جلاله ،


فتعالى في أحديته أن يكون لغيره ملك أو قسط منه ،


أو يكون عونا له ،

أو ظهيرا أو شفيعا عنده بدون إذنه أو عليه يجير ،


وتعالى في عظمته وكبريائه وملكوته وجبروته

عن أن يكون له منازع أو مغالب


أو ولي من الذل أو نصير ،



وتعالى في صمديته عن الصاحبة والولد

والوالد والكفؤ والنظير ،



وتعالى في كمال حياته وقيوميته وقدرته


عن الموت والسنة والنوم والتعب والإعياء ،



وتعالى في كمال علمه عن الغفلة والنسيان


وعن عزوب مثقال ذرة عن علمه

في الأرض أو في السماء ،



وتعالى في كمال حكمته وحمده عن خلق شيء عبثا

وعن ترك الخلق سدى

بلا أمر ولا نهي ولا بعث ولا جزاء ،



وتعالى في كمال عدله عن أن يظلم أحدا مثقال ذرة


أو أن يهضمه شيئا من حسناته ،



وتعالى في كمال غناه عن أن يُطعَم أو يُرزَق

أو يفتقر إلى غيره في شيء ،



وتعالى في جميع ما وصف به نفسه


ووصفه به رسوله عن التعطيل والتمثيل ،



وسبحانه وبحمده

وعز وجل وتبارك وتعالى


وتنزه وتقدس

عن كل ما ينافي إلهيته وربوبيته


وأسماءه الحسنى وصفاته العلى


: { وَلَهُ الْمَثَلُ


الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ


وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } ،



ونصوص الوحي من الكتاب والسنة

في هذا الباب معلومة مفهومة مع كثرتها وشهرتها .






 
قديم 15-10-09, 12:55 AM   رقم المشاركة : 38
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


[ 70 ]




س : ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم في الأسماء الحسنى

« من أحصاها دخل الجنة » ؟





جـ : قد فسر ذلك بمعاني منها :

حفظها ودعاء الله بها والثناء عليه بجميعها ،


ومنها أن ما كان يسوغ الاقتداء به كالرحيم والكريم

فيمرن العبد نفسه على أن يصح له الاتصاف بها فيما يليق به


وما كان يختص به نفسه تعالى كالجبار والعظيم والمتكبر ،

فعلى العبد الإقرار بها والخضوع لها وعدم التحلي بصفة منها ،


وما كان فيه معنى الوعد كالغفور الشكور

العفو الرؤوف الحليم الجواد الكريم ،

فليقف منه عند الطمع والرغبة ،


وما كان فيه معنى الوعيد كعزيز ذي انتقام

شديد العقاب سريع الحساب ،

فليقف منه عند الخشية والرهبة .



ومنها شهود العبد إياها وإعطاؤها حقها معرفة وعبودية ،


مثاله من شهد علو الله تعالى على خلقه وفوقيته عليهم

واستواءه على عرشه بائنا من خلقه مع إحاطته بهم

علما وقدرة وغير ذلك ،

وتعبد بمقتضى هذه الصفة بحيث يصير لقلبه صمدا

يعرج إليه مناجيا له مطرقا واقفا بين يديه

وقوف العبد الذليل بين يدي الملك العزيز ،


فيشعر بأن كلمه وعمله صاعد إليه معروض عليه

فيستحي أن يصعد إليه من كلمه وعمله ما يخزيه ويفضحه هنالك ،

ويشهد نزول الأمر والمراسيم الإلهية

إلى أقطار العوالم كل وقت بأنواع التدبير والتصرف

من الإماتة والإحياء والإعزاز والإذلال ،

والخفض والرفع والعطاء والمنع

وكشف البلاء وإرساله ومداولة الأيام بين الناس


إلى غير ذلك من التصرفات في المملكة التي لا يتصرف فيها سواه ،


فمراسيمه نافذة فيها كما يشاء


{ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ

فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ } ،


فمن وفى هذا المشهد حقه معرفة وعبودية

فقد استغنى بربه وكفاه ،

وكذلك من شهد علمه المحيط وسمعه وبصره

وحياته وقيوميته وغيرها

ولا يرزق هذا المشهد إلا السابقون المقربون .






من مواضيعي في المنتدى
»» حوزة دينية أم مدرسة شعوبية ؟
»» محمد عبده يماني يتبرع بـ 18 مليون ريال لمقبرة حواء بجدة ؟
»» كروبي الأمن الإيراني أسوأ من الصهاينة
»» من رسائل التوحيد القيمة
»» حنجرة نصر الله وحنجرة القاشوش / أمير سعيد
 
قديم 15-10-09, 04:08 AM   رقم المشاركة : 39
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


[ 71 ]





س : ما ضد توحيد الأسماء والصفات ؟




جـ : ضده الإلحاد في أسماء الله وصفاته وآياته ، وهو ثلاثة أنواع :


الأول : إلحاد المشركين الذين عدلوا بأسماء الله تعالى عما هي عليه وسموا بها أوثانهم ، فزادوا ونقصوا فاشتقوا اللات من الإله والعزى من العزيز ومناة من المنان .




الثاني : إلحاد المشبهة الذين يكيفون صفات الله تعالى ، ويشبهونها بصفات خلقه وهو مقابل لإلحاد المشركين ،



فأولئك سووا المخلوق برب العالمين ،


وهؤلاء جعلوه بمنزلة الأجسام المخلوقة وشبهوه بها تعالى وتقدس .





الثالث : إلحاد النفاة المعطلة ، وهم قسمان :


قسم أثبتوا ألفاظ أسمائه تعالى ونفوا عنه ما تضمنته من صفات الكمال فقالوا :


رحمن رحيم بلا رحمة ، عليم بلا علم ، سميع بلا سمع ، بصير بلا بصر ، قدير بلا قدرة ، وأطردوا بقيتها كذلك .



وقسم صرحوا بنفي الأسماء ومتضمناتها بالكلية ، ووصفوه بالعدم المحض الذي لا اسم له ولا صفة ، سبحان الله وتعالى عما يقول الظالمون الجاحدون الملحدون علوا كبيرا



{ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا


فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا } ،


{ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } ،


{ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا } .






[ 72 ]





س : هل جميع أنواع التوحيد متلازمة

فينافيها كلها ما ينافي نوعا منها ؟





جـ : نعم هي متلازمة ،

فمن أشرك في نوع منها فهو مشرك في البقية ،

مثال ذلك دعاء غير الله وسؤاله

ما لا يقدر عليه إلا الله ،

فدعاؤه إياه عبادة بل مخ العبادة ،

صرفها لغير الله من دون الله ،

فهذا شرك في الإلهية ،


وسؤاله إياه تلك الحاجة من جلب خير أو دفع شر

معتقدا أنه قادر على قضاء ذلك ،

هذا شرك في الربوبية

حيث اعتقد أنه متصرف مع الله في ملكوته ،


ثم إنه لم يدعه هذا الدعاء من دون الله

إلا مع اعتقاده أنه يسمعه على البعد والقرب

في أي وقت كان وفي أي مكان ويصرحون بذلك ،

وهو شرك في الأسماء والصفات

حيث أثبت له سمعا محيطا بجميع المسموعات ،

لا يحجبه قرب ولا بعد ،


فاستلزم هذا الشرك في الإلهية


الشرك في الربوبية والأسماء والصفات .








 
قديم 15-10-09, 04:18 AM   رقم المشاركة : 40
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


[ 73 ]





س : ما الدليل على الإيمان بالملائكة من الكتاب والسنة ؟




جـ : أدلة ذلك من الكتاب كثيرة ،

منها قوله تعالى :


{ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ } ،


وقوله تعالى :


{ إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ


وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ } ،


وقوله تعالى :


{ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ


فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ } ،



وتقدم الإيمان بهم من السنة في حديث جبريل وغيره ،


وفي صحيح مسلم أن الله تعالى خلقهم من نور (1) ،


والأحاديث في شأنهم كثيرة .







[ 74 ]






س : ما معنى الإيمان بالملائكة ؟





جـ : هو الإقرار الجازم بوجودهم


وأنهم خلق من خلق الله مربوبون مسخرون


و { عِبَادٌ مُكْرَمُونَ لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ


وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ } ،


{ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ } ،


{ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ }


{ يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ } ،


ولا يسأمون ولا يستحسرون .


==================

(1) رواه مسلم ( الزهد / 60 ) ، وأحمد ( 6 / 153 ، 168 ) .






من مواضيعي في المنتدى
»» ( قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة ) د.عبد العزيز آل عبد اللطيف
»» موقع رائع جدا للقرآن الكريم وتلاوته وحفظه
»» حنجرة نصر الله وحنجرة القاشوش / أمير سعيد
»» طرفة و ابتسامة
»» أين موقف حكومة المالكي من الإرهاب البيئي الإيراني ؟
 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:21 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "