العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-10-15, 11:18 PM   رقم المشاركة : 1
امـ حمد
عضو ذهبي







امـ حمد غير متصل

امـ حمد is on a distinguished road


ياصبر أيوب

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ياصبر أيوب
يتعرض المرء للظلم من أناس لطالما وضع كل ثقته بهم،وإذا هم يظلموه،
الصبر ليس مجرد صفة يتصف بها الناس، رُبما بطبيعة البشر اعتدنا على العجلة في كافة أمور حياتنا، ويضيق بنا ذرعاً إن قيل لنا انتظروا أو اصبروا،
ومن القصص المُلهمة والتي تزيد المرء تمسكاً بالصبر هي قصة نبي الله أيوب،عليه السلام، دائماً نحنُ نقول يا صبر أيوب دون أن نستشعر العظمة لذلك الصبر، فلعل التذكير بهذه القصة يجعلنا نصبر ونحتسب الأجر من الله،
حيث يضرب بإسمه المثل في صبر الصابرين فيقال (صبر أيوب)
كان أيوب،عليه السلام،صاحب مال وجاه وزوجه وأولاد،وكان رجلاً قد رفع الله قدره فجعله نبياً،فقد أهله وولده وماله ولم يبقَ معه إلا زوجتة، ثم ازداد عليه البلاء فأصابه مرض عضال تعجب منه قومه وخافوا من عدوى مرضه فاخرجوه من بينهم،
فعاش في خيمة في الصحراء،قد هدّه المرض وتقرّح جسده وعظم ضُرّه وتركه الناس فلم يقربوه،وطالت سنين المرض بأيوب،عليه السلام،وهو جبل صامد، وفي يوم هادئ بكت زوجته عند رأسه فسألها،مايبكيك،
قالت،تذكرت ما كنا فيه من عز وعيش ثم نظرت إلى حالنا اليوم ف بكيت،
قال لها،أتذكرين العز الذي كنا فيه،كم تمتعنا به من السنين، قالت،سبعين سنة،فقال،كم مضى علينا في هذا البلاء،قالت،سبع سنين،فقال،اصبري حتى نكون في البلاء سبعين سنة كما تمتعنا في الرخاء سبعين سنة،ومر عليه الزمان، وهو يتقلب على فراش المرض ولكن كان بلسان ذاكر وقلب شاكر وجسد صابر، وعين باكية،ولم يجزع،
وفي ساعة من النهار مر قريباً منه رجلان فلما رأيا ضره ومرضه قال أحدهما للآخر،ما أظن الله ابتلى أيوب إلا بمعصية لا نعلمها، عندها رفع أيوب،عليه السلام،يده و( نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ )
فلما نظر الله إليه،نظر إلى عينين باكيتين ما نظرت إلى حرام، ويدين داعيتين،ما لمست حراماً،ولا امتدت إلى حرام ، ولسان حامد، ورأس راكع ساجد،
عندها هزت دعواته أبواب السماء فقال الله(فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ )وأثنى الله عليه فقال( إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ )
خرجت زوجته تعمل، في بيوت حوران، تخدم وتكدح في المنازل لقاء قوت يومهما،
وكانت زوجة أيوب عليه السلام تستمدّ صبرها من صبر زوجها،
وظل الحال على ذلك أعواماً عديدة وهما صابرين محتسبين،
أما زوجته الصالحة فقد بحثت عمّن يستخدمها في العمل، ولكن الأبواب قد أُغلقت في وجهها،
ومع ذلك لم تمدّ يدها لأحد،وتحت ضغط الحاجة والفقر، اضطرت أن تقص ضفيرتيها لتبيعهما،
مقابل رغيفين من الخبز،ثم عادت إلى زوجها وقدّمت له رغيف الخبز،وعندما رأى أيوب عليه السلام،ما فعلت زوجته بنفسها شعر بالغضب،ولم يأكل رغيفه،
كان غاضباً من تصرّفها،ما كان ينبغي لها أن تفعل ذلك،
ورغم أن زوجة أيوب عليه السلام كانت تطلب منه كثيرا أن يدعو الله لكي يزيح عنه هذا البلاء الذي
استمر سنوات عديدة إلا أنه كان يرفض أن يشكو،
تحمل المرض والبلايا،لكن بيع زوجته لضفيرتيها هزه من الداخل،
فنظر إلى السماء وقال(يا رب إنّي مسّني الشيطان بنصبٍ وعذاب،
يا رب بيدك الخير كله والفضل كله وإليك يرجع الأمر كله،ولكن رحمتك سبقت كل شئ،فلا أشقى وأنا عبدك الضعيف بين يدك،
يا رب، مسّني الضر وأنت أرحم الراحمين)
وهنا،امتلأ الفضاء برائحة طيّبة، ورأى أيوب ملاكاً يهبط من
السماء يسلم عليه ويقول،
نعم العبد أنت يا أيوب،
إن الله يقرئك السلام ويقول،لقد أُجيبت دعوتك وأن الله يعطيك أجر الصابرين،
اضرب برجلك الأرض يا أيوب،واغتسل في النبع البارد واشرب منه تبرأ بإذن الله،
غاب الملاك،وشعر أيوب بالنور يضيء في قلبه فضرب بقدمه الأرض، فانبثق نبع بارد عذب المذاق،
إرتوى أيوب عليه السلام ،من الماء الطاهر وتدفقت دماء العافية في وجهه، وغادره الضعف تماماً،
خلع أيوبُ عليه السلام ثوب المرض والضعف وارتدى ثياباً تليق به،يملؤها العافية والسؤدد،
عادت الصحة والعافية،ودبت الحياة من جديد،
عادت الزوجة تبحث عن زوجها فلم تجده،ووجدت رجلاً يفيض وجهه نعمة وصحته وعافية، فقالت له باستعطاف،
ألم تر أيوب، أيوب نبي الله،قال،أنا أيوب،أنت،إن زوجي شيخ ضعيف،ومريض،
المرض والصحة،من الله،وهو سبحانه بيده كل شيء،نعم،لقد شاء الله أن يمنّ عليّ بالعافية وأن تنتهي محنتنا،
كان أيوب عليه السلام واحدًا من عباد الله الشاكرين في الرخاء، الصابرين في البلاء، الأوَّابين إلى الله تعالى في كل حال،
وعَرِفَ الناسُ جميعًا قصةَ أيوب عليه السلام وأيقنوا أن المرض والصحة من الله،وأن الفقر والثراء من الله،
وهنا،امتلأ الفضاء برائحة طيّبة، ورأى أيوب ملاكاً يهبط من
السماء يسلم عليه ويقول،نعم العبد أنت يا أيوب،
المرض والصحة،من الله،وهو سبحانه بيده كل شيء،نعم،لقد شاء الله أن يمنّ عليّ بالعافية وأن تنتهي محنتنا،
كان أيوب عليه السلام واحدًا من عباد الله الشاكرين في الرخاء، الصابرين في البلاء، الأوَّابين إلى الله تعالى في كل حال،
وعَرِفَ الناسُ جميعًا قصةَ أيوب عليه السلام وأيقنوا أن المرض والصحة من الله،وأن الفقر والثراء من الله،فعندما يعانق ثلج الصبر جمرة المصيبه،أتبكي وتشكي وتيأس،
أم تصبر وتحتسب الأجر من الله عز وجل، ويلهج لسانك بعبارة،حسبنا الله ونعم الوكيل،
ويوقن بالآيه الكريمة ( وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم )
فإن الله يلهمه الصبر والسلوان،وينزل السكينة على قلبه
مهما بلغ عظم ألمه،ويُجزا له الأجر والثواب بإذنه تعالى ،

استجاب الله دعاءه وأوحى إليه أن احفر برجلك فينفجر لك نبع من الماء فاغتسل به واشرب منه،فستعود إليك صحتك وترد إليك قوتك،ففعل،فعافاه الله وبرئت جروحه وعاد صحيحاً معافى صحيح الجسم قوي البدن،
وقد جازى الله عبده أيوب بأن رد عليه عافيته وأهله وما له لما رأه عليه من صبر وشكر وحمد،
أين نحن من هذا الصبر،ابسط امور الحياة تبكينا وتؤلمنا،وعند أول المشكلات نجزع ولا نستطيع الصبر،من يصبر فإنه حتماً سينال ما يرضيه بعد صبره،كل شيء في الحياة يحتاج إلى صبر،
قد يبتلينا الله ليختبر صبرنا،فهل نحن صابرون،شاكرون،هل نرضى بما قسمه الله لنا،إن التدابير الإلهية ليست عبث، فكل شيء له حكمة،وتذكروا أنه ما حُرِمنا من شيء إلا وحصلنا على شيءٍ افضل منه،

اللهم أشرح صدرنا،وأرزقنا الصبر كما رزقت نبينا أيوب عليه السلام،
وأن يجعل لنا مخرجاً يرضينا وفرجاً قريباّ،وأرزقنا الصبر،وأعلم أن صبرك نقطة من بحر صبر أيوب،






 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:36 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "