تابع الكلام حول المبحث الأول .
بعدما بينا أن الرافضي كذب في إستدلالهِ بكتاب إبن مخنف لازال الرافضي يحاول أن يثبت أن الحسين رضي الله عنهُ قتل خلاف ما ثبت في التاريخ من كتبهم الركيكة , وإستدل بكتبٍ بجهلهِ ويرى أنها قد تكون حجة على أهل السنة وما أشد ضعف عقولهم إن وقع منها الجهل , ولنرى الآن تتمة كذب هذا الرافضي في كتابهِ في المبحث الأول وسنرى من قتل الحسين رضي الله عنهُ , بعدما نرد على هذا المفتري الكذاب والله ولي التوفيق والمعين على الحق ونصرة الدين العظيم .
قسم راضي آل ياسين كما يقول الرافضي في كتابهِ _ صلح الحسن _ أن الناس كانوا على فئتين ( خوارج , وأمويين ) قلتُ ولله العجب كيف يقول هذا القول ولا يستندُ بهِ على دليل ثم ذكر صاحب الكتاب الرافضي أن ( المسعودي ) ثم إستدل هذا العالم الرافضي بكتاب تاريخ ( المسعودي ) فأما كلام راضي آل ياسين فهو مجرد تراهات يحاولُ فيها أن ينصر مذهبهُ ودينهُ , وسيكون ردنا بإذن الله تبارك وتعالى على ما قالهُ المسعودي في التاريخ ولنرى من هو المسعودي وهل يستقيم الإحتجاج بما يأتي بهِ المسعودي من الأخبار في تاريخهِ أم لا وقد أضحكني حالُ القوم إذ يكذبون الكذبة ويصدقونها .
ولنعرف معاً حقيقة هذا الإستدلال يا أحبة , وكذب ( الكفار ) كتاب .
علي بن الحسين بن علي المسعودي المؤرخ. قال ابن حجر: كتبه طافحة بأنه كان شيعياً معتزلياً، ويعتبره الاثنا عشرية - في تراجمهم - من شيوخهم. توفي سنة (346ه*). يقول القاضي أبو بكر بن العربي: "لا تسمعوا لمؤرخ كلاماً إلا للطبري، وغير ذلك هو الموت الأحمر والداء الأكبر". وقال في المسعودي المؤرخ: "إنه مبتدع محتال". (العواصم من القواصم ص: 248-249). قلتُ سبحان الله ألا يتقي الله في كذبهِ على من يقرأ هذا الكتاب أيها الجاهل عيبٌ عليك هذا الجهل المدقع .
للرافضة كتابات في التاريخ تعمدوا الإساءة فيها لتاريخ الأمة الإسلامية كما في روايات وأخبار الكلبي [محمد بن السائب بن بشبر الكلبي، قال ابن حبان: كان الكلبي سبئياً من أولئك الذين يقولون: إن علياً لم يمت وإنه راجع إلى الدنيا، توفي سنة (146ه*) (ميزان الاعتدال: 3/558، وانظر: ابن أبي حاتم/ الجرح والتعديل: 7/270-271، تهذيب التهذيب: 9/178).]، وأبي مخنف [لوط بن يحيى بن سعيد بن مخنف الأزدي (أبو مخنف) من أهل الكوفة، قال ابن عدي: شيعي محترق صاحب أخبارهم، توفي سنة (157ه*)، له تصانيف كثيرة منها: "الردة"، و"الجمل"، و"صفين" وغيرها , (انظر: ميزان الاعتدال: 3/419-420، الأعلام للرزكلي 6/110-111).]، ونصر بن مزاحم المنقري [نصر بن مزاحم بن سيار المنقري الكوفي، قال الذهبي: رافضي جلد تركوه، توفي سنة 212ه*، ومن كتبه: وقعة صفين، وهو مطبوع، والجمل، ومقتل الحسين.
وكما في كتابات المسعودي في مروج الذهب، واليعقوبي في تاريخه.. وقد أشار الأستاذ محب الدين الخطيب في حاشية العواصم إلى أن التدوين التاريخي إنما بدأ بعد الدولة الأموية، وكان للأصابع الباطنية والشعوبية المتلفعة برداء التشيع دور في طمس معالم الخير فيه وتسويد صفحاته الناصعة [انظر: العواصم من القواصم (الحاشية) ص:177.].ويظهر هذا الكيد لمن تدبر كتاب العواصم من القواصم لابن العربي مع الحاشية الممتازة التي وضعها عليه العلامة محب الدين الخطيب.
فكما يظهر لنا أن المسعودي ( متروك ) الكلام والرواية عند أهل العلم والدراية فلا يصلح الإحتجاج بما في كتابهِ ( مروج الذهب ) من الأخبار فهو رافضي خبيث متروك الإحتجاج والإعتبار بما يرويهِ فهو ساقط والعجيب أن مثل هذا الجاهل يحاول أن يجعل منهُ حجة علينا نحنُ أهل السنة فلله العجب كم جردتم من عقولكم أيها الرافضي الجاهل .
وفي الصفحة 70 من كتابهِ .
حاول الرافضي أن يجعل شمر بن ذي الجوشن الشيعي من الخوارج ولكن الفشل يترقبكم أينما تحلون فسبحان الله أين العقول إن نظرت لما كتبت أيها الرافضي فعرفت أنك من أهل الكذب الخبيث ولنعرف هل شمر بن ذي الحوشن من الخوارج أمن الشيعة كما زعم الرافضي كتاب بلا عنوان محاولاً ترقيع كون شمر بن ذي الجوشن الشيعي شيعياً .
ـ شمر بن ذي الجوشن ـ واسمه شرحبيل ـ بن قرط الضبابي الكلابي، أبو السابغة، من كبار قتلة ومبغضي الحسين عليه السّلام، كان في أول أمره من ذوي الرّئاسة في هوازن موصوفاً بالشجاعة وشهد يوم صفين مع عليّ عليه السّلام، سمعه أبو إسحاق السبيعي يقول بعد الصلاة: اللهمّ إنك تعلم أني شريف فاغفر لي!!! فقال له: كيف يغفر الله لك وقد أعنت على قتل ابن رسول الله ؟! فقال: ويحك كيف نصنع، إن أُمراءنا هؤلاء أمرونا بأمرٍ فلم نخالفهم! ولو خالفناهم كنّا شرّاً من هذه الحُمر. ثمّ أنه لمّا قام المختار طلب الشمر، فخرج من الكوفة وسار إلى الكلتانية ـ قرية من قرى خوزستان ـ ففَجَأه جمع من رجال المختار، فبرز لهم الشمر قبل أن يتمكّن من لبس ثيابه فطاعنهم قليلاً وتمكّن منه أبو عَمرة فقتله وأُلقيت جثته للكلاب. الكامل في التاريخ 92:4، ميزان الاعتدال 449:1، لسان الميزان 152:3، جمهرة الأنساب 72، سفينة البحار 714:1، الأعلام 175:3 ـ 176ابن الأثير 4 / 55 - البداية والنهاية 7 / 270.
ثم إستدل الرافضي بكتاب ( إبن أبي الحديد المعتزلي ) وحقيقة لا يخفى على مثل هذا الأبله أن الرجل ليس بحجة على أهل السنة في كتابهِ بل هو شيعي ثم أصبح معتزل , سبحان الله ولنعرف معاً من هو إبن أبي الحديد المعتزلي هل كان من أهل السنة كما يكذب الرافضي أم كان من الشيعو وسنثبت أن هذا الرافضي من أكذب أهل الأرض في هذا الأمر .
يقول الخوانسارى عن ابن أبى الحديد" عز الدين عبد الحميد بن أبي الحسن بن أبي الحديد , هو من أكابر الفضلاء المتتبعين , و أعاظم النبلاء المتبحرين موالياً لأهل البيت بيت العصمة و الطهارة ... و حسب الدلالة على علو منزلته فى الدين و غلوه فى ولاية أمير المؤمنين (ع) , شرحه الشريف الجامع لكل نفيسة و غريب و الحاوي لكل نافحة ذات طيب ... كان مولده فى غرة ذي الحجة 586 , فمن تصانيفه " شرح نهج البلاغة " عشرين مجلداً , صنفه لخزانة كتب الوزير مؤيد الدين بن العلقمي , ولما فرغ من تصنيفه أنفذه على يد أخيه أبي المعالي , محمد بن العلقمي فبعث له مائة ألف دينار , وخلعه سنية , و فرساً " روضات الجنات للخوانساري 5/20-21 , هذه ترجمة لابن أبي الحديد لأحد علمائكم فما رأيك فيها ؟ ولاحظوا وصف الخوانسارى له بالغلو فى ولاية على رضي الله عنه و أيضاً إليكم هذا الرابط حتى تتأكدوا بأنفسكم من شيعية ابن أبى الحديد. قلتً سبحان الله أبعد هذا يفترون ويكذبون . ؟؟
وقال الرافضي ( كتاب بلا عنوان ) في المبحث الأول :
وأخرج الطبراني في معجمه الكبير3/68 بسنده عن يونس بن عبيد عن الحسن قال: كان زياد يتتبع شيعة علي رضي الله عنه فيقتلهم، فبلغ ذلك الحسن بن علي رضي الله عنه فقال: اللهم تفرد بموته، فإن القتل كفارة (قال الهيثمي في مجمع الزوائد 6/266: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح).
قلتُ : ما أكثر ما يكذب الرافضي , ذكر الحافظ الذهبي في سير ترجمة زياد .
وهو زياد بن عبيد الثقفي ، وهو زياد ابن سمية ، وهي أمه ، وهو زياد بن أبي سفيان الذي استلحقه معاوية بأنه أخوه .
كانت سمية مولاة للحارث بن كلدة الثقفي طبيب العرب .
يكنى أبا المغيرة .
له إدراك ، ولد عام الهجرة وأسلم زمن الصديق وهو مراهق . وهو أخو أبي بكرة الثقفي الصحابي لأمه . ثم كان كاتبا لأبي موسى الأشعري زمن إمرته على البصرة . [ ص: 495 ]
سمع من عمر وغيره .
روى عنه : ابن سيرين ، وعبد الملك بن عمير ، وجماعة .
وكان من نبلاء الرجال ، رأيا ، وعقلا ، وحزما ، ودهاء ، وفطنة . كان يضرب به المثل في النبل والسؤدد .
وكان كاتبا بليغا . كتب أيضا للمغيرة ، ولابن عباس ، وناب عنه بالبصرة .
يقال : إن أبا سفيان أتى الطائف ، فسكر ، فطلب بغيا ، فواقع سمية ، وكانت مزوجة بعبيد ، فولدت من جماعه زيادا ، فلما رآه معاوية من أفراد الدهر ، استعطفه ، وادعاه ، وقال : نزل من ظهر أبي .
ولما مات علي ، كان زياد نائبا له على إقليم فارس .
قال ابن سيرين : قال زياد لأبي بكرة : ألم تر أمير المؤمنين يريدني على كذا وكذا ، وقد ولدت على فراش عبيد ، وأشبهته ، وقد علمت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : من ادعى إلى غير أبيه ، فليتبوأ مقعده من النار . [ ص: 496 ] ثم أتى في العام المقبل ، وقد ادعاه .
قال الشعبي : ما رأيت أحدا أخطب من زياد .
وقال قبيصة بن جابر : ما رأيت أحدا أخصب ناديا ، ولا أكرم جليسا ، ولا أشبه سريرة بعلانية من زياد .
وقال أبو إسحاق السبيعي : ما رأيت أحدا قط خيرا من زياد .
قال ابن حزم في كتاب " الفصل " : لقد امتنع زياد وهو فقعة القاع لا نسب له ولا سابقة ، فما أطاقه معاوية إلا بالمداراة ، ثم استرضاه ، وولاه .
قال أبو الشعثاء : كان زياد أفتك من الحجاج لمن يخالف هواه .
وقال ابن شوذب : بلغ ابن عمر أن زيادا كتب إلى معاوية : إني قد ضبطت العراق بيميني ، وشمالي فارغة ، وسأله أن يوليه الحجاز . فقال ابن عمر : اللهم إنك إن تجعل في القتل كفارة ، فموتا لابن سمية لا قتلا ، فخرج في أصبعه طاعون ، فمات .
قال الحسن البصري : بلغ الحسن بن علي أن زيادا يتتبع شيعة علي بالبصرة ، فيقتلهم ، فدعا عليه .
وقيل : إنه جمع أهل الكوفة ليعرضهم على البراءة من أبي الحسن ، فأصابه حينئذ طاعون في سنة ثلاث وخمسين .
وله أخبار طويلة . ولي المصرين ؛ فكان يشتو بالبصرة ، ويصيف بالكوفة ، [ ص: 497 ] داود ، عن الشعبي : أتي زياد في ميت ترك عمة وخالة ، فقال : قضى فيها عمر أن جعل الخالة بمنزلة الأخت ، والعمة بمنزلة الأخ ، فأعطاهما المال .
لا مشاحة في مثل هذا فزياد ثقة ومقبول عند اهل العلم , والخبر جاء من طريق الحسن البصري , والحسن البصري رحمه الله من الاعلام إلا أنهُ لم يلقى الحسن ولم يروي عنهُ , وكان يحدث بمراسيل فالخبر وإن صح فلا علاقة لهُ بهذا الباب أيها الرافضي , وإن تتبعهم فهذا لا علاقة له بمقتل الحسين , ولا يثبت أنهُ قتل الحسين رضي الله تعالى عنهُ , فكيف توردهُ في مثل هذا الباب أيها الكتاب بلا عنوان ألا تتقي الله فيما تكتب ...
وإستدل الرافضي بتاريخ اليعقوبي .
قلتُ والكتاب متروك الإحتجاج , فلا قيمة لما يوردهُ اليعقوبي في تاريخهِ .
فمثل هذه الكتب الواهنة في الإستدلال والضعف الشديد في بيان حقائق الأمور .
دلائل هوان هذا الدين وضعفهِ , وحقيقةً يضحكني ما يوردهُ الأحمق في كتابهِ هذا .
ثم إستدل الرافضي فقال :
عن إبن بطة و هو أحد علماء أهل السنة في ( المنتقى ) ص 360 : " عن عبد الله بن زياد بن جديد قال : قدم أبو إسحاق السبيعي من الكوفة فقال لنا شمر بن عطية : قوموا إليه ، فجلسنا إليه فتحدثوا فقال أبو إسحاق : خرجت من الكوفة و ليس أحد يشك في فضل أبي بكر و عمر و تقديمهما.
قلتُ : قال محب الدين الخطيب:هذا نص تاريخي عظيم في تحديد تطورالتشيع، فإن أبا إسحاق السبيعي كان شيخ الكوفة وعالمها[انظر ترجمته في: تهذيب التهذيب: 8/63، الخلاصة ص: 291.].ولد في خلافة أمير المؤمنين عثمان قبل شهادته بثلاث سنين، وعمّر حتى توفي سنة 127هـ، وكان طفلاً في خلافة أمير المؤمنين علي، وهو يقول عن نفسه: رفعني أبي حتىرأيت علي بن أبي طالب يخطب، أبيض الرأس واللحية. ولو عرفنا متى فارق الكوفة، ثم عادفزارها، لتوصلنا إلى معرفة الزمن الذي كان فيه شيعة الكوفة علويين، يرون ما يراهإمامهم من تفضيل أبي بكر وعمر، ومتى أخذوا يفارقون علياً، ويخالفونه فيما كان يؤمنبه، ويعلنه على منبر الكوفة من أفضلية أخويه صاحبي رسول الله صلى الله عليه وسلمووزيريه وخليفتيه على أمته في أنقى وأطهر أزمانها [حاشية المنتقى ص: 360-361.].
وقال ليث بن أبي سليم: أدركت الشيعة الأولى وما يفضلون على أبي بكر وعمر أحداً [المنتقى ص: 360-361.].وذكر صاحب مختصر التحفة: إن الذين كانوا في وقت خلافةالأمير رضي الله عنه من المهاجرين والأنصار، والذين اتبعوهم بإحسان، كلهم عرفوا لهحقه، وأحلوه من الفضل محله، ولم ينتقصوا أحداً من إخوانه أصحاب رسول الله صلى اللهعليه وسلم فضلاً عن إكفاره وسبه [مختصر التحفة الاثني عشرية ص: 3.].
ولكن لميظل التشيع بهذا النقاء والصفاء، والسلامة والسمو.. بل إن مبدأ التشيع تغير، فأصبحتالشيعة شيعاً، وصار التشيع قناعاً يتستر به كل من أراد الكيد للإسلام والمسلمين منالأعداء الموتورين الحاسدين.. ولهذا نرى بعض الأئمة لا يسمون الطاعنين بالشيخينبالشيعة، بل يسمونهم الرافضة، لأنهم لا يستحقون وصف التشيع.
ومن عرف التطورالعقدي لطائفة الشيعة لا يستغرب وجود طائفة من أعلام المحدثين، وغير المحدثين منالعلماء الأعلام، أطلق عليهم لقب الشيعة، وقد يكونون من أعلام السنة، لأن للتشيع فيزمن السلف مفهوماً وتعريفاً غير المفهوم والتعريف المتأخر للشيعة، ولهذا قال الإمامالذهبي في معرض الحديث عمن رمي ببدعة التشيع من المحدثين: قال: "إن البدعة علىضربين (فبدعة صغرى) كغلو التشيع، أو كالتشيع بلا غلو، فهذا كثير في التابعينوأتباعهم مع الدين والورع والصدق، فلو رد حديث هؤلاء لذهب جملة من الآثار النبوية،وهذه مفسدة بينة، ثم (بدعة كبرى) كالرفض الكامل، والغلو فيه، والحط على أبي بكروعمر - رضي الله عنهما - والدعاء إلى ذلك، فهذا النوع لا يحتج بهم ولا كرامة،وأيضاً فما أستحضر الآن في هذا الضرب رجلاً صادقاً، ولا مأموناً، بل الكذب شعارهم،والتقية والنفاق دثارهم، فكيف يقبل نقل من هذا حاله؟ حاشا وكلا.
فالشيعي الغاليفي زمان السلف وعرفهم هو من تكلم في عثمان والزبير، وطلحة، ومعاوية، وطائفة ممنحارب علياً - رضي الله عنه - وتعرض لسبهم.
والغالي في زمننا وعُرفنا هو الذييكفر هؤلاء السادة، ويتبرأ من الشيخين فهذا ضال مفتر" [الذهبي/ ميزان الاعتدال: 1/5-6، ابن حجر/ لسان الميزان: 1/9-10 ).
قلتُ : ولا يفرق صاحبنا الرافضي بين التشيع الاول والتشيع الذي أرسل للحسين البيعة , وكما إتضح لنا في الكلام الأول أن هناك كثيراً من الشيعة في الكوفة ممن كتب للحسين , فسبحان الله ألا تفرق بين الشيعة الأوئل والشيعة الذين كتبوا للحسين , صدق من قال إنك حمار وأضلُ من بعير أهلك , فالجاهل يا أحبة لا يفرق بين الشيعة الأوائل والشيعة المتقدمين , وأبي إسحاق السبيعي شيعي إلا أنهُ كان لا يتناول الشيخين , وهو من الشيعة الأصول فإنتم منحرفون ومن قتل الحسين من الشيعة المنحرفة فعجبتُ حقيقة ما تكلمت وجهلت أيها الأبله ولله العجب .
ثم قال الرافضي مستدلاً بكتابهم ( الكافي ) .
(( بل أن أهل الكوفة لم يكونوا شيعة حتى في عهد الإمام علي عليه السلام و قد ذكر الكليني في ( روضة الكافي ) ص 50 في خطبة لأمير المؤمنين عليه السلام قال عنها العلامة المجلسي في ( مرآة العقول ) ج 25 ص 131 : " إن الخبر عندي معتبر لوجوه ذكرها محمد بن سليمان في كتاب ( منتخب البصائر ) " و هو : عن سليم بن قيس الهلالي قال : خطب أمير المؤمنين عليه السلام فقال :
21- عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسَى عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ سُلَيْمِ بْنِ قَيْسٍ الْهِلالِيِّ قَالَ خَطَبَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلام) فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ صَلَّى عَلَى النَّبِيِّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه) ثُمَّ قَالَ أَلا إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ خَلَّتَانِ اتِّبَاعُ الْهَوَى وَطُولُ الأمَلِ أَمَّا اتِّبَاعُ الْهَوَى فَيَصُدُّ عَنِ الْحَقِّ وَأَمَّا طُولُ الأمَلِ فَيُنْسِي الآخِرَةَ أَلا إِنَّ الدُّنْيَا قَدْ تَرَحَّلَتْ مُدْبِرَةً وَإِنَّ الآخِرَةَ قَدْ تَرَحَّلَتْ مُقْبِلَةً وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ بَنُونَ فَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الآخِرَةِ وَلا تَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الدُّنْيَا فَإِنَّ الْيَوْمَ عَمَلٌ وَلا حِسَابَ وَإِنَّ غَداً حِسَابٌ وَلا عَمَلَ وَإِنَّمَا بَدْءُ وُقُوعِ الْفِتَنِ مِنْ أَهْوَاءٍ تُتَّبَعُ وَأَحْكَامٍ تُبْتَدَعُ يُخَالَفُ فِيهَا حُكْمُ اللهِ يَتَوَلَّى فِيهَا رِجَالٌ رِجَالا أَلا إِنَّ الْحَقَّ لَوْ خَلَصَ لَمْ يَكُنِ اخْتِلافٌ وَلَوْ أَنَّ الْبَاطِلَ خَلَصَ لَمْ يُخَفْ عَلَى ذِي حِجًى لَكِنَّهُ يُؤْخَذُ مِنْ هَذَا ضِغْثٌ وَمِنْ هَذَا ضِغْثٌ فَيُمْزَجَانِ فَيُجَلَّلانِ مَعاً فَهُنَالِكَ يَسْتَوْلِي الشَّيْطَانُ عَلَى أَوْلِيَائِهِ وَنَجَا الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَ اللهِ الْحُسْنَى إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه) يَقُولُ كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا لَبَسَتْكُمْ فِتْنَةٌ يَرْبُو فِيهَا الصَّغِيرُ وَيَهْرَمُ فِيهَا الْكَبِيرُ يَجْرِي النَّاسُ عَلَيْهَا وَيَتَّخِذُونَهَا سُنَّةً فَإِذَا غُيِّرَ مِنْهَا شَيْءٌ قِيلَ قَدْ غُيِّرَتِ السُّنَّةُ وَقَدْ أَتَى النَّاسُ مُنْكَراً ثُمَّ تَشْتَدُّ الْبَلِيَّةُ وَتُسْبَى الذُّرِّيَّةُ وَتَدُقُّهُمُ الْفِتْنَةُ كَمَا تَدُقُّ النَّارُ الْحَطَبَ وَكَمَا تَدُقُّ الرَّحَى بِثِفَالِهَا وَيَتَفَقَّهُونَ لِغَيْرِ اللهِ وَيَتَعَلَّمُونَ لِغَيْرِ الْعَمَلِ وَيَطْلُبُونَ الدُّنْيَا بِأَعْمَالِ الآخِرَةِ ثُمَّ أَقْبَلَ بِوَجْهِهِ وَحَوْلَهُ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ وَخَاصَّتِهِ وَشِيعَتِهِ فَقَالَ قَدْ عَمِلَتِ الْوُلاةُ قَبْلِي أَعْمَالا خَالَفُوا فِيهَا رَسُولَ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه) مُتَعَمِّدِينَ لِخِلافِهِ نَاقِضِينَ لِعَهْدِهِ مُغَيِّرِينِ لِسُنَّتِهِ وَلَوْ حَمَلْتُ النَّاسَ عَلَى تَرْكِهَا وَحَوَّلْتُهَا إِلَى مَوَاضِعِهَا وَإِلَى مَا كَانَتْ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه) لَتَفَرَّقَ عَنِّي جُنْدِي حَتَّى أَبْقَى وَحْدِي أَوْ قَلِيلٌ مِنْ شِيعَتِيَ الَّذِينَ عَرَفُوا فَضْلِي وَفَرْضَ إِمَامَتِي مِنْ كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَسُنَّةِ رَسُولِ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه) ) . )) هذا نصُ كلام الرافضي .
قلتُ والإسناد ضعيف جدا. وقال الأخ الكريم نور الدين المالكي .
معجم رجال الحديث للخوئي الجزء12 صفحة213
www.yasoob.com/books/htm1/m020/23/no2370.html
وقع في إسناد كثير من الروايات تبلغ سبعة آلاف ومائة وأربعين موردا ففي بعضها عبر بعلي عن أبيه وفي كثير منها علي بن إبراهيم عن أبيه وفي بعضها علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه . فقد روى عن أبيه - ورواياته عنه تبلغ ستة آلاف ومائتين وأربعة عشر .
ما هو حاله في الرواية هل هو حافظ ؟ هل هو ضابط ؟ وعلى أي أساس يتم توثيقه من قبل المتأخرين ؟
450 النجاشي لم يوثقه
460 الطوسـي لم يوثقه
726 الـــحـلــي لم يوثقه
1315 محمد بن محمد إبراهيم الكلباسي - لم يوثقه
1405 على النمازي الشهرودي - وثقه
1410 علي البروجردي - غير معلوم
1411 الخوئي - وثقه.
ناهيك عن كون سليم بن قيس الهلالي , متكلم في كتابهِ وفيما يرويهِ , وإستدل بكلام شيخ الإسلام إبن تيميه رحمهُ الله تعالى حول أن من قتل مع علي من أهل السنة , قلنا لا خلاف في هذه المسألة في أن بعض أهل السنة قاتل مع علي رضي الله عنهُ , في الفتنة التي وقعت ولكن هذا لا ينفي كون شمر بن ذي الجوشن الشعي من شعية علي بن أبي طالب رضي الله عنهُ , بل كلام شيخ الإسلام إبن تيميه لا يخدمك في قريب أو بعيد بل فيه دلالة على أن هناك في شيعة علي من كان يفضله على بقية الصحابة , وكان شمر بن ذي الجوشن معه في الفتنة فهل شمر سنياً .
ثم ذكر الجاهل أن إبن حجر ترجم لأبان بن تغلب , بل إن ما قالهُ الجوزجاني في أهل الكوفة ثبت فإن أكثرهم غلب عليه التشيع , وأما رواية المبتدع فإنها تقبل ما لم يكن داعية , وترد إن كان داعية أما إن كان رافضياً فإن خبرهُ يرد أما إن كان داعية وخالف بدعتهُ وكان من أهل الصدق قبل حديثهٍ , والجوزجاني من الأعلام والأئمة الحفاظ كان ثقة جليل القدر وما قالهُ في أهل الكوفة أيها الرافضي الخبيث ثبت ولا مشاحة في مثل هذا فمثلك لا يعرف من هو الجوزجاني فلا تتكلم فيه .
ثم إستدل بما أوردهُ في الكامل في التاريخ وما نصهُ : ( ليس لك في الكوفة شيعة ) .
بل صدق ورب الكعبة , وليس المراد من الكلام أيها الرافضي الخبيث ( الشيعة ) بمعناها بل إنما عني من قال أنهم يشايعونهُ ويريدون إمامتهُ ومبايعتهُ , فإنهم لم يشايعوك بل سيخدعوك ونص الكلام واضح فسبحان الله ما من كلام أتيتم بهِ إلا كان عليكم , والدليل : ( بل نتخوف عليك أن يكونوا عليك ) .
وعاد ليستدل بكتاب إبن المخنف وهو ( متروك ) .
وإستدل بكتبهِ علينا فلا إعتبار بما ذكرهُ كتبكم أيها الكذاب المفتري .
وسنبين حقيقة مقتل الحسين ومن كتبكم .
أما مبايعة علي رضي الله عنهُ , فإن الحق واضح .
وهو أن كتبكم شهدت أن الكوفة غلب عليها التشيع فما هذا الجهل المدقع .
إنتهى الكلام على المبحث الأول . يتبع بإذن الله تعالى .