نبوءات لم تتحقق بعد
1- نبوءته صلى الله عليه و سلم عن أرض العرب بأنها ستعود مروجاً و أنهار :
أخرج الإمام أحمد في مسنده فقال حدثنا محمد بن الصباح ثنا إسماعيل يعني ابن زكريا عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( لا تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجاً و أنهاراً)
درجة الحديث :
الحديث صحيح :أخرجه الإمام مسلم في صحيحه
و أحمد في مسنده 370/2 - 417 بلفظه مع الزيادة و قال الهيثمي : رجال أحمد رجال
الصحيح , مجمع الزوائد 331/7
و قال الحاكم في المستدرك : صحيح على شرط مسلم و لم يخرجاه و وافقه الذهبي .
تحقق النبوة :
قال الإمام القرطبي (ت671هـ)
في هذا الحديث إخبار عن خروج من إنتاج الكلأ و مواضع العشب بحفر الآبار و غرس الأشجار و بناء الديار.
قال المؤلف محمد ولي الله الندوي (في سنة 1409هـ)
و قد بدت تباشير تحقق هذه النبوءة في آفاق الجزيرة العربية و أصبحت البلاد التي كانت تعتبر أرض جرداء لا نبات فيها أصبحت تصدر القمح كما بدأت الصحراء تتحول رويداً
رويداً إلى حدائق غناء ، و لعلنا سنرى بأعيننا إن طالت بنا الحياة مصداق هذا الحديث في أرض العرب . اهـ النقل من كتاب (نبوءات الرسول صلى الله عليه و سلم)
قال فضيلة الشيخ الدكتور / خالد بن ناصر بن سعيد الغامدي حفظه الله (في عام 1418هـ)
(من كتابه/موسوعة أشراط الساعة في مسند الإمام أحمد و زوائد الصحيحين جمعاً و تخريجاً و شرحاً و دراسة)
في دراسته للمسائل العقدية في هذا الحديث:
(قال النووي في شرحه لهذا الحديث :
معناه و الله أعلم أنهم يتركونها و الله أعلم أنهم يتركونها و يعرضون عنها فتبقى مهملة لا تزرع و لا تسقى من مياهها و ذلك لقلة الرجال و كثرة الحروب و تراكم الفتن و قرب
الساعة و قلة الآمال و عدم الفراغ لذلك و الإهتمام به . اهـ )
قلت (الكلام للدكتور): و هذا كلام عجيب من الإمام النووي رحمه الله تعالى فقد أبعد النجعة فالحديث يدل على عودة جزيرة العرب مروجاً و أنهاراً , تعني العودة إلى شيء سالف كانت
عليه بلاد العرب ، ولو كانت مثل ما هي عليه اليوم لتكلم النبي صلى الله عليه و سلم بعبارة توحي بعدم العود إلى شيء سابق كأن يقول تصير أو تصبح و هو الذي أوتي جوامع الكلم فقوله تعود يدل على عودتها إلى حالها السابق , و كذا في كلام الإمام ما يدل على غير مراد الحديث ، فأرض العرب قاحلة ، و لا يمكن إذا أهملت فلم تسق و لم تزرع أن تعود مروجاً و أنهاراً! بل تزداد جفافاً و تصحر .
و لا ريب أن هذه البشارة ستقع ،
و هي من معجزاته صلى الله عليه و سلم و دلائل نبوته كما قال الإمام النووي في شرح حديث (قد ملىء جناناً) قال : ( أي بساتين و عمراناً و هو جمع جنة و هو من المعجزات ). و على هذا العود يدل العلم الحديث ، فقد أثبته علماء غير مسلمين .
و الآن تعالوا بنا إلى مدينة جدة و تحديداً جامعة الملك عبد العزيز - كلية علوم الأرض (و هذا كلامي)
حيث دار هذا الحوار بين الشيخ عبد المجيد الزنداني حفظه الله و البروفيسور كورنر(من أشهر علماء العالم في الجيولوجيا ، أشتهر بين العلماء بنقده لنظريات أكابر علماء العالم في الجيولوجيا و هو ألماني تخصص في شبه الجزير العربية و أفريقيا )
الشيخ : هل كانت بلاد العرب بساتين و أنهاراً ؟
البروفيسور : نعم .
الشيخ : متى كان ذلك ؟
البروفيسور : في العصر الجليدي الذي مر بالأرض ، إن الجليد يتراكم في القطب المتجمد الشمالي ثم يزحف نحو الجنوب ، فإذا إقترب من جزيرة العرب (قرباً نسبياً) تغير الطقس و تكون بلاد العرب من أكثر بلاد العالم بساتين و أنهاراً .
الشيخ : و هل ستعود بلاد العرب بساتين و أنهار ؟
البروفيسور : نعم ، هذه حقيقة علمية .
الشيخ : فعجبنا كيف يقول هذه حقيقة علمية ، و هي مسألة تتعلق بالمستقبل فسألناه لماذا ؟ .
البروفيسور : لأن العصر الجليدي قد بدأ ، فهذه الثلوج تزحف من القطب المتجمد الشمالي مرة ثانية نحو الجنوب ((الكلام للدكتور خالد = ظهرت بوادر هذا الزحـف في سوريا و الأردن و شمال المملكة فمدينة عمان في شتاء 1415هـ هبت عليها
عواصف ثلجية لم تعهدها من قبل و بلغ إرتفاع الجليد نحو نصـف متر تــقريباً و أغلقت المدارس و الدوائر الرسمية أبوابها و كذا في مدينة تبوك ، شمال المملكة )
و هي في طريقها لتقترب من المناطق القريبة من بلاد العرب ،
ثم تابع قائلاً: من أدلتنا على ذلك ، ما تسمعون عنه من العواصف الثلجية التي تضرب في كل شتاء المدن الشمالية في أوروبا و أمريكا ، هذه من أدلة العلماء على ذلك . لهم أدلة كثيرة ، إنها حقيقة علمية .
الشيخ : إن هذا الذي تذكره أنت لم يصل إليه العلماء إلا بعد حشد طويل من الإكتشافات و بعد آلات دقيقة يسرت لهم مثل هذه الدراسات .لكنا قد وجدنا هذا مذكوراً على لسان النبي الأمي قبل 1400 عام (وذكر الحديث)
من قال لمحمد صلى الله عليه و سلم أن بلاد العرب كانت بساتين و أنهار ؟
البروفيسور: (فأجاب على الفور) الرومان Roman
الشيخ : (مضمراً في نفسه = فتذكرت قدرته على التخلص من المآزق ) :
و من أخبره بأنها ستعود مروجاً و أنهاراً ؟؟؟
(لقد كان يفر إذا وجد فرصة و لكنه إذا وجد الحقيقة يكون شجاعاً و يعلن رأيه بصراحة)
البروفيسور: إن هذا لا يكون إلا بوحي من أعلى .اهـ
ويكمل الدكتور خالد
و استدل بهذا الحديث : أليسون بالمر (من أشهر علماء الجيولوجيا في الولايات المتحدة الأمريكية)و الشيخ الزنداني و مصطفى عبدالواحد في بحثهم بعنوان (مفاهيم - أفكار - جيولوجيا في القرآن و الحديث النبوي) . قالوا : و لعل أكثر الأفكار إثارة للحيرة ، ما ورد في حديث نبوي شريف و ذكروا حديث أعلاه، ثم قالوا : و تعتبر الأدلة الجيولوجيا و الأركيولوجيا(علم الآثار القديمة) بأن بلا العرب كانت خضراء و ستعود كذلك ، فكرة لم تظهر إلا منذ قرن واحد ،
فهل من الممكن أن يعرف محمد رسول الله صلى الله عليه و سلم شخصياً هذه الأشياء ؟
يجيب على هذا السؤال
العالم الحذر بالمر مفيداً أن ذلك غير ممكن بالنسبة لكثير من الملاحظات ،فهو يتطلب فهماً متقدماً جداً للتاريخ الطبيعي ، ثم أضاف أنه لا يمكن أن يوجد تفسيرات منطقية واضحة لمفهوم عودة ظروف مناخية أفضل إلى شبه الجزيرة العربية . اهـ
و يوضح هذه القضية الدكتور زغلول النجار ، فيقول : وعندنا الدراسات الجيولوجيا تؤكد أن الجزيرة مرت بثمان دورات مطيرة مطراً ، تخللها سبع دورات جفاف ، نحن في الدورة السابعة .
و يتوقع العلماء أن تتحول هذه الدورة إلى دورة أمطار أخرى ، وهناك شواهد علمية كثيرة تؤكد ذلك و كون الرسول صلى الله عليه و سلم يقول : (و ذكر الحديث أعلاه) هو شاهد صدق بنبوة هذا الرسول صلى الله عليه و سلم لأنه لم يكن أحد على عهده صلى الله عليه و سلم يدرك أن جزيرة العرب كانت في الماضي مروجاً و أنهاراً ، و لم يكن أحد يتوقع أن يعود هذا مرة أخرى .
المروج :
المرج ، الفضاء و أرض ذات كلأ ترعى فيه الدواب
حقوق البحث محفوظة لموقع الدفاع عن السنة