العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > منتدى فضح النشاط الصفوى

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-12-14, 11:11 AM   رقم المشاركة : 1
Nabil48
عضو ماسي







Nabil48 غير متصل

Nabil48 is on a distinguished road


قصتي مع الشيعة / خالد العمايرة

قصتي مع الشيعة

خالد العمايرة


الزمان: خريف عام 1977 . المكان:جامعة أوكلاهوما في الوسط الغربي ألأميركي. عشرات الطلاب الإيرانيون يسيرون داخل الحرم الجامعي يهتفون ضد نظام ِِشاه إيران ويوزعون البيانات المطبوعة باللغتين الفارسية والإنجليزية على جمهور الطلبة وعلى المارة. المتظاهرون يرفعون أيضا يافطات ويرددون شعارات تندد بسياسة الولايات المتحدة المؤيدة للشاه كما يرفعون أيضا صور المعارضين والسجناء السياسيين الذين تعرضوا للتعذيب الشديد على يد جهاز المخابرات الإيرانية سيء السمعة والصيت المعروف اختصارا ب"السافاك."

كفلسطيني قادم من جحيم المعاناة عاش جل حياته تحت نير الاحتلال الإسرائيلي اللئيم وفقد ثلاثة من أعمامه في يوم واحد في المواجهة المستمرة مع الكيان العنصري الصهيوني شعرت أن لدي ميلا طبيعيا لتأييد الإيرانيين والتعاطف مع قضيتهم.

لقد كانت مشاعري تلك قوية لدرجة أني قررت لاحقا المشاركة في كافة المظاهرات والاحتجاجات المناهضة للشاه. وبسبب التصاقي الشديد بالطلبة الإيرانيين تمكنت من تعلم الفارسية بشكل سريع حتى أن بعض الإيرانيين الذين التحقوا بالجامعة في وقت لاحق كانوا يظنون أني إيراني عاش ردحا طويلا من الزمن في الولايات المتحد لدرجة أنه نسي شيئا من لغته الأم.!

لقد كانوا يتعجبون عندما كنت أخبرهم إني فلسطيني فكان سؤالهم الطبيعي التالي: كيف تعلمت الفارسية؟
لقد كانوا دائما يرددون عبارة "مارك بر إسرائيل" أو "ا لموت لإسرائيل."

على أية حال واصلنا التظاهرات في حرم الجامعة إلى أن غادر شاه إيران محمد رضا بهلوي والشاهبانو أي الملكة فرح بهلوي مطار مهرباد في طهران بتاريخ 16 يناير 1979 في رحلة بلا عودة.

في غضون ذلك خرج الملايين من الإيرانيين إلى الشوارع وهم يهتفون: براداري أرتشي جيرا برادار كوشيد" (يا إخواننا الجنود لماذا تقتلون أخوانكم", وإيران كشوري ما -خميني رهبري ما" أي إيران بلدنا وخميني قائدنا."

كانت لحظات تاريخية بكل مقياس ولم يكن في وسع أحد الوقوف في وجه "التسونامي" الشعبي الجارف الذي كان يسيره ويوجهه خميني من باريس.

إني أتذكر باعتزاز كيف أن صحيفة أوكلاهوما ديلي يومها قد نشرت صورتي على طول صفحتها الأمامية وفي أسفل الصورة كتبت العبارة التالية: هذا الطالب الإيراني يجب أن يكون مسرورا الآن لكون الشاه قد غادر ظهران ربما إلى غير رجعة."!

واصلنا المظاهرات المؤيدة للإمام الخميني وكنا نهتف "إستقلال آزادي حكومتي إسلامي_ تا مارغ شاه خائن نهضت ادامه دارد" (استقلال حرية حكومة إسلامية" و" حتى موت الشاه الخائن الثورة مستمرة."

ما بعد الخميني

كغيري من الناس كنت شديد الإعجاب بشخصية الخميني لدرجة أني لم أطق الاستماع لأي نقد أو انتقاد لهذا الرجل الذي ظننت أنه محرر المسلمين. و لقد سبب هذا التأييد القلبي الجامح لهذا الرجل المتواضع البسيط –خاصة لدى مقارنته بحكام العرب الفاجرين الفاسدين الخونة-سبب لي كثيرا من الخصومات والمشاكل مع مخالفيه إيرانيين وغير إيرانيين.

في ذلك الوقت انتشر كتاب الخميني "الحكومة الإسلامية" انتشار النار في الهشيم. وقد احتوى الكتاب على عبارات تنتقص من قدر الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم كقوله "’وإن للإمام عندنا مكانة لا يبلغها نبي مرسل أو ملك منزل" أي أن ألنبي محمد اقل منزلة في نظر الشيعة من الأئمة الاثني عشر.

حاولت العثور على تفسير منطقي و مقبول لكلام الخميني لكن كلامه كان واضحا بما فيه الكفاية حيث أن الشيعة الإثني عشر يعطون أئمتهم صفات إلهية أو شبه إلهية فالإمام عندهم يعلم الغيب وهو شريك الله في إدارة الكون بل إن هناك من علماء الشيعة من يقول إنه لولا الإمام لما ظهر الله!!! أي أن وجود الله يعتمد على وجود الإمام. إنه الكفر بعينه والعياذ بالله.

بدأت تتسرب إلى نفسي بعض الشكوك حول عقيدة ودين الشيعة رغم استمرار تأييدي الجارف للحركة الخمينية. وسبب ذاك هو أنه لدى مخالطتي الطلبة الشيعة من إيران والعراق سمعت منهم كلاما لم أتعود سماعه في فلسطين. فنحن في فلسطين ننظر إلى شخصيات تاريخية مثل أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وعمر بن عبد العزيز وصلاح الدين الأيوبي بكثير من القداسة والإجلال لا يفوقه إلا الإجلال الذي نفرده للنبي محمد صلى الله عليه وسلم.

فتخيل أيها القارئ العزيز حجم الصدمة التي تنتاب المرء الذي عاش طول حياته وهو يوقر هؤلاء الصحابة والأعلام العظماء عندما يسمع فجأة عبارة من قبيل " لعن لله أبا بكر ولعن الله عمر ولعن الله عائشة ولعن الله صلاح الدين"!!!
أضف إلى ذلك المشهد العربي المخزي حيث يتسابق ملوك وشيوخ القبائل والممالك العربية على تقبيل أحذية أميركا وإسرائيل كما يفعلون الآن. فالمقارنة الصادقة الأمينة كانت دائما لصالح الإيرانيين اللذين تفوقوا كثير في دعايتهم السياسية ودهائهم الإعلامي.

بعد أيام قليلة من رحيل الشاه زارني بعض الطلبة الإيرانيين في مدينة نورمان بولاية أوكلاهوما وقال لي احدهم بانفعال ظاهر على وجهه أنه علم أن الإمام الخميني التقى الإمام المهدي الغائب منذ أكثر من 1200 عاما. تظاهرت بالاهتمام بالأمر مع أني تعجبت بيني وبين نفسي كيف يصدق طلاب يدرسون العلوم والهندسة والعلوم التطبيقية مثل هذه الخرافات.

في عام 1980 وبينما كنت على أبواب التخرج من قسم الصحافة بجامعة أوكلاهوما زارني طالبان عربيان إيرانيان من منطقة عربستان التي يسميها الإيرانيون خوزستان. وأثناء الحديث عن أحوال الإسلام والمسلمين وضرورة الوصول إلى الوحدة الإسلامية ورد على لساني ذكر بطل الإسلام والمسلمين صلاح الدين الأيوبي رضي الله عنه ورحمه الله. وما إن ذكرت اسم البطل المسلم فإذا بأحد الطلبة يقول –ربما بشكل عفوي- "صلاح الدين لعنه الله وخلده في نار جهنم."

كظمت غيظي وأخفيت صدمتي وبدأت أعيد حساباتي وأتفحص مواقفي من الحركة الشيعية بمجملها, متبعا الأسلوب العالمي الموضوعي, فبدأت أقرأ كتب القوم مثل" الكافي" للكليني الذي يعتبره الشيعة أهم كتاب ديني بعد القرآن الكريم, و"الأنوار النعمانية" و"ما لا يحضره الفقيه" وكذلك "بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار" وكتاب" وسائل الشيعة" للحر العاملي.

وبصراحة وجدت في هذه ا لكتب العجب العجاب فعلي بن أبي طالب عندهم إمام معين من الله والذي لا يؤمن بولاية علي كافر مخلد في نار جهنم ولو شهد الشهادتين وصلى وصام وحج البيت وكل الصحابة-باستثناء عدد قليل يعد على أصابع اليد الواحدة- ممن عاشوا مع النبي صلى الله عليه وسلم وحضروا حجة الوداع وعددهم أربعون ألفا كلهم كافرون مرتدون وعائشة وحفصة كافرتان فاسقتان بل إن عائشة أم المؤمنين هي من قتلت النبي محمد فهي مخلدة في نار جهنم.!!!

قرأت في كتب القوم حديثا مزعوما عن رسول الله يقول "من تمتع مرة كان درجته كدرجة الحسين عليه السلام، ومن تمتع مرتين فدرجته كدرجة الحسن عليه السلام ومن تمتع ثلاث مرات كانت درجته كدرجة علي ابن أبي طالب عليه السلام، ومن تمتع أربع مرات فدرجته كدرجتي"
تفسير منهج الصادقين،ص 356 لفتح الله كاشاني. فقلت في نفسي مازحا: ولماذا كل هذا العناء ...هيا نبحث عن أربع نساء ونزاحم النبي في الفردوس الأعلى!!!


أما إمام الشيعة المهدي الحجة أو صاحب الزمان فعندما يقوم من نومه في سرداب سامراء فسوف يعمل (بضم الباء وتسكين العين) السيف في رقاب العرب وسوف يهدم الكعبة وينبش قبر رسول الله ويحيي عمر وأبا بكر ويصلبهما ويحرق عظامهما ويحيي عائشة الصديقة بنت الصديق ويقيم عليها حد الزنا علما أن الشيعة لا يؤمنون بتبرئة القرآن لأم المؤمنين في الحادثة المعروفة بحادثة الإفك التي ورد تفصيلها في سورة النور.

أفعال صادمة

وفي واقع الأمر كنت إلى حد قريب أبحث عن كل شاردة وواردة لتبرير تأييدي لإيران وحزب الله والجماعات الشيعية الأخرى. وقد كتبت عشرات المقالات باللغة الإنجليزية دفاعا عن حزب الله وعن إيران. استمر هذا النهج حتى وقوع الأزمة السورية عام 2011 حيث صدمت أيما صدمة من وقوف إيران- "ناصرة المستضعفين " وبلد الشاعر علي شريعتي صاحب قصيدة إي برادار (هكذا أنا يا أخي)- قلبا و قالبا مع نظام كافر ملحد فاجر ومجرم يكره الإسلام والمسلمين ويتباهي أمام الدنيا بعداوته لدين محمد- نظام تمسك بتلابيبه طائفة مارقة زنديقة حاقدة تمجد وتقدس قاتل علي بن أبي طالب (عبد الرحمن بن ملجم) لأنه بزعمهم نقل عليا من حالة الناسوت (الحالة البشرية) إلى حالة اللاهوت (الحالة الإلهية).

إن الإيرانيين والشيعة عموما عندما يريدون التعبير عن بغضهم وكراهيتهم العميقة لشخص ما فإنهم يقولون عنه إنه يزيد.

لكنهم يفعلون ذلك ما دام "يزيد" سنيا أو غير شيعي. أما إذا كان "يزيد" شيعيا أو علويا نصيريا فإنهم في معظمهم لا يرون غضاضة في نصرته بالمهج والأرواح بل إنهم يسارعون في إصدار الفتاوى التي تطلب من الرعاع المسارعة في نجدة الحاكم الشيعي الظالم باسم الحسين وباسم علي وباسم ال البيت وال البيت بالطبع منهم ومنه براء؟

أما حزب الله الذي طالما كتبت مدافعا عنه فقد شاهدنا ما فعله مقاتلوه في " القصير" حيث رفعوا الأعلام الشيعية على مساجد أهل السنة وصوروا المواجهة بين الثوار السوريين والنظام الكافر كما لو كان كربلاء ثانية فلعنة الله على الكاذبين.

ألم يدرك هؤلاء أن النظام النصيري نظام بعثي كافر ملحد شعاره "آمنت بالبعث ربا لا شريك له وبالعروبة دينا ما له ثاني" فما الذي أعمى أبصارهم وجعلهم يوغلون في دم السوريين المساكين باسم الحسين وباسم زينب؟ ألا لعنة الله على الظالمين.

إنه الحقد الطائفي الدفين على رسول الله وصحابة رسول الله وأزواج رسول الله وأتباع رسول الله. إنهم يريدون أن يقتلوا عمر الفاروق من جديد وقتل خالد بن الوليد وصلاح الدين وإلا فما علاقة أطفال سوريا بتظلمات الشيعة؟ هل قتل الأطفال واغتصاب حرائر الشام سيجعل هؤلاء الأوغاد في صحبة الحسين يوم القيامة. ألا لعنة الله على المجرمين.

لقد شاهدتهم يفعلون الموبقات ويقترفون الجرائم التي يندى لها جبين الإنسانية ثم يصرخون مثل الوحوش الضارية: لبيك يا حسين!!! لبيك يا زينب!!

محترمون لكنهم جهلة

كثير من الشيعة الذين قابلتهم أناس محترمون يكرمون الضيف ويحترمون الغريب. لكنهم في العموم جهلة لا يعرفون كثيرا عن السموم المحشوة في كتبهم والتي تجعل الوحدة الإسلامية أمرا مستحيلا.

الشيعة بعكس أهل السنة مقلدون يوكلون أمر الدين للمعمم-فهناك من يقلد الخميني وهناك من يقلد السيستاني أو غيره من علماء الدين, وعندهم الإمام معصوم لا يمكن مناقشته أو مجادلته أو حتى مقاطعته في الكلام فالذي يرفض كلام المعمم يرفض كلام علي والذي يرفض كلام علي يرفض كلام رسول الله والذي يرفض كلام الرسول يرفض كلام الله.!!

إنهم ببساطة لا يعرفون الكم الهائل من الكفر والشرك الذي تحتويه بطون كتبهم, فلعل جهلهم يشفع لهم قليلا عند الله يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.

إن معظم الشيعة يعتقدون خطأ أن أهل السنة يكرهون أهل بيت الرسول ولهذا السبب نلاحظ الأحقاد العميقة لمن يتلقون تربية دينية شيعية. فهذه التربية التي تقوم على الكراهية والكذب تعمل على صياغة شخصية شيعية معقدة وغير منسجمة مع ذاتها تعاني من الانفصام.

فعلى سبيل المثال عندما تواجه الشيعي بالحقيقة حول زيف الدين الشيعي وعدم انسجامه مع ما ورد في القرآن الكريم فإنه يرفض التسليم بالحقيقة رغم اقتناعه بها في قلبه. والسبب في ذاك يكمن في كراهيته العميقة لأهل السنة والرغبة في مكايدتهم ومخالفتهم بصرف النظر عن كونه على الحق أو الباطل. فليس المهم الوصول إلى الحقيقة بل المهم هو مخالفة أهل السنة.

فعلى سبيل المثال يعرف جميع الشيعة أن الشهادة الثالثة في الأذان (أشهد أن عليا ولي الله- وأشهد أن عليا حجة الله-لم تكن موجودة في عهد الرسول أو في عهد الإمام علي أو في عهد الأئمة الآخرين. وبالرغم من ذاك تراهم يتمسكون بهذه البدعة الدخيلة على الدين ويعضون عليها بالنواجذ نكاية بأهل السنة؟

وذات الأمر ينسحب على كثير من عقائد و تصرفات وممارسات الشيعة التي ما أنزل الله بها من سلطان مثل التمسح والحج والزحف إلى القبور والتطبير واللطم وبقر الأجساد بالسيوف والخناجر في عاشورا وجباية الخمس من التجار وممارسة المتعة التي هي نوع من الدعارة والعهر بكل ما في الكلمة من معنى؟


هل الشيعة مسلمون أم كفار؟

من الصعب تكفير إنسان بذاته فالله عليم بذات الصدور وهو الذي يحكم بين الناس فيما كانوا فيه يختلفون. ومع ذلك فإننا نشاهد ونسمع علماء ومشايخ الشيعة ممن يقولون بتحريف القرآن وممن يكذبون وينكرون ما ورد في القرآن (ياسر الخبيث وموضوع أم المؤمنين عائشة ) ويسبون رسول الله (يقولون كان زوج فاسقات كافرات زانيات!!) ويقولون أن عليا بن ابي طالب هو الله ويسبون الصحابة ليل نهار ويقدحون في شرف أمهات المؤمنين فهل هؤلاء مسلمون؟

وبصرف النظر عما إذا كان الشيعة مسلمين حقا أم غير مسلمين فعلينا شيعة وسنة التوصل إلى صيغة من التعايش الحضاري تقوم على الاحترام المتبادل والجيرة الحسنة. إن مثل هذه الصيغة ممكنة لو أن إخواننا الشيعة أظهروا قدرا من حسن النية وعملوا على إعادة ترتيب البيت الشيعي وتطهيره مما علق به من شوائب التاريخ.

إن السنوات والعقود القادمة قد تشهد تغيرات مهمة على صعيد عودة الشيعة إلى خيمة الإسلام والمسلمين بفعل إنتشار الفضائيات والانترنت ووسائل الإعلام الحديثة. إن الشيعة أو كثيرا منهم يتوجسون خوفا من هذه الاحتمالات. لذلك علينا جميعا أن نطمئنهم وأن نبين لهم أن الطريق الذي يسلكونه حاليا ليس طريق أهل البيت وليس طريق الأئمة الذين يزعمون إتباعهم.

علينا أن نتحداهم أن يتبعوا طريق علي بن أبي طالب فعلي وآل بيت رسول الله لم يطبروا ولم يستغيثوا بالأموات و لم يسبوا الصحابة ولم يعبدوا القبور ولم يدعوا الإلوهية .

إن عليا كرم الله وجهه لم يدع أنه معين من الله ولم يكره الصحابة بل زوج ابنته التي هي فلذة كبده لعمر بن الخطاب فهل
يسعهم ما وسع أبا الحسن؟






 
قديم 15-12-14, 11:44 PM   رقم المشاركة : 2
محمد السباعى
عضو ماسي






محمد السباعى غير متصل

محمد السباعى is on a distinguished road


جزاكم الله خيرا







 
قديم 04-06-17, 09:58 AM   رقم المشاركة : 3
متبع وليس مبتدع
مشترك جديد







متبع وليس مبتدع غير متصل

متبع وليس مبتدع is on a distinguished road


لا زال عندك أمل فيهم يا خالد العمايرة!

قال تعالى:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ ۚ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ (118) هَا أَنتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ ۚ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (119) إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا ۖ وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا ۗ إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (120)

وقال تعالى:

وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا (107) يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَىٰ مِنَ الْقَوْلِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا (108) هَا أَنتُمْ هَٰؤُلَاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَن يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَم مَّن يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا (109)







 
قديم 05-06-17, 04:15 AM   رقم المشاركة : 4
ابو عبد العزيز القيسي
شيعي مهتدي







ابو عبد العزيز القيسي غير متصل

ابو عبد العزيز القيسي is on a distinguished road


ياخالد .. انك تحلم
بل اني اقول لك كما يقول اهل العراق لمن اوغل في دروب الغفلة : [ نايم ورجليه بالشمس ]
مازلت تبحث عن سبل التعايش بين هذه الافاعي .. واعجبي .. عجبا والله يميت القلب ويجلب الهم
مشكلتك كما هي مشكلة اغلب اهل السنة : الذاكرة المثقوبة , والسذاجة العارمة والعفوية المطلقة .. وايم الله لو كنت بين يدي عمر بن الخطاب وعلى هذه الفكرة وهذه الخطاب لاوجعك ضربا
عن أي وحدة تتحدث وعن أي اسلام تتحدث لهؤلاء
هؤلاء امة وثنية ... افهم يارجل
يعبدون الائمة بمسمى الائمة والحقيقة انهم يعتبرونهم الهه
الأئمة عندهم الهه بمسمى الإمام . ..
هم وثنيون بكل ماتحمل الكلمة من معنى
اقول لك ذلك وانا من اصل شيعي ...عرفت التشيع مظهرا وجوهرا , عرفت التشيع من الواقع ومن بطون الكتب .. عرفت التشيع من دمدمة الشفاة ومقاريض الجلم .. عرفت التشيع بكل صورة .. عرفته من خلال المناظرة والمكابدة والمعايشة ... عرفته بانفاس ابي واردان جدتي
افق ايها المخمور ...







التوقيع :
القيسي
من مواضيعي في المنتدى
»» صعلوك وحوله مجموعة من الصعاليك يسبون عمر وعاشة وجميع اهل السنة ومن داخل مناطق السنة
»» اين تكمن قوة ايران
»» أكلت يوم أكل الثور الأبيض
»» هوية اهل السة , المخاطر والتحديات
»» كشف الجاني محمد بن ابراهيم بن عبد الباعث الكتاني
 
قديم 06-06-17, 12:22 AM   رقم المشاركة : 5
ابو عبد العزيز القيسي
شيعي مهتدي







ابو عبد العزيز القيسي غير متصل

ابو عبد العزيز القيسي is on a distinguished road


مع الاسف الشديد ان غالب الفلسطينيون يفكرون بهمومهم وهموم وطنهم بانانية مطلقة وعلى حساب هموم وآلام الامة .. فلسان حالهم يقول : [ انا ومن بعدي الطوفان ] او [ فلسطين ومن بعدها فلتذهب الامة الى الجحيم ] انتم الفلسطينون قدمتهم – بعضكم – قدم هموم الوطن على العقيدة وكانت النتيجة ان ضيعتم الوطن والعقيدة , وهاهو التشيع يغزوكم في عقر داركم ويسب صحابة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ويشرك بالله رب العالمين في عقر داركم ...
الحديث في هذا طويل طويل ..
ولكن انصح خالد العمايرة ان يرجع الى اهل العلم المتخصصين في الشان الشيعي والايراني
وبودي ان اقول لخالد العمايرة : [ لو كنت تعظم الله عزوجل وتوحده حق توحيده وتعظم من شأن رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه وتوقره كما يجب على كل مسلم ان يفعل , وتعرف حقيقة فضل وشان اصحاب رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه , وتدرك تمام الادراك ان النقيصة منهم والوقيعة فيهم نقيصة ووقيعة في دين الاسلام جملة وتفصيلا ...
ضاعت عندك الثوابت والاصول او تشوهت فهان عنك ماكان شانه عند الله عظيم .. ولقد كان يكفيك من شناعة قولهم انتقاصهم من رسول الله ومن صحابته الكرام
ولكن امرك ياخالد العمايرة كما تقول العرب : في الصيف ضيعت اللبن .
اعلم انك وبحكم موقعك وشأنك عند اهل الشان ماخوذ بكل كلمة تتساهل فيها مع هؤلاء الافاعي .

وبين ثنايا هذه الكلمات ادعوك لقراءة ماكتبه الشيخ العلامة الفاضل ناصر بن عبد الله القفاري في مجلة البيان / العقيدة والشرعية ؛ وتحت عنوان : [ شيعة اليوم ليسوا بشيعة ] في الاثنين 10 رمضان 1438 هـ
العدد : 339



إن من أسوأ أنواع التضليل «خداع المصطلحات»، وهو من لبس الحق بالباطل الذي هو في الأصل من صفات اليهود، قال تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [آل عمران: 71].

خداع الناس باسم التشيع:

ولعل من أبرع الطوائف استعمالًا للمصطلحات الخادعة هم الرافضة الإثنا عشرية، وأشهر هذه المصطلحات هو اتخاذهم لقب «الشيعة» للترويج لنحلتهم وخداع الجهلة عن حقيقة ديانتهم، وهذا ديدنهم من قديم، كما أشار إلى ذلك ابن حزم والمقريزي، وذلك لإيهام الناس أنهم شيعة لعلي رضي الله عنه ومن أنصاره وأتباعه، مع أن عليًّا هو أول المنكرين عليهم المعاقبين لهم، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: «أصل المذهب من إحداث الزنادقة المنافقين الذين عاقبهم في حياته علي أمير المؤمنين رضي الله عنه، فحرق منهم طائفة بالنار، وطلب قتل بعضهم ففروا من سيفه البتار، وتوعد بالجلد طائفة مفترية فيما عرف عنه من الأخبار»

معنى الشيعة في الصدر الأول:

لقد كان لقب الشيعة في الصدر الأول لا يستعمل إلا وفق معناه اللغوي، والذي يعني: «أتباع الرجل وأنصاره»، فالأصل في معنى التشيع هو المتابعة والمناصرة، والشيعة هم الأتباع والأنصار

وكان هذا المعنى هو المعروف في الأحداث التاريخية التي جرت بين الخليفة علي ومعاوية - رضي الله عنهما - في صدر الإسلام، ويشهد لذلك ما جاء في صحيفة التحكيم من إطلاق لقب الشيعة على كل من أتباع علي وأتباع معاوية - رضي الله عنهما - حيث جاء فيها ما نصه: «هذا ما تقاضى عليه علي بن أبي طالب، ومعاوية بن أبي سفيان، وشيعتهما»، ومنها: «وأن عليًّا وشيعته رضوا بعبد الله بن قيس، ورضي معاوية وشيعته بعمرو ابن العاص»، ومنها: «فإذا توفي أحد الحكمين فلشيعته وأنصاره أن يختاروا مكانه»، ومنها: «وإن مات أحد الأميرين قبل انقضاء الأجل المحدود في هذه القضية فلشيعته أن يختاروا مكانه رجلًا يرضون عدله»

وقد استشهد شيخ الإسلام ابن تيمية بما ورد في صحيح مسلم من قول حكيم بن أفلح: «لأني نهيتها - يعني عائشة رضي الله عنها - أن تقول في هاتين الشيعتين شيئًا»

وأخذ منه دلالة تاريخية على عدم اختصاص أتباع علي رضي الله عنه باسم الشيعة في ذلك الوقت، وجاء في التاريخ أن معاوية قال لبسر بن أرطأة حين وجهه إلى اليمن : «امض حتى تأتي صنعاء فإن لنا بها شيعة» ثم غلب استعمال هذا اللقب – كما يقول صاحب اللسان – على من يتولى عليًّا وأهل بيته، ولقب الشيعة لم يختص بعلي وأتباعه إلا بعد مقتل علي رضي الله عنه كما يرى بعض الباحثين، أو بعد مقتل الحسين كما يرى آخرون

وكان من يحمل هذا اللقب في مبدأ الأمر هم من يطلق عليهم في الصدر الأول «الشيعة الأولى»، وكانوا لا يذهبون في التشيع إلا إلى تفضيل علي على عثمان، ولذلك قيل: شيعي وعثماني، فالشيعي هو من يفضل عليًّا على عثمان، والعثماني هو من يفضل عثمان على علي رضي الله عنه، ولم تكن هذه المسألة من المسائل التي يضلل فيها المخالف، وقد كان هؤلاء الشيعة على السنة لم يبتدعوا في الدين، ولم يحدثوا فُرقة بين المسلمين، ولم يبدلوا سنة سيد المرسلين، وكانوا لصحابة رسول الله محبين، ولأبي بكر وعمر مفضلين، قال ليث بن أبي سليم: «أدركت الشيعة الأولى وما يفضلون على أبي بكر وعمر أحدًا»

ولهذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية: «إن الشيعة الأولى الذين كانوا على عهد علي كانوا يفضلون أبا بكر وعمر»، وذكر صاحب «مختصر التحفة» أن الذين كانوا في وقت خلافة الأمير رضي الله عنه من المهاجرين والأنصار، والذين اتبعوهم بإحسان، كلهم عرفوا له حقه، وأحلوه من الفضل محله، ولم ينتقصوا أحدًا من إخوانه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فضلًا عن إكفاره وسبه

وذكر الشيخ موسى جار الله صفتهم، فقال: «هؤلاء الشيعة هم شيعة علي كانوا يعرفون بالورع والاجتهاد، واجتناب الصغائر والعداوة، وكان لهم محبة أول الأمة، دين هؤلاء الشيعة كان هو التقوى لا التقية، دين هؤلاء الشيعة كان هو الولاية لله الحق، لنبيه، لأهل بيته، ولصحبه، وللمؤمنين والمؤمنات كافة»

إن التشيع الشرعي لأهل البيت هو ما قرره أئمة الإسلام، مثل قول الخليفة الراشد أبي بكر الصديق رضي الله عنه: «ارقبوا محمدًا صلى الله عليه وسلم في أهل بيته»، ومثل قوله أيضًا رضي الله عنه: «والذي نفسي بيده، لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إليَّ أن أصل من قرابتي» ومثل ما قرره أئمة الإسلام عند تقرير اعتقاد أهل السنة بأنهم «يحبون أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويتولونهم، ويحفظون فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم»

ألقاب مدعي التشيع في عصرنا:

أما أولئك الذين دينهم التقية والنفاق وعداوة الصحابة وبعض آل البيت والغلو في بعضهم الآخر فليسوا بشيعة، وإنما لقبوا أنفسهم بالشيعة لإخفاء هويتهم المذهبية.

وكانوا يلقبون قديمًا بالسبئية؛ لاتباعهم لابن سبأ، ثم سموا بالروافض لرفضهم زيد بن علي، ثم لحقهم اسم الصفوية، وقد تعددت ألقابهم حتى ذكر الشهرستاني أن «لهم بكل بلد لقبًا» فإذا انكشف حالهم في بلد تستروا باسم آخر، وقد يستترون بألقاب لا صلة لها بالتشيع كما فعلوا في عصرنا حين تقمصوا رداء البعث، أو شعار القومية، وركبوا كل موجة سائدة لاستغلالها لصالح طائفتهم، وهذا ديدن غالب النحل الباطلة الماكرة

ثم لقب هؤلاء أنفسهم في عصرنا بـ «الشيعة»، وهم في حقيقة الأمر ليسوا بشيعة، بل لا يوجد اليوم على ظهر الأرض ممن ينتسب إلى التشيع من هو من الشيعة الأولى؛ لأن الشيعة المعاصرين لا يمتون للشيعة الأولى بصلة.

بل إن الشيعة الأولى تركوا لقب الشيعة لما غلب إطلاقه على الغلاة المخالفين لأهل البيت، كما بين ذلك صاحب «التحفة الإثني عشرية» فقال: «إن الشيعة الأولى تركوا اسم الشيعة لما صار لقبًا للروافض والإسماعيلية، ولقبوا أنفسهم بـ أهل السنة والجماعة»، ومع ذلك فإن لقب «الشيعة» انفردت طائفة الإثني عشرية اليوم باتخاذه لقبًا، كما يلقبون أيضًا بالجعفرية، والإمامية، والرافضة، وما سواهم إما زيدية وإما إسماعيلية.

وقد ذهب جملة من الباحثين إلى أن لقب الشيعة إذا أطلق اليوم لا ينصرف إلا إليهم

وهؤلاء اتخذوا لأنفسهم مصادر تفصلهم عن الأمة سموها «صحاح الإمامية»، أو «سنة المعصومين» وهي من جمع الغلاة السابقين، وقد تم اعتماد هذه المصادر من العصر الصفوي إلى اليوم.

إن شيعة علي رضي الله عنه ومن كانوا على هديه كانوا يستنكرون إطلاق لقب «الشيعة» على الذين يفضلون عليًّا على أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما – فكيف بهؤلاء؟! كما أثر ذلك عن شريك بن عبد الله حينما سأله سائل: أيهما أفضل أبو بكر أو علي؟ فقال له: أبو بكر، فقال السائل: تقول هذا وأنت شيعي! فقال له: نعم من لم يقل هذا فليس شيعيًّا، والله لقد رقى هذه الأعوادَ عليٌّ فقال: ألا إن خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر، ثم عمر، فكيف نرد قوله، وكيف نكذبه؟ والله ما كان كذابًا

تكفير الشيعة للرافضة:

ولذلك تجد أعلام الشيعة الأوائل يكفرون هؤلاء الروافض ولا يرونهم على الإسلام، يقول الإمام عبد الرزاق الصنعاني الذي يعد من الشيعة: «الرافضي عندي كافر»

ولهذا نقول: إن إطلاق لقب الشيعة في عصرنا على الروافض، ودعوى أنهم شيعة لعلي رضي الله عنه أو لأهل البيت أو لآل محمد يؤدي إلى نتيجة خاطئة تخالف إجماع الأمة كلها، وهذه النتيجة أن يكون علي رافضياً يرى ما يراه الروافض، وعلي رضي الله عنه بريء من الرافضة وممن يتسمى بالشيعة من الرافضة وممن ينتسب إلى شيعة علي من الرافضة، وبريء مما يعتقده هؤلاء فيه وفي بنيه، ولذلك لا بد أن يقال: الرافضة أو الروافض كما سماهم الإمام زيد بن الحسين رضي الله عنه، أو يقال: مدعو التشيع، أو «الرافضة المنسوبون إلى شيعة علي»؛ لأنهم ليسوا على منهج شيعة علي المتبعين له بل هم أدعياء ورافضة، وهم لم يتبعوا عليًّا في الحقيقة، وليس أمير المؤمنين على ما يعتقدون.

ولخفاء هذه الحقيقة على كثير من الناس يتعجب بعضهم كيف يكون من رواة حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم شيعة، ظنًّا منهم أن الشيعة هم الروافض، كما أن الروافض استغلوا هذا اللبس فادعوا أن منهم رواة لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم

تفريق السلف بين الشيعة والرافضة:

أما سلف الأمة وأئمتها فهم يفرقون بين الشيعة والرافضة، وقد بين ذلك الإمام الذهبي في الميزان غاية البيان فقال: «إن البدعة على ضربين، فبدعة صغرى كغلو التشيع، أو كالتشيع بلا غلو، فهذا كثير في التابعين وأتباعهم مع الدين والورع والصدق، فلو رد حديث هؤلاء لذهب جملة من الآثار النبوية، وهذه مفسدة بينة، ثم بدعة كبرى كالرفض الكامل، والغلو فيه، والحط على أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما - والدعاء إلى ذلك، فهذا النوع لا يحتج بهم ولا كرامة، وأيضًا فما أستحضر الآن في هذا الضرب رجلًا صادقًا، ولا مأمونًا، بل الكذب شعارهم، والتقية والنفاق دثارهم، فكيف يقبل نقل من هذا حاله؟! حاشا وكلا، فالشيعي الغالي في زمان السلف وعرفهم هو من تكلم في عثمان والزبير، وطلحة، ومعاوية، وطائفة ممن حارب عليًا رضي الله عنه وتعرض لسبهم، والغالي في زمننا وعُرفنا هو الذي يكفر هؤلاء السادة، ويتبرأ من الشيخين فهذا ضال مفتر»

غلاة الروافض:

وأضيف لكلام الذهبي حقيقة أخرى، وهي أن شيعة عصرنا المتبعين للكليني والمجلسي وأضرابهما ليسوا رافضة أيضًا بحسب مفهوم الرفض عند السلف، بل هم غلاة في الرفض؛ لأن عقائدهم هي عقائد غلاة الرافضة، فشيعة عصرنا مثلًا يفضلون الأئمة على الأنبياء، ويجعلون ذلك من ضرورات مذهبهم، حتى قال كبيرهم في هذا العصر: «إن من ضرورات مذهبنا أن لأئمتنا مقامًا لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل»

وقد قرر أهل العلم بالمقالات أن هذا المعتقد هو نحلة غلاة الروافض، يقول الإمام عبد القاهر البغدادي: «وزعمت الغلاة من الروافض أن الأئمة أفضل من الأنبياء، ويقول القاضي عياض: «وكذلك نقطع بتكفير غلاة الروافض في قولهم: إنّ الأئمة أفضل من الأنبياء»

ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية: «والرافضة تجعل الأئمة الاثني عشر أفضل من السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، وغلاتهم يقولون إنهم أفضل من الأنبياء».

كما أنهم يعتقدون أن الأئمة يوحى إليهم، ويأتيهم أعظم من جبريل وميكائيل[38]، وقد نسب الإمام الأشعري هذه المقالة إلى الصنف الخامس عشر من أصناف الغالية من الشيعة - حسب تقسيمه - فهم الذين «يزعمون أن الأئمة ينسخون الشرائع ويهبط عليهم الملائكة، وتظهر عليهم الأعلام والمعجزات ويوحى إليهم»[39].

وقد أشار أبو جعفر النحاس (المتوفى سنة 338ه‍) إلى هذه المقالة ولم ينسبها لأحد فقال: «وقال آخرون: باب الناسخ والمنسوخ إلى الإمام، ينسخ ما يشاء»[40]. وعد ذلك من عظيم الكفر، ثم بين بطلانه بقوله: «لأن النسخ لم يكن إلى النبي صلى الله عليه وسلم إلا بالوحي من الله - جل وعز - إما بقرآن مثله على قول قوم، وإما بوحي من غير القرآن[41] فلما ارتفع هذان بموت النبي صلى الله عليه وسلم ارتفع النسخ»[42].

وشيخ الإسلام ابن تيمية صنف الشيعة إلى ثلاث درجات، شرها الغالية وهم الذين يجعلون لعلي شيئًا من الألوهية أو يصفونه بالنبوة، والدرجة الثانية وهم الرافضة، والدرجة الثالثة المفضلة من الزيدية وغيرهم الذين يفضلون عليًّا على أبي بكر وعمر، ولكن يعتقدون إمامتهما وعدالتهما ويتولونهما[43].

وشيعة عصرنا (باستثناء الزيدية المعتدلين) هم بحسب هذا التقسيم من الدرجة الأولى.

وقد قرر الحافظ ابن حجر أن علامة الغلو في الرفض القول بالرجعة، فقال: «التشيع محبة علي وتقديمه على الصحابة، فمن قدمه على أبي بكر وعمر فهو غالٍ في تشيعه، ويطلق عليه رافضي، وإلا فشيعي، فإن انضاف إلى ذلك السب أو التصريح بالبغض فغالٍ في الرفض، وإن اعتقد الرجعة إلى الدنيا فأشد في الغلو»[44].

روافض عصرنا غلاة عند أسلافهم:

وثمة مفاجأة غريبة وهي أن شيعة عصرنا هم من غلاة الرافضة بحسب مقاييس رافضة القرن الرابع، كما قرر ذلك شيخهم ابن بابويه (المتوفى سنة 381هـ‍) حيث نص في كتابه «من لا يحضره الفقيه» على أنّ نفي السّهو عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم هو مذهب الغلاة والمفوّضة، يقول: «إنّ الغلاة والمفوّضة - لعنهم الله - ينكرون سهو النّبيّ صلى الله عليه وسلم يقولون: لو جاز أن يسهو في الصّلاة لجاز أن يسهو في التّبليغ؛ لأن الصلاة فريضة كما أن التبليغ فريضة.. وليس سهو النبي صلى الله عليه وسلم كسهونا؛ لأن سهوه من الله عز وجل وإنّما أسهاه الله ليعلم أنّه بشر مخلوق فلا يتّخذ ربًا معبودًا دونه، وليعلم النّاس بسهوه حكم السّهو، وكان شيخنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد يقول: أوّل درجة في الغلو نفي السّهو عن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - وأنا أحتسب الأجر في تصنيف كتاب مفرد في إثبات سهو النّبيّ والرّد على مُنكريه»[45].

فأنت ترى أن ابن بابويه وهو رئيس الشّيعة - كما يسمّونه - ينكر على من نفى السّهو عن المصطفى صلى الله عليه وسلم، فكيف بمن هو أقل منه كالأئمة؟! ويعدّ نفي السّهو علامة الغلو، ويشير إلى أن هذا القول من مذاهب الغلاة.. ويلمح إلى ما ينطوي عليه نفي السهو من تشبيه المخلوق بالخالق جل شأنه.

ولكن شيعة عصرنا يجعلون نفي السهو عن الأئمة من ضرورات دينهم[46]، بل إن الخميني في كتابه «الحكومة الإسلامية» ينفي مجرد تصور السهو في أئمته[47].

شيعة عصرنا ونحلة المشركين:

ولم يقتصر الأمر لدى هؤلاء الغلاة على ذلك، بل إنهم أعادوا نحلة المشركين ودعوا إلى عبادة الأموات من دون الله رب العالمين، ولذا قرر أهل العلم أنهم أول من أحدث عبادة المشاهد في أمة محمد صلى الله عليه وسلم[48]، ثم صارت كعبتهم العظمى كربلاء وفضلوها على بيت الله الحرام، بل لا يرون بيت الله حرمة، وليس له في نفوسهم مكانة، بل بلغ الأمر بهم إلى وصفه في نصوصهم بأنه «ذَنَب متواضع ذليل مهين» لكربلاء، ويردد مرجعهم المعاصر مفتخرًا بهذه الوثنية الجاهلية هذا البيت[49]:

ومن حديث كربلا والكعبةِ

لكربلاءَ بان عُلْوُ الرتبة

وهو يشير إلى حديث لهم وأسطورة من أساطيرهم تقول: «إن الله أوحى إلى الكعبة: لولا تربة كربلاء ما فضلتكِ، ولولا ما تضمه أرض كربلاء ما خلقتكِ، ولا خلقت البيت الذي به افتخرتِ، فقرِّي واستقري، وكوني ذنبًا متواضعًا ذليلًا مهينًا غير مستنكف ولا مستكبر لأرض كربلاء، وإلا سُختُ بكِ وهويتُ بكِ في نار جهنم...»[50].

وهذه وثنية ظاهرة، وقبورية شركية، ولهذا قال الإمام محمد بن إبراهيم آل الشيخ: «رافضة هذه الأزمان مرتدون عبدة أوثان»[51].

ومن هنا يتبين أن هذه الطائفة التي تلقب نفسها بالشيعة ليسوا من الشيعة، بل لا من الرافضة بحسب مفهوم الرفض لدى السابقين.

الغلو عند الرافضة السابقين أصبح اليوم من ضرورات مذهب المعاصرين:

لقد صدر إقرار خطير من أكبر شيوخهم المعاصرين في علم الرجال يتضمن الاعتراف بتغير المذهب واتجاهه نحو الغلو.

وهذا الإقرار جاء على لسان شيخهم المعاصر عبد الله الممقاني[52]، وذلك في معرض دفاعه عن المفضل بن عمرو الجعفي - أحد غلاة الرافضة - فيما رمي به من قبل بعض علماء الشيعة القدماء من الغلو، حيث قال: «إنا قد بينا غير مرة أن رمي القدماء الرجل بالغلو لا يعتمد عليه ولا يركن إليه لوضوح كون القول بأدنى مراتب فضائلهم - يعني الأئمة - غلوًّا عند القدماء، وكون ما نعده اليوم من ضروريات مذهب التشيع غلوًّا عند هؤلاء، وكفاك في ذلك عدُّ الصدوق نفي السهو عنهم غلوًّا، مع أنه اليوم من ضروريات المذهب، وكذلك إثبات قدرتهم على العلم بما يأتي - أي: علم الغيب - بتوسط جبرائيل والنبي غلوًّا عندهم، وهو من ضروريات المذهب اليوم»[53].

ولعل هذه الظواهر هي التي دعت الشيخ محب الدين الخطيب - رحمه الله - إلى أن يحكم بأن مدلول الدين عند الشيعة يتطور، وأشار في هذا الباب إلى كلام الممقاني السالف الذكر، ثم قال: «هذا تقرير علمي في أكبر وأحدث كتاب لهم في الجرح والتعديل، يعترفون فيه بأن مذهبهم الآن غير مذهبهم قديمًا، فما كانوا يعدونه قديمًا من الغلو، وينبذونه وينبذون أهله بسبب ذلك صار الآن - أي: الغلو - من ضروريات المذهب، فمذهبهم اليوم غير مذهبهم قبل الصفويين، ومذهبهم قبل الصفويين غير مذهبهم قبل ابن المطهر، ومذهبهم قبل ابن المطهر غير مذهبهم قبل آل بويه، ومذهبهم قبل آل بويه غير مذهبهم قبل شيطان الطاق، ومذهبهم قبل شيطان الطاق غير مذهبهم في حياة الحسن والحسين وعلي بن الحسين»[54].

أخطر تطور جرى في نحلة الرافضة اليوم:

ولم يدرك محب الدين الخطيب لوفاته - رحمه الله - أخطر تطور جرى في الاعتقاد الإمامي الإثني عشري، وهو القول بعموم ولاية الفقيه، والذي طبقته الخمينية لأول مرة في تاريخ الشيعة الإمامية الإثني عشرية، فنقلت التشيع من خلاله إلى دركات من الغلو والتطرف؛ لأن عقيدة ولاية الفقيه العامة عن المهدي، وتولي الفقيه جميع أعمال مهديهم المزعوم يتضمن معتقدات خطيرة لا يعلمها كثير من المسلمين، ألا وهي نقل أعمال مهديهم الموهوم الخطرة إلى نائبه الولي الفقيه ابتداء من قتل العرب، إلى القتل العام للبشرية، إلى هدم الحرمين وتغيير الشريعة ونشر الوثنية وغيرها من بروتوكولاتهم[55]. وهو غلو تمت معارضته من بعض شيوخ الشيعة أنفسهم، فمنهم من عارض المبدأ، كشريعة مداري[56]، ومحمد جواد مغنية[57] وغيرهما، ومنهم من نقد أصل المبدأ، كما صنع أحمد الكاتب في كتابه «تطور الفكر السياسي الشيعي من الشورى إلى ولاية الفقيه»، ومنهم من رفض المذهب من أساسه ونقض موارده، كما فعل الإمام الفذ أبو الفضل البرقعي في كتابه «كسر الصنم».

وكما فعل رئيس المحاكم الإيرانية، والأستاذ في جامعة طهران في وقته أحمد الكسروي حينما أثبت في كتابه «التشيع والشيعة» أن هذه النحلة «أكذوبة كبرى» وخرافة من أساطير الماضين، نسج خيوطها بعض المنتفعين، وصدقها بعض المخدوعين، واستمر في نشرها وتبنيها ملالي الروافض المعممين الذين وجدوا فيها تحقيقًا لشهواتهم، ومصدرًا لثرائهم، ووسيلة لرئاستهم ووجاهتهم، واستخدامًا لجهلة الشيعة في تحصيل أغراضهم وتنفيذ مخططاتهم.

ولهذا فإنه ينبغي أن يعلم بأن من يطلق عليهم «الشيعة» اليوم ليسوا شيعة، بل هم وثنيون في توحيد العبادة، ومشركون في توحيد الربوبية، ومجسمة ثم جهمية معطلة في باب الأسماء والصفات، ومرجئة غلاة في باب الإيمان، وخوارج وعيدية في باب الأسماء والأحكام، وسبئية رافضة غلاة في باب الإمامة والصحابة، وهم أيضًا إرهابيون عدوانيون في علاقاتهم مع مخالفيهم، وخرافيون في معتقداتهم، وهم خوارج لا يرون لولي أمر بيعة مهما كان صلاحه وعدله إلا أن يكون «الولي الفقيه»، وتكفيريون يكفرون المسلمين أحياء وأمواتًا، ومزدكية إباحية في العلاقات الاجتماعية باسم المتعة، ولصوص أموال في الاستيلاء على أموال أتباعهم باسم الخمس.

فمذهبهم مستقر لكل شذوذات الفرق، وانحرافات الأديان، وضلالات الملل والنحل.

والضابط الدقيق لمعرفتهم اليوم، والتفريق بينهم وبين غيرهم من فرق الشيعة هو أن كل من يعتمد في تلقي دينه على ما يسمونه بـ«المصادر الأربعة المتقدمة»[58] و«المصادر الأربعة المتأخرة»[59]، أو «صحاح الإمامية الثمانية»، أو ما يسميه الدستور الإيراني في مادته الثانية بـ«سنة المعصومين»[60]، ويؤمن بجميع ما جاء فيها فهو ليس من الشيعة، بل لا من الرافضة، بل هم الامتداد التاريخي والعقدي للسبئية، فالسبئية هي الاسم الأقدم، والإثنا عشرية هي الاسم الأحدث لحقيقة واحدة، ولا يوجد في عصرنا شيعة؛ لأن ما في هذه المصادر هي عقيدة غلاة الروافض المشركين والمجوس الصفويين، وعلي وشيعته منهم براء، ولا يوجد اليوم على وجه الأرض سوى غلاة الروافض، باستثناء زيدية اليمن المعتدلين غير الحوثية أتباع الجارودية ممن سلك مسلك هؤلاء الصفويين.

الرافضة ليسوا من الإسلام في شيء:

بل إنهم ليسوا من الإسلام في شيء قال الإمام مالك: «الذي يشتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ليس لهم اسم - أو قال -: نصيب في الإسلام »[61].

وقال ابن كثير - عند قوله سبحانه -: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ..} [الفتح:92] قال: «ومن هذه الآية انتزع الإمام مالك - رحمة الله عليه - وفي رواية عنه بتكفير الروافض الذي يبغضون الصحابة رضي الله عنه، قال: لأنهم يغيظونهم ومن غاظ الصحابة رضي الله عنه فهو كافر لهذه الآية، ووافقه طائفة من العلماء على ذلك»[62].

وقال الإمام أحمد: «من شتم أخاف عليه الكفر مثل الروافض، ثم قال: من شتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا نأمن أن يكون قد مرق عن الدين»[63].

وروى الخلال عن أبي بكر المروذي قال: سألت أبا عبد الله عمن يشتم أبا بكر وعمر وعائشة؟ قال: «ما أراه على الإسلام»[64].

قال الإمام البخاري: «ما أبالي صليت خلف الجهمي والرافضي، أم صليت خلف اليهود والنصارى، ولا يسلم عليهم ولا يعادون ولا يناكحون ولا يشهدون ولا تؤكل ذبائحهم»[65].

وقال الإمام أبو حامد الغزالي: «فلو صرح مصرح بكفر أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما - فقد خالف الإجماع وخرقه، ورد ما جاء في حقهم من الوعد بالجنة والثناء عليهم والحكم بصحة دينهم وثبات يقينهم وتقدمهم على سائر الخلق في أخبار كثيرة..» ثم قال: «فقائل ذلك إن بلغته الأخبار واعتقد مع ذلك كفرهم فهو كافر.. بتكذيبه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمن كذبه بكلمة من أقاويله فهو كافر بالإجماع»[66].

ولما قال الإمام النووي: «إنّ المذهب الصحيح المختار الذي قاله الأكثرون والمحققون أنّ الخوارج لا يكفرون كسائر أهل البدع»[67].

استدرك عليه الشيخ ملا علي القاري قائلًا: «قلت: وهذا في غير حق الرافضة الخارجة في زماننا فإنهم يعتقدون كفر أكثر الصحابة فضلًا عن سائر أهل السنة والجماعة، فهم كفرة بالإجماع بلا نزاع»[68].

فهو يشير بقوله: «الخارجة في زماننا» إلى أن الرافضة يتطوّر مذهبها ويتغيّر، وأن متأخري الرافضة ليسوا كسابقيهم، وأن رافضة زمانه غير الرافضة الذين تحدث عنهم النووي وغيره من أهل العلم.

وقال القاضي أبو يعلى: «وأما الرافضة فالحكم فيهم.. إنْ كفر الصحابة، أو فسقهم بمعنى يستوجب به النار فهو كافر»[69].

ويذكر الرازي أنّ أصحابه من الأشاعرة يكفرون الروافض من ثلاثة وجوه:

أولها: أنهم كفروا سادات المسلمين، وكل من كفر مسلمًا فهو كافر؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «من قال لأخيه: يا كافر فقد باء بها أحدهما»[70] فإذن يجب تكفيرهم.

وثانيها: أنهم كفروا قومًا نص الرسول صلى الله عليه وسلم بالثناء عليهم وتعظيم شأنهم، فيكون تكفيرهم تكذيبًا للرسول صلى الله عليه وسلم.

وثالثها: إجماع الأمة على تكفير من كفر سادات الصحابة[71].

قال ابن تيمية: «من زعم أن الصحابة ارتدوا بعد رسول الله عليه الصلاة والسلام إلا نفرًا قليلًا لا يبلغون بضعة عشر نفسًا، أو إنهم فسقوا عامتهم، فهذا لا ريب أيضًا في كفره؛ لأنه مكذب لما نصه القرآن في غير موضع من الرضى عنهم والثناء عليهم. بل من يشكك في كفر مثل هذا فإن كفره متعين، فإن مضمون هذه المقالة أن نقلة الكتاب والسنة كفار أو فساق، وأن هذه الآية التي هي: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [آل عمران 110] وخيرها هو القرن الأول، كان عامتهم كفارًا، أو فساقًا، ومضمونها أن هذه الأمة شر الأمم»، وقال أيضًا: «من زعم أن القرآن نقص منه آيات وكتمت، أو زعم أن له تأويلات باطنة تسقط الأعمال المشروعة، فلا خلاف في كفرهم»[72].

وقال الإمام الشوكاني: «إن أصل دعوة الروافض كياد الدين، ومخالفة شريعة المسلمين. والعجب كل العجب من علماء الإسلام، وسلاطين الدين، كيف تركوهم على هذا المنكر البالغ في القبح إلى غايته ونهايته، فإن هؤلاء المخذولين لما أرادوا رد هذه الشريعة المطهرة ومخالفتها طعنوا في أعراض الحاملين لها، الذين لا طريق لنا إليها إلا من طريقهم، واستزلوا أهل العقول الضعيفة بهذه الذريعة الملعونة، والوسيلة الشيطانية، فهم يظهرون السب واللعن لخير الخليقة، ويضمرون العناد للشريعة، ورفع أحكامها عن العباد.

وليس في الكبائر أشنع من هذه الوسيلة إلا ما توسلوا بها إليه، فإنه أقبح منها، لأنه عناد لله عز وجل ولرسوله صلى الله عليه وسلم ولشريعته.

فكان حاصل ما هم فيه من ذلك أربع كبائر كل واحدة منها كفر بواح:

الأولى: العناد لله عز وجل.

والثانية: العناد لرسوله صلى الله عليه وسلم.

والثالثة: العناد لشريعتهم المطهرة ومحاولة إبطالها.

والرابعة: تكفير الصحابة رضي الله عنه، الموصوفين في كتاب الله سبحانه بأنهم أشداء على الكفار، وأن الله تعالى يغيظ بهم الكفار، وأنه قد رضي عنهم، مع أنه قد ثبت في هذه الشريعة المطهرة أن من كفَّر مسلمًا كفر كما في الصحيحين وغيرهما من حديث ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا قال الرجل لأخيه: يا كافر، فقد باء بهما أحدهما، فإن كان كما قال وإلا رجعت عليه»[73].

وبهذا يتبين أن كل رافضي خبيث يصير كافرًا بتكفيره لصحابي واحد، فكيف بمن كفر كل الصحابة، واستثنى أفرادًا يسيرة تغطية لما هو فيه من الضلال على الطَّغام الذين لا يعلقون الحجج؟!»[74].

قلت: هذا حكم أئمة الإسلام على هؤلاء الروافض، ومما ينبغي أن يعلم أن من تظاهر منهم بالإسلام وإنكار ما في مصادرهم من كفر وضلال وهو مؤمن بها في الباطن فإن حكمه حكم المنافقين، يعامل على الظاهر والله يتولى السرائر.

ومن جاهر بهذا الكفر معتقدًا ومؤمنًا به فهو كافر.

لكن يجب مراعاة منهج أهل السنة في التكفير، وهو «أن هذه الأقوال التي يقولونها والتي يعلم أنها مخالفة لما جاء الرسول صلى الله عليه وسلم هي كفر، وكذلك أفعالهم التي هي من جنس أفعال الكفار بالمسلمين هي أيضًا كفر.. لكن تكفير الواحد المعين من أهل القبلة والحكم بتخليده في النار موقوف على ثبوت شروط التكفير، وانتفاء موانعه؛ فإنا نطلق القول بنصوص الوعد والوعيد والتكفير والتفسيق ولا يحكم للمعين بدخوله في ذلك العام حتى يقوم فيه المقتضي الذي لا معارض له، ولهذا لا يكفر العلماء من استحل شيئًا من المحرمات لقرب عهده بالإسلام أو لنشأته ببادية بعيدة، فإن حكم الكفر لا يكون إلا بعد بلوغ الرسالة، ومن هؤلاء من لا يكون بلغته النصوص المخالفة لما يراه، ولا يعلم أن الرسول بعث بذلك، فيطلق أن هذا القول كفر، ويكفر من قامت عليه الحجة التي يكفر تاركها دون غيره»[75].







التوقيع :
القيسي
من مواضيعي في المنتدى
»» سبل المحافظة على الهوية السنية
»» وقت صلاة المغرب عند ائمة اهل البيت
»» الفرقان
»» هوية اهل السنة , المخاطر والتحديات
»» اسباب الضعف في الامة السنية / ج2
 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:54 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "