إعترف الشريف المرتضى بأن نص تنصيب إمامة علي بن أبي طالب كان نص خفي (أي لا يفهم معناه بوضوح):
والقسم الآخر: لا نقطع على أن سامعيه من الرسول صلى الله عليه وآله علموا النص بالإمامة منه اضطرارا ولا يمتنع عندنا أن يكونوا علموه استدلالا من حيث اعتبار دلالة اللفظ، وما يحسن أن يكون المراد أو لا يحسن. فأما نحن فلا نعلم ثبوته والمراد به إلا استدلالا كقوله صلى الله عليه وآله (أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي) و (من كنت مولاه فعلي مولاه) وهذا الضرب من النص هو الذي يسميه أصحابنا النص الخفي. كتاب الشافي في الإمامة ج2ص67 الشريف المرتضى
(نصوص تنصيب الامامه) وقلنا: إن النص على ضربين: موسوم بالجلي، وموصوف بالخفي. وأما الجلي: فهو الذي يستفاد من ظاهر لفظه النص بالامامة، كقوله عليه السلام (هذا خليفتي من بعدي) و (سلموا على علي عليه السلام بأمرة المؤمنين). وليس معنى الجلي أن المراد منه معلوم ضرورة، بل ما فسرناه. وهذا الذي سميناه يمكن دخول الشبهة في المراد منه وإن بعدت، فيعتقد معتقد أنه أراد بخليفتي من بعدي بعد عثمان، ولم يرد بعد الوفاة بلا فصل. وهذا التأويل هو الذي طعن به أبو علي الجبائي عليه مع تسليم الخبر. وقال قوم: إنه أراد خليفتي في أهلي لا في جميع أمتي. ويمكن أن يقال في خبر التسليم بإمارة المؤمنين، أنه أراد حصول هذه المنزلة له بعد عثمان، كما يهنأ الوصي في حال الوصية بهذه المرتبة، وإن كانت تقتضي التصرف في أحوال مستقبله، ويسمي في الحال وصيا وإن لم يكن له التصرف في هذه الحال. وأما النص الخفي: فهو الذي ليس في صريحة لفظه النص بالامامة، وإنما ذلك في فحواه ومعناه، كخبر الغدير، وخبر تبوك ، والذين سمعوا هذين النصين من الرسول على ضربين: عالم بمراده عليه السلام، وجاهل به. فالعالمون بمراده يمكن أن يكونوا كلهم عالمين بذلك استدلالا وبالتأمل. ويجوز أن يكون بعضهم على من شاهد الحال وقصد الرسول عليه السلام إلى خطابه بيانه ومراده ضرورة. رسائل الشريف المرتضى ج1 ص338_339
الجلي و الخفي
فأما النص بالقول دون الفعل ينقسم إلى قسمين : أحدهما : ما علم سامعوه من الرسول صلى الله عليه وآله مراده منه باضطرار ، وإن كنا الآن نعلم ثبوته والمراد منه استدلالا وهو النص الذي في ظاهره ولفظه الصريح بالإمامة والخلافة ، ويسميه أصحابنا النص الجلي كقوله عليه السلام (سلموا على علي بإمرة المؤمنين)و(هذا خليفتي فيكم من بعدي فاسمعوا له وأطيعوا). والقسم الآخر : لا نقطع على أن سامعيه من الرسول صلى الله عليه وآله علموا النص بالإمامة منه اضطرارا ولا يمتنع عندنا أن يكونوا علموه استدلالا من حيث اعتبار دلالة اللفظ ، وما يحسن أن يكون المراد أو لا يحسن. كتاب الشافي في الإمامة ج2ص67
فهل يعقل أن دليل أعظم ركن في الإسلام وصل للناس بنص خفي!!