العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > منتدى فضح النشاط الصفوى > كتب ووثائق منتدى فضح النشاط الصفوي

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-10-16, 06:33 PM   رقم المشاركة : 1
Nabil48
عضو ماسي







Nabil48 غير متصل

Nabil48 is on a distinguished road


كشف المستور في فتوى الخميني بقتل سلمان رشدي 1/3 علي الكاش

كشف المستور في فتوى الخميني بقتل سلمان رشدي 1/3

علي الكاش



((شكرا سيدي الإمام الجليل آية الله الخميني فقد أوصلتني إلى مكانة وشهرة لم أكن احلم بهما في يوم من الأيام، لك الفضل الأول والأخير بهما، وأنا مدين لك طوال عمري)).
المحب لك دائما وأبدا
سلمان رشدي



سبق أن لقي هذا المبحث الكثير من الأصداء من قبل العديد من الكتاب والمحللين فتناولوه بصورة مفصلة، و كانت الأصداء إيجابية، ولم نجد صدى معارضا البتة، ربما لأن المبحث توخى الحقيقة المجردة، ولم يكن الغرض الطعن بالخميني، بل كشف الحقيقة أما القراء الذين فاتتهم فرصة الإطلاع على كتاب (آيات شيطانية) الذي حجب عن الجمهور العربي، بسبب الفتوى التي أحلت دم المؤلف والناشر، فصدرت طبعات محدودة دون الإشارى الى المترجم ودار النشر، وكانت مختصرة جدا، وفيها الكثير من الأخطاء. لذا ارتأينا التوسع في المبحث وترجمة أهم ما ورد في (آيات شيطانية) بشأن الخميني، مع ان الكاتب تناول مواضيع إسلامية أخرى، مثلا في الفصل الثاني تحدث المؤلف عن ماهاوند (النبي محمد) وحديث الغرانيق وموقف حمزة وصراعه مع الاسود متهما هند زوجة أبو سفيان بالعهر وزوجها بالدياثة، وغيرها من المواضيع التي تعثر فيها الرواة المسلمون، فسهلت للكاتب الإصطياد بالمياء العكرة.

المقدمة
هناك فرق كبير بين الشهرة والتشهير، بالرغم من كون التشهير يؤدي الى الشهرة سواء كان ذلك سلبا أو ايجابا شأنه شأن أية فضيحة محلية أو دولية قديما أو حديثا. كلمة شهرة مشتقة من الفعل شَهَرَ، يشهر، شهرا. وشهر السيف بمعنى سٌله من غمده. وأشهر فلانا بمعنى إستخف به او فضحه بين الناس. وأشهرالأمر أظهره وصيره شهيرا بعد أن كان سرا أو غير معروفا. الشهير يعني المعروف بين الناس، والشهرة هي الفضيحة.

هذه المقدمة اللغوية الغرض منها التمهيد لبحث العلاقة الشائكة بين آية الله الخميني والكاتب البريطاني سلمان رشدي صاحب رواية (آيات شيطانية) التي اعتبرت من أشهر الكتب في الثمانينيات من القرن الماضي من نواحي المبيعات والتراجم وإثارة الجدل والمناقشات في العالم ما بين مؤيد ما جاء في القصة إنطلاقا من مفهوم حرية الرأي والتعبير، أو معارضا بسبب إستخفاف الكاتب بالإسلام ورموزه وعدم إحترام مشاعر أكثر من مليار مسلم. رغم الملل والسأم الذي لازم كل من قرأها بنسختها الانكليزية أو العربية. فقد أثارت الرواية العالم الإسلامي قبل الإطلاع عليها من قبل معظم المسلمين فهاجموها كما يهاجم أحدهم شبحا لا يعرف أين هو فيتخبط في ضرباته! سيما إنها لم تترجم للعربية إلابعد فترة طويل من صدورها، وكان هذا من أهم الأسباب التي جعلت الهجومات على الكاتب غير موضوعية، مجرد سبٌ ولعن وشتائم لا تغني المرء سيما الأجانب والذي يؤمنون بالردود العلمية والواقعية أو على الأقل التي تتوائم مع النهج العلمي والتحليل المنطقي.
في أحد الأيام جرنا الحديث مع أحد رجال الدين الى كتاب آيات شيطانية، فقال رجل الدين بأن الكتاب من تأليف شيطان أخذ يوسوس للكاتب ويملي عليه ما يكتب، فأجبته يعني الحالة المعاكسة للوحي عندما يملي على الأنبياء والرسل، أجاب: نعم، وأخذ يسب ويلعن الكاتب بصورة بذيئة ولا تتناسب مع الذوق العام، سألته: اليس من الأجدى بنا أن نرد على الكاتب بطريقة علمية ونفند آرائه المغلوطة ونفضحه بين القراء. أن السب والشتم لا يتفهمه الغرب وإنما يعتبره ضعف وشلل في أقلامنا لعدم قدرتها على مقارعة قلم الكاتب، رغم أن قلمه هش ويمكن بسهوله كسره، سيما أن الكتاب ألف باللغة الإنكليزية وليست العربية. أجاب: ان الكاتب اللعين لا يستحق أكثر من اللعن. في نهاية المطاف سألته: هل قرأت الكتاب؟ أجاب : كلا! بل قرأت عنه!

من المؤسف أن غالية رجال الدين من أهل السنة رغم علو مركزهم بين الناس وتحصيلهم الجيد في العلوم الدينية، لكنهم لا يلتزموا بأدب النقاش والحوار، ويمكن مشاهدة الكثير من الحوارات بين رجال الدين إنتهت بتقاذف الأحذية أمام المشاهدين، وهذه حالة غير مقبوله من الناس العاديين فما بالك برجال الدين! في بعض البرامج التلفازية التي تستضيف رجال الدين وتفتح الحوار مع المشاهدين، يتصل أحد المواطنين ويسأل سؤالا إستفزازيا أو يتهجم على المحاور، فيخرج المحاور عن أدبه ويبادله السب، او يطلب بقطع الإتصال، وهذا ضعف بغض النظر عن طبيعة السؤال أو التهجم من قبل المواطن على المحاور. كل إناء ينضح بما فيه، وكل منا له لائحة تسطر فيها محاسنه ومساوئه فإن كان المحاور لا يستطع أن يضبط لسانه أو يقنع المتصل، فعليه أن يبتعد عن الأضواء ويترك المجال لغيره لمن هو أثقف منه واكثر صبرا وتحملا على الحوار. الخط المفتوح بين المحاور والمشاهد هو ترمومتر للمواطنين يقيسوا به مستوى معرفة وثقافة وأدب المتحاورين.

آيات شيطانية كان كتاب العقد أو القرن بغض النظر عن موقفنا من الكاتب والكتاب، والكتاب حقق مبيعات لا يقاس بها أي كتاب آخر، وأثار من اللغظ والجدل مثل فعل كتاب الأمير لميكافللي وكفاحي لهتلر، مع أن كثرة التراجم والمبيعات لا يعنيان أن الكتاب جيدا ومفيدا، بل هما مشهوران، لذا قلنا ان الشهرة مصدرها قد يكون إيجابيا أو سلبيا. وهذا ما دفعنا الى مناقشة الكتاب من زاوية واحدة وهي موقف آية الله الخميني من الكاتب وإستباحة دمه بفتوى ما تزال سارية المفعول لحد الآن، ومعرفة ما يقف وراء الفتوى المبطن وليس المعلن، ولماذا إقتصرت الفتوى على الخميني دون بقية المذاهب الإسلامية، ولا احد يجهل بأن المذهب الإمامي يطعن بالقرآن الكريم والنبي (ص) والصحابة بل حتى الذات الإلهية المقدسة. هل الخميني كان الأكثر حرصا على الإسلام من غيره؟ الواقع يقول غير ذلك؟ هل الخميني كان الأعرف بإحكام الإسلام من غيره؟ الواقع يقول خلاف ذلك. إذن ما سبب إمتعاض الخميني وإصدار فتوى القتل. وهل كانت ردود الفعل العالمية تجاه الفتوى إيجابية أم سلبية؟ هل نفع الخميمي الكاتب أم أضر به؟

الكثير من الناس لا يعرفون فيما إذا إنطلق الإمام الخميني في فتواه من منطلق الدفاع عن الإسلام أو الدفاع عن الذات؟ وهل هناك حقا اختلاف فكري بين الإمام والكاتب حول مفهوم الإسلام؟
ما هي حقيقة الفتوى ومدى جديتها وقيمتها وتأثيرها على الكاتب؟
هل خدمت الفتوى الإسلام أم الخميني أو رشدي؟
هل إطلع ملايين المتظاهرون والمحتجون الإيرانيون على القصة أم قيدوا كالغنم خلف فتوى الخميني؟
بمعنى هل العقل أم القلب كان أساس الإنفعال الشعبي المغالى فيه؟ ماهي طبيعة الرواية؟
وهل إن رشدي كان صادقا في إعتذاره للعالم الإسلامي بقلة معلوماته عن الإسلام؟
كيف نفسر تحول العاصفة الفكرية إلى أعاصير وزوابع متتالية ومتصاعدة ضد الإسلام؟
اليست الشعوبية تعني الدخول في الإسلام ونخره من الداخل وهذا ما جرى؟
لماذا أثارت القصة حمية الخميني اكثر من حمية الأزهر الشريف وعلمائه وبقية علماء العالم الإسلامي؟
هل التهجم على الذات المقدسة والأنبياء والقرآن الكريم غارة جديدة على الإسلام؟
وكيف كان موقف الخلفاء وعلماء الأمة منهم؟
هذه الأسئلة وغيرها سنناقشها لبيان الحقيقة، وكشف المستور لمن لا يعرفها او أساء فهمها او تعمد تحويرها لغرض ما.

أ. الكاتب والكتاب
سلمان رشدي مؤلف الكتاب من مواليد 1947 بومباي وذو رعوية ثلاثية فهو هندي المولد، باكستاني الأصل، بريطاني الجنسية، وهذه الرعوية المتباينة جعلت أفكاره مشوشة نتيجة إنتمائه الى بيئات مختلفة ومتنازعة في كل الأوجه الدينية والثقافية والإجتماعية والإقتصادية. فبريطانيا كانت تستعمر بلده الهند وهي كما معروف (درة التاج البريطاني) وتحولت الهند بدورها الى دولتين متصارعتين ( الهند والباكستان) مما ترك أثرا قويا في ذهنية الكاتب وجعله لامنتمي.
تخرج رشدي من الجامعة الملكية في كمبردج عام 1981 قسم التأريخ. كان مضطربا في حياته الإجتماعية فتزوج أربع مرات. زوجته الثانية كانت الكاتبة الامريكية (ماريان ويجينز). كانت اول أعماله الروائية (غريموس/1975) وآخرها(عرافة فلورنسا/2008) ولم تلق رواياته إقبالا سوى روايتي (أطفال منتصف الليل/1980 ). ورواية(العار/1983) حيث نال عن الأولى جائزة الكتاب البريطانيين عام 1981. ونشر روايته ( آيات شيطانية)عام 1988 مستندا فيها على ما يسمى (حديث الغرانيق) حيث جاء فيه عن إبن عباس عن النبي(ص) " سجٌد بالنجم وسجٌد معه المسلمون والمشركون والجن والإنس".
الذي لايعرفه البعض ان وزارة الثقافة في إيران ترجمت روايتي رشدي (العار وأطفال منتصف الليل) الى الفارسية، وأصبح رشدي من أبرز الكتاب الأجانب على الساحة الإيرانية. كما منحت رشدي جائزة الدولة للأعمال المترجمة للفارسية) عن روايته (العار/ تترجم أحيانا العيب). ويذكر الكاتب جلال العظم بأن" روايتي رشدي المترجمتين للفارسية والتي نالت أحداهما جائزة الدولة تتضمنان الكثير مما ورد في رواية آيات شيطانية"!

إذن لماذا لم يعترض الخميني على الروايتين ويسحبهما من التداول طالما هما تسيئان للإسلام؟ هذا ما سنوضحه لاحقا.
لم يقتصر شجب رواية رشدي على العالم الإسلامي فحسب بل تجاوزه للعالمين المسيحي واليهودي فالرئيس الامريكي بوش وجيمس بيكر وجيمي كارتر ومرغريت تاتشر وبابوية الفاتيكان وأسقف نيويورك (الكاردينال لوكونرو) والكثير غيرهم هاجموا سلمان رشدي. بل أن (نورمان تبييت) زعيم حزب المحافظين في بريطانيا السابق وصف رشدي بـ " الضيف الوقح الذي يعوي عواء الجراء ليلفت إنتباه الناس اليه". ونظن هذا أفضل وصف للكاتب.

كذلك الأمر بالنسبة لليهود فقد أدان الحاخام الأكبر لليهود ( إفرام شابيرا) الكاتب وحظر نشر الرواية في الكيان الصهيوني. في حين قام الرئيس الامريكي كلينتون- بطل فضيحة لوينسكي- بإستضافة رشدي في البيت الأبيض من منطلق كيدي ولايوجد تفسير آخر! كما منحته الملكة الشمطاء اليزابيث عام 2007 لقب (الفارس) منطلقة من إعجابها بنظيره الفارس المقدام دون كيخوته. وحاول بعض الزعماء المسلمين ثنيها عن قرارها السخيف فلم تستجب- للشيخوخة ظروفها وللزهايمر ثمنه - مما حدا بمجلس العلماء في الباكستان لمنح الشيخ أسامة بن لادن لقب (سيف الله) ، كيدا بالعجوز الخرفة! فالعين بالعين والباديء أظلم كما يقال!

يضم كتاب آيات شيطانية أربع قصص مختلفة الزمان والمكان. واحدة منها تتعلق بعصر النبي محمد (ص) والثلاث المبقية تتعلق بالعصر الحديث، إثنان منهما تدور فيهما الاحداث على المسرح البريطاني والأخرى في الهند. وقصة النبي محمد(ص) تضمنها فصلان هما"ماهوند" وهو رمز للنبي محمد (ص). والفصل الآاخر بعنوان"عودة الى الجاهلية".
الحقيقة التي لا يعرفها البعض إن حمية الامام الخميني وصلت إلى درجة الغليان ليس غيرة على الإسلام ومحبة لنبيه كما توهم البعض. فالخميني نفسه وصم النبي بالتقاعس وكتم ما أمره الله به بل حمله مسؤولية الخلافات والمعارك بين المسلمين لحد هذه اللحظة!

فقد ذكر في كتابه (كشف الاسرار) بأن" من الواضح إن النبي لو بلغ أمر الإمامة طبقا لما أمر الله به وبذل المساعي بهذا الصدد، لما نشبت في البلدان الاسلامية كل تلك الإختلافات والمشاحنات والمعارك". ويتجاوز على الذات الإلهية المقدسة بقوله في نفس الكاتب" إننا لانعبد إلها يقيم بناءا شامخا للعبادة والعدالة والتدين ثم يقوم بهدمه بنفسه". وتصل به الصلافة والكفر لأعلى الحدود بقوله" ولا يقوم –أي الله- بتقرير مصير الأمة بعد وفاة نبيه".

لاحظ إن الخميني وكعادة من قبله ومن بعده من المراجع الفرس لا يستخدمون أسماء الجلالة عنذ ذكر الله جلً جلاله أو يضع (ص) عند الإشارة الى النبي محمد وبقية الرسل. في حين لا تفوته كلمات التقديس مع الأئمة ومراجع الشيعة! والسبب يكمن في إن الخميني يعتبر نفسه قرين للذات المقدسة وبمنزلة رسول وليس نبي فحسب!
فهو يساوي بين ذاته الفانية والذات الإلهية الخالدة بقوله في كتابه مصباح الهداية " لنا مع الله حالات هو نحن، ونحن هو". ويجعل الإمامة أعلى وأسمى من النبوة في كتابه الحكومة الإسلامية" إن من ضروريات مذهبنا أن لأئمتنا مقاما لايبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل". ويساوي أيضا بين نفسه والنبيين موسى وعيسى (ع) في نفس الكتاب بقوله"إعلم بأن الفقيه الرافضي بمنزلة موسى وعيسى". ركز على كلمة الرافضي! بمعنى من يرفض خلافة أبا بكر وعمر، ويعلن البراءة منهما.

ب. المؤتلف والمختلف بين الخميني ورشدي
1. كلاهما إستخفا بالنبي محمد(ص). فإذا كان رشدي قد إستخف بالنبي(ص) وأمهات المؤمنين والاسلام، وهذا شأنه مع ربه. فإن الخميني قد استخف بالنبي ورًبه وملائكته وكتابه ورسله.
وإن كنا نلوم كاتب على قصة مملة وتافهة، فالأجدر بنا أن نوجه اللوم الى مؤلفات دينية وليس قصص مبتذلة! فمن يكتب في الدين ليس كمن يكتب القصص والروايات، والمرجع الديني الشيعي يقلده الكثير من الناس واحيانا الملايين كما في حال الخميني وهم يسيرون ورائه مثلما تسير الخراف خلف الحمير و الكاتب له هواة ومعجبين لا أكثر.
وإذا كان يشفع لرشدي جهله بالإسلام كما اعترف بذاته وربها هي محاولة للتبرير والله أعلم. فالخميني على معرفة وعلم بالإسلام واركانه وحدوده.
وإن كان يشفع لرشدي كونه مجرد كاتب لايقدم لا يؤخر ولم يستوعب جوهر الإسلام وروحه، ويتحمل وزر فعله. فإن الخميني يحمل درجة آية الله العظمى، ويتحمل مسؤولية نفسه ومن يقلده.
وإن كان الغرض من الروايات عموما متعة القراءة فقط. فإن الغرض من كتب الدين الوعظ والإرشاد وتهذيب النفس وزرع المحبة والسلام بين العباد.
وإن كان لقب المؤلف (فارس) فإن لقب الخميني (روح الله) وشتان بينهما.

2- كلاهما ينظر بعنجهية وغطرسة للعرب! فصورة العرب عند الفرس قوم رعاع وكذلك جاء وصفهم عند رشدي في كتابه " المسلمين هم قطاع طرق ولصوص". وهذا الوصف في حقيقة الأمر إستمده رشدي من رأي الفرس بالعرب عموما قديما وحاضرا. حث وصفهم الفردوسي بهذا الوصف في الشاهنامه. وحاضرا صرح مسؤولان في الخارجية الايرانية هما (محمد رضائي) و(مهدي صفري) لصحيفة دنماركية (ويك أند) بأن" العرب هم بدو وهمج الصحراء، وحضارتهم طارئة".

3- كلاهما أفرطا في الحديث عن الجنس وربطه بالإسلام. فقد جاء في كتاب سلمان رشدي" إن الاسلام جاء لتنظيم ممارسة الجنس". ومن يطلع على فتاوى الخميني سيجد الكثير العديد من أحاديث الجنس! منها على سبيل المثال قوله في تحرير الوسيلة" المشهور الأقوى جواز وطء الزوجة دبراً على كراهية شديدة". ومنها " صلاة الجنازة تصح من الجنب" وكذلك "لا يجوز وطء الزوجة قبل إكمال تسع سنين، وأما سائر الإستمتاعات كاللمس بشهوة و الضًم و التفخيذ فلا بأس بها حتى في الرضيعة". وفي المتعة ذكر " يجوز التمتع في الزانية و يجوز أن يشترط عليها وعليه الإتيان ليلا أو نهارا و أن يشترط المرة والمرات مع تعيين المدة بالزمان" وهناك المئات من تلك الاحادث.

4- كلاهما شهرا بأم المؤمنين عائشة، في رواية سلمان رشدي تمثل عائشة الامبراطورة التي يحاربها الامام ويظهر جبريل شخصا عاديا وليس ملاكا ويخاطب الامام" هذا الزمن ليس زمن الملائكة فقد إنتهى زمنهم". لكنه المؤلف يناقض نفسه حيث يحمل جبريل الإمام على كتفه ويحلق به في السماء! مما تجدر الإشارة اليه إن رسم رشدي لشخصية أم المؤمنين يتوافق تماما مع الرؤية الصفوية في عدم تبرئة ساحتها، والسخرية من الوحي الذي نزل بآية لتبرئتها في حادثة الإفك. برأها الله ولم يبرأها من يسمًون أنفسهم أتباع آهل البيت! كما ان الإمام في الرواية يلعن عائشة ويصفها" المتعطشة لدماء المسلمين". بل ويتهمها بالرذيلة وإقامة " علاقات جنسية مع السحالي".

في كتب الأمامية كتفسير القمي ورد بأن عائشة "عندما خرجت إلى البصرة لقتال أمير المؤمنين في حرب الجمل، أغواها طلحة وقال لها:"لا يحل لك أن تخرجي من غير محرم"! فزوّجت نفسها منه. ولذا فقد ورد أن إمامنا المهدي المفدّى عندما يظهر فإنه سيُخرج عائشة من قبرها ويحييها ليقيم عليها الحد لأنها تزوّجت طلحة مع تحريم الرجال عليها، كونها كانت زوجة سابقة لرسول الله".

وجاء في (لسان الميزان4/136) " الظاهر عندي أن عائشة (!) كانت تعيش عقدة نفسية جنسية بسبب عدم اهتمام رسول الله بها وانشغاله بالعبادة حتى في يومها وليلتها. وهذا هو ما يفسّر إختلاقها عشرات الأحاديث المكذوبة على رسول الله (ص) التي زعمت فيها أنه – حاشاه – كان مولعا بها ويمارس معها (كذا وكذا) من التفاصيل الزوجية التي يعفّ لسان كل ذي أخلاق عن ذكرها، فكأنها كانت بذلك تريد ملء النقص الذي كانت تشعر به في هذا الجانب، خاصة وأنها كانت قبيحة المنظر ومنفّرة لسوادها ولوجود أثر الجدري والبثور الكثيرة في وجهها، فلا يرغب بها أحد من الرجال". ناهيك عن كون الإمام الخميني وسلمان رشدي من عرق واحد فهما هنديان الأصل.

يتبع






 
قديم 27-10-16, 07:15 PM   رقم المشاركة : 2
Nabil48
عضو ماسي







Nabil48 غير متصل

Nabil48 is on a distinguished road


كشف المستور في فتوى الخميني بقتل سلمان رشدي 2/3

علي الكاش

ج. ما وراء الفتوى… المخفي وليس المعلن؟

كان الكاتب سلمان رشدي من كتاب الظل وغير معروف عند جمهور القراء خارج بريطانيا على هذا النحو الواسع في الوقت الحاضر. صحيح إنه حصل على جائزة أدبية ولكن هناك عشرات الآلاف ممن حصلوا على جوائز عالمية أفضل من جائزته ولم يبلغوا شهرته. لكن الضجة التي أثارها الخميني بشأن كتابه والمحاولة الفاشلة لقتله عام 1989 من قبل أحد عناصر حزب الله ( مصطفى مازح) عن طريق كتاب مفخخ حيث قتل حامله مازح ودمر معه طابقين من فندق (بادينغتون)، جعلته في مصاف الكتاب العالميين ومن أغنى الأثرياء بسبب مبيعات كتابه، وقد ترجم كتاب (آيات شيطانية) إلى أكثر من مائة لغة وبيعت الملايين من النسخ. أي نفخه الخميني كالبالون ليكبر ويحلق عاليا. ولو ترك الكاتب في غييه لما اغتنى وأشتهر وذاع صيته ولبقي أسفل الهرم وليس في قمته. إنه في حقيقة الأمر ماركة تجارية صنعها وروجها الخميني، وقد فتح الخميني بفتواه شهية الناقمين على الإسلام فتوالت الإساءات والهجومات على الإسلام من كل حدب وصوب.

ان هجوم سلمان رشدي بروايته (آيات شيطانية) على الخميني كان السبب الرئيسي لجعل الأخير ينتفض غضبا ويصدر الفتوى بقتله في 14/2/1989. وليس غيرة على الإسلام والنبي محمد (ص) كما توهم معظم الناس، كتب الخميني وبقية المراجع الفرس أساءت للإسلام أكثر مما أساء رشدي بكتابه. كما أن الكثير من الكتاب العرب أساءوا الى الى الذات الإلهية والنبي (ص) والإسلام، ولم يحرك الخميني ساكنا.

على سبيل المثال وردت إساءات كثيرة في كتاب د. مصطفى جحا (محنة العقل في الإسلام) نشره بعد كتابه (الخميني يغتال زرادشت) منها ” ربما أنحرف عقل محمد وسلوكه تحت تأثير الحزن واليأس العميقين الكامنين في نفسه”،ويضيف” أبو طالب يراقب تحركات إبن أخيه فيرى في بعضها الهذيان وبعضها الحزن، وفي بعضها الآخر التمرد والعصيان والطموح والغضب والنقمة”. ويدخل المؤلف النبي (ص) في عيادة فرويد ليحلل شخصيته ” إذا كان أبو طالب يخاف على أبن أخيه من أي شيء يرتقب، إلا يجوز لنا أن نقول ان الصرع الأصغر كان يفاجيء محمدا”. من ثم يصفه بالهستريا والسلوك السيكوباني (الإنحراف السلوكي) والشيزوفرينيا والجنون الدوري من ثم العقد الجنسية الذي جعلته يتزوج الطفلة عائشة بعد أن مرٌ بتجربة مع امرأة كبيرة السن (خديجة). ويقول” ان أخطر ما في قضية هذا العبقري المجنون إنه إدعى النبوة في مجتمع كان بأمس الحاجة الى نبي… وأن أقصى درجات الجنون أن يدعو المريض نفسه أشرف الخلق وأحسنهم وأعظمهم على الإطلاق ووصيا عليهم، وان محنة الإنسان والإنسانية هي في هذا المريض بالذات”. وبستطرد ” محمد رأى في خديجة أمه آمنة. ألم يشعر تلك الليلة بالخطأ؟ ألم يظهر خجلا؟ لعل الله أنزل على محمد جبريا ليمسح بكفه الملائكي جسد محمد ويخلصه من العقد النفسية والجنسية”. ويضيف” دم البكارة على سروال خديجة ليس شرطا في عقد الزواج، خديجة لن تعلق السروال على الباب، وآل قريش وآل قصي والأصدقاء والمنتفعون لن يسألوا عن الأحمر (دم البكارة)، لن يسألوا عن السروال، الحديث عن البكارة، العزة والشرف لن يأتوا عليه”. ويذكر عن كبار الصحابة ” عصابة تهندس لنفسها كما تشاء، وتفعل ما تشاء”.

نشر مصطفى جحا كتابه (الخميني يغتال زرادشت) عام 1980 اي في أوج الثورة الإسلامية في إيران وإستنكر فيه ولايه الفقيه وإلتفاف الشعب اللبناني حول الخميني، وتغلب النزعة الطائفية على النزعة الوطنية، ووجه إنتقادات لاذعة الى الخميني سيما ما يسمى بتصدير الثورة الإيرانية، وبتأثير اللوبي الشيعي الموالي لإيران، أصدرت المحكمة الشرعية الجعفرية فتوى تكفر جحا بإعتباره مرتد عن الإسلام، فإستباحت دمه وأغتيل المؤلف بإيدي لبنانية وبتدبير إيراني، وذكر أبن المؤلف الذي تعرض بدوره الى عملية إغتيال نجى منها بإعجوبة ” أن كتاب الخميني يغتال زرادشت هو الذي قتل والدي”.

لقد تمكن الخميني من تصفية مصطفى جحا بشكل سري وهدوء يعبر عن ذكاء مخابراتي رفيع المستوى، فلا فتوى ولا مكافأة بملايين الدولارات، ولا نفهم السبب الذي جعل الخميني يعزف عن تصفية سلمان رشدي بنفس الطريقة الهادئة دون الإعلان جهرا عن تصفيته بفتوى مقرونه بجائزة كبيرة. للخميني الآلاف من الأتباع في بريطانيا ودول أوربا وهم رهن إشارته لو أراد فعلا تصفية رشدي؟ كما أن رشدي ألقى عدة محاضرات في معارض الكتب التي أقيمت في دول أوربا لترويج كتابه، وكان يمكن لأعوان الخميني أو مافيات القتل (طمعا بالجائزة ولا علاقة لها بالكتاب أصلا) قتله. بالتأكيد لا يوجد تفسير سوى كسب الرأي العام الإسلامي الى صفه وليس حرصا على الإسلام.

د. الخميني في رواية رشدي

يتناول رشدي موضوع صراع الامام والامبراطورة (عائشة) اي الصراع الشاهنشاهي – الخميني وتقع في 11 صفحة (من 205 – 216) وفيها يتهكم بسخرية لاذعة من الخميني والثورة الايرانية. ويصف الامام الخميني بأنه عبارة ” حجارة حية” فهو ضخم الجثة وهامد لا يتحرك! مضيفا بأن ” التأريخ من الدً اعداء الامام ويتلاعب به كالدمية. فهو يحرك العالم ولكنه لايتحرك”. ويصوره من جانب آخر كأنه وحش من أساطير اليونان التي ترد في الميثولوجيا، لكن بصورة هزلية بقوله ” لحيته طويلة تبلغ الأرض وتطٌيرها الرياح، وله ساقين مخملتين يغطيهما شعر مجعد كثيف، ويطٌول شعر الامام كل دقيقة ويتحركا حاجباه مثل رايات ترفرف، وله براثن ينشبها برقبة جبرائيل”.

وفي رؤية الإمام للنهضة والتطور العلمي وتعزيز حقوق الإنسان والحريات الأساسية يعتبرها رشدي أمورأ مزيفة ويصفها بقوله” أنها من أكبر الاكاذيب فالعلم وهمً، والتقدم هو الشيطان الاكبر عند الإمام”.

وهذه ترجمة لبعض ما ورد في الفصل:

” تجمدت عقارب الزمن فتحول الإمام إلى مجرد صورة فوتوغرافية تأبى الحركة، ثُبتت بصورة غير معقولة فوق أرض الوطن بإنتظار اللحظة القادمة بلا ريب. حيث عندها تبدأ الصورة الفوتوغرافية بالحركة وتعود الأرض الى حالتها المألوفة”. عن نفي الخميني يذكر رشدي” الإمام المنفي على الجزيرة وعائشة في الوطن (دش)، كان كل منهما منهما يتآمر على الآخر، ويراهن على موته”. وعن قوى الإستكبار العالمي يذكر” أن الشر في نظر الإمام هم الفرنجة، بل وكل ما هو قادم من الخارج”. ويصف فرنسا ” إنها بالوعة الشر التي أذلته بمنحه المأوى والملاذ، وطمعا منها بأن يعترف بما فيها من رذائل وآثام، وكان يفكر بأنه عندما يغادر هذا المنفى المشبوه ويعود منتصرا، فإنه سيدعي بأنه يجهل كل شيء عن مدينة سادوم الرذيلة، البالوعة التي أجبرته الظروف على اللجوء إليها، وأنه سيتباهى بأنه بأنه بقي يتقيأ عليها على الرغم من وجوده فيها، وكي يسدل الستار على العيون والآذان فهي بمجملها معادية”.

ويستطرد” كان الإمام يكثر من شرب الماء، حيث كان يشرب قدحا كل خمس دقائق كي يبقى نظيفا في داخله، وكان يقول ان الإمبراطورة (عائشة) تشرب الخمر، والخمر يفسد ويسمم جسدها الأشقر النحس، وهذه الخطيئة لوحدها كافية لإدانتها الى الأبد، دون أدنى بصيص من الأمل تترقبه”.

“كان حلم الإمام يمتد الى زمن طويل آتِ، فقد كان يحس بخيوط عنكبوتية من أنامله التي تتحرك بواسطتها حركة التأريخ”. ويذكر” دخل إبنه وأخبره أن الرجل المكلف بحراسته هو سلمان الفارسي، في حين كان الفتى الأمريكي الزنجي الأسود يبث الرسالة الصوتية اليومية إلى الوطن على الموجة المتفق عليها، وكات الرسالة تضم كلمات للإمام يصدح فيها صوت بلال، ذلك الصوت القوي الموحي، المصقول والمدرب، وكان يبتدأها دائما بشتائم توجه الى الإمبراطورة، مع لوائح يدرج فيها الجرائم التي إرتكبتها، من قتل ورشى وعلاقات جنسية داعرة، وينتقل بعدها داعيا شعبه الى الثورة، وكان صوت بلال يرعد” سنحارب ليس في وجه الطغيان فحسب، بل في وجه التأريخ نفسه، لأن التأريخ في نظر الإمام مادة سامة من صنع الشيطان، فهو مجرد أكاذيب ملفقة عن التطور والتقدم العلمي وحقوق الإنسان، وسوف يقف الإمام في وجه هذه الأكاذيب ويحاربها”.

وفي مشهد هزلي بين جبريل والإمام يذكر” يجد جبريل نفسه مع الإمام على سطح البناء والريح تعبث بلحية الإمام التي أصبحت أطول مما مضى، وأحمرت عيناه كالجمر وهو يصيح” هيا خذني الى هناك! يرفع الإمام لحيته فوق كتفيه ويثبت أثوابه حول جسده، كاشفا عن ساقين نحيلتين، يغطيهما شعر كثيف، ويقفز الإمام في الهواء على كتفي جبريل، وعندما يستقر على كتفيه وهو متشبث بأظافره، أظافره تنموا وتستمر بالنمو الى أن تتحول الى مخالب حادة ومدببة”.

ويتابع الرحلة التي تشبه رحلة الإمام الباقر على الفيل فوق المدينة بقوله” إرتفع جبريل في السماء وهو يحمل الإمام بلحيته وشعره الذي يستمر في النمو بكل الإتجاهات بحيث يتطاير حول شعر حاجبيه اللذين يبدوان كرايتين ترفرفان”.

وحول مزاعم الخميني بشأن القدس وتحريرها كدعاية لثورته البائسة وما صاحبها من تشكيل فيلق القدس يذكر رشدي” تساءل جبريل محتار في أمر القدس! كيف يكون الطريق إليها؟ القدس كلمة ذات مدلولات كبيرة، وقد تكون مجرد فكرة، ربما هي هدفه، وربما مجرد إحساس، او حالة نفسية! لكن أين هي قدس الإمام تلك؟”.

ويستطرد” وصل جبريل والإمام الى قصر الإمبراطورة عائشة، وإنقض جبريل متوجها الى الأسفل كأنه بساط طائر والإمام فوقه، ظهرت الطرقات وهي تعج بالحياة والحركة في عتمة الليل، قال الإمام: إهبط الآن سأجعلك تشهد معنى الحب!

لكن ما هو الحب الذي تحدث عنه الإمام؟

لنرى الصورة عن الكاتب” كان الرجال يسيرون على شكل أرتال، يضم كل رتل سبعين رجلا، وهم يتقدمون بتوجس وحذر عميق متراصفين ويتقدمون تجاه حرس الإمبراطورة وكانت بأيدي الحرس رشاشات واصابعهم على الزناد، وما لبث ان إنطلق الرصاص فمات السبعون رجلا، ليحل محلهم سبعون آخرون يمشون على أجساد من سبقهم، وهكذا دواليك بحيث يتكون جبل من الأجساد يرتفع تدريجيا دون توقف، وعندما دخلا المدينة المظلمة كانت الأمهات يقفنٌ ورؤوسهن محجبة وهن يدفعن بأبنائهن الأعزاء الى ذروة العرض ويصحنٌ: إمضوا إلى الإستشهاد! قوموا بواجبكم! هيا الى الموت! فيصيح الإمام بصوته الأبح: هل ترى إلى أية درجة يحبوني؟ لا يوجد طغيان في العالم يمكنه أن يواجه هذا التيار المتدفق من المحبة! فيجيب جبريل وهو يبكي بحراراة: هذا ليس حبا! بل هي الكراهية بعينها! إنها الكراهية التي تدفعهم الى الإلتفاف حولك”.

” يرد الإمام على جبريل: هذا غير ممكن! إنهم يحبوني لأنني الماء الزلال والحياة الخصبة، بينما الإمبراطورة (عائشة) هي الفساد والعفن، إنهم يحبوني لأني أقاتل أعداء الله.. إني أجسد السرمدية، أما هي (عائشة) فليست بأكثر من جزء من الثانية، وربما أقل منها! بعد الثورة لن يكون هناك أعياد ميلاد لأننا ولدنا من جديد، وسنبقى جميعا في عصر لا يتقدم ولا يتغير في نظر الله تعالى”.

ويصور رشدي نجاح ثورة الخميني بقوله” ثم وصل الناس الى حملة البنادق الرشاشة وأخرسوها ليلتحم ذلك الثعبان الهائل من الشعب الثائر مع أفراد الحرس فيخرسون ضجيج أسلحتهم المهلكة، فيتنهد الإمام بعمق ويقول: لقد إنتهى الأمر!”.

ويستمر الكاتب ” تعلو داخل قصر الإمبراطورة صرخة مدوية ومفزعة، وما تلبث قبة القصر الذهبية أن إنفجرت وإنزاح جزء منها كبيضة تهمشت قشرتها، ليخرج منها شبح امرأة اسطورية ذات وجه أسود قاتم وجناحين هائلين، وشعر يضاهي شعر اللات طولا، يتناثر متماوجا في أرجاء الجو، فيدرك جبريل أن تلك المرأة الشبح لم تكن سوى اللات التي خرجت من جسد عائشة، فيصدر الإمام أوامره الصارمة: إقتلوها! ويمضي جبريل ليدفع الإمام إلى سدة المراسم.. ومن ثم يجد الإمام دون خيار منه متحولا إلى دمية تُوجه إلى ميدان الحرب.. عندئذ تبدأ كل ساعات المدينة تدق بلا توقف .. مشيرة الى نهاية الزمن، وبداية اللازمن عند الإمام”.

من المؤسف إن الكثير من الكتاب تغافلوا عن ذكر هذه الحقيقة وإظهروا الخميني وكأنه حامي حمى الإسلام والمدافع عنه، دون الإشارة بأن موقف رشدي من الخميني والثورة الإيرانية هو الذي يقف وراء إصدار الفتوى. كذلك لم يوازنوا بين محاسن الفتوى ومساوئها. وهذا هو القصد من هذا المبحث. لقد جانبت الفتوى طريق الحقيقة وأنزوت في ركن ثانوي، مما يستلزم العودة الى الطريق الرئيسي وإزالة الغموض والإلتباس.

ونود الإشارة بأنه لو جرى نفس الأمر من قبل شيخ الأزهر أو علماء السعودية وغيرهم من علماء السنة، لكنا تناولنا الموضوع من نفس الزاوية. لقد صدرت فعلا فتاوى تكفير من علماء الأزهر والسعودية لكن رشدي لم يهاجمهم في كتابه، لذلك لم تكن تلك الفتاوى ردود فعل مابشرة على تهجم شخصي، كما في حالة الخميني.

هـ. فتوى الإمام وفعاليتها

جاء نص فتوى الخميني كالآتي عبر إذاعة طهران الرئيسية” بإسمه تعالى. إنا لله وإنا اليه راجعون. أعلن للمسلمين الغيارى أن مؤلف كتاب (الآيات الشيطانية) الذي ألف وطبع ونشر ضد الإسلام والرسول الأعظم (ص) والقرآن الكريم. وكذلك من نشره وهو على علم بمضمونه. يحكم عليهم بالاعدام. أطلب من المسلمين الغيارى أن ينفذوا حكم الإعدام بهؤلاء سريعا حيث وجدوهم. كي لا يتجرأ أحد على إهانة المقدسات الاسلامية. ومن يقتل في هذا السبيل فهو شهيد إن شاء الله تعالى. هذا ومن يعثر على مؤلف هذا الكتاب ولا يستطيع تنفيذ الاعدام بحقه، يجب عليه أن يطلع الآخرين على مكان وجوده لكي ينال جزاء عمله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. روح الله الموسوي الخميني في 8 رجب 1409 هـ”.

ملاحظات عن الفتوى

1. ان الفتوى ذات طابع دعائي ولا تعبر عن الحقيقة كاملة فهي موجهة الى خارج ايران لذلك استخدم الخميني لغة التهذيب مع الله جل جلاله ورسوله (ص) وهذا ما تفتقر له سائر كتبه! وسبق أن استعرضنا البعض منها.

2. إستخدم الخميني التقويم الاسلامي وهو تقويم لايعمل به في إيران، لأن الذي سنه هو عمر بن الخطاب، وموقف الفرس من عمر بن الخطاب معروف، فهم يستخدمون التقويم المجوسي في ما يسمى بالجمهورية الإسلامية.

3. خليت الفتوى من الاشارة الى آل البيت(ع) وهذه حالة نادرة في فتاوى الخميني، والغرض من ذلك هو إشاعة أن الفتوى لا تقتصر على الشيعة على إعتبار أن القضية إسلامية وليست شيعية فحسب.

4. لم يشر الخميني في الفتوى بأن الكتاب تعرض له شخصيا وهاجمه بقوة، بل إنصب الحديث على الإساءة إلى النبي (ص) والإسلام فقط. كما أن وسائل الإعلام الإيرانية لم تتحدث مطلقا عن تهجم رشدي على الخميني بقصد واضح.

5. الفتوى تتحدث عن قتل الكاتب والناشر، دون الحديث عن المترجم، ربما تماشيا مع القول بأن ناقل الكفر ليس بكافر، لكن هناك المئات من دور النشر الأجنبية التي نشرت الكتاب، وهذا يعني أن الفتوى لا تقتصر على شخص الكاتب وناشر كتابه الأول، وهذا الأمر من شأنه أن يخلق لإيران مشاكل مع العديد من دول العالم، لذا حجبت دور النشر العربية ذكر المترجم وإسم دار النشر، عندما نشرت الكتاب.

بلاشك إن الفتوى بإهدار دم الكاتب ومنح قاتله مكافأة قدرها(مليون دولار في البداية) كان لها أثرا سلبيا خطيرا إنعكس في ثلاثة إتجاهات:ـ

أولهما:- رفع مستوى شهرة الكاتب وتوسيع نشر وترجمة الكتاب.

ثانيهما:- إظهار المسلمين كإرهابيين وقتلة لمن يخالفهم في الرأي ( هكذا يفسر الغربيون الأمر وليس كإساءة للدين).

ثالثهما:- دفع الحكومة البريطانية لإتخاذ إجراءات احترازية لسلامة الكاتب، فأبطلت مفعول الفتوى وصارت مساوئها أكثر من محاسنها.

كلنا يدرك بأن الخميني كان بإمكانه تكليف المخابرات الإيرانية بتصفية رشدي دون الحاجة الى ضجيج الفتوى وإفتعال الأزمات، وإثارة بريطانيا على إعتبار إن الفتوى وفق القانون الدولي تعتبر إنتهاكا لسيادة دولة أخرى من حقها حماية رعياها على أراضيها. وكلنا يدرك مدى خبث بريطانيا ومكرها مع العرب والمسلمين. ففي الوقت الذي يمنع قانونها إهانة المقدسات فإنه يقصرها على الديانة المسيحية فقط! لذلك عقمت محاولات مقاضاة سلمان رشدي في بريطانيا. والأنكى منه هو منع بريطانيا عرض فيلم باكستاني كوميدي يسخر من رشدي وكتاب آيات شيطانية!

من يجادلنا مدعيا بأن فتوى الخميني من شأنها منع الآخرين من تقليد سلمان رشدي والإساءة للإسلام ورموزه كما ورد فيها. نطلب منه أن يستذكر بعدها الإساءات الكثيرة التي تعرض لها الإسلام إبتداءا من الرسوم الكاريكاتورية مرورا بتلطيخ القرآن الكريم بالكنيف في سجن أبو غريب وإطلاق الرصاص عليه من قبل الجنود الأمريكان، من ثم رمي نسخ من القرآن في حظيرة للخنازير وإنتهاءا بمحاولة قس معتوه دعا إلى حرق القرآن الكريم في ساحة عامة.

إذن العكس هو الذي حصل فقد إزدادت الإساءات وإمتدت أحيانا الى أمور جانبية، كزوبعة منع الحجاب الذي ترتديه بعض المسلمات في الدول الأوربية. بل بلغ الأمر أشده بصدور كتب لعرب ومسلمين أساءوا فيها للنبي والإسلام (كمحنة العقل في الإسلام) لمصطفى جحا و(اولاد حارتنا) لنجيب محفوظ الذي منح بموجبه جائزة نوبل في الأدب. و(مسافة في عقل رجل) لعلاء حامد الذي وصفه الأزهر بأنه ” أسوأ من كتاب المارق سلمان رشدي” و(قس ونبي) لأبي موسى الحريري و(القرآن والكتاب) ليوسف حداد وهناك العشرات غيرها.

من جهة أخرى ما يزال الغموض يلف موضوع نفاذ الفتوى أو إلغائها ففي عام 2007 أعلن خاتمي بأن” فتوى الإمام الخميني بقتل رشدي لاتزال سارية المفعول، وهي غير قابلة للإلغاء والتعديل”. والمثير في تصريحه هو تشبيهه الفتوى كآية قرآنية حيث أضاف” إن حكم الإمام بحق المرتد سلمان رشدي يستند الى الآيات الإلهية. فهو كالآية الإلهية ثابت لايمكن الغاؤه”. من جانبها أكدت مؤسسة (الشهيد وشؤون الضحايا) بأن” فتوى الخميني لاتزال سارية المفعول”. في حين كانت الحكومة الايرانية في أيلول 1998 قد أعلنت عن الغاء فتوى الخميني بسفك دم سلمان رشدي وأعيدت العلاقات الدبلومسية الايرانية- البريطانية على أثرها!

في تطور لاحق أعاد الصراع الإيراني حول الإنتخابات البرلمانية وإنتخاب مجلس الخبراء الأضواء مجددا لفتوى الخميني بسفك دم الكاتب سلمان رشدي، تلك الفتوى التي تسببت بقطع بريطانيا العلاقات الدبلوملسية مع إيران لمدة عشر سنوات. وكانت وكالة فارس الإيرانية قد أشارت بأن المكافأة التي سيأخذها قاتل سلمان رشدي قد زِيدت (600000) ألف دولار وبلغت (4) مليون دولار أمريكي لغاية هذا العام 2016. كما نقلت صحيفة لوس انجلوس تايمز عن المحلل السياسي القريب من الحركة الاصلاحية (فرهاد قربان بور) قوله” ان شباب ايران والمتعلمين من سكان المدن نسوا الفتوى التي أصدرها الخميني قبل وفاته عام 1989، لكن المحافظين سيعيدون الماموث من العصر الجليدي، إذا كانت إعادته تخدم اغراضهم السياسية”.

وجاء اعلان المكافأة الجديدة على رأس رشدي في معرض للاعلام الرقمي أُقيم مؤخرا بالتزامن مع ذكرى صدور الفتوى، كما افادت وكالة انباء فارس “إن 43 مؤسسة اعلامية ساهمت في جمع الزيادة على المكافأة”، وبذلك ترتفع المكافأة لمن ينفذ فتوى الخميني بقتل الروائي البريطاني، الهندي الأصل، الى نحو 4 ملايين دولار. في عام 2015 انسحبت ايران من معرض فرانكفورت للكتاب في المانيا احتجاجا على دعوة رشدي للحديث في ندوة على هامش المعرض.

يتبع






 
قديم 27-10-16, 07:45 PM   رقم المشاركة : 3
Nabil48
عضو ماسي







Nabil48 غير متصل

Nabil48 is on a distinguished road


كشف المستور في فتوى الخميني بقتل سلمان رشدي 3/3 علي الكاش

كشف المستور في فتوى الخميني بقتل سلمان رشدي 3/3

علي الكاش


و. سلمان رشدي ومبدأ خالف تعرف
رشدي يأخذ بمبدأ خالف تعرف، ففي روايته (أطفال في منتصف الطريق) انتقد العادات والتقاليد في الهند بطريقة بليدة وجارحة لشعبه. وصب جام غضبه على انديرا غاندي رئيسة وزراء الهند حينذاك بسبب خطتها لتنظيم النسل في البلاد. فأقامت عليه دعوى قضائية وكسبتها. وبسسب تهجمه على بلده والاسلام ـ لا غيره ـ منحته بريطانيا العجوز جائزة بوكر! وقد اعتذر رشدي لأنديرا غاندي ولشعبه عما لحق بهما من ضرر فصرح لاحقا" إن الهند أصبحت دولة كالصين، دولة شمولية". كما تضامن رشدي مع الغرب في حملته الظالمة على الحجاب فقد جاء في رواية آيات شيطانية" جاءت الأنباء بأن مومسات الحجاب اتخذت كل واحدة منهن اسم زوجة من أزواج (ماهوند) مما زاد من شبق ذكور المدينة". ويقصد زوجات النبي (ص).

من ثم إعتذر في نهاية عام1999 للمسلمين عما سببه من أذى لمشاعرهم بحجة قلة معرفته بالتأريخ الإسلامي وكان عذره سخيفا! فمن جهة أن تخصصه الجامعي في التأريخ الاسلامي ينفي جهله التام كما ذكر! ومن جهة أخرى يلاحظ في الرواية تفاصيل مهمة ودقيقة عن حديث الغرانيق وصلح الحديبية ومصرح حمزة، وتفاصيل عن أمهات المؤمنين ومسائل أخرى مما يدحض عذره ويسفه إعتذاره، بالطبع إن صح إعتذاره.
ولو إفترضنا جدلا جهله بالإسلام فما عذره بأن يسبغ أسماء امهات المسلمين على بغايا وبنفس العدد والمواصفات ولاسيما خديجة وعائشة؟ وهل جاء الإسلام " لتنظيم الفساء وطرق ممارسة الجنس" كما ورد في روايته؟ أم كان أفضل نظام وشمولية لتنظيم الحياة البشرية والعلاقات الإجتماعية بإعتراف أبرز كتاب الغرب ممن لا يصلح ان يكون رشدا نعالا بأقدامهم؟

هذا ليس رأينا كسلمين فحسب بل رأي من يفوقون رشدي علم ومعرفة وشهرة مثل كارل ماركس وليو تلستوي وبرناد شو وتوماس كارليل ولامارتين صاحب المقولة الشهيرة" إن الإسلام هو المسيحية المطهرة". وكارين أرمسترونج القائل" وجدت النبي محمد شخصية مثالية ولديه دروس مهمة ليست فقط للمسلمين، وإنما للعالم كله".

ذكر الشاعر الفرنسي لامارتين" إن حياة مثل حياة محمد وقوة كقوة تأمله وتفكيره وجهاده ووثبته على خرافات أمته وجاهلية شعبه، وشدة بأسه في لقاء ما لقيه من عبدة الأوثان، وإيمانه بالظفر، وإعلاء كلمته ورباطة جأشه لتثبيت أركان العقيدة الإسلامية، كل ذلك يدل على أنه لم يضمر خداعا أو العيش على باطل، إنه فيلسوف وخطيب ورسول ومشرع وهادي الإنسان الى العقل، وناشر العقائد المعقولة الموافقة للذهن واللب، ومؤسس دين لا فريه فيه، ولا صور ولا رقيات، ومنشيء عشرين دولة على الأرض، وفاتح دولة روحية في السماء، تمتليء بها الأفئدة". (المستشرقون والإسلام/272).

كما ذكر ويل ديوارنت" إذا حكمنا على العظمة، بما كان لعظيم من أثر في الناس، قلنا ان محمدا كان من أعظم عظماء التأريخ، فقد تولى مسؤولية رفع المستوى الروحي والأخلاقي لشعب ألقت به في دياجير الهمجية حرارة الجو وجدب الصحراء، وقد نجح في مهمته نجاحا لم يدانيه فيه أي مصلح في التأريخ كله. إستطاع في جيل واحد ان ينشيء دولة عظيمة". (قصة الحضارة2/4/6).

ز. مخلفات الخميني ورشدي
كانت الضجة الجديدة التي إفتعلها حملة مشاعل الديقراطية والتعايش السلمي. وسقوط أحد هذه المشاعل على طاولة مفاوضات حوار الأديان وحرقها بالكامل، من خلال إنتاج فيلم سينمائي ضخم بعنوان(براءة المسلمين) يسيء لشخصية النبي محمد(ص) ويظهره كشخص مغرم بالنساء ويستغل الأطفال جنسيا، ويسيء كذلك للمسلمين عامة، حيث يشبه الإسلام بمرض السرطان الذي لا حلٌ له سوى الإستئصال. وقد بدأ الهجوم الجديد بعد الهدنة التي تلت حروب رسوم الكريكاتير المسيئة. وقد أثار الفيلم الحمية والغيرة على الدين في ليبيا وإنتقل إلى بقية الدول العربية مسدلا الستار على مسرحية حوار الأديان.

الفيلم المسيء كان من تأليف وإخراج الصهيوني (سام باسيل) وهذا ما أكدته صحيفة أيديعوت أحرونوت الصهيونية، وصحيفة وول ستريت جورنال الامريكية. وقد جمع باسيل اكثر من خمسة ملايين دولارا من متبرعين ومتطرفين صهاينة لغرض تحويل عمله القصصي الى فيلم سينمائي. ووجه كلمة بهذه المناسبة قبل إن يختفي في مكان مجهول أسوة بنظيره سلمان رشدي ذكر فيها إن فيلمه" هو رسالة للعالم لكشف عيوب الإسلام".

كان من المتوقع أن تظهر الشرارة المخفية تحت رماد نسخ القرآن الكريم التي أحرقها القس المعتوه (تيري جونز) وتتحول إلى لهيب مستعر في هذه الفترة بالتحديد. أي بالتزامن مع أحداث الحادي عشر من سبتمبر، فاليهود تعرف من أين تؤكل الكتف! وهم أذكى شعوب العالم قاطبة في إستغلال عواطف الشعوب وكسب الشفقة والتعاطف الدولي مع أية قضية تخصهم. وكان القس الحاقد جونز من أبرز المروجين للفيلم ودعمه بشكل كبير، لأن الحاقد للحاقد ولي حميم. هذا القس العدواني عنصر فعال في كل عمل يسيء للإسلام. ولم يُطرد من حاضرة الفاتيكان إلى حظيرة الخنازير كأبسط إجراء لإسترضاء العالم الإسلامي.

إجتاحت عاصفة الإحتجاجات أجواء ليبيا واليمن ومصر ووصلت الى دول أخرى وستمتد لدول أخرى، وقد اخترق المتظاهرون حصون السفارات الامريكية في بلدانهم، وقُتل السفير الامريكي في ليبيا (كريستوفر ستيفنز) وإثنين آخرين. وقد أرسل الرئيس الليبي مصطفى ابو شاقور رسالة إعتذار لنظيره الامريكي عن الحادث المؤسف! وهو إجراء بروتوكولي لا إعتراض عليه ويستلزم مراعاته في العلاقات الدولية. لكن يا ترى هل سيعتذر الرئيس اوباما لأكثر من مليار مسلم عن الإساءة التي لحقت بهم؟

كل ما سمعناه عنه هو إتصاله بالرؤساء العرب الذين إشتدت التظاهرات في بلدانهم للإطمئنان على أعضاء البعثات الدبلوماسية الامريكة فقط! معربا عن استيائه من التعدي على المقدسات ومستدركا بنفس الوقت بأن هذا لا يبرر العدوان على الأشخاص والممتلكات (الامريكية) هكذا بكل وقاحة! كإنما الفيلم أنتج في كوكب المريخ وليس في بلده الديمقراطي! وهو يعلم جيدا بأن الإستعدادات لإنتاجه بدأت منذ عام، ولم يحرك ساكنا لوقفه بحجة حرية التعبير والديمقراطية الزائفة، التي ما تزال فلسطين العراق وافغانستان وسوريا يدفعوا ثمنها من دماء أبنائهم الزكية.

علاوة على تصريح ضعيف من قبل وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون التي وصفت الفيلم بأنه" مقرف ومدان، ويبدو إن هدفه هو السخرية الشديدة والإساءة إلى دين عظيم وإثارة الغضب". مستدركة أيضا بأن حكومة بلادها لا علاقة لها بالفيلم! على العكس من الموقف الرسمي الامريكي
كان الموقف الرائع للمثلة الامريكية (انجلينا جولي) عندما هزت أكتاف علماء الدين المسلمين لتوقظهم من نومهم وتهمس بإذنهم (هيا إنهضوا ودافعوا عن دينكم)! لقد ظهرت بالحجاب عن قصد في التلفاز لتدافع عن الإسلام ضد اعدائه من أبناء جلدتها! ووصفت الفيلم بأنه" حرب على الإسلام وإساءة كبيرة لأكثر من مليار مسلم" وطالبت بمعاقبة المنتجين.
من الجدير بالإشارة إنه سبق اعتذرت دول أوربا للكيان الصهيوني عن المحرقة النازية لليهود (أسطورة الهولوكوست). وقدم قداسة البابا يوحنا بولص الثاني اعتذارا رسميا بشخصه لحكومة الكيان الصهيوني خلال زيارته عام2001.

أليس هذا العالم المسيحي نفسه مديناً للدول العربية والإسلامية بالاعتذار عن جبل من الممارسات العدوانية ضدهم؟ إبتداءا من الحروب الصليبية مرورا بالحربين الكونيتين، وما تلاها من تقسيم ظالم للعالم العربي وإستعماره ونهب خيراته وقتل أبنائه وتدمير هياكله الاقتصادية والثقافية والاجتماعية. ونتائجه المدمرة من نهب كنوزه الحضارية، علاوة على ما خلفه من فقر وجهل وتناحر مذهبي وعنصري ومشاكل حدود وغيرها. مرورا بوصف الإسلام بالعنف والإرهاب وإعلان الحرب عليه. ومن زرع السرطان الصهيوني في فلسطين الى إحتلال العراق وإفغانستان وتقديم البلدين على طبق من ذهب لنظام إسلامي متطرف في إيران! وتدمير سوريا واليمن وغيرها. وما تزال مستمرة، حملة شعواء للسخرية من رمز الإسلام النبي محمد(ص) من خلال الأفلام والرسوم والقصص، حيث نشرت مواطنة المخرج باسيل وهي الفنانة (تاتينا سوسكن) لوحاتها المسيئة للرسول الكريم. واستمرت عدوى الرسوم المسيئة تنتقل من فنان لآخر بتشجيع خفي من الحكومات الأوربية والماسونية العالمية. وأصابت العدوى أحد الرسامين المتجولين الذي تلقفت لوحاته صحيفة جيلاندس بوست ونشرتها في عددها الصادر في 30/9/2005 وتسلمت الصحيفة جائزة فكتور العالمية لدفاعها عن حرية الرأي! تصوروا مدى الحقد على الإسلام! وإستذكروا تكريم الملكة البريطانية الشمطاء اليزابيث للضال سلمان رشدي صاحب( الآيات الشيطانية)
وقد دافع رئيس الحكومة الدنماركية حينها (انسنو غاسموسن) ورئيس وزرائه (اندرس فوغ راسموسن) عن الصحيفة على أساس" أن حرية التعبير ليست محلا للنقاش". وكان الرد العملي على كلامه" إن حرية مقاطعة البضائع الدنماركية ليست محلا للنقاش". وتلقفت الصور صحيفة ماغازنيت النرويجية، ونشرتها مع إطلالة عيد الأضحى المبارك بقصد مغرض! كأنها تهنئ العالم الإسلامي والمسلمسن في النرويج بهذه المناسبة! (يأتي المسلمون بالمرتبة الثانية بعد المسيحيين في النرويج).

وتلاها كاتب يُقطر حقد ونذالة يدعى (كرايك ونن) الذي نشر كتابه ( نبي الخراب) وقد شبه فيه النبي محمد(ص) بقطاع الطرق! وتجاوزت الصفاقة حدودها لتشمل رجال الدين أنفسهم. ومنهم قائد الكنيسة المعمدانية القس (جيري فاينز) الذي وصف النبي محمد(ص) ب"العنف والإرهاب" خلال الاجتماع السنوي للكنيسة الذي عقد في ولاية ميسوري. كما حُرقت نسخ من القرآن من قبل القس المعتوه( تيري جونز). وفي بلاد اوباما الديمقراطية أعلنت صحيفة ( هوستن برس) الامريكية والصادرة في تكساس عن إنتاج فيلم اباحي جديد بعنوان( الحياة الجنسية للنبي محمد). ثم فاحت الرائحة النتنة هذه المرة من السويد- قبلة العالم بالحرية والديمقراطية- من فنان يتغذى فكره الممسوخ من مزابل الفن منافساً الكلاب السائبة، فقد أمسك الصعلوك (لارس فيلكس) ريشته القذرة ليرسم صورة برأس إنسان وجسد كلب مشبهاً به الرسول الكريم؟ وقد عرض لوحاته المخزية مع حرمة شهر رمضان الكريم! بالطبع لم تكن صدفة! وقد بيعت لوحاته بأسعار مرتفعة! فهم يبنون شهرتهم وثروتهم من الإساءة لغيرهم.

الرحلة الأخيرة تجلت برمي نسخ من القرآن في حظيرة للخنازير (لاحظ خنازير)، وإتخاذ القرآن الكريم كهدف للرمي من قبل جنود المارينز في العراق. وإنتهكات وفضائح سجن أبو غريب التي يندي منها جبين الإنسانية، وأخيرا وليس آخرا فيلم سام باسيل. وهناك الآلاف من الممارسات
العدوانية للولايات المتحدة وأوربا ضد العالم العربي والإسلامي، ممارسات تتواضع أمامها خجلا (اسطورة الهولوكوست). فقد ألحقت ضررا كبيرا بالعرب والمسلمين وهم يستحقون عنها ليس الإعتذار فحسب بل التعويض أيضا.

لكن لا تعويض ولا إعتذارللعرب والمسلمين! لماذا؟
لأن النظم العميلة الحاكمة والدول الضعيفة لاتستحق الإعتذار. والعبد ذليل دائما وأبدا، والسيد محترم دائما وأبدا! الإعتذار للكبار فقط. الإعتذار لمن يستحقونه فعلا! هكذا يتعاملون معنا بكل عنجهية وغطرسة، ويستخفون بمشاعرنا وقيمنا العليا! لِم لا وأنظمتنا الحاكمة تتمسح بأحذيتهم وتنظفها بألسنتها. لم يبقِ حكامنا لشعوبهم كرامة وكبرياء.
على الرغم من كون نجوم هذه الممارسات العدائية كانوا من العالم المسيحي! لكن العالم الإسلامي حمل الحكومات مسئوليتها فقط، ولم يسحب المسئولية على الدين المسيحي؟
فأي من العالمين هو المتسامح وغير العنصري، نحن أم هم؟

على العكس منا، تُحمل الولايات المتحدة ودول أوربا الإسلام مسئولية العنف والإرهاب الذي تقوم به بعض الحركات المتطرفة المحسوبة على الإسلام. متجاهلين حقيقة إن القرآن الكريم يحث على السلام والحب والمودة. ومتجاهلين أيضا إن معظم الحركات الإسلامية المتطرفة قد ترعرت في حضن العالم المسيحي نفسه، من تنظيم القاعدة والأخوان المسلمين وحزب الدعوة الإسلامية وبقية الأحزاب الدينية والأنظمة الحاكمة في العالم العربي. إنها صناعة من إنتاج الغرب أو من تجميعه!
لا أفهم لماذا لايفكر الشعب الامريكي والأوربيون بهذه الطريقة:
لماذا لايقوم الفنانون المسلمون بإخراج أفلام مسيئة للسيد المسيح(ع) أو كتابة قصص أو رسم لوحات مسيئة له كما يفعل فنانونا؟
لماذا لا يقوم علماء الدين المسلمون بحرق نسخ من الكتاب المقدس في الساحات العامة كما يفعل قساوستنا؟
لماذا يحترمون نبينا وديننا ولا نحترم نبيهم ودينهم؟
لماذا يحظر قانوننا تكذيب الهولوكوست وإهانة السامية ولا يحظر إهانة الإسلام؟
اليست تلك هي العنصرية بأبشع صورها؟
لماذا أقامت الكنيسة الأوربية الدنيا وأقعدتها وطلبت من المواطنين مقاطعة فيلم (شفرة دافنشي) بعد أن تعرض للسيد المسيح بصورة سيئة؟
وسكتت عن الإساءات المستمرة لنبي المسلمين؟
هل يعلم الأوربيون بأن معظم الدول الإسلامية قاطعت هذا الفيلم لأنه لم بجرح مشاعر المسيحيين فحسب بل مشاعر المسلمين أيضا!
لماذا لا تتبنى دول أوربا دعوة الأمين العام للأمم المتحدة عام 2004 لوضح حد لتنامي ظاهرة الإساءة للأديان؟ كما فعلوا مع الكيان الصهيوني عندما أخرجوه من خانة العنصرية.
لماذا لا يقوم المسلمون بإنتاج فيلم يعبر عن إكذوبة المحرقة النازية؟
وكيف ستكون ردة فعل الولايات المتحدة والغرب لو أنتجوه فعلا؟
إذن مَن يسئ لمَن نحن أم هم؟
ونحن من جانبنا نسأل الغرب: أليست مثل هذه الإساءات من شأنها أن تغذي الحركات الإسلامية المتطرفة؟ حيث تجد فيها فياغرا منشطة لردة فعل عنيف تجاه دول الغرب. فهم يزرعون بذرة الإرهاب ويشكون أشواكها عندما تَزهر.
أليست هذه الممارسات المسيئة من شأنها أن تدفع المسلمين إلى كراهية امريكا والغرب، وتزيد الهوة بينهما، وتنسف مصداقية حوار الأديان؟
ألا يخشى الأمريكان والغرب أن تنعكس هذه الأفعال المشينة على علاقة المسلمين بالمسيحيين؟ خصوصاً المسيحيين الذين يعيشون في الدول العربية والإسلامية.
إلا يعرف الغرب بأن دماء المسيحيين الذين قتلوا في العراق ومصر وغيرها. وآخرها مقتل السفير الامريكي في ليبيا. ليست سوى ردود فعل عنيفة لأعمالهم المسيئة للإسلام؟
وتزامنا مع إساءة الصهيوني باسيل للنبي محمد(ص) جاءت إساءة ثانية للنبي (ص) وهذه المرة من جارة تسمي نفسها (الجمهورية الإسلامية) ويحكمها رجال دين! إنها إساءة موجعة لأنها صادرة من دولة تدعي الإسلام جهرا وتحاربه سرا.
ومثلما تزامن فلم باسيل مع احداث( 11 سبتمبر) كذلك تزامن عرض الفيلم الإيراني الذي يحمل عنوان(محمد صلى الله عليه وسلم) في نفس الفترة! أهي صدفة؟

الفيلم من إنتاج المخرج الفارسي مجيد المجيدي. ويعتبر أول عمل فني ينتج في دولة إسلامية يجسد شخص الرسول(ص) الذي حُرِم تجسيده حيا من قبل العلماء المسلمين والمؤسسات الدينية كافة. صُورالفيلم في مدينة كرمان جنوب شرق إيران وتم بناء مدينة تتوسطها الكعبة المشرفة. ولم تكن هناك بالطبع أية ردة فعلة من قبل المراجع الدينية والآيات والحجج التي تمتليء بهم حاويات قم ومشهد والنجف وكربلاء. أما الحكومة الإيرانية فهي كما معلوم تقدم الدعم والتسهيلات لكل من يسيء للإسلام. ولم نسمع يوما إنها عاقبت رجل دين أو فنان وشاعر وكاتب ممن أساء للإسلام ما عدا قضية سلمان رشدي بسبب سخريته من الخميني وثورته البائسة، وليس دفاعا عن الإسلام كما توهم البعض كما أوضحنا. وقد حذر الشيخ الأزهري حسن الشافعي من عرض الفيلم، مطالبا نظرائه علماء الدين في إيران بالتصدي له! ولا نعرف هل الشيخ الشافعي يعيش على الأرض أم خارجها؟ وهل هو جاد في دعوته أم يضحك علينا، أم على نفسه؟
لماذا لا يطلع الشيخ على المصادر الصفوية التي تدرس في الأزهر بعد إعترافه بالمذهب الإمامي؟
الا توجد في مكتبة الأزهر مراجع الصفويين كاصول الكافي للكليني، والبحار للمجلسي، والتهذيب للطوسي، والاحتجاج للطبرسي، وروضات الجنات للخوانساري، وتفاسير الفرات والعياشي والقمي؟ ليعرف موقف هؤلاء المراجع الصفويين من النبي محمد(ص) والإسلام عموما؟
ألم يقرأ الشيخ كتابي الخميني ا(لحكومة الإسلامية وكشف الإسرار) ليعرف أن مصير تحذيره مكب النفايات؟

انتهى






 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:50 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "