العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الــــحــــــــــــوار مع الاثني عشرية > الرد على شبهات الرافضة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-06-03, 12:12 AM   رقم المشاركة : 1
الشاذلي
عضو






الشاذلي غير متصل

الشاذلي


Lightbulb شبهات و أباطيل حول معاوية رضي الله عنه المجموعة كاملة

بسم الله الرحمن الرحيم

أبتدؤها باسم الله العلي القدير .. والصلاة والسلام على رسول الله البشير النذير .. وبعد :-

إننا كثيراً ما نمر بقضايا من التاريخ تجعلنا نؤمن بأن الحكم على أقدار الناس يجب أن يكون قائماً على حسن الظن ؛ حتى يثبت خلاف ذلك ..

وإن الدراسة المثمرة للتاريخ الإسلامي يجب أن تكون لهدف صحيح ، لذا كان لزاماً أن يكون التاريخ المعتمد لذلك تاريخاً صحيحاً من حيث نقله ، وإلا فستكون الثمرة فاسدة ..

ولا يكون التاريخ صحيحاً إلا إذا استُمد من المصادر الموثوقة الصحيحة .. والتي في مقدمتها كتاب الله تعالى .. ففيه مادة تاريخية واسعة .. ويلي هذا المصدر الموثوق ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم من أحاديث .. ثم يلي ذلك دواوين التاريخ الموثوقة المسندة ..

والحديث عن تاريخ الصحابة رضوان الله عليهم عريض الجوانب .. طويل المدى واسع الآفاق .. غزير المادة .. تسابقت الأقلام في حلبته وتنافست الأفكار في ديباجته .. فالقدماء من المؤرخين والرواة والعلماء حدثوا ورووا ، وكتبوا ما تناهت إليهم به الأحداث والوقائع من الحقائق .. وقد تعدد مناحيهم واختلفت طرائقهم وتباينت مذاهبهم .. فجمعوا في دواوينهم مما ناء به كاهل التاريخ .. فأطال بعضهم القصير ، وكثّر القليل ، ودعم المتهافت ، ولمّ المنتناثر ، وضم المتفكك ، واخترع ما لم يكن ، وقص ما لُقّن ، وحكى ما رُوّي .. فكانت دواوينهم مرجع لمن جاء بعدهم .. فالناقد الممحص تخير فكتب .. والعالم البصير حقق وتثبت .. والصحفي الغَمر تلقف وأتلف .. والمتعالم الجهول رمرم وضمضم .. والجحود الكنود الذي طوى كَشْحَه على مستكنه من الحقد الأسود للإسلام والمسلمين في الغرب والشرق أشاح عن الحق وأعرض ، وتولى وأدبر ، وعشى عن ضوئه فأدلج في دياجير الأباطيل وأوغل ، وقال للحق وتقول ، ونقل وتنقل ، وزوق وبهرج ، وزيف وهرّج ..

وكان في أغمار المسلمين سماعون لهم .. عباد لصنم جحودهم ، فركعوا سجداً بين أيديهم .. تباهياً بالعصرية ، وتفاخراً بالتجديد والمظهرية ، وتظاهراً بحرية التفكير الشخصية ، فتكلموا بلسان معبودهم ، وكتبوا بقلمه ، وترنموا بنغمه ، رقص على توقيعاتهم أتباع كل ناعق من ذوي الغرارة والجهالة ، وفتن بهم ذوو الثقافة الفجة ، والمعرفة الضحلة ، فتشابهت قلوبهم ، وتواءمت أفكارهم .. فأعرضوا عن بينات التاريخ الناصعة ، وراحوا يحفرون بأظافر عقولهم الحاقدة في أرض الأكاذيب ، ليصيدوا من غثاء الروايات والأقاصيص ما يرضي أحقادهم ، وتشبثوا بكل ما يخدش وجه الحقيقة التاريخية زوراً وبهتاناً .. وتأولوا بأهوائهم وسوء مقاصدهم أحداثاً كانت في سيرة الصحابة عنواناً على السمو والشرف والفضل والنبل ، فقلبوا حقائقها ، وغيروا معالمها . بتصرف من كتاب محمد رسول الله ( ص 18 – 19 ) .

لذا فإن دراسة التاريخ لا ينبغي أن تكون ميداناً للسلوة و تزجية الفراغ ، و مهما فصل عامل الزمن بين الحدث والحديث ، فالفرصة قائمة لأخذ الدرس و العبرة ، و على دارسي التأريخ بشكل عام و التأريخ الإسلامي على الخصوص ، أن يتجاوزوا سرد الحدث و الاكتفاء بإحصاء القتلى أو الجرحى لهذا الحدث أو ذاك .. فإن فقه المرويات ، و عبر الحوادث ، لهدف كبير من أهداف دراسة التاريخ ، و بدونه تصبح الدراسة تجميعاً لا يسمن و لا يغني من جوع .

و إذا أخذ المتقدمون على عاتقهم رصد الحدث بمروياته المختلفة ورسموا الصورة بشكلها الإجمالي ، فإن على المتأخرين استكمال هذا الجهد و سد هذا النقص ، و الخروج بنتائج تجعل من الحدث في الماضي ، عبرة للحاضر ، ومؤشراً لإصلاح المستقبل بإذن الله .. بتصرف من كتاب كيف دخل التتر بلاد المسلمين (ص5-6) .

و قد آن لنا أن نقوم بهذا الواجب الذي أبطأنا فيه كل الإبطاء ، خاصة بعد أن أخذ أهل الألمعية من المنصفين في دراسة الحقائق فبدأت تظهر لهم و للناس منيرة مشرفة ، و لا يبعد - إذا استمر هذا الجهاد في سبيل الحق - أن يتغير فهم المسلمين لتاريخهم ، و يدركوا أسرار ما وقع في ماضيهم من معجزات .. بتصرف من تعليق محب الدين الخطيب على كتاب العواصم من القواصم لابن العربي (ص179) .

وتلبية لرغبة أحد الإخوة الأفاضل الكرام تأتي هذه الحلقات تبياناً للحق .. ورداً لكثير من الشبهات والتهم التي أثيرت حول الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين ، وبالأخص خال المؤمنين وأميرهم معاوية رضي الله عنه .. الذي يتلذذ بالطعن فيه بعض الجهلة تحت ستار النقد العلمي .. وما درى هؤلاء المساكين أن الأمة مجمعة على تعديل جميع الصحابة ، من لابس الفتن منهم ومن اعتزل .. إحساناً للظن بهم ؛ لأنهم نقلة الشريعة .. والطعن في أحدهم مثل معاوية رضي الله عنه مدخلاً لأعداء هذا الدين للنيل من بقية الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين .. وفي هذا يقول عبد الله بن المبارك رحمه الله : معاوية عندنا محنة ، فمن رأيناه ينظر إليه شزراً اتهمناه على القوم – يعني الصحابة - . البداية والنهاية لابن كثير (8/139 ) .

وما أعتقد أن شخصية في تاريخنا الإسلامي ، من الرعيل الأول من الصحابة الذين تربوا على يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم .. قد نالها من التشويه والدس والافتراء والظلم ، ما ناله معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما .. حيث امتلأت معظم المصادر التاريخية بعشرات الروايات الضعيفة أو المكذوبة على هذا الصحابي الكريم .. فكان لابد من الحديث عنه والكتابة عنه والذب عن عرضه وفق المنهج الصحيح ..

وسيكون هذا الموضوع مخصصاً للحديث عن معاوية رضي الله عنه وتفنيد التهم والافتراءات التي نالت منه .. والله أسال العون والرشاد ..

وإلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله تعالى ..

أخوكم : أبو عبد الله الذهبي ..







 
قديم 14-06-03, 12:17 AM   رقم المشاركة : 2
الشاذلي
عضو






الشاذلي غير متصل

الشاذلي


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، ثم أما بعد :-

لقد تطرقت في حلقة مضع بعنوان ( التحرز من الانتساب إلى النبي صلى الله عليه وسلم إلا بحق ) إلى عدد من الأحاديث التي تزجر عن هذا الفعل ..

وقد طُلب مني أن أكتب حلقة أخرى تتعلق بما هو الواجب تجاه أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم .. لذا رأيت أن أنقل ما ذكر في هذا الباب من كلام أهل العلم ، مع تعليق بسيط والله الموفق ..

إنه مما لاشك فيه أن الناس قد انقسموا في هذا الباب ( الموقف من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ) مواقف شتى .. لكن ماهو الموقف الحق الذي يجب أن يقفه المسلم تجاههم ، حتى لا يغلو فيهم ، وفي الوقت نفسه لا يجفو عنهم ..

ثم إنه لا يشك منصف أن أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم من أشرف البيوت نسباً .. ومن أكرمهم أصلاً وطبعاً .. ومن أنبلها أرومة .. وقد أوجب الله علينا محبة هذا البيت الكريم تبعاً ملحبة مُشرّفهم صلى الله عليه وسلم ، فمحبتهم وبرهم من محبته مبره ، وبغضهم من بغضه ، فهي عندنا فرض واجب كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية ، ويؤجر العبد عليه . انظر مجموع الفتاوى ( 4 / 487 ) .

والعجيب أن الناس قد انقسموا تجاه هذا البيت الكريم إلى أصناف ثلاثة ، ما بين تفريط وإفراط ، ولاشك أن بينهما وسط ، وهو الطريق المستقيم .. وبيان ذلك :-

الصنف الأول : مُفَرِّطون في حقهم ، وهو الجفاة فيهم ، البغاة عليهم .

الصنف الثاني : مُفْرِطون في حبهم ، متجاوزون الحد الشرعي فيه ، وهو الغلاة فيهم .

الصنف الثالث : معتدلون منصفون ، مفارقون طريقة الصنفين ( الغالين والجافين ) ، وهم الواسطة بينهما .

جاء في السنة لابن أبي عاصم برقم ( 1017 ) من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال : ( ليحبني قوم حتى يدخلون النار فيّ ، وليبغضني قوم حتى يدخلون النار في بغضي ) . وإسناده صحيح .

وجاء أيضاً في السنة لابن أبي عاصم برقم ( 1018 ) عن علي رضي الله عنه أنه قال : ( يهلك فيّ رجلان مُفْرِط في حبي ومُفَرِّط في بغضي ) وإسناده حسن .

قال العلامة محمود شكري الألوسي رحمه الله في تفسير روح المعاني ( 25 / 32 ) : والكثير من الناس في حق كلٍّ من الآل والأصحاب في طرفي التفريط والإفراط ، وما بينهما هو الصراط المستقيم ، ثبتنا الله تعالى على ذلك الصراط .

ويقول العلامة صديق حسن خان رحمه الله في هذا السياق أيضاً : وهذه المحبة لهم واجبة متحتمة علىكل فرد من أفراد الأمة ، ومن حُرِمها فقد حُرم خيراً كثيراً ، ولكن لابد فيها من لفظ الإفراط والتفريط ، فإن قوماً غلوا فيها فهلكوا ، وفرّط فيها قوم فهلكوا ، وإنما الحق بين العافي والجافي ، والغالي والخالي . انظر : الدين الخالص ( ص 3 / 351 ) .

وسيكون الكلام في هذا المبحث بشيئة الله تعالى عن مذهب أهل السنة والجماعة في آل البيت ، وكيف يتعاملون مع النصوص الواردة في فضلهم ؟ وما الحق الذي يرونه واجباً لهم ؟ ثم ما الواجب عليهم ؟ ثم أذكر شروط تولي أهل السنة لأهل البيت ، وأختم المبحث بطرح سؤال مهم ، وهو ( هل القول بتفضيل بني هاشم يعد تفضيلاً مطلقاً على جميع الشخاص وفي كل الأحوال ؟ ) ..

فأقول وبالله تعالى التوفيق :-

موقف السلف تجاه أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم موقف الإنصاف والاعتدال ، وهو الحق الحقيق بالاتباع ، فهم بين الجافي والغالي ، وهو الصواب البحت ، لتوسطه بين جانبي الإفراط والتفريط .

فأهل السنة أسعد الناس بموالاة أهل البيت ، يعرفون فيهم وصية النبي صلى الله عليه وسلم بالإحسان إليهم ، ويعتبرون محبتهم واجبة محتمة على كل فرد من أفراد الأمة . انظر : الدين الخالص لصديق خان ( 3 / 351 ، 357 ) .

و هذا مجمل عقيدة أهل السنة والجماعة في أهل البيت الكرام ..

1- أهل السنة يوجبون محبة أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ، ويجعلون ذلك من محبة النبي صلى الله عليه وسلم ، ويتولونهم جميعاً ، لا كالرافضة الذين يتولون البعض ويفسقون البعض الآخر .

2- أهل السنة يعرفون ما يجب لهم من الحقوق ، فإن الله جعل لهم حقاً في الخمس والفيء ، وأمر بالصلاة عليهم تبعاً للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم .

3- أهل السنة يتبرؤون من طريقة النواصب الجافين لأهل البيت ، والروافض الغالين فيهم .

4- أهل السنة يتولون أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ، ويترضون عنهن ، ويعرفون لهن حقوقهن ، ويؤمنون بأنهن أزواجه في الدنيا والآخرة .

5- أهل السنة لا يخرجون في وصف آل البيت عن المشروع ، فلا يغالون في أوصافهم ، ولا يتعقدون عصمتهم ، بل يعتقدون أنهم بشر تقع منهم الذنوب كما تقع من غيرهم .

6- أهل السنة يعتقدون أن أهل البيت ليس فيهم مغفور الذنب ، بل فيهم البر والفاجر ، والصالح والطالح – الفاسد - .

7- أهل السنة يعتقدون أن القول بفضيلة أهل البيت لا يعني تفضيلهم في جيمع الأحوال ، وعلى كل الشخاص ، بل قد يوجد من غيرهم من هو أفضل منهم لاعتبارات أخرى .

وإلى اللقاء في الحلقة القادمة وأقوال أئمة السلف وأهل العلم من بعدهم في بيان هذه العقيدة ..







 
قديم 14-06-03, 12:19 AM   رقم المشاركة : 3
الشاذلي
عضو






الشاذلي غير متصل

الشاذلي


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، ثم أما بعد :-

نكمل اليوم ما بدأناه من هذه الحلقات ..

أقوال أئمة السلف وأهل العلم والإيمان من بعدهم ، مرتبين حسب الترتيب الزمني في بيان هذه العقيدة ..

تواتر النقل عن أئمة السلف وأهل العلم جيلاً بعد جيل على اختلاف أزمانهم وبلدانهم بوجوب محبة أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإكرامهم والعناية بهم ، وحفظ وصية النبي صلى الله عليه وسلم فيهم ، ونصوا على ذلك في أصولهم المعتمدة ، ولعل كثرة المصنفات التي ألفها أهل السنة في فضائلهم ومناقبهم أكبر دليل على ذلك ..

وإليك طائفة من أقوالهم في ذلك ..

1- قول خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي بكر الصديق رضي الله عنه ( ت13هـ ) .

روى الشيخان في صحيحيهما عنه رضي الله عنه أنه قال : والذي نفسي بيده ، لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلي أن أصل من قرابتي . البخاري برقم ( 4241 ) ومسلم برقم ( 1759 ) .

2- قول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ( ت23هـ ) .

روى ابن سعد في الطبقات ( 4 / 22 ) عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال للعباس رضي الله عنه : والله لإسلامك يوم أسلمت كان أحب إلي من إسلام الخطاب – يعني والده – لو أسلم ؛ لأن إسلامك كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من إسلام الخطاب .

3- قول زيد بن ثابت رضي الله عنه ( ت42هـ ) .

عن الشعبي قال : صلى زيد بن ثابت رضي الله عنه على جنازة ، ثم قُرّب له بغلته ليركبها ، فجاء ابن عباس رضي الله عنهما فأخذ بركابه ، فقال زيد : خل عنك يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال هكذا نفعل بالعلماء ، فقبّل زيد يد ابن عباس وقال ، هكذا أُمِرْنا أن نفعل بأهل بيت نبينا . الطبقات لابن سعد (2/ 360 ) .

4- قول معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه ( ت60هـ ) .

أورد الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية ( 2/ 140 ) أن الحسن بن علي دخل على معاوية في مجلسه ، فقال له معاوية : مرحباً وأهلاً بابن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأمر له بثلاثمائة ألف .

وأورد ابن كثير أيضاً في البداية ( 8 / 139 ) أن الحسن والحسين رضي الله عنهما وفدا على معاوية رضي الله عنه ، فأجازهما بمائتي ألف ، وقال لهما : ما أجاز بهما أحد قبلي ، فقال الحسين ، ولم تعط أحد أفضل منا .

5- قول ابن عباس رضي الله عنهما ( ت68هـ ) .

قال رزين بن عبيد : كنت عند ابن عباس رضي الله عنهما فأتى زين العابدين علي بن الحسين ، فقال له ابن عباس : مرحباً بالحبيب ابن الحبيب . أخرجه أحمد في الفضائل ( 2 / 777 ) .

6- قول أبي جعفر أحمد بن محمد الطحاوي ( ت321هـ ) .

قال رحمه الله في عقيدته الشهيرة : ( ونحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا نفرط في حب أحد منهم ، ولا نتبرأ من أحد منهم ، ونبغض من يبغضهم وبغير الخير يذكرهم ، ولا نذكرهم إلا بخير ) ..

وقال أيضاً : ( ومن أحسن القول في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأزواجه الطاهرات من كل دنس ، وذريته المقدسين من كل رجس ، فقد برئ من النفاق ) . انظر العقيدة الطحاوية شرح ابن أبي العز ( ص 467 – 471 ) .

7- قول الإمام الحسن بن علي البربهاري ( ت 329هـ ) .

قال في شرح السنة ( ص 96 – 97 ) : واعرف لبني هاشم فضلهم ، لقرابتهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتعرف فضل قريش والعرب ، وجميع الأفخاذ ، فاعرف قدرهم وحقوقهم في الإسلام ، وموالي القوم منهم ، وتعرف لسائر الناس حقهم في الإسلام ، واعرف فضل الأنصار ووصية رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم ، وآل الرسول فلا تنساهم ، واعرف فضلهم وكرامتهم .

8- قول الإمام أبي بكر محمد بن الحسين الآجري ( ت360هـ ) .

قال في كتابه الشريعة (5/ 2276 ) : واجب على كل مؤمن ومؤمنة محبة أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبنو هاشهم : علي بن أبي طالب وولده وذريته ، وفاطمة وولدها وذريتها ، والحسن والحسين وأولادهما وذريتهما ، وجعفر الطيار وولده وذريته ، وحمزة وولده ، والعباس وولده وذريته رضي الله عنهم ، هؤلاء أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، واجب على المسلمين محبتهم وإكرامهم واحتمالهم وحسن مداراتهم ، والصبر عليهم ، والدعاء لهم .

9- قول الإمام عبد الله بن محمد الأندلسي القحطاني ( ت387هـ ) .

قال رحمه الله في النونية ، انظر : كفاية الإنسان من القصائد الغر الحسان ، جمع محمد أحمد سيد ( ص41 ) :-

واحفظ لأهل البيت واجب حقهم **** واعرف علياً أيما عرفان

لاتنتقصه ولا تزد في قدره **** فعليه تصلى النار طائفتان

إحداهما لا ترتضيه خليفة **** وتنصه الأخرى إلهاً ثاني

01- قول الموفق ابن قدامة المقدسي ( ت620هـ ) .

قال في لمعة الاعتقاد : ومن السنة الترضي عن أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين المطهرات المبرءات من كل سوء ، أفضهم خديجة بنت خويلد ، وعائشة الصديقة بنت الصديق التي برأها الله في كتابه ، زوج النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة ، فمن قذفها بما برأها الله منه فهو كافر بالله العظيم . انظر لمعة الاعتقاد بشرح الشيخ ابن عثيمين ( ص 152 ) .

وإلى اللقاء في الحلقة القادمة مع بقية أقوال أئمة السلف وأهل العلم من بعدهم في بيان هذه العقيدة ..

أخوكم : أبو عبد الله الذهبي ..







 
قديم 14-06-03, 12:19 AM   رقم المشاركة : 4
الشاذلي
عضو






الشاذلي غير متصل

الشاذلي


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، ثم أما بعد :-

نكمل اليوم ما بدأناه من هذه الحلقات .. ومع بقية أقوال أهل العلم في بيان هذه العقيدة ..

11- أقوال شيخ الإسلام ابن تيمية ( ت728هـ ) .

قال في العقيدة الواسطية ( ص195 ) بشرح الشيخ الفوزان : ويحبون أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويتولونهم ويحفظون فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حيث قال يوم خدير خم : ( أذكركم الله في أهل بيتي ) وقال للعباس عمه وقد اشتكى إليه أن بعض قريش يجفو بني هاشم ، فقال : ( والذي نفسي بيده لا يؤمنون حتى يحبونكم لله ولقرابتي ) وقال : ( إن الله اصطفى إسماعيل ، واصطفى من بني إسماعيل كنانة ، واصطفى من كنانة قريشاً ، واصطفى من قريش بني هاشم ، واصطفاني من بني هاشم ) .

وقال رحمه الله في بيان عقيدة السلف في أزواج النبي صلى الله عليه وسلم : ويتولون أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين ، ويؤمنون بأنهن أزواجه في الآخرة خصوصاً خديجة رضي الله عنها أم أولاده وأول من آمن به وعاضده على أمره ، وكان لها منه المنزلة العالية ، والصديقة بنت الصديق رضي الله عنها ، التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم : ( فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام ) ، ويتبرؤون من طريق الروافض الذين يبغضون الصحابه ويسبونهم ، ومن طريقة النواصب الذي يؤذون أهل البيت بقول أو عمل . العقيدة الواسطية ( ص 198 ، 201 ) بشرح الشيخ الفوزان .

وقال رحمه الله : ولا ريب أن لآل محمد صلى الله عليه وسلم حقاً على الأمة لا يشاركهم فيه غيرهم ، ويستحقون من زيادة المحبة والموالاة ما لايستحقه غير قريش من القبائل ، كما أن قريشاً يستحقون من المحبة والموالاة مالا يستحقه غير قريش من القبائل ، كما أن جنس العرب يستحق من المحبة والموالاة مالا يستحقه سائر أجناس بني آدم . وهذا على مذهب الجمهور الذي يرون فضل العرب على غيرهم ، وفضل قريش على سائر العرب ، وفضل بني هاشم على سائر قريش ، وهذا هو المنصوص عن الأئمة كأحمد وغيره . منهاج النسة ( 4 / 599 ) .

21- قول الحافظ ابن كثير ( ت774هـ ) .

قال رحمه الله في تفسيره ( 6 / 199 ) : ولا ننكر الوصاة بأهل البيت ، والأمر بالإحسان إليهم ، واحترامهم وإكرامهم ، فإنهم من ذرية طاهرة من أشرف بيت وجد على وجه الأرض فخراً وحسباً ونسباً ، ولا سيما إذا كانوا متبعين للسنة النبوية الصحيحة الواضحة الجلية ، كما كان عليه سلفهم كالعباس وبنيه وعلي وأهل ذريته رضي الله عنهم أجميعن .

31- قول محمد بن إبراهيم الوزير اليماني ( ت840هـ ) .

قال رحمه الله في إيثار الحق على الخلق ( ص 460-461 ) : وقد دلت النصوص الجمة المتواترة على وجبوب محبتهم وموالاتهم – يعني أهل البيت – وأن يكون معهم ففي الصحيح ( ولا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا .. ) وفيه : ( المرء مع من أحب ) ، ومما يخص أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قول الله تعالى {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا } [الأحزاب /33] . فيجب لذلك حبهم وتعظيمهم وتوقيرهم واحترامهم والاعتراف بمناقبهم ؛ فإنهم أهل آيات المباهلة والمودة والتطهير ، وأهل المناقب الجمة والفضل الشهير .

41- أقوال العلامة صديق حسن خان ( ت1307هـ ) .

قال رحمه الله في الدين الخالص (3/ 270 ) : .. وأما أهل السنة فهم مقرون بفضائلهم – يعني أهل البيت – كلهم أجمعين .. لا ينكرون على أهل البيت من الأزواج والأولاد ، ولا يقصرون في معرفة حق الصحابة الأمجاد ، قائمون بالعدل والإنصاف ، حائدون عن الجور والاعتساف ، فهم الأمة الوسط بين هذه الفرق الباطلة الكاذبة الخاطئة .

وقال في موضع بين عقيدة أهل السنة في الأزواج والعترة : .. وأهل السنة يحرمون الكل ويعظمونهن حق العظمة ، وهو الحق البحت ، وكذلك يعترفون بعظمة أولاده صلى الله عليه وسلم ، من فاطمة رضي الله عنها ، ويذكرونهم جميعاً بالخير والدعاء والثناء ، ومن لم يراع هذه الحرمة لأزواجه المطهرات ، وعترته الطارات ، فقد خالف ظاهر الكتاب وصريح النص منه . الدين الخالص ( 3 / 268 ). وقطف الثمر في بيان عقيدة أهل الأثر ( ص 101، 103 ) .

51- قول العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي ( ت1376هـ ) .

قال رحمه الله في النتبيهات اللطيفة ( ص 94 ) : .. فمحبة أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم من وجوه منها :-

أولاً : لإسلامهم وفضلهم وسوابقهم .

ومنها : لما يتميزون به من قرب النبي صلى الله عليه وسلم واتصالهم بنسبه .

ومنها : لما حث عليه ورغب فيه .

61- قول العلامة حافظ بن أحمد الحكمي ( ت1377هـ ) .

قال رحمه الله في سلم الوصول :

وأهل بيت المصطفى الأطهار **** وتابعيه السادة الأخيار .

فكلهم في محكم القرآن **** أثنى عليم خالق الأكون .

انظر : معارج القبول بشرح سلم الوصول ( 3/ 1196 ) .

71- قول الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين ( ت 1421هـ ) .

قال رحمه الله في شرح العقيدة الواسطية ( 2 /273 ) : ومن أصول أهل السنة والجماعة أنهم يحبون آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يحبونهم للإيمان ، وللقرابة من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا يكرهونهم أبداً .

وإلى اللقاء في الحلقة القادمة مع شروط ولاية أهل السنة لآل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ..

أخوكم : أبو عبد الله الذهبي ..







 
قديم 17-06-03, 02:28 AM   رقم المشاركة : 5
الشاذلي
عضو






الشاذلي غير متصل

الشاذلي


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، ثم أما بعد :-

نكمل اليوم ما بدأناه من هذه السلسلة ( شبهات وأباطيل حول معاوية رضي الله عنه ) وقد تقدم معنا في الحلقة الماضية الحديث عن تحريم سب الصحابة عموماً وخصوصاً أو الطعن فيهم مع بيان أقوال أهل العلم في ذلك .. واليوم إن شاء الله سيكون الحديث حول فضائل الصحابة عموماً ومعاوية رضي الله عنه خصوصاً وبيان أقوال أهل العلم في ذلك .. والله الموفق ..

لما كان الصحابة رضوان الله عليهم هم نقلة الشريعة إلينا .. وجبت العناية بأنبائهم وسيرهم وبتاريخهم ، لئلا يجد أعداء الإسلام سبيلاً إلى الطعن في الدين بواسطة الطعن فيهم الذين هم نقلته ..

ولما كان الأمر كذلك دعت الحاجة أيضاً إلى بيان فضائلهم ردعاً لأولئك الموتورين الذين كفروا الصحابة وضللوهم وأسقطوا عدالتهم كي يهدموا الإسلام من قواعده .. ولكن أنى لهم ذلك ..

وفي هذه الحلقة سيكون الحديث إن شاء الله حول فضائل الصحابة عموماً ، مع أقوال أهل العلم في ذلك ..

ولما كان معاوية رضي الله عنه واحداً من كبار الصحابة ، فإن الفضائل العامة التي أنزلها الله تعالى بخصوص الصحابة داخلة ضمن فضائله ..

= فضائل الصحابة عموماً :-

1- قال تعالى في شأن غزوة حنين : { ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين ، وأنزل جنوداً لم تروها وعذب الذين كفورا وذلك جزاء الكافرين }[التوبة/26] .

ومعاوية رضي الله عنه من الذين شهدوا غزوة حنين ، وكان من المؤمنين الذين أنزل الله سكينته عليهم مع النبي صلى الله عليه وسلم . انظر : الفتاوى لابن تيمية ( 4/458 ) .

2- قال تعالى : { لا يستوي منكم من أنفق قبل الفتح وقاتل ، أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلاً وعد الله الحسنى ، والله بما تعملون خبير }[الحديد/10] .

ومعاوية رضي الله عنه ممن وعدهم الله الحسنى ، فإنه أنفق في حنين والطائف وقاتل فيهما . الفتاوى لابن تيمية ( 4 /459 ) . وانظر : مرويات خلافة معاوية ( ص 22 – 23 ) .

3- قال تعالى : { يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين }[الأنفال/64] .

في هذه الآية الكريمة أثنى الله تعالى على جيمع المؤمنين الذين اتبعوا النبي صلى الله عليه وسلم – ومعاوية رضي الله عنه منهم – بأنهم يكفونه في جميع أموره ، أو أنهم يكفونه الحرب بينه وبين أعدائه من الكفار والمشركين ، وفي ذلك تنويه بفضلهم وبيان لعظم شرفهم . انظر : روح المعاني ( 10/30 ) .

4- قال تعالى : { لكن الرسول والذين آمنوا معه جاهدوا بأموالهم وأنفسهم وأولئك لهم الخيرات وأولئك هم المفلحون ، أعد الله لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ، ذلك الفوز العظيم } [التوبة/88-89 ] .

فيهاتان الآيتان الكريمتان أثنى الله تعالى بهما على جيمع المؤمنين الذين آمنوا مع النبي صلى الله عليه وسلم ، من المهاجرين والأنصار وغيرهم ، فجعل لهم الخيرات ، وهي منافع الدارين .. وأعد هلم جنات تجري من تحتها الأنهار .. وفي ذلك من الفضل ما فيه . انظر : تفسير إرشاد العقل السليم لأبي السعود ( 4 / 91 ) .

5- قال تعالى : { محمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفار رحماء بيهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً .. الآية } سورة الفتح [29] .

في هذه الآية الكريمة أثنى الله تعالى على جيمع المؤمنين الذين آمنوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وأن الله وعدهم بأن لهم مغفرة وأجراً عظيماً . انظر : تفسير ابن كثير ( 4/203- 205 ) .

6- قال تعالى : { وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً }[البقرة/143] .

في هذه الآية خطاب إلى جيمع الأمة المحمدية إلى أنها من خيار الأمم يوم القيامة وأنها ستكون شهيدة على الناس ، وأولوية الدخول في هذا الخطاب إنما هو لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قبل بقية الأمة الإسلامية ، إذ هم أول من وجه إليهم هذا الخطاب إذ هم الموجودون حين نزولها . انظر أقول أهل العلم في تفسير هذه الآية من مثل تفسير الطبري ( 2/ 6 – 8 ) و تفسر القرطبي (2/ 153 – 154 ) وتفسير ابن كثير ( 1 / 78 ) .

7- قال تعالى : { كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله } [آل عمران/ 110] .

في هذه الآية يبين الله تعالى أنه جعل أمة محمد خير أمة .. والصحابة رضي الله عنهم هم أولى وأفضل من دخل في هذا الخطاب وحاز قصب السبق في هذه الخيرية بلا نزاع ، لأنهم أول من خوطب بهذه الآية الكريمة . انظر أقوال أهل العلم في تفسير هذه الآية مثل قول الزجاج في معاني القرآن ( 1 / 467 ) و الخطيب البغدادي في الكفاية ( ص 94 ) السفاريني في لوامع الأنوار البهية ( 2/ 377 ) .

8- قال تعالى : { والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً وذلك الفوز العظيم }[التوبة/100] .

هذه الآية اشتملت على أبلغ الثناء من الله تعالى على السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والتابعين لهم بإحسان - ومعاوية رضي الله عنه منهم – حيث أخبر تعالى أنه رضي الله عنهم ..

9- قال تعالى : { وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكننهم لهم دينهم الذي ارتضى لهم .. الآية .}[النور/55] .

الوعد بالاستخلاف في هذه الآية عام يدخل تحته كل من تولى وظيفة من وظائف المسلمين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، ولكن بشرط أن تتوفر الصفتان المذكورتان في الآية وهما : الإيمان والعمل الصالح .. فيندرج تحت هذ العموم جميع الصحابة والخلفاء الأربعة رضي الله عنهم ومعاوية رضي الله عنه من الصحابة الذين تحققت فيهم صفة الإيمان والعمل الصالح . انظر كلام شيخ الإسلام ابن تيمية حول تفسير هذه الآية في منهاج السنة ( 1 / 157 ) .

01- قال تعالى : { قل الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى }[النمل/59] .

قال الطبري : .. الذين اجتباهم لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم فجعلهم أصحابه ووزراءه .. انظر : جامع البيان ( 20 / 2 ) . ومعاوية رضي الله عنه من الصحابة الذين اصطفاهم الله يكونوا كتبة وحيه المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم . انظر حول تفسير هذه الآية : تفسير ابن كثير ( 5 / 245 ) ومنهاج السنة لابن تيمية ( 1 / 156 ) . ولوامع الأنوان البهية للسفاريني ( 2 / 384 ) .

إلى غيرها من الآيات الكثيرة التي وردت في فضائل الصحابة عموماً .. للمزيد حول هذا المضوع راجع كتاب : صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الكتاب والسنة للدكتور عيادة أيوب الكبيسي ( ص 150 – 161 ) وكتاب عقيدة أهل السنة والجماعة في الصحابة الكرام رضي للدكتور ناصر بن علي عائص الشيخ (1/ 55 – 80 ) .

وإلى اللقاء في الحلقة القادمة وفضائل معاوية رضي الله عنه خصوصاً وأقوال أهل العلم في ذلك مع الرد على شبهة : ( قول اسحاق بن راهوية أنه لم يثبت في حق معاوية فضائل ، مع تفسير قول الإمام البخاري أنه لم يجد في فضائل معاوية شيء ) ..

أخوكم : أبو عبد الله الذهبي ..
=====

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم







 
قديم 17-06-03, 02:31 AM   رقم المشاركة : 6
الشاذلي
عضو






الشاذلي غير متصل

الشاذلي


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، ثم أما بعد :-

نكمل اليوم ما بدأناه من هذه السلسلة ( شبهات وأباطيل حول معاوية رضي الله عنه ) وقد تقدم معنا في الحلقة الماضية الحديث عن تحريم سب الصحابة عموماً وخصوصاً أو الطعن فيهم مع بيان أقوال أهل العلم في ذلك .. واليوم إن شاء الله سيكون الحديث حول فضائل الصحابة عموماً ومعاوية رضي الله عنه خصوصاً وبيان أقوال أهل العلم في ذلك .. والله الموفق ..

لما كان الصحابة رضوان الله عليهم هم نقلة الشريعة إلينا .. وجبت العناية بأنبائهم وسيرهم وبتاريخهم ، لئلا يجد أعداء الإسلام سبيلاً إلى الطعن في الدين بواسطة الطعن فيهم الذين هم نقلته ..

ولما كان الأمر كذلك دعت الحاجة أيضاً إلى بيان فضائلهم ردعاً لأولئك الموتورين الذين كفروا الصحابة وضللوهم وأسقطوا عدالتهم كي يهدموا الإسلام من قواعده .. ولكن أنى لهم ذلك ..

وفي هذه الحلقة سيكون الحديث إن شاء الله حول فضائل الصحابة عموماً ، مع أقوال أهل العلم في ذلك ..

ولما كان معاوية رضي الله عنه واحداً من كبار الصحابة ، فإن الفضائل العامة التي أنزلها الله تعالى بخصوص الصحابة داخلة ضمن فضائله ..

أولاً : فضائلهم عموماً من القرآن الكريم ..

1- قال تعالى في شأن غزوة حنين : { ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين ، وأنزل جنوداً لم تروها وعذب الذين كفورا وذلك جزاء الكافرين }[التوبة/26] .

ومعاوية رضي الله عنه من الذين شهدوا غزوة حنين ، وكان من المؤمنين الذين أنزل الله سكينته عليهم مع النبي صلى الله عليه وسلم . انظر : الفتاوى لابن تيمية ( 4/458 ) .

2- قال تعالى : { لا يستوي منكم من أنفق قبل الفتح وقاتل ، أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلاً وعد الله الحسنى ، والله بما تعملون خبير }[الحديد/10] .

ومعاوية رضي الله عنه ممن وعدهم الله الحسنى ، فإنه أنفق في حنين والطائف وقاتل فيهما . الفتاوى لابن تيمية ( 4 /459 ) . وانظر : مرويات خلافة معاوية ( ص 22 – 23 ) .

3- قال تعالى : { يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين }[الأنفال/64] .

في هذه الآية الكريمة أثنى الله تعالى على جيمع المؤمنين الذين اتبعوا النبي صلى الله عليه وسلم – ومعاوية رضي الله عنه منهم – بأنهم يكفونه في جميع أموره ، أو أنهم يكفونه الحرب بينه وبين أعدائه من الكفار والمشركين ، وفي ذلك تنويه بفضلهم وبيان لعظم شرفهم . انظر : روح المعاني ( 10/30 ) .

4- قال تعالى : { لكن الرسول والذين آمنوا معه جاهدوا بأموالهم وأنفسهم وأولئك لهم الخيرات وأولئك هم المفلحون ، أعد الله لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ، ذلك الفوز العظيم } [التوبة/88-89 ] .

فيهاتان الآيتان الكريمتان أثنى الله تعالى بهما على جيمع المؤمنين الذين آمنوا مع النبي صلى الله عليه وسلم ، من المهاجرين والأنصار وغيرهم ، فجعل لهم الخيرات ، وهي منافع الدارين .. وأعد هلم جنات تجري من تحتها الأنهار .. وفي ذلك من الفضل ما فيه . انظر : تفسير إرشاد العقل السليم لأبي السعود ( 4 / 91 ) .

5- قال تعالى : { محمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفار رحماء بيهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً .. الآية } سورة الفتح [29] .

في هذه الآية الكريمة أثنى الله تعالى على جيمع المؤمنين الذين آمنوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وأن الله وعدهم بأن لهم مغفرة وأجراً عظيماً . انظر : تفسير ابن كثير ( 4/203- 205 ) .

6- قال تعالى : { وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً }[البقرة/143] .

في هذه الآية خطاب إلى جيمع الأمة المحمدية إلى أنها من خيار الأمم يوم القيامة وأنها ستكون شهيدة على الناس ، وأولوية الدخول في هذا الخطاب إنما هو لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قبل بقية الأمة الإسلامية ، إذ هم أول من وجه إليهم هذا الخطاب إذ هم الموجودون حين نزولها . انظر أقول أهل العلم في تفسير هذه الآية من مثل تفسير الطبري ( 2/ 6 – 8 ) و تفسر القرطبي (2/ 153 – 154 ) وتفسير ابن كثير ( 1 / 78 ) .

7- قال تعالى : { كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله } [آل عمران/ 110] .

في هذه الآية يبين الله تعالى أنه جعل أمة محمد خير أمة .. والصحابة رضي الله عنهم هم أولى وأفضل من دخل في هذا الخطاب وحاز قصب السبق في هذه الخيرية بلا نزاع ، لأنهم أول من خوطب بهذه الآية الكريمة . انظر أقوال أهل العلم في تفسير هذه الآية مثل قول الزجاج في معاني القرآن ( 1 / 467 ) و الخطيب البغدادي في الكفاية ( ص 94 ) السفاريني في لوامع الأنوار البهية ( 2/ 377 ) .

8- قال تعالى : { والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً وذلك الفوز العظيم }[التوبة/100] .

هذه الآية اشتملت على أبلغ الثناء من الله تعالى على السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والتابعين لهم بإحسان - ومعاوية رضي الله عنه منهم – حيث أخبر تعالى أنه رضي الله عنهم ..

9- قال تعالى : { وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكننهم لهم دينهم الذي ارتضى لهم .. الآية .}[النور/55] .

الوعد بالاستخلاف في هذه الآية عام يدخل تحته كل من تولى وظيفة من وظائف المسلمين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، ولكن بشرط أن تتوفر الصفتان المذكورتان في الآية وهما : الإيمان والعمل الصالح .. فيندرج تحت هذ العموم جميع الصحابة والخلفاء الأربعة رضي الله عنهم ومعاوية رضي الله عنه من الصحابة الذين تحققت فيهم صفة الإيمان والعمل الصالح . انظر كلام شيخ الإسلام ابن تيمية حول تفسير هذه الآية في منهاج السنة ( 1 / 157 ) .

01- قال تعالى : { قل الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى }[النمل/59] .

قال الطبري : .. الذين اجتباهم لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم فجعلهم أصحابه ووزراءه .. انظر : جامع البيان ( 20 / 2 ) . ومعاوية رضي الله عنه من الصحابة الذين اصطفاهم الله يكونوا كتبة وحيه المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم . انظر حول تفسير هذه الآية : تفسير ابن كثير ( 5 / 245 ) ومنهاج السنة لابن تيمية ( 1 / 156 ) . ولوامع الأنوان البهية للسفاريني ( 2 / 384 ) .

إلى غيرها من الآيات الكثيرة التي وردت في فضائل الصحابة عموماً .. للمزيد حول هذا المضوع راجع كتاب : صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الكتاب والسنة للدكتور عيادة أيوب الكبيسي ( ص 150 – 161 ) وكتاب عقيدة أهل السنة والجماعة في الصحابة الكرام رضي للدكتور ناصر بن علي عائص الشيخ (1/ 55 – 80 ) .

وإلى اللقاء في الحلقة القادمة وفضائل الصحابة عموماً من السنة النبوية المطهرة .. وأقوال أهل العلم في ذلك ..

أخوكم : أبو عبد الله الذهبي ..







 
قديم 17-06-03, 05:11 PM   رقم المشاركة : 7
النعمان





النعمان غير متصل

النعمان is on a distinguished road


بارك الله فيك

ورضي الله عن خال المؤمنين وكاتب الوحي معاوية رضي الله عنه







التوقيع :
منتدى الدفاع عن السنة شوكة في حلوق الروافض

http://www.d-sunnah.net
من مواضيعي في المنتدى
»» حملة تبرعات لمسجد الإمام الرضا بصفوى !!هل من وقفة جادة !!
»» صدر حديثاً ............!!
»» المرأة السعودية إلى أين
»» مسلسل الخيانة مستمر.. المعارضة الشيعية العراقية تقدم أدلة على وجود أسلحة دمار شامل إل
»» أخي الحبيّب تَذَكّـر
 
قديم 17-06-03, 06:56 PM   رقم المشاركة : 8
الباسم2002
عضو مميز
 
الصورة الرمزية الباسم2002






الباسم2002 غير متصل

الباسم2002 is on a distinguished road


السلام عليكم ورحمة الله

اقتباس:
كاتب الرسالة الأصلية : النعمان
بارك الله فيك

ورضي الله عن خال المؤمنين وكاتب الوحي معاوية رضي الله عنه

ــــــــ
الباسم






التوقيع :
رحم الله ابن تيمية حيث قال : سبحان من خلق الكذب وأعطى تسعة أعشاره للروافض*****
ـــــــــــــــــــ

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ} (12) سورة الحجرات

العقل زينه .
من مواضيعي في المنتدى
»» وطلع الموسي كاذب كاذب كاذب كعادة الروافض .
»» تم افتتاح مطعم الكافي للوجبات السريعة ، الروافض الدخول مجانا ، والسناونه الدفع مقدما
»» أضواء على الخطة السرية لتصديرالثورة الشيعية في بلادنا والعالم الإسلامي
»» طرفه( رافضيه) والا في الاحلام ؟ ادخل وقل على الطب السلام ؟؟!!
»» احدث صور للرافضه ....... دماء ودماء من النجف الى كربلاء!!
 
قديم 18-06-03, 04:02 AM   رقم المشاركة : 9
الشاذلي
عضو






الشاذلي غير متصل

الشاذلي


الآن أعطينا مقدمة عامة عن أهل البيت من حلقات أخانا الذهبي،

و طرحنا مفهوم عام عن القضية التي نحن بشأنها، إليكم الآن الشبهة الأولى:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، ثم أما بعد :-

تقدم معنا في الحلقة الماضية تمهيد عام حول ما سيتم طرحه من قضايا في هذه الحلقات .. واليوم إن شاء الله سيكون الحديث عن الشبهة الأولى والتهمة الأولى – وليس في ذلك شبهة ولا تهمة – وهي : قضية كون معوية رضي الله عنه من مسلمة الفتح أو أنه من الطلقاء ..

ولما كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هم قدوتنا في ديننا و هم حملة الكتاب الإلهي و السنة المحمدية ، الذين حملوا عنهم أماناتهم حتى وصلت إلينا ، فإن من حق هذه الأمانات على أمثالنا أن ندرأ عن سيرتهم كل ما ألصق بهم من إفك ظلماً و عدوانا .. حتى تكون صورتهم التي تعرض على أنظار الناس هي الصورة النقية الصادقة التي كانوا عليها ، فنحسن القدوة بهم و تطمئن النفوس إلى الخير الذي ساقه الله للبشر على أيديهم ..

و قد اعتبر في التشريع الإسلامي أن الطعن فيهم طعنٌ في الدين الذي هم ورائه . قال ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة (1/18) .

و تشويه سيرتهم تشويه للأمانة التي حملوها و تشكيك في جميع الأسس التي قام عليها كيان التشريع في هذه الملة الحنيفية السمحة .

قلت : يلهث الكثير ممن استهوته الشياطين بالطعن في معاوية رضي الله عنه ، وإن لم يطعن قلل من شأنه بأنه من مسلمة الفتح وأنه من الطلقاء إلى غيرها من الأمور .. حتى وصل بالبعض منهم إلى أن يتوقف في شأنه و يعرضه على ميزان الجرح والتعديل .. ناسياً أو متناسياً أنه من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأن الأمة قد أجمعت على تعديلهم دون استثناء من لابس الفتن منهم و من قعد .. و لم يخالف في ذلك إلا شذوذ من المبتدعة . انظر حول عدالة الصحابة : الاستيعاب لابن عبد البر (1/19) و فتح المغيث (3/103) و شرح الألفية للعراقي (3/13-14) والإصابة (1/9) و مقدمة ابن الصلاح (ص 147) والباعث الحثيث (ص 181-182) وشرح النووي على صحيح مسلم (15/149) والتقريب للنووي (2/214) والمستصفى للغزالي (ص 189-190 ) وفي غيرها من الكتب .

ذكر النووي في شرح صحيح مسلم (8/231) و ابن القيم في زاد المعاد (2/126) أن معاوية رضي الله عنه من مسلمة الفتح ، أي أنه أسلم سنة ( 8هـ ) ، في حين ذكر أبو نعيم الأصبهاني كما في معرفة الصحابة (5/2496) و الذهبي كما في تاريخ الإسلام - عهد معاوية - ( ص 308) أنه أسلم قبيل الفتح .

وقال قوّام السنة في سير السلف الصالحين ( 2/ 663 ) رواية عن معاوية رضي الله عنه أنه يقول فيها : أسلمت عام القضية ، لقيت النبي صلى الله عليه وسلم فقبل إسلامي ، وعام القضية هو العام الذي صُد النبي صلى الله عليه وسلم عن البيت ( عام 6 هـ ) . وانظر هذا الخبر في تاريخ الطبري ( 5 / 328 ) البداية والنهاية لابن كثير ( 8 / 21 ) والاستيعاب لابن عبد البر ( 3 / 395 ) .

وقال الإمام أبو نعيم الأصبهاني في معرفة الصحابة ( 5 / 2496 ) في ترجمة معاوية رضي الله عنه : كان من الكتبة الحسبة الفصحة ، أسلم قبيل الفتح ، وقيل عام القضية وهو ابن ثمان عشرة ، وعده ابن عباس من الفقهاء ، قال : كان فقيهاً ..

ومرد الاختلاف بين المصادر حول تاريخ إسلام معاوية رضي الله عنه يعود إلى كون معاوية كان يخفي إسلامه ، كما ذكر ذلك ابن سعد في الطبقات (1/131) ، وهو ما جزم به الذهبي ، حيث قال : أسلم قبل أبيه في عمرة القضاء – أي في سنة ( 7هـ ) – وبقي يخاف من الخروج إلى النبي صلى الله عليه وسلم من أبيه .. وأظهر إسلامه عام الفتح . انظر : تاريخ الإسلام – عهد معاوية – ( ص 308) .

وبعد هذا هل يبقى مطعن في معاوية رضي الله عنه من كونه من مسلمة الفتح – وليس في ذلك مطعن - وإن سلمنا بأنه من مسلمة الفتح ؛ فهل هذا يقلل من شأن صحبته رضي الله عنه ؟!

وهذا تفصيل في أمر طبقات الصحابة رضوان الله عليهم .. وقد اخترت تقسم الأمام الحاكم ، لأنه المشهور عند العلماء في عدد طبقات الصحابة من أنها اثنتا عشرة طبقة ، وهو الذي جرى عليه أكثر الذين كتبوا في طبقات الصحابة رضي الله عنهم . انظر تعليق أحمد شاكر على الباعث الحثيث ( ص 184 ) ، وقد قسم الحاكم في كتابه معرفة علوم الحديث (ص 22-24 ) ، أن الصحابة على مراتب :

الطبقة الأولى : قوم أسلموا بمكة ، مثل أبي بكر و عمر و عثمان و علي و غيرهم رضي الله عنهم .

الطبقة الثانية : أصحاب دار الندوة – و هي دار قصي بن كلاب – و ذلك أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما أسلم وأظهر إسلامه ، حمل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى دار الندوة فبايعه جماعة من أهل مكة . منهم : سعيد بن زيد و سعد بن أبي وقاص .

الطبقة الثالثة : المهاجرة إلى الحبشة . منهم : حاطب بن عمر بن عبد شمس و سهيل بن بيضاء و جعفر بن أبي طالب .

الطبقة الرابعة : الذين بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم عند العقبة . منهم : رافع بن مالك و عبادة بن الصامت ، وأسعد بن زرارة .

الطبقة الخامسة : أصحاب العقبة الثانية وأكثرهم من الأنصار – و هذه العبارة فيها نظر ؛ لأنه من المعلوم والثابت أنه لم يشترك مع أصحاب العقبة الأولى والثانية أحد من غير الأنصار ، اللهم إلا العباس فقد حضر ليستوثق للنبي صلى الله عليه وسلم - .

الطبقة السادسة : أول المهاجرين الذين وصلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم و هو بقباء ، قبل أن يدخلوا المدينة و يبني المسجد . منهم : أبو سلمة بن عبد الأسد و عامر بن ربيعة .

الطبقة السابعة : أهل بدر الذين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم : لعل الله أن يكون قد اطلع على أهل بدر فقال : اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم . البخاري (2/170-171) ، ومنهم : حاطب بن أبي بلتعة ، و المقداد بن الأسود و الحباب بن المنذر .

الطبقة الثامنة : المهاجرة الذين هاجروا بين بدر والحديبية . منهم المغيرة بن شعبة .

الطبقة التاسعة : أهل بيعة الرضوان ، الذين أنزل الله تعالى فيهم {لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة }[الفتح/18] ، و منهم : سلمة بن الأكوع وابن عمر و سنان بن أبي سنان .

الطبقة العاشرة : المهاجرة بين الحديبية والفتح ، منهم : خالد بن الوليد و عمرو بن العاص .

الطبقة الحادية عشرة : هم الذين أسلموا يوم الفتح ، منهم : أبو سفيان بن حرب و عتاب بن أسيد و حكيم بن حزام و بديل بن ورقاء .

الطبقة الثانية عشرة : صبيان وأطفال رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح ، و في حجة الوداع و غيرهما ، و عدادهم من الصحابة . منهم : السائب بن يزيد و عبد الله بن ثعلبة ، و أبو الطفيل بن عامر بن واثلة ، وأبو جحيفة وهب بن عبد الله .

و وجهة الحاكم فيما ذهب إليه : أنه نظر إلى أمر زائد على أصل الصحبة ، و قد لاحظ اعتبارات أخرى ، كالسبق إلى الإسلام والغزو وما إلى ذلك ..


ومن خلال ما سبق ذكره نجد أن معاوية رضي الله عنه يدخل ضمن الطبقة العاشرة ، هذا إذا أخذنا بأنه أسلم بعد الحديبية ، أما إذا أخذنا بما هو مشهور من أنه أسلم يوم الفتح فإنه من الطبقة الحادية عشرة ، وفي كل خير ، فقد فازوا بشرف الصحبة وأنعم بها من صحبة ..

يعد معاوية رضي الله عنه من الذين نالوا شرف الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومرد ذلك إلى ملازمته لرسول الله صلى الله عليه وسلم بعد فتح مكة ، لكونه صهره وكاتبه صلى الله عليه وسلم ، هذا وقد روى معاوية عنه ( مائة وثلاثة وستين حديثاً ) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . قاله ابن حزم في أسماء الصحابة الرواة وما لكل واحد منهم من العدد ( 55 ) .

اتفق له البخاري ومسلم على أربعة أحاديث ، وانفرد البخاري بأربعة ومسلم بخمسة . السير للذهبي ( 3 / 162 ) . مرويات خلافة معاوية للدكتور خالد الغيث ( ص 33 ) .

حدث عنه من الصحابة : عبد الله بن عباس وأبو سعيد الخدري وأبو الدرداء وجرير بن عبد الله والنعمان بن بشير ، وعبد الله بن عمروبن العاص ووائل بن حجر وعبد الله بن الزبير .. ومن التابعين : سعيد بن المسيب وعلقمة بن وقاص وعروة بن الزبير ومحمد بن الحنفية وعيسى بن طلحة وحميد بن عبد الرحمن بن عوف وأبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف وسالم بن عبد الله والقاسم بن محمد وآخرين . انظر معرفة الصحابة لابن نعيم ( 5 / 2497 – 2498 ) .

وإلى اللقاء في الحلقة القادمة وشبهة أخرى والرد عليها ..

أخوكم : أبو عبد الله الذهبي ..







 
قديم 18-06-03, 04:06 AM   رقم المشاركة : 10
الشاذلي
عضو






الشاذلي غير متصل

الشاذلي


الآن الحلقة الثانية ..

(أرجو من المشرفين أن يحذفوا هذه الحلقة التي تعمدت نشرها من قبل لتبيان تمهيد الموضوع)

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، ثم أما بعد :-

نكمل اليوم ما بدأناه من هذه السلسلة ( شبهات وأباطيل حول معاوية رضي الله عنه ) وقد تقدم معنا في الحلقة الماضية الحديث عن عدالة الصحابة وأقوال أهل العلم في ذلك .. واليوم إن شاء الله سيكون الحديث عن تحريم سب الصحابة عموماً وخصوصاً أو الطعن فيهم مع بيان أقوال أهل العلم في ذلك .. والله الموفق ..

 تحريم سب الصحابة رضي الله عنهم ..

إن سب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم محرم بنص الكتاب العزيز ، و هو ما تعتقده و تدين به الفرقة الناجية من هذه الأمة .

دلالة القرآن على تحريم سبهم رضي الله عنهم :-

لقد جاءت الإشارات إلى تحريم سبهم في غير ما آية من كتاب الله تعالى ، من ذلك :-

1 - قوله تعالى {والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم و رضوا عنه } .

وجه الدلالة : أن الله تعالى رضي الله عنهم رضى مطلقاً ، فرضي عن السابقين من غير اشتراط إحسان و لم يرض عن التابعين إلا أن يتبعوهم بإحسان ، والرضى من الله صفة قديمة فلا يرضى عن عبد علم أنه يوافيه على موجبات الرضى ، و من رضي الله عنه لم يسخط عليه أبداً .

2 - قوله تعالى { إن الذين يؤذون الله و رسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذاباً مهيناً } [الأحزاب/57] .

وجه الدلالة : إن إيذاء الرسول يشمل كل أذية قولية أو فعلية من سب و شتم أو تنقص له أو لدينه ، أو ما يعود إليه بالأذى ، و مما يؤذيه صلى الله عليه وسلم سب أصحابه و قد أخبر صلى الله عليه وسلم أن إيذاءهم إيذاء له ، و من آذاه فقد آذى الله . المسند (4/87) و تيسير الكريم الرحمن (6/121) .

3 - قوله تعالى { والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً } [الأحزاب/58] .

وجه الدلالة : أن النهي عن سب المؤمنين والمؤمنات بما ينسب إليهم مما هم منه براء ، فإن الصحابة رضي الله عنهم في صدارة المؤمنين ، فإنهم المواجهون بالخطاب في كل آية مفتتحة بقوله { يا أيها الذين آمنوا } . إلى غيرها من الآيات الكثيرة .

دلالة السنة عل تحريم سب الصحابة :-

لقد دلت السنة النبوية المطهرة على تحريم سب الصحابة والتعرض لهم بما فيه نقص و حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الوقوع في ذلك ، لأن الله تعالى اختارهم لصحبة نبيه و نشر دينه وإعلاء كلمته ، فبلغوا الذروة في محبته صلى الله عليه وسلم فكانوا له وزراء وأنصاراً يذبون عنه و سعوا جاهدين منافحين لتمكين الدين في أرض الله حتى بلغ الأقطار المختلفة و وصل إلى الأجيال المتابعة كاملاً غير منقوص ، فمن الأحاديث التي دلت على تحريم سبهم :-

1 - مارواه الشيخان في صحيحيهما عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لاتسوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما أدرك مد أحدهم ولانصيفه .

فهذا الحديث اشتمل على النهي والتحذير من سب الصحابة رضي الله عنهم ، و فيه التصريح بتحريم سبهم ، و قد عد بعض أهل العلم سبهم من المعاصي والكبائر . شرح مسلم (16/93) .

2 – روى الحافظ الطبراني بإسناده إلى عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لاتسبوا أصحابي لعن الله من سب أصحابي . أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (10/21) و رجاله رجال الصحيح .

3 - وروى أيضاً بإسناده إلى ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من سب أصحابي فعليه لعنة الله و الملائكة والناس أجمعين . أورده السيوطي في الجامع الصغير ، و حسن إسناده الألباني في صحيح الجامع .

4 - روى الطبراني من حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إذا ذكر أصحابي فأمسكوا . مجمع الزوائد (7/202) .و صحح الألباني سنده في صحيح الجامع .

إلى غيرها من الأحاديث الصرحية التي تنهى عن سب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، فعلى المسلم أن يحذر من سبهم أو يعترض لهم بما يشينهم رضي الله عنهم ، و قد جمع الإمام الذهبي الذنوب التي هي من الكبائر في كتابه الكبائر (ص233-237) وعد سب الصحابة منها .

والحاصل مما تقدم أن السنة دلت على أن سب الصحابة من أكبر الكبائر وأفجر الفجور ، وأن من ابتلي بذلك فهو من الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا و هم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً .

من كلام السلف في تحريم سب الصحابة :-

إن النصوص الواردة عن سلف الأمة وأئمتها من الصحابة و من جاء بعدهم من التابعين لهم بإحسان التي تقضي بتحريم سب الصحابة والدفاع عنهم كثيرة جداً ، و متنوعة في ذم وعقوبة من أطلق لسانه على أولئك البررة الأخيار ، فمن ذلك :-

1 - ذكر ابن الأثير في جامع الأصول (9/408-409) عن رزين من حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال : قيل لعائشة : إن ناساً يتناولون أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حتى أبابكر وعمر ، فقالت : و ما تعجبون من هذا ؟ انقطع عنهم العمل فأحب الله أن لا ينقطع عنهم الأجر .

2 - روى ابن بطة في شرح الإبانة (ص119) بإسناد صحيح إلى ابن عباس رضي الله عنه قال : لا تسبوا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، فلمقام أحدهم ساعة – يعني مع النبي صلى الله عليه وسلم – خير من عمل أحدكم أربعين سنة .

3 – روى أبو يعلى والطبراني عن أم سلمة رضي الله عنها أنها قالت لأبي عبد الله الجدلي : يا أبا عبد الله أيسب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيكم ، قلت : أنى يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قالت : أليس يسب علي و من يحبه ، و قد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبه . مجمع الزوائد (9/130) بسند صحيح .

4 - روى محمد بن عبد الواحد المقدسي بإسناده إلى سعيد بن عبد الرحمن بن أبي أبزى قال : قلت لأبي : ما تقول في رجل يسب أبا بكر ؟ قال : يقتل ، قلت : سب عمر ؟ قال : يقتل . تهذيب التهذيب (6/132-133) .

5 – قال مالك بن أنس رحمه الله : الذي يشتم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس له سهم أو قال نصيب في الإسلام . شرح الإبانة لابن بطة (ص162) .

6 - قال عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي : من شتم أبا بكر الصديق رضي الله عنه فقد ارتد عن دينه وأباح دمه . نفس المصدر . إلى غيرها من الأقوال الكثيرة .

حكم ساب الصحابة وعقوبته :-

اختلف أهل العلم في الحكم والعقوبة التي يستحقها من سب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أو جرحهم ، هل يكفر بذلك و تكون عقوبته القتل ، أو أنه يفسق بذلك و يعاقب بالتعزيز .

1 - ذهب جمع من أهل العلم إلى القول بتكفير من سب الصحابة رضي الله عنهم أو انتقصهم و طعن في عدالتهم و صرح ببغضهم وأن من كان هذه صفته فقد أباح دم نفسه و حل قتله ، إلا أن يتوب من ذلك ويترحم عليهم ، و ممن ذهب إلى هذا القول من السلف :-

1 - الصحابي عبد الرحمن بن أبزى ، كما في كتاب النهي عن سب الأصحاب (ص23) .

2 - عبدالرحمن بن عمرو الأوزاعي ، في شرح الإبانة لابن بطة (ص162) .

3 - أبو بكر بن عياش ، كما في شرح الإبانة ( ص 160) .

4 - سفيان بن عيينة ، كما في كتاب النهي عن سب الأصحاب (ص24-25) .

5 - محمد بن يوسف الفريابي ، كما في شرح الإبانة (ص 160) .

6 - بشر بن الحارث المروزي ، كما في شرح الإبانة ( ص 162) .

7 - محمد بن بشار العبدي ، كما في شرح الإبانة ( ص 160) .

و غيرهم كثير ، فهؤلاء الأئمة صرحوا بكفر من سب الصحابة و بعضهم صرح مع ذلك أنه يعاقب بالقتل ، وإلى هذا القول ذهب بعض العلماء من الحنفية والمالكية والشافعية و الحنابلة والظاهرية .

2 – و ذهب فريق آخر من أهل العلم إلى أن ساب الصحابة لا يكفر بسبهم بل يفسق و يضلل و لا يعاقب بالقتل ، بل يكفي بتأديبه وتعزيره تعزيراً شديداً يردعه و يزجره حتى يرجع عن ارتكاب هذا الجرم الذي يعتبر من كبائر الذنوب و فواحش المحرمات ، وإن لم يرجع تكرر عليه العقوبة حتى يظهر التوبة ، و ممن يرى بذلك من الأئمة :-

1 - عمر بن عبد العزيز ، كما في الصارم المسلول (ص569) .

2 - عاصم الأحول ، كما ذكره ابن تيمية في الصارم المسلول (ص 569) .

3 - الإمام مالك ، كما في الشفاء (2/267) .

4 - إسحاق بن راهوية ، كما في الصارم المسلول (ص568)

و جمع غفير من الأئمة ، فهذه النقول توضح أن طائفة من أهل العلم ذهبوا إلى أن ساب الصحابة فاسق و مبتدع ليس كافراً ، يجب على السلطان تأديبه تأديباً شديداً لا يبلغ به القتل .

و الذي يترجح أن ساب الصحابة لا يكفر ، لكن هذا ليس على إطلاقه ، وإنما هو مشروط بعدم مصادمة النصوص الصريحة من الكتاب والسنة الصحيحة ، و عدم إنكار ما هو معلوم من الدين بالضرورة ، وعلى هذا يحمل كلام من أطلق القول بعدم التكفير . والله سبحانه وتعالى أعلم .

وإلى اللقاء في الحلقة القادمة ومع ذكر بعض من فضائل الصحابة عموماً ومعاوية رضي الله عنه خصوصاً وبيان أقوال أهل العلم في ذلك .. والله الموفق ..

أخوكم : أبو عبد الله الذهبي ..







 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:07 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "